قاذفة القنابل هى طائرة عسكرية مصصمة لإسقاط القنابل على أهداف أرضية أو بحرية.
تقسيم قاذفات القنابل
تقسم قاذفات القنابل إلى أربعة أنواع و هما:
* قاذفة قنابل إستراتيجية و هى في الأساس مصممه لقيام بالغارات بعيدة المدى على أهداف إستراتيجية. أى أنها تسقط قنابلها أو صواريخها على أهداف بعيدة عن مكان القتال ، و لكن تؤثر على المعركة مثل : القيادات العامة ، أو الكبارى العسكرية ، أو المصانع الحربية .
كمثال على قاذفة القنابل الإستراتيجية : توبوليف 95 ، و توبوليف 160 ، و بي 52.
* قاذفة قنابل تكتيكية هى طائرة أصغر حجما و مصصمة لتقوم بغارات على المدى القريب . في التعريف الحيث لها هى أى طائرة ليست مصممة لتكون قاذفة قنابل إستراتيجية تكون قاذفة قنابل تكتيكية.
* مجاهمة أرضية أو "طائرة دعم قريب" هى طائرة مصصمة لإستهداف أهداف تكتيكية في أرض المعركة مثل دبابات ،أو جنود . كمثال عنها : سوخاي 25.
* مقاتلة قاذفة ( و أيضا تسمى مقاتلة تكتيكية ، مقاتلة هجومية ) و هى طائرة متعددة الأدوار و التى على أقل تكون قادرة على الإشتراك في معارك جوية أو هجوم على أهداف أرضية . العديد منها مصممة للإشتراك في عمليات المكافحة الأرضية (عملية المكافحة الأرضية: هى عملية قتل أى شىء يتحرك في أرض المعركة بعد الهجوم على الأهداف الأرضية الرئيسية. ). صممت المقاتلات متعددة الأدوار في الأساس لصنع طائرة تستطيع الإشتراك في جميع المهام و ذلك بسبب القيود التى على ميزانية الطيران. أمثلة عنها : إف-16 فالكون ،و ميراج 2000 ،و أف\أي-18 هورنت ، و تورنادو.
[size=21]الحرب العالمية الأولى
اشتركت قاذفات القنابل في النفس الوقت الذي اشتركت الطائرات في الحرب العالمية الأولي. وكان أول إسقاط لقنبلة محمولة جوا على يد الإيطاليون في الحرب العثمانية الإيطالية عام 1912. في 1912 اقترح الطيار البلغارى كريستو توبراكسفيتش استخدام الطائرات لإسقاط القنابل على المواقع العثمانية. فطور سيمون بيتروف الفكرة وصنع عدة نماذج أولية قادرة على حمل عدة أنواع من القنابل وزاد في تلك النماذج قدرة الطائرة على الحمل [1]. في 16 أكتوبر 1912 تحت مراقبة كريستو تم إسقاط أول قنبلتان من طائرة على محطة قطارات عثمانية في أدرنة، و كانت الطائرة من نوع ألباتروس إف الثانية يقودها الطيار رادول ميلكوف.
بعد عدة اختبارات استقر سيمون بتروف على تصميم نهائي، حسن فيه ديناميكا الهواء الخاصة بالطائرة ، و الذيل على شكل (X) ، و أيضا المفجر الخاص بالقنبلة. تلك النسخة من التصميم النهائي تم استخدامها بكثرة في القوات الجوية البلغارية في حصار أدرنة. و بعدها تم بيع التصميم و القنبلة لألمانيا تحت اسم "تشاثالزا" ( بالإنجليزية: Chathaldza ، بالبلغارية: Чаталджа ) ، و صنع منهما أعداد كبيرة حتى نهاية الحرب العالمية الأولي.
كانت تلك القنبلة زنة 6 كيلو جرامات. عند الاصطدام أنشأت حفرة بعرض من أربع إلى خمس مترات و عمق متر واحد.
من وقتها واستخدم الألمان المنطاد "زيبيلينز" كقاذفة قنابل حيث كان قادر على حمل عدد كافى من القنابل و العبور إلى بريطانيا لقصفها. مع تطور تصميم الطائرات و معداتها استخدم الجانبين طائرات ضخمة بعدة محركات لقصف أهداف إستراتيجية بعيدة المدى و خاصة بالليل. كان غالبية قاذفات القنابل التي تقصف الخطوط الأمامية للعدو طائرات بمحرك واحد و طاقم من طيار أو طيار و مساعده.
أول قاذفة قنابل بأربع محركات كانت الروسية سيكرسكاى ليا موروميتس والتي صنعت عام 1914 واستخدمت بنجاح في الحرب العالمية الأولي. و مع نهاية أول عام في الحرب العالمية حشدت المملكة المتحدة سرب من قاذفات القنابل الثقيلة لقصف قلب الصناعة الألمانية و لكن الهدنة جاءت قبل القصف
العالمية الثانية قديما قاذفات القنابل كانت تعتبر نوع من الطائرات و غالبا كان ينظر إليها بأنها مختلفة بشكل كبير عن أي نوع طائرة أخرى. كان ذلك بشكل كبير بسبب قوة محركات الطائرات ؛ بمعنى لكى تحمل الطائرة حمل مناسب و معقول يجب وضع أكثر من محرك على أجنحة الطائرة . كنتيجة أصبحت قاذفات القنابل أكبر بكثير من الطائرة العادية .
و لأن قوة المحرك عامل أساسى في تصميم قاذفة القنابل إلى جانب الرغبة في الدقة و غيرها من العوامل التشغيلية مال المصممون لتصميم قاذفات قنابل محددة الأدوار . و كانت الأدوار قبل بداية الحرب العالمية الثانية هى :
* قاذفات غاطسة ( و هى التى تغوص في الهدف حتى تتأكد من تحقيق أشد ضرر به.) .
* قاذفة قنابل خفيفة ، متوسطة ، ثقيلة.
* قاذفة طوربيد ( و هى قاذفة متخصصة في قذف الطوربيدات.) .
* تصاميم متخصصة في الهجوم الأرضى ( و تلك تصاميم لقاذفات أخف ، أسرع ، و أنشط و لكن لا تصل إلى المقاتلات ، و في بعض الأحيان تزود بسلاح جو-جو للدفاع عن نفسها مثل سايد وايندر.) .
الحرب الباردة
مع بداية الحرب الباردة كان مفهوم قاذفة القنابل هو الطائرة التى سوف تسقط سلاحها النووى على العدو ، و تلعب دور الردع . و مع تطور الصواريخ و نشأت الصواريخ الموجهة تغير مفهوم قاذفة القنابل حيث أصبح الطيران على إرتفاع شاهق ، و السرعة العالية ، و تجنب كشف رادار الأعداء. في بعض التصاميم مثل تصميم قاذفة القنابل "كانبيرا" الإنجليزية كانت قادرة على الطيران أسرع و أعلى من نظيراتها. شكلت صواريخ أرض-جو تهديد على تلك المحلقة على إرتفاع شائق فغير تكتيك طيران فأصبح الطيران السريع المنخفض الذى يتخطى جميع الدفاعات و لا يكشفه الراداد.
مع تطور الصواريخ أصبح ليس من الضرورى على قاذفات القنابل الطيران فوق الهدف لقصفه بل من الكفاية الإقتراب منه و إطلاق الطواريخ و الهروب متفاديا الدفاعات.
في أواخر الحرب الباردة عانت صناعة قاذفات القنابل من الركود بسبب الأسعار و التكاليف المتزايدة و بالإضافة إلى ذلك تطور الصواريخ العابرة للقارات (الباليستية) ، و التى إذا قورنت بالقاذفات فازت عن جدارة ؛ لأنها تحقق الردع و أيضا صعبة الإعتراض. لذلك ألغت القوات الجوية الأمريكية في بدايات السيتينات برنامج صناعة القاذفة إكس بي-70 (XB-70 Valkyrie) ، و لأختاها بي 2 سبيرت و بي-1 لانسر دخلتا الخدمة فقط بعد جدال سياسى كبير . السعر العالى كان السبب أيضا في تصنيع عدد محدود من قاذفة القنابل الإستراتيجية بي-52 ستراتوفورتريس المصممة في الخمسينيات و التى تعمل حتى الآن.
على الجانب الشرقى من العالم ، في الإتحاد السوفيتي كان الحال مشابه لما عليه في الولايات المتحدة حيث أنها استخدمت القاذفة توبولوف تو-22 متوسطة المدى في السبعينات ، و لكن مشروع تصنيع قاذفة الماخ 3 توقف نتيجة الصعوبات المالية . القاذفة توبوليف تو-160 (ماخ 2) صنعت بأعداد صغيرة وصلت إلى 35 قاذفة تاركة قاذفات القنابل الثقيلة الأقدم توبوليف تو-16 ، و توبوليف تو-95 المصممة في الخمسينات تعمل حتى الآن.
قوات قاذفات القنابل البريطانية تم التخلص منها تدريجيا ( الأخيرة غادرت الخدمة عام 1983 ) . الدولة الوحيدة الأخرى التى لها قاذفات قنابل هى الصين التى لديها عدد من القاذفات صينية الصنع من نوع توبوليف تو-16.
العصر الحديث
في عصرنا الحديث أصبح الفرق بين قاذفات القنابل ، و القاذفات المقاتلة أو الطائرات الهجومية واضح. الكثير من الطائرات الهجومية - حتى تلك التى تشبه المقاتلات - مصصمة لإسقاط القنابل و مع قدرة صغيرة جدا للإشتراك في المعارك الجوية. في الواقع لكى تفرق بين المقاتلة أو القاذفة المقاتلة و قاذفة القنابل هو السؤال عن المدي ؛ فقاذفات القنابل هى طائرات مدى بعيد قادرة على الهجوم على أهداف في قلب أرض العدو . أما المقاتلة و القاذفة المقاتلة لها مدى محدود لعمل هجماتها فهى طائرة قريبة المدى . حتى ذلك السؤال لا يعطيك إجابة واضحة لأن يوجد الآن إمكانية إعادة ملء الوقود جوا و الذى يزيد مدى الطائرة بشكل كبير.
خطط الولايات المتحدة و روسيا تجاه قاذفات القنابل الإستراتيجية مازالت حتى الآن حبر على ورق ؛ ذلك بسبب القيود الإقتصادية و السياسية . المرجح أنها ستبقى هكذا لوقت ليس بقريب. فيلق القاذفات لدى الولايات المتحدة المرجح له أن يبقى كما هو في الخدمة حتى أواخر عشرينات قرننا الحالى ، مع إمكانية إضافة بعض القاذفات الجديدة من نوع قاذفة 2018. سميت بذلك الإسم "قاذفة 2018" أولا لأن ليس لها اسم حتى الآن ، ثانيا لأن من المرجح إدخالها الخدمة في عام 2018.
[/size]