واشنطن - محرر مصراوى - أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أنه لايمكن التحدث عن ما يسمى الدولة اليهودية لأنه مرفوض إذ أنه يعني طرد الفلسطينيين فيما حذر من أن التشرزم الفلسطيني سيبدد تطلعات الفلسطينيين في دولة مستقلة.
وقال أبو الغيط في لقاء بالصحفيين المصريين بواشنطن "لسنا ملتزمين بكل ماتطرحه الولايات المتحدة إذا كان سيضر بالقضية الفلسطينية،" وذلك في إشارة إلى احتمال موافقة واشنطن على هذه الفكرة.
وأضاف أبو الغيط أنه والوزير عمر سليمان تحدثا في لقائهما مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأربعاء عن هذا الموضوع ، وأكدا أن القدس الشرقية والأماكن المقدسة هي حق أصيل للفلسطينيين العرب المسيحيين والمسلمين وأنه يجب في إطار التسوية الفلسطينية أن تكون العاصمة الفلسطينية في القدس الشرقية، مشيرا إلى أن كلينتون استمعت إلى وجهة النظر هذه.
وأعرب أبو الغيط عن أسفه من أن الفلسطينيين يمكنون إسرائيل من التهرب من الضغط الدولي ومواجهة لحظة الحقيقة لأنهم يوفرون لها المبرر الذى تلجأ إليه مرارا وتكرارا على مدى سبع سنوات وذلك بالتذرع بعدم وجود سلطة فلسطينية موحدة للتحدث معها.
وقال أنه إذا مالم ينتبه الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية لهذا الخطر "فسوف نشهد مأساة كبرى قد لاتحقق معها القضية الفلسطينية أهدافها المرجوة طالما استمر هذا التشرزم الفلسطيني الذي تحدث عنه الرئيس حسنى مبارك بأكبر قدر من الوضوح في حضور رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني في مؤتمر شرم الشيخ حينما خاطب الفلسطينيين قائلا: أنه طالما بقي التشرزم فلتنسوا أنكم ستحققون آمالكم في الدولة."
وأوضح أبو الغيط أن الوساطة المصرية مازالت مستمرة وأن هناك محاولات ومن المتوقع أن نشهد من الآن وحتى الأسبوع الأول من يوليو القادم التشاور بين الفصائل الفلسطينية بكل واحدة من لجان التوافق الخمسة لتحقيق الانفراجة المطلوبة.
وقال ابو الغيط أنه خلص من هذه الزيارة إلى أن الإدارة الأمريكية تأخذ على محمل الجد والمصداقية الحاجة الملحة إلى تسوية فلسطينية وشرق أوسطية بشكل عاجل ، كما أن هذه الإدارة تقدر أن الوضع الإقليمي والدولي يتقبل فكرة تحرك أمريكي رئيسي مدعوم من المجتمع الدولي للدفع بجهود جديدة للسلام وأنه يجري حاليا الإعداد لهذه الجهود.
وأشار إلى أن الجانب الأمريكي لم ينته بعد من استكمال أطروحاته إذ أنه يتحدث بشكل مكثف مع الجانب الإسرائيلي عن الإجراءات التي يجب أن تلتزم بها إسرائيل لكي يمكن للجانب العربي أن يثق فيها ويتأكد من مصداقيتها لأن العرب حتى الآن يرون أن إسرائيل وأطروحاتها لاتشجعهم على الثقة فيها .
وأضاف أن الأمريكيين يعلمون أيضا أنه لايمكن قصر التحرك على الجهد الفلسطيني -الإسرائيلي وبالتالي فإنهم يقدرون الحاجة أيضا للتحرك على المسارات الأخرى ، ولايخلطون بين الملف النووي الإيراني من ناحية وبين الشرق الأوسط من ناحية.
وأوضح أن مصر من جانبها طالبت الإدارة بأن تطرح رؤية أمريكية متكاملة سواء في مشروع أمريكي أو مجموعة من العناصر التفصيلية التي يمكن وضعها في إطار تسوية كاملة.
كما أكد صعوبة تصور العودة مرة أخرى إلى الأطروحات القائلة بتسوية من خلال خطوة خطوة أو تحرك مرحلي، مشيرا إلى أن المطلوب هو تحديد نهاية الطريق ، وأن مايسمى خارطة الطريق لا إعتراض عليها إذا ماتأكد أن هذه الخريطة وهذا الطريق يقود إلى نهاية هي الدولة الفلسطينية ، وعنما تطرح الدولة الفلسطينية كفكرة يجب أن يصحبها خطة كاملة لتحقيق هذه الدولة بحدود تقوم على خطوط عام 1967.
وأوضح إنه إذا وافق الجانب الفلسطيني على تبادل للأراضي فيجب أن يكون أقل القليل وبنسب ونوعيات متكافئة.مؤكدا أن حق العرب في القدس الشرقية لايمكن تجاوزه ، وأن المجتمع الدولي والولايات المتحدة تستشعر أن الكثير من المآسي قد وقعت نتيجة لاستمرار القضية الفلسطينية ومن ثم فعلى واشنطن أن تدفع بجهد سلام رئيسي وأن مصر وغيرها من الدول العربية على استعداد للمساهمة في هذا الجهد لتسوية ذات مصداقية وجادة .
وقال أبو الغيط أن الجانب الأمريكي مايزال في مرحلة الاستماع إلى وجهات النظر لبلورة الاقتراح المحدد الذي أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس أن الولايات المتحدة ستطرحه على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف أبو الغيط أنه لذلك فقد أوفد الرئيس مبارك الوزير عمر سليمان برسالة خطية للرئيس أوباما وكلينتون لأن الرئيس قدر أن هذه الإدارة وهي تتحرك باتجاه صياغة موقفها "علينا ألا ننتظر كثيرا وأن تسارع مصر بالمساهمة في صياغة هذا الموقف."
وأوضح أن الجانب الأمريكي استمع على كافة المستويات من مستشار الأمن القومي الامريكى الجنرال جيمس جونز إلى مدير وكالة المخابرات المركزية ليون بانيتيا إلى رؤى وأفكار اثنين من الشخصيات الأمريكية التي تتسم بالحكمة الشديدة وهما زبيجنيو بريجنسكي وبرنت سكوكروفت كما التقيا مع اشخاص لهما خبرة بالملف ومكلفين بمهام قربية منه وهما مستشار وزيرة الخارجية لشؤون الخليج العربي وجنوب غرب آسيا دينيس روس، والمبعوث الخاص لأفغانستان وباكستان جورج ميتشيل الذي شارك في عدد من الاجتماعات في لندن خلال اليومين الماضيين.
وقال أن هناك ثمة تشجيع ولكن ينبغي الاستمرار في تشجيع هذه الإدارة وفي نفس الوقت توضيح النقاط الصعبة التي يجب أن تتجاوزها وأن تقبل بالتحدي.
وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن مصر تحدثت أيضا عن الحاجة إلى إطار زمني وألا تكون المفاوضات مفتوحة إلى الأبد وأنه في ظل تجربة مدريد عام 1991 وعدم الوصول إلى نتيجة بعد 2009 فلا تستطيع الدول العربية و لا أي جانب آخر الانتظار أكثر من ذلك.
وأضاف أنه تبين حكمة الرئيس باراك أوباما من خلال تمكنه من وضع يده على المشكلة الحقيقية للمواجهة بين العالم الإسلامي والغرب والضاغطة على علاقات الغرب بالإسلام وهي القضية الفلسطينية.
وأوضح أنه من الطبيعي ألا يوجه الجانب الأمريكي انتقادات صريحة لإسرائيل في المرحلة الحالية إلا أنه يتمسك بوقف الاستيطان وكذا بعدم توسيع المستوطنات القائمة.
وأكد أنه لايجب أن يطرح الحانب الأمريكي الاقتراح ثم يقول فلتتفاوض أطراف المشكلة إذ أن مصر تطالب بأن تساعد واشنطن إلى جانب الرباعية الدولية ودول عربية ذات تأثير وقادرة على المساهمة بحيوية وبالتزام في دفع هذه العملية.
وقال أبو الغيط أن الوضع الاستيطاني لم يكن ليبلغ مابلغه الآن لو أن الفلسطينيين وافقوا في أواخر السبعينيات على التفاوض حيث لم يكن هناك هذا الاستيطان ولم يكن عدد الإسرائيليين المقيمين على أراض فلسطينية قد تجاوز واحد وعشرين ألفا إلا أنهم أصبحوا اليوم نحو النصف مليون.
وحذر أبو الغيط من أن الاستيطان من شأنه أن يقضي على فكرة الدولتين ، وأن الاستمرار في توسيع المستوطنات ومواصلة تقطيع أوصال الضفة الغربية سوف يصل بنا إلى لحظة حيث لن يكون هناك فرصة لدولة فلسطينية ذات فاعلية ولها أراض متصلة .