الحروب التي خاضها الجيش الإسرائيلي
3/3
حرب 6 أكتوبر(1973م):حرب أكتوبر هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973م، بدعم عربي سياسي واقتصادي وعسكري مباشر. بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 في العاشر من رمضان 1393 هـ بهجوم الجيش المصري والجيش السوري المفاجئ، على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان. تعرف الحرب باسم "حرب تشرين التحريرية" في سورية؛ فيما تعرف في إسرائيل باسم "حرب يوم الغفران" (بالعبرية: ????? ??? ?????، ميلخمت يوم كيبور).
حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، كانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان؛ أما في نهاية الحرب فانتعش الجيش الإسرائيلي، وتمكن من فتح ثغرة "الدفرسوار" على الجبهة المصرية، وعبر الضفة الغربية من القناة، وضرب حصارًا على الجيش الثالث الميداني؛ وعلى الجبهة السورية، تمكن من طرد السوريون من هضبة الجولان.
تدخلت الدولتان العظميان في ذلك الحين في سياق الحرب بشكل غير مباشر؛ حيث زود الاتحاد السوفياتي سوريا ومصر بالأسلحة، وكان الاتحاد السوفيتى قد رفض إعطاء مصر الأسلحة اللازمة بعد أزمة طرد خبرائها عن طريق السادات؛ إلا أن الاتحاد السوفيتى رجع وأعطى مصر جزءاً من الأسلحة، ولكن تمويل مصر الرئيسي في الأسلحة جاء من تشيكوسلوفاكيا بعد زيارة وزير الخارجية المصري إلى براغ في زيارة سرية لم يعلم بها أحد في ذلك الوقت؛ بينما زودت الولايات المتحدة إسرائيل بالعتاد العسكري.
في نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطاً بين الجانبين، ووصل إلى اتفاقية هدنة بين مصر وإسرائيل، قامتا باستبدالها باتفاقية سلام شاملة في "كامب ديفيد" 1979.
انتهت الحرب رسميًا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وضفة قناة السويس الشرقية لمصر؛ مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة، وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
من أهم نتائج الحرب: استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م، على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضًا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.
الخلفية التاريخية لحرب "اكتوبر"حرب أكتوبر هي إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان: المصرية، والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد؛ بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان، اللتان سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب 1967، وكانت إسرائيل قد قضت السنوات الست التي تلت حرب 1967 في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ هائلة لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان (خط آلون) وفي قناة السويس (خط بارليف). في 29 أغسطس 1967 اجتمع قادة دول الجامعة العربية في مؤتمر الخرطوم بالعاصمة السودانية ونشروا بياناً تضمن ما عرف "باللاءات الثلاثة" (عدم الاعتراف بإسرائيل، عدم التفاوض معها، ورفض العلاقات السلمية معها". في 22 نوفمبر 1967 أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار 242 الذي يطالب الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها في يونيو 1967 مع مطالبة الدول العربية المجاورة لإسرائيل بالاعتراف بها وبحدودها.
في 28 سبتمبر 1970 توفي الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وانتخب نائبه (أنور السادات) رئيساً للجمهورية العربية المتحدة. في فبراير 1971 قدم أنور السادات لمبعوث الأمم المتحدة غونار يارينغ، الذي أدار المفاوضات بين مصر وإسرائيل حسب خطة روجرز الثانية، شروطه للوصول إلى تسوية سلمية بين مصر وإسرائيل، وأهمها: انسحاب إسرائيل إلى حدود 4 يونيو 1967. رفضت إسرائيل هذه الشروط؛ ما أدى إلى تجمد المفاوضات.
في 1973 قرر الرئيسان: المصري "أنور السادات"، والسوري "حافظ الأسد"، اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967م. كانت الخطة ترمي الاعتماد على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث وقعت المفاجأة صاعقة على الإسرائيليين.
شنت مصر وسورية هجومًا متزامنًا على إسرائيل في الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر الذي يوافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء.
وقد نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدمًا كبيرًا في الأيام الأولى للقتال، واحتل قمة جبل الشيخ؛ ما أربك الجيش الإسرائيلي كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.
القوات المصريةحشدت مصر 300,000 جندي في القوات البرية والجوية والبحرية، وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من الجيش الثاني الميداني، والجيش الثالث الميداني، وقطاع بورسعيد (تابع للجيش الثاني)، وقيادة البحر الأحمر العسكرية. وتألفت القوات البرية المصرية من 10 ألوية مدرعة و8 ألوية ميكانيكية و19 لواء مشاة و3 ألوية مظليين وكانت خطة الهجوم المصرية تعتمد على دفع الجيشين الثاني والثالث لاقتحام خط بارليف في 5 نقاط، واحتلال "رؤوس كبارى" بعمق من 10-12 كم المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي.
القوات الجوية المصرية كانت تمتلك 305 طائرات مقاتلة، إضافة طائرات التدريب، وارتفع هذا العدد إلى 400 طائرة. ومروحيات القوة الجوية كانت تتألف من 140 طائرة مروحية؛ فيما تمتلك قوات الدفاع الجوي نحو 150 كتيبة صواريخ أرض-جو.
القوات البحرية المصرية تمتلك 12 غواصة و5 مدمرات 3 فرقطات 17 زورق صواريخ 14 كاسحة ألغام، وبالرغم من أن البحرية المصرية لم تشترك في الحرب بشكل مباشر؛ إلا أنها فرضت حصارًا بحريًا على إسرائيل عبر إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية.
حجم القوات المصرية المخصصة للهجوم:
الجيش الثاني الميداني :
فرقة المشاة 2 (نسق أول)
فرقة المشاة 16 (نسق أول)
فرقة المشاة 18 (نسق أول)
فرقة المشاة الآلية 23 (نسق ثاني)
الفرقة المدرعة 21 (نسق ثاني)
قطاع بور سعيد العسكري: (لواءين المشاة 30 و135)
احتياطي القيادة العامة : (الاحتياطي الاستراتيجي)
فرقة المشاة الميكانيكية الثالثة
لواء حرس جمهوري 27
اللواء المدرع 15 (لواء مدرع مستقل)
اللواء المدرع 25 (لواء مدرع مستقل)
اللواء المظلي 170
اللواء المظلي 182
اللواء المظلي 128
مجموعة صاعقة 145
الجيش الثالث الميداني :
فرقة المشاة 7 (نسق أول)
فرقة المشاة 19 (نسق أول)
فرقة المشاة الآلية 9 (نسق ثاني)
الفرقة المدرعة 4 (نسق ثاني)
منطقة البحر الأحمر العسكرية :
لواء المشاة 119 (لواء مشاة مستقل)
لواء المشاة 212 (لواء مشاة مستقل)
مجموعة الصاعقة 132
مجموعة الصاعقة 139
كتيبة الدبابات 279 (كتيبة مستقلة)
خط بارليف
أنفق الإسرائيليون 300 مليون دولار لإنشاء سلسلة من الحصون والطرق والمنشآت الخلفية أطلق عليها اسم "خط بارليف" ولقد امتدت هذه الدفاعات أكثر من 160 كم على طول الشاطئ الشرقي للقناة من "بور فؤاد" شمالاً، إلى "رأس مسلة" على خليج السويس، وبعمق 30-35 كم شرقاً. وغطت هذه الدفاعات مسطحًا قدره حوالي 5,000 كم²، واحتوت على نظام من الملاجئ المحصنة والموانع القوية وحقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات.
وتكونت المنطقة المحصنة من عدة خطوط مزودة بمناطق إدارية وتجمعات قوات مدرعة ومواقع مدفعية، وصواريخ هوك مضادة للطائرات، ومدفعية مضادة للطائرات، وخطوط أنابيب مياه، وشبكة طرق طولها 750 كم. وتمركزت مناطق تجمع المدرعات على مسافات من 5 – 30 كم شرقي القناة. كما جهز 240 موقعًا للمدفعية بعيدة ومتوسطة المدى.
وطبقاً لما قاله موشيه دايان؛ كانت القناة في حد ذاتها، واحدة من أحسن الخنادق المضادة للدبابات المتاحة، وفوق الجوانب المقواة للقناة، أنشأ الإسرائيليون ساتراً ترابياً ضخماً، امتد على طول مواجهة الضفة الشرقية للقناة بدءاً من جنوب القنطرة. وكان ارتفاع هذا الساتر يراوح بين 10 م، 25 م، واستخدم كوسيلة لإخفاء التحركات الإسرائيلية، وصُمّم ليمنع العبور بالمركبات البرمائية بفضل ميله الحاد.
القوات الإسرائيلية
تعتمد الخطة الدفاعية الإسرائيلية على تقسيم الجبهة إلى ثلاثة محاور، وفي كل محور نسقان، إضافة إلى الاحتياطي. وتتوزع المحاور كالآتي:
• محور القنطرة- العريش
• محور الإسماعيلية - أبو عجيلة
• محور السويس - الممرات الجبلية
• حجم القوات الإسرائيلية أمام الجبهة المصرية:
1. النسق الأول: خط بارليف الأمامي وينتشر فيه "لواء أورشليم" (2000 - 3000 فرد).
2. النسق الثاني: على مسافة 5-8 كم شرق القناة وتحتله 3 كتائب مدرعة مدفوعة من الألوية. المدرعة الثلاث في الاحتياطي؛ بحيث تشغل كل كتيبة مدرعة محورًا من المحاور الثلاثة بمجموع 120 دبابة.
3. الاحتياطي: ينتشر في منطقة الممرات الجبلية، على بعد 35-45 كم، ويتألف من 3 ألوية مدرعة (عدا الكتائب التي تشغل النسق الثاني)، وبلغ مجموع الدبابات حوالي 240 دبابة.
حجم القوات الإسرائيلية المكلفة بالقيام بالضربات المضادة على الجبهة المصرية، أو التي تحشد في سيناء في حالة اكتشاف نوايا القوات المصرية للهجوم:
1. 3 قيادة مجموعة عمليات (تعبأ مع الألوية التابعة لها وتعمل كاحتياطي إستراتيجي، متمركزة داخل إسرائيل، حتى يتقرر الجبهة التي يركز ضدها الجهود الرئيسية للقتال أولاً.
2. 5 لواء مدرع.
3. 2 لواء مشاه آلية.
4. 1 لواء مشاه.
5. 1 لواء مظلي.
في تمام الساعة 14:00 من يوم 6 أكتوبر 1973 نفذت القوات الجوية المصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس. وتشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية. وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة، وبطاريات الدفاع الجوي؛ وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية؛ والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي البترول ومخازن الذخيرة.
وكان مقررًا أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى؛ إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية؛ بعد النجاح الذي حققته الضربة الأولى. وإجمالي ما خسرته الطائرات المصرية في الضربة هو 5 طائرات.
العبور (عملية بدر)
حدد الجيشان المصري والسوري موعد الهجوم، الساعة الثانية بعد الظهر بعد أن اختلف السوريون والمصريون على ساعة الصفر؛ ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين، لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم، وعبر القناة 8,000 من الجنود المصريين، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندي، في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.
في إسرائيل دوت صافرات الإنذار في الساعة الثانية لتعلن حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلي الإرسال رغم العيد. وبدأ عملية تعبئة قوات الاحتياط لدفعها للجبهة.
الجبهة المصريةأنجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر عبورها لقناة السويس، وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي.
واستغلت القوات المصرية يوم 7 أكتوبر في تدعيم رؤوس الكباري لفرق المشاة الخمس، كما قامت بسد الثغرات التي بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش. وبحلول يوم 8 أكتوبر اندمجت الفرق الخمسة في "رأس كوبريين" في جيشين. وكان رأس كوبري (الجيش الثاني) يمتد من القنطرة شمالاً إلى "الدفرسوار" جنوبًا أما رأس الكوبري (الجيش الثالث) فيمتد من البحيرات المرة شمالاً، إلى بور توفيق جنوبًا، وكان هناك ثغرة بين رأسي الكوبري للجيشين بطول 30-40 كيلومترا
في أثناء ذلك دعمت القوات الإسرائيلية موقفها على الجبهة ودفعت بـ 5 ألوية مدرعة ليصل مجموع القوات المدرعة الإسرائيلية إلى 8 ألوية مدرعة في سيناء.
وكانت تقديرات المخابرات المصرية قبل الحرب تشير أن الهجوم المضاد الإسرائيلي سوف يبدأ بعد 18 ساعة من بدأ الهجوم المصري بافتراض أن إسرائيل ستعبأ قواتها قبل الهجوم بحوالي 6-8 ساعات، ومعنى ذلك أن الهجوم المضاد الرئيسي سيكون في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر.
؛ إلا أن الهجوم الرئيسي الإسرائيلي لم ينفذ إلا مع صباح يوم 8 أكتوبر حيث شن لواء إسرائيلي مدرع هجومًا على الفرقة "18 مشاة"، وفي الوقت نفسه شن لواء مدرع إسرائيلي آخر هجومًا على الفرقة "الثانية مشاة"، وقد صدت القوات المصرية الهجمات.
بعد الظهيرة عاودت إسرائيل الهجوم بدفع لواءين مدرعين ضد الفرقة الثانية مشاة، وفي نفس الوقت هاجم لواء مدرع الفرقة "16 مشاة" ولم يحقق الهجوم الإسرائيلي أي نجاح.
في 9 أكتوبر عاودت إسرائيل هجومها ودفعت بلواءين مدرعين ضد الفرقة "16 مشاة" وفشلت القوات الإسرائيلية مرة أخرى في تحقيق أي نجاح. ولم يشن الإسرائيليون أي هجوم مركز بعد ذلك اليوم. وبذلك فشل الهجوم الرئيسي الإسرائيلي يومي: 8 و9 أكتوبر في تحقيق النصر، وحافظت فرق المشاة المصرية على مواقعها شرق القناة.
في يوم 11 أكتوبر طلب وزير الحربية (الفريق أول "أحمد إسماعيل") من رئيس الأركان (الفريق سعد الدين الشاذلي)، تطوير الهجوم إلى المضائق؛ إلا أن الشاذلي عارض بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كم، التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظله معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي.
في اليوم التالي (12 أكتوبر) كرر الوزير طلبه من الفريق الشاذلي تطوير الهجوم شرقًا نحو المضائق؛ إلا أن الشاذلي صمم على موقفه المعارض من أي تطوير للهجوم خارج مظلة الدفاع الجوي. بعد ظهيرة يوم 12 أكتوبر تطرق الوزير لموضوع تطوير الهجوم للمرة الثالثة في أقل من 24 ساعة قائلاً: إن "القرار السياسي يحتم علينا تطوير الهجوم نحو المضائق، ويجب أن يبدأ ذلك غدًا 13 أكتوبر"، فقامت القيادة العامة بإعداد التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم والتي أنجزت في 1:30 مساء، وقامت القيادة العامة بإرسال التعليمات إلى قائدي الجيشين: الثاني، والثالث. في الساعة 3:30 اتصل اللواء سعد مأمون (قائد الجيش الثاني) بالقيادة العامة طالبًا مكالمة رئيس الأركان، ليخبره باستقالته ورفضه تنفيذ الأوامر، وبعدها بدقائق اتصل اللواء عبد المنعم واصل بالقيادة؛ ليبدي اعتراضه على الأوامر التي أرسلتها القيادة العامة إليه والمتعلقة بتطوير الهجوم. قال الفريق الشاذلي لرئيسي الجيشين الثاني والثالث: أنه نفسه معترض على تطوير الهجوم؛ لكنه أجبر على ذلك. قام الشاذلي بعد ذلك بإبلاغ الفريق أول أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة باعتراضات قائدي الجيشين الثاني والثالث؛ فتقرر استدعاء اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة العامة. استمر المؤتمر من الساعة 6:00 حتى 11:00 مساء وتكررت نفس وجهات النظر وصمم الوزير على تطوير الهجوم، والشيء الوحيد الذي تغير هو موعد الهجوم؛ إذ تقرر أن يكون من فجر يوم 13 أكتوبر إلى فجر يوم 14 أكتوبر.
وبناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا، هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر "الجدي"، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر "متلا".
وفي قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة "الطاسة"، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه "رمانة".
كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الفريق الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير؛ بسبب التفوق الجوي الإسرائيلي. ويرد رئيس الأركان العامة الفريق الشاذلي على ادعاء السادات بأن تطوير الهجوم هدفه تخفيف الضغط عن سورية، بقوله: "بخصوص ادعاء السادات بأن هجومنا يوم 14 أكتوبر كان يهدف إلى تخفيف الضغط عن سوريا؛ فهو ادعاء باطل، الهدف منه هو تسويغ الخطأ الذي ارتكبته القيادة السياسية المصرية.
ثغرة "الدفرسوار"
في ليلة 15 أكتوبر تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية؛ ما سبب ثغرة في صفوف القوات المصرية، عرفت باسم "ثغرة "الدفرسوار". وقدر الفريق سعد الدين الشاذلي القوات الإسرائيلية غرب القناة- في كتابه "مذكرات حرب أكتوبر" يوم 17 أكتوبر- بأربع ألوية مدرعة، وهو ضعف المدرعات المصرية غرب القناة.
حاولت القوات الإسرائيلية الدخول إلى مدينة الإسماعيلية؛ إلا أن قوات الصاعقة المصرية تمكنت من صد هذا الهجوم في منطقة أبو عطرة، واتسعت الثغرة اتساعًا كبيرًا حتى قطع طريق السويس، وحوصرت السويس، وحوصر الجيش الثالث بالكامل، وحاول الإسرائيليون الدخول إلي مدينة السويس؛ إلا أن المقاومة الشعبية مع قوات صاعقة الجيش الثالث تمكنوا من صد الهجمات الإسرائيلية. كان اتساع الثغرة نتيجة للأخطاء القيادية الجسيمة لكل من السادات وأحمد إسماعيل؛ بدءاً من تطوير الهجوم إلى عدم الرغبة في المناورة بالقوات؛ ما دفع البعض إلى تحميل السادات المسؤولية الكاملة.
وقف إطلاق النار
الجبهة السورية (الجولان)
تتألف القوات السورية من 10 ألوية مدرعة، و5 ألوية آلية، و12 لواء مشاة، وكتيبة مظليين، ومجموعة صاعقة، يتوزعون على النحو التالي:
الفرقة الخامسة مشاة (نسق أول)
لواء المشاة 12.
لواء المشاة 61.
لواء المشاة الآلي 132.
لواء المدفعية 50
اللواء المدرع 47 (ملحق بالفرقة)
فرقة السابعة مشاة (نسق أول)
لواء المشاة 68.
لواء المشاة 85.
لواء المشاة الآلي الأول.
لواء المدفعية 70.
اللواء المدرع 78 (ملحق بالفرقة)
فرقة التاسعة مشاة (نسق أول)
لواء المشاة 52.
لواء المشاة 53.
لواء المشاة الآلي 43.
لواء المدفعية 89.
اللواء المدرع 51 (ملحق بالفرقة)
الفرقة المدرعة الأولى (نسق ثاني)
اللواء المدرع 4.
اللواء المدرع 91.
لواء المشاة الآلي 2.
لواء المدفعية 64.
الفرقة المدرعة الثالثة (نسق ثاني)
اللواء المدرع 20.
اللواء المدرع 65.
لواء المشاة الآلي 15.
لواء المدفعية 13.
احتياطي القيادة العامة :
لواء الحرس الجمهوري المدرع.
اللواء 88 المدرع.
اللواء 141 مدرع.
اللواء 30 مشاة.
اللواء 62 مشاة.
اللواء 90 مشاة.
الكتيبة 82 مظليين.
مجموعة الصاعقة الأولى.
منطقة غرب سورية :
لواء مشاة (حلب)
لواء مشاة (اللاذقية)
لواء مشاة (حمص)
الجبهة السوريةفي نفس التوقيت وحسب الاتفاق المسبق، قام الجيش السوري بهجوم شامل في هضبة الجولان، وشنت الطائرات السورية هجومًا كبيرًا على المواقع والتحصينات الإسرائيلية في عمق الجولان، وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الإسرائيلية ومحطات الرادارات وخطوط الإمداد، وحقق الجيش السوري نجاحًا كبيرًا وحسب الخطة المعدة، بحيث انكشفت أرض المعركة أمام القوات والدبابات السورية التي تقدمت عدة كيلو مترات في اليوم الأول من الحرب؛ ما أربك الجيش الإسرائيلي الذي كان يتلقى الضربات في كل مكان من الجولان.
واصل الجيش السوري تقدمه في الجولان وتمكن في 7 أكتوبر من الاستيلاء على القاعدة الإسرائيلية الواقعة على كتف جبل الشيخ، في عملية إنزال للقوات الخاصة السورية، التي تمكنت من الاستيلاء على مرصد جبل الشيخ وأسر 31 جنديًا إسرائيليًا، وقتل 30 جنديًا آخرين، ورفع العلم السوري فوق قمة في جبل الشيخ، وتراجعت العديد من الوحدات الإسرائيلية تحت قوة الضغط السوري، وأخلت إسرائيل المستوطنين المدنيين الإسرائيليين من الجولان حتى نهاية الحرب.
الهجوم الإسرائيلي المضادفي الساعة 8:30 من صباح يوم 8 أكتوبر بدأ الإسرائيليون هجومهم المضاد بثلاثة ألوية، مع تركيز الجهد الرئيسي على المحورين: الأوسط، والجنوبي. ودارت في الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر معارك عنيفة قرب القنيطرة، وسنديانة، وكفر نفاخ، والخشنية، والجوخدار، وتل الفرس، وتل عكاشة. وكان السوريون يتمتعون خلال هذه المعارك بتفوق المدفعية والمشاة؛ في حين كان العدو متفوقاً بعدد الدبابات المستخدمة؛ نظراً للخسائر التي أصابت الدبابات السورية، وكان الطيران السوري قد انضمت إليه أسراب من الطيران العراقي، وبدأت تنفيذ واجباتها منذ صباح يوم 10 أكتوبر لتقوم بدعم وإسناد القوات البرية.
ومنذ صباح يوم 8 أكتوبر تحوّل ميزان القوى بالدبابات لصالح العدو؛ لأن القوات السورية لم تعد تملك قطع دبابات سليمة، ولم تشترك في القتال العنيف من قبل سوى 3 ألوية؛ في حين دفعت القوات الإسرائيلية قواتها الاحتياطية والتي قدرت بستة ألوية مدرعة سليمة لم تشترك في القتال.
ردت سورية بهجوم صاروخي على قرية "مجدال هاعيمق" شرقي مرج ابن عامر، داخل إسرائيل؛ وعلى قاعدة جوية إسرائيلية في"رامات دافيد" الواقعة أيضًا في مرج ابن عامر.
وفي مساء يوم 10 أكتوبر ظهر أمام القيادة الإسرائيلية وضع جديد يتطلب قراراً سياسياً على أعلى المستويات، فلم يعد أمام قواتها لاحتلال الجولان، سوى الضغط باتجاه منطقة القنيطرة، لدفع القوات السورية إلى ما وراء خط وقف إطلاق النار.
واتخذت جولدا مائير، قراراً باحتلال دمشق؛ فيما عارض هذا القرار موشي دايان، وقد كلف إليعازر، باسئتناف الهجوم. وفي صباح يوم 11 أكتوبر استؤنف الهجوم والتقدم باتجاه دمشق بشكل يجبر السوريين على طلب وقف القتال.
في صباح يوم 11 أكتوبر، كان قادة العدو الإسرائيلي يعتقدون أن نجاح قواتهم في خرق الخط الدفاعي السوري الأول سيؤدي إلى انهيار الجبهة كاملة، ويرجع هذا الاعتقاد إلى خبرة حرب حزيران 67، وقد رسّخت في أذهانهم؛ لأن خرق أية جبهة عربية في نقطة من النقاط سيؤدي إلى انهيار الجبهة بشكل آلي، والحقيقة أن الخرق الإسرائيلي للجبهة في القطاع الشمالي من الجبهة يوم 11 أكتوبر، وتعميق هذا الخرق، في يوم 12 أكتوبر كان يمكن أن يؤديا إلى انقلاب التوازن الاستراتيجي للجيش السوري، لولا صمود الفرقتين الآليتين السوريتين: السابعة، والتاسعة، على محور "سعسع"، وصمود الفرقة الآلية السورية الخامسة عند الرفيد، على المحور الجنوبي، إضافة إلى وصول طلائع الفرقة العراقية السادسة. كما أن اقتراب خط الاشتباك من شبكة الصواريخ أرض – جو السورية المنتشرة جنوبي دمشق حد من عمل الطيران لدعم الهجوم.
بقي الوضع في يومي 13-14 أكتوبر حرجاً إلى حدٍ ما، خاصّة بعد أن بدأ العدو إخراج مجموعة ألوية "بيليد" وزجها في الجبهة، واستخدام اللواء المدرع 20 في دعم ألوية "لانر". قامت مجموعتا ألوية "لانر" و"رفول"، بعدة محاولات لخرق الدفاع على المحور الشمالي دون جدوى.
سلاح البترول (الحظر النفطي)في أغسطس 1973 قام السادات بزيارة سرية للعاصمة السعودية الرياض والتقى بالملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وطلب منه أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية.
في 17 أكتوبر عقد وزراء النفط العرب اجتماعاً في الكويت، تقرر بموجبه خفض إنتاج النفط بواقع 5% شهريًا، ورفع أسعار النفط من جانب واحد.
في 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونغرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل؛ الأمر الذي أدى إلى قيام الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية والمملكة الليبية والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى بإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة؛ ما خلق أزمة طاقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
نهاية الحربتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر عام 1973م.
وقبلت مصر بالقرار، ونفذته اعتبارًا من مساء نفس اليوم؛ إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار؛ فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.
أما سوريا فلم تقبل بوقف إطلاق النار، وبدأت حربًا جديدة أطلق عليها اسم "حرب الاستنزاف"؛ هدفها تأكيد صمود الجبهة السورية، وزيادة الضغط على إسرائيل؛ لإعادة باقي مرتفعات الجولان، وبعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري، وبعد خروج مصر من المعركة واستمرت هذه الحرب مدة 82 يوماً. في نهاية شهر مايو 1974 توقف القتال، بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات بين سوريا وإسرائيل، أخلت إسرائيل بموجبه مدنية القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
العدوان على بيروت(1982): حرب لبنان"حرب لبنان 1982" وتسمى أيضًا بـ"غزو لبنان" أو ما أطلقت عليه إسرائيل اسم "عملية السلام للجليل" و"عملية الصنوبر هي حرب عصفت بلبنان؛ فتحولت أراضيه إلى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإسرائيل. ترجع أسباب هذه الحرب إلى عدد من الأحداث التي جرت في الشرق الأوسط خلال السنين التي سبقتها، من اتفاق القاهرة الذي نظم وجود الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان، إلى الحرب الأهلية اللبنانية.
بدأت المعارك في 6 حزيران 1982؛ عندما قررت الحكومة الإسرائيلية شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفيرها إلى المملكة المتحدة "شلومو أرجوف" على يد منظمة أبو نضال؛ فقامت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان، بعد أن هاجمت منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السوريّة والمليشيات المسلحة الإسلامية اللبنانية، وحاصرت منظمة التحرير وبعض وحدات الجيش السوري في بيروت الغربيّة. انسحبت منظمة التحريرمن بيروت بعد أن تعرّض ذلك القسم منها إلى قصف عنيف، وكان ذلك بمعاونة المبعوث الخاص، فيليب حبيب، وتحت حماية قوات حفظ السلام الدولية.
انتهت هذه الحرب بشكلها المعترف به في عام 1985؛ إلا أن آثارها ومخلفاتها لم تنته حتى نيسان/أبريل من عام 2000، عندما انسحب الجيش الإسرائيلي وأعوانه فعلياً من جنوب لبنان. والجدير ذكره أن إسرائيل قد زجت في هذه الحرب ضعف عدد القوات التي واجهت بها مصر وسوريا في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973.
خلفيات الحرب اتفاق القاهرة 1969
في 3 نوفمبر 1969؛ تم التوقيع على هذا الاتفاق في القاهرة؛ لغرض تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، وقد أعطى الشرعية لوجود وعمل المقاومة الفلسطينية في لبنان. حيث تم اعتراف لبنان بالوجود السياسي والعسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم التأكيد على حرية العمل العسكري انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. حمى هذا الاتفاق الفلسطينيين، من المحاولات المتعددة لنزع سلاحهم. لكن البعض اعتبره متعارضًا مع مبادئ سيادة الدولة اللبنانية، ويتضمن بنوداً تتعارض وأحكام القوانين اللبنانية ولم يكن لهذه الاتفاقية دورًا ملموسًا على الساحة العملية لتحسين العلاقات بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية، ومن جانب آخر؛ عدّت إسرائيل اتفاق القاهرة خرقًا للهدنة المعقودة بينها وبين لبنان سنة 1949.
عملية الليطاني
في الرابع عشر من مارس/آذار 1978، أقامت إسرائيل حزاماً أمنياً بمسافة عشرة كيلو مترات؛ لحماية شمالها من هجمات الفلسطينيين. أدان مجلس الأمن هذه العملية مصدرًا قرار 425 الذي يطلب من إسرائيل الانسحاب الفوري غير المشروط من لبنان. تجاهلت إسرائيل هذا القرار، خاصة أنه لم يمارس عليها أي ضغط دولي أو أميركي أو عربي.
الخلفيات المباشرةكان الوضع في لبنان في بداية عام 1982 يشكل امتداداً لأوضاع الحرب الأهلية اللبنانية، التي بدأت عام 1975، وهي صراع مستمر بين كتلة اليسار اللبناني والمقاتلين الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، واللبنانيين اليمينيين من المسيحيين وحزب الكتائب اللبنانية وإسرائيل من جهة أخرى، واستمر خلال النصف الأول من عام 1982 على شكل صراعات عنيفة بين هذه الأطراف.
في تموز 1981، تم إبرام وقف إطلاق نار بين إسرائيل وقوات منظمة التحرير الفلسطينية بإشراف فيليب حبيب؛ إلا أن الإسرائيليين كانوا قلقين من تجمع قوات منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان منذ وقف إطلاق النار والذي اعتبرته تهديداً لأمن حدودها الشمالية.
في 21 نيسان/ابريل 1982 قصف سلاح الجو الإسرائيلي موقعًا لمنظمة التحرير في جنوب لبنان. وفي 9 أيار/مايو 1982 قامت منظمة التحرير الفلسطينية بالرد بقصف صاروخي لشمال إسرائيل، وتلا هذا القصف المتبادل، محاولة لاغتيال سفير إسرائيل في بريطانيا، "شلومو أرجوف" في 3 حزيران/يونيو 1982، فقامت إسرائيل؛ وكردٍّعلى عملية الاغتيال هذه، بقصفٍ لمنشآت ومواقع تابعة لمنظمة التحرير في قلب بيروت. في اليوم التالي من محاولة الاغتيال والقصف الإسرائيلي لبيروت، قامت منظمة التحرير بقصف شمال إسرائيل مرة أخرى وقتل في هذا القصف إسرائيلي واحد.
بداية الحرب عشية الاجتياح
في 5 - 6 حزيران/يونيو 1982 بدأت إسرائيل جزءًا من قصف جوي ومدفعي كثيف على مدينة صيدا، وقرى: النبطية، والدامور، وتبنين، وعرنون، وقلعة شقيف الإسترتيجية. ودخل الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية في 6 حزيران/يونيو 1982، وتم اجتياز المواقع التي كان يشغلها 7,000 جندي تابع لقوات الأمم المتحدة بكل سهولة.
قدم الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" وقتها الغطاء لإسرائيل في هجومها، حيث أعطى لإسرائيل الضوء الأخضر لتدمير منظمة التحرير، وأكدت إسرائيل للأمريكيين أنها ستدخل لبنان لمسافة لا تتجاوز 30 كيلومترًا لتحقيق أمنها والدفاع عن نفسها. كان ريغان لا يمانع في القيام بعملية سريعة تكون بمثابة درس قوي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولسوريا حليفة الاتحاد السوفيتي؛ حيث صرح دافيد كمحي بأنه لم يكن هناك مقاومة قوية لخطط أرئيل شارون في واشنطن، وأن الولايات المتحدة لم تستطع منع إسرائيل من الهجوم. وفي مقالة في "واشنطن بوست" مع شارون قال هيغ: "...إننا نفهم أهدافكم، ولا نستطيع أن نقول لكم لا تدافعوا عن مصالحكم." وقام وزير الخارجية الأمريكي (الجنرال ألكسندر هيغ) بإخبار شارون عن الحاجة إلى "استفزاز واضح يعترف به العالم" بهدف شنّ الهجوم. ويرى البعض أن عملية أبو نضال لمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن جاءت في اللحظة المناسبة تمامًا بصورة غريبة.
قاد العمليات الإسرائيلية أرئيل شارون (وزير الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت في الحكومة التي رأسها مناحيم بيغين). أعلن وقتها أن السبب هو دفع منظمة التحرير الفلسطينية وصواريخ الكاتيوشا إلى مسافة 40 كيلومترًا عن حدود إسرائيل. تعدلت الأهداف لاحقًا، حيث أعلن الناطق الرسمي للحكومة الإسرائيلية (آفى بارنز) إن أهداف إسرائيل هي:
• إجلاء كل القوات الغريبة عن لبنان ومن ضمن ذلك الجيش السوري.
• تدمير منظمة التحرير الفلسطينية.
• مساعدة القوات اللبنانية على السيطرة على بيروت، وتنصيبها كحكومة لبنانية تملك سلطة وسيادة على كامل التراب اللبناني.
• توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة اللبنانية، وضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية الشمالية.
استناداً إلى لقاء تلفزيوني مع تيمور غوكسل (المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة التي كانت منتشرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية آنذاك)؛ فإنه وفي تمام الساعة 10:35 صباحًا من السادس من يونيو 1982؛ اقتربت 13 دبابة "ميركافا" عند جسر الحمراء الفاصل، وكان هناك في تلك اللحظة 6 جنود هولنديين عند الحاجز حاولوا منع الدبابات من التقدم بوضع عوائق على الطريق؛ ولكن جنود الجيش الإسرائيلي استمروا بالتقدم هاتفين "نحن آسفون هذا غزو" تمكن الهولنديون الستة من إعاقة تقدم دبابتين بصورة مؤقتة لكن هذا لم يدم طويلاً، فقد تلا الدبابات الأولى 1,100 دبابة أخرى. تقدمت القوات الإسرائيلية على عدة محاور باتجاه العاصمة بيروت، ولكنها واجهت مقاومة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني، وتعرض الجيش الإسرائيلي إلى مقاومة شرسة عند محاولته احتلال قلعة شقيف الإستراتيجية، والتي قام مناحيم بيغن بزيارتها شخصيًا بعد بسط السيطرة الإسرائيلية عليها؛ نظراً لأهميتها. واستناداً إلى "عمر العيساوي"، فإن القيادة السورية لم تدرك ضخامة العملية العسكرية الإسرائيلية، وبالرغم من المباغتة تمكن الجيش السوري من وقف تقدم القوة الإسرائيلية المتجهة إلى ظهر البيدر، وقاتل فيما بعد بشراسة في البقاع وكبد إسرائيل خسائر كبيرة.
بعد احتلال قلعة شقيف تم تسليم القلعة إلى سعد حداد قائد قوات جيش لبنان الجنوبي الموالية لإسرائيل. وبعد أيام سقطت صيدا وصور والدامور، (معاقل منظمة التحرير) الواحدة تلو الأخرى أمام التقدم الإسرائيلي، وبدأ الجيش الإسرائيلي بالتقدم نحو الطريق الرئيسي بين بيروت ودمشق مخترقين منطقة الشوف الواقعة في الجزء الجنوبي من جبل لبنان. وفي 8 حزيران/يونيو 1982؛ اشتبك الجيش السوري لأول مرة مع الجيش الإسرائيلي. وبعد 5 أيام فقط من الاجتياح تمكنت القوات الإسرائيلية من بسط سيطرتها على 1/3 من الأراضي اللبنانية. وفي 9 حزيران/يونيو 1982؛ وصل الجيش الإسرائيلي إلى مشارف بيروت، وفي نفس اليوم تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من تدمير عدة مواقع للدفاع الجوي السوري، بالإضافة إلى إسقاط مقاتلة ميغ 21 سورية، في اشتباك جوي ضخم بين 90 مقاتلة إسرائيلية و60 مقاتلة سورية. الجيش السوري أعاد تمركزه خارج منطقة الشوف. وفي يوم 14 حزيران/يونيو 1982؛ دخل الجيش الإسرائيلي شرق بيروت ذات الأغلبية المسيحية، وحاصر القسم الغربي من بيروت الذي كان معقلاً رئيسيًا للميليشيات الفلسطينية.
مع اقتراب نهاية شهر حزيران/ يونيو؛ كان هناك 100,000 جندي إسرائيلي في لبنان، بينما وصل عدد القوات السورية إلى 40000 مقاتل، وكان هناك 11,000 مقاتل فلسطيني محاصر مع ياسر عرفات في غرب بيروت. في مطلع شهر يوليو قام الجيش الإسرائيلي بفرض حصار على غرب بيروت قاطعًا وصول المواد الغذائية والماء عن تلك المنطقة، وتم منع الانتقال بين شطري بيروت، واستمر القصف الإسرائيلي لغرب بيروت بصورة متفاوتة طوال شهر يوليو.
في 12 أغسطس 1982؛ ومع الاقتراب من الوصول إلى اتفاق وشيك حول آلية
مغادرة المقاتلين الفلسطينيين لبيروت؛ قامت إسرائيل بحركة مباغتة أثارت استغراب العالم وغضب الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، حيث قام سلاح الجو الإسرائيلي بشن أعنف قصف جوي ومدفعي وبحري على بيروت استمر لعشر ساعات متواصلة، وأدت هذه الحركة غير المتوقعة إلى إثارة غضب ريغان، الذي اتصل هاتفيًا مع مناحيم بيغن معربًا عن استيائه الشديد من ذلك التصرف.
وتوصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 أغسطس بوساطة المبعوث الأمريكي فيليب حبيب. وفي 19 أغسطس خففت إسرائيل من حصارها لغرب بيروت، وسمحت لإمدادات الصليب الأحمر بدخول بيروت الغربية.
محاور القتال• الجيش اللبناني: لم يتدخل في الصراع نهائياً، وبقي على الحياد.
• الجيش السوري: لم تدخل القوات السورية بشكل كامل بالقتال، إلى أن قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف عدت بطاريات للصواريخ من طراز سام 2، 3، 6 روسية الصنع، التي كانت سوريا قد نصبتها في لبنان. تم صدام في الجو بين ما يقارب 200 طائرة سورية، وما يقاربها من الإسرائيلية، بعد معركتين أرضيتين سريعتين.
• المقاتلين الفلسطينيين: كان معظم المقالتين الفلسطينيين مسلحين تسليحاً خفيفاً؛ ما جعلهم يستعملون أسلوب المقاومة وحرب العصابات.
بيروت المحاصرةفوجئ ياسر عرفات بوصول برقية من الجنوب تنبئ بأن القوات الإسرائيلية تعدت صور شمالاً وبسرعة. نقل جورج حاوي عن عرفات قوله: "مش ممكن، لا مستحيل"، واتصل مع الحاج إسماعيل ليستفسر منه عن الأوضاع؛ إلا أن الحاج إسماعيل كان منشغلاً بإخراج القوات من صيدا؛ بسبب محاصرة الإسرائيليين لها. فوجئ الجميع بحجم الاجتياح، بالرغم من أن بشير الجمِّيل كان قد أكد في أكثر من مرة أن القوات الإسرائيلية قادمة. ربما يعزى ذلك إلى خطاب ريغان الذي أكد فيه أن الدخول سيكون محدودًا بثلاثين كيلومترًا.
تشكل في 14 حزيران/يونيو 1982؛ ما عرف باسم "القيادة المشتركة" للقوات الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، أو "هيئة الإنقاذ الوطني" في بيروت، بدعوة من الرئيس اللبناني (إلياس سركيس)، ضمت زعماء الطوائف الرئيسية في لبنان، وكتيبتين سوريتين استمرتا في القتال. كان هدف هيئة الإنقاذ هو منع تفاقم أزمة المواجهة المسلحة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ ولكن تدريجيًا أصبحت هيئة الإنقاذ هذه عاجزة عن إنجاز أية نتيجة ملموسة، وبعد 9 أيام من تشكيلها انسحب وليد جنبلاط منها واصفًا إياها "بهيئة دفن القتلى".
مع اقتراب نهاية فترة حكم الرئيس اللبناني "إلياس سركيس"، تم تنظيم انتخابات رئاسية في بيروت، وقام البرلمان اللبناني في 23 أغسطس 1982؛ بانتخاب بشير الجميل رئيسًا بإجماع 57 صوتاً، وامتناع 5 عن التصويت، وعدم اشتراك أغلبية الكتلة المسلمة في البرلمان الذي اعتبر الجميل حليفاً لإسرائيل، وقبل 9 أيام من تسلم الجميل مهامه الرئاسية؛ وفي 14 أيلول/سبتمبر 1982؛ تم اغتياله بقنبلة موقوتة، وبعد أسبوع، وفي 21 سبتمبر 1982؛ انتخب البرلمان اللبناني شقيقه أمين الجميِّل رئيسًا، وقام أمين الجميل بتوجيه دعوة إلى زعيم الكتلة المسلمة ورئيس الوزراء (شفيق الوزان) (1925 - 1999) بالبقاء في منصبه كرئيس للوزراء؛ في محاولة من الجميل لتضييق الفجوة وتوحيد الصفوف.
في 13 يونيو؛ قامت القوات الإسرائيلية ومليشيا بشير الجميل بمحاصرة بيروت، واستمر هذا الحصار إلى 28 أغسطس.
طوال فترة الحصار قامت القوات الإسرائيلية بقصف بيروت من البر باستعمال المدفعية، ومن الجو والبحر. تم تسوية معظم المدينة بالأرض، قتل أكثر من 30,000 مدني لبناني؛ وأصيب أكثر من 40,000 شخص؛ ونزح أكثر من نصف مليون شخص عن بيروت.
في فترة الست وسبعين يومًا، استمرت إسرائيل بمنع المعونات الدولية والإنسانية عن المدينة. وادعت إسرائيل أن مسؤولية الوفيات والدمار الذي أصاب البنية التحتية والخسائر البشرية، هو استعمال منظمة التحرير الفلسطينية المدنيين كدروع بشرية، واستعمال منازل المدنيين كمعاقل للقتال؛ ما اضطرها مرغمة على القصف لتدمير البنية التحتية التي يمكن أن يستعملها المقاتلون (أو من تنعتهم بالمخربين).
استعملت إسرائيل في هجومها على بيروت أسلحة محرمةً دوليًا، بدءًا من القنابل العنقودية والفسفورية، مرورًا بالنابالم وألعاب الأطفال المفخخة، وانتهاء بقنابل بخار الوقود. أعاد كل من رونالد ريغان وهنري كسنجر التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتم منع جميع المبادرات التي قدمت لإيقاف القتال. انتهى الحصار بمسح كامل لثلث بيروت من الخارطة، ومقتل 675 جنديًا إسرائليّا إلى جانب استشهاد العديد من المدنيين اللبنانيين.
نتائج الغزوقدم رونالد ريغان ضماناً شخصياً للمقاتلين الفلسطينيين بالحفاظ على أمن عائلاتهم إذا ما غادروا إلى تونس، واضطرت إسرائيل إلى الموافقة على خروج المقاتلين تحت حماية دولية مكونة من 800 جندي مارينز أمريكي، و800 جندي فرنسي و400 جندي إيطالي. على الجانب الآخر قُتل في الفترة ما بين 5 يونيو 1982 وحتى 31 مايو 1985، 1,216 جنديًا إسرائيليًا. على الصعيد السياسي، ونتيجة الضغط الأمريكي، أوفت إسرائيل بوعودها لبشير الجميل، حيث أصبح رئيسًا. وتمكنت حركة فتح من أسر ستة جنود إسرائيليين، تمت مبادلتهم لاحقًا بخمسة آلاف معتقل لبناني وفلسطيني تم احتجازهم في معتقل أنصار في جنوب لبنان.
وتوزع مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية تحت الحماية الدولية على عدة دول، وهي: العراق، اليمن الشمالي، السودان، الأردن، سوريا، الجزائر، فيما غادر 14,614 مقاتلاً فلسطينيًا بيروت إلى تونس.
مذبحة صبرا وشاتيلافي مساء 16 سبتمبر؛ قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة مخيمي "صبرا" و"شاتيلا" للاجئين الفلسطينيين، وسمحت بدخول حوالي 350 عنصرًا مسيحيًإ إلى المخيمات، تحت ذريعة البحث عن مقاتلين فلسطينيين. تم ذبح ما يقارب 3000 مدني أعزل، بالرغم من التعهدات الأمريكية بحماية المدنيين الفلسطينيين، بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان.
وصف الكاتب اللبناني المغترب "بيار كماليو" المجزرة بأنها غير إنسانية، ووصمة عار في جبين لبنان الحر، وأنها كانت رد فعل على اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل.
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، 27/12/2008 - 21/1/2009الوضع قبل الحرب، والعوامل التي أدت إلى نشوبها:
كل المؤشرات كانت تؤكد أن هناك خطة أعدها الجيش الإسرائيلي لاجتياح قطاع غزة، وأن الأمر يتوقف على أخذ الضوء الأخضر، وتحديد ساعة الصفر من جانب القيادة السياسية الإسرائيلية، وتقف في مقدمة هذه المؤشرات:
1- تصريحات القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية المتوالية، وخاصة إيهود أولمرت (رئيس الوزراء)، وإيهود باراك (وزير الجيش)، وتسيفي ليفني (وزيرة الخارجية)، آفي ديختر (وزير الأمن الداخلي)، وجابي اشكنازي (رئيس هيئة الأركان)، التي تهدد باجتياح قطاع غزة للقضاء على البنى التحتية للمجموعات الفلسطينية المسلحة.
2- حملة العلاقات العامة والواسعة التي قامت بها إسرائيل على المستوى الدولي؛ للتحضير لحربها على قطاع غزة، بزعمها أن العملية خيار لا بد منه للدفاع عن مواطنيها ضد الصواريخ التي تنطلق من غزة.
3- التحضيرات الإسرائيلية على صعيد الجبهة الداخلية، مثل: توزيع الكمامات الواقية من الغازات السامة، وتحضير الملاجئ.
4- الحرب النفسية التي مارستها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتحديداً سكان قطاع غزة، كمقدمة للحرب الميدانية.
أما العوامل التي شجعت إسرائيل على الإقدام على حربها، فكانت على النحو التالي:
1- حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني.
2- انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بأوضاعها الداخلية، واستغلال إسرائيل حالة التأييد المطلق لأي خطوة تتخذها من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي قاربت ولايته على الانتهاء.
3- حالة الانقسام في المواقف العربية.
4- رفض حركة حماس تجديد الهدنة مع إسرائيل.
5- بحث إسرائيل عن هدف للمهاجمة لاستعادة هيبة جيشها في المنطقة؛ بعد الإخفاق في حربها على لبنان.
6- كانت إسرائيل تقف على أبواب انتخابات الكنيست، والقادة السياسيين بحاجة إلى ما يعزز موقفهم أمام الرأي العام الإسرائيلي الضاغط باتجاه ضرورة إنهاء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
أهداف ونتائج الحرب على غزة
الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة
يمكن أن نستخلص من تصريحات قادة إسرائيل المتضاربة حول أهداف الحرب على غزة، جملة من الأهداف المعلنة أو المخفية على النحو التالي:
1- تدمير البنى التحتية للمجموعات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وشل قدرتها على إطلاق الصواريخ باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية الجنوبية القريبة من القطاع.
2- تدمير الأنفاق المفتوحة بين قطاع غزة والأراضي المصرية؛ للحيلو