أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر 

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر 

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الأبازى

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
المزاج : دماغ رااااااايقة :-)
التسجيل : 19/04/2013
عدد المساهمات : 147
معدل النشاط : 162
التقييم : 11
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Dab55510
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    5e10ef10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 9:22

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Inf_10






لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر:

(الحلقة الأولى)

نشر أرشيف دولة إسرائيل وأرشيف الجيش الإسرائيلى ما يقرب من عشرة آلاف صفحة من وثائق حرب أكتوبر السرية، التى تم حذف العديد من الأجزاء المهمة منها فى محاولة لإنكار النصر لكن وعلي لسان فريق بحث مصري متخصص قالوا :
تمكنا من اكتشافها عندما حاولنا كفريق بحث مصرى الاطلاع اكتشفنا أن الجيش الإسرائيلى وضع عقبات تكنولوجية عديدة تحول بين الباحثين المصريين بالتحديد وبين الاطلاع على نصوص الوثائق. واكتشفنا أيضاً أن الباحثين الذين يدخلون إلى موقع أرشيف الجيش من دول أخرى غير مصر يسمح لهم بذلك، واكتشفنا أيضاً أن الوثائق منشورة على الموقع بطريقة تحول بيننا وبين طبعها فى نسخة ورقية. وأقول لكم بصراحة إن مشاركتى المباشرة فى المعارك ضد إسرائيل بدءاً من حرب 1967 ومروراً بحرب الاستنزاف ووصولاً إلى انتصار أكتوبر 1973 علمتنى ألا أستسلم أمام الموانع التى تضعها إسرائيل وجيشها على غرار خط حصون بارليف على حافة القناة الذى كان يهدف إلى منعنا من العبور. توكلت على الله وقبلت التحدى فأنا أرى أنه من حقنا الوطنى، كمصريين، أن نطالع هذه الوثائق لنتعرف بدقة وبالتفاصيل على الآثار التى أوقعناها فى صفوف القيادات السياسية والعسكرية والمخابراتية، كذلك فإنه من حقنا أن نتيح لباحثينا الشبان فى المجالات المختلفة فرصة الدراسة العميقة للتجربة واستخلاص الدروس المستفادة تحسباً ليوم تقرر أطماع التوسع الإسرائيلية أن تتمدد مرة أخرى فى سيناء. استطاع فريق مصرى من شباب تكنولوجيا المعلومات أن يعاوننى فى تجاوز العقبات ووضعت يدى على ما هو حق لنا، أى جميع الوثائق فى أصولها العبرية.إن هذه القصة يجب أن تثير سؤالا عند القارئ وهو.. لماذا يريد الإسرائيليون حرماننا فى مصر من دراسة هذه الوثائق والاطلاع عليها؟ أعتقد أن محتوى النصوص يجيب عن هذا السؤال. لقد تعمدوا حجب أهم الوثائق الخاصة بالقيادات العليا مدة تتراوح بين أربعين وخمسين سنة وعندما نشروا بعضها مؤخراً حاولوا منعنا من الاطلاع عليها حفاظاً على معنويات أجيالهم القديمة والجديدة من الحقائق المريرة التى تكشف عنها التفاصيل والتى دعت الصحف الإسرائيلية رغم مرور أربعة عقود وأكثر إلى وصف أداء الحكومة وقيادة الجيش وقيادة المخابرات بالأداء القزم أمام أداء المصريين العملاق. لقد قررت أن أتيح هذه الوثائق بكاملها للقارئ المصرى باللغة العربية وذلك بترجمتها كاملة بمعاونة فريق من أبناء كتيبة العبرى المصرية الممتازين ونشرها على أجزاء بالمركز القومى للترجمة اعتباراً من أكتوبر 2014. ثم قامت جريدة «المصرى اليوم» بعرض للمعلومات التى لم يسبق نشرها للصحافة الإسرائيلية أو العربية أو الدولية خصوصاً أن المحررين بالجريدة عكفوا على دراسة الوثائق والكشف عن الممنوع والمحذوف منها.

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257192_0

المصريون استغلوا محطة تنصت إسرائيلية متطورة لتمرير معلومات مضللة في 1973 :

المخابرات المصرية تخترق محطة التنصت الإسرائيلية المتطورة فى أم خشيب وتستخدمها لإمداد إسرائيل بمعلومات مضللة.إن هذه إحدى حكايات الأداء المخابراتى المصرى العملاق التى لم تنشر من قبل. كيف تم التوصل إلى هذه الحكاية؟ سأحكى لكم.لقد لاحظ المحررين أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية قامت بحذف مواضع فى نصوص الوثائق المنشورة تتراوح بين كلمات أحياناً وأسطر أحياناً أخرى وفقرات أحياناً ثالثة. أعطيت التعليمات لفريق الترجمة بضرورة إثبات هذه المواضع بعبارة «حذف بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية بمقدار كذا». كان الهدف أن يعطى الباحثين والقراء فرصة للتقصى والتحرى عن المعلومات المحذوفة فلدينا جيل كامل شارك فى الحرب ويستطيع المعاونة فى هذه المهمة.لفت النظر أن هناك حذفا متكررا فى شهادات كبار المسؤولين مثل رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان ورئيس الأركان دافيد اليعازر ورئيس المخابرات العسكرية الياهو زاعيرا. كان الحذف يظهر عندما يسأل أعضاء لجنة أجرانات التى شكلت للتحقيق فى الهزيمة بعد الحرب أحد هؤلاء المسؤولين عما إذا كان الشىء المحذوف قد فتح فى الفترة الحرجة السابقة على الحرب مباشرة. وأحياناً كان السؤال يقول عندما ارتحتم إلى تقدير للموقف يقول إن الحشود المصرية على القناة ليست سوى مناورة هل كان هذا التقدير مستنداً إلى معلومات دقيقة وهل تأكدتم من أن الشىء المحذوف قد تم حذفه.إن الإجابات المباشرة هى الأخرى من جانب المسؤولين كانت تتعرض للحذف حتى لا نفهم ما هو هذا الشىء.وكما ذكر المحرر بالمصري اليوم :
إننى أرجح من قراءتى للوثائق العديدة أن هذا الشىء كان محطة عملاقة متطورة بمعايير ذلك الوقت للتنصت على مقار القيادة المصرية وأحاديث القادة وكان مقرها أم خشيب. كذلك أرجح أن المخابرات المصرية قد اكتشفت هذه المحطة واستطاعت اختراق نظامها وبالتالى استخدمتها فى تمرير معلومات مضللة إلى المخابرات الإسرائيلية لإخفاء النوايا الحقيقية وراء الحشود المصرية. الدليل على ذلك ما ذكره وزير الدفاع موشيه ديان من أن جهازى المخابرات العسكرية والموساد «المخابرات العامة» ظلا مصممين حتى دخول ليل يوم الخامس من أكتوبر ومجىء يوم السادس من أكتوبر على أن احتمال الهجوم المصرى احتمال ضعيف. سأترك تفاصيل هذا الاكتشاف للمخابرات المصرية إذا أرادت أن تعلن عنه بعد مرور كل هذا الزمن. بقى أن أقول إننى فهمت من نصوص الوثائق أن هذا الشىء كان مدخراً للأوقات الحرجة ولم يكن يفتح إلا لفترات قصيرة حتى لا يكتشفه المصريون.ثانياً: تفاصيل عن كواليس مجلس الوزراء والاطمئنان إلى عجز المصريين يكشفها الوزير موشيه كول:إن الاطمئنان العميق الذى كان يسيطر على رئاسة الحكومة والوزراء والقادة العسكريين حتى مساء الخامس من أكتوبر أمر معروف. أن الشهادة التى قدمها وزير السياحة موشيه كول تكشف حالة الاسترخاء التى كانت مسيطرة لدرجة انصراف كل الوزراء فيما عدا ثلاثة من تل أبيب مقر الحكومة لقضاء العيد فى مزارع أو مقار حياتهم الأسرية.ويكشف حالة اللامبالاة عند دعوة الوزراء للاجتماع بدون إخطارهم أن حضورهم أمر له أهمية. بل يسجل أيضاً ملاحظة يجب أن نتوقف عندها وهى أن جولدا مائير سافرت إلى النمسا آخر سبتمبر وما كانت لتفعل ذلك لو كان لديها تصور بأن هناك خطراً للحرب وشيكاً.لقد بين الوزير أنه عندما دعى إلى اجتماع مجلس الوزراء المحدد له ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973 كان قد عاد إلى مقره العائلى فى القدس ويبين الصورة على النحو التالى:أنه غادر منزله واتجه إلى المعبد فى القدس للصلاة صباح 6 أكتوبر وأنه فوجئ بزوجته تحضر من المنزل إلى المعبد لتخبره أن سكرتير الحكومة قد اتصل تليفونياً بالمنزل وطلب منها أن تخبر كول بأن يتصل بمقر الحكومة فى تل أبيب عندما يعود من صلاته فى المعبد. يقول كول فى شهادته التى تطوع بتقديمها أمام لجنة التحقيق فى أسباب الهزيمة «لأنه لم يستدع أصلاً كوزير للسياحة».إنه إحساس منه بالمسؤولية استأذن الحاخام فى أن يصعد إلى مكتبه بالطابق الأعلى من المعبد ليتصل بمقر الحكومة.. وأنه لو كان انتظر إلى أن يعود إلى البيت فإنه ما كان سيتمكن من السفر إلى تل أبيب وحضور اجتماع مجلس الوزراء ظهراً كما حدث مع وزراء آخرين منهم وزير الأديان. عندما اتصل طلب مكاملة العميد يسرائيل ليئور السكرتير العسكرى لرئيسة الوزراء وسأله هل هناك أهمية لحضوره إلى تل أبيب وأجابه ليئور هناك أهمية قصوى فهناك حشود عسكرية ويجب أن تأتى.يعلق الوزير كول فى شهادته قائلاً إنه عندما حاول السفر إلى تل أبيب وجد صعوبة كبيرة فاليوم يوم عطلة ولم يجد سائقه ولم يسعفه أحد بتوصيله إلى أن أخبرته زوجته أن أخاها الضابط بالجيش تم استدعاؤه للسفر إلى تل أبيب ويمكن أن يسافر معه فى سيارته. يواصل الوزير شهادته قائلاً إذن كان يمكن ألا أسافر بسبب ذلك الأداء المتكاسل للحكومة فى دعوة الوزراء المسؤولين عن أمن إسرائيل واتخاذ القرارات المصيرية.ويواصل الوزير كول التساؤلات المريرة أمام لجنة أجرانات منتقداً أداء رئيسة الوزراء فيقول كان واضحاً أمام رئيسة الوزراء فى ساعات الصباح الأولى من يوم 6 أكتوبر أن الحرب ستندلع فى اليوم نفسه بعد العصر بعد أن تلقت إنذاراً مؤكداً بهذا المعنى من رئيس الموساد فلماذا لم تبادر إلى عقد اجتماع طارئ للحكومة بكامل هيئتها باعتبارها قائمة بمهمة المجلس الوزارى الأمنى المصغر الذى لم يكن قد شكل بعد تلقيها الإنذار فى الخامسة فجراً ولماذا اكتفت بالاجتماع بالوزراء الموجودين فى تل أبيب الساعة الثامنة صباحاً للتشاور حول ما يجب عمله.يقول الوزير كول فى أسى للجنة ما قيمة أن تدعونا لاجتماع الساعة 12 ظهراً وماذا كان فى يدنا لنعمله فى هذا التوقيت سوى الجلوس والاستماع لتقديرات وزير الدفاع حول إمكانية أو عدم إمكانية قيام المصريين والسوريين بالهجوم فى الساعة الخامسة أو السادسة مساء. وينتهى كول إلى إلقاء القنبلة فى وجه أعضاء اللجنة مطالباً إياهم بمحاسبة رئيسة الوزراء عندما قال لقد أخبرونا فى الساعة الثانية ونحن نستمع إلى تقديرات وزير الدفاع بأن الحرب قد اندلعت فعلاً وأن المصريين والسوريين قد فتحوا النيران. ويختتم كول هذا الجزء من شهادته متسائلاً إذا كان لدى رئاسة الحكومة بلاغ مؤكد يفيد أن الحرب ستندلع فى اليوم نفسه فلماذا لم يعقد على الفور اجتماع للوزراء المسؤولين عن مصير الدولة وأمنها.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Jorge-lizama-cybermedios-no-place-to-hide-cincinnatus

الإجابة التى لم يقلها أحد للوزير كول نقولها له نحن من مصر.السبب هو حالة الاطمئنان العميقة التى نجحت المخابرات المصرية فى زرعها فى نفوس القيادة الإسرائيلية بأن مصر لا يمكن أن تحارب لأنها تخشى من إسرائيل. لقد تم زرع هذه الحالة من خلال جهود مخابراتية مصرية متنوعة شارك فيها عناصر عديدة من أهمها الرئيس السادات نفسه لإقناع الأجهزة الإسرائيلية أن مصر لن تحارب وأن الرئيس المصرى لن يصدر أبداً أمراً بالهجوم. لقد تحول هذا الإقناع إلى اقتناع راسخ لدى القيادة الإسرائيلية بلغ حد المفهوم الفكرى المستقر ثم وصل إلى حد العقيدة الدينية الراسخة.لقد أوصل إليهم أشرف مروان محاضر اجتماع الرئيس السادات بالقيادة السوفيتية والذى كان يؤكد فيه أنه لا يمكن أن يصدر قراراً بالهجوم على الإسرائيليين خوفاً من قيام إسرائيل بقصف العمق المصرى وأنه يطالب السوفيت بطائرات بعيدة المدى تمكنه من قصف العمق الإسرائيلى وأقنعهم الرئيس السادات كما تقول جولدا مائير فى شهادتها أمام لجنة أجرانات بأنه رجل هزلى لا يمكن أخذ كلامه عن شن الحرب على محمل الجد أو الاعتداد بالمواعيد التى يعلن فى خطبه أنه سيشن فيها الهجوم عندما تحدث عن عام الحسم ثم تراجع علناً عدة مرات.كذلك أقنعتهم المخابرات المصرية بوسائل ميدانية عديدة أصبح بعضها معروفاً بأن الحشود ليست سوى مناورات تتكرر كل فترة للاستهلاك الداخلى وللحفاظ على معنويات الجيش لا أكثر ولا أقل.إن هذه الأمور وغيرها تضافرت لتوفير حالة الاسترخاء العميقة لدى الحكومة ورئاستها ولدى قيادة الجيش والمخابرات لدرجة أن موظفاً مدنياً صغيراً فى شعبة الأبحاث المصرية بالمخابرات العسكرية تعرض للتجاهل عندما حاول أن يقدم لرئيسه رأياً يفيد أنه يعتقد أن السادات قد أصدر أوامره بالفعل بالهجوم بناء على تحليل سياسى.ثالثاً: عملية فدائية فلسطينية فى النمسا أواخر سبتمبر 1973 لخطف المهاجرين اليهود بهدف صرف أنظار الحكومة الإسرائيلية عن الهجوم:من الاكتشافات الجديدة التى يمكن التقاط أطرافها من الوثائق المتعددة قصة تلك الرحلة الخارجية التى قامت بها رئيسة الوزراء جولدا مائير إلى سالزبورج فى النمسا لتفقد أحوال المهاجرين اليهود القادمين من الاتحاد السوفيتى إلى إسرائيل عبر النمسا. فلقد قامت المقاومة الفلسطينية باختطاف مجموعة من هؤلاء المهاجرين واحتجزتهم وبالتالى كرست رئيسة الحكومة وطاقمها المساعد الجهود فى متابعة تحرير المختطفين لعدة أيام دون مغادرة مقر رئاسة الوزراء. وعندما لاح أن الجهود قد نجحت قررت جولدا مائير السفر إلى سالزبورج يوم 29 سبتمبر لزيارة المهاجرين والاطمئنان الميدانى.حتى اليوم لم ينتبه أحد من الباحثين لا فى إسرائيل ولا فى غيرها أن هذه العملية كانت مقصودة فى هذا التوقيت لشغل أذهان القيادة الإسرائيلية وتشتيت انتباهها.إن ذكر رحلة جولدا إلى سالزبورج يرد كمعلومة عادية فى جميع الوثائق فى مجال استعراض وقائع الأيام السابقة على الحرب أما فى شهادة الوزير كول المنتقد لجولدا مائير فيتساءل عن معنى هذه الرحلة فى هذا التوقيت وهل يدل على درجة اطمئنان رئيسة الوزراء إلى أنه لا يوجد احتمال وقوع حرب، أم يدل على أنه لم تكن هناك معلومات كافية حول احتمال الحرب أم يدل على أن المعلومات المتوفرة تم تحليلها والوصول إلى تقدير رأى يفيد باستبعاد احتمال الهجوم المعادى.أما فى شهادة نائب رئيس الوزراء يجآل ألون فيقول إنه قام بتوصيل رئيسة الوزراء إلى المطار لتأخذ الطائرة إلى سالزبورج يوم 29 سبتمبر لتواصل متابعة أحوال المهاجرين الروس وأثناء وجوده فى غرفة كبار الزوار جاء إليه رئيس المخابرات العسكرية ورئيس الأركان وأخبراه بأن الحشود المصرية على الضفة الغربية لقناة السويس قد بدأت على التو ويعلن فى شهادته قائلاً كان هذا أول خبر عن بدء الحشود المصرية يصل إلى الحكومة بعد إقلاع طائرة رئيسة الوزراء.إننى أرجح من تسلسل الوقائع أن تكون العملية الفدائية المذكورة مقصودة بحجمها وتوقيتها لتشتيت ذهن القيادة الإسرائيلية واستسهالها للتفسير الراسخ عندها للحشود المصرية بأنها مجرد مناورة لا أقل ولا أكثر.تكشف الوثائق الإسرائيلية بالتفاصيل عن درجة الثقة العالية فى النفس، فقد كان القادة الإسرائيليون قبل السادس من أكتوبر يبنون ثقتهم على ثلاثة محاور، المحور الأول الثقة فى قدرة أجهزة المخابرات على كشف وتوقع أى هجوم مصرى أو سورى قبل وقوعه، على الأقل باثنتين وسبعين ساعة، مما يمنح الجيش الفرصة الكافية لجمع قوات الاحتياط التى كانت تقدر بمائتى ألف جندى وضابط، والتى تمثل القوة الرئيسية للجيش.أما المحور الثانى للثقة. فقد تمثل فى الاطمئنان إلى قدرة السلاح الجوى على شن هجوم مبكر على الحشود المصرية والسورية قبل تحركها للهجوم لتشتيت القوات العربية وإرباك خططها الهجومية. أما المحور الثالث فهو الثقة فى قوة المدرعات والقوات البرية، التى تحتاج إلى 48 ساعة للاستدعاء من الاحتياط، فى استكمال مهمة تشتيت القوات العربية مع سلاح الطيران.كان الجنرال إلياهو زاعيرا، رئيس المخابرات العسكرية، مسؤولاً هو وجهازه عن تقديم التقديرات للموقف بناء على المعلومات التى تجمعها المخابرات العامة (الموساد) وفروع المعلومات بالمخابرات العسكرية المسؤولة عن الاستطلاع الميدانى للقوات المصرية والسورية. ولقد أعطى الجنرال زاعيرا - كما تكشف وثائق لجنة القاضى أجرانات التى شُكلت للتحقيق فى المسؤولية عن الهزيمة - وعداً قاطعاً للحكومة وقيادة الجيش بأن يقدم إنذاراً مبكراً عن نوايا العدو المصرى والسورى لشن حرب شاملة فى وقت يسمح للجيش باتخاذ التدابير اللازمة، وقد بلغت الثقة فى هذا الوعد حداً كبيراً، بحيث أصبح أساساً راسخاً لبناء خطط.لقد وقع الجنرال زاعيرا وجهاز الأبحاث التابع له فى المخابرات العسكرية، وكانا الجهة الوحيدة المسؤولة عن تقديم التقديرات فى مصيدة خطة الخداع الاستراتيجى المصرية، التى ذكرنا بعض جنوانبها قبلا، وبالتالى سيطر مفهوم أن مصر لن تقوم بهجوم إلا إذا امتلكت القدرة الجوية اللازمة للهجوم على عمق إسرائيل. تقول الوثائق التى أصدرتها لجنة أجرانات إن المخابرات العسكرية «أمان» وقسم البحوث بها قد توفرت لديهما فى الأيام السابقة على الحرب معلومات تحذيرة كثيرة. وإنذارات متعددة وشواهد ميدانية عديدة تدل على نية الهجوم المصرى والسورى، غير أنهما فشلا فى إدراك هذه المعلومات والإنذارات نتيجة للتمسك بالمفهوم الذى اتخذ صورة العقيدة الراسخة بأن المصريين لن يهاجموا، وأن سوريا لا تستطيع الهجوم وحدها بدون مصر. ويضيف تقرير لجنة أجرانات: ونتيجة لهذا تمكن العدو المصرى والسورى من خداع الجيش الإسرائيلى ومفاجأته بهجوم فعلى تحت ستار التدريب للقوات والقيام بمناورة مصرية فى الخريف تشبه مناورة الصيف التى انتهت بسلام. بناء على هذا الاستنتاج قررت اللجنة أن توصى بعزل رئيس المخابرات العسكرية الجنرال الياهو زاعيرا ورئيس شعبة الأبحاث بها. واستنتجت الدروس المستفادة فأوصت بضرورة الاعتماد على أكثر من جهة لإجراء التقديرات حول احتمالات الحرب وإنشاء قسم للتقديرات فى المخابرات العامة «الموساد» وتعزيز قسم البحوث فى وزارة الخارجية ليقدم تقديراته هو الآخر. وفوق هذا قررت اللجنة التوصية بإنشاء هيئة خاصة للتقديرات المعاكسة، أطلقت عليها اسم «هفخا مستبرا» أى العكس هو الصحيح، مهمتها فحص التقديرات التى تقدمها الجهات المختلفة ودراسة كل البراهين الممكنة الدالة على أن عكسها هو الصحيح، بهدف التأكد من الحقيقة.


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    45772_660_5454511
أصل الحكاية :

أولاً: المخابرات المصرية تخترق محطة التنصت الإسرائيلية المتطورة فى أم خشيب وتستخدمها لإمداد إسرائيل بمعلومات مضللة.إن هذه إحدى حكايات الأداء المخابراتى المصرى العملاق التى لم تنشر من قبل. كيف توصلنا إلى هذه الحكاية؟ سأحكى لكم.لقد لاحظت أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية قامت بحذف مواضع فى نصوص الوثائق المنشورة تتراوح بين كلمات أحياناً وأسطر أحياناً أخرى وفقرات أحياناً ثالثة. أعطيت تعليماتى لفريق الترجمة بضرورة إثبات هذه المواضع بعبارة «حذف بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية بمقدار كذا». كان هدفى أن أعطى الباحثين والقراء فرصة للتقصى والتحرى عن المعلومات المحذوفة فلدينا جيل كامل شارك فى الحرب ويستطيع المعاونة فى هذه المهمة.لفت نظرى أن هناك حذفا متكررا فى شهادات كبار المسؤولين مثل رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان ورئيس الأركان دافيد اليعازر ورئيس المخابرات العسكرية الياهو زاعيرا. كان الحذف يظهر عندما يسأل أعضاء لجنة أجرانات التى شكلت للتحقيق فى الهزيمة بعد الحرب أحد هؤلاء المسؤولين عما إذا كان الشىء المحذوف قد فتح فى الفترة الحرجة السابقة على الحرب مباشرة. وأحياناً كان السؤال يقول عندما ارتحتم إلى تقدير للموقف يقول إن الحشود المصرية على القناة ليست سوى مناورة هل كان هذا التقدير مستنداً إلى معلومات دقيقة وهل تأكدتم من أن الشىء المحذوف قد تم حذفه.إن الإجابات المباشرة هى الأخرى من جانب المسؤولين كانت تتعرض للحذف حتى لا نفهم ما هو هذا الشىء.إننى أرجح من قراءتى للوثائق العديدة أن هذا الشىء كان محطة عملاقة متطورة بمعايير ذلك الوقت للتنصت على مقار القيادة المصرية وأحاديث القادة وكان مقرها أم خشيب. كذلك أرجح أن المخابرات المصرية قد اكتشفت هذه المحطة واستطاعت اختراق نظامها وبالتالى استخدمتها فى تمرير معلومات مضللة إلى المخابرات الإسرائيلية لإخفاء النوايا الحقيقية وراء الحشود المصرية. الدليل على ذلك ما ذكره وزير الدفاع موشيه ديان من أن جهازى المخابرات العسكرية والموساد «المخابرات العامة» ظلا مصممين حتى دخول ليل يوم الخامس من أكتوبر ومجىء يوم السادس من أكتوبر على أن احتمال الهجوم المصرى احتمال ضعيف. سأترك تفاصيل هذا الاكتشاف للمخابرات المصرية إذا أرادت أن تعلن عنه بعد مرور كل هذا الزمن. بقى أن أقول إننى فهمت من نصوص الوثائق أن هذا الشىء كان مدخراً للأوقات الحرجة ولم يكن يفتح إلا لفترات قصيرة حتى لا يكتشفه المصريون.

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    News-%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D8%AE%D8%B7-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%84%D9%8A%D9%81-2014100692826-1

المصدر

المصدر










عدل سابقا من قبل محمد الأبازى في الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 10:56 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الأبازى

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
المزاج : دماغ رااااااايقة :-)
التسجيل : 19/04/2013
عدد المساهمات : 147
معدل النشاط : 162
التقييم : 11
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Dab55510
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    5e10ef10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 9:48




لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Inf_10

الحلقة الثانية :

مفاجآت جديدة تكتشفها كلما تجولت فى العشرة آلاف صفحة من الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر والتى أفرجت السلطات عن أهمها اعتبارا من الذكرى الأربعين للحرب.من المفاجآت التى تستحق التوقف للتأمل والدراسة واستخلاص الدروس المستفادة من جانبنا كما يفعل الإسرائيليون مفاجأة اكتشفتها لجنة أجرانات التى شكلت للتحقيق فى أسباب الهزيمة الإسرائيلية.. لقد كان أحد الأسئلة الرئيسية التى وجهتها اللجنة لرئيسة الوزراء ووزراء الحكومة وقادة الجيش والمخابرات سؤالا ناتجا عن هزيمة المخابرات الإسرائيلية مع معركة الذكاء والخداع والدهاء أمام المخابرات المصرية. كان السؤال الموجه إلى جميع المسؤولين الذين اعتبرتهم اللجنة شهودا يقول: «نريد أن نستمع إلى شهادتك حول المعلومات التى توافرت لديك فى يوم 13/9/1973 عندما أسقط سلاحنا الجوى ثلاث عشرة طائرة سورية وفى الأيام التالية وكذلك حول مساعى وتحركات العدو ونواياه لشن الحرب وأيضا التقديرات والقرارات التى صدرت واتخذت فى هذا الشأن».ظلت اللجنة تستمع إلى شهادات كبار المسؤولين وتقارن بين إجاباتهم لتكتشف أين كان التقصير ومن المسؤول عنه حتى وصلت من خلال ما استمعت إليه من رئيسة الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية ورئيس الأركان وقائد المخابرات العسكرية ورؤساء الفروع العاملين تحت قيادته إلى ضرورة استدعاء باحث مدنى صغير اسمه سودائى.

من هو ألبرت سودائى :
طلبت اللجنة أن يمثل أمامها ألبرت سودائى الباحث اليهودى العراقى وكان باحثا مدنيا برتبة تعادل رتبة الرائد فى فرع البحوث بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية التى كانت مسؤولة عن وضع التقديرات للموقف.كان سودائى يشغل وظيفة رئيس القسم السياسى بالشعبة المختصة بالشؤون المصرية وهى الشعبة رقم 6 وكان من مواليد العراق عام 1932 وهاجر إلى إسرائيل عام 1950 السؤال هو ما أهمية هذا الباحث المدنى فى الشؤون السياسية المصرية التى لا تقارن أهميتها بالشؤون العسكرية بالنسبة لفرع البحوث بالمخابرات العسكرية ولماذا طلبت لجنة إجرانات الاستماع إليه. لقد كان الدافع المباشر لدى اللجنة أنها علمت من رئيس فرع البحوث بالمخابرات العسكرية العميد شاليف أثناء الاستماع إلى شهادته أن سودائى هذا حاول مقابلة رئيس شعبة البحوث المصرية يوم الخميس الرابع من أكتوبر 1973 ليبلغه برأيه الخاص عن الحشود المصرية غير أنه لم يتمكن لانشغال رئيس القسم.
المذهل فى الأمر أنك عندما تقرأ شهادة سودائى تكتشف أنه قرر أن يتجه إلى منزله عندما حان وقت الانصراف من العمل دون أن ينتظر رئيسه ليبلغه بأنه يعتقد أن المصريين سيهاجمون بالفعل وأن الأمر لم يعد مناورة.هل يشير هذا الترهل إلى حالة إهمال داخل جهاز المخابرات الإسرائيلى بحيث يفضل باحث الذهاب إلى البيت فى موعده على الانتظار لأداء مهمة حيوية خطيرة، أم يدل على أن سودائى نفسه لم يكن مقتنعا بدرجة كبيرة بأن لديه براهين تثبت صحة رأيه فى أن المصريين سيقومون بالفعل بالهجوم نتيجة لإحكام خطة الخداع المصرية.أعتقد كباحث مصرى أن دراسة شهادة سودائى ستعطينا صورة عن الطريقة التى كان يفكر بها والأسانيد التى اعتمد عليها للسباحة ضد تيار القيادات الكبرى التى كانت تستبعد وقوع الهجوم المصرى أو تعتبره احتمالا ضعيفا.شهادة سودائى أمام لجنة أجرانات:عندما سأل القاضى أجرانات رئيس لجنة التحقيق الباحث ألبرت سودائى فى بداية التحقيق هل يتذكر واقعة محاولته لقاء رئيسه يوم 4 أكتوبر والموضوع الذى كان يريد عرضه عليه أجاب بنعم وراح يقدم الموضوع على النحو التالى :
1- أنه كان لديه فى ذلك اليوم الرابع من أكتوبر رأى مختلف عن رأى رئيس الشعبة ورأى بقية الباحثين الذين كانوا يجمعون على أن المصريين والسوريين لن يقدموا على الهجوم أو شن الحرب.
2- بنى رأيه هذا على قراءة مختلفة للمعلومات الواردة وتقييم لم يساير بقية الباحثين اعتبارا من مارس 1973 مع تغيير الحكومة فى مصر.
3- إنه منذ تلك اللحظة بدأ يدرك خطورة الوضع بسبب قيام السادات بتولى رئاسة الحكومة بنفسه من ناحية وأيضا بسبب خطاب ألقاه السادات بتاريخ 26 مارس قال فيه إننا نسير نحو مواجهة شاملة.
4- يقول سودائى إنه كان دائما يدرك أن السادات يعتبر منصب رئيس الحكومة أداة لامتصاص غضب الناس والصدمات حيث كان يمكنه دائما إلقاء المسؤولية على رئيس الحكومة وقت الأزمات.
5- وبالتالى فإنه نظر إلى قيام السادات بتولى المنصب بنفسه على أنه قد عزم على القيام بأمر بالغ الخطورة.
6- يؤكد سودائى أنه كان الوحيد فى فرع المعلومات بكل شعبه وأقسامه الذى كان يدرك خطورة هذا التطور وأنه كان يسبح وحده ضد التيار المستخف بمصر والسادات وهو الاستخفاف الذى زرعته خطة الخداع الاستراتيجى المصرية.
7- يوضح سودائى أنه عندما حشدت الحشود المصرية فى شهر مايو 1973 كان لديه إحساس بأن أمرا خطيرا سيحدث.
من المعروف أن هذه الحشود كانت جزءا من خطتنا المصرية للخداع الاستراتيجى باعتبارها مجرد مناورة تنفض بعدها الحشود. ولقد لعبت هذه المناورة دورا مؤثرا فى استبعاد الهجوم عندما بدأت الحشود للهجوم الفعلى فى أكتوبر، حيث كانت أسهم المخابرات العسكرية مرتفعة وموضع مصداقية، ذلك أنها اعترضت على إعلان حالة الطوارئ واستدعاء الاحتياط فى مايو وفسرت الحشود على أنها مناورة غير أن الحكومة قررت استدعاء الاحتياط مما شكل عبئا غير ضرورى على الاقتصاد بعد أن تبين أن الحشود مجرد مناورة مصرية كما قدرت المخابرات العسكرية.
8- من الواضح أن سودائى فى مايو كان منحازا لفكرة أن المصريين سيهاجمون وهو ما جعل أفكاره عديمة القيمة أمام زملائه ورؤسائه وجعله موضع سخرية وأضعف ثقته فى نفسه.
9- أما عن حشود سبتمبر وأكتوبر فيقول سودائى للجنة : عندما تطورت الأحداث منذ شهر سبتمبر أدركت أننا لم نكن نمتلك رد فعل شاملا. وبالنسبة لتجمعات القوات السورية لم يكن لدينا فى الحقيقة جواب واف يفسر قيام السوريين بحشد قواتهم منذ بداية سبتمبر. وأما المزاعم التى كانت تتردد فى فرع البحوث من أن الدافع للحشود هو خوف السوريين بسبب إسقاط 13 طائرة لهم فى اشتباك جوى يومى 12 و13 من سبتمبر فقد اعتبرتها لا تمثل جوابا شافيا عن سبب الحشود. لماذا؟ لأن الحشود كانت قد بدأت قبل الاشتباك الجوى المذكور.
10- على الباحثين المصريين أن يلاحظوا أن هذه أول مرة يرد فيها على لسان أى مصدر إسرائيلى أن الحشود السورية بدأت قبل المعركة الجوية فى 13 سبتمبر وبالتالى يرفض تفسير أن تكون هذه الحشود تعبيرا عن الخوف السورى من التعرض لهجوم إسرائيلى. ذلك أن جميع المصادر تجمع على أن الحشود ذات الأهمية بدأت يوم 13 سبتمبر لدرجة أن لجنة إجرانات قد صاغت سؤالها الرئيسى لجميع المسؤولين حول المعلومات والتقديرات المخابراتية على النحو التالى: «نريد أن نستمع إلى شهادتك حول المعلومات التى توافرت لديك فى يوم 13/9/1973 عندما أسقط سلاحنا الجوى ثلاث عشرة طائرة سورية وفى الأيام التالية وكذلك حول مساعى وتحركات العدو ونواياه لشن الحرب وأيضا التقديرات التى صدرت والقرارات التى اتخذت فى هذا الشأن» كما سبق وذكرنا.
11- ترى هل نخرج من هنا بدرس مستفاد إذا صحت معلومات سودائى عن موعد الحشود السورية أنه يمكن لفروع وشعب وأقسام متعددة فى أجهزة المخابرات أن تغفل عن تفصيلة مثل موعد الحشود التى بدأت قبل 13 سبتمبر وبالتالى تبنى تقديرها فى اتجاه خاطئ أم أن سودائى كان يكذب على اللجنة.
12- يربط سودائى فى شهادته أمام اللجنة بين الرأى الذى كان موضع اتفاق داخل المخابرات العسكرية (المسؤولة كما قلنا عن التقديرات) حول استحالة قيام السوريين وحدهم بالحرب وبين المعلومات حول الحشود والمناورة المصرية ليخلص إلى تقدير مختلف وهو أن مصر وسوريا ستقومان بالهجوم. وأشار هنا إلى تحذيرات جاءت من جهة حذفت الرقابة العسكرية اسمها من نص الوثيقة تؤكد أن المصريين سيهاجمون.التقديرات السائدة لدى القيادات:من المهم أن يعلم الباحثون المصريون أن التقديرات التى كانت سائدة من جانب قيادة المخابرات العسكرية كانت مخالفة لرأى سودائى.

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257107_0

فلقد ورد فى شهادة رئيسة الوزراء جولدا مائير أمام لجنة إجرانات أنه بعد ثلاثة أيام من المعركة الجوية فى 13 سبتمبر اجتمع مجلس الوزراء وقام وزير الدفاع باستدعاء رئيس الأركان، وقرأت من محضر الجلسة أمام اللجنة ذلك التقدير الذى قدمه الفريق دافيد أليعازر، رئيس الأركان، عن توقعاته لرد الفعل السورى على المعركة الجوية.لقد انبنى تقديره على استبعاد قيام السوريين بهجوم شامل وأنهم قد يكتفون بإطلاق صاروخ على الطائرات الإسرائيلية فوق الجولان وأكد استعداد الجيش لهذا الرد السورى.كذلك أكدت جولدا مائير أنها اعتبارا من يوم 16 سبتمبر وحتى 25 سبتمبر تلقت معلومات وتقديرات من المخابرات العسكرية تفيد أن السوريين يحشدون قواتهم فى تشكيل طوارئ، غير أن تقدير المخابرات كان مطمئنا.إلى أن الدوافع لهذه الحشود هى مخاوف السوريين من أن يكون إسقاط طائراتهم مقدمة لهجوم إسرائيلى كبير على القوات السورية. كذلك أوضحت أنها عندما كان فى المطار يوم الأحد 30 سبتمبر للسفر إلى النمسا وصل أول تقرير عن بداية حشود مصرية كبيرة على جبهة قناة السويس، وكان تقدير المخابرات يفيد بأنها مناورة مصرية كبيرة للقيادات والقوات، كما أنها تعبر فى نفس الوقت عن تأثر المصريين بمخاوف السوريين من أن تكون إسرائيل فى طريقها للعدوان على الجبهتين.إذن سنلاحظ أن الربط الرسمى لدى قيادة المخابرات العسكرية بين الحشود السورية والمصرية كان يتجه إلى تفسيرها تفسيرا بعيدا عن كونها مقدمة لهجوم مصرى سورى تماما على العكس من الربط الإيجابى الذى قدمه الباحث المدنى سودائى والذى انتهى فيه إلى أن الحشود على الجبهتين تعنى استنادا إلى إنذارات العملاء والمعلومات أن قرار الهجوم قد اتخذ من جانب مصر وسوريا.وزير الخارجية يشرح مصادر المعلومات والتقديراتمن المفيد هنا أيضا أن نستجلى معلومات وزير الخارجية أبا إيبان عن الحشود المصرية والسورية والتقديرات المستقرة عند وزارته بناء على ما تتلقاه من تقارير والتى تسير فى اتجاه عكس ما ذهب إليه الباحث سودائى. يقول أبا إيبان للجنة فى شهادته «أستأذن فى أن أتطرق إلى توقعاتى وتوقعات وزارتى وتقديرى وتقدير وزارتى بشأن احتمال نشوب الحرب فى الأيام السابقة عليها. ملخص القول هو أن الحرب كانت بمثابة مفاجأة لى ولوزارتى، حيث إن نشوبها فى حد ذاته كان يتنافى مع كل التقديرات التى كانت لدينا حول الوضع العسكرى أو بتعبير أدق التقديرات التى كانت لدينا من الجانب الفنى لذلك الوضع. إن التقدير الفنى العسكرى يمثل أول مصدر لنا لتقدير الاحتمالات بالنسبة لنا. أما المصدر الثانى فهو تقديرات الحكومات الصديقة التى اعتادت أن تشاركنا المشورة والتقديرات فيما يتعلق بالوضع فى الشرق الأوسط، وهو يقصد هنا الولايات المتحدة فى الدرجة الأولى ودول أوروبا فى الدرجة الثانية».ويواصل أبا إيبان قائلا: «أما المصدر الثالث الذى نعتمد عليه فهو تقييم مغزى بيانات وأعمال الحكومات العربية المرشحة لدخول الحرب وفى هذا الصدد أقصد بالطبع مصر وسوريا».ومع ذلك يعطى أبا إيبان أهمية خاصة لتقديرات المخابرات العسكرية، حيث يستأنف القول «ولكن مما لا شك فيه أنه عند وضع تقديراتنا يكون هناك وضع خاص لجميع المعلومات والتقديرات التى تصل إلينا من المخابرات العسكرية، حيث إن الحرب تنشب عامة على خلفية استعدادات معينة ظاهرة للعين، ولذلك فإن رصد الواقع الميدانى وتقييم وتفسير هذا الواقع لهما دور مهم فى التقديرات التى تضعها وزارتى هذا فضلا عن أنه لم تتوافر تقديرات أخرى تناقض النتائج التى توصلت إليها المخابرات العسكرية الإسرائيلية. وسوف أذكر التقديرات التى نمت إلى علمى إلى أن وصلت أنباء من القدس فى السادس من أكتوبر عن وجود احتمالات قريبة لنشوب الحرب. من المهم أن نعلم أن أبا إيبان كان موجودا فى الولايات المتحدة منذ ما قبل يوم السادس من أكتوبر لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد بلغته أنباء المعركة وهو هناك، ولعب دورا مهما فى إيصال الطلبات الإسرائيلية إلى الأمريكيين، كما سيتبين لاحقا عند الحديث عما كشفته الوثائق عن تفاصيل الدور الأمريكى الداعم لإسرائيل مخابراتياً وسياسياً وعسكرياً.اجتماع لجنة رؤساء أجهزة المخابرات فى الرابع من أكتوبريبدأ أبا إيبان بالحديث عن اجتماع لجنة رؤساء أجهزة المخابرات فى الرابع من أكتوبر وما انتهت إليه من رأى فى الحشود المصرية والسورية. إن هذه اللجنة تمثل هيئة تم إنشاؤها عام 1949 وتضم رؤساء الأجهزة الرئيسية داخل منظومة المخابرات الإسرائيلية وهم رئيس الموساد أى المخابرات العامة، ورئيس المخابرات العسكرية ورئيس جهاز الشاباك، أى الأمن العام الداخلى، كما يشارك فيها السكرتير العسكرى لرئيس الوزراء، وممثل لوزارة الخارجية ومهمتها بحث المسائل المتصلة بالمخاطر والتهديدات والمعلومات المخابراتية المتوافرة حول هذه المخاطر والتقديرات لهذه المعلومات.يقول أبا إيبان إن تقدير الموقف يوم الرابع من أكتوبر انتهى بناء على رأى المخابرات العسكرية إلى أن الحشود السورية على الجبهة ترجع إلى تخوف السوريين من قيام إسرائيل بمهاجمتهم، ويبدو أن هذه الفكرة جاءتهم من الروس، أما الجبهة المصرية فإن ما يجرى فيها هو مناورة مصرية تهدف إلى التدريب على احتلال سيناء، وهو ما أدى إلى إلغاء الإجازات واستدعاء الاحتياط فى مصر، ولكن ليس لدى المصريين نية للهجوم الفعلى، بل هناك تخوف مصرى من أن تقوم إسرائيل بعملية ضد مصر وهو تخوف متأثر بتخوف السوريين.إن شهادة أبا إيبان تبين أن رؤساء أجهزة المخابرات كانوا منحازين إلى الربط بين الحشود المصرية والحشود السورية برابطة خوف مصر وسوريا من التعرض لهجوم إسرائيلى، على عكس ما كان يفكر فيه الباحث ألبرت سودائى، وكان تفكيره هو الصحيح والذى ثبتت صحته بعد يومين بنشوب الحرب.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257195_0

http://media.almasryalyoum.com/News/Medium/2014/10/06/257107_0.jpg

سودائى موضع لسخرية الضباطمن الواضح من جميع الوثائق أن الباحث المدنى ألبرت سودائى كان يسبح بمفرده ضد التيار الجارف الذى خلقته خطة الخداع الاستراتيجى المصرية. لقد أدخلت جميع ضباط فرع الأبحاث المسؤول الأول عن وضع التقديرات الأولية ورفعها إلى رئاسة المخابرات الحربية فى حالة غيبوبة كاملة حالت بينهم وبين الربط الصحيح للمعلومات المتوافرة. لقد قدم سودائى أمام لجنة التحقيق مجموعة معلومات ذات طابع عسكرى أطلع عليها ضباط القسم المصرى العسكرى فى شعبة التقديرات ولم يستنتجوا منها شيئا.ويقول سودائى إنه ربط بينها ووجد أنها تشير إلى أن المصريين يتجهون هذه المرة إلى القيام بهجوم فعلى. يذكر سودائى أنه اعتبارا من يوم الثلاثاء الموافق الثانى من أكتوبر ازداد قلقه من احتمال حدوث الهجوم المصرى بسبب ورود إنذار من مصدر تم حذف اسمه من الوثيقة بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية وهو إنذار يقول إن المناورة المصرية ستتحول إلى هجوم حقيقى لم يهتم به الضباط وتزايد القلق عنده عندما وردت معلومة بأن غواصة مصرية تتجه نحو ميناء بورسودان، وأن هناك مدمرات مصرية تنتقل من عدن إلى بربرة فى الصومال ثم معلومات أخرى بأن المصريين أحضروا وحدات بحرية إلى بورسعيد مع منصات إطلاق صواريخ وهو أمر لم يحدث من قبل، وهى منصات صواريخ مثبتة على متن سفن، كذلك وردت معلومات بأن الطيران المصرى اتخذ له مطارات أمامية بالقرب من الجبهة. الأمر الخطير الدال على درجة نجاح خطة الخداع الاستراتيجى المصرية ما يقوله سودائى من أنه خشى أن يعبر عن قلقه وتقديره صراحة حول جدية احتمال الهجوم المصرى فى اجتماع عام لضباط وباحثى الشعبة المصرية يوم الأربعاء 3 أكتوبر لماذا؟ لأنه تعود أن يتلقى عبارات السخرية والاستهجان من سائر الضباط والباحثين كلما كان يحاول قبل ذلك التعبير عن رأيه المخالف. فقد كان الضباط يمطرونه بعبارات أشبه بما نقوله فى العربية (اتلهى على عينك) أو إنت غاوى تثير الفزع. إن الوثائق تكشف عن مواضع عديدة تؤكد أن الذكاء والدهاء من جانب العقل المخابراتى المصرى قد أحكما قبضتهما على العقل الجماعى لضباط وقادة وباحثى المخابرات المعادي.

http://media.almasryalyoum.com/News/Medium/2014/10/06/257195_0.jpg

المصدر



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الأبازى

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
المزاج : دماغ رااااااايقة :-)
التسجيل : 19/04/2013
عدد المساهمات : 147
معدل النشاط : 162
التقييم : 11
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Dab55510
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    5e10ef10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 10:41




اتمني من جميع إخواتي في المنتدي مناقشة المحتوي الجديد في الوثائق دي
الموضوع دلوقتي مطروح للمناقشة بعد ما خلص 36 36 36 36


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
midosaid

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
العمر : 32
المزاج : متفائل ان شاء الله
التسجيل : 30/11/2011
عدد المساهمات : 150
معدل النشاط : 230
التقييم : 3
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    F0a2df10
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    5e10ef10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 11:45

هل سيكون هناك المزيد من الوثائق ؟ وثائق مهمة جدا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الأبازى

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
المزاج : دماغ رااااااايقة :-)
التسجيل : 19/04/2013
عدد المساهمات : 147
معدل النشاط : 162
التقييم : 11
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Dab55510
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    5e10ef10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 14:49

midosaid كتب:
هل سيكون هناك المزيد من الوثائق ؟ وثائق مهمة جدا



ان شاء الله حزود الموضوع بكل جديد يخص الوثائق
و اي اخ في المنتدي ممكن كمان يضيف اي شئ يخص الموضوع ،عشان الفائدة تعم ، شرفتنا اخي العزيز في الموضوع 36


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القاتل المخيف

لـــواء
لـــواء
القاتل المخيف



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
العمر : 35
المهنة : قاتل بالفطرة
المزاج : ابكى انزف اموت وتعيشى يا ضحكة مصر
التسجيل : 10/08/2012
عدد المساهمات : 10912
معدل النشاط : 10478
التقييم : 576
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Dab55510
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    5e10ef10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    511

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    54711


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 18:55

لمخابرات المصرية تخترق محطة التنصت الإسرائيلية المتطورة فى أم خشيب وتستخدمها لإمداد إسرائيل بمعلومات مضللة.إن هذه إحدى حكايات الأداء المخابراتى المصرى العملاق التى لم تنشر من قبل


هذة الجملة لوحدها اسعدتنى جدا ومعناها كبير جدا لمن يملك عقل فطن
المخابرات المصرية لغز كبير جدا لكن ممتع جدا وشئ يدعو للفخر جدا جدا جدا
تقييم اخى محمد الابازى على المجهود الطيب تقبل تحياتى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منجاوي

لـــواء
لـــواء



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    01210
المهنة : Physicist and Data Scientist
المزاج : هادئ
التسجيل : 04/05/2013
عدد المساهمات : 3644
معدل النشاط : 3225
التقييم : 322
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    F0a2df10
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    3e793410

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    310


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 19:22

المشكلة عند الطرف الاسرائيلي لم تكن توفر المعلومة. بل بتفسيرها. الحشود كانت ظاهرة لكن المصريين و السوريين عملوا حشود كبيرة قبل ذلك بشهور و استدعت اسرائيل الاحتياط و لم يحصل شيء. و بالتالي صار هناك قناعة بأن المخابرات تدري بعملها اكثر من الجيش و تم غض النظر عن الحشد الذي تم قبل اكتوبر. من السهل جدا ان تقول (اوه هذه حشود كيف لم تستنتج انها الحرب؟) لكن الحقيقة ان تطلب من جهاز استخبارات ان يعرف هذه الهدف من الحشد على وجه الدقة صعب جدا. لكن المشكلة الاكبر هي انه لم يوجد من يسأل سؤال: ماذا لو؟ هذه المشكلة واجهت اﻷمريكيين ايضا عندنا حللوا الموضوع. كان هناك تقارير تفيد باحتمال وقوع حرب، لكن المحلل اﻷمريكي تجاوزها على قاعدة (اهل مكة ادرى بشعابها) و على قاعدة ان اﻷسد و السادات لن يشنوا حربا يعلموا انهم لن يكسبوها.

مشكلة اخرى في الCIA كانت ان القيادة قد تغيرت قبل الحرب بشهر واحد فقط! و بالتالي اضاف هذا لغموض الرؤيا و فرض المنطق على سير اﻷمور بدل ان تترك اﻷحداث و الوقائع هي التي تتكلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
napolion

لـــواء
لـــواء
napolion



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    01210
العمر : 46
التسجيل : 12/06/2014
عدد المساهمات : 2551
معدل النشاط : 2854
التقييم : 188
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B3337910
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    F0a2df10
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    5e10ef10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    111


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 19:24

معروف عن المخابرات المصرية الذكاء وحسن التدبير...وما وصلنا من حكاياتها .. ودورها الكبير في تعبيد الطريق للجيش المصري لتحقيق نصر أكتوبر المجيد....وحقيقة أنا من أشد المعجبين بالعقول المصرية في هذا المجال....كيف لا تكون كذلك وهي حققت إنجازات عظيمة في مواجهة الموساد.......بالتوفيق للأشقاء ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جادن

عقـــيد
عقـــيد



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    01210
التسجيل : 19/01/2013
عدد المساهمات : 1200
معدل النشاط : 1413
التقييم : 45
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty10

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 - 20:35

الموضوع طويل لكن قيم ومعظمه ورد فعلا في بعض المراجع
1- اولا هناك فرق  بين عمل  المخابرات الاسرائيلية وعمل الاستخبارات الموساد وظيفته ترتكز على جمع معلومات من مصادر خارجية (CIA) على الاغلب عن نوايا العدو او اي معلومات ق.االاد تصل زيارة سرية مثلا الاستخبارات يكمن دورها بجمع معلومات عسكرية سياسية عن العدو بشكل مباشر دون معونة من الخارج . وبخصوص توفير زمن انذار من الاستخبارت هذا ما نفاه رئيس الاستخبارات الي زعيرا الاستخبارات كل ما عليها(جمع المعلومات والحكومة الاسرائيلية) الكادر السياسي هو من يقرر اي اجراء وهذا كان الاساس في الخلاف الذي حدث في لجنة اجرانات مسألة تقدير النوايا وتوفير زمن انذار الحكومة الاسرائيلي (الكادر السياسي) يقول ان الاستخبارات لم توفر انذار قبل 24 ساعة وتقديرها للموقف كان خاطئ اسرائيل سبق ان تعرضت لمواقف مماثلة لما قبل حرب 73 مثلا في صيف 72 وصلت معلومات للموساد من مصادر خارجية عن نوايا العرب بشن هجوم على اسرائيل لكن تقدير الاستخبارات جاء ان العرب ليس بمقدورهم شن حرب على اسرائيل الموساد كان تقديره ان هناك حرب وشيكة فأخذت الحكومة الاسرائيلية براي الاستخبارات ولم تتخذ اجراءات (عدم حشد الاحتياط) ومثال اخر في ربيع عام 73 قدرت الحكومة الاسرائيلية عن وجود نوايا عربية تهدف الى شن هجوم على اسرائيل (بسبب الحشود العربية العسكرية في هذه الفترة ) ولقاء السادات والاسد قفي سوريا فكان تقدير الموساد ان هناك حرب وشيكة بينما الاستخبارات تقديرها كان مغايرا لتقدير الموساد  فقبلت الحكومة تقدير الموساد واهملت تقدير الاستخبارات (وحشدت الاحتياط ) من هنا يتبين لنا ان الحكومة في اسرائيل غير ملزمة بتقدير الاستخبارات وقد سبق ان رفضته في ربيع 73 كما اوضحنا
وهناك شيء اخر ان الموساد قد اعطى زمن انذار للحكومة قبل الحرب ب10 ساعات وان العرب سيهاجمون اسرائيل في ي يوم 6 اكتوبر في الساعة السادسة  واجتمع وزير الدفاع والرئيسة ورئيس الاركان وامضوا 4 ساعات في مناقشة ما هو الاجراء المناسب (تنفيذ ضربة استباقية حشد الاحتياط....) وهذا كله يبين ان  الاهمال كان من الجانب السياسي وليس العسكري والاستخبارات كانت قد تمكنت من التنصت على اتصالات  ضباط سوريين بعائلاتهم في لبنان وحذروهم  من العودة لسوريا كان هذا قبل الحرب بساعات هذا دليل اخر على ان الجانب السياسي هو من وقع عليه الخطئ .اسرائيل كانت تعلم بالحشود العربية بل وبمكان تمركز كل فرقة وقد قدرت تنفيذ الهجوم العربي الذي حدث في حرب اكتوبر قبل الحرب (كخطة هيكلية ) لكن  العيب كان في تقدير النوايا .

الحكومة الاسرائيلية هي من يجب عليها تقدير النوايا واتخاذ القرار المناسب وقد مر ازمات مشابهة لحرب 73 كحادثة روتم عندما ادخلالجيش المصري فرقتين الى سيناء  سرا وعلم الموساد عن هذا من مصادر خارجية واقرت الحكومة باعلان التعبئة الجزئية . ومرة اخرى لجنة اجرانات شكلت لاستخلاص الاخطاء التي وقعت بها اسرائيل في الحرب....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
The Challenger

لـــواء
لـــواء
The Challenger



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
التسجيل : 19/10/2011
عدد المساهمات : 4836
معدل النشاط : 4611
التقييم : 210
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    211


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: لاول مرة وثائق اسرائيل الممنوعة عن انتصار اكتوبر - البطل المصرى اشرف مروان تلاعب بالموساد الاسرائيلى   لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الجمعة 10 أكتوبر 2014 - 9:18

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر (الحلقة الأولى)
الأحد 05-10-2014 22:44 | كتب: شريف عارف, إبراهيم البحراوي


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    256341_0 صور نادرة من حرب أكتوبر تصوير : other
نشر أرشيف دولة إسرائيل وأرشيف الجيش الإسرائيلى ما يقرب من عشرة آلاف صفحة من وثائق حرب أكتوبر السرية، التى تم حذف العديد من الأجزاء المهمة منها فى محاولة لإنكار النصر لكننا تمكنا من اكتشافها عندما حاولنا كفريق بحث مصرى الاطلاع اكتشفنا أن الجيش الإسرائيلى وضع عقبات تكنولوجية عديدة تحول بين الباحثين المصريين بالتحديد وبين الاطلاع على نصوص الوثائق. واكتشفنا أيضاً أن الباحثين الذين يدخلون إلى موقع أرشيف الجيش من دول أخرى غير مصر يسمح لهم بذلك، واكتشفنا أيضاً أن الوثائق منشورة على الموقع بطريقة تحول بيننا وبين طبعها فى نسخة ورقية. وأقول لكم بصراحة إن مشاركتى المباشرة فى المعارك ضد إسرائيل بدءاً من حرب 1967 ومروراً بحرب الاستنزاف ووصولاً إلى انتصار أكتوبر 1973 علمتنى ألا أستسلم أمام الموانع التى تضعها إسرائيل وجيشها على غرار خط حصون بارليف على حافة القناة الذى كان يهدف إلى منعنا من العبور. توكلت على الله وقبلت التحدى فأنا أرى أنه من حقنا الوطنى، كمصريين، أن نطالع هذه الوثائق لنتعرف بدقة وبالتفاصيل على الآثار التى أوقعناها فى صفوف القيادات السياسية والعسكرية والمخابراتية، كذلك فإنه من حقنا أن نتيح لباحثينا الشبان فى المجالات المختلفة فرصة الدراسة العميقة للتجربة واستخلاص الدروس المستفادة تحسباً ليوم تقرر أطماع التوسع الإسرائيلية أن تتمدد مرة أخرى فى سيناء. استطاع فريق مصرى من شباب تكنولوجيا المعلومات أن يعاوننى فى تجاوز العقبات ووضعت يدى على ما هو حق لنا، أى جميع الوثائق فى أصولها العبرية.
إن هذه القصة يجب أن تثير سؤالا عند القارئ وهو.. لماذا يريد الإسرائيليون حرماننا فى مصر من دراسة هذه الوثائق والاطلاع عليها؟ أعتقد أن محتوى النصوص يجيب عن هذا السؤال. لقد تعمدوا حجب أهم الوثائق الخاصة بالقيادات العليا مدة تتراوح بين أربعين وخمسين سنة وعندما نشروا بعضها مؤخراً حاولوا منعنا من الاطلاع عليها حفاظاً على معنويات أجيالهم القديمة والجديدة من الحقائق المريرة التى تكشف عنها التفاصيل والتى دعت الصحف الإسرائيلية رغم مرور أربعة عقود وأكثر إلى وصف أداء الحكومة وقيادة الجيش وقيادة المخابرات بالأداء القزم أمام أداء المصريين العملاق. لقد قررت أن أتيح هذه الوثائق بكاملها للقارئ المصرى باللغة العربية وذلك بترجمتها كاملة بمعاونة فريق من أبناء كتيبة العبرى المصرية الممتازين ونشرها على أجزاء بالمركز القومى للترجمة اعتباراً من أكتوبر 2014.
اسمحوا لى بأن أخص قارئ «المصرى اليوم» بعرض للمعلومات التى لم يسبق نشرها للصحافة الإسرائيلية أو العربية أو الدولية خصوصاً أننا عكفنا على دراسة الوثائق والكشف عن الممنوع والمحذوف منها.

المصريون استغلوا محطة تنصت إسرائيلية متطورة لتمرير معلومات مضللة في 1973
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    256938_0صور نادرة من حرب أكتوبر
أولاً: المخابرات المصرية تخترق محطة التنصت الإسرائيلية المتطورة فى أم خشيب وتستخدمها لإمداد إسرائيل بمعلومات مضللة.
إن هذه إحدى حكايات الأداء المخابراتى المصرى العملاق التى لم تنشر من قبل. كيف توصلنا إلى هذه الحكاية؟ سأحكى لكم.
لقد لاحظت أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية قامت بحذف مواضع فى نصوص الوثائق المنشورة تتراوح بين كلمات أحياناً وأسطر أحياناً أخرى وفقرات أحياناً ثالثة. أعطيت تعليماتى لفريق الترجمة بضرورة إثبات هذه المواضع بعبارة «حذف بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية بمقدار كذا». كان هدفى أن أعطى الباحثين والقراء فرصة للتقصى والتحرى عن المعلومات المحذوفة فلدينا جيل كامل شارك فى الحرب ويستطيع المعاونة فى هذه المهمة.
لفت نظرى أن هناك حذفا متكررا فى شهادات كبار المسؤولين مثل رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان ورئيس الأركان دافيد اليعازر ورئيس المخابرات العسكرية الياهو زاعيرا. كان الحذف يظهر عندما يسأل أعضاء لجنة أجرانات التى شكلت للتحقيق فى الهزيمة بعد الحرب أحد هؤلاء المسؤولين عما إذا كان الشىء المحذوف قد فتح فى الفترة الحرجة السابقة على الحرب مباشرة. وأحياناً كان السؤال يقول عندما ارتحتم إلى تقدير للموقف يقول إن الحشود المصرية على القناة ليست سوى مناورة هل كان هذا التقدير مستنداً إلى معلومات دقيقة وهل تأكدتم من أن الشىء المحذوف قد تم حذفه.
إن الإجابات المباشرة هى الأخرى من جانب المسؤولين كانت تتعرض للحذف حتى لا نفهم ما هو هذا الشىء.
إننى أرجح من قراءتى للوثائق العديدة أن هذا الشىء كان محطة عملاقة متطورة بمعايير ذلك الوقت للتنصت على مقار القيادة المصرية وأحاديث القادة وكان مقرها أم خشيب. كذلك أرجح أن المخابرات المصرية قد اكتشفت هذه المحطة واستطاعت اختراق نظامها وبالتالى استخدمتها فى تمرير معلومات مضللة إلى المخابرات الإسرائيلية لإخفاء النوايا الحقيقية وراء الحشود المصرية. الدليل على ذلك ما ذكره وزير الدفاع موشيه ديان من أن جهازى المخابرات العسكرية والموساد «المخابرات العامة» ظلا مصممين حتى دخول ليل يوم الخامس من أكتوبر ومجىء يوم السادس من أكتوبر على أن احتمال الهجوم المصرى احتمال ضعيف. سأترك تفاصيل هذا الاكتشاف للمخابرات المصرية إذا أرادت أن تعلن عنه بعد مرور كل هذا الزمن. بقى أن أقول إننى فهمت من نصوص الوثائق أن هذا الشىء كان مدخراً للأوقات الحرجة ولم يكن يفتح إلا لفترات قصيرة حتى لا يكتشفه المصريون. المزيد
مؤسس «777»: منظمة سيناء العربية «مصنع المقاومة» (حوار)
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    256948_0المصري اليوم تحاور « اللواء أحمد رجائى عطية »
لا يتذكر عدد العمليات التى نفذها فى حياته.. فقد اعتاد أن تكون حياته كلها «قتالا». كان عنصراً أساسياً فى أهم مجموعتين أنشأتهما المخابرات الحربية عقب معارك يونيو 1967، وهما «منظمة سيناء العربية» و«المجموعة 39 قتال». اللواء أحمد رجائى عطية، مؤسس وحدة مكافحة الإرهاب «777»، يكشف لـ«المصرى اليوم» عدداً من أهم عمليات منظمة سيناء التى اعتمدت فى تنفيذ غالبيتها على «البدو»، الذين أصبحوا عناصر استطلاع بشرى متحركة!
كثيرون لا يعلمون كيف نشأت منظمة سيناء العربية.. وكيف استطاعت المخابرات الحربية أن تحول بدو سيناء إلى عناصر استطلاع تستكشف جبهة القتال مع العدو من داخل مواقعه!
عشرات من الأسرار والمواقف البطولية لمنظمة سيناء يكشف عنها اللواء رجائى فى هذا الحوار..المزيد


http://www.almasryalyoum.com/news/details/540593


-----------------------------------------------------------------------------------------------


لأول مرة.. وثائق إسرائيل الممنوعة عن نصر أكتوبر (الحلقة الثانية)
الإثنين 06-10-2014 22:34 | كتب: إبراهيم البحراوي
Share on facebook? Share on twitter34 48
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257105_0 صور نادرة من حرب أكتوبر تصوير : المصري اليوم
مفاجآت جديدة تكتشفها كلما تجولت فى العشرة آلاف صفحة من الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر والتى أفرجت السلطات عن أهمها اعتبارا من الذكرى الأربعين للحرب.
من المفاجآت التى تستحق التوقف للتأمل والدراسة واستخلاص الدروس المستفادة من جانبنا كما يفعل الإسرائيليون مفاجأة اكتشفتها لجنة أجرانات التى شكلت للتحقيق فى أسباب الهزيمة الإسرائيلية.. لقد كان أحد الأسئلة الرئيسية التى وجهتها اللجنة لرئيسة الوزراء ووزراء الحكومة وقادة الجيش والمخابرات سؤالا ناتجا عن هزيمة المخابرات الإسرائيلية مع معركة الذكاء والخداع والدهاء أمام المخابرات المصرية. كان السؤال الموجه إلى جميع المسؤولين الذين اعتبرتهم اللجنة شهودا يقول: «نريد أن نستمع إلى شهادتك حول المعلومات التى توافرت لديك فى يوم 13/9/1973 عندما أسقط سلاحنا الجوى ثلاث عشرة طائرة سورية وفى الأيام التالية وكذلك حول مساعى وتحركات العدو ونواياه لشن الحرب وأيضا التقديرات والقرارات التى صدرت واتخذت فى هذا الشأن».
ظلت اللجنة تستمع إلى شهادات كبار المسؤولين وتقارن بين إجاباتهم لتكتشف أين كان التقصير ومن المسؤول عنه حتى وصلت من خلال ما استمعت إليه من رئيسة الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية ورئيس الأركان وقائد المخابرات العسكرية ورؤساء الفروع العاملين تحت قيادته إلى ضرورة استدعاء باحث مدنى صغير اسمه سودائى.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257107_0الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر
من هو ألبرت سودائى:
طلبت اللجنة أن يمثل أمامها ألبرت سودائى الباحث اليهودى العراقى وكان باحثا مدنيا برتبة تعادل رتبة الرائد فى فرع البحوث بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية التى كانت مسؤولة عن وضع التقديرات للموقف.
كان سودائى يشغل وظيفة رئيس القسم السياسى بالشعبة المختصة بالشؤون المصرية وهى الشعبة رقم 6 وكان من مواليد العراق عام 1932 وهاجر إلى إسرائيل عام 1950 السؤال هو ما أهمية هذا الباحث المدنى فى الشؤون السياسية المصرية التى لا تقارن أهميتها بالشؤون العسكرية بالنسبة لفرع البحوث بالمخابرات العسكرية ولماذا طلبت لجنة إجرانات الاستماع إليه. لقد كان الدافع المباشر لدى اللجنة أنها علمت من رئيس فرع البحوث بالمخابرات العسكرية العميد شاليف أثناء الاستماع إلى شهادته أن سودائى هذا حاول مقابلة رئيس شعبة البحوث المصرية يوم الخميس الرابع من أكتوبر 1973 ليبلغه برأيه الخاص عن الحشود المصرية غير أنه لم يتمكن لانشغال رئيس القسم.
المذهل فى الأمر أنك عندما تقرأ شهادة سودائى تكتشف أنه قرر أن يتجه إلى منزله عندما حان وقت الانصراف من العمل دون أن ينتظر رئيسه ليبلغه بأنه يعتقد أن المصريين سيهاجمون بالفعل وأن الأمر لم يعد مناورة.
هل يشير هذا الترهل إلى حالة إهمال داخل جهاز المخابرات الإسرائيلى بحيث يفضل باحث الذهاب إلى البيت فى موعده على الانتظار لأداء مهمة حيوية خطيرة، أم يدل على أن سودائى نفسه لم يكن مقتنعا بدرجة كبيرة بأن لديه براهين تثبت صحة رأيه فى أن المصريين سيقومون بالفعل بالهجوم نتيجة لإحكام خطة الخداع المصرية.
أعتقد كباحث مصرى أن دراسة شهادة سودائى ستعطينا صورة عن الطريقة التى كان يفكر بها والأسانيد التى اعتمد عليها للسباحة ضد تيار القيادات الكبرى التى كانت تستبعد وقوع الهجوم المصرى أو تعتبره احتمالا ضعيفا.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257108_0الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر
شهادة سودائى أمام لجنة أجرانات:
عندما سأل القاضى أجرانات رئيس لجنة التحقيق الباحث ألبرت سودائى فى بداية التحقيق هل يتذكر واقعة محاولته لقاء رئيسه يوم 4 أكتوبر والموضوع الذى كان يريد عرضه عليه أجاب بنعم وراح يقدم الموضوع على النحو التالى:
1- أنه كان لديه فى ذلك اليوم الرابع من أكتوبر رأى مختلف عن رأى رئيس الشعبة ورأى بقية الباحثين الذين كانوا يجمعون على أن المصريين والسوريين لن يقدموا على الهجوم أو شن الحرب.
2- بنى رأيه هذا على قراءة مختلفة للمعلومات الواردة وتقييم لم يساير بقية الباحثين اعتبارا من مارس 1973 مع تغيير الحكومة فى مصر.
3- إنه منذ تلك اللحظة بدأ يدرك خطورة الوضع بسبب قيام السادات بتولى رئاسة الحكومة بنفسه من ناحية وأيضا بسبب خطاب ألقاه السادات بتاريخ 26 مارس قال فيه إننا نسير نحو مواجهة شاملة.
4- يقول سودائى إنه كان دائما يدرك أن السادات يعتبر منصب رئيس الحكومة أداة لامتصاص غضب الناس والصدمات حيث كان يمكنه دائما إلقاء المسؤولية على رئيس الحكومة وقت الأزمات.
5- وبالتالى فإنه نظر إلى قيام السادات بتولى المنصب بنفسه على أنه قد عزم على القيام بأمر بالغ الخطورة.
6- يؤكد سودائى أنه كان الوحيد فى فرع المعلومات بكل شعبه وأقسامه الذى كان يدرك خطورة هذا التطور وأنه كان يسبح وحده ضد التيار المستخف بمصر والسادات وهو الاستخفاف الذى زرعته خطة الخداع الاستراتيجى المصرية.
7- يوضح سودائى أنه عندما حشدت الحشود المصرية فى شهر مايو 1973 كان لديه إحساس بأن أمرا خطيرا سيحدث. من المعروف أن هذه الحشود كانت جزءا من خطتنا المصرية للخداع الاستراتيجى باعتبارها مجرد مناورة تنفض بعدها الحشود. ولقد لعبت هذه المناورة دورا مؤثرا فى استبعاد الهجوم عندما بدأت الحشود للهجوم الفعلى فى أكتوبر، حيث كانت أسهم المخابرات العسكرية مرتفعة وموضع مصداقية، ذلك أنها اعترضت على إعلان حالة الطوارئ واستدعاء الاحتياط فى مايو وفسرت الحشود على أنها مناورة غير أن الحكومة قررت استدعاء الاحتياط مما شكل عبئا غير ضرورى على الاقتصاد بعد أن تبين أن الحشود مجرد مناورة مصرية كما قدرت المخابرات العسكرية.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257116_0الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر
8- من الواضح أن سودائى فى مايو كان منحازا لفكرة أن المصريين سيهاجمون وهو ما جعل أفكاره عديمة القيمة أمام زملائه ورؤسائه وجعله موضع سخرية وأضعف ثقته فى نفسه.
9- أما عن حشود سبتمبر وأكتوبر فيقول سودائى للجنة: عندما تطورت الأحداث منذ شهر سبتمبر أدركت أننا لم نكن نمتلك رد فعل شاملا. وبالنسبة لتجمعات القوات السورية لم يكن لدينا فى الحقيقة جواب واف يفسر قيام السوريين بحشد قواتهم منذ بداية سبتمبر. وأما المزاعم التى كانت تتردد فى فرع البحوث من أن الدافع للحشود هو خوف السوريين بسبب إسقاط 13 طائرة لهم فى اشتباك جوى يومى 12 و13 من سبتمبر فقد اعتبرتها لا تمثل جوابا شافيا عن سبب الحشود. لماذا؟ لأن الحشود كانت قد بدأت قبل الاشتباك الجوى المذكور.
10- على الباحثين المصريين أن يلاحظوا أن هذه أول مرة يرد فيها على لسان أى مصدر إسرائيلى أن الحشود السورية بدأت قبل المعركة الجوية فى 13 سبتمبر وبالتالى يرفض تفسير أن تكون هذه الحشود تعبيرا عن الخوف السورى من التعرض لهجوم إسرائيلى. ذلك أن جميع المصادر تجمع على أن الحشود ذات الأهمية بدأت يوم 13 سبتمبر لدرجة أن لجنة إجرانات قد صاغت سؤالها الرئيسى لجميع المسؤولين حول المعلومات والتقديرات المخابراتية على النحو التالى: «نريد أن نستمع إلى شهادتك حول المعلومات التى توافرت لديك فى يوم 13/9/1973 عندما أسقط سلاحنا الجوى ثلاث عشرة طائرة سورية وفى الأيام التالية وكذلك حول مساعى وتحركات العدو ونواياه لشن الحرب وأيضا التقديرات التى صدرت والقرارات التى اتخذت فى هذا الشأن» كما سبق وذكرنا.
11- ترى هل نخرج من هنا بدرس مستفاد إذا صحت معلومات سودائى عن موعد الحشود السورية أنه يمكن لفروع وشعب وأقسام متعددة فى أجهزة المخابرات أن تغفل عن تفصيلة مثل موعد الحشود التى بدأت قبل 13 سبتمبر وبالتالى تبنى تقديرها فى اتجاه خاطئ أم أن سودائى كان يكذب على اللجنة.
12- يربط سودائى فى شهادته أمام اللجنة بين الرأى الذى كان موضع اتفاق داخل المخابرات العسكرية (المسؤولة كما قلنا عن التقديرات) حول استحالة قيام السوريين وحدهم بالحرب وبين المعلومات حول الحشود والمناورة المصرية ليخلص إلى تقدير مختلف وهو أن مصر وسوريا ستقومان بالهجوم. وأشار هنا إلى تحذيرات جاءت من جهة حذفت الرقابة العسكرية اسمها من نص الوثيقة تؤكد أن المصريين سيهاجمون.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257124_0أيا إيبان
التقديرات السائدة لدى القيادات:
من المهم أن يعلم الباحثون المصريون أن التقديرات التى كانت سائدة من جانب قيادة المخابرات العسكرية كانت مخالفة لرأى سودائى. فلقد ورد فى شهادة رئيسة الوزراء جولدا مائير أمام لجنة إجرانات أنه بعد ثلاثة أيام من المعركة الجوية فى 13 سبتمبر اجتمع مجلس الوزراء وقام وزير الدفاع باستدعاء رئيس الأركان، وقرأت من محضر الجلسة أمام اللجنة ذلك التقدير الذى قدمه الفريق دافيد أليعازر، رئيس الأركان، عن توقعاته لرد الفعل السورى على المعركة الجوية.
لقد انبنى تقديره على استبعاد قيام السوريين بهجوم شامل وأنهم قد يكتفون بإطلاق صاروخ على الطائرات الإسرائيلية فوق الجولان وأكد استعداد الجيش لهذا الرد السورى.
كذلك أكدت جولدا مائير أنها اعتبارا من يوم 16 سبتمبر وحتى 25 سبتمبر تلقت معلومات وتقديرات من المخابرات العسكرية تفيد أن السوريين يحشدون قواتهم فى تشكيل طوارئ، غير أن تقدير المخابرات كان مطمئنا.
إلى أن الدوافع لهذه الحشود هى مخاوف السوريين من أن يكون إسقاط طائراتهم مقدمة لهجوم إسرائيلى كبير على القوات السورية. كذلك أوضحت أنها عندما كان فى المطار يوم الأحد 30 سبتمبر للسفر إلى النمسا وصل أول تقرير عن بداية حشود مصرية كبيرة على جبهة قناة السويس، وكان تقدير المخابرات يفيد بأنها مناورة مصرية كبيرة للقيادات والقوات، كما أنها تعبر فى نفس الوقت عن تأثر المصريين بمخاوف السوريين من أن تكون إسرائيل فى طريقها للعدوان على الجبهتين.
إذن سنلاحظ أن الربط الرسمى لدى قيادة المخابرات العسكرية بين الحشود السورية والمصرية كان يتجه إلى تفسيرها تفسيرا بعيدا عن كونها مقدمة لهجوم مصرى سورى تماما على العكس من الربط الإيجابى الذى قدمه الباحث المدنى سودائى والذى انتهى فيه إلى أن الحشود على الجبهتين تعنى استنادا إلى إنذارات العملاء والمعلومات أن قرار الهجوم قد اتخذ من جانب مصر وسوريا.
وزير الخارجية يشرح مصادر المعلومات والتقديرات
من المفيد هنا أيضا أن نستجلى معلومات وزير الخارجية أبا إيبان عن الحشود المصرية والسورية والتقديرات المستقرة عند وزارته بناء على ما تتلقاه من تقارير والتى تسير فى اتجاه عكس ما ذهب إليه الباحث سودائى. يقول أبا إيبان للجنة فى شهادته «أستأذن فى أن أتطرق إلى توقعاتى وتوقعات وزارتى وتقديرى وتقدير وزارتى بشأن احتمال نشوب الحرب فى الأيام السابقة عليها. ملخص القول هو أن الحرب كانت بمثابة مفاجأة لى ولوزارتى، حيث إن نشوبها فى حد ذاته كان يتنافى مع كل التقديرات التى كانت لدينا حول الوضع العسكرى أو بتعبير أدق التقديرات التى كانت لدينا من الجانب الفنى لذلك الوضع. إن التقدير الفنى العسكرى يمثل أول مصدر لنا لتقدير الاحتمالات بالنسبة لنا. أما المصدر الثانى فهو تقديرات الحكومات الصديقة التى اعتادت أن تشاركنا المشورة والتقديرات فيما يتعلق بالوضع فى الشرق الأوسط، وهو يقصد هنا الولايات المتحدة فى الدرجة الأولى ودول أوروبا فى الدرجة الثانية».
ويواصل أبا إيبان قائلا: «أما المصدر الثالث الذى نعتمد عليه فهو تقييم مغزى بيانات وأعمال الحكومات العربية المرشحة لدخول الحرب وفى هذا الصدد أقصد بالطبع مصر وسوريا».
ومع ذلك يعطى أبا إيبان أهمية خاصة لتقديرات المخابرات العسكرية، حيث يستأنف القول «ولكن مما لا شك فيه أنه عند وضع تقديراتنا يكون هناك وضع خاص لجميع المعلومات والتقديرات التى تصل إلينا من المخابرات العسكرية، حيث إن الحرب تنشب عامة على خلفية استعدادات معينة ظاهرة للعين، ولذلك فإن رصد الواقع الميدانى وتقييم وتفسير هذا الواقع لهما دور مهم فى التقديرات التى تضعها وزارتى هذا فضلا عن أنه لم تتوافر تقديرات أخرى تناقض النتائج التى توصلت إليها المخابرات العسكرية الإسرائيلية. وسوف أذكر التقديرات التى نمت إلى علمى إلى أن وصلت أنباء من القدس فى السادس من أكتوبر عن وجود احتمالات قريبة لنشوب الحرب. من المهم أن نعلم أن أبا إيبان كان موجودا فى الولايات المتحدة منذ ما قبل يوم السادس من أكتوبر لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد بلغته أنباء المعركة وهو هناك، ولعب دورا مهما فى إيصال الطلبات الإسرائيلية إلى الأمريكيين، كما سيتبين لاحقا عند الحديث عما كشفته الوثائق عن تفاصيل الدور الأمريكى الداعم لإسرائيل مخابراتياً وسياسياً وعسكرياً.
اجتماع لجنة رؤساء أجهزة المخابرات فى الرابع من أكتوبر
يبدأ أبا إيبان بالحديث عن اجتماع لجنة رؤساء أجهزة المخابرات فى الرابع من أكتوبر وما انتهت إليه من رأى فى الحشود المصرية والسورية. إن هذه اللجنة تمثل هيئة تم إنشاؤها عام 1949 وتضم رؤساء الأجهزة الرئيسية داخل منظومة المخابرات الإسرائيلية وهم رئيس الموساد أى المخابرات العامة، ورئيس المخابرات العسكرية ورئيس جهاز الشاباك، أى الأمن العام الداخلى، كما يشارك فيها السكرتير العسكرى لرئيس الوزراء، وممثل لوزارة الخارجية ومهمتها بحث المسائل المتصلة بالمخاطر والتهديدات والمعلومات المخابراتية المتوافرة حول هذه المخاطر والتقديرات لهذه المعلومات.
يقول أبا إيبان إن تقدير الموقف يوم الرابع من أكتوبر انتهى بناء على رأى المخابرات العسكرية إلى أن الحشود السورية على الجبهة ترجع إلى تخوف السوريين من قيام إسرائيل بمهاجمتهم، ويبدو أن هذه الفكرة جاءتهم من الروس، أما الجبهة المصرية فإن ما يجرى فيها هو مناورة مصرية تهدف إلى التدريب على احتلال سيناء، وهو ما أدى إلى إلغاء الإجازات واستدعاء الاحتياط فى مصر، ولكن ليس لدى المصريين نية للهجوم الفعلى، بل هناك تخوف مصرى من أن تقوم إسرائيل بعملية ضد مصر وهو تخوف متأثر بتخوف السوريين.
إن شهادة أبا إيبان تبين أن رؤساء أجهزة المخابرات كانوا منحازين إلى الربط بين الحشود المصرية والحشود السورية برابطة خوف مصر وسوريا من التعرض لهجوم إسرائيلى، على عكس ما كان يفكر فيه الباحث ألبرت سودائى، وكان تفكيره هو الصحيح والذى ثبتت صحته بعد يومين بنشوب الحرب.
سودائى موضع لسخرية الضباط
من الواضح من جميع الوثائق أن الباحث المدنى ألبرت سودائى كان يسبح بمفرده ضد التيار الجارف الذى خلقته خطة الخداع الاستراتيجى المصرية. لقد أدخلت جميع ضباط فرع الأبحاث المسؤول الأول عن وضع التقديرات الأولية ورفعها إلى رئاسة المخابرات الحربية فى حالة غيبوبة كاملة حالت بينهم وبين الربط الصحيح للمعلومات المتوافرة. لقد قدم سودائى أمام لجنة التحقيق مجموعة معلومات ذات طابع عسكرى أطلع عليها ضباط القسم المصرى العسكرى فى شعبة التقديرات ولم يستنتجوا منها شيئا.
ويقول سودائى إنه ربط بينها ووجد أنها تشير إلى أن المصريين يتجهون هذه المرة إلى القيام بهجوم فعلى. يذكر سودائى أنه اعتبارا من يوم الثلاثاء الموافق الثانى من أكتوبر ازداد قلقه من احتمال حدوث الهجوم المصرى بسبب ورود إنذار من مصدر تم حذف اسمه من الوثيقة بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية وهو إنذار يقول إن المناورة المصرية ستتحول إلى هجوم حقيقى لم يهتم به الضباط وتزايد القلق عنده عندما وردت معلومة بأن غواصة مصرية تتجه نحو ميناء بورسودان، وأن هناك مدمرات مصرية تنتقل من عدن إلى بربرة فى الصومال ثم معلومات أخرى بأن المصريين أحضروا وحدات بحرية إلى بورسعيد مع منصات إطلاق صواريخ وهو أمر لم يحدث من قبل، وهى منصات صواريخ مثبتة على متن سفن، كذلك وردت معلومات بأن الطيران المصرى اتخذ له مطارات أمامية بالقرب من الجبهة. الأمر الخطير الدال على درجة نجاح خطة الخداع الاستراتيجى المصرية ما يقوله سودائى من أنه خشى أن يعبر عن قلقه وتقديره صراحة حول جدية احتمال الهجوم المصرى فى اجتماع عام لضباط وباحثى الشعبة المصرية يوم الأربعاء 3 أكتوبر لماذا؟ لأنه تعود أن يتلقى عبارات السخرية والاستهجان من سائر الضباط والباحثين كلما كان يحاول قبل ذلك التعبير عن رأيه المخالف. فقد كان الضباط يمطرونه بعبارات أشبه بما نقوله فى العربية (اتلهى على عينك) أو إنت غاوى تثير الفزع. إن الوثائق تكشف عن مواضع عديدة تؤكد أن الذكاء والدهاء من جانب العقل المخابراتى المصرى قد أحكما قبضتهما على العقل الجماعى لضباط وقادة وباحثى المخابرات المعادية.


http://www.almasryalyoum.com/news/details/538839

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
The Challenger

لـــواء
لـــواء
The Challenger



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
التسجيل : 19/10/2011
عدد المساهمات : 4836
معدل النشاط : 4611
التقييم : 210
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    211


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الجمعة 10 أكتوبر 2014 - 9:23

للمرة الأولى.. وثائق إسرائيل الممنوعة عن نصر أكتوبر (الحلقة الثالثة)
الثلاثاء 07-10-2014 23:55 | كتب: إبراهيم البحراوي

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257397_0نصر أكتوبر تصوير : other
أود أن أصارح القارئ بأنها تجربة رائعة أن تشاهد مجريات ويوميات المعركة المصرية الظافرة من الجانب الآخر، بأن تجلس فى مقاعد القيادة الإسرائيلية وهى مجتمعة لتتلقى التقارير كل بضع ساعات وأحياناً كل ساعة عن سير المعركة.
ستكتشف وأنت تطالع النصوص الكاملة للوثائق التى اتفقت مع المركز القومى للترجمة على إصدارها فى مجلدات متتابعة - صدر أولها فى أكتوبر الحالى - درجة الأداء العبقرى للإنسان المصرى عندما يستجمع عزيمته. ستسمع شهادات القادة العسكريين الذين زاروا جبهة القتال عن مستوى التخطيط المصرى للمعركة، وعن بسالة المقاتل المصرى وكفاءته فى استخدام الأسلحة الحديثة.
من المهم أن تقرأ أقوال القادة الإسرائيليين وهم يعلنون اليأس وضرورة إخلاء خط القناة والتمترس عند خط المضايق فى سيناء، بعد أن أصبح الطريق مفتوحاً من زاوية رؤيتهم لقواتنا للوصول إلى داخل إسرائيل.
من المفيد أيضاً أن تلاحظ قدرة الإسرائيليين على النقد الذاتى والاعتراف بالأخطاء واستخلاص الدروس المستفادة لتجنب تكرار الخطأ فى المستقبل.
من الأمور الجوهرية أيضاً أن تلاحظ عدد مرات الاستغاثة على ألسنة القادة السياسيين والعسكريين بالولايات المتحدة للمساندة السياسية فى مجلس الأمن، ولترسل مخزونها من الطائرات والدبابات الحديثة الموجودة فى القواعد الأوروبية، والمناداة عليها لإرسال الطواقم البشرية اللازمة، هنا ستدرك دون شرح أن المقاتل المصرى العظيم لم يواجه إسرائيل وحدها بل كان يحارب أيضاً أكبر قوة فى العالم دون أن يتراجع.
مطالبة كيسنجر بإصدار قرار من مجلس الأمن يعيد القوات المصرية إلى مواقعها على الضفة الغربية من القناة
دعونا نتجول فى سطور المحاضر. لقد حاول القادة الإسرائيليون برئاسة جولدا مائير منذ صباح اليوم الثانى للقتال، السابع من أكتوبر، وبعد أن تبينت لهم معالم الهزيمة أن يعيدوا القوات المصرية إلى مواقعها بقرار من مجلس الأمن. فى الاجتماع الذى انعقد للتشاور فى الساعة التاسعة وعشر دقائق صباح ذلك اليوم حضر كل من رئيسة الوزراء ونائبها يجآل ألون، والوزير المقرب منها يسرائيل جاليلى، واللواء هارون ياريف، مساعد رئيس الأركان، والرئيس السابق للمخابرات العسكرية، والجنرال إسحق رابين الذى تقاعد من الخدمة العسكرية وكان رئيس الأركان فى حرب 1967 بعد أن استدعته جولدا مائير ليسعفها برأيه بعد انهيار وزير الدفاع.
كان هدف الجميع هو الضغط على كيسنجر لكى يستصدر قراراً من مجلس الأمن يضمن وقف إطلاق النار وعودة القوات المتحاربة إلى مواقعها قبل بدء المعركة، وهنا تشكو رئيسة الوزراء جولدا مائير من أنها تلقت تقريراً من واشنطن يفيد بأن كيسنجر قد حاول إقناع بعض الدول بالموافقة على مثل هذا القرار غير أنه لم يستطع إقناع أحد، وتذكر جولدا مائير بالاسم الفرنسيين والبريطانيين والأستراليين الذين رفضوا الفكرة.
فى ذلك الوقت كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجتمعة فى دورة انعقادها العادية، وكانت جولدا مائير متأكدة من أن الجمعية ستصدر قرارا غير ملزم بوقف إطلاق النار مع بقاء القوات فى مكانها، وأن كيسنجر لن يستطيع وقف هذا القرار الذى يعنى استمرار وجود القوات المصرية على الضفة الشرقية من القناة. ولذا اقترحت أن يتجه كيسنجر إلى مجلس الأمن، حيث يستطيع إذا لم يصدر القرار المناسب لإسرائيل بعودة القوات إلى مواقعها قبل 6 أكتوبر، أن يعطل صدور القرار الآخر غير المطلوب الذى يسمح للقوات المصرية بالبقاء فوق أطلال حصون خط بارليف.
إن حديث الوزراء والقادة ينصب هنا على ما إذا كان يجب إخطار الأمريكيين بالوضع العسكرى شديد الحرج بالنسبة للقوات الإسرائيلية على الجبهتين المصرية والسورية أم الكذب عليهم. هنا تقول جولدا مائير بالنص: «أنا لا أقترح أن نكذب على كيسنجر»، وتطلب إعداد تقرير دقيق حول ما يحدث ليكون بين يدى سفير إسرائيل فى واشنطن، وبعد ذلك يمكن اتخاذ قرار بما سيتم إطلاع كيسنجر عليه وما لن يطلع عليه.
كان من الواضح أن القادة الإسرائيليين يريدون حفظ ماء وجههم أمام الأمريكيين، وألا يكشفوا بالكامل حقيقة الهزيمة التى تلقوها غير أن هذا الموقف سرعان ما تغير إلى الاعتراف بالحقيقة وطلب الغوث العسكرى الأمريكى بشكل مباشر.
تقرير الجنرال إسحق رابين عما شاهده فى الجبهة المصرية صباح 7 أكتوبر
نحن فى حاجة إلى دراسة المعركة من خلال التقرير التالى، ذلك أنه فى نفس الجلسة يقدم إسحق رابين الذى استدعته جولدا مائير بعد أن ترك الخدمة العسكرية تقريراً عما شاهده فى الجبهة المصرية. يقول رابين: «لقد عبر المصريون. هناك كبارى على القناة غير أنه ليس واضحاً لماذا لا تعبر القوات المصرية بالمدرعات. فمن الناحية العملياتية فإن قواتنا أصبحت غير قادرة على تعويقهم أو اعتراضهم، ذلك لأنه لم يتبق من القوات المدرعة الإسرائيلية سوى ثلث عدد الدبابات بعد أن دمر المصريون الثلثين الآخرين. لقد أصبح المصريون يسيطرون تمام السيطرة على طول خط القناة بنقاطه الحصينة بواسطة قوات المشاة وأسلحتهم المضادة للدبابات. إن إمدادات الدبابات الإسرائيلية لن تصل إلا فى وقت متأخر». بعد ذلك يقول رابين إن «أول فرقة إسرائيلية ستصل إلى منطقة القتال هى فرقة اللواء أڤراهام أدان بيرن، وهى الفرقة المدرعة رقم 162».
أضاف رابين: «لقد وصلت عشرون دبابة إلى المنطقة ولم ندفع بها إلى القتال حتى الآن. إن سلاح الجو هو حالياً من يمتلك الحل فى الجبهتين الشمالية (أى السورية)، والجنوبية (أى المصرية)». ويبدى رابين الأسى لأن إسرائيل لم تأخذ زمام المبادرة فى الحرب، وهو ما أدى إلى وجود حالة غير مرغوبة على عكس ما حدث عام 1967 عندما بدأت بالضربة الأولى. أضاف أنه تأكد أثناء وجوده فى الجبهة من أن عدد الدبابات الإسرائيلية الأخرى التى ستصل إلى منطقة القناة سيبلغ مائتى دبابة، وأن معدل استدعاء القوات الاحتياطية والدفع بتعزيزات من الدبابات مستمر بشكل جيد للغاية، غير أنه أكد أن هناك مشكلة متمثلة فى أن هناك نقصاً فى الأطقم البشرية.
ذلك أن فرقة الجنرال بيرن لديها ستون دبابة بدون أطقم لتشغيلها. هنا أرجو الباحثين المصريين أن يلاحظوا أن طلبات الحكومة الإسرائيلية من الولايات المتحدة، والظاهرة فى الوثائق، متعددة لم تتوقف عند حد المطالبة بالطائرات والدبابات والذخائر الحديثة فقط بل امتدت إلى ضرورة إرسال أطقم قتالية بشرية لتشغيل هذه الأسلحة وهو ما حدث بالفعل عن طريق الجسر الجوى الأمريكى. أعتقد أن هذه الوثائق تفسر لنا لماذا أعلن الرئيس السادات أن الجيش المصرى لم يعد يحارب إسرائيل، بل إنه يحارب الولايات المتحدة الأمريكية فى الأسبوع الثانى من القتال.
ندم جولدا مائير على عدم توجيه ضربة إجهاضية واستباقية
يختتم الجنرال رابين تقريره عن الوضع فى الجبهة المصرية بطريقة جعلت رئيسة الوزراء تسقط فى حالة حسرة. قال رابين: «عندما تنطلق المدرعات عادة فإن وقفها أمر ليس سهلاً. لقد أقام المصريون مواقع عسكرية أمامية بها مئات الدبابات على الضفة الغربية من القناة، غير أن الصورة غير واضحة لنا بالقدر الكافى، وما دامت الأمور لم تستقر بعد على وضع معين فإنه سيكون علينا معرفة التطورات التالية».
هنا تقول رئيسة الوزراء جولدا مائير: «علينا أن نستخلص الدرس المستفاد. علينا إذا ما واجهنا فى المستقبل وضعاً مثل هذا مرة أخرى أن نعطى جيشنا زمام المبادرة دون أن نكترث بالعالم. بالأمس كنا جميعاً مجمعين على عدم توجيه ضربة استباقية رغم مطالبة رئيس الأركان».
إننى كباحث مصرى أقترح على الباحثين المصريين العسكريين والمخابراتيين أن يدرسوا بالتفصيل من خلال لجنة تحقيق رسمية محضر الاجتماع الذى عقدته جولدا مائير الساعة الثامنة وخمس دقائق صباح 6 أكتوبر للعناصر القيادية السياسية والعسكرية، فلقد أشارت الوثائق إلى أن السبب فى عقد هذا الاجتماع الطارئ الذى لم يكن مقرراً من قبل هو أنها تلقت من سكرتيرها العسكرى العميد يسرائيل ليئور إخطاراً بأن رئيس الموساد تسيفى زامير تأكد من خلال اجتماعه فى لندن بأحد العملاء أن المصريين والسوريين سيقومون بهجوم فعلى بعد عصر نفس اليوم السادس من أكتوبر فى الساعة السادسة مساء.
إن هذه مسألة تستحق الحسم بلجنة تحقيق رسمية حتى لا نترك الباب مفتوحا للتسريبات الإسرائيلية التى تشوه شخصية مصرية. لابد من إخراس الادعاءات الإسرائيلية رسميا.
إن أهمية هذه المسألة ترتبط ببحث الاقتراح الذى قدمه رئيس الأركان، الفريق دافيد إليعازر، فى ذلك الاجتماع بتوجيه ضربة إجهاضية للمطارات السورية فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا وبعد ذلك التحول إلى مهاجمة الدفاعات الجوية السورية. أعتقد أن لجنة التحقيق الرسمية ستكون أقدر منى على تقديم رؤية فنية عسكرية لإمكانية نجاح هذه الضربة لو كانت قد تمت عند الظهر. ذلك أن هناك رأيا عسكريا يقول إن الوقت كان قد فات على مثل هذه الضربة، لأن الصواريخ المضادة للطائرات كانت قد كونت حائطا ضد تقدم الطائرات الإسرائيلية على الجبهتين السورية والمصرية على حد سواء.
يرتب أصحاب هذا الرأى استنتاجا يقولون فيه إن إخبار الموساد فجر السادس من أكتوبر بأن الحرب ستندلع نفس اليوم فى السادسة مساء لم يكن له أدنى قيمة. لماذا؟ لأن البلاغ وصل رئيسة الوزراء فى الخامسة فجرا ولم يتبق سوى تسع ساعات فقط على موعد الهجوم الفعلى فى الثانية بعد الظهر. يرى أصحاب هذا الرأى من العسكريين الإسرائيليين أن الساعات المتبقية على اندلاع الحرب لم تكن تسمح بأى عمل يؤثر على الهجوم المصرى السورى أو يعطله لأن حائط الصواريخ المضادة للطائرات الإسرائيلية كان قد اكتمل على الجبهتين، وبالتالى كان السلاح الجوى مشلولا.
أيضا إن هذه الساعات لم تكن كافية لجمع الاحتياط البالغ عدد قواته 200 ألف جندى وضابط، والذى يحتاج 72 ساعة على الأقل.
سنترك الحكم فى هذه المسألة للباحثين العسكريين المصريين.
محضر اجتماع 7 أكتوبر بعد الظهر (شلل الطيران والمطالبة بالفانتوم)
فى هذا الاجتماع الذى انعقد فى الواحدة وأربعين دقيقة بعد الظهر يقدم مساعد وزير الدفاع، الفريق تسيفى تسور، تقريرا يكشف عن مشكلتين: الأولى أن طائرات سكاى هوك لا تستطيع الوصول لأهدافها بسبب حائط الصواريخ، والثانية مشكلة الفوضى الناتجة عن استدعاء 200 ألف جندى احتياطى فى يوم واحد.
الحل عند العسكريين الإسرائيليين للمشكلتين واحد، وهو الاستغاثة بالولايات المتحدة لإرسال الفانتوم وإرسال أطقم بشرية وحاملات للدبابات. يقول الفريق تسور: لقد تقدمنا بطلب عاجل للولايات المتحدة للحصول على قائمة طويلة من المعدات العسكرية والذخائر، لقد اضطررنا إلى إقلال طلعات طائرات سكاى هوك التى لم تعد تستطيع الوصول لأهدافها.
طلبنا الحصول على 40 طائرة فانتوم على نحو عاجل، كما طلبنا أجهزة تشويش على الصواريخ المعادية لنوفر جهازا لكل طائرة. كذلك طلبنا معدات لمواجهة صاورخ سام 6، كما طلبنا إرسال حاملات دبابات ذلك أن استدعاء 200 ألف جندى فى يوم واحد يتطلب إرسال الدبابات للميادين دفعة واحدة، وهو أمر لا يتناسب مع عدد حاملات الدبابات التى بحوزتنا، فلقد كانت خططنا قائمة على التدرج فى إرسال الدبابات. هنا يتبين للباحثين المصريين أهمية خطة الخداع الاستراتيجى وتأثيرها على الاستعدادات الإسرائيلية.
محضر اجتماع 7 أكتوبر الساعة 2.50 بعد الظهر: تقرير ديان المفزع لجولدا مائير
فى هذا الاجتماع قدم وزير الدفاع موشيه ديان تقريرا عن الوضع على الجبهتين المصرية والسورية أوضح فيه أن الأمور إذا ما سارت على النحو القائم فى الجبهتين فإن المعركة ستدور فوق أرض دولة إسرائيل نفسها وليس فى سيناء والجولان. بالنسبة للجبهة السورية اقترح عدم الانسحاب من هضبة الجولان ومحاولة الثبات على خط دفاعى والتمسك به. أما على الجبهة المصرية فكان الفزع مسيطرا عليه وهو يقدم تقريره.
موازين القوى
لنبدأ بحديثه عن موازين القوى، قال ديان ليس هذا وقتا مناسبا للنقد الذاتى ومحاسبة أنفسنا، لكن علىّ أن أعترف بأننى لم أقدر جيدا قوة العدو ولا قدراته القتالية. فى المقابل كنت أبالغ دائما فى تمجيد قواتنا، وأعلى من قدرتها على المواجهة والثبات والصمود. لابد من الاعتراف بأن العرب يقاتلون بصورة أفضل بكثير عن الحروب السابقة، ولديهم الكثير من العتاد وهم يصطادون دباباتنا بدقة بأسلحة حديثة.
حائط الصواريخ
أما الصواريخ المضادة للطائرات فأصبحت تمثل حائطا منيعا عجز سلاحنا الجوى عن اختراقه أو تحطيمه. إن نسبة نجاح صواريخ العدو فى إصابة طائراتنا تصل إلى 70٪ وهم سيدفعون الليلة مزيدا منها. هنا توقف ديان ليطرح السؤال المهم الذى سبق أن طرحناه فى هذه الحلقة حول جدوى الضربة الإجهاضية لسوريا، حيث يقول: لست أدرى ما إذا كان الوضع سيكون الآن مختلفا بصورة جوهرية لو أننا قمنا بالبدء بالهجوم وتوجيه ضربة إجهاضية أم لا. إننى أعيد الإلحاح على الباحثين العسكريين المصريين - كباحث مصرى - بأن يعطوا هذه المسألة الأهمية البحثية اللازمة فهى لا تتصل فقط بالماضى بل تتعلق بالمستقبل الذى يمكن أن تتمدد فيه أطماع التوسع الإسرائيلية من جديد فى سيناء وتباغتنا بضربة مبكرة.
دولة إسرائيل مهددة
يلخص ديان المشكلة المستقبلية فى أمرين: الأول أن العرب ليست لديهم نية لإيقاف الحرب وحتى إذا وافقوا على وقف إطلاق النار فإنهم سيواصلون القتال من جديد. هنا يلقى ديان بالتقييم الذى أثار فزع رئيسة الوزراء ودعاها للتعجيل بالاستغاثة بالولايات المتحدة لإرسال العتاد والرجال. قال ديان عندئذ ستدور الحرب فوق أرض دولة إسرائيل وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فلن ينفعنا هذا فى شىء، أما الأمر الثانى فلدينا نقص فى الأسلحة ولابد من اللجوء للأمريكيين، إننا نحتاج 300 دبابة على الأقل، كما نحتاج مزيدا من الطائرات. إن لدى الأمريكيين أسلحة مخزنة فى أوروبا ويمكنهم التعجيل بإمدادنا بها.
استحالة الهجوم الإسرائيلى المضاد
انتقل ديان إلى الحديث عن الممكن وغير الممكن من إجراءات، فقال: ليس لنا أن نأمل حاليا فى القيام بهجوم مضاد، المهم الآن بالنسبة لنا هو أن نحافظ على أراضى دولة إسرائيل وأن نحميها. إذا حاول المصريون احتلال مدينة النفط فلن نستطيع منعهم. لقد قمنا بنشر كل ما يملكه اليهود، ومع ذلك لدينا نقص فى أطقم الدبابات والطائرات.
المصريون يرسلون الأسرى للمواقع الإسرائيلية
هنا اعترف ديان بأنه يتوقع أن يقتل عدد كبير من أفراد الجيش الإسرائيلى، وقال إن المصريين يقومون بإرسال أسرانا وهم يحملون الرايات البيضاء ليقنعوا زملاءهم فى المواقع الأخرى بالاستسلام.
تعداد القوات
قدم ديان تعداد القوات كالتالى:
على الجبهة المصرية لدى إسرائيل 800 دبابة ولدى المصريين 2000 دبابة ولدى إسرائيل 250 طائرة مقابل 600 للمصريين، وعلى الجبهة السورية لدى إسرائيل 500 دبابة مقابل 1500 للسوريين، ولديهم 250 طائرة. وأضاف قائلا: وهذا يعنى أننا أمام خلل فادح فى موازين القوى ولا طريقة لتعويضه بالطبع سوى من خلال المدد الأمريكى.
اقتراح الانسحاب إلى خط متلا
قال ديان فى تقريره إنه متفق مع هيئة الأركان على اقتراح بإنشاء خط دفاعى على ممر متلا، أى أننا سنتخلى عن خط القناة ونصمد عند خط المضايق على بعد ثلاثين أو عدة كيلومترات من القناة. وأضاف: إننى أقترح أن نصدر أمرا الليلة بإخلاء المواقع التى لا أمل فيها ولا يمكننا الوصول إليها لنجدتها، أما المواقع التى يستحيل إخلاؤها فسنترك الجرحى هناك، ومن يمكنه الانسحاب والوصول إلى قواتنا فسيفعل.


http://www.almasryalyoum.com/news/details/539305


-------------------------------------------------------------------------------------


إبراهيم البحراوى يحقق فى وثائق إسرائيل الممنوعة عن نصر أكتوبر (الحلقة الرابعة)
الأربعاء 08-10-2014 22:51 | كتب: إبراهيم البحراوي
Share on facebook? Share on twitter9 11
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257688_0 صور نادرة من حرب أكتوبر تصوير : المصري اليوم
يمكن لقارئ عندما يربط بين محاولات إسرائيل حماية معنويات أجيالها الجديدة ومحتوى الوثائق الإسرائيلية، التى نشرت نصوصها الكاملة بالمركز القومى للترجمة، أن يكتشف أمرين:
الأول: السبب الذى دفع السلطات الإسرائيلية إلى حجب أهم الوثائق عن النشر لمدة أربعين عاما، والذى جعلها تقوم بحذف بعض المواضع من أصول الوثائق قبل نشرها.
الثانى: السبب فى منع نشر بقية محاضر اجتماعات القيادة الإسرائيلية للتشاور حول إدارة الحرب بعد يوم 9 أكتوبر وهو اليوم الرابع للقتال وهو اليوم الذى بدأ فيه الجسر الجوى الأمريكى الحامل للأسلحة الأكثر حداثة فى الترسانة الأمريكية وأطقمها البشرية من الاقتراب من المطارات الإسرائيلية.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257689_0الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر
إن السبب واحد فى الحالتين وهو محاولة حماية معنويات الأجيال الإسرائيلية الجديدة التى كانت فى سن الطفولة أثناء حرب 1973 من فكرة هزيمة الجيش الإسرائيلى ومواصلة تنشئتهم فى غيبة الوثائق الفاضحة على فكرة التفوق والانتماء للجيش الذى لا يقهر والتى سنعود إليها لاحقاً، هناك واقعة رواها لى أحد خريجى قسم اللغة العبرية العاملين فى مجال السياحة، ذات دلالة مباشرة فى هذا السياق، وهى أنه استمع إلى تعليقات وفد سياحى إسرائيلى من طلاب وطالبات المدارس الثانوية، جاء لزيارة بانوراما حرب أكتوبر فى القاهرة. يقول الخريج إن أعضاء الوفد أصيبوا بصدمة وهم يشاهدون توثيق المعركة وهى صدمة لم يخرجهم منها إلا قول أحدهم تذكروا أن هذه الحرب انتهت بانتصار جيشنا وعبوره القناة «عملية الثغرة». إن الوثائق رغم حذف بعض المواضع تؤكد أن شارون ظل ينتظر بعيدا عن خط القناة بعد أن انتهت جميع محاولات اقترابه هو وقائد الفرقة الشمالية الجنرال بيرن بخسائر فادحة فأمرهما ديان بالبقاء بعيدا لحين وصول المدد الأمريكى.
أعتقد أن السلطات الإسرائيلية معذورة فى حجب الوثائق كل هذه السنين، فلقد أدى نشر بعضها رغم بعد الزمن إلى ثورة ضد قيادة الحكومة وقيادة الجيش، انتهت إلى قيام بعض الناس بتلطيخ قبر وزير الدفاع موشيه ديان باللون الأحمر واتهامه كرمز للقيادة بالمسؤولية عن الدماء الإسرائيلية، التى أريقت وعن الهزيمة التى كادت تصل بالقوات المصرية إلى داخل الحدود الإسرائيلية، لولا التدخل الأمريكى المباشر فى العمليات العسكرية.
دعوهم فى عذرهم يروجون لوهم الانتصار الإسرائيلى، وهيا بنا نطالع الوثائق ومحتوياتها التى تبدد هذا الوهم.
اجتماع الدقائق الأولى من يوم 8 أكتوبر: تقرير رابين عن الأوضاع بالجبهة المصرية
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257690_0الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر
فى الدقائق الأخيرة من يوم 7 أكتوبر ومع بدء يوم 8 أكتوبر التأم اجتماع للقيادات برئاسة جولدا مائير نشره أرشيف الدولة وسجل عليه موعد البداية فى الساعة 11.50 ليلا. عقد الاجتماع للاستماع إلى تقرير إسحق رابين - الذى كان رئيسا لهيئة الإركان فى حرب 1967 - عن زيارة قام بها للجبهة المصرية بتكليف من رئيسة الوزراء بعد أن لاحظت انهيار وزير الدفاع وانحيازه لفكرة الانسحاب من أمام المصريين وإقامة خط دفاع جديد عند خط الممرات. حضر الاجتماع كل من رئيسة الوزراء ونائبها يجال ألون ورئيس الموساد الجنرال تسيفى زامير، ووكيل أول وزارة الخارجية أفراهام كيدرون الذى كان حلقة الوصل بين رئاسة الحكومة ووزير الخارجية ابا إيبان، الموجود آنذاك فى الولايات المتحدة على مقربة من الإدارة الأمريكية، دعونا نطالع تقرير رابين عن لقاءاته بقادة الفرق الثلاث الموجودة بسيناء شارون «أريك» وأفراهام مندلر «البرت» وأفراهام أدان «بيرن».
وعن شهادة القادة للقوات المصرية وأدائها القتالى المتميز بالكفاءة والبسالة، وأيضاً عن اقتراح للقيام بهجوم مضاد على القوات المصرية محكوم عليه بالفشل واقتراح الانسحاب إلى خط المضايق كبديل لا يقل مرارة. يقول الجنرال رابين فى تقريره بالنص ما يلى:
«لقد اجتمعت عند قائد الجبهة الجنرال جنونين «جورديش» لجميع قادة الفرق فى أم خشيب، وهم قائد الفرقة الشمالية الجنرال بيرن وقائد الفرقة الجنوبية الجنرال ألبرت وقائد الفرق الوسطى الجنرال شارون.
لقد تكبدت فرقة ألبرت خسائر فادحة لقد فقدت الفرقة مائة وخمسين دبابة هناك محاولة لإرسال تعزيزات لهذه الفرقة وهناك تقدير بأن عدد دباباتنا سيصل إلى ستمائة وخمسين دبابة مع صباح الغد.
أما فيما يتصل بالوضع فى الجبهة المصرية فالأمور شديدة الصعوبة وبالغة التعقيد، حيث لدينا أربعمائة جريح وثمانون قتيلا ويعتقد قائد الجبهة أن عدد قتلانا سيرتفع إلى ما بين مائة وخمسين ومائتى فرد إلى أن يمكننا التحول إلى وضع هجومى.. إن صورة الوضع كما يلى.
لقد عبرت قوات مصرية من سلاح المشاة المصرى مجرى القناة وهى فى حالة تقدم، إن معظم خسائرنا من الدبابات لم تنتج عن نيران دبابات مصرية بل نتجت عن أسلحة قوات المشاة المصرية والصواريخ المضادة للدبابات. وهناك عدد قليل من دباباتنا تم تدميره بواسطة الدبابات المصرية. لقد عبر المصريون بالدبابات فى نقطتين أو ثلاث نقاط وهى القنطرة والفردان وأمام مضيقى «الجدى ومتلا». إن عدد الدبابات المصرية التى عبرت حتى الآن يقدر بما لا يقل عن ثلاثمائة وخمسين ونرجح أن يزيد العدد إلى 500 دبابة. إن المصريين لا يتجاوزون الطريق الموازى للقناة ومن الواضح أنهم سيحتاجون إلى عبور الفرقتين الرابعة والسادسة. إن مواقعنا تمدنا بمعلومات بأن المصريين مستمرون فى نقل الدبابات ولديهم خمسة أو ستة كبارى ولم يمكننا تدميرها أو أنهم أعادوا بناءها.
إن قدرتنا على الوصول إلى الكبارى محدودة حالياً ويحاول سلاحنا الجوى القيام بهجمات عليها غير أن النتائج هزيلة. عندما كنت فى المنطقة الجنوبية من سيناء قام المصريون بالضغط بشدة على مواقعنا وحصوننا فى منطقة لسان بورتوفيق وتوفرت معلومات بأن بعض دباباتهم تعبر القناة هناك وهى تتجه إلى عمق سيناء ولا ندرى إذا كانت تريد الوصول إلى شرم الشيخ أم لا.. طبعاً سيتصاعد دخان المعارك فى الليل عندما يسود الظلام، إن سلاحنا الجوى لا يبدأ فى تقديم المساندة الجادة لقواتنا إلا بعد الظهر، فى ساعات الليل لن نواجه ضغطاً من جانبهم لكننا لا نعرف ماذا سيفعلون فى ساعات الصباح المبكرة. إن الجنرال بيرن يقول إن المصريين يدفعون جنوداً وضباطاً مستعدين للانتحار بالفعل.
إن جميع من استمعت إليهم من قادتنا يؤكدون أن أفراد قوات المشاة المصريين متميزون للغاية ولعلهم من القوات الخاصة، لقد استطاع عدد أربعين إلى خمسين من جنود المشاة المصريين التصدى للواء عسكرى تابع لنا بكفاءة ملحوظة.
إن الاقتراحات التى سمعتها من القادة هى كالتالى: أراد شارون أن يقوم بهجوم مضادة اليوم لينقذ المواقع غير أن رأى رئيس هيئة الأركان الفريق دافيد أليعازر أنه إذا أمكننا القيام بإنقاذ أفراد المواقع الثلاثة فليكن دون محاولة البقاء فيها خياران أحلاهما مر للجيش الإسرائيلى.
لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    257692_0الوثائق السرية الإسرائيلية الخاصة بحرب أكتوبر
لقد بلورنا الفكرة التالية وقوامها أنه لا يجب أن نقوم غداً بهجوم محدود ومتقطع بل يجب أن نهاجم بقوة فرقة عسكرية كاملة تضم مائتى دبابة بهدف تدمير الدبابات المصرية، لقد صدق رئيس الأركان على خطتين، واحدة لفرقة بيرن فى المنطقة الشمالية من سيناء والثانية لشارون فى المنطقة الوسطى، المهم هو ألا تقوم الفرقتان بالهجوم، ذلك أن لدى كل فرقة مائتى دبابة ومجموع دباباتها أربعمائة دبابة وهذا العدد من الدبابات هو كل ما لدينا فى المنطقة الواقعة بين قناة السويس ومدينة تل أبيب، ولذا لا يجب استخدام جميع هذه الدبابات فى الهجوم، إننا سنهاجم بإحدى الفرقتين وسنجعل الأخرى للدفاع بمساندة القوات الجوية الفعالة، لابد لنا من النجاح فى هذا الهجوم».
هنا يتدخل الجنرال تسيفى زامير، رئيس الموساد، معلقاً على كلام رابين فيقول إن هجوماً من هذا النوع هو بالضبط ما يتوقعه منا المصريون، وينتظرون أن نقوم به والسؤال المطروح هو ما المكان الأمثل للقيام بهذا الهجوم؟
ويجيب رابين الخيار الثانى أو البديل لهذا الهجوم هو أن نقوم بالانسحاب ونسمح لهم بالعبور بطريقة كاسحة، إن هذين الخيارين المؤلمين أمام الجيش الإسرائيلى وأيضاً الإحساس بالورطة الشديدة لم يدعا للقادة الإسرائيليين من مخرج سوى الإلحاح على طلب المساندة الأمريكية.
محضر اجتماع الساعة 9.50 صباح يوم 8 أكتوبر 1973 جولدا مائير تستعجل الإمدادات الأمريكية
يتميز هذا المحضر بأنه قصير من صفحتين فقط أهم ما فيهما أمران، الأول خطة قدمها رئيس الأركان دافيد أليعازر تهدف إلى التأثير على معنويات المصريين وذلك باستخدام السلاح الجوى لشن هجوم ضد بطاريات الصواريخ الموجودة فى بورسعيد وقد وافق كل من وزير الدفاع ورئيسة الوزراء على الخطة، أما الأمر الثانى الأهم فهو إلحاح جولدا مائير على ضرورة إرسال برقية أخرى إلى كيسنجر لاستعجال الإمدادات.
محضر اجتماع الساعة 7.50 مساء يوم 8 أكتوبر كل شىء فى انتظار الأمريكيين
أرجو أن يلاحظ القارئ للنص الكامل لهذا المحضر والمنشور بالكتاب الذى أشرفت على إصداره بالمركز القومى للترجمة أن المضمون فى مساء اليوم الثالث من القتال يبين ما يلى: 1- أن فكرة الانسحاب أمام القوات المصرية وإقامة خط دفاعى خلفى عند الممرات كانت محل نقاش وهو ما يعكس إحساساً واقعياً بالهزيمة من جانب القادة الإسرائيليين من ناحية، ويؤكد بطلان الادعاءات الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلى لم يهزم من ناحية ثانية، فلقد ظلت وقائع الهزيمة على ألسنة القادة إلى أن وصل المدد الأمريكى بكامل عتاده للتدخل المباشر، بدءاً من يوم التاسع من أكتوبر.
2- تتساءل رئيسة الوزراء جولدا مائير عن جدوى فكرة الانسحاب إلى خط الممرات وإنشاء خط دفاعى جديد، مادام المصريون قد ذاقوا طعم النصر أو على حد تعبيرها الحرفى ذاقوا طعم الدم، وبالتالى سيواصلون التقدم واجتياح خط الدفاع الجديد. إن بارليف صاحب فكرة إنشاء خط الحصون التى تحمل اسمه على القناة ينضم إلى جولدا مائير فى تأكيد أن الانسحاب إلى خط الممرات لن يغير من قدرة المصريين على مواصلة ما يفعلونه عند القناة ولن يوقف قوة اندفاعهم على مواصلة الهجوم واجتياح الخط الدفاعى المقترح.
3- ينضم الجنرال تسيفى زامير، رئيس الموساد، إلى نفس الاتجاه مؤكداً أنه لا توجد طريقة لتغيير الوضع على الجبهة المصرية دون وصول الإمدادات الأمريكية.
هذه الوقائع المثبتة على ألسنة القادة الإسرائيليين تدعونى إلى مطالبة الخبراء العسكريين المصريين باستخلاص الدرس المستفاد، ترى هل تأخرنا فى استغلال فرصة الانهيار الإسرائيلى وتباطأنا مع تطوير الهجوم إلى أن وصل المدد الأمريكى، إن علينا ونحن نحتفل بالانتصار أن نتخذ من المناسبة فرصة للتفكير واستخلاص الدروس اللازمة لأجيالنا المصرية الجديدة، فلست أشك فى أن الإسرائيليين سيفكرون فى عدوان جديد على سيناء فى الظرف المناسب لتحقيق أطماعهم التوسعية التى لم تتبدد، لقد دخلت هذه الأطماع فقط فى وضع الانكماش استعداداً للتمدد فى الوقت المناسب.
4- يتبين أن التفكير بالتمنى والمرغوب كان حاضراً على مائدة اجتماعات القيادة، فقد قدم العميد يسرائيل ليؤرا، السكرتير العسكرى لرئيسة الوزراء، تقريراً يفيد بأن فرقة الجنرال بيرن تتقدم على طول خط حصون بارليف للانضمام إلى المواقع المحاصرة، غير أن رئيس الموساد بما لديه من معلومات يكذب هذا التقرير، ونلاحظ أيضاً أن رئيس الموساد قد تدخل ليبين أن ما يقال فى الاجتماعات عن رغبة الجنرالين شارون وبيرن فى عبور القناة هو مجرد وهم غير قابل للتنفيذ، ويصف الجنرالين بأنهما متفائلين أكثر مما يجب فى هذه النقطة، يتبين بعد ذلك من تقرير لديان أن مجرد محاولة بيرن للاقتراب من خط حصون بارليف المحاصر قد كلفته خمسين دبابة دمرت بكامل أطقمها، وفى هذه النقطة أيضاً يتبين وجود تناقض بين الفكرة المتفائلة أكثر مما يجب والتى يرددها رئيس الأركان الجنرال دافيد أليعازر عن إمكانية عبور قناة السويس ويبين تقرير قائد جبهة سيناء الجنرال جونين الذى يؤكد عدم وجود دبابات كافية لتنفيذ الفكرة، وهو ما يعنى ضرورة انتظار وصول الدبابات الأمريكية بطواقمها البشرية.
تتساءل جولدا مائير عما إذا كان وضع القوات الإسرائيلية قد تحسن منذ الظهر ويجيب رئيس الموساد إن كل شىء متوقف على وصول إمدادات الدبابات الأمريكية، ويضيف قائلاً إن المصريين قد حققوا هدفهم بالسيطرة على قطاع بين 10 و12 كيلومترا، وأن حديث شارون وبيرن عن إمكانية عبورهما للقناة حديث لا صلة له بالواقع.
محضر يوم 9 أكتوبر 1973 الساعة 7.30 صباحاً آخر المحاضرة المنشورة، لماذا لم ينشروا المحاضر التالية.
لابد أن يعلم القارئ أن هذا المحضر هو المحضر الأخير الذى سمحت السلطات الإسرائيلية بنشره حتى يومنا هذا من محاضر اجتماعات القيادة لإدارة الحرب، وإذا طرحنا السوال لماذا لم ينشروا سائر المحاضر التى سجلت عن اجتماعات الأيام التالية من المعركة، فإن الإجابة فى تقديرى تكمن فى سبب جوهرى، هذا السبب يتضح عندما نجد فى هذا المحضر، وفى الوثائق الأخرى إشارات واضحة على ألسنة، جولدا مائير، رئيسة الوزراء، ووزير الدفاع موشيه ديان، ووزير الخارجية ابا ايبان، تؤكد إحساسهم بالتفاؤل والارتياح، لماذا؟ لأنهم تلقوا إخطارا من وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر بأن الرئيس نيكسون قد وافق على توفير كل الإمدادات، وأن الجسر الجوى الأمريكى الحامل للإمدادات فى طريقه إلى مطارات إسرائيل ومطار العريش فى سيناء، من المؤكد أن محاضر الاجتماعات التالية على هذا التطور ستحتوى على أحاديث تكشف مدى التدخل الأمريكى المباشر فى المعارك، وفى اجتماعات القيادة الإسرائيلية لإدارة الحرب.
وبالتالى تفضح الأكذوبة التى يحاولون إقناع أجيالهم الجديدة بها، وهى أكذوبة أن الحرب انتهت بالنصر للجيش الإسرائيلى، عن طريق عبور القناة وتنفيذ ما نسميه الثغرة، إن الاجتماعات التى مازالت محاضرها ممنوعة من النشر تمثل فضيحة لكل من أمريكا وإسرائيل معا، ذلك أن كشف التدخل الأمريكى المباشر لوقف تقدم الجيش المصرى يعنى تدخلا لمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلى، كما أن هذا الكشف يعنى أن الجيش الإسرائيلى ظل مجمدا بدبابات بيرن وشارون إلى أن وصلته ماما أمريكا وحملته على ذراعيها لتعبر به القناة فى عملية الثغرة.
تقييم ديان وشارون المبكر لعملية الثغرة قبل وقوعها
فى محضر يوم 9 أكتوبر نجد ما يلى:
1- إعلان جولدا مائير أن تطورا أساسيا قد حدث بموافقة الرئيس نيكسون على إرسال الجيش الأمريكى بعتاده وبالأطقم البشرية، وأن مقدمة الجسر الجوى الأمريكى قد تحركت فى الطريق إلى إسرائيل.
2- ارتياح وزير الدفاع موشيه ديان لهذا التطور وتغير موقفه من الدعوة للانسحاب إلى خط الممرات أمام المصريين قبل ذلك إلى تجميد التحركات الإسرائيلية ودبابات الفرق الثلاث للجنرالات شارون وبيرن وأدلر انتظارا لاكتمال وصول الدعم الأمريكى للتحرك من جديد على الجبهة المصرية.
3- يقدم وزير الدفاع تقريرا عن الوضع فى الجبهة المصرية فى اليوم الرابع للقتال يظهر صعوبة موقف القوات الإسرائيلية والخسائر التى تلحق بالفرق الثلاث الموجودة فى سيناء، ويقدم تقييما لفكرة شارون لعبور القناة بدباباته فى القطاع الأوسط باعتبارها فكرة يتفق هو وشارون معا على أنها فكرة غير مؤثرة وغير قادرة على إحداث تغيير جذرى فى الموقف.
4- تعبر جولدا مائير عن انزعاجها من وقوع دبابات شارون إذا نجح فى العبور تحت سيطرة المصريين على الضفة الغربية من القناة وسقوطه فى المصيدة وتحول العملية إلى كارثة.
5- يرى مساعد رئيس الأركان ورئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال ياريق أن الميزة الرئيسية للعملية هى أنها ستجذب نيران المصريين فى اتجاه فرقة شارون وهذا أمر جيد لشغل المصريين.
6- يتبين من التقرير المفصل الذى قدمه وزير الدفاع موشيه ديان عن الأوضاع فى جبهة سيناء، أن أى تحركات بالدبابات الإسرائيلية فى الوقت الراهن وقبل وصول الإمدادات الأمريكية واكتمالها شديدة الخطورة، وهو ما يعنى ضرورة تأجيل فكرة عبور شارون (عملية الثغرة) لحين اكتمال الحضور العسكرى الأمريكى.
7- يفصل ديان الأوضاع التى لمسها بنفسه خلال زيارته للجبهة المصرية قبل الاجتماع فيصف مدى صعوبة الاقتراب بواسطة المدرعات الإسرائيلية من القناة، ويقول إن أسلوب انتشار القوات المصرية عند القناة يجعل أى محاولة للاقتراب بالمدرعات نحو القناة كارثة فى الخسائر الفادحة، يضيف قائلاً إن المصريين لديهم الكثير من الدبابات وقطع المدفعية وأن دباباتهم جديدة وحديثة ومزودة بأجهزة رؤية ليلية تجعلها قادرة على القتال ليلا، وهو أمر لم يستعد له الجيش الإسرائيلى.
يقدم تقييما للدرجة العالية من الكفاءة التى ظهر عليها سلاح المشاة المصرى وتسلحه بصواريخ مضادة للدبابات.
يضيف موشيه ديان: لقد حاول الجنرال بيرن قائد الفرقة الموجودة فى القطاع الشمالى أن يقترب من القناة ففقد فى غارتين 8 دبابات فى كل غارة واستحال عليه الوصول إلى خط الحصون، ويقول ديان إن علينا أن نحافظ على دباباتنا بعيداً عن مدى المدفعية المصرية.
9- ينتقل ديان إلى فكرة شارون لعبور القناة فيقول: لا يبدو لنا أن هناك طريقة حالياً لتغيير الوضع بشكل جذرى ملمحا ضمنياً إلى ضرورة انتظار المدد الأمريكى، ويضيف بالنص: لقد اقترح شارون أن يعبر القناة بنفسه باستخدام كوبرى نقوم نحن بإنشائه، وهذا يعنى أن علينا أن نحضر كوبرى من الخلف ونتقدم به ناحية القناة، وهذه عملية بطبيعتها ثقيلة وتتسم بالبطء ومشكوك فى نجاحها.
وهنا تسأله جولدا مائير من أين يريد شارون أن يعبر القناة؟
10- ويجيب ديان قائلاً إن شارون يشير إلى منطقة قريبة من القنطرة وإذا سمحنا له بالعبور فإنه سيكون هناك مع بعض الدبابات، وهو سيتواجد فى قطاع واحد فقط، لكن هذا أفضل من الوضع الحالى، ومع ذلك فإن شارون نفسه لا يعتقد أن هذه العملية ستؤدى إلى تغيير حاسم فى الموقف، إن الصورة التى نتلقاها من قادة الفرق الثلاث فى سيناء بقيادة بيرن وشارون وأفراهام مندلر (ألبرت) تقول إنهم لا يمتلكون القدرة حاليا على الاقتراب من خط المياه أو احتلاله، فكلما اقتربوا فقدوا مزيداً من الدبابات ويضطرون للانسحاب، لقد فقدنا مائتى قتيل فى هذه المحاولات، ولذا من الأفضل لنا الانتظار حالياً.
إلى هنا ينتهى حديث ديان، وأضيف كباحث مصرى أن الفرق الثلاث ظلت تتجنب الاقتراب من القناة حتى اكتمل الدعم الأمريكى، ومع هذا فقد قتل القائد مندلر يوم 13 أكتوبر على أيدى القوات المصرية.


http://www.almasryalyoum.com/news/details/539988

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
The Challenger

لـــواء
لـــواء
The Challenger



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Egypt110
التسجيل : 19/10/2011
عدد المساهمات : 4836
معدل النشاط : 4611
التقييم : 210
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Unknow11

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    211


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الجمعة 10 أكتوبر 2014 - 9:27

وثائق إسرائيل الممنوعة عن نصر أكتوبر: «فخ» أشرف مروان (الحلقة الخامسة)
منذ 2 ساعة | كتب: إبراهيم البحراوي

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Ashraf_marwanتصوير : other
تكشف المطالعة المدققة للشهادة السرية، التى أدلت بها رئيسة الوزراء جولدا مائير أثناء حرب أكتوبر أمام لجنة أجرانات عدة أمور تستحق التأمل والدراسة، أولها أن لجنة التحقيق المشكلة من رئيس المحكة العليا القاضى أجرانات ورؤساء أركان سابقين ورؤساء مخابرات لم تكن محايدة فى تحقيقاتها، بل كانت مهتمة بإنقاذ هيبة الحكم فى إسرائيل وتبرئة رئيسة الوزراء التى تعد من الزعامات التاريخية التى تتلمذت على أيدى بن جوريون، مؤسس دولة إسرائيل، لقد تبين هذا فى التساهل الذى أبداه أعضاء اللجنة وعدم استيقاف جولدا مائير لتمحيص أقوالها، بل مساعدتها فى توجيه المحاضر الرسمية وتقارير المخابرات فى الاتجاه الذى يثبت براءتها، من المهم أن نتذكر أن هذا التحقيق السرى قد جرى بعد الحرب فى ديسمبر 1973 واستمر فى جزء من عام 1974، ومع ذلك فإنه لم ينشر إلا فى الذكرى الأربعين للحرب، ويمكن للقارئ مطالعة النصوص كاملة مترجمة عن اللغة العبرية فى الكتاب الذى يصدره المركز القومى للترجمة وينشر الجزء الأول منه فى ذكرى انتصارنا هذا العام، تحت إشرافى العلمى.
اقتباس :
نصوص التحقيقات مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير تؤكد مجاملة المحققين لها
قام رئيس المخابرات العسكرية الجنرال إلياهو زاعيرا والشهير فى إسرائيل باسم إيلى زاعيرا بعد عشرين عاماً من الهزيمة فى عام 1993 بنشر مذكراته التى حاول فيها إبراء نفسه من المسؤولية، خاصة أن لجنة التحقيق أوصت بعزله من منصبه عام 1974، إن المقارنة بين ما قاله زاعيرا واتجاه التحقيق مع جولدا مائير وأيضاً مع وزير دفاعها موشيه ديان، وهو من زعامات حزب العمل المؤسس للدولة، تؤكد صدق ما يقوله عن سلوك اللجنة وتدبير كل من جولدا مائير وديان، إن هذا هو الأمر الثانى الذى تكشفه وتوكده مطالعة النصوص الكاملة وفحواه أن هذه الزعيمة السياسية كانت مشغولة بمستقبله السياسى وتبرئة نفسها أمام اللجنة.
الضعف الإنسانى للزعامات
قال زعيرا فى منتصف التسعينيات كلاما كان يصعب علىّ تصديقه دون مطالعة النصوص الكاملة للتحقيقات لمساسه بشخصيات قيادية ذات أدوار بارزة، قال إن رئيسة الوزراء ووزير الدفاع ديان لم يكن لهما من هدف أثناء مثولهما أمام لجنة التحقيق سوى الحفاظ على مناصبهما السياسية ولم يستهدفا الحقيقة، وأضاف أن كلاً منهما استعان بمحاميه ورجال قضاء لترتيب أقوالهما بحيث يفلتان من العقاب، بين زاعيرا أيضاً أن الاثنين قد خدعاه هو ورئيس الأركان وسائر القادة العسكريين عندما طمأنا الجميع أن البراءة ستكون نصيب جميع المسؤولين فى حين أن أقوالهما تم ترتيبها على أساس تحميل القادة العسكريين بصورة مطلقة مسؤولية الأخطاء الاستراتيجية التى سبقت الحرب وأيضاً أوجه التقصير التى شابت عملية تحضير الجيش للحرب.
إن نص الشهادة يؤكد صحة ما قاله زاعيرا، ذلك أنه بالإضافة إلى المجاملة من جانب اللجنة لجولدا مائير، صدرت توصيات اللجنة لتبرئها من تحمل أى مسؤولية، بل تشيد بأدائها فى إدارة الحرب، لقد رفض الشعب هذا القرار بالبراءة واندلعت مظاهرات غاضبة أجبرت جولدا مائير ووزير دفاعها على الاستقالة، لقد كان الموضوعان المحددان لاستجوابها كالتالى: الأول المعلومات التى كانت بين يديها فى يوم 13/9/1973 عندما تم إسقاط 13 طائرة سورية بواسطة سلاح الجو الإسرائيلى فى المجال الجوى السورى، وحدد لها رئيس اللجنة نطاق المعلومات بأنها المعلومات الخاصة بتحركات العدو المصرى والسورى ونواياه لشن الحرب، أما الموضوع الثانى فهو استعداد الجيش الإسرائيلى منذ التاريخ المذكور والإجراءات الخاصة التى اتخذت تحسباً لرد الفعل السورى وحتى يوم 6 أكتوبر، بالإضافة إلى الخطط الحربية الأساسية التى كانت لدى الجيش منذ ما قبل 13 سبتمبر، بعد ذلك أوضح القاضى أجرانات أن عليها البدء بالموضوع الأول وأفهمها أن اللجنة قد تلقت جميع محاضر اجتماعات الحكومة وهيئة الأركان من سكرتيرها العسكرى العميد ليئور، وأن الأعضاء قد قرأوها وبالتالى طلب منها القاضى أن تتناول هذه المحاضر وتقارير المخابرات بالدرجة التى تراها مناسبة.
أقوال جولدا مائير وأسئلة أعضاء اللجنة عن الموقف من 13 سبتمبر 1973.
قالت رئيسة الوزراء إن الاشتباك الجوى فى سوريا وإسقاط 13 طائرة سورية حدث يوم الخميس 13 سبتمبر، بعد ذلك عقدت الحكومة يوم الأحد 16 سبتمبر جلستها وكالعادة فى أعقاب أحداث من هذا النوع تتم دعوة رئيس الأركان بواسطة وزير الدفاع، وأحياناً رئيس المخابرات العسكرية، أما فى هذا الاجتماع فقد حضر رئيس الأركان ووزير الدفاع فقط، أشارت إلى أنه فى هذا الاجتماع قدم رئيس الأركان الفريق دافيد أليعازر تقديراته حول ما يمكن أن يحدث من جانب السوريين وما يمكن توقعه وما لا يمكن أن يكون معقولاً، وأشارت إلى أن محضر الحكومة بين يديها وفيه ما قاله رئيس الأركان فيما يتصل بردود الفعل المحتملة، وأيضاً ما قاله وزير الدفاع موشيه ديان فى نفس هذا الاجتماع.
استشهاد جولدا مائير بتقرير رئيس الأركان عن رد الفعل السورى المحتمل: بعد ذلك استشهدت جولدا مائير بما قاله رئيس الأركان عن استبعاد حرب شاملة من جانب السوريين ردا على إسقاط طائراتهم، حيث قال «بالنسبة لاحتمالات رد الفعل من جانب السوريين قدرنا فى يوم الاشتباك أنه لن يكون هناك رد فعل سريع أو مبادرة من جانبهم، لقد اعتقدت أنه من غير المتوقع قيامهم على الفور بأى عملية قصف مدفعى على أى مستوطنة أو أى عمل عدوانى فى هضبة الجولان، وبالفعل فحتى يوم انعقاد جلسة الحكومة لم يحدث رد فعل من هذا النوع من جانب السوريين، وواصل رئيس الأركان قائلاً إن ما يمكن أن يحدث ونحن جاهزون له، هو أن يهاجم السوريون طائراتنا التى تطير فى سلام فوق هضبة الجولان، أو أن تقع عملية عادية بمبادرة من جانبهم أو أن يبدأوا بصاروخ ثم ينزلق الأمر لعملية فى هضبة الجولان، وأضاف رئيس الأركان الذى تتلو جولدا مائير أقواله أمام اللجنة من نص محضر الجلسة «لقد اتخذنا كل وسائط الحيطة كى لا نعطيهم ذريعة لمثل هذه الأمور، وأنا أعتقد أن هذا هو الاحتمال الوحيد أو المنطقى للغاية الذى سيحاولون الرد به».
اقتباس :
المخابرات الإسرائيلية تلاعبت بنصوص الوثائق بالحذف والإضافة إلى الأصل للتأثير علينا فى موضوع أشرف مروان
وأيضاً استشهاد جولدا بكلام وزير الدفاع وملاحظته على تقدير رئيس الأركان مع استبعاد الحرب الشاملة: بعد ذلك انتقلت رئيسة الوزراء إلى الاستشهاد بكلام وزير الدفاع موشيه ديان فقرأت من المحضر قول ديان «لى ملاحظة واحدة، أنا أفترض أن السوريين سيحاولون مع ذلك فعل شىء فى أعقاب المعركة الجوية لعلهم يشنون هجوماً مدفعياً أو ينفذون عملاً من هذا القبيل لأن الأمر الأسهل بالنسبة لهم هو قصف التجمعات السكنية، إننى أعتقد أننا ينبغى أن ننطلق من افتراض أنهم لن يدعوا الأمر يمر مرور الكرام.
وكذلك استشهاد جولدا بتقدير المخابرات العسكرية بين 16 و25 سبتمبر حول مخاوف السوريين: أوضحت جولدا فى شهادتها بعد ذلك أنها تلقت فى الفترة من 16 وحتى 25 سبتمبر تقريرا اعتياديا عن استعداد القوات على الجبهتين السورية والمصرية، ثم استشهدت بتقدير المخابرات العسكرية وقالت: لقد نص التقدير على أن تشكيل الطوارئ السورى فى سبتمبر فى القطاع الدفاعى الأمامى يتناسب مع حجم القوات التى توضع فى حالة طوارئ، إن هذا الأمر ينبع من مخاوف ثارت لدى السوريين فى نهاية أغسطس، وقد تزايدت مخاوفهم بعد المعركة الجوية فى سبتمر 13 وبالتالى فإنه من المنطقى أن يدخلوا فى تشكيلهم الألوية المدرعة والمميكنة التابعة لفرق سلاح المشاة. ونسبت جولدا هذا التقدير إلى تقرير المخابرات رقم 191/73 بتاريخ 19 سبتمبر 1973.
وأيضا استشهاد جولدا بتقدير الجيش والمخابرات حول حالة الطوارئ القصوى للجيش السورى ورفع استعداد الجيش السورى والتأثر المصرى بمخاوف السوريين: بعد ذلك استشهدت جولدا مائير بتقرير المخابرات العسكرية الصادر فى 4 سبتمبر برقم 404 قائلة «فى يوم 24 سبتمبر عندما تأكد تقدير الموقف بأن الجيش السورى يأخذ وضع الاستعداد فى هيئة تشكيلات لحالات الطوارئ القصوى على الجبهة، كان افتراض الجيش الإسرائيلى أن هذا الاستعداد جاء ردا على المخاوف من احتمال وقوع هجوم من جانبنا على الجبهة السورية وأن هذه المخاوف السورية قد تزايدت بعد أن تأثر المصريون بها بدورهم».
وأكد النقاش بين رئيس لجنة التحقيق ورئيسة الوزراء ومراجعتهما للوثائق أن النص الذى جاء فى تقرير المخابرات المذكور بشأن تقدير الموقف أن نشوب الحرب «هو أمر فى تقديرنا ذو احتمال ضئيل حيث إن طبيعة التشكيلات السورية الحالية تلزمهم بفعل هذا بعد أن تأثر المصريون أيضاً بمخاوفهم». وأكدت رئيسة الوزراء أن التقرير المخابراتى فسر رفع الاستعداد فى الجيش المصرى على أنه نتيجة مخاوف المصريين من أن تقوم إسرائيل بشن عملية هجومية.
موقع الحذف الأول بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية
هنا يظهر فى صفحة 3 من نص شهادة جولدا باللغة العبرية أول حذف بواسطة الرقابة العسكرية الإسرائيلية فى نهاية الصفحة وهو بحجم سطرين كاملين. ثم يمتد الحذف إلى ص4 من النص العبرى بكاملها ثم ص5 ثم ص6 ثم ص7 ثم الفقرة الأولى من ص8 ولا يظهر فى هذا الموقع سوى اسم جولدا مائير بدون الكلام الذى قالته.
اقتباس :
رئيسة الوزراء تهربت من سؤال يلقى عليها بالمسؤولية الشخصية
وكما نرى فإن اتجاه جولدا من بداية حديثها يذهب إلى إلقاء اللوم على المخابرات العسكرية وتقديراتها، وعلى رئيس الأركان وتقديراته ويميل إلى تبرئة وزير الدفاع موشيه ديان، بدرجة كبيرة، وطبعاً تبرئة نفسها من المسؤولية الشخصية وهو ما يظهر بعد ذلك بمكر شديد فى اعترافها بأنه لن تتصور قط رغم عدم ارتياحها للتقديرات، أن فى مقدورها أن تجادل رجال المخابرات وهيئة الأركان فى الشؤون التى يفهمونها بطبيعة الحال أكثر منها.
إن هذا المكر من جانب جولدا مائير فى الإدلاء بشهادتها يتجسد فى مواصلة الاستشهاد بتقديرات وتقارير المخابرات العسكرية التى تشير إلى استبعاد قيام مصر أو سوريا أو كليهما معا بالهجوم وأن الحشود على الجبهتين ليست سوى حشود دفاعية تعبر عن مخاوف البلدين من التعرض لعمل هجومى إسرائيلى فى أعقاب إسقاط الطائرات السورية يوم 13 سبتمبر 1973.
السؤال الوحيد المحرج لرئيسة الوزراء فى التحقيق كله
لقد عادت رئيسة الوزراء من رحلتها إلى ستراسبورج يوم الثلاثاء الثانى من أكتوبر وقابلها وزير الدفاع موشيه ديان وطلب منها عقد اجتماع عاجل فحددت له موعدا اليوم التالى الأربعاء 3 أكتوبر 1973، لقد تعرضت جولدا لسؤال وحد محرج من اللجنة طوال شهادتها وهو ما يبين درجة المجاملة لها وجاء السؤال قبل أن تتحدث عما حدث فى اجتماع الأربعاء الثالث من أكتوبر.
قال يادين عضو اللجنة وهو رئيس أركان سابق للجيش وأستاذ فى الآثار «إننى لم أنجح بعد فى الحصول على إجابة ترضينى من الناحية المنطقية من الهيئات التى أصدرت كل هذه التقديرات. لقد أسقطنا طائرات للسوريين فى الثالث عشر من سبتمبر، فلماذا كان ينبغى علينا أن نقدر طوال الوقت أن لديهم تخوفات من ردنا؟ أفهم أنهم كان عليهم أن يتخوفوا من ردنا لو أنهم هم الذين أسقطوا لنا طائرات. لكن الواقع أننا نحن من أسقط لهم طائرات. وإليك سؤالى.. كيف انطلى على تفكيرك آنذاك التبرير أو التفسير الذى قدمته المخابرات العسكرية بأن السوريين يتخوفون من رد فعلنا؟». إن هذا هو السؤال المحرج الوحيد الذى تعرضت له جولدا مائير طوال التحقيق وهو لا يحتاج خبرة مخابرات بل استخدام المنطق.
نلاحظ فى إجابة جولدا أنها قد تهربت من مواجهة السؤال المتعلق بمسؤوليتها الشخصية وقبولها لتبرير غير مقنع للحشود السورية والمصرية من جانب المخابرات العسكرية. إن السؤال يسلم أن هناك خطأ من جانب المخابرات لكنه ينصب أساسا على مساءلة رئيس الوزراء: لماذا لم تنتبه إلى أن تفسير المخابرات ضعيف وغير منطقى.
فلقد أجابت بأنه يخيل إليها أن السوريين اعتقدوا أن قيام إسرائيل بإسقاط الطائرات هو مجرد مقدمة لعمل هجومى إسرائيلى وأيضاً نسبت هذا التخيل إلى تقرير المخابرات لتتهرب من مسؤوليتها.
للموقف المبنى على معلومات المصدر. تبين جولدا أن تقدير رئيس المخابرات فى إبريل 1973 كان مماثلاً لتقديره بعد ذلك فى سبتمبر 1973 أى بعد ستة أشهر. ذلك أن تقدير المخابرات فى المناسبتين قال إن وقوع هجوم مصرى رغم الحشود فى التاريخين احتمال ضئيل. لقد أرادت بهذا أن تقول إن نجاح المخابرات فى تقديرها باستبعاد الهجوم فى إبريل 1973 جعلها تقبل تقديرها فى سبتمبر عن أن احتمال الهجوم المصرى ضئيل. وهنا نذكر القارئ بأن قيام المصدر المصرى بإنذار إسرائيل من احتمال وقوع هجوم مصرى فى مايو 1973 كان جزءاً من خطة الخداع الاستراتيجية، حيث استبعدت الحكومة تقدير المخابرات وصممته على إعلان التعبئة العامة بدون داع.
صورة السادات ودلالة اعتذار جولدا مائير له فى شهادتها السرية
علينا أن نلاحظ أن رئيس اللجنة القاضى أجرانات قد نبه رئيسة الوزراء إلى أن التحقيق سرى، وبالتالى فإن شهادتها سرية. معنى هذا أن حديثها عن الرئيس السادات وصورته التى استقرت عندها وعند مخابراتها لم يكن فى حسبانها أنه سيصل إلى العلن. من الواضح أن هدفها من الحديث عنه هو إظهار أنها تعرضت لخديعة هى ومخابراتها. لقد أشارت فى حديثها عن السادات إلى المصدر الذى كان يغذى حكومتها بالمعلومات عنه ولكن تم حذف اسمه عند نشر الشهادة. والمرجح أنه أشرف مروان، حسب الصحافة الإسرائيلية. ويبدو أن السادات كلفه بتشويه صورته عمدا فى تقاريره للموساد وهو الأمر الذى سهل خطة الخداع الاستراتيجى المصرية ونجاحها.
إن صورة السادات كانت أنه رجل ديكتاتور ينفرد باتخاذ القرارات وحده وأنه لم يكن يستشير أحدا «قيل لنا طيلة الوقت أنه لا يتشاور مع أحد»، وضربت مثلا بقرار طرد الروس الذى اتخذه السادات دون أن يطلع أحد عليه والذى كشفت كلمات أعضاء لجنة التحقيق أن المخابرات العسكرية لم تنجح فى معرفته قبل وقوعه. إن حديثها إذن عن السادات يقصد إلى تبرئة نفسها من الغفلة وهو ما يتأكد عندما ترسم الصورة التى كانت مستقرة عندها وعند حكومتها عن الرئيس المصرى باعتباره رجلا غير جاد يلقى تواريخ ولا يخجل وبعد ذلك لا يفى وأنه حدد أكثر من مرة موعدا للحرب ثم تراجع عن هذه المواعيد ومنها موعد سماه عام الحسم، وأنه كان موضع سخرية وتندر من جانب الكثيرين الذين كانوا يتساءلون: كيف يمكن أصلا أن يستمر فى منصبه وكيف يتحمله الشعب. ويبدو أن رئيسة الوزراء قد انتبهت أثناء هذا الحديث إلى هول الخديعة التى حدثت لها بشأن حقيقة السادات، فاستدركت قائلة «عله من الواجب اليوم أن نطلب منه العفو على هذه الصورة التى صدقناها عنه».
أعتقد كباحث مصرى أن السادات الذى استخدم كل الأدوات المتاحة بين يديه ليوقع الحكومة الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها فى فخ خطة الخداع الاستراتيجى، بما فى ذلك الترويج لصورة هزلية عن شخصيته يستحق من التاريخ العسكرى لقب ثعلب الخداع الاستراتيجى فى النصف الثانى من القرن العشرين، يبقى أن نلاحظ أن اعتذار جولدا مائير للسادات لا يأتى فقط من باب تقرير حقيقة دهائه الواسع بل إنها تسوقه لتدلل على براءتها من المسؤولية وإظهار أن الخداع المصرى تم على أعلى المستويات التى يتعذر التشكيك فيها.
[quote:4]
دلالة اعتذار جولدا لأشرف مروان
فى إطار أسئلة أعضاء اللجنة لجولدا مائير عن مسألة سفر رئيس الموساد تسيفى زامير فى ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة الخامس من أكتوبر إلى لندن لمقابلة أشرف مروان، حسب إيضاحات الصحف الإسرائيلية ترد أسئلة عن الأسباب التى أدت برئيس الموساد إلى عدم إخبار رئيسة الوزراء بسفره وبأنه تلقى برقية تحمل كلمة كودية تعنى أن هناك حرباً وشيكة من مصدره، فى هذا السياق يسأل بعض المحققين عن دلالة هذا التقصير فى إبلاغ رئيسة الوزراء بهذه الرحلة ساعة حصولها ويحاول المحققون هنا معرفة هل كان موقف جولدا مائير سيتغير إلى الانتباه إلى خطورة الموقف لو علمت بأمر الرحلة وربطت بينه وبين المعلومات التى وردت عن رحيل العائلات الروسية من دمشق يوم الخامس من أكتوبر.
ويتطرق المحقق لسكوف إلى برقية التحذير التى أرسلها أحد المصادر «تشير الصحافة الإسرائيلية إلى أنه أشرف مروان» بقرب وقوع الحرب ولم توصلها المخابرات لجولدا مائير رغم أنها وردت فى يوم 1 أكتوبر 1973، متسائلاً: هل كانت ستؤدى لإضاءة نور أحمر يدعوها لإعلان التعبئة.
علينا أن نلاحظ اطراد المجاملة من جانب أعضاء اللجنة ذلك أن أسئلتهم دائماً تفتح أمام رئيسة الوزراء الباب للتنصل من مسؤولية التقصير فى إعلان التعبئة العامة قبل يوم السادس من أكتوبر رغم توالى الإنذارات من المصادر المختلفة ورغم توافر شواهد ميدانية على زيادة احتمالات قيام المصريين والسوريين بهجوم، فالمسؤولية تقع على المخابرات العسكرية لعدم إخطار جولدا مائير بالإنذارات المبكرة من وجهة نظر اللجنة.
إن جولدا عندما تستطرد فى الإجابة لتقدم شهادة أو اعترافاً أو اعتذارات للمصدر الذى تقول الصحف الإسرائيلية فى شرحها للشهادة أنه أشرف مروان، فإن هذا يدخل فى باب التأكيد على انعدام مسؤوليتها لأنها، على حد كلامها، كانت تشك فى أن هذا المصدر كان يقدم معلومات مضللة فى حالات كثيرة للموساد وأنها دأبت على توجيه سؤال لرئيس الموساد هل يصدق هذا المصدر ويثق فيه؟
إنهم يضيفون لأصل الوثائق كما يحذفون منها: غير أن عيوننا كباحثين مصريين يجب أن تكون مفتوحة على تفسير آخر للكلام المنسوب لجولدا مائير فى ص40 من الوثيقة العبرية، إنه تفسير أطرحه كافتراض يرى أن هذا الكلام عن الاعتذار للمصدر والذى يعنى أنه أثبت إخلاصه لإسرائيلى، كلام تمت إضافته ودسه فى النص من جانب المخابرات الإسرائيلية لتوصلنا إلى إطلاق أحكام متعجلة بأن مروان كان عميلاً مخلصاً لإسرائيل وخائناً لمصر، ذلك أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية التى تتدخل فى شهادة رئيس الوزراء بالحذف فى مواقع كثيرة وخاصة فى الصفحة المذكورة لحذف أسماء وإشارات بعينها قادرة على التدخل أيضاً بوضع إضافات وإيحاءات ضمنية، وإذا كانت مواقع الحذف واضحة أمام عيوننا فإن علينا أن نتوصل بالبحث إلى ما هو خاف عن العيون فى سطور هذه الشهادة وغيرها.
تأملوا معى النص أن رئيسة الوزراء تجيب عن سؤال للمحقق الفريق لسكوف، يقول نص السؤال من لسكوف «لدى سؤال فى موضوع الموساد.. صحيح أنه يتصل بعملية توزيع مواد المعلومات الخام لكنه يعنينى من ناحية الوزن الذى اعتدت أنت إعطاءه لهذا المصدر فيما يتعلق بالمعلومات التى كان يرسلها (موقع حذف غالباً كلمتين تشيران لاسم المصدر) ويواصل لسكوف نحن نعرف أن البرقية التى وردت من هذا المصدر بتاريخ الأول من أكتوبر لم تصل إليك، هل رأيتها بعد فوات الأوان؟ وهل هى من نوعية البرقيات التى تضىء نوراً أحمر يثير القلق أو حتى تدفعك للتساؤل لماذا لا أقوم بإعلان التعبئة العامة واستدعاء قوات الاحتياط؟ وتجيب جولدا مائير أنا أقول إننى أعتقد أننا جميعاً نشعر بالحكمة ونصبح اليوم حكماء أكثر مما كنا عليه فى الأول من أكتوبر والثانى من أكتوبر والثالث من أكتوبر، أجد صعوبة فى القول كما قلت سابقاً لو أن رئيس الموساد أبلغنى تليفونياً أنه سيسافر إلى لندن لكنت ربما ربطت هذا فى الصباح بما قاله رئيس المخابرات العسكرية عن رحيل عائلات الخبراء الروس فى سوريا، ولقلت انتبهوا أن أمامنا أموراً خطيرة للغاية أو لو أننى رأيت هذه البرقية فى أول أكتوبر لربطتها أيضاً بالشواهد الأخرى، أخشى أن أقول هذا نظراً لأننى لا أعتقد أنه سيكون من الصواب أن ألقى بمثل هذا الكلام وأن أعطى وزناً لهذا لو كنت عرفت أنا أخشى أن أدعى هذا.
هنا علينا أن نلاحظ موقع الحذف فى سؤال آخر للفريق لسكوف حيث يأتى النص بالصورة التالية: لسكوف: «حذف بمقدار سطرين ثم السؤال» لو كان مثل هذا الأمر قد جاء فهل كان لهذا وزن واعتبار لديك؟ وهنا علينا أن نلاحظ العبارة التى قد تكون مقحمة من جانب المخابرات الإسرائيلية على إجابة جولدا مائير الأصلية، يأتى النص على النحو التالى، جولدا مائير: دون شك لكننى أريد أن أقول كلمة أن أعترف بالظلم الذى أوقعته فى حق هذا المصدر طول كل السنوات، فلقد اعتدت أن أقول لرئيس الموساد هل تثق فى هذا المصدر؟
إن واجبنا البحثى لا يلزمنا بالانتباه إلى احتمال أن تكون الجملة السابقة المنسوبة لجولدا مائير فى الوثيقة جملة تم إقحامها على النص الأصلى للوثيقة، وبعبارة أخرى أنه من الممكن أن يكون اعتراف جولدا مائير بأنها ظلمت المصدر «أى أشرف مروان طبقاً للصحف الإسرائيلية» اعتراف لم يحدث منها أصلاً فى شهادتها عام1974 وأن يكون هذا الاعتراف بظلم المصدر نتيجة الشك الخاطئ فى إخلاصه لإسرائيل اختراع من المخابرات الإسرائيلية تم وضعه فى نص الوثيقة قبل نشرها عام 2013.
إذا صح هذا الاحتمال فإن هدف الإقحام سيكون إيهامنا بتصديق أن مروان كان خائناً لمصر وكأننا بلهاء يمكن أن نصدق هذا الإيهام دون تمحيص كاف لحقائق الأمور.
هنا نضع أسئلة المحققين لجولدا مائير بعد نطقها بعبارة الاعتراف بظلم المصدر، يقول لها المحقق لاندافى: هل تقصدين وتجيب جولدا نعم، فيسألها رئيس لجنة إجرانات هل المقصود فتقول جولدا مائير إننى أتحدث عن المصدر الرئيسى، أتحدث عن أن تكرار الحذف يجب أن يدعونا للشك فى الهدف منه.
وتستطرد قائلة مراراً لرئيس الموساد: هل أنت متأكد منه ومطمئن له؟ هل تصدق هذا المصدر؟ لقد كان الموضوع يشغل ذهنى طوال الوقت، وأقول لنفسى ربما كانت المعلومات التى يقدمها لنا هذا المصدر مجرد معلومات مضللة، ومع ذلك فلقد أخذنا هذا المصدر مأخذ الجد.
أرجو أن أكون قد أوضحت نوع التمهل فى هذا الجزء وهو تمهل يثير عندى الشك فى الهدف منه ويدعونى إلى مطالبة الباحثين فى شؤون المخابرات بدراسة هذا الجزء من الوثيقة دراسة ممحصة لاكتشاف ما هو أصل ما قالته جولدا مائير بالفعل، وما هو مقحم وتمت نسبته إليها ووضعه على لسانها قبل نشر الوثيقة، وعلينا ألا ننسى أثناء الدراسة أن الصحافة الإسرائيلية قد أبرزت هذا الجزء من الوثيقة عند نشرها عام 2013 وتبرعت بملء الفراغات المحذوفة باعتبارها دالة على اسم أشرف مروان، وذلك لنقع فى الفخ الذى سبق أن أوقعناهم فيه ولكن هيهات.


http://www.almasryalyoum.com/news/details/540593

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hammer head

مشرف سابق
لـــواء

مشرف سابق  لـــواء
hammer head



الـبلد : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    61010
المهنة : أصول و أجول
المزاج : cool
التسجيل : 10/04/2013
عدد المساهمات : 8088
معدل النشاط : 8713
التقييم : 688
الدبـــابة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Nb9tg10
الطـــائرة : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B91b7610
المروحية : لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    B97d5910

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    611


لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Empty

مُساهمةموضوع: رد: لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر     لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر    Icon_m10الجمعة 10 أكتوبر 2014 - 15:16


تم دمج موضوض:
"لاول مرة وثائق اسرائيل الممنوعة عن انتصار اكتوبر - البطل المصرى اشرف مروان تلاعب بالموساد الاسرائيلى"
مع
"لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر  "
تحياتي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

لأول مرة وثائق إسرائيل الممنوعة عن انتصار أكتوبر 

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» وثائق أمريكية: إسرائيل خططت لضرب مصر بـ"قنابل نووية" فى حرب أكتوبر
» وثائق جديدة تفرج عنها إسرائيل تفجِّر النقاش حول حرب أكتوبر
» صور بذكرى انتصار العاشر من رمضان السادس من أكتوبر
» إسرائيل تنشر لأول مرة وثائق سرية حول اتفاق سلام أمريكى مع مصر عام 1970 قبل "كامب ديفيد"بـ8 سنوات..
» وثائق حرب أكتوبر: اللواء عطية: كنت واحدا من بين قلة من القادة علموا بموعد الحرب في 4 أكتوبر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: التاريخ العسكري - Military History :: الشرق الأوسط :: حرب أكتوبر 1973-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019