رسائل القسام تقلب معادلات "إسرائيل"
الرسالة نت-محمد العرابيد
تزامنًا مع استمرار تهديدات الجيش (الإسرائيلي) بتوجيه ضربة لحركة حماس في قطاع غزة، نشرت كتائب القسام –الجناح العسكري للحركة- فاصلًا قصيرًا ظهر خلاله إعدادها وتصنيعها الصاروخي، استعدادا لأي مواجهة مقبلة.
الفاصل الذي بلغ مدته 51 ثانية، ظهر خلاله أحد عناصر القسام وهو يصنع صاروخًا كبير الحجم، يبدو أنه من طراز جديد وأكثر تطورًا عن الصواريخ التي استخدمت سابقًا.
يحمل الفاصل الذي بثه القسام تحت عنوان "فجر جديد" باللغة العبرية، رسالة مفادها أن مدنًا محتلة جديدة ستكون في مرمى صواريخ كتائب القسام في أي مواجهة يقدم عليها الاحتلال (الإسرائيلي).
ويبدو أن هذه الرسالة تستهدف الجبهة الداخلية للاحتلال، الذي أعلن أكثر من مرة أنه غير مستعد لأي مواجهة جديدة مع غزة، كما أنها موجهة لقيادة الجيش (الإسرائيلي) لتحذيره من الإقدام على أي خطوة ضد القطاع، كما أجمع محللون سياسيون ومختصون في الشأن (الإسرائيلي) في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت".
فيديو القسام الأخير يعتبر نقلة نوعية في طريقة إرسال الرسائل والحرب النفسية ضد الاحتلال (الإسرائيلي) هكذا وصف المحلل السياسي إبراهيم المدهون الفاصل الذي نُشر.
وقال المدهون أن فيديو القسام أظهر القليل من إمكانيات الكتائب وقدرتها التصنيعية وترك للاحتلال "الإسرائيلي" الخيال لتصور حجم الواقع.
وأوضح أن نشر الفاصل كان بالوقت المناسب واللحظة التي يستطيع فيها اتخاذ القرار، في ظل التحريض (الاسرائيلي) لحكومة نتنياهو، كما أنه أظهر للجمهور اليهودي حجم ما هم مقدمين عليه.
وتوافق المحلل والمختص في الشأن (الإسرائيلي) الدكتور وليد المدلل مع المدهون، بأن الفاصل الذي بثه القسام أرسل العديد من الرسائل للاحتلال من أهمها قوة الردع التي يمتلكها القسام من الصواريخ، وأنه قادر على استهداف جميع المدن (الإسرائيلية).
وقال المدلل "كان هناك تركيز من القسام على طول وعرض الصاروخ، إضافة إلى الرأس المتفجر الذي يحمله، مما يدلل على أن الصاروخ الذي عرض متطور ولم يستخدم من قبل في الحروب.
وأوضح أن القسام وجه رسالة للاحتلال بأنه يمتلك مصانع محلية لتصنيع آلاف الصواريخ القادرة على ضرب جميع المدن (الإسرائيلية).
وأضاف "رغم قصر حجم الفيديو إلا أنه حمل العديد من الرسائل، وأوقع الاحتلال في تخبط مستمر لما هو قادم".
وبالعودة إلى المدهون، الذي رأي أن الفاصل رغم قصره وخلوه من الحديث إلا أنه عميق ومؤثر وواضح، مشيرًا إلى أن الصاروخ كما يظهر في الفيديو صنع بدقة عالية وقد يوقع خسائر في صفوف العدو في أي حرب مقبلة، كما تدل على أن القسام يصنع الصواريخ ولا يستوردها ويمتلك مئات وربما آلاف التي تم تجهيزها وتصنيعها.
وبيَّن أن أيضًا من رسائل القسام هي طمأنة الشعب الفلسطيني بأن التهدئة لم تكن نزهة وراحة وأن كل يوم يمر تطور فيه المقاومة من قدرتها الصاروخية والدفاعية.
وخلال حرب السجيل فاجأت كتائب القسام الاحتلال (الإسرائيلي) باستهداف مدينة القدس وتل أبيت من خلال إطلاق صاروخ M75 الذي يصل مداه إلى أكثر من 75 كيلوا لتستمر في قصف البلدات (الإسرائيلية) طيلة فترة الحرب رغم التحليق المكثف لطائرات الاحتلال واستهدافها للمقاومة على الأرض.
وخلال الفيديو الذي انتشر على الانترنت عرض القسام فاصل تصنيع الصاروخ، ولم يركز على الرقم والمدى الذي يصل إليه الصاروخ مما يدلل على أن القسام استطاع تصنيع صواريخ تصل إلى مسافات بعيدة هكذا فسر المدهون ذلك.
كتائب القسام قادرة على ضرب أي مدينة في عمق الاحتلال (الإسرائيلي) خلال المعارك المقبلة، هذا ما قاله الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حماس خلال حفل تأبين خمسة من عناصر كتائب القسام استشهدوا في نفق للمقاومة شرقي مدينة غزة قبل نحو أسبوعين.
وكان الاحتلال (الإسرائيلي) قد زعم في الأشهر الماضية أن حماس تمتلك عددا كبيرا من الصواريخ المتطورة تصل إلى أكثر من 80 كيلومترا، بعد أن طورتها وجربتها دخل قطاع غزة.
وتوقع المحلل المدلل أنه في حال أقدم الاحتلال بضرب غزة فإن كتائب القسام لديها مفاجئات عديدة.
ونشرت كتائب القسام صورة عبر موقعها مفادها أن كل المدن الفلسطينية المحتلة في مرمى صواريخ المقاومة.
ويظهر في التصميم الذي نشره القسام رسالة باللغتين العربية والعبرية عبارة كتب فيها كل المدن قريبة من غزة في إشارة إلى أن المقاومة جاهزة لأي سيناريو لمواجهة التصعيد (الإسرائيلي) في غزة والضفة والقدس.
وهددت كتائب القسام على لسان المتحدث باسمها أبو عبيدة خلال مؤتمر صحفي، الاحتلال برد قاس حال فكر بالعدوان على القطاع، مؤكدة أن الحروب السابقة كانت نزهة للاحتلال بالمقارنة لأي حرب سيخوضها ضد غزة.
وأوضح أبو عبيدة أن تلك التهديدات لا تدفع المقاومة سوى لتحضير بنك أهدافها استعدادا للحظة الصفر، موجهًا رسالته لجيش الاحتلال "إنه حال قدر أن تكشف شيئًا من أسرارها، فإنها ستفاجئكم".
ورأى المدلل أن خطاب أبو عبيدة متوازٍ ووجه رسالة للاحتلال بلهجة صارمة وصريحة أن حماس جاهزة لدخول أي حرب وبكل قوة.
أما المدهون فقد علّق على خطاب أبو عبيدة قائلًا "إنه خطاب موجز خلا من العبارات الإنشائية وحمل مضامين عسكرية هامة، وجاء كرسالة تحدي صريحة للاحتلال".
وأوضح أن ما أخفاه أبو عبيدة أكثر مما أعلنه عنه، حيث ترك الخيال (لإسرائيل) لتتصور ما لدى المقاومة من مفاجآت، مما يضاعف من لغة الردع والاحباط التي تصيب "إسرائيل".
وفي ظل رسائل القوة التي أرسلتها الكتائب للاحتلال والكشف عن بعض إمكانياتها، يبقي السؤال بماذا سيفاجئ القسام الجيش (الإسرائيلي) في الأيام المقبلة.
http://alresalah.ps/ar/index.php?act=post&id=97245