أوباما قدم طلباً للكونغرس لغرض إرسال قوات قتالية الى الموصل في غضون أسبوع
على ما يبدو ان واشنطن بدأت تغير من سياسيتها تجاه العراق بعد ازدياد خطر تنظيم "داعش" بالعراق، فراح الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم أمس يطلب من الكونغرس الأمريكي تفويضاً من الكونغرس يسمح له بنشر قوات قتالية برية في العراق ولاسيما بالموصل لمكافحة تنظيم "داعش".
طلب اوباما جاء بعد نشاط التنظيم الاخير الذي ادى الى قتل الطيار الاردني ومجموعة من الرهائن الاجانب وامريكي في مدينة الموصل رداً على غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مسلحي "داعش".
في الكونغرس على وجه التحديد تجري انتخابات للفوز بمرشحين جدد، وبالطبع مادة الارهاب والتنظيم المتطرف ووجوده بالعراق هي المادة الدسمة للدعاية الانتخابية للمرشحين، لذا يجمع الخبراء على ان دعوة الرئيس الأمريكي لنشر قوات قتالية، ما هو إلا تغيير في سياسيته لأنه لا يعلم من سيفوز بالانتخابات المقبلة التي قد تؤدي الى إحراجه مرة أخرى.
الحصول على موافقة الكونغرس لنشر القوات الأمريكية في العراق مرة أخرى، يجب على أوباما ايجاد توازن بين المشرعين الذين يؤيدون محاربة تنظيم "داعش" وبما فيهم اعضاء حزبه، وبين الاعضاء الذين يشعرون بالقلق من ان نشر قوات قتالية بالعراق يعني اعادة التورط في البلد مرة اخرى بحرب جديدة سيطول امدها بالتأكيد.
في عام 2002، اصدر الكونغرس الامريكي تفويضاً للرئيس جورج بوش يتيح له استخدام القوة ضد العراق، فاليوم يعمل اوباما على ذات النهج الذي اتبعه سلفه، من خلال محاولته اخذ تفويض بشن هجوم على التنظيم المتطرف في العراق فضلاً عن الضغط على منافسيه الطامحين بالترشح للرئاسة.
الرئيس الامريكي يعمل اليوم على ذات الترخيص الممنوح لبوش من قبل الكونغرس، الذي اقره الكونغرس بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمر. وهنا يقول منتقدو البيت الابيض، بان هذه التراخيص لمحاربة الجماعة الارهابية هو امتداد لعمل بوش الذي قام بنشر قوات امريكية في العراق وبعدها تعرضوا للاذى والدمار الذي يعانون منه الى اليوم.
اوباما وبحكم سلطته القانونية المتاحة، نشر بعد ايام من سيطرة مسلحي "داعش" مدينة الموصل 2700 جندي امريكي بصيغة مدربين واستشاريين تتركز مهامهم على تدريب وتطوير الجيش العراقي واعطاء النصائح للقوات الامنية العراقية. اليوم الرئيس الامريكي يطالب بترخيص جديد يمنح الشرعية القانونية لنشر قوات قتالية "لا استشارية" بالعراق للقضاء على التنظيم المتطرف.
ويتوقع مشرعو البيت الابيض، ان الكونغرس سيوافق على الطب المقدم من اوباما في نهاية الاسبوع الحالي،لاسيما ان مسؤولي الادارة في البيت الابيض عقدوا مشاورات مع الاعضاء الديمقراطيين والجمهوريين لشرح اسباب الطلب لنشر القوات القتالية في الموصل على وجه التحديد.
وقال مسؤول في الكونغرس، ان البيت الابيض لم يقدم الى اليوم الطلب بشكل رسمي على الرغم من انه اكمل المشروع.
وقال مسؤول في الكونغرس آخر، انه سيطلب من الرئيس التوقيع على وثيقة تلزم البيت الابيض بتغيير الطلب بعد ثلاث سنوات، لأنه في حال اتى رئيس جديد قد لا يسحب هذه القوات من مناطق الصراع وهذا ما لا يريده الكونغرس.
بمعنى اوضح، ان الرئيس الجديد في حال وصوله الى البيت الابيض سيكون مخيراً ببقاء القوات من عدمها لان الخيار سيكون مفتوحاً امامه.
ويقول مسؤول في البيت الابيض الذي رفض الكشف عن اسمه، ان الرئيس الامريكي في حال اخذ موافقة الكونغرس، فإنه سينشر القوات الامريكية بالعراق من دون مواقع جغرافية مشروطة بمعنى ان هناك نيات لنشر قوات قتالية في عموم العراق.
المشاكل الامريكية اليوم في داخل الكونغرس على وجه التحديد، تكمن في كيفية نشر هذه القوات وأين بالضبط، لأن لا تحديد جغرافي لنشر تلك القوات القتالية في العراق، فالكونغرس يريد نشرها بمناطق الصراع وبشكل محدود وليس على خط المواجهة المباشرة مع "داعش" حتى لا تعطي المزيد من الخسائر بحسب وجه نظره.
وتحدث المسؤولون العاملون في الكونغرس بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، ان لجنة العلاقات الخارجية قدمت مقترحاً للبيت الابيض قبل انتهاء عملها الدستوري، يقضي بنشر قوات قتالية في العراق لمدة ثلاث سنوات قادمة لمحاربة مسلحي "داعش"، وعلى ما يبدو ان الكونغرس رفض هذه المبادرة معتبراً اياها بالخطرة.
وقال السيناتور مينديز، ان الكونغرس لم يطلع على الصياغة النهائية المكتوبة من قبل البيت الابيض. مضيفاً ان دور الكنغرس اليوم يعارض فكرة البيت الابيض لاسيما بعد تولي الديمقراطيين لجنة العلاقات الخارجية.
ومن جانبه قال السيناتور اورين هاتش يوتا:" ان الترخيص الجديد يجب ان يكون مرن بما فيه الكفاية ويمكن ان يُستخدم ليس فقط ضد مسلحي "داعش" بل لملاحقة التنظيمات المتطرفة التي تحاول الانسلاخ عن "داعش" في ما بعد فضلاً عن متابعة عمل المنظمات الاسلامية المتشددة الموجودة في اوربا التي تشرف على ارسال المقاتلين الأجانب الى العراق.
وقال هاتش امس في مجلس الشيوخ، ان الهدف الستراتيجي لدينا لهزيمة "داعش" يجب ان يكون فعال ويستند على وقت محدد. معترضاً بالوقت نفسه، على اولئك الذين يحاولون حظر استخدام القوات البرية وأن يلزموهم بوقت وصلاحية محددتين.
وبهذه الحال على الرئيس الامريكي مواصلة جيشه تدريب القوات العراقية وتجهيزها وزيادة الغارات الجوية المصحوبة بالقوات القتالية على الارض طبعاً.
ويضيف مسؤول عسكري أمريكي، ان القتال سيكون صعباً للغاية ومهم بالوقت نفسه للقوات العراقية، مبيناً في السياق ذاته، عدم وجود وقت معين لبدء الهجوم المزمع لاستعادة الموصل او المناطق الأخرى من قبضة مسلحي "داعش".
وقال السناتور بريان كاتس: " لنكن واضحين، ان عملية اعادة الاحذية على الارض للعراق يجب ان يكون غير تقليدي وهذا ما يريده الكونغرس، اي انه يريد ان يعطي فرصة اخرى للجيش الامريكي القيام بمهامه من جديد بالعراق".
source