وجهات نظر الدول المصنعة
في تطوير دبابات القتال
سندرس في هذا البند وجهات نظر الدول المصنعة في تطوير دبابات القتال الرئيسية، وهذه الدول على التوالي هي: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا الاتحادية، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا الإتحادية، والكيان الصهيوني.
أ - الولايات المتحدة الأمريكية:
لم تكن الدبابة المجتمع - 60 تدخل الإنتاج الأمريكي والخدمة في القوات المسلحة الأمريكية حتى تأكد لقيادة الجيش الأمريكي أن الوقت قد حان للبدء في تطوير دبابة قتال جديدة تملك مواصفات عالية وتتجاوب مع متطلبات الظروف القتالية المقبلة، كما تتجاوب مع التطورات المتوقعة للأسلحة التي كانت ستدخل الميدان في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، الى جانب المضيّ قدماً في تطوير المدرعات الأمريكية وفق المفاهيم الحديثة.
وقد وجدت القيادة الأمريكية نفسها مدفوعة -حينذاك- إلى التفاهم مع شركائها في حلف الأطلسي (الناتو) حول تحديد المواصفات الأساسية للدبابة المقبلة، وذلك على أساس التوصل إلى نوع من التحديد في الأسلحة يضمن سهولة الإمداد والصيانة والاستخدام بين الشركاء.
وكان هذا الرأي حافزاً من الحوافز التي حدت بالولايات المتحدة -وقتئذ- إلى محاولة الإتفاق مع كل من بريطانيا وألمانيا الاتحادية على تطوير دبابة حديثة منذ أوائل الستينات بيد أن بريطانيا لم تتحمس كثيراً لهذا المشروع وأبدت جملة من التحفظات حياله دون أن ترفضه تماماً، بينما تبنته ألمانيا الاتحادية وأبدت استعدادها الكامل لتطوير مثل هذه الدبابة وتم عقد اتفاق فعلي في شهر آب (أغسطس) من العام 1963، بين كل من الولايات المتحدة وألمانيا الغربية حول تنفيذ مشروع مشترك لإنتاج ما أطلق عليه دبابة القتال الرئيسية للسبعينات «م ب ت - 70» وكانت هذه الدبابة التي نتجت عن هذا التعاون مركبة قتال رائعة تملك عدداً من الملامح غير الاعتيادية، منها تبدل ارتفاع أجهزة التعليق بحيث تستطيع الدبابة أن تجثم على الأرض وتتحول الى قاعدة رمي ثابتة، وفيها يجلس السائق في البرج مع باقي السدنة، وقد زودت الدبابة بمنظومة قيادة نيران متطورة للغاية إلا أن تكاليفها تجاوزت حدود المعقول وجاءت تقنياتها كثيرة التعقيد.
كما أن المشاكل الرئيسية التي انطوى عليها المشروع، وبخاصة فيما يتعلق بإدارة برامج التطوير وارتفاع تكاليفه، مع وجود مسافات شاسعة من البحار تفصل بين الشريكين إلى جانب تضارب المصالح الدولية واختلاف وجهات النظر حول المغزى (الجدوى) من إنتاج الدبابة وحول أساليب استخدامها... كل ذلك جعل من المستحيل الاستمرار في تنفيذ المشروع. ولكن الخلاف الرئيسي تركز بشكل خاص حول نوع تسليح الدبابة، فأصر الألمان على أن يكون مدفعاً حديثاً أملس السبطانة في عيار 120مم، وطور في ألمانيا وحقق نتائج عالية تبشر بمستقبل جيد، في حين انحاز الأمريكيون الى التسليح المركب على الدبابة (إم - 60) شريدان بنوعيه. وهكذا فشل الطرفان في الوصول الى لغة مشتركة، فألغي المشروع نهائياً في العام 1970، وانصرف كل من الشريكين الى تطوير دبابته الخاصة مستفيداً من التقنيات التي أنجزت في المشروع السابق، فأنجز الألمان الدبابة «ليوبارد -2» بينما تردد الأمريكيون كثيراً أمام الخيارات المتاحة الى أن تبلورت لديهم المواصفات المطلوبة لدبابة الثمانينات -وقتئذ- التي تلخصت في تصميم دبابة قتال رئيسية ذات كفاءة عالية تؤهلها للاستخدام في العقد التاسع من القرن الماضي وما بعده، وتملك تحسينات جوهرية في مجال التدريع والحركية والقوة النارية تؤمن لها القدرة على البقاء في ميدان القتال ضد الأسلحة الحديثة مع سهولة الصيانة والاصلاح.
وجد الأمريكيون أنفسهم أمام خيارين اثنين أساسيين: أولهما المضي قدماً في تطوير الدبابة (إم-60) على أساس التطورات المذكورة وإvخال التحسينات المطلوبة على سلسلة الإنتاج المقبلة، أو الانفراد في متابعة تطوير الدبابة (م ب ت - 70) والاستفادة من بعض المنظومات التي كانت قد صممت لها مع تخفيض التكاليف، وقد اختارت الجهات المعنية في الجيش الأمريكي:الخيار الثاني لتصميم دبابة تجريبية أطلق عليها الرمز XM-0803, ورغم أن الدبابة الثانية خضعت لتعديلات كثيرة واعتبر تكوينها اختصاراً للنفقات والتعقيدات التي رافقت المشروع الأساسي، فقد قرر الكونغرس الأمريكي رفضها لكونها لا تزال باهظة التكاليف وبالغة التعقيد وأمر بإلغاء البرنامج من أساسه. كما أمر في الوقت نفسه بضرورة إحلال دبابة جديدة بدلاً من الدبابة (إم - 60) وكان هذا القرار الأساسي الذي تم بموجبه تطوير الدبابة (XM-1) التي أصبحت تعرف الآن باسم الدبابة (M-1) أبرامز التي خاضت غمار حرب الخليج الثانية عام 1991، والحروب التي تلتها.
ب - الاتحاد السوفيتي (السابق):
يعتمد المذهب العسكري السوفيتي (السابق) في الحرب البرية قبل سقوط الاتحاد السوفيتي على استخدام القوات المدرعة بكثافة كبيرة، كما يعتمد على الإفادة القصوى من حركية الدبابات وسرعتها وقدرتها على العمل بعيدة عن قواعدها، وهي طريقة متميزة في حرب المدرعات المألوفة تقوم على خبرة السوفييت الفريدة في استخدام جيوش الخيالة الشهيرة في الحرب الأهلية، وتستند الى عملية ملائمة تبلورت على مر السنين، ثم توجتها خبرة الحرب العالمية الثانية التي منحت السوفييت -وقتئذ- شهرة واسعة في مجال تصميم الدبابات وصناعتها.
وأشارت التقارير والآراء المختلفة الى أن السوفييت، بما عرف عنهم من ولع بالدبابات خاصةً والقوات المدرعة عامةً، لم يكونوا راضين تمام الرضى عن دبابتهم طراز T-62 (ت-62) التي دخلت الخدمة الفعلية عام 1965م. رغم تبنيها أول دبابة قتال رئيسية في المفهوم الحديث، وذلك لعيوب كثيرة ظهرت فيها منذ أن وضعت قيد التجربة. لذلك شرعوا بإنتاج دبابتين T-64 ، T-72 خرجتا الى الوجود في وقت متقارب، وهما ملامح مشتركة حديثة تماماً تختلف عن ملامح الدبابات السابقة، ومما لا شك فيه أن الدبابة (ت - 64) كانت أسبق إلى الظهور ببضع سنوات (عام 1972م). وربما كانت مقدمة لظهور دبابة التي تلتها أي الدبابة (ت - 70)، عام 1974م، وثمة فروق كبيرة بين الطرازين.
ج- المملكة المتحدة:
فكرت بريطانيا في البدء في تصميم دبابة قتال تخلف الدبابة «شيفتين» منذ أواخر العقد السابع من القرن الماضي، ولكن الفكرة، لم تخرج إلى حيز التنفيذ إلا في أواخر العقد الثامن بعد اتفاق عقد بين كل من ألمانيا الاتحادية وبريطانية على تطوير دبابة مشتركة في بداية السبعينات، ولكن هذا المشروع ألغي في شهر آذار (مارس) العام 1977م، لعدم توافق الجدول الزمني بين الدولتين، كذلك غضت القيادة البريطانية الطرف عن شراء جسم دبابة أمريكية (XM-1) وقررت وزارة الدفاع البريطانية البدء في عملية تطوير مكثفة لدبابة بديلة في صيغة مشروع أطلق عليه اسم «مشروع التحديد» وكان ذلك في العام 1978م، على أن تدخل الدبابة الجديدة الخدمة في أواخر العقد التاسع، وقد أعطيت هذه الدبابة الجديدة الرمز «م ب ت - 80».
وكانت هذه الدبابة الجديدة هي الدبابة «شالنجر» التي دخلت الخدمة عام 1981م. وهي تعني «التحدي» وتحمل هذه الدبابة عدداً من السمات التقنية المتطورة مثل تدريع «شوبهام» ومحرك ديزل استطاعة 1200 حصان بخاري وقوة نارية مكافئة للدبابة «شفتين» المحسنة ولكن مع وقاية وحركية أفضل بكثير، أما مشروع الدبابة (م ب ت - 80) فقد تقرر إيقافه مع الاستمرار في برامج تطوير دبابة ثانية تستفيد مما تم إنجازه للمشروع السابق وذلك على أساس التوجه نحو تعاون أوثق مع حلف الأطلسي وتطوير الدبابه «شالنجر» بعد دخولها الخدمة.
د - فرنسا:
حافطت فرنسا على فلسفتها الخاصة في مجال تصميم الدبابات وإنتاجها واستخدامها على أساس خبرتها المتطورة والمتوازية وأنتجت عدداً من الدبابات المتميزة ببعض مواصفاتها في كل جيل من الأجيال المتعاقبة لعل أبرزها وأشهرها سلسلة دبابات(A.M.X)إبتداءً من الدبابة الخفيفة وانتهاء بالدبابة A.M.X-40 AMX-32.A.M.X-30/B-2 AMX-13 التي تعد مرحلة انتقالية بين الدبابة القياسية AMX-30/B-2 (فالوريزية) وبين دبابة القتال الرئيسية للعقد العاشر من القرن الماضي.
هـ - ألمانيا الاتحادية:
سبقت ألمانيا الاتحادية حليفاتها الغربيات في تصور النموذج المقبل لدبابات المستقبل حين تأكد لها، منذ أوائل العقد السابع من القرن الماضي، أن دبابة القتال الرئيسية هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تجمع بين القوة النارية والقدرة الحركية والوقاية مع القدرة على البقاء في ميدان القتال في الظروف الحديثة، وقد نجح الألمان فعلاً في تصميم دبابة تمتاز بالخصائص الثلاث الأساسية، في الوقت الذي لم تكن توجد دبابة غربية أخرى تحوز على أكثر من ميزتين من الميزات الثلاث في آن واحد.
والمثال على ذلك واضح في الدبابة طراز «شفتين» الإنجليزية التي تحمل مدفعاً ممتازاً فوق تدريع متين، ولكنها تفتقر الى خفة الحركة والرشاقة، بينما جاءت الدبابة الفرنسية AMX-30 ممتازة من ناحية خفة الحركة وقوة المدفع ولكنها ضعيفة التدريع.
بدأت الدراسات الألمانية من أجل تصميم الدبابة المعنية منذ العام 1966م عندما شرعت شركة «بورش» في دراسة سبل تطوير الدبابة «ليوبارد - 1» النموذج الأولي ثم تولت شركة «كراوس - مافي» في العام 1968م، صنع نموذجين أوليين بالاشتراك مع بورش وشركتين أخريين لإجراء المزيد من التجارب والدراسات.
ولكن المشروع حاز أفضلية ثانية نظراً لإعطاء الأولوية الى الاتفاق المبرم بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية حول برنامج تطوير الدبابة MBT-70 ،KPZ.70 وبعد أن انسحب الأمريكيون من البرنامج المذكور بسبب الخلاف على نوع التسليح، ارتد الألمان فوراً الى مشروعهم السابق وشرعوا في تطوير الدبابة الجديدة التي رعيت في بادئ الأمر دبابة القتال-2 kpz kampfpanzer ثم دعوها «كايلر» أي (الخنزير البري) واتفق أخيراً على أن يكون اسمها ليوبارد - 2 (الفهد - 2).
و - الكيان الصهيوني:
تملك إسرائيل صناعة حربية متطورة تتمحور حولها معظم الاستثمارات المالية والصناعية المحلية والخارجية، ويعتمد الكيان الصهيوني اعتماداً كلياً على مؤسسته العسكرية التي تستند إليه أوجه الحياة لديها. وليس يخفى على أحد أن نصف اليد العاملة الإسرائيلية -على الأقل- تعمل في صناعات تابعة لوزارة الدفاع مباشرة، أو في صناعات تعتمد على طلبيات هذه الوزارة. وفي إسرائيل أكثر من ثمانمئة مصنع -معظها- من تمويل أجنبي، مخصص لغرض محدد هو إنتاج العتاد الحربي سواءً كان معداً للجيش الإسرائيلي مباشرة أو للتصدير الى الخارج.
ربما كان الاعتماد على مصدر واحد للتزود بالسلاح غير مستحب لدى السلطات الإسرائيلية فقد وجدت أن الطريق الوحيد للخروج من هذا الإشكال هو العمل بصورة جدية على تصميم دبابة قتال رئيسية في إسرائيل بالذات وإنتاجها محلياً، مع استخدام أكبر قدر ممكن من القطع والأجهزة المنتجة محلياً. ولم يكن هذا القرار ليختلف أساساً عن السياسة العامة التي تطبقها إسرائيل في مجال الصناعة الحربية، وجرت عدة دراسات وتجارب لتصميم دبابة تستفيد من خصائص الدبابة الانجليزية «سنتوريون» ولكن هذه الفكرة باءت بالفشل، فعمدوا الى تصميم الدبابة «ميركافا» أي «المركبة».
بدأ مشروع الدبابة «ميركافا» في العام 1967م بإشراف الجنرال «يسرائيل تال» ولكن برنامج التطوير المفصل لم يبدأ إلا في شهر آب (أغسطس) من العام 1970م. وقد ساهمت الولايات المتحدة في تطوير هذه الدبابة وإنتاجها في شكل معونة مالية تجاوزت 100 مليون دولار. وقد استند (تال) المذكور في تصميمه على خبرة حرب ضد ايران، كما أضاف إليها فيما بعد خبرة حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973م، والتي دفعته إلى إدخال تعديلات رئيسية وجوهرية في التصميم، بعد أن استفاد، بالاضافة إلى كل ما ذكر، من أحدث التقنيات الغربية في مجال التدريع وأجهزة قيادة النيران والمدفع وذخيرته.
تأثر تصميم الدبابة الإسرائيلية «ميركافا» بالمذهب العسكري الإسرائيلي الذي يفضل الأسلوب الدفاعي من وراء تحصينات منيعة، والترجمة العملية لهذا المذهب تصميم قلعة متحركة صعبة التدمير مع التركيز بشكل أساسي على البرج الذي يتعرض لمعظم الإصابات. وقد جاء تصميم الدبابة من هذه الناحية محققاً للغاية المنشودة بحيث تم تحويل أكبر قسم ممكن من حجم البرج الى داخل جسم الدبابة مع تصغير جبهته ما أمكن.
إن ترجمة المتطلبات التكتيكية الإسرائيلية وفق المواصفات الفنية - التكتيكية التي أوردناها سابقاً، أدى الى بناء مركبة قتال ثقيلة وكبيرة الحجم، ولكنها تملك وقاية ممتازة وتدريعاً قوياً مع غرفة قتال محمية وواسعة جداً، بحيث يخيل للمرء أنها تجمع بين الدبابة ومركبة قتال المشاة، وتتسع غرفة القتال في الدبابة ميركافا الى تسعة جرحى يمكن نقلهم من ساحة المعركة تحت حماية الدرع بالإضافة إلى الطاقم (4 أفراد)، وهي مهمة جديدة أضافها الإسرائيليون الى استخدام الدبابات ولم تكن ممكنة التنفيذ بشكل مرضٍ في الدبابات السابقة، كما يمكن أن تستخدم غرفة القتال لنقل عناصر المشاة (جماعة مشاة) إلى خط القتال أو نقل الإمداد والذخيرة إليهم رغم أنه لا يمكن الاعتماد على الدبابة في هذه المهمة اعتماداً كلياً نظراً للحاجة الماسة إليها في القتال.
ونذكر أخيراً أن الإسرائيليين طوروا فيما بعد ثلاثة طرازات فرعية من الدبابة مركافا هي: «الطراز مركافا 2» والطراز «مركافا 3» والطراز مركافا - 4» وأدخلت في تسليح جيشها من هذه الطرازات «ميركافا» مايلي:
(مركافا): 847 دبابة.
(مركافا -2): 375 دبابة.
(مركافا -3): 378 دبابة.
(مركافا -4): 80 دبابة.
الإجمالي العام: 1681 دبابة.
ولما كانت كمية الدبابات في الجيش الإسرائيلي حوالي (3751) دبابة قتال رئيسية، فإن كمية طرازات الدبابات من الدبابة مركافا الإسرائيلية تعادل نسبة 46? من الإجمالي العام للدبابات في جيش الدفاع الإسرائيلي، لأن باقي الدبابات الأخرى من طرازات غربية مستوردة أو من غنائم الحروب السابقة.
مستقبل دبابة القتال الرئيسية
شكلت الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة (1973) منعطفاً حاداً في حياة الدبابة فلقد شهدت هذه الحرب أكبر معارك الدبابات في العالم فقد شارك فيها قرابة ستة آلاف دبابة من الأطراف المتحاربة، بشكل يفوق عدد الدبابات (الألمانية والروسية) التي خاضت معركة «كورك» في روسيا عام 1942م، إذ بلغ عدد هذه الدبابات الأخيرة نحو (1500) دبابة قتالية فقط. كما شهدت حرب تشرين استخداماً واسعاً لمختلف أنواع الأسلحة المضادة للدبابات.
وإذا كانت الدبابات الإسرائيلية قد تعرضت في هذه الحرب المحلية لخسائر كبيرة في الدبابات نجمت عن استخدام القواذف م/د، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات المثبتة على الأرض أو على العربات المدرعة، فإن الدبابات العربية أصيبت أيضاً بخسائر كبيرة من جراء استخدام الصواريخ الموجهة أيضاً سواءً (أرض - أرض) أو (جو - أرض) المنطلقة من الحوامات المسلحة.
ولقد ألحقت الأسلحة الأخرى (مدفعية، قصف جوي، ألغام، رمي دبابات) عدداً من الخسائر في صفوف دبابات الطرفين، ولكن الخسائر التي أحدثتها الأسلحة م/د تجاوزت كل التوقعات، وطرحت في مختلف الدوائر العسكرية العالمية عدداً من التساؤلات حول «مستقبل الدبابة» ومدى قدرتها على مجابهة خطر الأسلحة م/د التي تتطور بسرعة كبيرة خاصةً إذا سلحت بها قطعات المشاة بشكل كثيف، ومن أهم الأسئلة التي فرضت نفسها بعد حرب تشرين (رمضان عام 1393هـ)، والحروب المحلية التي تلتها كحرب الخليج الثانية عام 1991م، وحرب «البوسنة والهرسك» و «حرب كوسوفو» يتبع