نواكشوط – «القدس العربي»: لاقت تصريحات أخيرة لنائب رئيس وزراء إيطاليا، ليغي دي مايو، اتهم فيها فرنسا بنهب ثروات إفريقيا وبتفقير الأفارقة ودفعهم نحو الهجرة إلى أوروبا، اهتماماً واسعاً في العديد من دول القارة، حيث ناقشه المدونون على صفحات التواصل وخصصت له الفضائيات الإفريقية حلقات بحث وتحليل وتمحيص.
ورحب مدونون أفارقة في بلدان الاتحاد النقدي لدول غرب إفريقيا بتصريحات نائب رئيس وزراء إيطاليا، ليغي دي مايو، واعتبروها تنبيهاً مهماً بل وشاهداً من أهلها على خطورة ما تقوم القوة الاستعمارية السابقة من استغلال ونهب لبلدان القارة.
وكان ليغي دي مايو الذي يقود حركة «الخمس نجوم»، قد أكد في تصريحات دعمتها صحيفة ألمانية، «أن فرنسا هي المسؤولة عن الفقر الذي يعانيه الأفارقة منذ عقود، كما أنها المسؤولة عما ترتب عن ذلك الفقر من موجات هجرة إفريقية نحو أوروبا».
وأدلى ليغي دي مايو بتصريحاته هذه التي قذف بها فرنسا خلال جولة له بوسط إيطاليا، وهي تدخل ضمن حرب كلامية مستعرة منذ مدة بين باريس وروما.
وقال ليغي دي مايو بلهجة حادة: «إن سبب هجرة الأفارقة التي نشاهد موجاتها الآن هو أن بعض الدول الأوروبية، وبخاصة فرنسا، ظلت تواصل استعمارها لدول إفريقيا».
وأضاف: «لو لم تستغل فرنسا الدول الإفريقية فإن اقتصادها سيكون اليوم في المرتبة الخامسة عشرة بين اقتصادات العالم، لكن الاقتصاد الفرنسي يحتل حالياً موقعاً أمامياً على المستوى الدولي بسبب ما تقوم به فرنسا من نهب متواصل وممنهج لإفريقيا».
وانتقد ليغي دي مايو ما أكد أن فرنسا تقوم به «من استغلال لاقتصاديات دول الفرنك الإفريقي الأربع عشرة المربوط نقدياً بالخزينة الفرنسية وتجني فرنسا عبره أكثر من 440 مليار أورو كل سنة، مع أن الفرنك عملة تعود للعهد الاستعماري»، حسب قوله.
وقال: «إن فرنسا بطباعتها لعملة البلدان الإفريقية الأربعة عشر، تعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول، ما يجعل سكانها الفقراء يهاجرون ويموتون بالمئات على شواطئنا».
وأضاف ليغي دي مايو: «يجب أن نترك لغة النفاق وأن ننتقل من الحديث عن آثار الهجرة نحو البحث في أسبابها».
وأكد ليغي دي مايو «أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يعاقب بلداناً مثل فرنسا التي تستغل بلدان إفريقيا وتدفع الأفارقة للهروب عن واقعهم والموت على أسوار أوروبا».
وأكد ليغي دي مايو «أن تصريحاته ضد فرنسا ليست كلمات مرمية في الهواء، بل سيكون لها أثرها، حيث سيتم قريباً استدعاء فرنسا أمام مجلس الاتحاد الأوروبي لمعاقبتها على جريمة استرقاق الأفارقة التي هي السبب الأساس في الهجرة».
وكان وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سلفيني، قد اتهم فرنسا بطرد المهاجرين الأفارقة نحو إيطاليا قائلاً: «لقد أصبحت الأمور واضحة، ونحن لن نقبل أبداً أن يدخل مهاجرون معتقلون على الأراضي الفرنسية إلى بلدنا دون أن تتمكن قوات أمننا من معرفة هوياتهم».
وردت الحكومة الفرنسية على تصريحات ليغي دي مايو، مؤكدة «أن هذه ليست أول مرة توجه فيها السلطات الإيطالية تعليقات غير مقبولة وعدائية إلينا».
وأكدت وسائل الإعلام الفرنسية في ردها على تصريحات ليغي دي مايو، «أن الحكومة الفرنسية الجديدة تنتقد فرنسا في عدة مجالات، بينها الهجرة والأزمة الليبية، وذلك سعياً منها لإظهار ما يميزها عن حكومة وسط اليسار السابقة التي احتفظت بعلاقات جيدة مع فرنسا».
https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%87%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9-%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3/