أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الحبيبي

رقـــيب
رقـــيب



الـبلد : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر 01210
المزاج :
التسجيل : 17/08/2013
عدد المساهمات : 299
معدل النشاط : 563
التقييم : 171
الدبـــابة : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Unknow11
الطـــائرة : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Unknow11
المروحية : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Unknow11

المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر 111


المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Empty

مُساهمةموضوع: المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر   المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Icon_m10الإثنين 5 مارس 2018 - 23:57

مخابرات ولي النعم -الجزء الاول- نشأة الجهاز السري

المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر 13781805_1465432536816381_4282564351195486520_n
محمد علي و السيد عمر مكرم

صفحات من التاريخ الغائب لتاريخ المخابرات المصرية و نشأتها في عهد محمد علي و يعود تاريخ تأسيسها لثورة القاهرة 1805 ففي يوم الاربع اول صفر 1220 هجري الموافق اول مايو 1805ميلادي الموافق 24 برموده 1520 قبطي ثار الشعب المصري و زعمائه من المشايخ و الاعيان بالقاهرة ضد مظالم الحكم التركي العثماني مناديين يا رب يا متجلي اهلك العثمنلي و قدموا لاحمد خورشيد باشا الوالي المطالب اللازمه لانهاء الثورة فرفضها الباشا فاجتمع في يوم الاثنين 13 مايو في دار المحكمة الكبري وكلاء الشعب من العلماء و المشايخ و نقباء الصناع و كبار الاعيان و علي راسهم الشيخ عمر مكرم و اجمعوا رايهم علي عزل خورشيد باشا وتوليه محمد علي باشا مكانه البسوه خلعة الولاية و اخذوا له البيعه في نفس اليوم في دار القضاء فكانت ثوره قوامها المطالبة بالحق و الاحتكام للعدل فدارت الحرب الثورية بين الوالي التركي و جنوده العثمانيين الاتراك و اكراد و البان من الانكشارية و الدلاه و الباشبازوق و بين العسكر الاهلي من الثوار المسلحين و الوجاقلية و عددهم اربعون الف معهم بضعة مئات من الجنود الالبان المؤيديين لمحمد علي و قد استمرت الحرب حتي اتي فرمان من السلطان في يوم 9 يوليو الموافق 11 ربيع ثاني بتنفيز ما اجتمع عليه الناس و توليه محمد علي باشا علي مصر لكن القلعة لم تسلم الا في 5 اغسطس الموافق 9 جمادي اول

و قد حدث في مدة حصار القلعة ان حضر علي باشا السلحدار قائد الجيش الجيش التركي بالصعيد بجنوده من المنيا لنجدة خورشيد باشا و امكنه ان يتصل بالقلعة عن طريق الجبل و اعتزم ان يركب فيمن معه من الجنود و يهجم علي متاريس العسكر البلدي جهة الصليبة لتخليص القلعة و كتب سرا لخورشيد باشا يعلمه بخطته و هي ان يهجم علي المتاريس من الخارج و يخبره أنه إذا هجم من تلك الناحية يساعده هو بالهجوم علي المتاريس من القلعة
و في ليلة السبت 15 يونيو الموافق 17 ربيع اول أجمع رأي علي باشا السلحدار على مكيدة يصنعها و هي ان يكتب كبار رجاله رجب آغا و سليمان آغا خطابا للسيد عمر مكرم و كان هو المدبر للامور في القاهرة حينها عن انهما يريدان الحضور إلى جهة القلعة و يسعيان في أمر يكون فيه الراحة للفريقين و تسكين الفتنة و يلتمسان من المخاطبين أن يرسلون إلى من بالمتاريس بأن يخلوا لهما طريقا و لا يتعرضون لهما و كن هدفهم من ذلك ان يدخلو المساعدة للقلعة و تسهيل هجوم علي باشا
لكن حضر إلى السيد عمر مكرم من أخبره بذلك الاتفاق قبل حضور الرساله فأرسل للمقاتلين فاستعدوا و انتظروا و راقبوا النواحي فنظروا إلى ناحية القرافة فرأوا الجمال التي تحمل الذخيرة الواصلة من علي باشا إلى القلعة و عددهم ستون جملا فخرج عليهم حجاج الخضري و كان قائد الثوار جهة الرميلة و حاربوهم و أخذوا منهم تلك الجمال و افشلوا خطة علي باشا

لكن من هو ذلك الشخص الذي سرب للسيد عمر خطة علي باشا حتي قبل ان يرسل رسالته ان حوادث الحصار تدل علي ان السيد عمر مكرم نقيب الاشراف و مساعدوه في تدبير الثورة علي العثمانيين و ابرزهم المعلم جرجس الجوهري كبير المباشرين الاقباط و السيد أحمد المحروقي شاه بندر التجار قد اعدوا ما يشبه جهاز سري للثور مشابه لهذا الذي اعده عبدالرحمن فهمي لصالح سعد زغلول اثناء ثورة تسعتشر و الحوادث المشابهة للحادثة السابقة متعددة لكن حاثة الرسالة هي الابرز كما انها تكشف عن قوة هذا الكيان السري فرجاله لم يعرفوا بخطة علي باشا فقط بل علموا ادق تفاصيلها بدون حتي القبض علي رسائله لانهم لو فعلوا لعلم بان خطته انكشفت لكنهم عرفوا و كانهم كانو معه في خيمته اثناء و ضعه لها و ارسلوا للسيد عمر قبل ان يباشر علي باشا في تنفيزها فكان لهذا الكيان السري و افراده المجهولين دور حاسم في استقلال مصر
ان طبيعة و تاريخ الجهاز السري مجهولة و كما ان تعامل محمد علي مع هذا الكيان بعد توليه مجهول ايضا ان كان استفاد منه او لا لكن الامر شبه الاكيد ان هذا الكيان كان مؤثرا في محمد علي حتي و لو تأثير فكري فبعد نجاح الثورة و توليته رسميا

لم ينس محمد علي الحقيقة الجلية و هي انه مازال والي عادي ينتظر كل عام ان يجدد له السلطان فرمان الولاية او ان يعزل و هو ما بادر به السلطان بعد مدة قصيرة لكن التفاف الشعب حول محمد علي حال دون ذلك لهذا احتاج محمد علي لتغير مركزه بالكليه و وضع صوب عينيه ان تحصل مصر علي وضع الولاية الممتازة مثل الجزائر فان الباشا حينها لا يكون فقط في مأمن من التقلبات السنوية في المناصب بل يجعل ايضا مسألة عزل الباشا موضع تداول بين السلطان و ادارة الولاية و ليس مرهونا برغبة السلطان لكن كيف يحصل لمصر علي هذا الوضع العزيز فحكام الولايات الممتازة مثل امراء رومانيا او دايات الجزائر كان يملكون قبل انضمامهم للدولة العثمانية الجيوش و الاساطيل و كان انضمامهم للدولة في الغالب بمبادرة منهم لدوافع مختلفه و كان وضع السلطان في هذه البلاد مسأله شرفيه في حين ان وضع محمد علي كان حرج يستند علي علاقات هشه و متقلبه باطراف السياسة في مصر
ان انشاء جيش او اسطول لكي يستعين بهم علي طلب وضع الولاية الممتازة في وضعه الحالي كان ليكون دافعا للسلطان ليعدل عن سياسة المسايرة و يوجه جيشه لمحاربة محمد علي بشكل مباشر لهذا اتجه محمد علي للنشاط السري مث نشاط الجهاز الذي استخدمه السيد عمر مكرم و يقول بعض المؤرخين ان نواة الكيان السري لمحمد علي كان خمسين من الرجال المخلصين المتقنين للعربية و التركية و لربمان كانت هذه النواة تضم اعضاء الكيان القديم او بعضهم و من شبه المؤكد ان نجاح الجهاز السري للثورة كان امام عين محمد علي دائما و لربما كان ملهمه و لهذا قرر الاعتماد علي جهازه الخاص للحصول علي ما يريده من السلطان

بدأ الامر بمجوعة من الخلايا البسيطة المنتشرة في انحاء الدولة العثمانية و الموانئ الخارجيه المتعامله معها و لكن كان النشاط الاكبر في تلك المدن المؤسرة علي السياسة في مصر كدمشق و جده و استنبول و بدأ الامر يجدي ثمره و توالت المعلومات عن الحاله التجارية و العامة في الشام و الحجاز بل و حتي بغداد و واروبا تتوالي و كان لهذا اثرا واضح في سياسة محمد علي في التعاملات الخارجية بما يعود له و لمصر بالربح الاكبر لكن خلية الاستانة كانت الاهم فشقت طريقها بثبات بمجهود رئيسي لاثنين الاول محمد نجيب افندي ممثله في الاستانه و الثاني هو صفي الحاج ابراهيم ممثل تجار مصر في الاستانة و هذا ما يطرح التساؤلات حول دور المحروقي شاهبندر التجار في الجهاز السري خاصة ان مكانته تعاظمت في حكومة محمد علي علي عكس زميليه السيد مكرم و المعلم الجوهري و قد اعتني نجيب افندي و الحاج ابراهيم بمصالح محمد علي بالاستانة و خاصة صفي الحاج ابراهيم الذي قدم لمحمد علي اعماله و خدماته السياسة لمحمد علي و قام باداء المهام الملقاه علي عاتقه بالصدق و الامانه علي الرغم من خداعه في التعاملات التجارية في الاستانه

و لم ينجح رجال محمد علي فقط في انشاء شبكه محكمة من المخبرين تنبأ محمد علي بالتطورات أول بأول فقط لكن نجحوا ايضا في تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية و الاقتصاديه المفيد مع كبار رجال الاستانة منهم الرئيس افندي محمد عارف و كان بمثابة وزير الخارجية حينها و المالي اليهودي حالت افندي زعيم عائلة ساسون النافذة و حامل اختام السلطان و العديد من الاخرين من بينهم بعض سيدات بيت السلطان و قد كان لكل هؤلاء بما صاروا يرتبطون به من مصالح كونها مع رجال محمد علي و رجاله المخلصين في الاستانه حريصين علي ان يحصل محمد علي علي مراده

المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر 28467973_2021104708108138_220677344131589082_n
علم و شعار مصر في النصف الاول من القرن التاسع عشر

و كان عام 1811 هو العام المناسب ليقدم طلب الولاية الممتازة للسلطان فالولايات العثمانية من بغداد للبلقان تعصف بها الاضرابات و الدول الاوروبيه لا تبدوا متعاونه مع السلطان الجديد محمود الثاني و بفضل الجهاز السري اكتسب محمد علي الفرصة الانسب و عندما طلب السلطان من محمد علي اخضاع الوهابيين و بفضل الجهاز السري كان محمد علي علي اطلاع كامل بالحالة الحرجة للسلطان و مدي حاجته له و متاكد من ان هناك من سيقفوا خلف طلبه في الاستانه بادر محمد علي بطلب وضع الولاية الممتازة مثل الجزائر من السلطان فلم يجد السلطان بد من الموافق و كان محمد علي ذكي ليقرن طلبه بكلمة مثل الجزائر فالجزائر كولاية ممتازة مستقله بشكل شبه كلي عن الدولة العثمانية و السلطان يحكمها بالاسم فقط و كان لها اسطول و جيش و علم و حتي علاقات خارجية منفصله بشكل شبه كلي عن الدولة العثمانيه و موافقة السلطان علي الطلب بهذه الصيغة سمح لمحمد علي بالمبادرة بانشاء الجيش و الاسطول و العلاقات الخارجية و كل اشكال الدولة و حتي العلم بدون خشية تدخل السلطان فكان عام 1811 هو البداية الحقيقية لمحمد علي

و لم تكن هذه نهاية نشاط الجهاز السري كانت نقله جديدة للجهاز السري علي يد ابراهيم باشا الذي سيشكل الجهاز بشكل رسمي اثناء قيادته للجيش تحت اسم قلم المخابرات الحربية الجهاز صاحب الدور القوي في الحكومة المصرية الي الان كما كان لرجال الجهاز احد اقوي الادوار و اقلها شهرة في سلسلة الحروب المصرية العثمانية كما سياتي



عدل سابقا من قبل محمد الحبيبي في الثلاثاء 6 مارس 2018 - 0:06 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الحبيبي

رقـــيب
رقـــيب



الـبلد : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر 01210
المزاج :
التسجيل : 17/08/2013
عدد المساهمات : 299
معدل النشاط : 563
التقييم : 171
الدبـــابة : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Unknow11
الطـــائرة : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Unknow11
المروحية : المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Unknow11

المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر 111


المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Empty

مُساهمةموضوع: رد: المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر   المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر Icon_m10الثلاثاء 6 مارس 2018 - 0:04

مخابرات ولي النعم - الجزء الثاني - تطور الجهاز السري

المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر 28685131_2022539084631367_140520605350597808_n
الثلاثة الاكثر تأثيرا في تطور المخابرات المصرية في عهد محمد علي

نجح محمد علي و بفضل جهود الجهاز السري في الحصول علي فرمان بجعل مصر و لاية ممتازة و هو ما يمكنه من التصرف في شؤونها بشكل كامل سواء داخليا او خارجيا لكن ذلك كان مرهون بحل مسألة الحجاز فحشد لذلك كل ما امكنه من المرتزقة العثمانيين الموجودين في مصر من كل الاعراق حتي انه سمح لمن يريد من المصريين بالانضمام و كان معظم من انضم من الاوباش و كان يرمي بذلك حل مسألة الحجاز التي كان للجهاز السري دور مهم فيها و من جهة اخري التخلص من اخلاط العثمانيين الغير منضبطين و من بقي منهم بعد الحجاز ارسلهم للسودان و في اثناء حروب الحجاز بداء محمد علي التجهيز لبناء الدولة الحديثة داخليا و خارجيا و عسكريا مستفيدا من مميزات وضع الولاية الممتازة
فداخليا غير نظام الادارة الذي تشكل علي حسب السياسنامة التي اصدرها السلطان سليمان القانوي بشكل كلي فداخليا غير التقسيم الاداري لمصر و حل المؤسسات العثمانية و جعل بدل منها دواوين و اقلام بشكل مشابه للذي نعرفه و انشئ الديوان الخديوي و يرأسه كتخدا الباشا و الذي تغير اسمه فيما بعد ليصبح وزير الداخلية و عهد له الاشراف علي كل ماسبق بالاضافة لمهمة الحفاظ علي الامن العام و خارجيا انشئ ديوان التجارة و الشؤن الافرنجية الذي تغير اسمه فيما بعد ليصبح وزارة الخارجية و للاشراف علي الشؤون العسكرية انشئ ديوان الجهادية الذي تغير اسمه فيما بعد وزارة الدفاع
و في كل ديوان من الثلاثة كان هناك قسم خاص معني بعني بتقديم الخدمات المخصوصة التي يكلف بها

ففي ديوان التجارة و الشؤون الافرنجية تحت نظارة مؤسسه بوغوص بك كان يوجد قسم تحفظ ملفاته تحت اسم بر بحر و هي تحو المخابرات اي المراسلات بين محمد علي و كبار رجال الحكومة المصرية و بين الاشخاص المهمين في خارج البلاد و منهم مسؤولي حكومات الاجنبية و منها الحكومات العثمانية و البريطانية و الفرنسية و تضم ايضا و هو الاهم مخابرات الحكومة مع عملائها في الخارج و هم نوعين اولا الرسمين فبعد حصول مصر علي وضع الولاية الممتازة اكتسب محمد علي حق تعيين ممثلين خارجيين تحت وكلاء و في الاستانة تحت اسم قبوكتخدا و هؤلاء كانوا مسؤلين عن التواصل مع الحكومات الاجنبية و التواصل مع اصدقاء مصر في الخارج العاملين علي تحسين صورتها و تقديم الهدايا لهم لكي يحسنوا الدعاية لمصر بين مواطنيهم كما كان وكلاء الحكومة معنيين بالمخبرين الذيين يطلعون الحكومة علي التطورات اول بأول و العملاء المعنيين بمهام سرية و خاصة و كانت الحكومة تكلف البحرية بتخصيص لبعضهم سفن و بواخر سريعة لضمان سرعة التواصل معهم كما كانت تعين من قباطنة السفن الاجنبية من يمدها باخبار الموانئ الاجنبية اول بأول و من شبه المؤكد ان ديوان التجارة كان يضم قسم خاص للاشراف علي كل ذلك و هو القسم الذي تحفظ ملفاته تحت اسم بر بحر

و في الديوان الخديوي كان للكتخدا مساعدين مخصوصين تحت اسم معاونيين منهم من لا يخصص له مهام بل ينفذ الخدمات التي يكلفو بها بغض النظر عن طبيعتها و منهم من تحدد وظائفه و منها العادي و لكن منها ايضا المرتبط بنشاط الاجهزة الخاصة كمراقبة اشخاص محددين و اعتراض الرسائل و تتبع الفتن و كشفها و ضبط المسؤلين عنها بالاضافة لتتبع الموظفين الفاسدين و ضبطهم و لم يكن نشاط هاؤلاء الوكلاء كبيرا في مصر الهادئة كبيرا لكن نشاطهم كان واضح في البلاد المحتلة و بعد دخول الشام تم تعيين محمد شريف باشا الكتخدا حينها لينظم الادارة في الشام علي مثال نظيرتها المصرية و تم تعينه حكمدار عاما للشام و في عهد نشط وكلاء الحكمدارية المعنيين بالخدمات المخصوصة بشكل كبير فقبضوا علي الجواسيس سواء محليين او اجانب و تتبعوا المخربيين و مسببي الفتن و الثورات و تتبع الاوروبيين المشكوك فيهم و كشف الفاسدين في حكومة الشام كما كانوا ينسقوا عمل الحكمدارية مع الجيش لقمع الثورات و بشكل عام كانوا معنيين بكل ما يهدد الوجود المصري بالشام و قد ظل معاوني الكتخدا معنيين بالخدمات المخصوصة حتي انشاء الاقلام المخصوصة مثل البوليس السياسي الذي استفاد من الجيل الاخير لمعاوني وزير الداخلية و مباحث امن الدولة التي استفادت من اخر اجيال ضباط البوليس السياسي

اما في الجيش فكان في كل قيادة ميدانية و وحدة عسكرية قسمان و ربما القسم الاول هو قسم الاستطلاع و الثاني للمخابرات الحربية و ربما كان يجمعهم قسم واحد و كان اختيار المنتسبين للقسمين يتم بشكل خاص من القوات الخاصة و المدفعية و المهندسين و يتم اخيار المنتسسبين من هذه الاسلحة لانهم هم الاكثر تاهيلا علميا و جسديا للقيام منفردين بالمهام الخطرة في البيئات المعادية و كان اعضاء وحدات الاستطلاع يتولوا استطلاع و مراقبة الجيوش و المناطق المعادية و ارسال معلوماته التي يجمعوها للمخابرات الحربية التي تنسقها مع ما ترسله شبكة الجواسيس و ترسله للقيادة العامة و من عملها اكتسبت اسمها المخابرات الحربية اي المراسلات المعنية بالامور العسكرية و في حرب الشام وصل نشاط المخابرات الحربية و الاستطلاع قمة كفائته فلم يكتفي رجال المخابرات بسطتلاع تحركات الجيش العثماني فقط بل تجاوزوا ذلك لاعتراض و معرفة اوامر تحركات العثمانيين قبل وصلها للوحدات المكلفة بها فكان لذلك عامل حاسم في رسم استراتجية ابراهيم باشا و نتج عنها من انتصار باهر في كل المعارك

و بعد احتلال الشام و اتفاقية كوتاهية وضع ابراهيم باشا المدن الحدودية مع العثمانيين تحت الاحكام العسكرية كما قسم الحدود لقسمين الاول حكمدارية حلب و تولاها اللواء اسماعيل عاصم و هو قريبه من جهت امه و كان من ضباط الجيش الاوائل و المخلصين له و الثانية هي حكمدارية اضنة و تولاها الفريق سليم باشا و هو في الاصل ضابط مدفعية و مهندس استحكامات سبق له العمل في المهام المخصوصة في الجزيرة العربية و مصر و قسم كل حكمدارية لمناطق يتولي كل منها ضابط هو في نفس الوقت الحاكم العسكري للمدن الواقعة في نطاقه و كلفهم بانشاء شبكات جواسيس لمراقبة الجانب العثماني كما كانوا مشرفين علي اعمال المخابرات الخاصة الواقعة في نطاق عمل شبكات جواسيسهم التي كانت واسعة بشكل كبير و تضم العديدين من كافة المهن و الطوائف فقد كانت تضم موظفين عثمانيين و تجار و خبازين و مكاريين قساوسة و دراويش طرق و حتي متخصصين من الاجانب و خدم ال و قد اشتهر يرفعون عملهم من خلال المخابرات الحربية التي تجمع كل ذلك و تنسقه في تقارير ترسلها بشكل منتظم لابراهيم باشا في القيادة العامة و قد انتظم العديد من هؤلاء الضباط في الاعمال الحكومية مثل حمزة بك و معجون بك و سليم بك بالاضافة لاسماعيل عاصم الذي صار باشا و تعين ناظر للداخلية

و قلم المخابرات الحربية هو الذي تطور بعد الثورة يوليو ليصبح ادارة المخابرات الحربية و الاستطلاع حاليا و قد تأسس جهاز المخابرات العامة كجزء منه للقيام بمهام شبيهة للمهام المخصوصة التي كانت تقوم بها نظارة التجارة و الشؤون الافرنجية قبل ان ينفصل عن المخابرات الحربية بعد التأسيس مباشرة و ترتبط مهامة بالامور الخارجية بشكل كبير و هذا هو سبب اسمها المختلف عن طبيعة مهامها فهي تقوم بالمهام الاستخباراتية الخارجية في حين ان اسمها في مصر و الدول المتأثرة بها كسوريا و السودان هو المخابرات الذي يعني المراسلات لانها نشأت من رحم المخابرات الحربية الذي تأسس لتبادل المراسلات بين القيادة العامة و بين الجواسيس و وحدات الاستطلاع

هذا و تقوم الاجهزة المخصوصة برفع تقارير اعمالها للديوان التابعة له ثم يرفع ناظر الديوان هذه التقارير للمعية السنية و هي التي تغير اسمها ليصبح حاليا ديوان رئاسة الجمهورية و التي يراسها الباش معاون الذي له معاونيين كما الكتخدا و يقوم الباش معاون برفع خلاصتها لمحمد علي الذي يكلف كل منها بمهامه المخصوصة سواء الخاصة او المشتركة و قد تعاظم دور المعية السنية في ذلك بشكل كبير في عهد سامي باشا الذي تولي منصب الباشا معاون اواخر تلاتينات القرن التاسع عشر و كان يتولي قبلها منصب الكتخدا بعد محمد شريف باشا و قد كان يشرف علي الخدمات المخصوصة منذ ان كان كتخدا و نظام الاجهزة المنفصلة الذي تنسق القيادة السياسية بينها يسمي نظام مجتمع الاستخبارات و هو في العادة مرتبط الدول التي انشأت اجهزتها المخصوصة بالتدريج بعيدا عن تأثير الحروب الكبري مثل مصر و امريكا

و بعد ان عادت علاقة محمد علي للتأزم مرة اخري مع السلطان محمود الثاني اقترح ابراهيم باشا انشاء قلم مخصوص للاستخبارات العسكرية للاشراف علي كافة الاعمال المخصوصة للحكومة تحت اشراف المسيو اليه الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الفرنسية بجزيرة كورسيكا و كانت حينها منطقة محتلة من قبل فرنسا و يكثر بها الاضراباط و نظام جهاز الاستخبارات العسكرية الجامع هو النوع الثاني من انواع الاستخبارات بعد نظام مجتمع الاستخبارات و نظام الجهاز الشامل اول من عمل به هو الفرنسيين في جهازهم المسمي المكتب الثاني في القرن التاسع عشر بسبب حروبها مع المانيا ثم تبعها بعد ذلك معظم الدول الكبري حينها كروسيا و جهازها الكي جي بي و بريطانيا و جهازها الام اي فيف بسبب الحروب العالمية و هذه الدول كانت تستعمل قبل ذلك اجهزة مخصوصة متفرقة شبيه بالحالة المصرية و الامريكية لكنها عادت للعمل بنظام مجتمع المخابرات حاليا لكن لا يبدوا ان محمد علي وافق علي فكرة الجهاز الشامل و ابقي الامر علي ما هو عليه و بقيت المعية تشرف علي الاجهزة الثلاثة و تنظم عملها المشترك


المصادر
- عبدالرحمن الرافعي تاريخ الحركة القومية و تطور نظام الحكم في مصر
- المحفوظات الملكية المصرية د اسد رستم
- صلاح نصر المخابرات الثورة النكسة عبدلله امام
- كل رجال الباشا - خالد فهمي
- ذكري البطل الفاتح اباهيم باشا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

المخابرات المصرية في القرن التاسع عشر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» المخابرات المصرية
» أعظم 10 إمبراطوريات في التاريخ حتي القرن التاسع عشر
» اين المخابرات المصرية؟
» الصحفية المصرية البطلة ( ليلى عبد السلام ) ---- بطلة عملية سامية فهمى من ملفات المخابرات العامة المصرية
» المخابرات المصرية واليمن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: المخابرات والجاسوسية - Intelligence-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019