استطاعت الفرق الألمانية المدرعة،
المسلحة بدبابات بانزر-4 (Panzer IV)، أن تسيطر ميدانياً على أكثر من نصف
أوربا قبل أن ينقضي النصف الأول من الحرب العالمية الثانية..

وقد قدمت لنا الطرازات المختلفة من الدبابات التي شاركت في معارك الجيوش الميدانية المدرعة خلال الحرب، وما قامت به من أدوار على مختلف الجبهات، مجموعةً من أهم الدروس التكتيكية المستفادة من الحرب العالمية الثانية.

ثقل الدروع، وقوة التسليح، وسرعة الحركة، والقدرة على قطع مسافات كبيرة، هي
أربع صفات أساسية ينبغي أن تتوافر في دبابات القتال التي يمكن أن يعتمد
عليها جيش في تسليحه.. وهذه الصفات لا يمكن أن تجتمع بسهولة بالقدر
المطلوب في نوع واحد من المعدات القتالية..

فقوة التسليح وثقل الدروع يتطلبان محركات أقوى ويتسببان في انخفاض مستوى السرعة
القصوى المتاحة للدبابة.. ولكي تزداد السرعة القصوى لا بد أن ينخفض الوزن
مقارنة بقوة المحركات، وهو ما يأتي على حساب حجم الذخيرة وسمك الدروع،
فضلاً عن حجم الوقود المتاح للمحركات، وبالتالي الحد الأقصى للمسافة التي
يمكن أن تقطعها الدبابة دون توقف.. وهنا تنشأ لدينا معادلة متضادة الأطراف
يصعب حلها في إطار المعطيات التقليدية.

دبابات البانزر خاصة الطراز رقم 4 حققت توازناً فريداً بين هذه المتطلبات باستعمال محركات
دايملر بنز ووزن جاوز الـ17 طناً بقليل، فتمكنت من تحقيق انتصارات نادرة
واجتياح دول أوربية عدة.. ولم تتوقف إلا في عمق الثلوج الروسية.. إذ كان
لابد من تعديل تلك المواصفات لتناسب ميدان القتال الجديد وتتفوق على
نظيرتها الروسية.