تسجيل 30 هزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية
الهدوء يسود المناطق المحيطة بـ(حرة الشاقة) وتأكيد استمرار النشاط الزالزلي .. (آخر تحديث الساعة : 9.15 مساءً)
فارس المشعل (سبق) أملج:
وافق
صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية
والتعليم على إيقاف الدراسة في محافظة أملج التابعة لمنطقة تبوك اعتباراً
من يوم السبت 28/5/1430هـ ولمدة أسبوعين، نتيجة لما تتعرض له المحافظة من
أحداث طبيعية أصبح من الصعب استمرار الدراسة في ظلها في الوقت الحالي.
وفي الإطار ذاته، قال معالي
نائب وزير التربية والتعليم الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر إن ذلك
يأتي بناءً على وما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد
العزيز أمير منطقة تبوك على مقترح إدارتي التربية والتعليم للبنين والبنات
بالمنطقة بإيقاف الدراسة خلال الأسبوعين القادمين اعتباراً من 28/5/1430هـ
حرصاً على سلامة الطلاب والطالبات، على أن ينظر في أداء الطلاب والطالبات
للاختبارات في 27/6/1430هـ وفق ما يستجد من أحداث، أما المرحلة الابتدائية
فتتوقف الدراسة بها لكونهم يخضعون لنظام التقويم المستمر".
خيم الهدوء على المناطق
المحيطة بحرة الشاقة عقب الانخفاض الملحوظ الذي طغى على النشاط الزلزالي
الذي تشهده الحرة التي سجلت أكثر من 3500 هزة أرضية طوال الأسابيع الماضية
أقواها الهزة التي سجلت أمس بقوة 5.39 درجة على مقياس ريختر وهي الهزة
التي أجبرت الجهات المختصة على إخلاء العيص و جميع القرى التي تقع على
مسافة 40 كيلومتر عن محيط حرة الشاقة ومنها النويبعة والرويضات والحصفة
وغيرها من القرى بالإضافة إلى هروب سكان أملج من منازلهم والمبيت في
العراء والميادين ومراكز الإيواء والمزارع.
وبعد الهزة التي شعر بها سكان
ينبع والعلا وبدر وبعض أحياء المدينة خيم الهدوء على المنطقة حيث لم تسجل
هزات تذكر سوى تلك الهزة التي سجلت منتصف الليل ولم تتجاوز قوتها أربع
درجات.
أما اليوم الأربعاء فلم تسجل
هزات محسوسة في املح وينبع والمناطق الأخرى سوى هزات بسيطة سجلت في العيص
والقرى المجاورة للحرة والتي أخليت جميعها من السكان.
وتشرع الجهات المختصة حالياً
لتطبيق المرحلة الثانية من الإيواء عن طريق نقل المواطنين والمقيمين من
معسكرات الإيواء في الفقعلي والرويضات إلى المدينة وينبع والوجه فيما لا
تزال الاجتماعات متواصلة وسط مخاوف السكان من عودة الهزات القوية وثوران
البركان.
ومن جانبها أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، على أن النشاط
الزلزالي في حرة الشاقة ما زال مستمراً، مع ارتفاع قوى الزلازل بشكل
ملحوظ، حيث سجلت محطات الشبكة الوطنية التابعة للهيئة منذ الساعة الثانية
ظهر يوم الثلاثاء 24/5/1430 هـ وحتى الساعة الثانية من ظهر يوم الأربعاء
25/5/1430 هـ (30) هزة أرضية تراوحت قوتها بين 3 درجات إلى 5.4 درجات على
مقياس ريختر، بقوة بلغ أكبرها في تمام الساعة 8:34 من مساء يوم الثلاثاء
5.4 درجات على مقياس ريختر وعمقها 7.81 كم، شعر بها الأهالي في جميع القرى
المجاورة لحرة الشاقة، وامتد الشعور بالهزة الأرضية حتى أملج، وينبع،
والمدينة المنورة .
وبينت الهيئة إنها مازالت
تقوم برحلات استكشافية جوية فوق حرة الشاقة، للتأكد مما إذا كانت هناك
شقوق جديدة مصاحبة للهزات القوية الحديثة من عدمه، أو حدوث أي تغيرات على
الشقوق الحالية.
وقامت الهيئة مع ازدياد قوى الهزات الأرضية بتركيب محطة رصد زلزالي إضافية
شمال حرة الشاقة ليصبح عدد المحطات العاملة في حرة الشاقة حتى الآن ستة
محطات، أما فيما يخص المتغيرات المصاحبة لهذا النشاط من حيث ارتفاع تركيز
غاز الرادون، فما زال هناك ارتفاع ملحوظ في معدلات تركيز غاز الرادون حول
الحره.
كما قامت الهيئة بدراسة
ميكانيكية حدوث الزلزال الذي حدث مساء يوم الثلاثاء من خلال تحليل الهزة
الأرضية التي بلغت قوتها 5.4 درجة على مقياس ريختر باستخدام الأشكال
الموجية المسجلة في 26 محطة رصد زلزالي، حيث تبين وجود صدع ذو إزاحة أفقية
جانبية باتجاه شمال شرق – جنوب غرب وصدع آخر باتجاه شمال غرب-جنوب شرق،
وتمت مضاهاة هذه الحلول مع الصدوع الموجودة بالمنطقة، حيث اتضح وجود توافق
مع الصدوع الموجودة بالمنطقة. ومع الزيادة الكبيرة في قوى الزلازل، تم
تحديث خريطة نطق الخطورة الزلزالية لاحتمالية حدوث أكبر هزة ممكنة
بالمنطقة، وهي هزة افتراضية قوتها 6 درجات على مقياس ريختر، تم إرسالها
إلى المديرية العامة للدفاع المدني لاستخدامها في علمية الإخلاء إذا تتطلب
الأمر ذلك.
أما بخصوص الاستفسارات التي
تصل إلى الهيئة بشأن وجود بعض الاختلافات البسيطة في قيم قوى الزلازل بين
المراكز الدولية المتخصصة، أوضحت الهيئة أن هذه الاختلافات البسيطة واردة
وطبيعية، ولكن أكثرها دقة، تلك الصادرة عن هيئة المساحة الجيولوجية
السعودية، نظرا لان المراكز الدولية لا تستخدم البيانات الخاصة بمحطات
الرصد التابعة للشبكة الوطنية وهي الأقرب بطبيعة الحال لتسجيل الأحداث
الزلزالية، وبالتالي فهي مسجلة بشكل واضح وقاطع ولا تحتمل التأويل، نظراً
لقرب المحطات من الحدث ووجود تغطية كافية من جميع الجهات حول النشاط
الزلزالي، بينما تصل هذه الهزات ضعيفة إلى حد ما إلى المحطات البعيدة
والتي تصل إلى آلاف الكيلومترات، ولهذا فقد طلبت هذه المراكز الدولية
البيانات الزلزالية التي رصدتها الهيئة لإضافتها للبيانات المتاحة لديهم
للوصول إلى دقة أفضل، وقد قامت بعض المراكز الدولية بالفعل بتعديل
بياناتها بعد إضافة البيانات الزلزالية التي رصدتها الهيئة، ونود أن نشير
هنا إلى أن هذه أمور طبيعية.
مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تؤكد :
قرى الشاقة لن تتأثر بالانصهار البركاني(سبق) الرياض:
تتابع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حالياً بالتعاون مع
الجهات المختصة النشاطات الزلزالية في حرة الشاقة (لونير) وأرسلت عدداً من
المراصد المتحركة بالإضافة إلى عدد من الباحثين الميدانيين للعمل على تلك
المراصد ومتابعة الإحداث بالمنطقة على مدار الساعة، حيث فاقت قوة الزلزال
الليلة الماضية الخمس درجات ونصف درجة على مقياس ريختر المفتوح .
وتقدم المدينة كل الدعم المطلوب للجهات المختصة بالرصد
والتبليغ وتخفيف المخاطر، ومن خلال الرصد الحالي للهزات في حرة الشاقة
(لونير) فإن هذا النشاط اتسم بزيادة في عدد الهزات وشدتها، ولكن أعماق
الزلازل وصفات الموجات المرصودة تدلان على أن عمق الهزات يزيد حالياً عن 2
كم ويصل إلى 8 كيلومترات تحت سطح الأرض. وتشير المدينة إلى أن القرى
المحيطة بحرة الشاقة (لونير) تعد بعيدة عن الصهير البركاني الموجود في
المنطقة في حال خروجه (لا قدر الله) وليست مبنية على سفوح طينية قد تتأثر
مع الهزات.
وبينت أن ما يحدث الآن في الحرة ناتج عن أسباب طبيعية ، بسبب حركة الصهير
تحت الأرض والنشاطات البركانية, حيث أن الحرارة والضغط قد يؤثران على
الصهير ويحركانه إلى مناطق ذات ضغط أقل بسطح الأرض من خلال الضعف الموجود
بالقشرة الأرضية التي تعلوه، حيث يؤدي ذلك في أغلب الأحيان إلى هزات أرضية
تتراوح بين المؤثرة والمحسوسة وغير المحسوسة، وعادة على شكل سرب زلزالية
(مئات الهزات) يمكن تسجيلها بواسطة محطات الرصد الزلزالي، قد تستمر وتزيد
قوتها إلى أن يظهر الصهير على سطح الأرض، بعد ذلك تخف حدتها أو يتوقف
الصهير بسبب صلابة الطبقات العليا مثلاً ومن ثم يخمد النشاط إلى حين آخر.
وشرحت بأن تغير صفات هذه الهزات تكون بمثابة إشعار
بحركة الصهير واقترابه من سطح الأرض فمن خلال الرصد الزلزالي يستطيع
الباحثون مراقبة تحرك الصهير عن طريق رسم بؤر الزلازل (عمقها وموقعها)
وتمكنهم من التنبؤ بقرب خروج الصهير أو بعده، إضافة إلى معرفة حجم الصهير
وبعض صفات تكوينه بشكل عام.
يذكر أن المدينة ومنذ النشاط الذي حدث عام 2007م قامت
بدعم العديد من الدراسات منها على سبيل المثال دراسة مستفيضة لمنطقة لونير
لرصد النشاط الزلزالي وحرارة الأرض والغازات المنبعثة وعمل تحاليل
جيوكيميائية للطفوح التاريخية والتي هدفت إلى فهم التبركن في المنطقة
وعلاقته بمراكز التمدد في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات
تهدف إلى التخفيف من المخاطر الجيولوجية و ذلك بغرض التقليل من الخسائر
الاقتصادية و البشرية ، وكذلك التخطيط الأمثل للأراضي .
ودعمت دراسة جيوتقنية بغرض تصميم المباني المقاوم
للزلزال في المملكة والتي هدفت إلى إجراء التمنطق الزلزالي الدقيق لمواقع
محددة في مدن مختارة بالمملكة ، وغيرها من الدراسات الخاصة بهذا المجال .
وتنسق حالياً مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية
وجامعة الملك سعود لزيادة عدد محطات الرصد الزلزالي إلى أكثر من 25 محطة
منها 20 متحركة وقابلة للنقل لمراقبة النشاط في الحرة وتحديد أعماق الهزات
بشكل أدق.