<BLOCKQUOTE>حامد رشدي: التقرير «شائعة مشبوهة» هدفها تعطيل البرنامج النووي المصري</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>د. هشام فؤاد: لدينا يورانيوم مخصب بالمفاعلات.. لكننا لا نمتلك برنامجاً لتخصيبه</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>خبير نووي إسرائيلي: اليورانيوم المخصب له استخدامات سلمية عديدة.. لكنني أدعو «تل أبيب» إلي التحقيق في الأمر
</BLOCKQUOTE>كتبت ــ نادية الدكروري ومحمد عطية:

أثار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول العثور علي جزئيات من اليورانيوم عالي التخصيب الذي يستخدم في صنع الأسلحة النووية في منطقة «أنشاص» شمال شرق القاهرة خلال عامي 2007 و2008 ردود أفعال واسعة علي المستويين المصري والعالمي.

ويؤكد حامد رشدي الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية أن الحديث عن وجود عينات يورانيوم مخصب في مصر «نوع من الافتراءات» تحركها أصابع مشبوهة لأهداف سياسية بهدف تعطيل البرنامج النووي المصري

ووجود مثل هذه العينات قد يكون من آثار مناجم اليورانيوم ونقل اي مواد مشعة يتم عبر قلاه من الرصاص يمنعها من التسرب وما ذكر في تقرير الوكالة لا أساس علمي له من الصحة.

بينما يوضح الدكتور عبد الفتاح هلال أمين الجمعية المصرية للعلوم النووية أن هذه العينات قد تأتي من وقود المفاعلين فكل منهما لديه يورانيوم مخصب بنسبة 10 % بمفاعل إنشاص و20 % بالمفاعل الجديد وونحن لا ننتج يورانيوم مخصبا ولكن يتم استيراده.

ويستبعد كذلك الدكتور هشام فؤاد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق ما ذكر بالتقرير واصفا إياه «بالكلام الفارغ» فلدينا يورانيوم مخصب بالمفاعلات ولكن لا يوجد لدينا برنامج لتخصيبه ووجود مثل هذه العينات أمر طبيعي وبكميات متناهية الصغر.

وعلق الدكتور فؤاد علي التفسير المصري بوجود هذه العينات عبر حاويات ملوثة دخلت البلاد وتستخدم في نقل القضبان المشعة بأنه أمر مستبعد وقيام الوكالة بإذاعة هذا التقرير يأتي بهدف إثارة الشكوك قبل زيارة الرئيس مبارك أوائل الشهر القادم لأمريكا حتي يتم وضع الحديث عن البرنامج النووي المصري ضمن جدول مناقشاته وهو ما يؤكد تسييس التقرير.

من جانبه أشار إيلي شاكيد ــ السفير الإسرائيلي السابق بمصر، إلي أنه ليس سراً أن مصر تهتم بالنشاط النووي فنحن نعلم أن المصريين منذ سنوات يملكون مفاعلاً نووياً صغيراً من نوعه لكنها تستخدمه في مجال الأبحاث، وعلي حد علمي فإنه يخضع للإشراف.

وأضاف السفير الإسرائيلي في تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أنه صحيح أن الرئيس المصري «حسني مبارك» تحدث منذ شهور عن إمكانية انضمام القاهرة لدائرة الدول النووية وكان يتحدث بــ «نغمة تهديد» إلا أن تصريحات «مبارك» جاءت مرة واحدة ولم تتكرر.

وقال شاكيد إنه لإسرائيل مصلحة في معرفة الإجابة عن سؤال هل تقوم القاهرة بتطوير نشاطاتها النووية قائلاً: من المهم معرفة ماذا يحدث هناك فأنا أؤمن أن إسرائيل بالتأكيد تريد معرفة ذلك وستفعل ذلك بشكل غير مباشر دون أن يحدد المقصود من كلامه، مؤكداً في الوقت نفسه أنه من المبكر أيضاً التحدث عن انعكاسات الأمر علي العلاقات بين القاهرة وتل أبيب حسب قوله.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور «افرايم اسكولاي» ــ الخبير النووي الإسرائيلي ــ قوله إن التقارير عن وجود يورانيوم مخصب في مصر ليست بالجديدة، فالأمر حدث عام 1986، مضيفًا: إن الجديد في الأمر هو اكتشاف نسبة من اليورانيوم مخصب «بشكل مرتفع» لكنها لم تفحص تركيبه الكيميائي حتي الآن وهل هو مكون من معادن أو مواد أكسدة ولم تعرف نسبة تخصيبه ومتي حدث وما شابه ذلك من أمور.

وأوضح «اسكولاي» إن اليورانيوم المخصب له استخدامات سلمية، مضيفاً إن القفز لاستنتاجات بأن تخصيب اليورانيوم يأتي لغرض عسكري احتمال بعيد تماماً علي الأقل في هذه الفترة ويجب الحذر من الوصول لمثل هذه الاستنتاجات داعياً تل أبيب إلي المطالبة بإجراء تحقيقات حول الموضوع واتخاذ سياسات لا تحتوي علي مخاطر.

وكان تقرير الوكالة قد أشار إلي أن السلطات المصرية أعربت عن اعتقادها أن بقايا اليورانيوم المخصب كانت في حاويات تحتوي علي مواد مشعة تم استيرادها من الخارج، كما أن الوكالة الدولية تعتقد أن هذه البقايا يمكن أن تكون دخلت مصر في حاويات للنظائر المشعة، ولكنها لم تتأكد حتي الآن من هذا الاعتقاد.