“منظومة S-500 ضربة للهيبة الأميركية”، بهذه الثقة المفرطة، عبر بافيل سوزينوف، كبير مهندسي شركة “ألماز أنتي” الروسية للصناعات العسكرية، عن منظومة S-500 المخصصة لاعتراض الصواريخ البالستية.
لكن، المنظومة التي يروج لها الروس حاليا لم تثبت كفاءتها بالشكل الكافي، إلا أن دولا تسرعت في اقتنائها، بل والمشاركة في تصنيعها منها تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أن شراء تركيا منظومة S-400 الدفاعية من روسيا اتفاق لا رجعة فيه، مضيفا أن بلاده ستشترك أيضا مع موسكو في إنتاج منظومة الدفاع S-500.
وقد بدأت روسيا في الترويج لمنظومة S-500 بقوة خلال الفترة الأخيرة، والتي من المزمع دخولها الخدمة في عام 2020، وقد بدأت صناعتها منذ عام 2014.
ويفترض أن المنظومة قادرة على تشغيل صواريخ مضادة للصواريخ البالستية من مسافة 600 كيلومتر، أي أبعد من مدى S-400 بمقدار مائتي كيلومتر.
وبحسب الدعاية الروسية، فإن منظومة S-500 تستطيع تتبع ما يصل إلى 10 رؤوس حربية صاروخية تطير بسرعة تزيد عن 4 أميال في الثانية واعتراضها.
ومن المقرر أن تحل منظومة S-500 محل منظومة S-300 الروسية، وسيعتبر نظام الـ S-500 مكملا لنظام الـ S-400 المتخصص في استهداف الطائرات في المقام الأول.
وعبر خبراء أميركيون عن شكوكهم بشأن الدعاية الروسية لمنظومة S-500، خاصة وأن الجانب الروسي لم يعلن عن نتائج الاختبارات التي أجريت على المنظومة.
وكانت وسائل إعلام روسية قد أكدت صعوبة رصد بطاريات ومنظومة S-500 التي تستطيع رصد الأهداف شبحية، إلا أن قدرات المنظومة المنشورة لا تتضمن إمكانية رصد الأهداف الشبحية، بحسب مقال الباحث سباستيان روبلين في “ناشيونال إنترست”.
وكانت روسيا قد أعلنت عن 10 كتائب مقررا لها استخدام نظام الـ S-500، إلا أنها أنقصت هذا العدد إلى خمس كتائب، مما يشير إلى وجود صعوبات في عملية تصنيع هذه المنظومة.
الكاتب الأميركي، مارك إبيسكوباس، قال في مقال له في “ناشيونال إنترست”، إن سبب تأخر إطلاق هذه المنظومة بشكل رسمي، هو على الأرجح مشاكل تقنية.
وأضاف إبيسكوباس، وجود سبب تجاري أيضا يتلخص في أن روسيا تخشى من فقدان ثقة زبائنها مثل تركيا والهند في منظومة S-400 باعتبارها منظومة متطورة أمام S-500.
يذكر أن منظومة S-500 يتم مقارنتها بمنظومة Thaad الأميركية التي تستطيع إسقاط صواريخ بالستية قصيرة، ومتوسطة المدى في مرحلتها النهائية، داخل الغلاف الجوي وخارجه.
وعلى عكس المنظومة الروسية، فإن منظومة Thaad أثبتت فاعليتها بعد عقدين متواصلين من الاختبارات، كما أن نتائج اختباراتها نشرت علنا.
.