أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

محمد على باشا الكبير

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 محمد على باشا الكبير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفرعون تحتمس

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الفرعون تحتمس



الـبلد : محمد على باشا الكبير 01210
التسجيل : 25/11/2011
عدد المساهمات : 316
معدل النشاط : 220
التقييم : 13
الدبـــابة : محمد على باشا الكبير Unknow11
الطـــائرة : محمد على باشا الكبير Unknow11
المروحية : محمد على باشا الكبير Unknow11

محمد على باشا الكبير Empty10

محمد على باشا الكبير Empty

مُساهمةموضوع: محمد على باشا الكبير   محمد على باشا الكبير Icon_m10الأحد 11 ديسمبر 2011 - 13:43

محمد على باشا الكبير



محمد على باشا الكبير Mohamedalibasha


محمد على باشا الكبير Mali3



ميلادة وقدومة الى مصر :



محمد على باشا الكبير Kavala
ولد في مدينة قولة الساحلية في جنوب
مقدونيا عام 1769 لعائلة البانية ، وكان أبوه إبراهيم أغا رئيس الحرس
المنوط بخفارة الطويف في البلدة وكان له سبعة عشر ولداً لم يعش منهم سوى
محمد علي الذي مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار
يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه طوسون الذي مات أيضاً
فكفله الشوربجي صديق والده الذي أدرجه في سلك الجندية فأبدى شجاعة وبسالة
وحسن نظير وتصرف، فقربه الحاكم وزوجه من أمينة هانم وهي امرأة غنية وجميلة
كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له ابراهيم وطوسون وإسماعيل (وهي
أسماء أبوه وعمه وراعيه) وأنجبت له أيضاً بنتين .

وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش إلى مصر لانتزاعها من أيدي
الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الالبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة
جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم يكد يصل إلى مصر حتي
قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد الكتيبة .
محمد على باشا الكبير Wol_error This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 1536x2048.محمد على باشا الكبير 111
وظل في مصر يترقى في مواقعه العسكرية ، وظل يواصل خططه للتخلص من خصومه
إلى أن تخلص من خورشيد باشا وأوقع بالمماليك حتى خلا له كرسي الحكم بفضل
الدعم الشعبي الذي قاده عمر مكرم .

ولايته :

محمد على باشا الكبير Wol_error Click this bar to view the full image.محمد على باشا الكبير Mehmed%20Ali


بعد أن إختاره المصريون ليكون والياً على مصر في 17 مايو سنة 1805 قضى علي
المماليك في مذبحة القلعة الشهيرة وكانوا يكونون مراكز قوى ومصدر قلاقل
سياسية مما جعل البلد في فوضي. كما قضى علي الانجليز في معركة رشيد وأصبحت
مصر تتسم بالإستقرار السياسي لأول مرة تحت ظلال الخلافة العثمانية ، وقد
بدأ بتكوين أول جيش نظامي في مصر الحديثة ، وكان بداية للعسكرية المصرية
أول مدرسة حربية في اسوان في جنوب مصر بعيد عن الانظار ، ومما ساعده في
تكوين هذا الجيش أن أشرف عليه الخبراء الفرنسيين بعد ما حل الجيش الفرنسى
في أعقاب هزيمة نابليون في واترلو بروسيا.


محمد على باشا الكبير Mohamedali5


وقد حارب الحجازيين والنجديين وضم الحجاز ونجد لحكمه سنة 1818 ، وإتجه
لمحاربة السودانيين عام 1820 والقضاء علي فلول المماليك فى النوبة ، كما
ساعد السلطان العثمانى في القضاء على الثورة في اليونان فيما يعرف بحرب
المورة ، إلا ان وقوف الدول الاوروبية إلى جانب الثوار في اليونان أدى إلى
تحطم الأسطول المصرى ، فعقد اتفاقية لوقف القتال مما أغضب السلطان
العثمانى ، وكان قد إنصاع لأمر السلطان العثمانى ودخل هذه الحرب أملا في
أن يعطيه السلطان العثمانى بلاد الشام مكافأة له إلا أن السلطان العثمانى
خيب آماله بإعطاءه جزيرة كريت والتى رآها تعويضاً ضئيلاً بالنسبة لخسارته
في حرب المورة ، ذلك بالاضافة الي بعد الجزيرة عن مركز حكمه في مصر وميل
أهلها الدائم للثورة ، وقد عرض على السلطان العثمانى إعطاءه حكم الشام
مقابل دفعه لمبلغ من المال إلا أن السلطان رفض لمعرفته بطموحاته وخطورته
على حكمه ، وإستغل ظاهرة فرار الفلاحين المصريين الى الشام هرباً من
الضرائب و طلب من احمد باشا الجزار والى عكا إعادة الهاربين إليه و حين
رفض والي عكا إعادتهم بأعتبارهم رعايا للدولة العثمانية ومن حقهم الذهاب
إلى أى مكان استغل ذلك وقام بمهاجمة عكا وتمكن من فتحها وإستولى علي الشام
وانتصر علي العثمانيين عام 1833 وكاد أن يستولي على الاستانة العاصمة إلا
ان روسيا وفرنسا وبريطانيا حموا السلطان العثمانى فانسحب عنوة ولم يبقى
معه سوي سوريا وجزيرة كريت ، وفي سنة 1839 حارب السلطان لكنهم أجبروه علي
التراجع في مؤتمر لندن عام 1840 بعد تحطيم إسطوله في نفارين وفرضوا عليه
تحديد أعداد الجيش والإقتصار علي حكم مصر لتكون حكماً ذاتياً يتولاه من
بعده أكبر أولاده سنا .

سياسته :

محمد على باشا الكبير Mehemet-Ali1

تمكن من أن يبني من مصر دولة عصرية على النسق الاوروبى ، واستعان في
مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء اوروبيين ومنهم بصفة خاصة السان
سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في الثلاثينات من القرن
التاسع عشر ، وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة
المعتمدة على العلم الحديث ، وكانت أهم دعائم دولة محمد علي العصرية
سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة ، فقد آمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ
قوة عسكرية على الطراز الاوروبى المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن
يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل
محل التعليم التقليدي ، وهذا التعليم العصري يجب أن يقتبس من اوروبا ،
وبالفعل فإنه قام منذ 1809 بإرسال بعثات تعليمية إلى عدة مدن ايطالية
ليفورنو ، ميلانو ، فلورنسا ، روما ، وذلك لدراسة العلوم العسكرية وطرق
بناء السفن والطباعة ، وأتبعها ببعثات لفرنسا وكان أشهرها بعثة 1826 التي
تميز فيها إمامها المفكر والأديب رفاعه رافع الطهطاوى الذي كان له دوره
الكبير في مسيرة الحياة الفكرية والتعليمية فى مصر .

وكانت اسرة محمد على باشا بانفتاحها وتنورها سبب هام لإزدهار مصر وريادتها
للعالم العربى منذ ذلك الوقت وقد أنهت تحكم المماليك الشراكسه لمصر
واقتصادها .


انجازاته :

تعتبر إنجازاته تفوق كل إنجازات الرومان والروم البيزنطيين والمماليك
والعثمانيين وذلك لأنه كان طموحا بمصر ومحدثا لها ومحققا لوحدتها الكيانية
وجاعلاً المصريين بشتى طوائفهم مشاركين في تحديثها والنهوض بها معتمداً
علي الخبراء الفرنسيين ، كما إنه كان واقعياً عندما أرسل البعثات لفرنسا
وإستعان بها وبخبراتها التي إكتسبتها من حروب نابليون ، وهو لم يغلق أبواب
مصر بل فتحها علي مصراعيها لكل وافد. وإنفتح على العالم ليجلب خبراته
لتطوير مصر ، ولأول مرة أصبح التعليم منهجيا. فأنشأ المدارس التقنية
ليلتحق خريجوها بالجيش. وأوجد زراعات جديدة كالقطن وبني المصانع وإعتنى
بالري وشيد القناطر الخيرية على النيل عند فمي فرعي دمياط ورشيد .

وعندما استطاع القضاء على المماليك ربط القاهرة بالأقاليم ووضع سياسة
تصنيعية وزراعية موسعة. وضبط المعاملات المالية والتجارية والإدارية
والزراعية لأول مرة في تاريخ مصر ، وكان جهاز الإدارة أيام محمد علي يهتم
أولا بالسخرة وتحصيل الأموال الأميرية وتعقب المتهربين من الضرائب وإلحاق
العقاب الرادع بهم ، وكانت الأعمال المالية يتولاها الأرمن والصيارفة
كانوا من الأقباط والكتبة من الترك وذلك لأن الرسائل كانت بالتركية ، وكان
حكام الأقاليم وأعوانهم يحتكرون حق إلتزام الأطيان الزراعية وحقوق
إمتيازات وسائل النقل فكانوا يمتلكون مراكب النقل الجماعي في النيل والترع
يما فيها المعديات ، وكان حكام الأقاليم يعيشون في قصور ولديهم خدم عبيد
وكانوا يتلقون الرشاوي لتعيين المشايخ في البنادر والقرى ، وكان العبيد
الرقيق في قصورهم يعاملون برأفة ورقة ، وكانوا يحررونهم من الرق ، ومنهم
من أمتلك الأبعاديات وتولى مناصب عليا بالدولة ، وكان يطلق عليهم الأغوات
المعاتيق ، وكانوا بلا عائلات ينتسبون إليها فكانوا يسمون محمد أغا أو عبد
الله أغا وأصبحوا يشكلون مجتمع الصفوة الأرستقراطية ويشاركون فيه الأتراك
، وفي قصورهم وبيوتهم كانوا يقتنون العبيد والأسلحة ومنهم من كانوا حكاماً
للأقاليم ، وكانوا مع الأعيان المصريين يتقاسمون معهم المنافع المتبادلة
ومعظمهم كانوا عاطلين بلا عمل وكثيرون منهم كانوا يتقاضون معاشات من
الدولة أو يحصلون على أموال من أطيان الإلتزام وكانوا يعيشون عيشة مرفهة
وسط أغلبية محدودة أو معدومة الدخل .

وكان محمد علي ينظر لمصر على أنها من أملاكة ، فلقد أصدر مرسوما لأحد حكام
الأقليم جاء فيه "البلاد الحاصل فيها تأخير في دفع ماعليها من البقايا أو
الأموال يضبط مشايخها ويرسلون للومان (السجن) والتنبيه على النظار بذلك ،
وليكن معلوماً لكم ولهم أن مالي لايضيع منه شيء بل آخذه من عيونهم" .

وكان التجار الأجانب ولاسيما اليونانيين والشوام واليهود يحتكرون المحاصيل
ويمارسون التجارة بمصر ، ويشاركون الفلاحين في مواشيهم. وكان مشايخ
الناحية يعاونونهم على عقد مثل هذه الصفقات وضمان الفلاحين. وكانت عقود
المشاركة بين التجار والفلاحين توثق في المحاكم الشرعية. وكان الصيارفة في
كل ناحية يعملون لحساب هؤلاء التجار لتأمين حقوقهم لدي الفلاحين، ولهذا
كان التجار يضمنون الصيارفة عند تعيينهم لدى السلطات ، ولا سيما في
المناطق التي كانوا يتعاملون فيها مع الفلاحين ، وكان التجار يقرضون
الفلاحين الأموال قبل جني المحاصيل مقابل إحتكارهم لشراء محاصيلهم ، وكان
الفلاحون يسددون ديونهم من هذه المحاصيل ، وكان التجار ليس لهم حق ممارسة
التجارة إلا بإذن من الحكومة للحصول على حق هذا الإمتياز لمدة عام ، يسدد
عنه الأموال التي تقدرها السلطات وتدفع مقدماً ، لهذا كانت الدولة تحتكر
التجارة بشرائها المحاصيل من الفلاجين أو بإعطاء الإمتيازات للتجار ، وكان
مشايخ أي ناحبة متعهدين بتوريد الغلال والحبوب كالسمن والزيوت والعسل
والزبد لشون الحكومة لتصديرها أو إمداد القاهره والاسكندرية بها أو
توريدها للجيش المصري ، ولهذا كان الفلاحون سجناء قراهم لايغادرونها أو
يسافرون إلا بإذن كتابي من الحكومة ، وكان الفلاحون يهربون من السخرة في
مشروعات محمد علي أو من الضرائب المجحفة أو من الجهادية ، وكان من بين
الفارين المشايخ بالقري لأنهم كانوا غير قادرين على تسديد مديونية الحكومة
. ورغم وعود محمد علي إلا أن الآلاف فروا للقري المجاورة أو لاذوا لدى
العربان البدو أو بالمدن الكبرى ، وهذا ماجعل محمد علي يصدر مرسوماً جاء
فيه "بأن علي المتسحبين (الفارين أو المتسربين) العودة لقراهم في شهر
رمضان 1251 هـ - 1835 وإلا أعدموا بعدها بالصلب كل علي باب داره أو دواره"
، وفي سنة 1845 أصدر ديوان المالية لائحة الأنفار المتسحبين ، هددت فيها
مشايخ البلاد بالقري لتهاونهم وأمرت جهات الضبطية بضبطهم ومن يتقاعس عن
ضبطهم سيعاقب عقابا جسيما .

وتبني محمد علي السياسة التصنيعية لكثير من الصناعات ، فقد أقام مصانع
للنسيج ومعاصر الزيوت ومصانع الحصير ، وكانت هذه الصناعة منتشرة في القرى
إلا أن محمد علي إحتكرها وقضي على هذه الصناعات الصغيرة ضمن سياسة
الإحتكار وقتها ، وأصبح العمال يعملون في مصانع الباشا ، لكن الحكومة كانت
تشتري غزل الكتان من الأهالي ، وكانت هذه المصانع الجديدة يتولى إدارتها
يهود وأقباط وأرمن ، ثم لجأ محمد علي لإعطاء حق امتياز إدارة هذه المصانع
للشوام ، لكن كانت المنسوجات تباع في وكالاته ( كالقطاع العام حاليا ) ،
وكان الفلاحون يعملون عنوة وبالسخرة في هذه المصانع ، فكانوا يفرون وبقبض
عليهم الشرطة ويعيدونهم للمصانع ثانية ، وكانوا يحجزونهم في سجون داخل
المصانع حتي لايفروا ، وكانت أجورهم متدنية للغاية وتخصم منها الضرائب ،
كما كانت تجند الفتيات ليعملن في هذه المصانع وكن يهربن أيضا .


محمد على باشا الكبير Mohamedali14
وكانت السياسة العامة لحكومة محمد علي تطبيق سياسة الإحتكار وكان على
الفلاحين تقديم محاصيلهم ومصنوعاتهم بالكامل لشون الحكومة بكل ناحية
وبالأسعار التي تحددها الحكومة ، وكل شونه كان لها ناظر وصراف و قباني
ليزن القطن وكيال ليكيل القمح ، وكانت تنقل هذه المحاصيل لمينائي
الإسكندرية وبولاق بالقاهرة ، وكانت الجمال تحملها من الشون للموردات
بالنيل لتحملها المراكب لبولاق حيث كانت تنقل لمخازن الجهادية أو
للإسكندرية لتصديرها للخارج ، وكان يترك جزء منها للتجار والمتسببين
(البائعين ) بقدر حاجاتهم ، وكانت نظارة الجهادية تحدد حصتها من العدس
والفريك والوقود والسمن والزيوت لزوم العساكر في مصر والشام وأفريقيا
وكانت توضع بالمخازن بالقلعة ، وكان مخزنجية الشون الجهادية يرسلون الزيت
والسمن في بلاليص والقمح في أجولة .

وكان ضمن سياسته لاحتكار الزراعة تحديد نوع زراعة المحاصيل والأقاليم التي
تزرعها ، وكان قد جلب زراعة القطن والسمسم ، كما كان يحدد أسعار شراء
المحاصيل التي كان ملتزما بها الفلاحون ، وكان التجار ملتزمين أيضا بأسعار
بيعها ، ومن كان يخالف التسعيرة يسجن مؤبد أو يعدم ، وكان قد أرسل لحكام
الأقاليم أمراً جاء فيه "من الآن فصاعدا من تجاسر علي زيادة الأسعارعليكم
حالا تربطوه وترسلوه لنا لأجل مجازاته بالإعدام لعدم تعطيل أسباب عباد
الله" ، وكانت الدولة تختم الأقمشة حتي لايقوم آخرون بنسجها سراً ، وكان
البصاصون يجوبون الأسواق للتفتيش وضبط المخالفين ، وكان محمد علي يتلاعب
في الغلال وكان يصدرها لأوربا لتحقيق دخلاً أعلى ، وكان يخفض كمياتها في
مصر والآستانة رغم الحظر الذي فرضه عليه السلطان بعدم خروج الغلال خارج
الإمبراطورية .

القناطر الخيرية فى عهد محمد على :

كانت أراضى الوجه البحرى إلى أوائل القرن التاسع عشر تروى بطريق الحياض
كرى الوجه القبلى ، فلا يزرع فيها إلا الشتوى ، ولا يزرع الصيفى إلا على
شواطئ النيل أو الترع القليلة المشتقة منه ، وقد أخذ محمد على فى تغيير
هذا النظام تدريجاً ، إذ أخذ فى شق الترع وتطهيرها وإقامة الجسور على شاطئ
النيل ليضمن توفير مباه الرى فى معظم السنة ، وصارت الترع تروى الأراضى فى
غير أوقات الفيضان جهد المستطاع ، ولاسيما بعد إقامة القناطر عليها ، وقد
توج محمد على أعمال الرى التى أقامها بإنشاء "القناطر الخيرية" واسمها
يغنى غن التعريف ، فإنها قوام نظام الرى الصيفى فى الوجه البحرى ، وهى وإن
كانت آخر أعماله فى الرى إلا أنها أعظمها نفعاً وأجلها شأناً وأبقاها على
الدهر أثراً ، وقد فكر فيها بعد ما شاهد بنفسه فوائد القناطر التى أنشأها
على الترع المصرية العديدة ، ورأى أن كميات عظيمة من مياه الفيضان تضيع
هدراً فى البحر ، ثم تفتقر الأراضى إلى مياه الرى أن كميات عظيمة من خلال
السنة فلا تجد كفايتها منها ، فاعتزم ضبط مياه النيل للانتفاع بها زمن
التحاريق ولإحياء الزراعة الصيفية فى الدلتا ، وذلك بإنشاء قناطر كبرى فى
نقطة انفراج فرعى النيل المعروفة ببطن البقرة .

عهد محمد على بدراسة هذا المشروع إلى جماعة من كبار المهندسين ، منهم
المسيولينان دى بلفون ( لينان باشا) كبير مهندسيه ، فوضع له تصميماً وشرع
فى العمل وفقاً لهذا التصميم سنة 1834 ثم ترك لوقت آخر ، وعندما اعتزم
محمد على استئناف العمل استرشد بمهندس فرنسى آخر وهو المسيو موجيل بك
Mougel إذ أعجبته منه مقدرته الهندسية فى إنشاء حوض السفن بميناء
الاسكندرية ، فعهد إليه وضع تصميم إقامة القناطر الخيرية ، فقدم مشروعاً
يختلف عن تصميم المسيو لينان .

فالمسيولينان كان يرى إنشاء القناطر على الأرض اليابسة بعيداً عن المجرى
الأصلى للفرعين، واختار لذلك قطعتين بين متلوين من متلويات فرعى النيل حتى
إذا تم إنشاؤها حول الفرعين إليها بحفر مجريين جديدين ،ولكن مشروع موجيل
بك بقتضى إقامة القناطر مباشرة فى حوض النهر .

ويتألف المشروع من قنطرتين كبيرتين على فرعى النيل يوصل بينهما برصف كبير
، وشق ترع ثلاث كبرى تتفرع عن النيل فيما وراء القناطر لتغذية الدلتا ،
وهى الرياحات الثلاثة المعروفة برياح المنوفية ورياح البحيرة ورياح
الشرقية الذى عرف بالتوفيقى لأنه أنشئ فى عهد الخديو توفيق باشا .

وقد شرع فى العمل على قاعدة تصميم موجيل بك وبمعاونة مصطفى بهجت ( باشا )
ومظهر (باشا) المهندسين الكبيرين المتخرجين من البعثات العلمية .

ووضع محمد على باشا الحجر الأساسى للقناطر الخيرية فى احتفال فخم يوم
الجمعة 23 ربيع الثانى سنة 1263 ( سنة 1847) ، وكانت مدة حكمه إلى ذلك
العهد 43 سنة ، ولكن العمل كان قد بدأ قبل ذلك ، واستمر العمل لإنفاذ
المشروع ، ثم اعتراه البطءوالتراخى لما أصاب همة الحكومة من الفتور فى
أخريات أيام محمد على ، ثم توقف العمل بعد وفاته أثناء ولاية عباس الأول
بحجة أن حالة الخزانة لا تسمح ببذل النفقات الطائلة التى يتكفلها إنفاذ
المشروع ، وقد تم بناء القناطر وأنشئ رياح المنوفية فى عهد سعيد باشا .

بعض انجازات محمد على باشا فى مختلف المجالات فى مصر :

انشاء مدارس وتعليم ابناء البلد المصريين .

انشاء المدارس العليا التى تساوى الجامعات كمدرسة المهندسخانه ومدرسة الطب .

انشاء جيش كان اقوى من جيش الدولة العثمانية كلها مما اغضب اروبا واقلقها
منه واتفقت على تحجيمه بمعاهدة لندن التى حدت من نفوذ مصر الى داخل حدودها
و هذا الجيش الذى هزم اسطول الامبراطورية العثمانية كلها وكان على ابواب
الاستانه ولو اتفاق اوربا مع رجل اروربا العجوز لعادت الخلافة الاسلامية
اقوى خلافه واصبح عصره عصرا ذهبيا ومع العلم كان الجيش من المصريين .

اعاد توزيع الارض بواقع خمسة افندنه للفلاح فيما يعرف باكبر اصلاح رزاعى
شهده العالم ومع تمليك المصريين واعطاهم الصلاحيات لامتلاك المزيد .

اعاد الاهتمام بالنيل ورمم مقياس النيل وحفر القنوات مثل الابراهيمية وبحر يوسف .

زادت الرقعه الزراعية الى ملايين الافندنه بفضل سياسته الاصلاحية وانشاء القناطر الخيرية التى احيات الدلتا بعد ان سارت خرائب .

اعاد التقسيم الادارى لمصر واهتم بتقسيم الصعيد الى مديرات واعاد الحياة له .

انشاء الوزرات والدواوين .

تخلص من المماليك الذين اصبحوا عبأ على الدولة .

اعاد فتح السودان وضمة الى مصر وانشا الخرطوم مع العلم اخى الفاضل ان
السودان اكبر بلد عربى حاليا وحاول اكتشاف منابع النيل واستثمار خيرات
السودان .

من عبقريته استيراد انواع غير مالوفه من الزراعات مثل القطن وزرعه بمصر
والسودان وهو عماد الاقتصاد المصرى الذى يعرف باسم القطن المصرى .

ارسال البعثات الى الخارج و الاهتمام بالترجمه والتى توقفت منذ عهد العباسيين .

محبتة لعلماء الازهر ورعايته لعلماء الدين .

احضر المطبعه وانشا اول جريده باللغه العربيه الوقائع المصريه والاهرام .

كانت مصر ملاذ الهاربون من طغيان العثمانين .

انشاء المستشفيات وعالج الامراض وردم المستقعات .




عزله ووفاته :


محمد على باشا الكبير Order4

عزله أبناؤه في سبتمبر عام 1848 لأنه قد أصيب بالخرف. ومات بالإسكندرية في أغسطس 1849 ودفن بجامعه بالقلعة بالقاهرة .




قصر محمد على :


محمد على باشا الكبير 5355
نشرت جريدة الأهرام القاهرية بتاريخ 12/7/2005 م عن أعادة أفتتاح قصر محمد
على ، فى ‏9‏ يوليو‏1805‏ أمر محمد على ببناء قصراً على النظام التركى
بشبرا من قصور الحدائق التي شاعت في تركيا وظل هذا القصر قائما حتى الآن
بالرغم من مرور ‏200‏ سنة على بناءه وقد اتخذه محمد على مقرا لإقامته بعد
ثلاث سنوات من توليه الحكم وقام الرئيس حسني مبارك بإفتتاحه خلال أيام بعد
انتهاء وزارة الثقافة من أعمال ترميمه المعماري الدقيق بتكلفة ‏50‏ مليون
جنيه‏ ، جوهر تصميم القصر حديقة ضخمة تضم مباني بطرز مختلفة يطلق عليها
أكشاك أو سرايات‏ .‏



وكانت أولي المنشآت التى أقيمت هى سراي الإقامة ‏1808م وقد أزيلت لشق طريق
زراعي ،‏ وسراي الساقية ‏1811م ، وسراي الفسقية‏1821م ،‏ وسراي الجبلاية
1836م ، وسراي الفسقية التي ستتم فيها الاحتفالات الرسمية الكبري ،‏ وقد
تم إنشاء مهبط للطائرات خارجها‏ ،‏ وتتكون من مبني مستطيل ‏76‏ مترا ونصف
المتر في‏88‏ مترا ونصف المتر ، أما التصميم الداخلي للسراي ففريد من نوعه
،‏ حيث يعتمد علي كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير‏مساحته 61‏ مترا في
‏45‏ مترا ونصف المتر ،‏ وبعمق ‏2,5‏ متر ،‏ مبطن بالرخام المرمر الأبيض
‏، كما يتوسط الحوض نافورة كبيرة تحمل علي تماثيل لتماسيح ضخمة يخرج الماء
من أفواهها‏ ، وفي أركان الحوض أربع نافورات ركنية ‏،‏ ويلتف حول حوض
الفسقية رواق يطل علي الحوض ببواكي من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود‏
رخامى ، وتتوسط أضلاع الرواق جواسق تبرز واجهتها داخل حوض الفسقية‏ ،‏
ويغطي الجواسق قباب زينت بموضوعات تصويرية وزخرفية متعددة ‏.

وقال فاروق حسني وزير الثقافة ان القصر سيتم تحويله إلي متحف وقصر لاستقبالات الدولة الكبري .

وكانت الثورة قد حولت هذا الأثر الفريد إلى كلية الزراعه ومعهد كانت مرحلة
فك الاشتباك بين مباني القصر، ومباني كلية الزراعة ، ومعهد التعاون
الزراعي ، وهو ما استلزم انعقاد عشرات اللجان للتفاوض حول ازالة حوالي
خمسين مبني تابعا للمعهد والكلية عبارة عن مزارع دواجن وارانب ، ومبان
دراسية وصوبات ، بل وحظائر لتربية العجول ، ومما هو جدير بالذكر أن مبانى
جامعة عين شمس أصلاً كلنت قصراً من قصور الملكية ، وقد صرفت حكومة مصر 50
مليون جنيه لإرجاع القصر إلى رونقة حتى يكون أثراً يستحق موجودا من ضمن
خريطة آثار مصر السياحية زيارة السياح ويدر دخلاً لمصر .

وبالعودة إلى عصر محمد على فإن التنظيم العمرانى فى مصر بدأ منذ تولى محمد
على حكم مصر وتم عبر مرحلتين ، الاولى عرفت باسم مشروع الاحياء وتضمنت ردم
البرك والمستنقعات وشق طرق جديدة لتسهيل حركة المواصلات داخل المدينة
وزيادة الامتداد العمرانى شمالا ومن ناحية منطقة شبرا ، فضلا عن انشاء
احياء باب اللوق والحلمية ، بالاضافة الى إزالة السدود الترابية التى كانت
تقام على النيل لمنع الفيضان ، مثل تل العقارب الذى ازيل واقيم مكانه حى
جاردن سيتى الحالى .

وكان المشروع الثانى طموحا وسمى بمشروع باريس الشرق الذى طبق فيه الفكر
الذى اتبع فى تصميم مدينة باريس فانشىء حى الاسماعيلية ميدان التحرير
حاليا ولكن تأخر تنفيذه الى فترة عهد الخديو اسماعيل .

وقد بدأ محمد على بناء قصره فى شهر ذي الحجة سنة 1223هـ وأشرف على الانشاء
مشيد عمائره ذو الفقار كتخدا على طراز معمارى لم تألفه مصر من قبل ،
وساعدت المساحة الشاسعة للموقع الجديد على اختيار طراز معمارى من تركيا ،
هو طراز قصور الحدائق والذى شاع وقتها هناك على شواطئ البوسفور والدردنيل
وبحر مرمرة والذى يعتمد على الحديقة الشاسعة المحاطة بسور ضخم تتخلله
أبواب قليلة العدد ، وتتناثر بها عدة مبان ، كل منها يحمل صفات معمارية
خاصة ويطلق عليها اسم اكشاك او سرايات .

وكان أول منشآت هذا القصر هو سراى الاقامة وكان موضعها وسط طريق الكورنيش
الحالي ، وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفى دواوين القصر والحراسة ،
اضافة الى مرسى للمراكب على النيل ، الا ان هذا القصر ازيل فى عهد الملك
فاروق الأول عندما تم شق الطريق الزراعى ، وفى عام 1821 اضيفت الى حديقة
القصر سراى الفسقية التي مازالت باقية حتي الآن ، ووضع تصميمها مسيو
دروفتى قنصل فرنسا فى مصر وقتها وقام بتنفيذها المهندس الفرنسى باسكال
كوسيف وبعد ذلك بسنوات اضيفت الى حديقة القصر سراى الجبلاية

وكانت شبرا فى ذلك الوقت مجرد قرية زراعية من قرى الريف المصرى ، تقع فى
الضاحية الشمالية للقاهرة القديمة ، وهى الان تقع فى نطاق القاهرة الكبرى
وتمتد من قليوب شمالا وحتى جنوب مدينة الجيزة ، والاسم الاصلى لها هو شبرو
كما ذكر المقدسى واوردها الادريسى باسم شبره واوردها بن وقمان ، وابن
الجيعان بأسم شبرا الخيمة وشبرا الشهيد وفى كتب أخرى باسم شبرا القاهرة .

وقد حظيت منطقة شبرا بعناية محمد على منذ توليه حكم مصر سنة 1805 وشرع فى
بناء قصره فى هذه الجهة التى كانت تمتد من ساحل النيل غربا وحتى ما كان
يعرف ببركة الحاج شرقا وعقب بناء القصر تم تعميرها بانشاء المبانى الفخمة
والمتنزهات بالاضافة الى تمهيد الطريق من القاهرة الى شبرا وزرعت علي
جانبيه الاشجار وسمى وقتها باسم جسر شبرا
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفرعون تحتمس

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الفرعون تحتمس



الـبلد : محمد على باشا الكبير 01210
التسجيل : 25/11/2011
عدد المساهمات : 316
معدل النشاط : 220
التقييم : 13
الدبـــابة : محمد على باشا الكبير Unknow11
الطـــائرة : محمد على باشا الكبير Unknow11
المروحية : محمد على باشا الكبير Unknow11

محمد على باشا الكبير Empty10

محمد على باشا الكبير Empty

مُساهمةموضوع: رد: محمد على باشا الكبير   محمد على باشا الكبير Icon_m10الأحد 11 ديسمبر 2011 - 13:52

يقترن اسم محمد
على باشا بنهضة عظيمة للجيش المصرى ، اخذ فيها بأسباب التقدم والارتقاء
حتى طالت شهرته الافاق ، وافضت انتصاراته الباهرة المتوالية مضاجع الدول
العظمى ، فحسبت لمصر الف حساب ، واخذت تنظر اليها نظرة ملؤها الرهبة
والاحترام ، وراحت تخطب ودها وصداقتها ، ثم ناصبتها العداوة حينما خشيت
على كيانها .

ولقد ادرك محمد على باشا بثاقب فكرة ، وسديد نظرته للامور ، ان بالجيش
تعلو الامم وترقى ، وبه تستطيع ان تشق الطريق فى خضم الحياة ، مرفوعة
الرأس ، موفورة الكرامة ، عزيزة الجانب ، لأن النفس العالية تخضع منطق
القوة اكثر مما تخضع لقواعد العدل والانصاف .

كانت نهضة الجيش شاملة لكل فروعه فى البر والبحر ، بل كانت انقلابا هائلا نقله من حال الى حال .





كيف انشأ محمد على باشا الجيش المصرى ؟


محمد على باشا الكبير Wol_error This image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 696x713 and weights 89KB.محمد على باشا الكبير Conscription

هناك اسئلة فى غاية الاهمية وهى :

كيف تيسر لمحمد على ان ينفذ هذا البرنامج الضخم للتسليح من غير ان يقترض
قرشا واحدا من الخارج معتمدا على مرافق البلاد الاقتصادية دون سواها ؟ .

وكيف اتيح لهذا البطل العظيم ان يفعل كل مافعل ، وماهى الاسباب التى اختارها لبلوغ امانيه وتحقيق رغباته ؟ .

وكيف استطاع ان يفعل كل هذا بعد ان كانت مصر غارقة فى بحر من الفوضى ،
وكان الفقر ضاربا اطنابه فيها ، وعدد سكانها قليل ، وكانت ايرادات الدولة
فى عام 1830 حوالى 2.466.470 جنيها ، وفى عام 1833 بلغت 2.525.275 جنيها ،
ووصلت فى عام 1838 الى مبلغ 2.725.794 جنيها ؟ .

وقبل الاجابة على هذا السؤال الهام يجدر بنا ان نقف برهة اجلالا لعبقرية محمد على التى صنعت هذه المعجزة التاريخية .

ادرك محمد على ان ثروة البلاد والمحافظة على كيانها المالى من اكبر دعائم
الاستقلال ، لأن العمران مادة التقدم ، والثروة الاهلية قوام الاستقلال
المالى ، ولايتحقق الاستقلال السياسى مالم يدعمه الاستقلال المالى
والاقتصادى ، لذلك كان اول ماهدف اليه فى سياسته اصلاح حالة البلاد
الاقتصادية ، وانشاء اعمال العمران لتنمو ثروتها القومية ، وتتوافر
الاموال اللازمة للتسليح وانشاء المصانع وغيرها .

وقد تولى محمد على بنفسه تنفيذ هذه السياسة الحكيمة ، بعزيمة حديدية ،
وبذل فى ذلك جهودا جبارة حتى خلف اعمالا ومنشئات يزدان بها تاريخه ، فشملت
البلاد موجة من النهوض الزراعى كفلت لها الرخاء والموال الطائلة التى امكن
بفضلها الاحتفاظ بقوات عسكرية كبيرة .

محمد على باشا الكبير Conscription-gerome

ويكفينا ان نمر فى عجالة قصيرة على مانشىء فى عهد محمد على من ترع وجسور
وقناطر اهمها القناطر الخيرية ، وتوسيع نطاق الزراعة والانقلاب فى زراعة
القطن الذى يعتبر عماد الثروة فى مصر ، وزراعة الزيتون والنيلة والخشخاش ،
وكذلك انشاء مصانع الغزل والنسج والجوخ والحرير والصوف والكتان والحبال
والطرابيش ، ومعامل سبك الحديد والالواح النحاسية ، والسكر والصابون ،
لندرك مدى ماكانت عليه سياسة مصر العسكرية من سعة افاق اهدافها التى كانت
ترمى الى جعلها دولة صناعية زراعية نامية الثروة زاهية العمران زاخرى
القوى العسكرية ، يمكنها ان تحقق مبدأ الكفاية الذاتية لقواتها لتصون
استقلالها .

وليس ادل على ماجنته مصر من ثروة ورخاء بفضل هذه السياسة الحكيمة من قول
محمد محمد على للقنصل الفرنسى " ميمو " عندما انذره بتدخل اوربا :

( وتخطىء اوربا خطأ اخر بأعتقادها انى فى حاجة الى مال ، واكبر دليل على
عدم صحة هذا الاعتقاد اننى لا ابيع محصول القطن ، مع انه من اهم موارد مصر
، وجنودى يقبضون مرتباتهم بأنتظام ، وانى لااعقد قرضا ما فى بلاد ما ،
ولست مدينا لأحد بشئ ) .

السنا نلمس بوضوح وجلاء عبقرية محمد على الفذة ، التى اضحى الجيش المصرى
بفضلها اكبر دعامة لأستقلال البلاد ؟ ، وانه ليكفينا ان نعلم ان تعداد
الجيش فى عام 1831 بلغ 70.000 مقاتل ، ثم بلغ فى عام 1833 حوالى 194.032
مقاتل بينهم 25.143 من البحارة وعمال الترسانات البحرية ، وفى عام 1839
زاد الى 235.880 مقاتل .

محمد على باشا الكبير Mouhamedali1


الجيش قبل محمد على :

الان لنعد الى الوراء لنرى حالة القوات العسكرية قبل محمد على ...

كانت مؤلفة من عناصر تميل بطبيعتها الى الشغب والفوضى ، فمعظمها من
الاكراد والالبان والشراكسة الذين يطلق عليها لفظة ( باشبوزق ) اى الجنود
غير النظاميين ، ولم تكن لمثل تلك المجموعة المختلطة من الاجناس الغربية
عن مصر الشعور القومى الذى يشعر به ابناء البلاد ، وكان تنظيم هذه القوات
خاضعا للانقلابات السياسية التى املتها الثورات فى الولايات العثمانية
والمعارك والاختلافات التى الفتها حياة المماليك اثناء القرن الثامن عشر .


ويضاف الى تلك القوات جماعات من الاعراب الذين كانوا يهددون الامن فى بعض
الاقاليم ، ولم تكن هذه القوات فى مجموعها خاضعة لنظام عام او تدريب ثابت
منسق ، وانما كانت اعمالها عبارة عن حرب عصابات وحرم كر وفر .

خلق الجيش الحديث :

رأى محمد على ان هذا الجيش لايعتمد عليه فى تحقيق مشروعاته العظيمه لتأسيس
ملكه الجديد ، فبذل جهده فى انشاء جيش من الفلاحين ابناء البلد ، وقد
اتيحت لمحمد على الفرصه ليشهد الجيوش الاجنبية فى قتالها ، فقاتل
الفرنسيين فى معركة الرحمانية ، واستطاع ان يشهد نظامها الحديث ،
وتكتيكاتها وقارن بين هذا وبين الحالة التى عليها الجيش ، فصمم على ان
يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكرى الحديث متى سمحت
الفرصة لذلك ، وقد كان يعلم تماما صعوبة هذه المهمة لتغلغل الروح الرجعية
فى الاهالى ورفضهم لكل جديد وخصوصا اذا جاء على يد الاجانب ، اضف الى ذلك
ان حالة اهل مصر كانت تدب فيها الفوضى والاهمال منذ عهد طويل تحت حكم
الاتراك والمماليك ، ولذلك لم ير من الحكمة التعجل فى تنفيذ مشروعة .

مدرسة اسوان الحربية :


بعد عام 1815 كانت حروب نابليون قد انتهت وسرحت جيوشة ، واصبح كثيرون من
ضباطه بلا عمل ، فأستقدم محمد على منهم كثيرين واشهرهم " سيف " الذى اصبح
فيما بعد " سليمان باشا الفرنساوى " .

اخذ سيف على عاتقه انشاء جيش مصرى حديث ، فأستصدر امرا من محمد على باشا
فى 8 اغسطس سنة 1821 بأنشاء مدرسة اسوان الحربية ، بدأ فيها بتعليم العدد
الضرورى لتولى مهمة مهمة ضباط الجيش ، وجمع له محمد على لهذا الغرض الفا
من المماليك الشبان الذين تألفت منهم نواة الجيش المصرى ، وكان برنامج
التعليم الموضوع يستغرق ثلاث سنوات تقريبا ، وليس ادل على اهتمام محمد على
بأمر هذه المدرسة وعلى مقدار ماكان يعلقه عليها من امال من هذه الرسالة
التى وجهها فى 12 محرم سنة 1238 هـ ( 29 سبتمبر 1822 ) الى نواة ضباط جيشه
الجديد بأسوان والتى تنبئ عما فى مكنون نفسه للنهوض بدولته الجديدة .

( اليكم يامفاخر الاماثل والاقران بكباشية جنودنا الجاهدية المقيمين فى
اسوان وضباطهم من رتبة الصاغ قول اغاسى واليوزباشى والملازمين وحاملى
الاعلام والضباط الاخرين : نبلغكم ان سلك الجهادية الشريف هو اعز المسالك
واكرمها من الوجهتين الدينية والشعبية ، وان الشئون الحربية هى اهم الشئون
والمصالح بالنسبة للحكومة والوطن ، وقد اثنى الله سبحانه وتعالى احسن
الثناء على من سلكوا هذا المسلك القويم ، لقد واتاكم السعد ونالكم الخظ
الاوفر وامدكم التوفيق الازلى ، فجاء كل منكم واصبح مظهرا للعطف والعناية
، ومصدرا للشرف والسعادة كل على قدرها ، وتراعوا حقوقها ، لهذا التقدير
وهذه المراعاة لايكونان مرة اخرى الا اذا تركتم عاداتكم التى كنتم مطبوعين
عليها ونبذتموها ظهريا ، وتشبثتم بقواعد المسلك الجديد والحمد لله ، فكل
منكم محترم الجانب مرعى الخاطر ، وكل قوانينكم ونظمكم موافقة ، فأرجعوا
الى انفسكم ، واقرأوا ضمائركم واعملوا بمقتضى الرجولة ، وليقم كل منكم بذل
همته فى امور تعليم وتدريب الموجودين فى اورطتكم ، ولايهملن فى ذلك ،
وليسع الى ان يكون كل شىء منظما احسن نظام وفقا لقوانينكم وقواعدكم
المقررة ، اما ناظركم محمد بك فهو رجلى الامين الوفى ، وهو ناظركم الرؤف
بكم كأنه ابوكم ، فرضاؤه رضائى وارادته ارادتى ، فلا تخرجوا عن رأيه
ولاتنحرفوا عن طاعته ولاتحيدوا عن ادراته بأى حال من الاحوال .... الخ ) .


وقد ضرب محمد على مثلا عاليا اذ الحق ابنه ابراهيم بهذه المدرسة ليتعلم
كواحد من طلبتها ، وكان هذا من اكبر عوامل نجاح المشروع ، ولايفوتنا ان
نذكر ان هناك حادثة صغيرة كان فيها ابراهيم مثلا للطاعة والنظام ، فقد
اتفق ان ( سيف ) كان يمر ذات يوم هو ومن معه من الضباط فأتخذ ابراهيم
موقفه فى اول الصف مع انه كان اقصرهم قامة ، فأمسك سيف يده وارجعه الى اخر
الصف الذى يتفق مع قامته ، فأمتثل ابراهيم ولم يعترض ، فضرب بذلك مثلا فى
تقبل الروح العسكرية الحديثة .

وقد نقلت هذه المدرسة من اسوان الى اسنا ثم الى اخميم ثم الى بنى عدى ثم
الى اثر النبى ، واستدعى محمد على باشا نخبة من الضباط الفرنسيين ، منهم
الجنرال بواييه والكولونيل جودان ، وكان لهم اثر واضح فى التدريب الحديث
على نمط الجيش الفرنسى فى اداء الحركات والسير والمناورات فيما عدا النداء
فكان يصدر باللغة التركية ، وطبقت على الجيش المصرى قوانين الجيش الفرنسى
بعد ترجمة القوانين العسكرية الى التركية للعمل بموادها .

التجنيد :

كانت حركة التجنيد قائمه على قدم وساق فى جميع انحاء البلاد ، ولم يأت عام
1823 حتى تألفت الاورط الست الاولى فى الجيش المصرى ، وعين الالف ضابط
الذين تم تدريبهم بمدرسة اسوان الحربية ضباطا فى هذه الاورط .

استمرت سياسة التجنيد والتعليم فى تزايد واتساع حتى وجد فى معسكر بنى عدى
فى يوم من الايام المجيدة ثلاثون اورطة بكل واحدة منها 800 جندى .

وقد برهن الجنود المصريون فى جميع المعارك الاولى التى اشتركوا فيها على
انهم مقاتلون اكفاء من الطراز الاول ، وابدوا من البسالة والاقدام والصبر
ماكان حديث المؤرخين ، وشهد به الاجانب والقناصل .

وقد اراد محمد على باشا ان يعرب عن تقديره لهم فأنعم بالميداليات الذهبية
والفضية على كثير من جنود الالاى الثانى بعد عودته من حرب الحجاز فى
اكتوبر 1826 تشجيعا لهم وتقديرا لبسالتهم ، وامر بأن يقيم الالاى فى
القاهره ليكون حامية لها .

المعاهد العسكرية :

رأى محمد على باشا ان ينظم التعليم العسكرى فى مصر ، فأمر بتأليف مجلس
يشرف على شئون التعليم والتدريب وسماه ( قومسيون المدارس العسكرية ) وكان
يتألف من ناظر الجهادية رئيسا وعضوية قادة الالايات وغيرهم .

مدرسة قصر العينى :

ووجه محمد على باشا نظره الى ناحية الاعداد والتجهيز ، فأنشأ مدرسة قصر
العينى سنة 1825 ، وكان عدد تلاميذ هذه المدرسة يتراوح بين الخمسمائه
والستمائه من ابناء الاتراك والمصريين ، وتتفاوت اعمارهم بين الثانية عشر
والسادسة عشر ، وكانت هذه المدرسة تقوم بمرحلة التعليم الاعداى ، يتلقى
فيها الطلبة اللغات العربية والتركية والايطالية والرسم والحساب والهندسة
، وبعد اتمام الدراسة فيها يوزع الخريجون على مختلف مدارس الجيش العالية
التى سيأتى الحديث عنها ، وقد توسع محمد على فى هذه المدارس وزاد عدد
طلبتها لأجابة طالب الجيش حتى بلغ عدد تلاميذها فى عام 1834 الف ومائتين .

مدرسة البيادة بالخنقاه :

علاوة على مدرسة اسوان الحربية السابق ذكرها ، انشأ محمد على فى عام 1832
فى الخانقاه هذه المدرسة ، وذلك تبعا لمقتضيات التوسع فى الجيش ، وانتقلت
بعد سنتين الى دمياط ، وكان عدد طلبتها 400 من المصريين يمكثون فيها ثلاث
سنوات ، ويتعلمون فيها التمرينات والادارة العسكرية واللغات العربية
والتركية والفارسية والطبوغرافيا ورسم الخطط والاسلحة والشئون الادارية
والرسم والهندسة والرياضة البدينة ، وقد عهد بأدارتها الى الضابط (
يولونينو ) من ضباط نابليون ، ثم تولى ادارتها بعده يوسف اغا .

مدرسة اركان الحرب :

انشئت هذه المدرسة فى 15 اكتوبر 1825 للدراسات العليا بقرية جهاد اباد
بقرب الخانقاه بمشورة عثمان نور الدين افندى ، وقام على تأسيسها الكابتن (
جول بلانا ) الفرنسى ، واقيم للمدرسة بناء جميل ومنازل على النمط الحديث ،
وكانت نواتها الاولى 18 ضابطا ، وكان بها بعض المدرسين الاجانب ، وكانت
مدة الدراسة ثلاث سنوات ، ويعين خريجوها اركان حرب فى الوحدات الفنية فى
الجيش .

مدرسة المدفعية بطره :


تأسست عام 1831 وانتخب لها 300 من خريجى مدرسة قصر العينى التجهيزية
لدراسة فن المدفعية والتدريب على مختلف انواع مدافع الميدان والهاون ،
وكانت المواد التى تدرس فى المدرسة هى الرياضيات والكيمياء والرسم
والاستحكامات ولغة اجنبية واللغة العربية والتركية علاوة على فن المدفعية
والمساحة .

وقد وزع خريجوا هذه المدرسة على وحدات المدفعية بالجيش وخصص بعضهم للعمل بمدفعية الاسطول .

مدرسة السوارى بالجيزة :

انشئت فى الجيزة عام 1831 وعهد بها الى المسيو ( فاران ) الذى كان ضابط
اركان حرب المارشال ( جوفيون سان سير ) وكان عدد طلبتها 200 من خريجى
المدرسة التجهيزية وغيرهم ، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات او اربع ، يتلقى
فيها الطلبة فنون الفروسية وركوب الخيل واللغات علاوة على باقى العلوم
العسكرية المتقدمة ، وكان لهم مدرب المانى اسمه ( الهر . م . بير )
لتدريبهم على فنون الفروسية .

مدرسة الطب والمستشفى العسكرى :

شيدت بين الخانقاه وابى زعبل ، وعهد بشئونها الى الدكتور ( كلوت بك ) رئيس
اطباء الجيش ، والتحق بها 140 طالبا يدرسون الطب ، وخمسون لدراسة فن
الصيدلة ، وكان بالمستشفى 730 سريرا للمرضى من رجال الجيش ، وانشئ مجلس
صحى للاشراف على الصحة العامة ، واختيار الاطباء والصيادلة للجيش بعد
امتحانهم .

مدرسة الطب البيطرى :

شيدت بجوار المستشفى العسكرى لدراسة الطب البيطرى عام 1837 ، والحق بها
120 طالبا ، وقد تولى ادارتها مصريون بعد المسيو ( هامون ) وحتى عام 1849
، ونقلت هذه المدرسة فيما بعد الى شبرا .

مدرسة الهندسة العسكرية :

انشئت فى عام 1844 فى بولاق ، وكان طلبتها يتخصصون فى اعمال هندسة الترع والالغام والكبارى والطرق والاستحكامات .

مدرسة الموسيقى العسكرية :

انشئت فى قرية جهاد اباد ، وكان عدد طلبتها 200 ، ثم نقلت الى الخانقاه ، وانشئت مدرس اخرى للموسيقى فى القلعة واثر النبى .

مدارس الوحدات ... محو الامية :

عنى محمد على بأمر تعليم جنود الجيش ، فألحقت مدارس بوحدا تالجيش المختلفة
والاسطول لتعليم القراءه والكتابة والحساب للجنود ، وكانت الحكومة تشجع
المتفوقين منهم بترقيتهم قبل اقرانهم .

البعوث العسكرية :

وجد محمد على بعد خلق النظام العسكرى الحديث فى مصر وتأسيس هذه المدارس
الحربية والمؤسسات التى لاغنى عنها لجيش وطنى ، انه لايزال فى حاجة ماسة
الى الاجانب الذين استقدمهم لمعاونته فى هذا الشأن ، ولكن نفسه الطموحه
دفعته الى التفكير فى تمصير التعليم فى الجيش المصرى ، فعمل على ايفاد
البعوث من الشبان الذين اهلتهم معاهد العلم فى مصر الى اوربا ليتموا
دراستهم بها ، ويعودوا لتولى المراكز الهامة فى التعليم العسكرى .

الصحافة العسكرية :

عنى محمد على بالصحافة العسكرية والمطبوعات فأنشأ المطبعة الاميرية او
مطبعة صاحب السعاده فى عام 1819 ، وكانت تقوم بطبع مايحتاج اليه الجيش من
الكتب اللازمه للتعليم ونشر ماينبغى نشره من القوانين والتعليمات العسكرية
، ومن اجل هذه المطبعة حاول محمد على ان ينشئ صناعة الورق على ضفاف النيل
كما كان ايام الفراعنة ، واستطاع ان يجعله صناعه وطنية فيما بعد ، وكان
المصنع ( الكاغدخانة ) يخرج بعض اصناف الورق ، وكانت مصر تصدر منه الى
المغرب واليمن والحجاز ، وبجانب مطبعة بولاق كانت للجيش مطابع خاصة واهمها
مطبعة المدفعية بطره ، واخرى لمدرسة الطب فى ابى زعبل وثالثة فى مدرسة
الفرسان بالجيزة ، ومطبعة القلعة الخاصة ( بجرنال الخديوى ) ، ثم اصدر
محمد على الوقائع المصرية فى عام 1829 وكانت توزع على ضباط الجيش .

الصناعات الحربية :

رأى محمد على ان انشاء جيش مصرى حديث لايقام الا بأن يجد كفايته من السلاح
والذخيرة والمعدات فى داخل البلاد ، لأن الاعتماد على جلب العتاد من
الخارج يعرض قوة الدفاع الوطنى للخطر ، ويجعل الجيش والبلاد بأسرها تحت
رحمة الدول الاجنبية التى تتحكم فى تموينه بهذه المستلزمات الضرورية
لكيانه .

لذا هدفت سياسته الى انشاء مصانع الاسلحة فى مصر كى تكون مطالب الجيش منها متوفرة دواما ومناسبه لما يتطلبه التسليح .

ترسانة القلعة :

وكان اول مااتجه اليه التفكير هو انشاء ترسانة القلعة لصناعة الاسلحة وصب
المدافع ، وقد اتسمت ارجاؤها ولاسيما بعد عام 1827 ، وكان اهم مصانع
الترسانه واكثرها عملا هو معمل صب المدافع الذى كان يصنع كل شهر ثلاثة
مدافع ميدان او اربعة من عيار ثمانية ارطال ، وصنعت فيه مدافع الهاون عيار
8 بوصة وعيار 24 بوصة ، وكان يشرف على ادارة هذه الترسانة العظيمه احد
ضباط المدفعية الاكفاء وهو اللواء ابراهيم باشا ادهم ، وقد اشتغل 900 عامل
فى معامل الاسلحة وكانت تنتج فى الشهر الواحد من 600 الى 650 بندقية ،
وكانت البندقية الواحدة تتكلف 12 قرشا .

وفى مصنع اخر كانت تصنع زنادات البنادق وسيوف الفرسان ورماحهم وحمائل
السيوف واللجم والسروج وملحقاتها من صناديق المفرقعات ، ومواسير البنادق ،
ولما زار المارشال ( مارمون ) هذه الترسانة عام 1834 اعجب بنظامها
واعمالها وقال عنها ( ان معامل القلعة تضارع احسن معامل الاسلحة فى فرنسا
من حيث الاحكام والجودة والتدبير ) .

مصنع الاسلحة بالحوض المرصود :

لم يكتف محمد على بمصانع القلعة بل انشأ فى الحوض المرصود عام 1831 معملا
لصنع البنادق بلغ عدد عماله 1200 ، وكان ينتج 900 بندقية فى الشهر الواحد
على الطراز الفرنسى ، وقد انشىء مصنع ثالث للاسلحة فى ضواحى القاهرة ،
وكانت المصانع الثلاثة تصنع فى السنة 36.000 بندقية عدا الطبنجات والسيوف
.

ترسانة السفن الحربية بالاسكندرية :


لم يغفل عاهل مصر عن ضرورة انشاء ترسانة لصنع السفن الحربية ومعدات
الاسطول ، فأنشأ ترسانة بولاق لصنع السفن الكبيرة ، ثم اعقبها دار الصناعة
الكبرى للسفن الحربية بالاسكندرية .

معمل البارود .. الكهرجالات :


اقام محمد على معملا للبارود بطرف جزيرة الروضة بعيدا عن العمران ، وقد
تعددت معامل البارود فى مصر بعد ذلك ، وكان انتاجها عام 1833 كالاتى :

معمل القاهرة 9621 قنطارا
معمل الاشموتين 1533 قنطارا
معمل اهناس 1250 قنطارا
معمل البدرشين 1689 قنطارا
معمل الفيوم 1279 قنطارا
معمل الطرانة 412 قنطارا
مجموع الانتاج 15.784 قنطارا






وقد اعد محمد على باشا مكانا لخزن البارود والقنابل فى سفح المقطم .



صناعات اخرى :

ولكى يمد محمد على باشا الجيش بكل حاجياته ، انشأ مصانع الغزل والنسيج
بالخرنفش عام 1819 وبولاق ، وورش الحدادة المختلفة مصانع الجوخ فى بولاق
للملابس ومصانع الحبال اللازمة للسفن الحربية والتجارية ، ومصنع الطرابيش
بفوه ، ومعمل سبك الحديد ببولاق ، ومصنع الواح النحاس والصابون ودبغ
الجلود برشيد .

خاتمة :


كان الجيش المصرى فى عصر محمد على عماد كل شىء ، فله انشئت مدارس الطب
والهندسة والفنون العسكرية ، ولنهضته قامت صناعة الاسلحة والذخيرة
والملابس ، ولخدمته كان العمل على انهاض الزراعة والعمران ، فأستطاعت مصر
القيام بأعباء الكفاح الحربى ، وحققت مطامع العاهل العظيم .

وقد احب محمد على مصر ، وكان يتكلم بحماسة نادرة عن شعوره بهذا الحب ، ولا
ادل على ذلك من حديثه مع الامير الالمانى ( يوكلر موسكو ) وفيه يقول :

( يجب على ان اتغلب على صعاب شديدة ، وفى سبيل هذا التغلب اشعر اننى مرتبط
بهذا الوطن الجديد الذى اتخذته مقاما لى ، ولن اعرف الراحة ولا السلام الى
ان ابعث هذه البلاد التى ظهرت لى طفل صغير معدم ، عار ، وحيد ، استسلمت
للنوم العميق منذ اجيال ، سأكون لها كل شىء سأكون اباها واماها وسيدها
وخادمها ومعلمها وقاضيها ، وكثيرا مافكرت فيها وانا متكئ على وسادتى سائلا
نفسى " هل يستطيع محمد على وحده ان يعهد اليه بأمرها وكسوتها وتعليمها
فتشب وتنمو كالطفل ؟ اننى اشك فى نجاحى " ، بيد انه بالرغم من كل صعب
سيحقق الله امالى ، واليه ادين بالنجاح جلت قدرته ، ان العظمة فى متناول
جميع الامم ، كما ان الظفر محقق لكل الجيوش اذا وجد الرجل الذى يقودها
ويعرف السبيل التى يسلكها )
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفرعون تحتمس

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الفرعون تحتمس



الـبلد : محمد على باشا الكبير 01210
التسجيل : 25/11/2011
عدد المساهمات : 316
معدل النشاط : 220
التقييم : 13
الدبـــابة : محمد على باشا الكبير Unknow11
الطـــائرة : محمد على باشا الكبير Unknow11
المروحية : محمد على باشا الكبير Unknow11

محمد على باشا الكبير Empty10

محمد على باشا الكبير Empty

مُساهمةموضوع: رد: محمد على باشا الكبير   محمد على باشا الكبير Icon_m10الأحد 11 ديسمبر 2011 - 13:53

مايو سنة 1805 تاريخ يجب على كل
مصرى ان يذكره ، ففى ذلك اليوم اعرب الشعب المصرى عن مشيئته بشأن مصير
الحكم فى مصر بمحض ارادته وحريته ، اذ اجلس محمد على باشا على عرش مصر ،
فكان اول حاكم يحكم مصر بأختيار المصريين وترشيحهم ، وكان ذلك اليوم فاتحة
عهد جديد فى مصر ، فأنه اليوم الذى شرع فيه المصريون يعملون فى سبيل تحقيق
السيادة المصرية .

ولم تكن المهمة التى اخذها ( محمد على باشا ) على عاتقه مهمة سهلة ، بل
كانت محفوفة بالاخطار والصعاب من كل جانب ، فالبلاد كانت فى حالة فوضى
تامة وخراب شامل ، وكان المماليك يحتلون الصعيد ، والعصابات تعبث بالوجه
البحرى ، فلم تكن سلطة الوالى الجديد ( محمد على باشا ) تجاوز فى الواقع
حدود القاهرة ، بل فى داخل القاهرة عينها كانت الحالة تبعث على القلق ،
فالجنود غير النظاميين يهددون بالثورة ان لم يقبضوا مرتباتهم ، والناس قد
ارهقتهم الضرائب والرسوم ، واعلنوا انهم لايتحملون هذه المعاملة ، يضاف
الى هذا كله ان رسول السلطان الشرعى كان لايزال فى القاهرة معتصما بحصون
القلعة ويأبى التسليم بالامر الواقع .





محمد على يعمل على تذليل الصعاب :

تلك هى الصعاب التى واجهها محمد على فذللها واحدة واحدة بعبقريته العظيمة
، بادئا بالسعى لطبع العمل الذى تم بالطبع الشرعى ، اى بالسعى لحمل الباب
العالى على الاعتراف بما حدث ، وفعلا اوفد الباب العالى رسولا الى مصر (
صالح بك ) يحمل الفرمانات التى تنص على تعيين ( محمد على ) قائم مقام على
القاهرة ، واحتفل بتلاوة هذه الفرمانات يوم 10 يولية ، ولكن لم يصبح (
محمد على ) الحاكم المطلق بمصر الا يوم 7 اغسطس سنة 1805 ، وهو يوم رحيل (
خسرو باشا ) من القاهرة .

كانت الخطوة الثانية التى وجه محمد على اليها عنايته هى القضاء على نفوذ
المماليك ، ولقد كلفته هذه الخطوة عناءا عظيما لنفوذ المماليك لدى الباب
العالى وتألبهم على محمد على .

محاولة الانجليز احتلال رشيد :

حاول الانجليز احتلال رشيد فى 29 مارس سنة 1807 ، ولكن الحظ لعب دوره ،
فبدلا من ان يخف المماليك الى الانضمام الى الانجليز ، اتفقوا مع محمد على
واذعن الاهلون لسلطته ، وفشل الانجليز فى محاولتهم وتقهقروا الى
الاسكندرية بعد ماخسروا 400 قتيل ، واسر رجال محمد على منهم مثل هذا العدد
فى معركة الحماد المشهورة ، وفى 14 سبتمبر سنة 1807 امضيت اتفاقية بين
الانجليز ومحمد على اخلى الانجليز بمقتضاها الاسكندرية .

واذا كانت الحملة الانجليزية على مصر سنة 1807 قد كلفت محمد على كثيرا من
المال والرجال ، فأن نتائجها جاءت اسطع دليل على انه غدا صاحب الامر
والنهى فى مصر ، فوطدت مقامه بقدر ماكشفت عن ضعف المماليك ، وكان من
نتائجها كذلك انها كشفت للسلطان ورجاله عن حقيقة قوة محمد على ، فقدروه حق
قدره ، واسدت الحملة الانجليزية فائدة اخرى الى محمد على وهى انها نبهته
الى ماللاسطول البريطانى من سلطان على البحار ، فأخذ يفكر فى الفائدة
الاقتصادية التى تجنيها مصر لو اصبح هذا الاسطول صديقا لها .

حملة محمد على على الوهابيين :

فى 3 سبتمبر سنة 1811 ابحرت الحملة التى انتخبها محمد على تحت قيادة ابنه
طوسون باشا للقضاء على الوهابيين ، وانهزمت هذه الحملة اولا فى ( الحديدة
) الا ان محمد على ارسل حملة عزز بها قوات طوسون باشا ، وما اتى شهر
نوفمبر سنة 1812 حتى كان طوسون باشا قد استولى على ( المدينة المنورة )
وفى اوائل سنة 1813 استولى على مكة وجدة ، واخذ الناس يدعون للسلطان فى
مساجد الاراضى المقدسة .

فى اواخر سنة 1812 قرر ( محمد على ) ان يسافر الى الحجاز ليتولى القيادة
بنفسه ، وليشرف على بسط النظام فى ربوع الحجاز ، وقد ظهر فيما بعد انه
اراد كذلك خلع شريف مكة لتواطئه مع الوهابيين ، وقد خلعه فعلا وارسله مع
اولاده الثلاثة الى مصر ، فأقلق هذا الاجراء بعض القبائل فثارت ، بينما
كان الوهابيون يجمعون جموعهم استعدادا لهجوم جديد ، فأرسل محمد على فى طلب
مدد من مصر ، فجاء هذ المدد مؤلفا من اقوام واجناس متعددة ، ومنيت قوته
بأنكسار بجوار الطائف ، وبعد ايام منى نجله ( طوسون ) بأنكسار اخر فى طرية
، وفقد رجاله مدفعيتهم وامتعتهم ، وفى تلك الظروف العصيبه توفى الامير
سعود ( ابريل سنة 1814 ) وعجز انجاله الثلاث عن توحيد كلمتهم ، فأنتهمز (
محمد على ) هذه الفرصه وعزز قواته واستمال اليه رؤساء القبائل ، وتولى
بنفسه قيادة جيشه ، فهاجم الواهبيين فى ( بسل ) وهزمهم شر هزيمة ، وعاد
محمد على الى مصر تاركا الحملة فى يد طوسون باشا الذى لم يلبث ان عقد صلحا
مع الامير عبد الله خليفة الامير سعود ، وبمقتضى هذا الصلح تنازل
الوهابيون عن جميع حقوقهم على القبائل الضاربة فى المناطق التى احتلها
محمد على ، ولم تنقض فترة قصيرة من الزمان حتى جاءت الاخبار من الحجاز بأن
بعض القبائل العربية تمردت بتحريض من الوهابيين ، وكان طوسون قد توفى فى
مصر فى تلك الاثناء ، فأسند محمد على قيادة الحملة الجديدة الى نجلة (
ابراهيم ) وكان يومئذ فى السادسة والعشرين من عمره ، وكان قد سافر الى
الحجاز قبل والده ، وماكاد ابراهيم يصل الى الجزيرة العربية حتى اخذت
مواهبه كقائد تتجلى بأجلى مظاهرها ، وظل ابراهيم يناوش الوهابيين ويتقدم
بحذر وحساب ، ويعد العدة لهجوم حاسم ، الى ان كان شهر سبتمبر سنة 1818
فضربهم ضربة قاضية فى قلب بلادهم ، وارسل عددا كبيرا من امرائهم الى مصر .


وكافأ الباب العالى ابراهيم على هذا الانتصار بتعيينه واليا على الحجاز .

حملة محمد على على السودان :

لم يكد ( محمد على ) ينتهى من القضاء على سطوة الوهابيين حتى فكر فى فتح السودان لعدة اسباب اهمها :

القضاء على بقية المماليك الذين لجأوا الى دنقلة ونزلوا الى بلاد النوبة .

البحث عن الذهب .

اكتشاف منابع النيل .

استخدام قوات محاربة من اهل السودان .

وكذلك كان محمد على يرى ان رخاء مصر يتوقف الى حد كبير على استيلائه على
السودان واخضاعه لسلطته ، وبدأت حملة السودان سيرها من القاهرة فى يولية
سنة 1820 تحت قيادة نجل محمد على الثالث ( اسماعيل ) ، والتقت وحدات هذا
الجيش فى اسوان ، وبعد مانظمت مؤونتها وذخيرتها اجتازت الحدود المصرية
ودخلت ( دنقلة ) فهزمت قوى المماليك بسهولة ومضت الحملة لاتلقى ايه مقاومة
حتى ( كورتى ) ثم ( بربر ) فدخلتها فى مارس سنة 1821 ، وبعد شهرين دخلت (
شندى ) ، وظل اسماعيل يتوغل فى البلاد الى ان بلغ ملتقى النهرين حيث تقوم
اليوم مدينة ( الخرطوم ) التى انشأها محمد على ، ثم اتجه نحو النيل الازرق
واستولى على سنار .

وفى اثناء وجود الجيش فى سنار انتشر المرض بين الجنود ، فأضطر اسماعيل الى
طلب مدد من ابيه ، فأرسله اليه بقيادة ابراهيم باشا ، واتفق الاخوان على
تقسيم العمل بينهما ، فكانت مهمة اسماعيل الزحف بجيشه على النيل الازرق ،
بينما اتجه ابراهيم لكشف منابع النيل الابيض .

ووصل اسماعيل فى زحفه على النيل الازرق الى ( قرمان ) اما ابراهيم فأكرهه
مرض ( الدوسنتاريا ) على العودة الى مصر بعدما وصل بجيشه الى ( دنكا ) .

وفى منتصف سنة 1822 ارسل محمد على جيشا ثالثا بقيادة صهره ( محمد بك
الدفتردار ) لغزو ( كردفان ) فأستولى على الابيض ، وانتقم من ملك شندى
وكان قد حرق اسماعيل وبعض صحبه فى اثناء عودتهم الى مصر .

ومن ذلك الوقت اخذت الفتوحات المصرية تمتد فى جوف السودان وعند ذلك خشى (
سولت ) قنصل انجلترا العام فى مصر ان تشمل الحملة فتح الحبشة ، فقابل محمد
على وافضى اليه بأن انجلترا لاترحب بعمل كهذا ، فقال له ( محمد على ) على
الفور بصراحة تامة انه مع ان الحبشة مملؤة ذهبا ومجوهرات ، وفتحها امر
محقق فأنه يؤثر العدول عن ذلك حتى لاتسوء علاقته ببريطانيا .

وفى سنة 1838 زار محمد على السودان .

وهكذا استطاع محمد على بما اوتى من ذكاء ودهاء وكياسة وسياسة ان يصون وحدة
مصر وان صون فى الوقت عينه علاقاته بفرنسا وانجلترا وان يوقف الباب العالى
عند حده .

حرب الموره :

فى عام 1820 ثارت اليونان ضد الحكم العثمانى ، فلجأ الباب العالى الى اقوى
ولاته محمد على باشا ، يستعين بجيشه على قمع الفتنة باليونان ، وكان
السلطان قد ارسل اليها عام 1822 جيشا بقيادة خورشيد باشا لم ينل غير
الهزيمة .

وفى عام 1823 عين السلطان محمد على واليا على جزيرة كريت مع ولايته على
مصر واصدر اليه اوامره بأخماد ثورتها ، فأخضعها ابراهيم باشا واحتلتها
الجنود المصرية ، وفى عام 1824 عين محمد على واليا على بلاد الموره
لأخضاعها ، وفى منتصف يوليه من العام المذكور اقلع الاسطول المصرى من
الاسكندرية بقيادة الاميرالاى اسماعيل وكان مجموع سفنه 63 ، واستأجر 36
سفينة لنقل العدد والذخيرة ، وكان عدد القوات البرية 17000 من المشاة ، و
700 من الخيالة واربع بطاريات مدفعية ومدافع اخرى للقلاع وللجبال ، وكانت
هذه القوات كلها تحت قيادة البطل ابراهيم باشا .

تقابل الاسطولان المصرى والعثمانى فى جزيرة ( رودس ) واتجها الى بلاد
المورة ونزلت الجيوش قرب قلعة ( متون ) فتقهقر اليونانيون الذين كانوا
يحاصرونها .

وتقدم الجيشان المصرى والعثمانى فى داخل البلاد وخضعت معظم بلاد الموره
وكانت اهم معارك هذه الحرب الاستيلاء على ( تريبولترا ) و ( مسيولونجى )
التى قاومت رشيد باشا مدة طويلة حتى اسقطها ابراهيم باشا ، اما اثينا فقد
فتحت ابوابها بعد مقاومة عنيفة عام 1827 ، وقد بلغت خسائر الجيش المصرى فى
حصار ( مسيولونجى ) وحدها ستة الاف قتيل ، اما الاتراك فقد خسروا عشرين
الفا مع ذلك فقد خضعت اليونان للجيوش المنتصرة .

ولكن سرعان ماأتخذ الموقف شكلا جديدا فقد تدخلت الدول الاوروبية لنقض
النتائج الفعلية التى ربحها المنتصر بعد ان رأت تلك الدول ان النتيجة
المباشرة لذلك النصر ستجعل شرق البحر الابيض المتوسط بحيرة مصرية دعامتها
جزيرة كريت التى يرفرف عليها العلم المصرى برجالة الذين يأتون اليها من
القاهرة ، وستكون لتلك الجزيرة اهمية استراتيجية تربط سواحل الاسكندرية
وسواحل اليونان الجنوبية بعد ان تؤول حكومتها الى ابراهيم باشا .

فأتفقت الدول الثلاث انجلترا وفرنسا وروسيا على ارسال اسطول بقيادة الاميرال كورنجتون لأيقاف التقدم المصرى العثمانى المشترك .

وتمكن كورنجتون من ابرام هدنة مع ابراهيم باشا كانت فى مصلحة اليونان وفى
الوقت ذاته كانت تدور مفاوضات الصلح بين هذا القائد والسلطان لمنح اليونان
استقلالها الداخلى .

فى تلك الاثناء تمكنت بعض سفن الدول المذكورة من دخول ميناء ( نفارين ) وكان راسيا فيها الاسطول المصرى العثمانى .

وفى اليوم التالى اخبر ابراهيم باشا كورنجتون ان احد الثوار اليونانيين
يهاجم بقواته ( برتاس ) وانه مضطر الى تخليصها من ايديهم ، فلم يقبل
كورنجتون ان يبارح ابراهيم خليج نفارين ولو انه استطاع الافلات ببعض سفنه
تاركا معظم سفن الاسطول بالميناء .

نفارين :


محمد على باشا الكبير Navarino
اصدر ( كورنجتون ) اوامره لأسطول الحلفاء بالدخول فى الخليج استعدادا
للتحكك بالاسطول المصرى ، وتصادف ان اقتربت احدى السفن التركية من احدى
البوارج الانجليزية ، فأرسلت هذه زورقها تأمرها بالابتعاد ، فجاوبتها
بتصويب نيرانها الشديدة عليه فنشب القتال فى الحال بين الفريقين ، واستمر
حوالى ثلاث ساعات دمر اثنائها الاسطول المصرى العثمانى .

ولم تختتم معركة نفارين عند هذا الموقف ، فقد ظهر كورنجتون عند الاسكندرية
وانذر محمد على باشا بتخريب الميناء اذا لم يخل ابراهيم المورة .

كان ابراهيم باشا منهمكا فى تهدئة داخلية المورة فأصبح بعد ( نفارين ) كما كان نابليون فى مصر بعد معركة ابو قير البحرية .

وفى ذلك الوقت تخابرت انجلترا وفرنسا مع محمد على بواسطة قنصليهما فى مصر
، واتفقا معه فى 3 اغسطس سنة 1828 على سحب جيوشة واخلاء شبه جزيرة المورة
، فأمر الباشا ابنه بالجلاء .

وفى اكتوبر سنة 1828 اخلى ابراهيم باشا اليونان واحتلها الفرنسيون ،
واعترفت الدولة العثمانية بأستقلال اليونان عقب حرب انتصرت فيها روسيا على
العثمانيين بموجب معاهدة ادرنة فى 14 سبتمبر 1828 .

وكانت خسائر مصر فى اليونان فادحة فقد بلغت القوات التى جردتها لهذه الحرب
اثنين واربعين الفا خسرت منهم ثلاثين الفا ، وبلغت نفقات الحملة 775 الفا
من الجنيهات ، وفقدت ايضا اسطولها الناشىء ، ولم تنل مصر من مساعدتها
للدولة العلية سوى ان محمد على باشا ضم اليه جزيرة كريت التى كافأه بها
السلطان محمود .

ولكن مما نزاع فيه ان هذه الحرب قد اكسبت مصر منزلة معنوية كبيرة لأنها
كانت اول حرب اوروبية خاض الجيش المصرى غمارها وبرهن فيها على كفاءته ،
واثبت انه يضارع ارقى الجيوش الاوروبية فى ميادين القتال ، فلا غرو ان
ارتفع شأن مصر ونال جيشها شهرة عالية بين الجيوش الاوروبية فى ذلك الحين .


وكان من نتائج الحرب اليونانية ان اخذت مصر تكتسب مركزا دوليا ، فأن الدول
الاوروبية قد فاوضت محمد على رأسا دون وساطة تركيا ، فكسبت بالفعل مركزا
ممتازا بين الدول ، وهذا ماحدا محمد على ان يعمل على تنفيذ فكرة الاستقلال
عن تركيا ويطمح فى الاستقلال عن تركيا ويطمح الى الانفصال عنها وتحقيق
استقلال مصر .

حروب الشام :


محمد على باشا الكبير Prof24





فكرة طالما كانت تختلج فى نفس عاهل مصر الاعظم محمد على باشا الكبير منذ
سنة 1810 الا وهى ضم سوريا الى مصر ، وكان يأمل ان يصل الى حكمها بموافقة
السلطان فى تركيا ، فقد سبق ان وعده السلطان بالتنازل له عن بعض الولايات
تعويضا له عما خسر من مال ورجال فى شبه جزيرة العرب وفى رودس وقبرص وكريت
وبلاد المورة وفى السودان ، الا ان السلطان لم يف بما وعد .

فأعتزم محمد على ان يناله بحد السيف ، وسرعان مانشبت حرب شعواء بين القوات
المصرية والتركية بدأت مرحلتها الاولى فى اكتوبر عام 1831 وانتهت فى
ديسمبر سنة 1832 ، حيث عاد السلام يرفرف على الدولتين مدى سبعة اعوام الى
ان تجددت الحرب ثانية فى عام 1839 .

بدأت حروب الشام بأن ارسل محمد على الى ( عبد الله باشا الجزار ) والى عكا
يأمره برد المزارعين المصريين الذين هاجروا الى الشام فرارا من الضرائب ،
فأبى بحجة انهم من رعايا السلطان ولهم الحرية التامة فى ان يعيشوا فى اى
جهة من املاك الدولة .

وكان لمحمد على فى ذمة عبد الله باشا دينا ، فطالبه به فرفض ايضا ، فكتب
محمد على الى والى عكا مهددا بأنه سيرسل ابنه ابراهيم ليستخلص من المال
والرجال ( وزيادة واحد ) ( يقصد بالواحد الزيادة عبد الله نفسه ) ، ولما
شكا محمد على الى السلطان من تصرفات والى عكا لم ينصفه .

وازاء ذلك لم يجد محمد على مندوحة من ان ينال بالقوة مالم ينله بمنطق الحق
، فتحرك الجيش المصرى فى 31 اكتوبر سنة 1831 تحت امرة كوجوك ابراهيم ( ابن
اخت محمد على ) وكان مؤلفا من 30 الف جندى مزودين بكثير من مدافع الميدان
والحصار ، وسار الجيش فى ذات الطريق الذى اتبعه نابليون عندما غزا فلسطين
وهو طريق العريش ومنها الى خان يونس ثم الى غزة ومنها الى يافا .

وفى 2 نوفمبر سنة 1831 تحرك الاسطول المصرى حاملا جزءا من الجيش وكميات كبيرة من المؤن والذخائر الحربية .

ولقد اقل الاسطول ايضا ابراهيم باشا واركان حربه وسليمان الفرنساوى الى يافا .

وفى 8 نوفمبر سنة 1831 دخل المصريون يافا ، وفى 13 نوفمبر احتلوا حيفا ،
وفيها وفد اليهم زعماء قبائل عرب نابلس وطبرية والقدس وقدموا الطاعة .

حصار عكا :


ثم بدا المصريون حصار ( عكا ) ذلك الحصن الذى عجز نابليون عن اقتحامه
وارتد عنه خائبا ، وفى اثناء ذلك اراد السلطان اثارة الرأى العام ضد محمد
على ، فألف مجلسا كان متفى الاستانه من اعضائه ، واعلن فى 23 ابريل سنة
1831 تمرد محمد على وعزله وتعيين حسين باشا سردارا وواليا على مصر بدلا من
محمد على ، الا ان قرار التمرد والعزل لم يثن محمد على عن عزمه فواصل
القتال بعزم وبأس .

وفى 5 ابريل سنة 1831 دخل المصريون طرابلس وكانوا من قبل احتلوا صور وصيدا وبيروت وكانت كلها داخلة فى ولاية عبد الله .

وكانت اول موقعة بين المصريين والاتراك عند قرية الزراعة ( جنوبى حمص ) ،
فألتقى الاتراك بقيادة عثمان باشا بالمصريين فدارت الدائرة على الاتراك
وطاردهم المصريون حتى دفعوا بهم الى نهر العاصى حيث غرق عدد عظيم منهم .

ثم شدد المصريون الحصار على عكا وامطروها وابلا من القنابل وكانت حاميتها تتألف من 6 الاف مقاتل يقودهم ضباط اوروبيون .

وكان سورها منيعا فقاومت مقاومة عظيمة ولكن نتيجة ذلك ان دك السور واقتحمه
المصريون واستولوا على القلعة بعد قتال مروع ، واسروا عبد الله والى عكا
نفسه بعد ان دافع عنها دفاع الابطال ، وقد ارسله ابراهيم باشا الى مصر
فأقام فى جزيرة الروضة ذليلا حتى 22 ديسمبر سنة 1833 .

وبذلك انتهى حصار عكا بتسليمها للجيش المصرى بعد ان استمر ستة اشهر ، وقد
تكبد كل من الفريقين خسائر فادحة بلغت فى الجيش المصرى 4500 قتيل وخسرت
الحامية 5600 قتيل ، وقد بلغ عدد القنابل التى القاها المصريون على عكا
50.000 وعدد القذائف 203.000 ، على ان هذا الفتح كان له دوى عظم تجاوب فى
الخافقين ، لأن عكا هذه قد امتنع من قبل على نابليون من نيف وثلاثين سنة ،
وعجز عن فتحها ، فأنتصار ابراهيم باشا فى فتحها هو صفحة مجد وفخار للجيش
المصرى .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفرعون تحتمس

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الفرعون تحتمس



الـبلد : محمد على باشا الكبير 01210
التسجيل : 25/11/2011
عدد المساهمات : 316
معدل النشاط : 220
التقييم : 13
الدبـــابة : محمد على باشا الكبير Unknow11
الطـــائرة : محمد على باشا الكبير Unknow11
المروحية : محمد على باشا الكبير Unknow11

محمد على باشا الكبير Empty10

محمد على باشا الكبير Empty

مُساهمةموضوع: رد: محمد على باشا الكبير   محمد على باشا الكبير Icon_m10الأحد 11 ديسمبر 2011 - 13:55

فتح دمشق :

بعد ان استتب الامر لأبراهيم باشا فى عكا واعاد ترميم قلاعها وتحصينها
اراح جنودة ورتب اموره كى يمضى شمالا قاصدا فتح دمشق ، فغادر عكا يوم 9
يونيه سنة 1832 فى جيش مؤلف من 18.000 مقاتل ، وعند اقترابه من دمشق اشتبك
مع القوات التركية خارج المدينة وهزمها وفر والى الشام بجنودة ، ولقد رحب
اهل دمشق بأبرايم باشا ، فدخلها يوم 16 يونيه ، واقام بها ثمانية عشر يوما
رتب فيها الادارة على نظام جديد .

موقعة حمص ( 8 يوليه 1832 ) :

استولى الفزع على الباب العالى بعد ان علم بسقوط عكا ، وكان يظن انها سترد
محمد على خائبا كما ردت نابليون من قبله ، فلما واجهته الحقائق خشى على
مركزه ان يتزعزع امام انتصارات المصريين وكان قد اعلن الحرب على محمد على
وابنه فى 23 ابريل سنة 1832 ابان حصار عكا وحشد جيشا كبيرا بقيادة حسين
باشا مؤلفا من 60 الف مقاتل ، واعد اسطولا من 25 سفينة للاقلاع من
الدردنيل ومحاربة الاسطول المصرى ، تقدم جيش حسين باشا ببطء والتقى
بالمصريين فى 8 يوليه سنة 1832 عند ( حمص ) ولم يلبث ان هزم الاتراك شر
هزيمة وبلغت خسائرهم 2000 قتيل و 2500 جريح ، وغنم المصريين كميات عظيمة
من المؤونه والذخائر وعشرين مدفعا ، ولم تتجاوز خسارة المصريين 260 من
القتلى والجرحى ، وقد دلت هذه المعركة على حسن تدريب الجيش المصرى وتفوق
قادته فى ادارة رحى القتال ، وفى 10 يوليه سنة 1832 استولى المصريون على (
حماه ) .

موقعة بيلان ( 30 يوليه 1832 ) :

بعد هزيمة الجيش العثمانى فى حمص ارتد شمالا نحو ( حلب ) لأتخاذها قاعدة
لعملياته ضد الجيش المصرى ، وفى خلال ذلك تقدم ابراهيم باشا نحو حلب
فأنسحب حسين باشا شمالا الى مضيق ( بيلان ) جنوبى الاسكندرونة وهو احد
مافتيح سوريا من الجهة الشمالية وحصن فيها مواقعة تحصينا منيعا وساعدتة
طبيعة الارض على ذلك .

وفى 14 يولية سنة 1832 دخل الجيش المصرى حلب واسر حاميتها البالغ عددها
الف جندى ومكث بها بضعة ايام استراح فيها من عناء التقدم ثم واصل ابراهيم
باشا زحفه حتى صار على مقربة من الاتراك فى ( بيلان ) .

وبعد ان قام ابراهيم باشا بالاستكشاف اللازم لتقرير الخطة التى يتبعها
اتضح له ان مواقع القوات التركية منيعة وانه لاسبيل الى مهاجمتها هجوما
اماميا بل الاصوب ان يقوم بحركة التفاف حول ميسرة الجيش التركى .

وفى صباح 29 يولية سنة 1832 بدأ ابراهيم باشا فى تنفيذ خطته وقاد بنفسه
القوات التى كلفت بالقيام بحركة الالتفاف على الجانب الايسر للاتراك
واستمر المصريون فى زحفهم شرقا الى ان اجتازوا مواقع الجناح الايسر
للاتراك فهاجموه من الامام والجنب هجوما شديدا لم تصمد له القوات التركية
فأرتدت للشمال وتعقبتها القوات المصرية ، وبأنسحاب ميسرة الاتراك ووصول
المصريين فى تقدمهم الى طريق بيلان نفسه تحرج مركز قلب الجيش العثمانى ،
فلم تلبث جموعه امام هجوم المصريين ولاذوا بالفرار وتخلوا عن مواقعهم
وتشتتوا فى الجبال .

واصاب الجناح الايمن للاتراك مثل مااصاب قلبهم وبذلك احتلت القوات المصرية
الخط التركى بأكمله وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى انهزاما تاما بعد
قتال دام ثلاث ساعات فقد فيه الاتراك 2500 بين قتيل وجريح و 2000 اسير
وغنم المصريون 25 مدفعا وكثيرا من الذخائر ، وفى اليوم التالى اى فى 30
يوليه سنة 1832 دخل المصريون ( بيلان ) .

واحتلت القوات المصرية بعد ذلك الاسكندرونة وتقدمت الفرسان سائرة حذاء
الساحل واحتلت بياس واستسلمت ايضا انطاقية واللاذقية والسويدية ، وبهذا تم
لمحمد على فتح سوريا من اولها الى اخرها .

زحف الجيش المصرى فى الاناضول :


اجتاز الجيش المصرى حدود سوريا الشمالية بعد معركة بيلان ودخل ولاية (
ادنه ) حيث احتل ادنه وطرسوس واخذ ابراهيم باشا يوطد مركزه وينظم الولايات
التى فتحها قبل ان يزحف بجيشه متقدما ، فحشد قواته فى مدينة ( ادنه )
واتخذها قاعدة لزحفه على الاناضول وارسل بعضا من قواته فأحتلت اورفا
وعينتاب ومرعش وقيصرية .


لم تهن عزيمة السلطان امام الهزائم المتتالية التى حاقت بجيوشة ، بل لقد
اعد جيشا اخر بقيادة ( محمد رشيد باشا ) وكان هذا الجيش مكونا من 53 الف
مقاتل هم خليط من اجناس السلطنة العثمانية لاتربطهم رابطة ولاتجمعهم غاية
.

وتقدم رشيد باشا بجيشه هذا فى بطاح الاناضول ليوقف زحف الجيش المصرى وكان
ابراهيم باشا قد ارسل قواته لأحتلال مضيق ( كولك ) من مضايق طوروس ، وقد
تمكنت هذه القوات من احتلال ذلك المضيق ، وبذلك ذللت اكبر عقبة تعترض تقدم
الجيش المصرى فى زحفه على الاناضول .

واستمرت القوات المصرية فى تقدمها فهزمت الاتراك فى اولو قشلاق وهرقله ،
وبذلك فتح امامها الطريق فمضت فى زحفها حتى بلغت ( قونية ) التى اخلاها
الاتراك من غير قتال ، فأتخذها ابراهيم باشا قاعدة لعملياته واخذ يتأهب
لملاقاة الجيش التركى .

معركة قونيه ( 21 ديسمبر سنة 1832 ) :

فى صبيحة يوم 20 ديسمبر وصلت الجيوش التركية بقيادة رشيد باشا الى قونية واخذ كل من القائدين العمل على توزيع قواته للقتال .

وفى اليوم التالى ( يوم المعركة ) خيم ضباب كثيف على ميدان القتال ، فحال
دون استكشاف كل من القائدين لمواقع الاخر ، على ان ابراهيم باشا كان يمتاز
على رشيد باشا بأنه قد الم بطبيعة الارض التى دار فيها القتال الماما تاما
ودرب جنوده على العمليات بينما كان الاتراك يعملون على غير هدى .

وهاجم ابراهيم باشا ميسرة الجيش التركى هجوما شديدا بمعاونة نيران
المدفعية ، فلم تصمد القوات التركية لشدة هذا الهجوم ، وانسحبت متقهقرة
شمالا فى غير نظام ، ثم تابع المصريون تقدمهم وتوسطوا ميدان المعركة حيث
واجهوا القوات التركية التى اقتحمت الميدان فأحاط بهم المصريون من كل جانب
، واصلوهم نبيران مدفعيتهم فأضطروا للاستسلام .

ولما نمى الى رشيد باشا ان ميسرته قد وقع فيها الاضطراب والفشل ، اراد ان
يلم شعثها فأسرع بنفسه الى حيث مواقع الجند ، ولكنه لم يفز بطائل لأنه ضل
الطريق بسبب كثافة الضباب فوقع فى ايدى الجند المصريين الذين قادوه اسيرا
الى ابراهيم باشا .

وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى بعد قتال دام سبع ساعات ، ولم تزد
خسارة المصريين عن 262 قتيلا و 530 جريحا ، اما الجيش التركى فقد اسر
قائده ونحو 5000 من رجالة من بينهم عدد كبير من الضباط والقواد ، وقتل من
جنوده 3000 ، وغنم المصريون 46 مدفعا وعددا كبيرا من البيارق .

ولقد كانت معركة قونيه من المعارك الفاصلة فى حروب مصر لانها فتحت امام
الجيش المصرى طريق الاستانة ، اذ اصبح على مسيرة ستة ايام من البسفور ،
وكان الطريق خاليا لايعترضه فيه جيش ولامعقل .

ولقد استرعت انتصارات الجيش المصرى انظار الدول الاوروبية ، وصارت مصر
قبلة انظارها ، اذ كان مناط امال تلك الدول اقناع محمد على باشا بتسوية
الخلاف مع تركيا حتى لايؤدى تدخل روسيا الى ازمة اوربية قد تنتهى بتحكيم
السيف ، ومن اجل ذلك اوفدت الدول الاوروبية رسلها للتفاهم مع محمد على
باشا من كل صوب .

احتلال كوتاهيه ومغنسيا :

وفى غضون ذلك تقدم ابراهيم باشا بجيشه فأحتل كوتاهيه وصار على خمسين فرسخا
من الاستانه ، ثم ارسل كتيبة من جنوده احتلت مغنسيا بالقرب من ازمير ،
وبعث رسوله الى ازمير ليقيم الحكم المصرى بها ، ولكن سفير فرنسا تدخل فى
الامر ورجاه عدم احتلال ازمير حتى لاتتخذها روسيا ذريعة للتدخل ، فأجابه
ابراهيم باشا الى طلبه .

اتفاق كوتاهيه ( 8 ابريل 1833 ) :

ولقد بذلت فرنسا جهودها لحسم الخلاف بين محمد على باشا وتركيا وبعد
مفاوضات دامت اربعة ايام تم الاتفاق على الصلح فى 8 ابريل سنة 1833 ، وهو
المعروف بأتفاق كوتاهيه ، ويقضى بأن يتخلى السلطان لمحمد على باشا عن
سوريا واقليم ادنه مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز مقابل ان يجلوا
الجيش المصرى عن باقى بلاد الاناضول .

وبذلك انتهت الحرب السورية الاولى بتوسيع نطاق الدولة المصرية وبسط نفوذها
على سوريا وادنه وتأييد سلطتها على كريت وشبه جزيرة العرب .

موقعة نصيبين ( 24 يونيه سنة 1839 ) :

وفى يناير سنة 1839 عقد الباب العالى مجلسا حربيا قرر فيه اعداد حملة من
ثمانين الف جندى بقيادة ( حافظ باشا ) ، فلما كمل تجهيزها وتعبئتها
وتوزيعها بدأت القوات الامامية منها تتحرش بالمواقع المصرية واحتلت ستين
قرية وراء ( عينتاب ) .

لم يطق محمد على صبرا على هذا الحال ، فأذاع منشورا ارسله لجميع الدول
اعلن فيه رغبته عن الحرب وعن عدم اقدامه على عمل عدائى ورغبته فى
الاستقلال .

ولكن لما تفاقم الخطب خول محمد على ابنه ابراهيم فى يونيه سنة 1839 الحق
المطلق فى ان يبدأ الحرب او يحافظ على السلم حسبما تقتضى الظروف ، فرأى
الا مندوحة من الحرب ، وكان الجيش التركى مؤلفا يومئذ من 38 الف جندى
بقيادة فريق من الضباط الالمان وعلى رأسهم القائد الشهير ( فون مولتك ) ،
اما الجيش المصرى فكان عدده اربعين الف جندى موحدين فى القيادة وممتازين
فى التدريب .

وفى 20 يونيه سنة 1839 تحرك الجيش المصرى نحو قرية ( مزار ) فأحتلها
وانسحبت منها الحامية التركية واتجهت لتلحق بمعسكر الجيش التركى فى نصيبين
.

وفى اليوم التالى قام ابراهيم باشا على رأس قوة صغيرة لأستكشاف مواقع
الاتراك فى نصيبين ومناوشتها ، وكان معسكر الاتراك منيعا جدا ولايمكن
مهاجمته من الجناحين او بالمواجهة ، فعول على القيام بحركة التفاف للوصول
الى خلف المواقع التركية ليضطر المدافعين الى مغادرة المواقع المحصنه الى
اخرى ضعيفة غير محصنة ، وفى فجر يوم 22 يونيه عاد ابراهيم باشا بقواته
الاولى التى ناوش بها الاتراك وعبر نهر ( مزار ) الى الضفة اليمنى وسار
شرقا بموازاة النهر ، فتوهم الاتراك انهم قهروا عدوهم الذى بدأ يتقهقر .

واستطاع ابراهيم باشا بسهولة تنفيذ خطته التى اتمها بسرعة ، واجتاز نهر (
هاركون ) ، ومر خلف مواقع حافظ باشا واضطره الى مغادرة مراكزه الحصينة فى
( نصيبين ) وتغيير وجهة جيشه ، وانقضى نهار 23 يونيه بينما كان يتأهب
الجيش الى اللقاء فى اليوم التالى .

وفى فجر اليوم الرابع والعشرين اتخذ الجيشان مواقعهما ، وفى الساعة
الثامنه صباحا بدأت المعركة بنيران المدفعية من الجانبين ثم ابتدأ القتال
ولم يستطع الاتراك صد الهجوم المصرى القوى ، فلجأوا الى الفرار تاركين
اسلحتهم وذخيرتهم واحتل المصريون مواقعهم واستولوا على جميع مهامتهم ومن
بينها حوالى عشرين الف بندقية ومائة واربعين مدفعا بذخيرتها ، وبلغت خسائر
الاتراك نحو اربعة الاف وخمسمائة قتيل وجريح واسر منهم مابين اثنى عشر الف
وخمسة عشر الف رجل ، وترك الجيش العثمانى خزينته وبها نحو ستة ملايين فرنك
ومضاربه بأكملها ، اما خسائر الجيش المصرى فبلغت نحو ثلاث الاف بين قتيل
وجريح .

وفى اول يوليه سنة 1839 توفى السلطان محمود قبلما يبلغه خبر هزيمة جيشه فى ( نصيبين ) فمات فى الوقت الملائم .

تدخل الدول الاوربية :


ولقد سبب انتصار الجيش المصرى فى هذه المعركة تدخل الدول الاوربية التى
سرعان ماعقدت معاهدة ( لندره ) ، بين انجلترا وروسيا والنمسا وبروسيا
وتركيا فى 15 يوليه سنة 1840 ، وكانت هذه المعاهدة سببا فى بدء دسائس
كثيرة سببت اخلاء الجيش المصرى لسوريا فى ديسمبر سنة 1840 .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفرعون تحتمس

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الفرعون تحتمس



الـبلد : محمد على باشا الكبير 01210
التسجيل : 25/11/2011
عدد المساهمات : 316
معدل النشاط : 220
التقييم : 13
الدبـــابة : محمد على باشا الكبير Unknow11
الطـــائرة : محمد على باشا الكبير Unknow11
المروحية : محمد على باشا الكبير Unknow11

محمد على باشا الكبير Empty10

محمد على باشا الكبير Empty

مُساهمةموضوع: رد: محمد على باشا الكبير   محمد على باشا الكبير Icon_m10الأحد 11 ديسمبر 2011 - 13:57

محمد على باشا الكبير 5k9054o




تدمير العساكر المصرية للدرعية


محمد على باشا الكبير Muhemet_Ali_Empire_1805_-_1953_%28AD%29


الدولة المصرية فى عهده9

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

محمد على باشا الكبير

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» اغتيال النسر الكبير .. محمد الفاتح!!
» محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة
» فتوحات الجيش المصري في عهد محمد علي باشا
»  إبراهيم باشا
» نشيد الجيش المصرى الاول ( كامل ) فى عهد محمد على باشا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: التاريخ العسكري - Military History :: شخصيات تاريخية-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019