أولاً : إنحسار نهر الفرات عن كنز
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوشك الفرات أن ينحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً " .
رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وفي رواية مسلم : " يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون " .
فهذا الحدث يكون اباّن ظهور المهدي وتسمى ( معركة قرقيسياء ) ، وقال إبن حجر : " ولعل هذا هو السر الذي جعل إدخال البخاري لهذا الحديث في باب " خروج النار " .
وقد أخرج إبن ماجة عن ثوبان رفعه قال : " يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم إبن خليفة " .
سبحان الله لقد بدأت الصحف تطالعنا عن ظهور بشائر لوجود هذا الكنز في الفرات ، من تحجيم تركيا لمياه الفرات ببناء السدود ، وتجفيف الأهوار من قبل صدام وشقه لنهر مواز للفرات لتقليل مياهه ، وبدأت أمريكا في تحضير جيش " جنود الكنز " والذي ذُكر أن ميزانيته تفوق ميزانية إعادة إعمار العراق (صحيفة الحياة بتاريخ 21/02/1425 هـ ) ، فأنتظروا إنا منتظرون . ولا يفوتنا أن ننبه على أن حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم قد حذر من الإقتراب من هذا الكنز فضلاً عن الأخذ منه ، ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم :
" فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً " .
ثانياً : طلوع النجم ذو الذنب
ذكر صاحب كتاب " الإشاعة " ، أنه من العلامات القريبة جداً من ظهور المهدي طلوع نجم له ذنب يضيء ، وقد جاء أثر صحيح رواه إبن جرير عن عبدالله إبن مليكة قال : غدوت على إبن عباس ذات يوم فقال : " ما نمت الليلة حتى أصبحت ، قلت لم ؟ قال : قالوا : طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدُخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت " .
ثالثاً : باقي الأحداث
وهي التي ذكرها البرزنجي على أنها تكون قبل المهدي وتحتاج إلى تحقيق .
أحداث بين الآيات
هذا باب من أبواب العلم يحدث فيه إضطراب للبعض بحيث يخلطون الأحداث التي تقع بعد بدء الآيات وفي أثنائها فيعدونها من العلامات الصغرى بدعوى أنها لم تذكر في الآيات الكبرى . وسنكتفي بسرد هذه الأحداث مع تعليق وجيز .
الحدث الأول : خراب يثرب
قال صلى الله عليه وآله وسلم : " عُمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح قسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال : إن هذا لحق كما أنك ههنا أو كما أنك قاعد " . يعني معاذ بن جبل رضي الله عنه .
رواه أحمد وأبو داود عن معاذ بن جبل ، وقال إبن كثير : إسناد جيد وحديث حسن عليه نور الصدق وجلالة النبوة . ( قال إبن كثير : ليس المراد أن المدينة تخرب بالكلية قبل خروج الدجال وإنما الخراب الكلي يكون في آخر الزمان فإنه ثبت أن الدجال لا يقدر على دخولها ) .
ويقوم اليهود اليوم بتعمير بيت المقدس وبناء المستوطنات رغم أنف الجميع !! ، وعمران بيت المقدس يعقبه خراب يثرب ، ويعقبه ظهور المهدي ثم غزوه لجزيرة العرب ثم يخرج منها لقتال الروم في الملحمة ،
ثم يعود المهدي ومن معه إلى المدينة فيعمرونها ثم يخرجون منها آخر الزمان بعد موت المهدي وعيسى و القحطاني ثم لا يعودون إليها أبداً ، كما جاء في الصحيح :
" يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي ، يريد عوافي الطير والسباع " .
رواه البخاري ومسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه .
الحدث الثاني :تكثر النساء ويقل الرجال
في حديث متفق على صحته ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" ... تكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين أمرأة القيم الواحد " .
رواه البخاري عن أنس ومسلم وغيرهما .
وهذا يكون بسبب الملاحم والحروب القادمة المتتالية والتي تبدأ بمعركة " قرقيسياء " ، ثم " هرمجدون " ، ثم غزو جزيرة العرب ، ثم فارس ، ثم الملحمة .
وقد ورد في بعض أحاديث الملحمة عند الإمام مسلم ، قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
" فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقسم " .
بعض من العلماء يرى أن قلة الرجال علامة محضة مستقلة ، ولكن ما جاء في أحاديث صريحة متفق على صحتها أنه يكثر الهرج وهو القتل مما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن كثرة النساء وقلة الرجال هي نتيجة للحروب والملاحم فيقتل الكثير من الرجال وتكثر نسبة النساء حتى يكون لكل خمسون إمرأة قيم واحد .
الحدث الثالث :تعود أرض العرب ( الجزيرة ) مروجاً وأنهاراً
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه ، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً" . رواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه .
إن جزيرة العرب قد بدأت بسبب إستنباط المياه والأبار الإرتوازية وتغير الطقس وسقوط الأمطار لتكون مروجاً وأنهاراً وبساتين وحدائق غنّاء ، وسيتكامل هذا النمو إن شاء الله في زمن المهدي وعيسى عليهما السلام ، حيث تنتهي الملاحم وتضع الحرب أوزارها ، وتتمخض المعارك عن نصر مؤزر للمسلمين وغنائم عظيمة بعد جولات رهيبة يستشهد فيها الكثير ، فيكثر المال ويعم الخير ، ويعدم المحتاج ، وتُخرج الأرض خيراتها ، وتُنزل السماء بركتها ، ويُدخل الوليد يده في الحية فلا تضره ويلعب مع الأسد فلا يضره وترعى الذئاب مع الغنم ، وتعود جزيرة العرب مروجاً و أنهاراً ، ويأكل الفئام من الناس من الرمانة الواحدة ويستظلون بقحفها ، هذا معنى أحاديث كثيرة أخبر بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
الحدث الرابع : قتال المسلمين اليهود
قتال المسلمين لليهود حتى يختبئوا وراء الأحجار و الأشجار ، فلا خلاف بين علماء الإسلام من أنه سيكون بعد نزول النبي عيسى عليه الصلاة والسلام ، فيقتل الدجال فينهزم أتباعه من اليهود فيختبئون من المسلمين فيقع حينئذ القتال المذكور .
ودليل ذلك أحاديث كثيرة منها ما رواه إبن ماجة وإبن خزيمة عن أبي أمامة . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" ... و وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذي سيف مُحلّى وساج .. فيدركه( أي عيسى )عند باب لُد الشرقي ( في فلسطين ) فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيءٌ مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء ، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقد فإنها من شجرهم إلا قال : يا عبد الله هذا يهودي فتعال فأقتله" .
ومنها أيضاً حديث جابر عند أحمد والحاكم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" ... حتى الشجر و الحجر ينادي يا روح الله ( عيسى عليه السلام ) هذا يهودي فلا يترك ممن كان يتبعه( يتبع الدجال ) أحداً إلا قتله " .
سبحان الله !! في زمن العجائب لا تستبعد الغرائب ، الحجر والشجر يصيح و يتكلم ... الكل يضج بالأنجاس الأرجاس الملطخة أيديهم بدماء الأنبياء وكفرهم و غدرهم و عدوانهم فلا يفّوت شيء هذه الفرصة ، و يختبئ إخوان القردة والخنازير وراء الشجر و الحجر فينطق الحجر و الشجر بصوت مسموع ، فيوشي بهم و يدل المسلمين علي مكانهم ، إلا شجر الغرقد ، و هو شجر بطول قامة الإنسان كثيف الورق ، وهم يكثرون الآن من زراعته صفوفاً صفوفاً لأنهم يعلمون يقيناً بصدق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ويحفظون هذا الحديث بالنص .
| تم تصغير هذه الصورة. اضغط هنا لمشاهدة الحجم الكامل. أبعاد الصورة الاصلي هو 640*480. |
| تم تصغير هذه الصورة. اضغط هنا لمشاهدة الحجم الكامل. أبعاد الصورة الاصلي هو 640*480. |
الحدث الخامس :تكليم الحيوانات والجمادات للإنسان
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ، وحتى يكلم الرجل عَذبةُ سَوطه وشِراكُ نعله ، ويخبره فخذه بما فعل أهله بعده " . رواه أحمد والترمذي عن أبي سعيد .
وهذا إنما يكون في آخر الزمان ، زمن العجائب أيام المهدي وعيسى وأيام الدجال ، و تتغير نواميس الحياة وتنقلب طباع السباع والحيّات وتتكلم ، وتنطق عَذَبات الأسواط ، ولا عجب في زمن الخوارق .
الحدث السادس : هدم الكعبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُخّرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة " .
وفي رواية : " كأني به أسود أفحج ينقُضُها حجراً حجراً " .
متفق عليهما الأول عن أبي هريرة والثاني عن إبن عباس رضي الله عنهما .
فصفة هذا الحبشي الشرير الذي يُخّرب الكعبة من مجموع الروايات ، أنه :
حبشي : أسود اللون .
ذو السويقتين : دقيق الساقين .
أفحج : تقاربت صدور قدميه وتباعدت عقباه .
أُصيلع : تصغير أصلع ، وهو الذي ذهب شعر مقدم رأسه .
أفَيَدع : تصغير أفدع ، وهو الذي بيديه إعوجاج .
أصعْل: صغير الرأس .
أصمع: كبير الأذنين .
أوباما ورسم قديم لمقاتل إثيوبي
وأختلف في زمن تخريب الكعبة ، فقال البعض : يكون زمن عيسى عليه السلام ( بعدما يحج البيت ) لأنه ثبت أنه سيحج ، وقيل : آخر الزمان قبل قبض أرواح المؤمنين و إنتهاء عمر أمة الإسلام بقليل ، حيث يُرفع القرآن من الصدور ، وتهدم الكعبة ، وهذا الراجح عندنا على كل الأقوال ،فيكون هدم الكعبة بعد ظهور عدة آيات كبرى .
الحدث السابع : تهارج الناس كالحمير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يَتَسافَدون في الطريق تَسافُد الحُمُر " .رواه البزار والطبراني عن إبن عمر .
وفي آخر الزمان حيث لا يبقى مؤمن ، يصبح الناس كالحيوانات ، لا تستحي من التهارج و التسافد (التناكح ) كالحيوانات أمام أعين الناس ، وهؤلاء هم شرار الخلق الذين تقوم عليهم القيامة كما ورد في رواية ( لكع إبن لكع ) أو ( كافر إبن كافر ) ، ولا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله .. الله .
أما المؤمنون فيكونون قد قبضوا قبل ذلك بريح لينة باردة تقبض أرواحهم .
نسأل الله أن نكون قد وُفقنا لما يحبه ويرضاه ، فإن كان كذلك فالحمد لله ونسأله الأجر عليه ، وإن كان غير ذلك نستغفر الله ونسأله العذر عليه .
أهم المراجع
1- القرآن العظيم .
2- القول المبين في الأشراط الصغرى ليوم الدين ( أمين محمد جمال الدين ) .
3- صحيح الإمام البخاري .
4- صحيح الإمام مسلم .
5- سنن أبي داود .
6- صحيح الجامع الصغير ( الألباني ) .
7- سلسلة الأحاديث الصحيحة ( الألباني ) .
8- سلسلة الأحاديث الضعيفة ( الألباني ) .
9- الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم ( مصطفى العدوي ) .
10- تفسير القرآن العظيم ( إبن كثير ) .
11- فتح الباري شرح صحيح البخاري ( الحافظ إبن حجر ) .
12- شرح صحيح مسلم ( الأمام النووي ) .
13- الإعتصام ( الأمام الشاطبي ) .
14- التذكرة بأحوال الموتى والآخرة ( الأمام القرطبي ) .
15- الإشاعة لأشراط الساعة ( العلامة البرزنجي ) .
16- الفتن والملاحم ( البداية والنهاية لأبن كثير ) .
17- الإذاعة لأشراط الساعة ( الشيخ صديق خان ) .
18- الفصل ( إبن حزم ) .
19- الملل والنحل ( الشهرستاني ) .
20- مجموع أخبار آخر الزمان ( عبدالله بن سليمان المشعلي ) .
21- معاجم اللغة – مختار الصحاح .
يتبع
التفاصيل