الجيش العراقي على بعد كيلومتر واحد من مصفاة بيجي
ال ضابطان في الجيش العراقي وشاهد عيان إن القوات الحكومية باتت على بعد كيلومتر واحد من مصفاة بيجي، أكبر مصفاة نفطية في البلاد، لتقترب أكثر من أي وقت مضى من كسر حصار تنظيم "الدولة الإسلامية" للمنشأة الحيوية خلال قتال مستمر منذ أشهر.
وقال الضابطان والشاهد إن القتال يستعر في قرية تقع بين المصفاة ومدينة بيجي بالقرب من منطقة مهجورة يعتقد أن المتشددين زرعوا عبوات ناسفة فيها لمنع أي تقدم للقوات الحكومية.
وقال ضابط برتبة نقيب "نحن على بعد كيلومتر واحد تقريبا عن المصفاة. متشددو (الدولة الإسلامية) يفرون باتجاه النهر والطائرات تستهدفهم".
وذكر الشاهد أن قوات الأمن عبرت جسرا قريبا من المصفاة الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة.
وكان المسلحون قد سيطروا على مدينة بيجي وطوقوا مصفاتها في حزيران خلال هجوم خاطف بشمال العراق.
وتقع المدينة على الطريق الرئيسية بين مدينة تكريت التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"،.
والموصل كبرى مدن شمال البلاد واولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في حزيران.
والى الشمال من المدينة، تقع مصفاة بيجي الاكبر في البلاد، والمحاصرة من قبل "الدولة الاسلامية".
وتشكل السيطرة على بيجي احد ابرز النجاحات العسكرية في الحملة ضد التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
وقال احمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين حيث تقع بيجي ان "القوات العراقية تمكنت اليوم من استعادة السيطرة بالكامل على مدينة بيجي بعدما فر مسلحو داعش" الاسم الذي يعرف به التنظيم.
واوضح الكريم ان العملية العسكرية التي انطلقت منذ اكثر من اربعة اسابيع، تشارك فيها قوات من الجيش والشرطة وابناء العشائر و"الحشد الشعبي"، في اشارة الى المجموعات المسلحة الموالية للحكومة.
واكدت مصادر عسكرية سيطرة القوات الامنية على بيجي ومتابعة تقدمها شمالا لفك الحصار عن المصفاة التي لا تزال تحت سيطرة القوات العراقية، الا انها محاصرة من قبل "الدولة الاسلامية" وتتعرض لهجمات.
وقال ضابط برتبة لواء في الجيش لفرانس برس ان "القوات تتجه لتحرير مصفاة بيجي (...) وتقوم حاليا بتحرير قرية البوجواري الواقعة على الطريق" الى المصفاة.
واكد رائد في قوات التدخل السريع التابعة للشرطة حدوث "اشتباكات متقطعة مع ارهابيين يتحصنون في مواقع داخل قرية البوجواري".
وكانت المصفاة تنتج ما مجموعه 300 الف برميل من النفط يوميا، وتغطي 50 بالمئة من حاجات العراق. وتوقف انتاج المصفاة منذ اشهر.
واقتحمت القوات العراقية بيجي في 31 تشرين الاول، واستعادت حيين في المدينة التي تضم العديد من المناطق المفتوحة والابنية المتباعدة، قبل ان تواصل تقدمها بشكل تدريجي خلال الايام الماضية. وواجهت القوات الامنية هجمات انتحارية وتفجير عبوات ناسفة.
واليوم، قالت مصادر عسكرية ان تفجيرا انتحاريا بشاحنة مفخخة استهدف جامعة تكريت حيث مقر قيادة للعمليات العسكرية، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل.
وتبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" التفجير في بيان تداولته منتديات الكترونية جهادية.
ونفذ التنظيم قبل ثلاثة اسابيع تفجيرا مماثلا، مع بدء تقدم القوات العراقية باتجاه بيجي.
كما ادى تفجير انتحاري تبناه التنظيم داخل مدينة بيجي الاسبوع الماضي، الى مقتل ضابط برتبة لواء في الشرطة.
وتراجعت فرق عدة من الجيش العراقي امام الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم "الدولة الاسلامية" في حزيران.
الا ان القوات العراقية تمكنت في الاسابيع الماضية، مدعومة بضربات من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ومجموعات مسلحة موالية لها، من تحسين ادائها على بعض الجبهات.
المصدر