"الجزائر مستعدة لتلبية احتياجات مصر من الغاز ودعم ليبيا للاستقرار"
سلال يدعو إلى تعزيز التعاون في المخابرات والتكوين والتجهيزات الخاصة بمكافحة الإرهاب
2014/08/07
أعلنت الجزائر استعدادها لتلبية جزء من احتياجات مصر من الغاز، ورفع مدة التأشيرات لرجال الأعمال المصريين لتصل إلى عام أو عامين، حسبما أكده الوزير الأول عبد المالك سلال لنظيره المصري، بالموازاة مع فتح الباب أمام المصريين للمشاركة في إنجاز البرامج السكنية، والدعوة لتشكيل مجلس الأعمال الجزائري المصري "لما له من أهمية كبيرة في إيجاد حلول سريعة لكافة العقبات التي قد تواجه رجال الأعمال، وذلك بهدف زيادة حجم الاستثمارات المشتركة في البلدين".
التقى الوزير الأول عبد المالك سلال، رئيس مجلس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، أمس الأول، في إطار الزيارة التي قادتهما إلى واشنطن للمشاركة في أشغال القمة الأمريكية الإفريقية، وأكد الجانبان خلال اللقاء على علاقات الصداقة القوية والتاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، والتي من شأنها أن تساعد على تجاوز ما قد يواجههما من تحديات، وتقريب وجهات النظر بهدف تعزيز التعاون المشترك.
وأعرب سلال عن "رغبة الجزائر الصادقة" في التعاون البنّاء مع مصر والاستعداد لتلبية جزء من احتياجاتها من الغاز، فضلاً عن زيادة مدة التأشيرات لرجال الأعمال المصريين لتصل إلى عام أو عامين، والعمل على تحسين أوضاع العمالة المصرية في الجزائر ـ حسبما تناقلته الصحافة المصرية أمس ـ بينما أكد رئيس الوزراء المصري على ضرورة عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية الجزائرية في أقرب وقت، لأهميتها في دفع سبل التعاون وتوحيد الرؤى في القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب من ناحية والأحداث التي تشهدها بعض البلدان في المنطقة من ناحية أخرى، وشدّد سلال على ضرورة أن يتضمن عمل اللجنة تعزيز التبادل الثقافي والذي يمثل أهمية كبيرة للشعبين المصري والجزائري.
وبحث الطرفان إمكانية إسهام مصر في تطوير البنية التحتية في الجزائر، والمساهمة في إنجاز المشاريع السكنية، في ضوء الميزات النسبية التي تتمتع بها الشركات المصرية في هذا القطاع، إذ أكد محلب استعداد تلك الشركات للاستثمار في الجزائر على نطاق أوسع.
وفي الشأن الليبي، التقى سلال في واشنطن، نظيره الليبي عبد الله الثني، حيث أكد له إرادة الجزائر في تسوية الأزمة التي تعصف بليبيا في إطار آلية البلدان المجاورة التي أطلقت شهر جويلية الفارط بتونس، وأوضح سفير الجزائر بواشنطن عبد الله بعلي لوكالة الأنباء الجزائرية في ختام المحادثات أن "الوزير الأول جدد دعم الجزائر التام لليبيا وإرادتها في التعاون مع البلدان المجاورة من أجل وقف إراقة الدماء واستتباب الأمن في هذا البلد الشقيق".
وتناول الطرفان تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا التي تطبعها الخلافات السياسية بين التيارين الإسلامي والوطني.
وكان للوزير الأول خلال اليوم الأول من القمة نشاط مكثف، حيث تحادث مع العديد من المسؤولين الأمريكيين السامين، كما التقى مع مسؤولي شركات صناعية أمريكية، كما تطرق إلى انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة مع كاتبة الدولة الأمريكية للتجارة بيني بيرتزكر التي أعربت عن استعدادها لدعم الجزائر التي تتفاوض للانضمام إلى هذه المنظمة.
وخلال لقائه بجيفري ايملت الرئيس المدير العام لشركة "جنرال الكتريك" تطرق الوزير الأول إلى مشاريع هذه الشركة بالجزائر في مجالي الصحة والطاقة وكذا إمكانية إطلاق شراكات أخرى مع هذه الشركة.
ودعت الجزائر خلال القمة إلى تعزيز الشراكة الإفريقية - الأمريكية في مجال الأمن للاستجابة بشكل أحسن لحاجيات القارة، حيث زاد دفع الفديات من قدرة الجماعات الإرهابية على إلحاق الضرر، وقالت إنه "من المفروض أن تتعزز الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال السلم والأمن التي سبق لها وأن حققت نتائج إيجابية للاستجابة بشكل أحسن لأولويات وحاجيات إفريقيا"، وأكدت أن طبيعة العنف على مستوى القارة تطوّرت خلال السنوات الأخيرة مع تضاعف الجماعات الإرهابية واتصالها بشبكات المتاجرين بالمخدرات والأسلحة والبشر، وحث سلال خلال دورة السلم والأمن التي نظمت بمناسبة هذه القمة على تعزيز القدرات الإفريقية على تسوية النزاعات، داعيا إلى تعاون متزايد مع الولايات المتحدة في مجالات المخابرات والتكوين والتجهيزات الخاصة بمكافحة الإرهاب.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/212638.html