[rtl]مع إعلان تونس الحرب على الجماعات المسلحة الشهر الماضي أخضعت المؤسسة العسكرية لعملية تحديث شاملة وغير مسبوقة منذ الاستقلال، طاولت جيوش البر والجو والبحر. فعلى رغم قلة الإمكانات والأزمة الدقيقة التي يمر فيها الاقتصاد، اضطر التونسيون إلى التفاوض مع فرنسا على شراء ست مروحيات لنقل الجنود من طراز «كاراكيل إي سي 725» (Caracal EC725) من أجل تكثيف الهجمات على الجماعات التكفيرية المتسللة من ليبيا وفي جبال محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر. وقدرت قيمة الصفقة بـ420 مليون دولار. وفي خط مواز استعجل التونسيون تسلم ثماني مروحيات من طراز «بلاك هاوك» Black Hawks من الولايات المتحدة، من أصل صفقة تشمل اثنتي عشرة مروحية يُفترض أن تتسلمها تونس قبل 2016. وكانت وكالة التعاون والدفاع الأميركية التابعة لـ «البنتاغون»، قالت في بيان سابق لها أن واشنطن أقرت بيع تونس المروحيات الاثنتي عشرة مع تجهيزات مرفقة وقطع غيار، بالإضافة لتدريب الطيارين والدعم اللوجستي، بما يرفع قيمة الصفقة إلى 700 مليون دولار.[/rtl]


[rtl]وأظهرت المواجهات مع الجماعات المسلحة نقاط ضعف في أداء الجيش التونسي في مقدمها، وفق خبراء عسكريين، النقص الكبير في طائرات الاستطلاع وناقلات الجنود المصفحة التي تستطيع الصمود أمام الألغام الأرضية. وقتل في السنوات الثلاث الأخيرة 60 من الجنود وصف الضباط إما في اغتيالات أو بسبب انفجار ألغام في طريقهم. ومع حلول 2013 بدأت تظهر طائرات من دون طيار في السماء التونسية، ما أثبت أن الجيش باشر شراء هذا النوع من الطائرات وهي من طراز «سكان إيغل» ScanEagle لرصد تحركات المسلحين في الجبال والأحراج الوعرة.[/rtl]


[rtl]في الوقت نفسه يسعى التونسيون إلى تحديث أسطول سلاحهم الجوي المؤلف من 12 مطاردة من طراز أف 5 إي F-5E وأف 5 أف تايغر2 F-5F Tiger II لتجهيزها بخدمة دجي بي أس، حتى تتمكن من ملاحقة مركبات الجماعات المسلحة بعد رصدها بواسطة طائرات «سكان إيغل»، بالإضافة إلى تثبيت وحدة مراقبة جوية (Control Display Unit) في كل طائرة لتيسير عمل الطيارين. وتُقدر كلفة هذه العملية وفق الخبير العسكري الفرنسي لوران توشار بـ60 مليون دولار، ويستغرق تنفيذها على أيدي 23 خبيراً أميركياً عامين. واشترت تونس في السنوات الأخيرة طائرتي نقل من طراز «سي 130 دجي» C-130J انضمت إلى أسطول مؤلف من ثماني طائرات من طرازي «سي 130 بي» و «سي 130 إتش».[/rtl]


[rtl]أما في جيش البر فستستبدل مركبات ألوية المشاة الثلاثة المُميكنة، وهي من طراز «فيات»، بـ100 مركبة مصفحة من طراز «كيربي» تركية الصنع حتى يكون المشاة قادرين على خوض المعارك في سفوح جبال القصرين وقفصة حيث تتحصن عناصر الجماعات.[/rtl]


[rtl]بقي سلاح البحرية الذي حصل الصيف الماضي على هبة من الولايات المتحدة تمثلت بزورقي دورية جديدين بطول 44 قدماً، بكلفة قدرت بأكثر من 2 مليون دولار. وكان الأميركيون تبرعوا في 2013 أيضاً بخمسة زوارق بطول 25 قدماً، وأعلنوا أنهم يعتزمون تسليم تونس سبعة زوارق دورية إضافية بالطول ذاته في الأشهر الجارية. وتساعد هذه الزوارق في تطوير قدرة جيش البحر على مراقبة السواحل ومجابهة أية عمليات تحاول جماعات مسلحة تنفيذها عبر الساحل، خصوصاً أن تونس تشرف على الضفة الجنوبية لمضيق صقلية، الذي يعتبر شرياناً حيوياً للمواصلات بين حوضي المتوسط.[/rtl]


[rtl]وتتحمل تونس التي تلقّى اقتصادها نكسة قوية في السنوات الأخيرة، أعباء كبيرة لتمويل هذه النفقات العسكرية المتزايدة، على رغم المساعدات التي حصلت عليها من حليفيـها الرئيسيين فرنسا والولايات المتحدة. وكان نائب وزير الخارجية الأميركي بلينكين أعلن أخيراً في ختام زيارة لتونس أن «الرئيس أوباما سيعمل على مضاعفة المساعدات العسكرية لتونس بنسبة 200 في المئة في 2015» من دون تحديد حجم المساعدات، لكن من المعروف أن حجمها بلغ في العام الماضي نحو 60 مليون دولار. وتشمل تلك المساعدات في شكل خاص تجهيزات وأسلحة ودعمًا تقنيًا وتدريباً لقوات الأمن ومساعدة للجيش على مراقبة الحدود والسيطرة عليها.[/rtl]


[rtl]أما فرنسا فأكدت خلال الزيارة الأخيرة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى باريس أنها ستدعم تونس عسكرياً، من دون تحديد حجم الدعم ومجالاته. غير أن صحيفة «لو فيغارو» كشفت النقاب عن اجتماعات قالت أنها تمت بين مسؤولين تونسيين وفرنسيين وإماراتيين في باريس قبيل زيارة السبسي، للبحث عن صيغة ثلاثية لبيع عتاد وسلاح فرنسيين لتونس بتمويل إماراتي، أسوة بصفقة الأسلحة الفرنسية التي مولتها السعودية لمصلحة الجيش اللبناني. إلا أن الزيارة لم تُحقق أي تقدم على هذا الصعيد طبقاً لما ذكرت أوساط عليمة. وفيما دفعت السعودية قيمة الصفقة مباشرة لفرنسا، يتمسك التونسيون بتحصيل الأموال لإنفاقها طبقاً لحاجاتهم التي قد لا تكون الأسلحة الفرنسية هي الأنسب لتلبيتها. ويُرجح أن يستأثر موضوع التسليح بقسم مهم من المحادثات التي يعتزم الرئيس التونسي إجراءها مع نظيره الأميركي أوباما في البيت الأبيض خلال زيارته لواشنطن في الأيام المقبلة.[/rtl]


[rtl]ويُرسخ اعتماد تونس على حليفيها الغربيين تموقعها في المنظـــومة الأطلسية التي انضمت إليهــــا مع ستة بلدان متوسطية أخـــرى (الجزائر والمغرب وموريتانيا ومـــصر وإسرائيل والأردن) في إطار «الحوار المتوسطي» الذي أطلقه الحلف عام 1994. وبموجب تلك الـــشراكة، التي لا ترتقي إلى رتبة العضوية في الحلف، تشارك تونس في مناورات وتتبادل المعلومات والخدمات مع أعضاء الحلف. كما تزور قطع من البلدان الأعضاء في «الأطلسي» الموانئ التونسية في شكـــل دوري، بالإضافة لزيارات دوريـــة يؤديها قائد القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» لبحث تعزيز التعـــاون العسكري والأمني الثنائي مـــع الولايات المتحدة. لكن تونس تلقـــت أسلحة من الجزائر أيضاً، وأفيد بأنها حصــــلت في السنة الماضية على صواريخ أرض جو روسية الصنع وأسلحة أخرى إلى جانب تـــدريب ضباط وضباطصف تونسيين على قيادة المروحيات. وباتت تونس بحكم انخراطها الاضطراري في الحرب على الإرهاب، القوة العسكرية الثالثة في المغرب العربي والسابعة في أفريقيا بأكثر من 40 ألف جندي و12 ألف عسكري احتياطي.[/rtl]

 

[rtl]                                                                      المصدر[/rtl]

 

[rtl]                        http://www.alhayat.com/Articles/8655899/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D9%8A%D8%B4%D9%87%D8%A7[/rtl]