أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : المهنة : متفائل بالمستقبل المزاج : ان تنصروا الله ينصركم التسجيل : 01/12/2012عدد المساهمات : 2924معدل النشاط : 3207التقييم : 330الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: باب المغاربة ، حي المغاربة ، لماذا في القدس ؟ الأربعاء 30 يوليو 2014 - 22:15
لم تكن مصادفة أن يخص أهل القدس المغاربة دون سواهم بإطلاق اسمهم على حي ملاصق للحرم الشريف في بيت المقدس ، ولم يكن من باب المجاملة السياسية أن يطلق اسمنا على واحد من أهم أبواب الحرم السبعة ، ولعله الأهم ، وكيف لا وقد كان يسمى أيضا "باب النبي" حيث اختاره الرسول المعظم ليعبر منه إلى الحرم المقدسي في إسراءه ومعراجه .دعونا نعرف لماذا *
من أشهر الحارات الموجودة في البلدة القديمة بالقدس الشريف
كان هذا الحي رمزا لتعلق المغاربة بالقدس الشريف، فمنذ السنوات الأولى لاعتناقهم الإسلام كان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة الحج حتى ينعم برؤِية مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم و يحقق الأجر في الرحلة إلى المساجد الثلاثة(المسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى). كان المغاربة يقصدونه كذلك طلبا للعلم، كما أن الكثير من أعلام المغرب أقاموا هناك لبضع سنوات، كأمثال الشيخ سيدي صالح حرازم المتوفي بفاس أواسط القرن السادس و الشيخ المقري التلمساني صاحب كتاب "نفح الطيب". لم تكن فريضتا الحج و طلب العلم هما الدافعين الوحيدين لتواجد المغاربة في تلك البقعة الشريفة، بل كان هنالك دافع ثالث لا يقل أهمية عنهما وهو المشاركة في الجهاد خلال الحروب الصليببية. فلقد تطوع المغاربة في جيوش نور الدين وأبلوا بلاءاً حسناً، و بقوا على العهد زمن صلاح الدين الأيوبي إلى أن تحررت المدينة من قبضة الغزاة الصليبيين. بعد الفتح، اعتاد المغاربة أن يجاوروا المسجد قرب الزاوية الجنوبية الغربية لحائط الحرم الشريف، أقرب مكان من المسجد الأقصى.
"المغاربة قوم يفتكّون في البرّ وينقضّون في البحر يجاهدون عاما ويحجّون عاما "
هذا ما قاله النّاصر صلاح الدّين الأيوبي عن أهل المغرب ، فقد كان للمغاربة دورهم الهام في تحرير بيت المقدس، لقوّتهم في المجال البحري، فأوكل اليهم صلاح الدين مهمّة حماية أضعف جانب من المسجد الأقصى، وهو جانب حائط البراق.
لنعلم أن هذه الحارة هي وقف من الملك الأفضل ابن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير المدينة من الصليبيين، حيث أوقفها على المجاهدين المغاربة الذين شاركوا في الفتح وبقيت باسمهم، وعلى مر الزمان انتشرت فيها الأوقاف المتعددة من مدارس وأبنية ومصليات وزوايا وغيرها .. ويَعِدُ كتاب وقف الملك الأفضل لحارة المغاربة أن حدها الجنوبي هو سور القدس ويليه الطريق السالك إلى عين سلوان، وحدها الشرقي هو حائط المسجد الأقصى المبارك المعروف بحائط البراق، ومن الشمال القنطرة المعروفة بقنطرة أم البنات، ومن الغرب دار الإمام شمس الدين قاضي القدس ودار الأمير عماد الدين بن موسكي ودار الأمير حسام الدين قايمباز. عمل الكثير من المغاربة بعد ذلك على صيانة هذا الوقف و تنميته، باقتناء العقارات المجاورة له وحبسها صدقاتٍ جارية.. ومن أشهر هؤلاء، نذكر العالم أبا مدين شعيب (594 هـ) الذي حبس مكانين كانا تحت تصرفه، أحدهما قرية تسمى عين كارم بضواحي القدس والآخرُ إيوانٌ يقع داخل المدينة العتيقة و يحده شرقا حائط البراق. ظلت جميع تلك الأوقاف محفوظة عبر السنين، إلى أن جاء الإحتلال الإسرائيلي. وترجع الأهمية التاريخية للموضع الذي أُقيمت عليه حارة المغاربة إلى العصر الأموي حين أنشأ الأمويون عدداً من القصور الملاصقة لسور المسجد الأقصى من الناحيتين الجنوبية والجنوبية الغربية، وقد عرف المغاربة بإتقانهم لحرفة نقش النحاس والفضة، وصناعة فطائر العوامة، والمعمول بالجوز، كما أن ارتباط الجالية المغربية بالمغرب يعود للجذور ويعززُّ بصلات القرابة مع الاقارب في المغرب. المغاربة معروف عنهم انهم محافظون جدا، وكان الشخص الذي يبدو انه متعصب لأرائه يطلق عليه مُغربي وهي كنية جميع العائلات المغربية في القدس. المغاربة المقدسيون اليوم كغيرهم من الشعب الفلسطيني موظفون أو عمال، ولكن يتميز بعضهم بإدارتهم لشركات البناء، وخطاطون، أما الحرف اليدوية مثل النقش على النحاس وصناعة الثريات والبوابير فقد انقرضت مع تطور الحياة المادية. لقد احتضنت الحارة عدداً من المؤسسات الدينية والوقفية التي لعبت دوراً بارزاً في الحركة العلمية والفكرية والدينية في القدس إبانّ العصر الأيوبي ثم العصرين المملوكي والعثماني؛ وتميزت الحارة بجملة من الأوقاف الكبيرة التي ضمنت استمرار وتدفّق المعونات والأموال والصدقات على مستحقيها من الأصول المغربية المقيمين فيها والواردين إلى القدس المقيمين في زوايا الصوفية فيها كزاوية أبي مدين الغوث الحفيد وزاوية المصمودي، وقد ازدهرت أوقافها في العصر المملوكي حين ظهرت أوقاف أبي مدين والمصمودي وسلطان المغرب علي المريني، وراح سكاّنها ينخرطون في الحياة الدينية في القدس لا سيما إمامة السادة المالكية في القدس، وقد ظهر منهم علماء وفقهاء وشيوخ دين كان لهم دورٌ بارزٌ في تاريخ القدس الذي أخذت ملامحه تتكشف على نحوٍ تفصيليٍ بعد ازدياد الإهتمام بالكشف عن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في القدس ووثائق الأرشيف العثماني في اسطنبول.
شغلت حارة المغاربة مساحة تقدر بخمس واربعين ألف متر مربع، وهي بذلك تشكل ما نسبته 5% من مساحة القدس القديمة، وقد تباينت مساحة الحارة تبعاً لإختلاف حدودها بين الحين والآخر، فقد إمتدت مساحات من حارة المغاربة قبل العهد العثماني إلى خارج السور فعرفت بحارة المغاربة البرانية (أي الخارجية). عندما نسير في أنحاء حارة المغاربة متجولين في جنباتها ننظر إلى العليات والأبنية الرائعة، الشرفات، الأبواب، الحواكير، الحجارة، عبق الطهارة.. نتجول فيها على مساحة تقدر بخمس وأربعين ألف متر مربع فننظر إليها متفحصين لنجد أننا في حارة تحتوي على أكثر من 135 بناءً اثرياً.. نمر الأن بشكل سريع على بعض الأوقاف الأثرية التي أوقفت في زمن الملك الأفضل نور الدين أبو الحسن علي النجل الأكبر للناصر صلاح الدين الأيوبي.
متوضأ حارة المغاربة
يعد هذا المتوضأ من الآثار الدارسة التي أُنشئت قبل العصر العثماني بزمنٍ طويل كما تؤكد وثيقة مؤرخة في سنة 936هـ/1528م، ويبدو أنّ تاريخ إنشاء المتوضأ يرجع إلى ما بعد العام 730هـ/1329م وهي السنة التي تم فيها إنشاء الخانقاه الفخرية.
المدرسة الأفضلية كانت تقع على بعد خمسة وسبعين متراً إلى الغرب من المسجد الأقصى المبارك؛ أوقفها الملك الأفضل نور الدين علي أبو الحسن بن السلطان الناصر صلاح الدين يوسف الأيوبي في سنة 589هـ/1192م من جملة ما أوقفه من أراضٍ عُرفت بحارة المغاربة؛ نسبت هذه المدرسة للملك الأفضل فعرفت بالأفضلية، وأطلق عليها كذلك مدرسة القبة لوجود قبة كبيرة كانت تُميّز بناء المدرسة من الأعلى، وقد ضمّت الأفضلية رفات أحد الأولياء الصالحين المعروف بالشيخ عيد، وقد أدّت المدرسة الأفضلية منذ العصر الأيوبي دورها في الحركة الفكرية والعلمية في القدس بين المالكية المغاربة المقيمين في القدس والزائرين إليها.
باب حارة المغاربة القديم
عرف هذا الباب في مطلع الإسلام بالباب اليماني، فهو الذي دخل منه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى وقد نقل العليمي رواية الإسراء بقوله : " ثم انطلق بي جبريل حتى دخلت المدينة من بابها اليماني (الجنوبي) فأتى قبلة المسجد، فربط بها البراق ودخلت المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر "، ويضيف قائلاً :" قال مؤقتو بيت المقدس لا نعلم بابا بهذه الصفة إلا باب المغاربة " . وقد عرف أيضا بباب سلوان كونه يؤدي إلى قرية سلوان جنوبي القدس وقد ذكره المقدسي البشاري بهذا الإسم بين سنتي 375هـ/985م – 380هـ/990م، وهو بذلك يعود بتاريخه إلى ما قبل العصر الفاطمي في القدس، ثم كرّر ياقوت الحموي في سنة 616هـ/1219م ما ذكره المقدسي ويبدو أنّ اسمه هذا قد اكتسبه بعد وقف الحارة على طائفة المغاربة في القدس، ولا يعرف إذا ما كان قد أعيد بناؤه في زمن السلطان الناصر صلاح الدين يوسف الأيوبي في سنة 587هـ/1191م حين همّ ببناء سور القدس. وقد استعمل باب المغاربة منذ ذلك التاريخ ليكون مدخل ومخرج المغاربة المجاورين في القدس والمقيمين في حارة المغاربة، وكان هذا الباب يقع إلى الغرب من موضع الباب الحالي، وقد كشف قبل بضع سنواتٍ عن موضعه وفتح مكانه في السور، ولا تذكر وقفية الملك الأفضل لحارة المغاربة شيئاً عن هذا الباب عند حديثها عن الحدود الجنوبية للحارة، إلاّ أن مجير الدين عرّج على ذكره قائلاً: " وأما الأبواب التي للمدينة: فأولها من جهة القبلة باب حارة المغاربة .. " دار مجير الدين عبد الرحمن العليمي
تحدثت وثيقة شرعية يتيمة مؤرخة في سنة 936هـ/1528م عن موضع دار مؤرخ القدس والخليل القاضي مجير الدين عبد الرحمن العليمي بالقرب من المتوضأ الكائن أسفل الخانقاه الفخرية لصق المسجد الأقصى المبارك، بالرغم من أنّ مؤرخ القدس والخليل قد أقام كذلك في دارٍ أخرى كانت تقع في خط مرزبان بالقرب من الزاوية البدرية، ويبدو أنه انتقل إلى هذا المكان الثاني بعد أن تضرّر من رائحة المتوضأ الملاصقة لداره كما تفيد الوثيقة مما حفّز أصلان بك المتكلم على عمارة المسجد الأقصى على إغلاق باب المتوضأ.
باب حارة المغاربةالجديد هو المدخل الجنوبي لمدينة القدس؛ يقع على امتداد الجدار الواصل إلى قبة المسجد الأقصى المبارك؛ أمر بفتحه السلطان سليمان خان القانوني في سنة 947هـ/1540م في مكانٍ غير بعيد عن باب حارة المغاربة القديم، وقد أُدخل في محيط باب حارة المغاربة الجديد عددٌ من المنشآت بُنيت خارج سور القدس عُرفت مجتمعةً بحارة المغاربة البراّنية، ويوجد نقش تأسيسي يؤرخ لفتح الباب في سنة 947هـ/1540م، وقد عُرف الباب بأسماءٍ عدّة كان أبرزها باب المغاربة، وباب المغارة، وباب الدباّغة، وباب الدمن. طاحونة وقف المغاربة
وجد في حارة المغاربة عدد من الطواحين القديمة، وقد تحدثت حجة شرعية في 18 ربيع الثاني سنة 1057هـ/1647 عن وجود قبو طاحون قديم وصفته بأنّ " أخشاب الطاحون المذكورة من تقادم الزمان دثرت وفنيت وتعطل الإنتفاع بها " مما استوجب ترميمها، وقد توجه لذلك جماعةٌ من أهل القدس للكشف على الطاحونة كان من بينهم أحمد بن محمد شيخ السادة المغاربة في القدس، والحاج شرف الدين شيخ الطحاّنين في القدس، والحاج يحيى بن شخاتير؛ قدّرت الجماعة التي كشفت على حالة الطاحونة احتياجها من المال اللازم للترميم بأربعين غرشاً أسدياً، وقد تم ترميم الطاحونة بعد استبدال آلات الطحن القديمة بأخرى جديدة . والعديد العديد من هذه الأوقاف والمباني الأثرية التي سوف نسردها سريعا دون تعريج
وقف الحاجة صافية بنت عبد الله
حاكورة الزيتون حاكورة الجورة حاكورة اللوند حاكورة ابن غزال الحاكورة الغربية حاكورة وقف أبو مدين لِصق المدرسة التنكزية حاكورة وقف المغاربة لِصق مقام الشيخ عيد دار الرمانة دار وقف كمال الحلواني دار الشيخ صنع الله الخالدي دار وقف الحاج قاسم الشيباني المراكشي دار وقف الحاجة مريم بنت عبد القادر المغربية أما الان فنسير بخطوات كلها شوق وحنين ونبضات قلب تعزف عشقا للقاء .. نسير متجهين فوق تلة المغاربة، نحو الشرق، لنجد أنفسنا واقفين أمام باب .. هذا الباب يطل بنا على المسجد الأقصى المبارك
باب المغاربة، باب النبي، باب البراق نقف الان ننظر إلى هذا الباب لنشاهد التاريخ، باب يصل بين حارة المغاربة و المسجد الاقصى يرتفع عن ارضية حارة المغاربة يتم الوصول إليه بتلك التلة التي صعدنا عليها، يقع هذا الباب في الجانب الجنوبي لرواق الغربي للمسجد الأقصى بالقرب من بوابة الزاوية الفخرية، ويتألف الباب من قوس محدبة وله مصراع خشبي، تحدث شمس الدين السيوطي أنّه سُمّي بذلك " .. لمجاورته مقام المغاربة الذي تقام فيه الصلاة الأولى " يعتقد أن الرسول سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) دخل منه إلى المسجد الأقصى المبارك ليلة الإسراء والمعراج، كما يعتقد بعض المؤرخين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل منه إلى الأقصى أيضا بعد الفتح، حيث أورد ابن كثير: " …. إذ دخـل عمـر من الباب الذي دخـل منـه رسـول اللّـه صلّـى اللّـه عليـه وسـلّم ". بجانب باب المغاربة مررنا على زقاق يفصلنا عن حائط عظيم.. حائط البراق..
حائط حارة المغاربة حائط ضخم كبير يبلغ طوله 156قدما وارتفاعه 56قدما وسمكه ما يزيد عن متر ، وهو مبني من حجارة كبيرة ضخمة يبلغ طول بعضها 16قدماً ، ويذكر المؤرخون ان هذا الحائط هو الحائط الوحيد المتبقي من البناء القديم الذي كان قبل الإسلام وأنه الجدار الذي كان قائما في زمن الإسراء، وسمي حائط البراق بهذا الإسم نسبة إلى الدابة التي ركبها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، حيث تشير الروايات التاريخية الصحيحة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بهذا المكان وربط الدابة التي تعرف بالبراق -من البرق، كناية عن السرعة الفائقة- في هذا المكان، ثم دخل من هناك وصلى بالأنبياء إماماً ، وقد قال في هذا ربنا الجليل سبحانه { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ، ( آية 1 من سورة الاسراء) ، وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتيت بالبراق، وهو دابة، أبيض، طويل، فوق ال**** ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربُط بها الأنبياء ، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين.
كل ما ذكرناه كان يمكنك أن تراه إذا ما زرت القدس قبل 11 يونيو 1967،
أما بعد ذلك التاريخ ..
لما سقطت القدس الغربية تحت الاحتلال في عام 1948، ظل شرقي القدس ومنها البلدة القديمة تحت السيادة الأردنية وظلت المواقع ونقاط الجيش الأردني واضحة بقرب من المسجد الأقصى حتى عام 1967.. وفي 7/6/1967 م وفي اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي من حرب الأيام الستة، تقدمت المجنزرات والدبابات الإسرائيلية لتحتل البلدة القديمة في القدس قامت قوات الإحتلال بإدخال آلياتها العسكرية عن طريق باب الأسباط وهي تطلق قذائفها صوب مئذنة باب الأسباط أحد أبواب القدس..
"هار هبايت بيدينو" أو "الأقصى في قبضتنا".. هكذا أعلنها المجرم مردخاي غور مبتهجا على أمواج الإذاعة وبعد الفاجعة أتت المجزرة بعد أربعة أيام من وقوع شرق القدس والمسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 11/6/1967 بدأت الجرافات الإسرائيلية بهدم حارة المغاربة وتسويتها بالأرض فهدمت 138 عقارا من بينها أربعة مساجد والمدرسة الأفضلية والكثير من الأوقاف وشردت نحو 125 عائلة مجمل أفرادها نحو 2000 نفرا. يقول " ثيودور هرتسل "إذا حصلنا لحظة يوما على مدينة القدس وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي شيء فلن أتوانى لحظة عن إزالة أي شيء ليس مقدسا عند اليهود وسوف أدمر كل الآثار التي مرت عليها قرون" وهذا ما قام به اليهود بعد أربعة أيام من احتلال القدس إبادة كاملة لحارة المغاربة .. ها قد أبيدت حارة كاملة من أعرق حارات القدس وأكثرها اكتظاظا ولم يبقى منها سوى الخانقاه الفخرية.. ولكن لا تفرحوا أهالي حارة المغاربة سوف نزيل لكم كل اثر عن الوجود .. هذا كان لسان حال جرافات الاحتلال في 16/6/1967 وهي تجرف الخانقاة الفخرية وتبيدها ولم تبقي منها سوى غرفا ثلاثة ومسجد يقع داخل الأقصى. هكذا, و في أيام معدودة, زالت من خارطة القدس ثمانية قرون من تعلق المغاربة بتلك الديار. ومباشرة تنطلق الحفريات في أنحاء المسجد الأقصى لتبدأ رحلة النفاق التي مازالت تتلوى وتخترق الأقصى شمالا وجنوبا شرقا وغربا حتى يومنا .. وهكذا أبيد التاريخ وأزيلت حارة المغاربة أصبحت الآن ساحة مبكاهم (قبالة حائط البراق ) .. استولت إسرائيل كذلك على باب المغاربة وصادرت مفاتيحه، ولكن المسلمين المرابطين المقدسيين ظلوا يتوجهون من كل حارات القدس إلى ذلك الباب ليدخلوا الأقصى رغم كل المضايقات.. وفي عام 1987 فرضت قوات الإحتلال مضايقات أكبر وأكثر على المقدسيين المرابطين لتحول الباب مدخلا للسياح والمتطرفين اليهود وقللت من المرابطين المسلمين المتوافدين على هذا الباب، حتى تم إغلاقه تماما في عام 2000 في وجه المصلين والمرابطين. ها هي حارة المغاربة قد صارت أثرا بعد عين، ولم يبقى منها سوى طريق باب المغاربة، تلة المغاربة .. وتحت ظل الإحتلال الذي يرفض كل أثر إسلامي، وجراء الحفريات الصهيونية تحت طريق باب المغاربة، انهار قسم كبير من هذا الطريق في 2004 ومُنعت دائرة الأوقاف ومؤسسة الإعمار من إعمار هذا الطريق وترميمه.
وفي 6/2/2007 بدأت الجرافات الإسرائيلية بهدم طريق المغاربة وباب المغاربة فخلعت الرصيف العثماني ونهشت الكتف الغربي للمسجد الأقصى المبارك وصولا إلى هدم غرفتين من المسجد الأقصى، وفي ظل كل هذا لا يزال يخرج بعضهم ومن كبار هذه الأمة ليقول أن الحفريات بعيدة عن الأقصى وأن الأقصى ليس في خطر حقيقي !!!! ويحكم ما أجهلكم وها نحن نرقب في اي يوم قد يزال الأقصى كما أزيلت حارة المغاربة والكل ينظر.. وإذ لم نتحرك رجالا ونساء وشيوخا وولدانا وحكاما وشعوبا سوف تتكرر هذه المناظر ولكن أمام أحد أركان الأقصى فحينها لا ينفع الكلم كانت هذه قصة تلك الرابطة المقدسة بين أهل المغرب وتلك الأرض المقدسة.. أرض الإسراء والمعراج، موطن ثالث الحرمين وأولى القبلتين، صلة لن تقدر الجرافات ولا الدبابات المحتلة أن تمحوها.. وكما أحب أجدادنا تلك الأرض الطاهرة.. فلن ينساها الأحفاد أبدا بحول الله.. ---------------