المساعدات الخارجية لاسرائيل في برنامجها النووي
بدا سعي الصهاينة وراء الاسلحة النووية منذ قيام الدولة الصهيونية على الاراضي الفلسطينية المحتلة 1948 ... وكانت تلك الفترة بعد ثلاث اعوام بالضبط من نهاية الحرب العالمية الثانية واستخدام السلاخ النووي من قبل الولايات المتحدة الامريكية ضد اليابان وما ادى به الى كارثة انسانية كبيرة ... وظهرت الحمى النووية لدى القيادة الاسرائيلية واعتقد الاسرائيليين ان القنبلة النووية ستكون صمام امان امن اسرائيل في الشرق الاوسط وساوفر لها التحكم بمصير الشعوب العربية ونفيذ سياساتها بالمنطقة والضغط على الشعوب العربية ...
واذ كانوا يعتبرون ان ديفيد بن غوريون هو الاب الروحي لاسرائيل فانه الاب الروحي ايضا للنووي الاسرائيلي ... ولن ينسى احد كلماته عندما قال بمناسبة النووي انه لن يسمح بهولوكوست اخر على الشعب اليهودي وذكر ايضا ان اباء الطاقة النووية هم اليهود اينشتاين واوبنهايمر وادوارد تيللير... وعند بداية معمل ديمونا الاسرائيلي النووي العمود الفقري للبرنامج النووي الاسرائيلي سماه بن غوريون تمويها بمعمل النسيج ... ... لكن اسرائيل اضطرت بالعام 1960 للاعتراف بان معمل النسيج هو مركز للابحاث النووية المتطورة
بالعام 1948 بدات الابحاث الاسرائيلية في وزارة الدفاع جهودا لتطوير اسلحة نووية وارسلت وزارة الدفاع الاسرائيلية مجموعة من الجيولوجيين الاسرائيليين الى صحراء النقب العربية لبحث احتياطات البلوتونيوم واليورانيوم بالمنطقة ... 1949 شهد افتتاح معهد وايزمن في ريفهت باشراف وزارة الدفاع الاسرائيلية كفرع للابحاث النووية وبدا المعهد اعماله سريعا لاعداد طرق جديدة للحصول على الماء الثقيل واستخراج اليورانيوم من الفوسفات اذي تمكنت الوزارة من الحصول عليه من صحراء النقب وظهرت فيما بعد فروع مماثلة للمعهد بالجامعة العبرية بالقدس والمعهد التكنلوجي الاسرائيلي في حيفا
اما الطلاب الاكثر تفوقا في مجال الفيزياء في اسرائيل ارسلوا مباشرة الى الجامعات في سويسرا وهولندا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية للتخصص والتدرب في مجالات الابحاث النووية ...
المساعدات الفرنسية النووية لاسرائيل
اعطت الحكومة الاسرائيلية اهمية خاصة لمشروعها النووي وحشدت له كل العلماء والامكانيات وبالعام 1952 شكل بن غوريون لجنة سرية خاصة مهتمة بالابحاث النووبة واثر تلك اللجنة حاولت اسرائيل الحصول على مافعل نووي من الخارج لان امكانية صنعه بالداخل كانت مستحيلة وهكذا اتجهت اسرائيل نحو الغرب الذي كان متفهما لاقصى الحدود للمطلب
وبالتاكيد انه لولا المساعدات الكبيرة من دول حلف الاطلسي لكانت الجهود الاسرائيلية في هذا المجال قليلة الفعالية ... وقعت اول اتفاقية مع فرنسا بالعام 1953 تحت عنوان التعاون افني واتقني الذي يشمل التعاون الفرنسي الاسرائيلي في مجال تبادل المعلومات الخاصة حول قضايا الطاقة النووية
وفي 1957 صدرت اوامر ببناء مفاعل نووي في منطقة ديمونة بمساعدة فرنسية وبامكان المفاعل الحصول على المواد النووية الانشطارية كالبلوتونيوم المستخدم بصناعة القنابل النووية الذرية ... وكان ذلك يسمى برد الجميل الفرنسي لاسرائيل على مشاركتها بالعدوان الثلاثي على مصر 1956 ...
انتهى بناء المفاعل 1963 وبدا العمل في ذات العام بقدرة 26 ميجاواط وهو قريبا لشبه جدا من المفاعل النووي الامريكي في سافانا بولاية كارولينا الجنوبية ةالذي يعتبر مصدر رئيسي للوليات المتحدة الامريكية في حصولها على البلوتونيوم لانتاج الاسلحة النووية الامريكة ..
وفورت للعلماء الاسرائيليين امكانية الاضطلاع على التجهيزات النووية الفرنسية في مركز الابحاث فيي ساكليه وكذلك على نتائج تجارب الاسلحة النووية الفرنسية عامي 1960-1964 ةالتي شارك بها العلماء الاسرائيليين كمراقبين وقد سهلت هذه المشاركة عملهم الخاص ... وفي 1965 استطاعت اسرائيل الحصول على كميات صغيرة من البلوتونيوم وبالعام 1967 امتلكت اسرائيل كمية من البلوتونيوم المخصب كافية لانتاج اسلحة الاسلة النووية وتشير تقارير الى ان اسرائيل في ذات العام تمكنت من الحصول على اسلحة حقيقية ...
الدور البريطاني في دعم المشروع النووي الاسرائيلي
وبريطانيا صاحب وعد بلفور الشهير الذي منح اليهود اراضي فلسطين لاقامة ارض الميعاد تتمتع بعلاقات قوية من الكيان الصهيوني ... وقدمت بريطانيا العديد من المساعدات العسكرية لاسرائيل من ضمنها مساعدات في برنامجها النووي وشملت المساعدات البريطانية الهامة للمشروع النووي الاسرائيلي ...
ما بين 195-6- قدم بريطانيا العديد من المساعدات للسارائيليين شملت عينات من مواد انشطارية ثقيلة خاصة اليورانيوم عالي التخصيب 1959 والبلوتونيوم عالي التخصيب 1966 بالاضافة الى كميات من الليثيوم 6 والذي يشكل قلب القنبلة الهيدروجينية ويستخدم ايضا كمعزز للانشطار في قنابل الانشطار المعزز القوية جدا ... وما بين 1959-1960 ارسلت بريطانيا 20 طنا من الماء الثقيل للاسرائيليين الى مفاعل ديمونا
الدور الالماني في دعم المشروع النووي الاسرائيلي
تعود العلاقات النووية الاسرائيلية بين اسرائيل والمانيا الى اعوام عديدة حيث قدم المستشار الالماني كونراد ايدناور مساهمة مالية كبيرة لمعهد وايزمان في ريهوفوت وكانت الزيارة التي قام بها وزير الابحاث الاسرائيلي يمان 1985 الى المانيا خطوة على طريق تطوير التعاون الاسرائيلي الاماني في مجال الطاقة النووية وذكرت صحيفةها ارتس الاسرائيلية ان احد موضوعات مع وزير الابحاث الالماني كان مشاركة العلماء الاسرائيليين في بناء مفاعل نووي بالماينا الغربية انذاك
الدعم الامريكي للمشروع النووي الاسرائيلي
وعلى الرغم من كل هذه المساعدات الا ان الاستراتيجية الاسرائيلية بالمجال النووي محكومة بمدى وتاييد الولايات المتحدة الامريكية وتلقى السياسات الامريكية اايجابية تجاه المشروع النووي الاسرائيلي تاييدا كبيرا من عدد من اعضاء السياسة الامريكية فالبروفيسر تاكير من جامعة جون هوبسون الامريكية يرى بان امتلاك اسرائيل للسلاح النووي بالمنطقة يبقى عامل ردع واسترار بالمنطقة كلها ... وينسجم هذا الراس مع النظرة الامريكية لاسرائيل على انها راس حربة امريكية بالمنطقة وجسر سياسي وعسكري للسياسة الامريكية وقدمت الولايات المتحدة شتى انواع المساعدات النووية الى اسرائيل
بدا التعاون النووي بين الجانبين الامريكي الاسرائيلي 1955عندما وقعا اتفاقا تقدم بموجبه الولايات المتحدة الامريكية مفاعلا نوويا صغيرا للابحاث قدرته الحرارية 1 ميجاواط بالاضافة الى 10 كلغ من اليورانيوم المركز لتغذية المفاعل قما قدم الامريكيين مكتبة نووية ضخمة تتكون من 6500 عمل حول الطاقة النووية للاسرائيليين ونحو 45 دليلا للابحاث والقضايا النووية ... ضافة الى هبة امريكية 250.000 دولار امريكي لتطوير الابحاث النووية الاسرائيلية وبهذا المبلغ اشترى الاسرائيليين مفاعلا نوويا امريكا اخر بقدرة 5 ميجاواط ويعمل في سوريك ناحال جنوبي اسرائيل وساعد المفاعل الجديد الذي لا يستطيع امنتاج البلوتونيوم اسرائيل على حل الحديد من المسائل النووية وتجري بواسطته ابحاثا عدة في الفيزياء وال1رة والكيمياء والراديوبيولوجيا
ويدعم الوبي الاسرائيلي في الكونغرس الامريكي تمويل المشروع النووي الاسرائيلي بما في ذلك تمويل الحصول على قنبلة نووية ... فيما تقوم الولايات المتحدة الامريكية ... بتدريس المئات من الطلاب والعلماء الاسرائيليين في مجالات الطاقة النووية في مركوين امريكيين رئيسيين للابحاث النووية في كريج وارغون فورست وحل الفيزيلئي الامريكي الشهير ادوارد تيللير ابو القنبلة الهيدجينية ضيفا دائما على اسرائيل حيث القى عديد من المحاضرات والاستشارات للفيزيائيين الاسرائيليين
وقال ادوارد تيللير ذات مرة لصندااي تايمز في جوهانشبيرج انني ازور اسرائيل كثيرا والاسرائيليين يطلعونني على كل ما يعرفونه وانا بدوري اخبرهم بكل ما اعرفه لذا لا تنتظروا مني ان اقول لكم ان اسرائيل تصنع قنابل نووية ام لا
موقف هذا الخبير على أي حال يمثل الموقف الرسمي للولايات المحدة الامريكية حيال البرنامج النووي الاسرائيلي ... والت تقوم سياسته على المناورة بالمسالة لاخفاء الحقيقة عن الراي العام العالمي وتتالف الحقيقة من شقين ... ان اسرائيل تصنع القنبلة النووية وان الولايات المتحدة تساندها في ذلك
وقد لعبت الولايات المتحدة الامريكية عدة العاب في هذه المسالة ومنذ بدء اسرائيل لمشروعها ففي الستينات عبرت الخارجية الامريكية عن استيائها الشديد حيال بناء مفاعل ديمونة الاسرائيلي وعن قلهقها الكبير نظرا لاحتمال حصول اسرائلي على ابلوتونيوم وحذر وزير الخارجية الامريكية ديك راسك نظيره الاسرائيلي ابا ايبان بان مسالة البرنامج النووي الاسرائيلي قد تؤثر عل العلاقات الامريكية الاسرائيلية بيد ان كل هذه التحذيرات والانذارات مجرد حبر على ورق
وحتى الاختجاجات الشفوية واللفظية بدات امريكا بالتخلي عنها لاحقا وعندما اعلن الرئيس الاسرائيلي لاحقا عن قدرة اسرائيل على امتلاك الاسلحة النووية علق هنري كيسنجر وزير الخارجية الاريكية قائلا .. نرغب بسماع الامر بصيغة اخرى
وينسجم الموقف الاسرائيلي مع الامريكية تماما وهو موقف مزدوج حيث يصرح قادة اسرائيل بعدم امتلاكهم للنووي فيما يقرون بقدرتهم على صنعه بسرعة وحريتهم في صنعهم كذلك
1978 تسربت معلومات للصحافة الامريكية ان اسرائيل تحصلت سرا على اسلحة نووية محلية واكدت بان اسرائيل تصنع السلاح النووي من اليورانيوم الذي تحصل عليه سرا كذلك ... الا ان ضيحة شركة نيوميك الامريكية والتي كشفت اختفاء ما يزيد عن 9 كلغ من اليورانيوم المخصب من مخازن الشركة واظهرت التحقيقات وجود تعاون كبير بين الشركة واسرائيل وهناك اتفاقية بان تكون شركة نيوميك الامريكية الوسط والمستشار الفني بين الحكومة الامريكية والاسرائيليين
ولم يكن ذلك هو النشاط الوحيد القذر لاسرائيل فقد وسعت الدولة الصهيونية عن طريق عملائها بالخارج عمليات تهريب اليورانيوم من افريقيا الغربية وامريكا اللاتينية واوروبا اربية واحيانا باساليب قذرة كالقرصنة والمؤامرات والسرقة والنهب
الا ان مساعة اسرائيل على امتلاك القنبلة النووية بدت غير كافية فاسرائيل بايامها النووية الاولى لم تكن تمتلك منصات اطلاق الاسلحة النووية .... فطلبت اسرائيل من امريكا 1968 تزويدها بطائرات اف-4 فانتوم المتطورة على ان تكون مجهزة بحيث يمكنها حمل اسلحة نووية ... ولكن الان اكتمل الثالثون النووي الاسرائيلي احد الثواليث النووية الرئيسية بالعالم من صواريخ كروز نووية ومقاتلات قادرة على حمل اسلحة نووية وصواريخ باليستية بعيدة المدى عابرة للقارات
واخيرا وكما قال بن جوريون بان العلماء الذين بنوا المشروع النووي في الولايات المتحدة هم يهود لا اعتقد بان الاعضاء الكريم سيتدخلون بالمداخلة المعتادة لولا المساعدات لما كانت اسرائيل دولة نووية ... صحيح ان اسرائيل استفادت على نحو هائل من المساعدات خاصة الفرنسية .... لكن رغم هذا بذلوا جهدا كبيرا خاصة الاستيلاء على اليورانيوم المخصب من نيوميك والاستيلاء على شحنات يورانيوم خام بلجيكية والاستيلاء على الكعكة الصفراء الارجنتينية بالاضافة الى عشرات العمليات بالسوق السوداء ... فاذا اراد العرب برنامجا نوويا ... فعليكم باخراج علماء من طراز حاييم وايزمان رمز الكيمياء البيرت اينشتاين ابو الفيزياء ... ادوارد تيللير ابو القنبلة الهيدروجينية ..... روبيرت اوبنهايمر ابو القنبلة الذرية .... وووووو الخ الخ
تم بحمد الله
المباحث
1
2
3