تُعرض نماذج حقيقية من منظومات " تور - 2 إم إي" و" أوسا ـ أي كا إم" الصاروخية للدفاع الجوي على نطاق واسع، خلال المرحلة الدولية من "بياتلون الدبابات 2014" الذي انطلق يوم الاثنين ( 4 أغسطس/آب)، في منطقة ألابينا بضواحي موسكو، بالتزامن مع يوم الابتكار الذي يجري تحت رعاية وزارة الدفاع الروسية.
صاعقةُ الأسلحة " الذكية"
تُعدّ منظومات " تور" و" أوسا" للدفاع الجوي مجمّعاتٍ قصيرة المدى مضادة للصواريخ والطائرات، وقد صُممت لمختلف أنواع الدفاع الجوي. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن استخدامها لتغطية تحرك مجموعات الدبابات.
ومنذ البداية، صُممت هذه المجمّعات كوسيلة أساسية لمواجهة ضربات السلاح الجوي الكثيفة فوق أرض المعركة. وتقف " تور" و" أوسا" عند خط الدفاعات الجوية الأخير، أي أنها تُحيّد سلاح العدو لدى انطلاقه نحو الهدف، كما تعمل بالتوازي مع المجمّعات قريبة المدى المضادة للطائرات، مثل " تونغوس" أو "بانتسير" التي تُستخدم كوسائل تغطية مباشرة.
تدخل أنظمة " أوسا" و" تور" منذ عدة عقود، ليس فقط ضمن تسليح الجيش الروسي، بل كذلك ضمن القوات المسلحة الأجنبية. وقد شاركت مرات عديدة في النزاعات العسكرية في جميع أنحاء العالم. ولا تُعدُّ هذه المنظومات سلاحاً قديماً، إذ يجري تحديثها وتطويرها باستمرار. وتستطيع المجمّعات المعدّلة حديثاً ( مثل " أوسا - إي كا إم" المجهزة بإلكترونيات جديدة ومزودة بوسائط الكشف عن الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وكذلك مجمّعات " أوسا ـ أي كي إم") أن تواجه بفعالية أي نوع من أنواع أسلحة الجو " الذكية": ابتداءً بالطائرات من دون طيار وانتهاءً بالصواريخ عالية الدقة.
مضمونة، متنقلة، سريعة
بعد تحديث منظومات " تور - إم 2 أي"، جرى للمرة الأولى استخدام إمكانيات عربة قتالية واحدة لإصابة أربعة أهداف جوية في وقت واحد، بأربعة صواريخ موجهة مضادة للجو لمسافة تصل إلى 15 كم.
ومثل المنظومات قصيرة المدى من الجيل الذي سبقها، فإن " تور - إم 2" مخصصة للمواجهة الفعالة ولإصابة الصواريخ من طراز " جو - أرض" والقنابل الجوية الموجهة، والصواريخ المضادة للرادار، والطيران التكتيكي والعسكري، والصواريخ المجنحة، والمروحيات، والطائرات من دون طيار.
ويرى الخبير العسكري، إيغور كوروتشينكو، أن " تور" تمتلك مجموعة من المزايا الهامة بالمقارنة مع مثيلاتها في البلدان الأخرى، ومن بين هذه المزايا: ردة فعل المنظومة وتجهيزها خلال الحد الأدنى من الوقت ( 3 دقائق) وتنقلها السريع ( بعد عملية الإطلاق، تستطيع هذه المنظومة تغيير موقعها بسرعة وتلافي نيران العدو)، ويمكنها أيضاً أن تناور أمام هجوم العدو المحتمل ( بفضل سرعة التنقل، فإن الأخطار تنخفض إلى حدها الأدنى بالنسبة للطاقم والمنظومة على حد سواء). كما أن " تور" قابلة للتكامل بسرعة مع منظومات الدفاع الجوي المتواجدة في ساحة المعركة، وتحافظ في الوقت نفسه على إمكانية الاستخدام المستقل
" تور" تتجه نحو الشرق
ومن الدلائل على فعالية مجمّعات " تور" و" أوسا"، حقيقةُ أنها تدخل في تسليح إحدى دول الناتو وهي اليونان. ولكن، اعتباراً من الأول من أغسطس/ آب الجاري بدأ سريان مفعول العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا في مجال التعاون العسكري - التقني، وبالتالي فإن حظر السلاح يعني من الناحية العملية وقف هذا التعاون مع الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مع اليونان التي تستورد منتجات مصنع "كوبول" من مدينة إيجيفسك ( تدخل في قوامه شركة " ألماز - أنتيي للمضادات الجوية" التي تنتج منظومات الدفاع الجوي).
غير أنّ هناك آفاقا واسعة أمام هذه المنظومات في بلدان جنوب - شرق آسيا، وبرأي سعيد أمينوف، رئيس تحرير مجلة " أخبار الدفاع الجوي" المتخصصة بالشؤون العسكرية، فإن منظومة " تور" يمكن أن تُصدّر إلى إندونيسيا. ويشير الخبير أمينوف قائلاً:" شراء هذه الوسائط، يمكن أن يزيد من الاستقرار العسكري والسياسي في هذا البلد الواقع في منطقة جنوب - شرق آسيا المتوترة إلى حد كبير".
http://arab.rbth.com/technology/2014/08/05/27607.html