الحقائب النووية والإشعاعية وعلاقتها بالمقاومة العراقية
نشأت فكرة الحقائب النووية في السبعينات أثناء الحرب الباردة عند الاتحاد السوفيتي في خفايا جعبة مكتب أمن الدولة "المخابرات المركزية السوفيتية" KGB على أن توزع كإجراء تكتيكي على العملاء والجواسيس بغية ضرب مراكز و مواقع إستراتيجية لدى حلف الناتو إذا ما نشبت الحرب بين الطرفين و قد كانت هذه القنابل من النوع النووي التكتيكي المحدود وبقوة واحد كيلوطن ( 1000 طن ت.ن.ت) ...
ولكن بعد انهيار الإتحاد السوفيتي في أوائل التسعينات اختفت 100 حقيبة من هذا النوع التكتيكي من مخازن المخابرات السوفيتية ...
لتباع على يد مافيا السلاح الروسي لكل من إيران وتنظيم القاعدة التي حصلت على عشرين منها لتنفيذ عمليات إرهابية في العالم ...
وهي عبارة عن قنابل نووية تكتيكية جاهزة للاستخدام الفوري إما الانتحاري من قبل العنصر الحامل عند الضرورة أو الموقوت أو بالتحكم اللاسلكي عن بعد وهذه الحقائب تختلف عن النموذج الثاني الذي اشترته العراق وهو المعروف بالنوع الحامل لمادة البلوتونيوم Pu 239 المخصب ليتم بعد ذلك وكمرحلة أخيرة وضع هذه المادة بآلية التفعيل النووي في النقطة المراد استهدافها وبقوة 9 كيلوطن ت.ن.ت وهي طاقة تفجير كافية لتدمير كامل شبة جزيرة مانهاتن في نيويورك ونشر الغبار النووي المشع في ما يفوق نيويورك وضواحيها مسببة مقتل ثلاثة ملايين أمريكي على الأقل ...
وسبب شراء العراق للحقائب النووية الحاملة هو كونها آمنه بالنقل كاتمه وعازلة للمؤشرات الإشعاعية وخفية لمعالمها الحقيقية و بوزن منخفض يمكن تهريبها إلى أي نقطة بالعالم ليتم تأهيلها كقنبلة نووية تكتيكية من قبل مختصين متوسطي الخبرة ...
وكذلك تم تحويل 30 حقيبة منها لرؤوس نووية تكتيكية متفاوتة القوة تذخر بها الصواريخ التكتيكية و المدافع الإستراتيجية وربما الطائرات الضاربة ضد أهداف معادية في محيط الأراضي العراقية ...
أما الحقائب المتبقية فهي وسيلة عملية لتوجيه ضربة نووية شديدة مضمونه لقلب الولايات المتحدة الأمريكية ...
وذلك كبديل استراتيجي للصواريخ النووية العابرة للقارات التي لا يمكن إيصالها إلى أمريكا من الأراضي العراقية بالنظام العطالي المصحح مسارياً بشكل ذاتي ، بل يجب أن يكون التصحيح من قبل الأقمار الصناعية الملاحية و المراقبة وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي و في هذه الظروف المعقدة لأن المسافة بين العراق وأمريكا تصل إلى 10000 كم أو أكثر و لا يمكن إقناع الروس بتوظيف أقمارهم بتوجيه الصواريخ العراقية إذا ما تمكنت العراق من انجاز صواريخ تحقق هذا المدى بتقنية مناسبة إلا إذا حدثت الحرب العالمية الثالثة النووية ...
إضافة إلى أن قيادة العراق لا تستطيع تحديد مدى كفاءة صورايخها أمام الدفاع الصاروخي الاستراتيجي الأمريكي المضاد للصواريخ النووية العابرة للقارات بما فيها الروسية ...
ونعود ونقول للمرة الثانية كل ذلك مبني على فرضية تمكن البنية العلمية العراقية بمساعدة خارجية أو بقدرات محلية من إيصال الرؤوس النووية إلى الأراضي الأمريكية عبر الصواريخ وهي فرضية ليس لها تطبيق اليوم أو في المستقبل القريب على أرض الواقع ...
وهو يبين بوضوح سبب توقف التصاميم الصاروخية العراقية النظرية وربما المنفذة عند المدى 7000 كم وفق النظام العطالي المصحح ذاتياً وهو مدى كافي لتهديد معظم القواعد الإستراتيجية والأساطيل البحرية الأمريكية خارج أراضيها ...
ويبدو أن الأمريكان بعد التصعيد العراقي المقاوم لطغيان الاحتلال وتغير الإستراتيجية الروسية بالحرب عادت للحرب الإستخباراتية القذرة مرة أخرى فالتفجير الهائل الذي حصل غرب الموصل في منطقة الزنجيلي يوم الأربعاء 23-1-2008 لم يكن تقليديا ...
لقد كان يستهدف اجتماع للقيادة العليا للجهاد و التحرير برئاسة القائد الميداني لأم الرماح الملقب بصقر الموصل وفق معلومات استخباراتية معادية وتم ذلك بحقيبة نووية سوفيتية بقوة 1000 طن ت.ن.ت من الحقائب المفقودة وضعت بعجلة قرب المبنى المستهدف وليست متفجرات تقليدية عالية القدرة بوزن 20 ألف رطل داخل المبنى كما ادعى العدو ...
وامتد تأثيرها حتى قرابة 1000 متر عن مركز الانفجار متسببة بمقتل نحو 2000 شخص وتدمير أكثر من 40 بناء وتضرر عشرات الأبنية الأخرى المجاورة علماً أن عدد الوفيات كان من الممكن أن يكون أكبر لولا سياسة التوسع الأفقي المتباعد الذي انتهجته القيادة العراقية الشرعية في بناء المدن بالعراق ...
كما كان من المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات حتى 100000 نسمة بسبب الغبار النووي المشع لولا انخفاض الضرر الإشعاعي لهذه الحقائب بسبب تقادمها إضافة إلى الظروف الجوية المثبطة لها ومناعة ومقاومة أهالي العراق لتأثير أطياف الأشعة واستخدام العدو لمواد مزيلة لمصادر الأشعة في مركز الانفجار بغية إخفاء حقيقة جريمته ...