|
وحدة صاروخية في الجيش الكوري الشمالي أثناء عرض عسكري (الفرنسية-أرشيف)
|
أكدت روسيا على لسان مصدر بوزارة الدفاع قيام كوريا الشمالية اليوم الاثنين بإجراء تجربة نووية اعتبرها الرئيس الأميركي "تهديدا للسلم العالمي"، في حين يستعد مجلس الأمن لبحث هذه التطورات مع توالي ردود الفعل الدولية والإقليمية.
فقد نقلت وسائل إعلام محلية روسية عن مصدر بوزارة الدفاع في موسكو قوله إن أجهزة الرصد والمراقبة الروسية تؤكد حدوث تفجير نووي تحت الأرض جرى داخل الأراضي الكورية الشمالية في وقت سابق الاثنين.
وقدر المصدر أن قوة التفجير بنحو 20 كيلوطن، مع الإشارة إلى أن الكيلوطن يساوي ألف طن من مادة "تي.أن.تي" شديدة الانفجار، لافتا إلى أن الأجهزة المعنية قامت بدراسة وتحليل هذه المعطيات.
بيد أن مسؤولين روسا قاسوا معدلات الإشعاع على الحدود الجنوبية القصيرة مع كوريا الشمالية، قالوا إن مستوى الإشعاعات المسجلة كان طبيعيا، مؤكدين بذلك ما سبق أن أكدته هيئة السلامة النووية والأمن الصناعي في اليابان من أن أجهزة الرصد المنتشرة حول منشآتها النووية شمال البلاد لم تسجل أي تغير على معدلات الإشعاع النووي.
الموقف الياباني في هذه الأثناء قال مراسل الجزيرة في طوكيو فادي سلامة إن وزارة الدفاع أكدت وقوع التجربة النووية، مشيرة إلى أنه تم تسجيل هزة أرضية في نفس التوقيت والمنطقة التي أعلنت كوريا الشمالية قيامها بإجراء تفجير نووي تحت الأرض فيها.
وأضاف أن وزارة الدفاع أرسلت طائرات للتحليق في أجوائها الإقليمية للتأكد من عدم وجود تلوث نووي في طبقات الجو ناجم عن التفجير الكوري الشمالي.
|
يابانيون يتابعون خبر التجربة النووية (الفرنسية)
|
ولفت المراسل إلى أن مصادر يابانية ذكرت أن الأقمار الصناعية اليابانية التي تراقب المناطق الخطرة بكوريا الشمالية -في إشارة إلى منصات الصواريخ والتجارب النووية- سجلت تحركات غير عادية في المنطقة التي أجرت فيها بيونغ يانغ تجربة نووية في أكتوبر/تشرين الأول 2006.
من جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" أن الجارة الشمالية أجرت أيضا الاثنين تجربة على صاروخ أرض-جو قصير المدى في منطقة موسودان راي هاوداي، وهي نفس المنطقة التي أجريت فيها مطلع أبريل/نيسان الماضي تجربة إطلاق صاروخ طويل المدى قالت بيونغ يانغ إنه مخصص لحمل قمر صناعي إلى الفضاء.
تهديد دوليوفي إطار ردود الفعل، قال الرئيس الأميركي
باراك أوباما في بيان مقتضب إن ادعاءات كوريا الشمالية قيامها بتجربتين نووية وصاروخية "تشكل تهديدا للأمن والسلم العالميين وتثير قلق كل الدول، مما يعطي المجتمع الدولي الحق في التحرك ضدها".
وأضاف أن "كوريا الشمالية تتحدى الجميع بشكل مباشر ودونما اكتراث"، معتبرا هذا التصرف "سلوكا يزيد من التوتر ويقوض الاستقرار في شمال شرق آسيا".
وفي ختام اجتماع طارئ للحكومة الكورية الجنوبية، قال بيان صادر عن مكتب الرئيس ميونغ لي باك إن التجربة الكورية الشمالية "تمثل تهديدا خطيرا للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا، وتحديا كبيرا لنظام منع انتشار السلاح النووي".
وأضاف البيان أن كوريا الجنوبية وبالتعاون مع باقي الدول المشاركة في المحادثات السداسية ذات الصلة بالملف النووي الكوري الشمالي "ستطلب من مجلس الأمن الدولي اتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة".
باريس ولندنومن أبو ظبي حيث يقوم بزيارة رسمية للإمارات العربية، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أن بلاده تدين بشدة التجربة النووية، في حين أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من بيروت عن قلق بلاده من هذه الأنباء.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أوضح أن
مجلس الأمن الدولي سيعقد في وقت لاحق الاثنين جلسة طارئة لبحث التطورات الراهنة في شبه الجزيرة الكورية الشمالية على خلفية إعلان الشطر الشمالي قيامه بتجربة نووية.
وفي بكين لا يزال الموقف غير واضح بحسب مدير مكتب الجزيرة عزت شحرور الذي قال إن السلطات الرسمية لم تصدر أي بيان أو موقف محدد، في حين سارعت لندن على لسان مسؤول بوزارة الخارجية إلى اعتبار التجربة خرقا لقرارات الأمم المتحدة، مشددا على ضرورة توجيه رسالة قوية لبيونغ يانغ.
من جانبها قالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر إن التقارير الواردة من كوريا الشمالية تثير القلق، لكنها رفضت تأكيد ما تتناوله وسائل الإعلام بشأن إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية جديدة.