عروسان يقيمان حفل زواجهما في مراكز الإيواء في غزة
يحاول الفلسطينيون خلق الفرح من رحم المعاناة فبعد 38 يوماً من الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، أصر الشاب عمر أبو النمر على إقامة فرحه في مركز إيواء اللاجئين بمدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بعد أن هدم منزله خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة.
هشام محمد - غزة
لم يكن منزل الشاب عمر الوحيد الذي تم تدميره بالكامل خلال التصعيد الإسرائيلي فهناك أكثر من ثلاثة آلاف منزل تم تدميرها بشكل كلي فيما تضررت آلاف المنازل الأخرى بشكل جزئي.
وعبر الشاب أبو النمر الذي كان منشغلا بتزيين مركز الإيواء في مدرسة بنات الشاطئ الإعدادية "أ" التابعة للأونروا في مخيم الشاطئ غرب غزة، وإقامة كوشة العروسين، عن فرحته لإكمال حلمه الذي طالما حلم به باختيار شريكة حياته.
ويقول العريس لوكالة "روسيا سيغودنيا": "لقد هدمت الطائرات الإسرائيلية منزلي الذي كنت قد جهزته لاستقبال العروس، فصاروخ واحد نسف كل أحلامي، لكن كل ذلك يهون خاصة أنني سأتزوج الفتاة التي اخترتها".
وفر نحو 270 ألف فلسطيني من منازلهم منذ السابع من يوليو عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي على غزة، إلى مدارس الأونروا التي كانوا يعتقدون أنها ستحميهم من القصف الإسرائيلي، إلا أن بعضها تعرض للقصف مما أوقع عدداً من القتلى والجرحى.
من جهته يقول والد العروس: "نحاول أن نزرع الأمل من جديد فالموت وهدم البيوت لن يهزمنا ستسمر الحياة وسننجب أطفالاً بدلاً من الذين استشهدوا في الحرب فنحن في صراع مع الاحتلال الإسرائيلي ليوم الدين".
من ناحيته، اعتبر يحيى زقوت مدير مركز الايواء التابع للأونروا أن ما يجري حدث غير طبيعي حيث أن العريس وهو أحد اللاجئين لمدارس الأونروا عرض قصته على وكالة الغوث وهو خاطب لإحدى اللاجئات أيضاً منذ أشهر من منطقة بيت لاهيا وتعرض منزلها للقصف والأونروا ساعدت الشاب في كل احتياجاته".
وأكد في حديث لوكالة "روسيا سيغودنيا" أن "حفل الزفاف هذا يدلل على أن الشعب الفلسطيني رغم الجراح قادر على الفرح والصمود".
وكان عمر أفضل حالاً من غيره، فالعريس يوسف الحديدي الذي لم يحصل على فرصة لإقامة زفافه حيث كان من المقرر عقد زفافه في الرابع من أغسطس من الشهر الحالي ولكن استمرار الحرب منعه من ذلك رغم أنه قام بكافة الاستعدادات الخاصة بالفرح.
وفي حالة أخرى، الفتاة حنان سليم حلمت بالفستان الأبيض وبالتاج الذي سيجعلها ملكة ليلة فرحها فقامت بتجهيز كل مستلزمات الفرح ولم تعلم ما تخبئه الأيام حيث سرقت الحرب على غزة كل أحلامها.
وتشير حنان لوكالة "روسيا سيغودنيا" إلى أنه كان من المقرر فرحها في الرابع من أغسطس إلا أن الأحداث في قطاع غزة منعتها من تتويج حلمها والانتقال لبيت زوجها.
وتمنت حنان أن ينتهي الكابوس الذي يعيشه القطاع وتتمكن من الزواج برفيق دربها الذي حلمت به طوال حياتها.
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/news/2014_08_14/275946509/