أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

  في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Diaboo

لـــواء
لـــواء
Diaboo



الـبلد :  في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية Egypt110
العمر : 27
المهنة : طالب
المزاج : عنب
التسجيل : 06/12/2011
عدد المساهمات : 2809
معدل النشاط : 3073
التقييم : 114
الدبـــابة :  في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية B3337910
الطـــائرة :  في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية Dab55510
المروحية :  في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية 5e10ef10

 في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية 111


 في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية Empty

مُساهمةموضوع: في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية    في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية Icon_m10الجمعة 31 أغسطس 2012 - 17:47

دور الرقائق المعدنية والإعاقة الرادارية
العميد المهندس الركن: د. حشمت أمين عامر

 في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية P061_1_1
يعد الرادار من أشهر اختراعات القرن العشرين، فقد ساهم في تحقيق الرؤية الكهرومغناطيسية في الظلام الدامس في ظروف الرؤية السيئة من خلال السحب والضباب الكثيف. وقام الرادار بدور واضح في معارك الحرب العالمية الثانية، فقد كان له الفضل في دحر الهجمات الجوية الألمانية الليلية على الجزر البريطانية، ووصفه "ونستون تشرشل" في مذكراته بأنه كانت له روعة السحر في تحقيق الحماية لبريطانيا، كما شكر دوره الرائع في المساهمة في تدمير ألمانيا في هجمات الحلفاء عليها.
برز دور الحرب الالكترونية في توفير أعمال الدعم الالكتروني الذي يشل فاعلية أنظمة الدفاع الجوي لتنفذ الطائرات أعمالها بأقل خسائر ممكنة، وكان التفكير في كيفية استغلال نقاط الضعف في الأنظمة الرادارية عن طريق تعميتها أو شلها أو تضليلها بصورة تزغلل تلك العيون الألكترونية الخطيرة ليتم تسجيل أروع صور الخداع الالكتروني حيث كان الرادار في بدايته كالطفل الصغير المدلل غير الناضج الذى عليه أن يحارب من أجل البقاء والتطوير من خلال سلسلة متتابعة من إجراءات الفعل ورد الفعل الرائعة.
وإذا كانت القنابل الحديدية هي التي تسبب الدمار المؤلم (Hard Kill) فإن إجراءات الدعم الالكتروني للطائرات من خلال توفير أنظمة الانذار واجراءات الحماية بأعمال الاعاقة وتوفير ممرات الاقتراب المستورة والخفية يمكن أن تمثل ما يعرف بالقتل اللين Soft Kill وهو الذى يوفر للطائرة -حاملة القنابل- الاقتراب الآمن من أهدافها وتحقيق مهمتها ثم العود الآمن لقواعدها بأقل الخسائر.
وإذا كانت الحاجة قد أملت على الرادار النظر إلى أعلى عبر الأفق فإن ذلك كان متفقاً مع اتجاهات التهديد المتمثلة في الطائرات حتى يستشعر اقترابها وينذر عنها في وقت مبكر لتوفير إجراءات رد الفعل الموقوتة، حيث تعاظمت خطورة وأهمية الثانية الواحدة في تجسيد لمبدأ "شراء الوقت" في بورصة الاجراءات المضادة.
الرقائق المعدنية Chaffs
بدأت معامل الأبحاث في ربيع 1942 بعض التجارب على ما عرف في أمريكا "بالرقائق" (Chaffs)، وفي بريطانيا (النوافذ) Windows وفي ألمانيا (ديوبل) Duepple .وتزامنت الابحاث وحدثت أول تجربة في يوليو 1942م، حيث ثبت تتبع إحدى الطائرات عند قذف كميات هائلة من الرقائق التى تعمل في حيز التردد (200-600) ميجاهرتز. لقد توصل "د. شو" إلى أول دراسة نظرية عن السلوك الكهربى للرقائق، وكانت هذه أول دراسة نظرية، حيث حسب د.شو المقطع المكافئ للغلالة الرقائقية كدالة في التردد، وتوصل إلى منحنيات وعلاقات هامة في تقرير "سري للغاية" وأن هذا المقطع يكون ذا قيمة عظمى في حالة الرنين، أي عندما يكون طول الرقيقة مساويا لنصف الطول الموجي المراد توفير الاعاقة عنده.
ومنعت احتياطات الأمن إجراء التجارب في حينه سواء في انجلترا أو أمريكا أو ألمانيا لمنع الآخرين من معرفة هذا الكشف المثير حتى يتأخر الوصول إلى الاجراء المضاد له بواسطة الآخرين.

ماكينة إليوت السحرية

قام البريطانيون بعمل الكثير في مجال الرقائق المعدنية وخصوصا فيما يتعلق بتقطيع تلك الرقائق وتجهيزها في حزم مخصوصة متوافقة مع حيز التردد المطلوب العمل فيه.
وقد توصل العالم "هارولد إليوت" إلى عجلة سحرية ذات أسنان عددها 20 واحدة للثنى والأخرى للقطع وتبلغ سرعة الدوران 800 لفة في الدقيقة باستخدام محرك كهربائى. ويكون شكل القطعة المعدنية على شكل الحرف "7" ويتغير طول الرقائق من خلال سرعة الدوران وسرعة التغذية بشريط الرقائق.
ولاشك أن هارولد اليوت يستحق جائزة ضخمة على اختراع تلك الآلة التى لولاها لما تم انجاز قطع كل الكميات المطلوبة من الرقائق بدقة وبسرعة حيث يمكن اختيار الطول المناسب طبقا لتردد الرادار بما يوفر سرعة رهيبة في رد الفعل عند تغيير تردد الرادارات الألمانية. وقامت شركة نشوا بانتاج 531 ماكينة قطع أرسلت منها 75 على وجه السرعة إلى انجلترا.

آلاف الأطنان

استخدم الحلفاء الرقائق المعدنية بكثافة بالغة لتوفير تكامل التأثير مع أعمال الاعاقة في تغطية الهجمات الليلية وكان التأثير واضحا على الرادار (ورزبرج) المستخدم في توجيه المدفعية المضادة للطائرات وأفاد العلماء وعمال التشغيل الأسرى بعد الحرب أن إمكانية التتبع قد قلت إلى 20% فقط بسبب الاعاقة علاوة على أن الرادار قد تحول في بعض الأوقات إلى قطعة من الحديد!!
واستخدمت الرقائق المعدنية على هامبورج في يوليو 1943 كما قامت القاذفات الامريكية ب-17، ب-24 بالقاء أول شحنة على بريمن في 20 ديسمبر 1943 عبارة عن الرقائق CHA 3 المكونة من 3600 كرتونة من الرقائق طولها 10بوصات على شكل الحرف (7) وزن الحزمة الواحدة 3 أوقيات وكان الاسقاط يدويا في منطقة المدفعية المضادة للطائرات وقلل ذلك من الخسائر في القاذفات وثبت مبدأ توفير عمال مختصين للحرب الالكترونية أطلق عليهم الغربان Ravens.

ستارة الإخفاء

أسقطت الطائرات البريطانية على ألمانيا مئات الأطنان من الرقائق بدءا من ديسمبر 1943 .. فإذا كانت في فبراير 44 حوالي 40 طنا وفي مارس 125طنا وفي ابريل 260 طنا فإنها ارتفعت إلى 355 طنا في مايو ليصل معدل الاسقاط إلى 1000 طن في اكتوبر وازداد المعدل الشهري أيضا.
لقد أثبتت خبرة العمليات فاعلية استخدام الرقائق فى نفس الوقت مع الاعاقة بأجهزة كاربت. وكانت الرقائق توفر ممرا خفيا يستر تقدم الطائرات حيث كانت أول الطائرات في كل سرب مهاجم تحمل الرقائق في كرتونات خاصة تقوم بالقائها على ارتفاع 23-27 ألف قدم وبلغت الحمولات الفرعية 144 حمولة فرعية حيث يتم الاسقاط قبل الوصول للهدف بحوالي 4 دقائق بمعدل حمولة فرعية كل 4 ثوان فتنفجر الحمولات الفرعية وتتناثر الرقائق في شكل سحابة رقائقية توفر ممرا مخفيا طوله يصل إلى 21 ميلاً يوفر الاقتراب الآمن والمخفي لباقي طائرات السرب. وتساعد كثافة الرقائق المتساقطة على إخفاء الطائرات تماما وسط الاشارات المرتدة من الرقائق حيث تتم إضاءة كاملة لشاشة الرادار المعادي، الأمر الذى صعب كثيرا في بداية الجولة من صعوبة كشف الطائرات المعادية التى تستتر في تلك السحابة الرقائقية التى يمكن أن نطلق عليها "طاقية الاخفاء الرادارية"..
لقد تسبب الأمر في بدايته في كوارث مروعة لأن السحب الكثيفة من الرقائق قد أدت إلى تعمية كاملة للرادارات الأرضية في مناطق الهجمات الجوية..
لقد كانت التكتيكات المستخدمة تتطلب براعة فائقة في التطبيق واختيار نُظُم الالقاء ومعدلاته والأزمنة بين كل كرتونة واخرى وربط ذلك بمعدلات الانفجار وأزمنة التزهير Blooming وهي الأزمنة التى تكبر فيها السحابة وتصل إلى الحجم العملياتي المؤثر.. ويرتبط ذلك أيضا بسرعة الطائرة وسرعة الرياح واتجاهها وخصائص الرادارات الأرضية ومنحنى التغطية الرادارية... وكلها أمور تتطلب دراسات ومجهودات مسبقة وأعمال استطلاع الكترونى كبيرة.

الرقائق قد تفضح مستخدمها!!

ليس استخدام الرقائق مجرد اسقاط عدد منها ولكنه فن يتطلب مبادئ هامة كما أسلفنا ومنها ماينطبق مع مقولة تيودور روزفلت "لا تشتبك مع عدو إذا استطعت أن تتجنبه، ولكن إذا ضربته فلابد أن تعجزه تماماً". فلقد حدث في 24 نوفمبر 1944 أن قامت قوة جوية يابانية صغيرة قدرت بأقل من 5 طائرات بالهجوم على قوات الحلفاء الموجودة في "تشانج كونج" وفي أثناء الغارة ألقت الطائرات ببعض الرقائق المعدنية طولها 23بوصة وعرضها بوصتان. ومن الحسابات اتضح أنها تعمل ضد الرادارات 225 ميجاهرتز ولم تحقق تلك الإجراءات المضادة أية نتيجة إلا أنها فضحت اليابانيين وأظهرت حقيقة هامة قوامها أن اليابانيين لا يملكون وسائل الاستطلاع الالكتروني الملائمة حيث لم تكن هناك أى رادارات للحلفاء في "تشانج كونج" على الاطلاق!!

الرقائق.. وطمأنينة الطيارين..

أثبتت خبرة الحرب العالمية الثانية فاعلية الرقائق المعدنية كأداة من أدوات الحرب الالكترونية الفعالة التى يمكن أن توفر الخداع والستر للقوات الصديقة وأنشطتها وتربك الرادارات المعادية كما توفر الحماية الذاتية للطائرات وساهمت آلاف الأطنان التى ألقيت على الألمان في حماية أعداد هائلة من الطائرات وأطقمها، ويكفي شهادة العديد من الطيارين " من الأمور التى أدخلت الطمأنينة إلى قلوب الطيارين أن تشتمل الحمولة على بعض الرقائق المعدنية".

رد الفعل الألماني

فوجئ الألمان باستخدام الحلفاء الرقائق المعدنية (chaffs) في هجومهم على هامبورج يوليو 1943 الأمر الذى أدى إلى إعاقة تامة للرادارات الألمانية. وبزوال صدمة المفاجأة لم يستسلم الألمان للرقائق فخصصوا أسبقية عالية للتعامل مع نوع جديد من "حرب الرقائق المعدنية" وشارك العديد من العلماء والمهندسين في حل المشكلة بقيادة د.موللر و د.فاخ.
بدأت المحاولات بتطبيق مبادئ التعديل الدوبلريّ حيث يختلف التردد المرتد من الهدف المتحرك عن التردد الساقط عليه بما يعرف بتأثير (دوبلر) وتوصلوا إلى شاشات إضافية تركب على الرادار تعرف بشاشات تمييز الأهداف المتحركة (M.T.I) وكان رد الفعل سريعا ومتوافقا مع خطورة التهديد حيث تم ظهور التعديل "وزرلاوس" للرادار ورزبورج وذلك خلال أسبوعين من أول هجمة بالرقائق وأصبح ممكنا تتبع طائرة حتى لو كانت الاشارة المرتدة من الرقائق ثلاثة أمثال الاشارة المرتدة من الطائرة. وفي خلال 3 أشهر من أول هجمة تم تجهيز 60% من الرادار وزربورج بالتعديل الجديد وعقدت دورات تدريبية للعمال حيث يقع العبء الأكبر على مهارة العامل ولكن الخسائر الرهيبة في عمال التشغيل كانت عائقا في توفير العدد الكافي من العمال المهرة.
ومع نهاية 1943 ركز الحلفاء على استخدام الرقائق المعدنية مع أجهزة الاعاقة الذى كان بمثابة كارثة، غير أن الألمان سارعوا إلى زيادة حيز التردد مع زيادة سرعة إعادة التوليف ليظهر الرادار "ويسمار" عام 1944 الذي يستلزم دقيقة واحدة لتغيير التردد وأربع دقائق لتغيير الحيز.

الإعاقة وبندول النصر..

عندما شكلت رادارات الانذار المبكر الألمانية "فريا" و "وزرمان" مشكلة للحلفاء حيث كانت القاذفات تفاجأ باستعداد كامل للألمان عند وصول القاذفات إلى مناطق عملها مما شكل بعض الخسائر.. الأمر الذى دفع الحلفاء إلى حمل أجهزة الاعاقة "ماندريل" و"وتنسيل" مما قلل خسائر القاذفات بنسبة الثلث غير أن الألمان ردوا بسرعة حيث تم تغيير ترددات "فريا" من 125ميجاهرتز إلى 107.9ميجاهرتز للهروب من الاعاقة غير أن زيادة حيز تردد ماندريل قد أفشل إلى حد كبير رد الفعل الألمانى.
لقد سجلت الاعاقة البريطانية نقطة ملحوظة في تاريخ الاجراءات الالكترونية المضادة في سجل التاريخ حيث مثلت فعلا حجر الزاوية وأحدثت منعطفاً كبيرا في فاعلية الدعم الالكتروني للقاذفات.
ومع ربيع 1943 زادت التغطية الرادارية لتشمل الحيز (85-720) ميجاهرتز ليزيد كاربت APT-2 العبء على رادارات ورزبورج ويسبب Rug ارتباكا كبيرا في أداء الرادارات الألمانية "سيتاكت" وذلك بالاضافة إلى التهديد الواضح من "دينا" APT-1 وماندريل APT-3 على رادارات فريا..
لقد شهدت الشهور الأخيرة من عام 43 دعما بالغا وتعزيزا واضحا لأعمال الاعاقة وشهد مخططو القاذفات الاستراتيجية مولد نوع جديد من الحرب الالكترونية لأغراض الحماية الذاتية (ASPT) ولم يكن لهم أن يهملوها بأى حال من الأحوال نظرا لامكانياتها السحرية في توفير الحماية الذاتية للقاذفات وتم التخطيط كي تحمل كل قاذفة جهاز إعاقة.
ومن أوائل الطلعات على ألمانيا باستخدام "كاربت" مع القاذفات ظهر نقص واضح في الخسائر كما حدث في الغارة على بريمن ليلة 8 اكتوبر 1943م، حيث كانت الخسارة قاذفة واحدة من إجمالى 42 قاذفة مهاجمة بنسبة 2.4% وهي نسبة تقل إلى ثلث الخسائر في حالة عدم استخدام الاجراءات الالكترونية المضادة.

تكتيك ذكي..

حدث في 8 اكتوبر 1943م أثناء الغارة على بريمن مواجهة ذكية لاعاقة الرادارات العملاقة ورزبورج حول بريمن فلقد كان حيز تردد الرادارات (553-568)ميجاهرتز، ولما كان عرض حيز الاعاقة للجهاز كاربت حوالى نصف ميجاهرتز فلقد استخدمت 42 قاذفة لاعاقة كل الحيز مع توزيع حيز التردد في تتابع على القاذفات الأمر الذى جعل الرادارات مشلولة تماما وغدت كقطع الحديد كما أفاد عمال الرادار الألمان في استجوابهم بعد الحرب.
لقد كان لتوفير عامل تشغيل للحرب الالكترونية (EWO) مخصص في كل قاذفة ليقوم بتشغيل الاعاقة بمجرد دخول منطقة محمية بالمدفعية المضادة بالطائرات والتبطيل بمجرد الخروج منها مستعينا بمستقبلات التحذير الرادارى أثره البالغ في زيادة الدمار المؤلم (Hard Kill).. بعد تنفيذ الدمار اللين (Soft Kill).
وحينما زاد الألمان حيز التردد للرادارات ورزبورج زاد الحلفاء من حيز التغطية بالاعاقة للرادار كاربت ليتمكن الجهاز الواحد من إعاقة (2-3) ميجاهرتز لتتم الاعاقة المؤثرة للرادارات ورزبورج بكفاءة بنفس العدد من القاذفات.
وقد أمكن حمل جهاز استقبال يحدد غلالة التردد العامل فيه الرادار ورزبورج وبعد ذلك يتم استخدام التوليف اليدوي طبقا للحيز المخصص للقاذفة مما زاد كثيرا من فاعلية الاعاقة.

الحلفاء.. والإعاقة المحمولة جوا

بعد الغزو الناجح لنورماندي في يونيو 1944 بدأ التفكير في زيادة فاعلية وكفاءة أنظمة الاعاقة المحمولة جوا. وعندما طور الألمان الرادار ورزبورج ليعمل في حيزات تردد A, B, C مختلفة مع سرعة التحول بين الحيزات ظهرت الحاجة إلى الاعاقة المركزة مع سرعة التوليف وتم استخدام جهاز استقبال أطق عليه المؤشر Pointer للمعاونة في سرعة توليف أجهزة الاعاقة طبقا لتردد الرادار الألمانى.. وظهرت الحاجة إلى عمال حرب الكترونية مهرة وتم عمل برامج تدريب مكثفة ليبدأ التركيز على تجهيز القاذفات الاستراتيجية الثقيلة بأجهزة إعاقة كوسيلة خاصه لتوفير الحماية الذاتية.
لقد بلغ عدد القاذفات التى جهزت بأجهزة إعاقة كاربت خلال عام 1944 ، (9469) قاذفة ثقيلة منها (6860) قاذفة خلال شهر ديسمبر فقط. وزاد معدل اسقاط الرقائق المعدنية على المدن الألمانية ليصل إلى 1000طن شهريا اعتبارا من اكتوبر...
لقد كانت أنظمة الحماية الذاتية بالاعاقة تعطي الطيارين إحساسا بالثقة وتوفر لهم نوعا من الأمان. ولكن على الرغم من تلك المجهودات إلا أن خسائر الحلفاء خلال النصف الثاني من 1944 في الغارات الكثيفة على ألمانيا بلغت 1320 قاذفة ثقيلة بالمدفعية المضادة للطائرات و 438 قاذفة بسبب المقاتلات.
وكانت الأرقام في القاذفات نتيجة للمدفعية المضادة للطائرات كبيرة لدرجة يمكن أن تتلاشى أمامها الكفاءة المتوقعة لمساندة ودعم الاعاقة الالكترونية.. وكانت النتائج محيرة ولكنها كانت ترجع إلى السياسة والتكتيكات الجديدة التى استخدمها الألمان..
الغلالات التكهنية..
أفاد الأسرى الألمان عند استجوابهم بواسطة خبراء الحلفاء بعد الحرب بأن الاعاقة كانت فعلا رهيبة وغريبة الشكل ووصفها البعض بأنها كانت رائعة Fantastic لدرجة أنها طمست تماما كل شيء على شاشات الرادار ورزبورج المستخدم لقيادة نيران المدفعية المضادة للطائرات، ولكن كان السؤال المحير وكيف زادت الخسائر؟!
كان الجواب هو أن الأوامر كانت صريحة لأطقم المدفعية أنه بمجرد أن تغدو الاعاقة كثيفة ويفقد الرادار أهميته في توجيه النيران تقوم الكتائب بتنفيذ غلالة رهيبة من النيران أمام القاذفات المهاجمة القادمة باستخدام أعداد رهيبة من الطلقات، وهذا في الواقع مازاد من الخسائر في القاذفات على الرغم من تأثير الاعاقة الرهيب وأطلق على هذا التكتيك الغلالات التكهنية Prediced Baage حيث يتم عمل صندوق نيراني في المنطقة التى تفيد المعلومات عن أنها على الارتفاع وفي الاتجاه المناسب لاقتراب التشكيل المهاجم.
لقد كانت فلسفة الألمان تتمثل في فكرة جهنمية مضمونها غسْل مخ للحلفاء بخصوص نتائج تأثير الاعاقة علاوة على خفض الروح المعنوية للطيارين والاستفادة من أى ضربة حظ تأتي من احتمالية إصابة أى قاذفة للحلفاء.
لقد كان معدل استهلاك ذخيرة المدفعية كبيرا حيث ارتفع معدل الاصابة للقاذفة من 800 طلقة إلى أكثر من 3000 طلقة للقاذفة الواحدة طبقا لتعليق الألمان، وكان ذلك اكبر كثيرا من قدرة المصانع الألمانية على الانتاج واستنفدت هذه السياسة كل مخزون الذخيرة المضادة للطائرات..
واتخذ الحلفاء تكتيكات مضادة بتكثيف أعمال الاعاقة حيث قامت 720 قاذفة أمريكية بالهجوم على هامبورج يوم 25 اكتوبر 1944 ورغم الغلالات التكهنية الألمانية لم تسقط سوى قاذفة واحدة!
أنساق التردد.. ومقاومة الاعاقة..
في إحدى خطط الدفاع عن هامبورج لصد هجوم جوي باستخدام المدفعية المضادة للطائرات تم تخصيص الترددات بصورة أنساق فتلك الرادارات ورزبورج خارج دائرة المدينة تعمل على الترددات (A) أما تلك التي في المنتصف فتعمل على الترددات للحيز (B) أما الرادارات التى في مركز الدفاع فتعمل في الحيز (C).
وبمجرد اقتراب الطائرات المغيرة يبدأ تشغيل رادارات الحيز (A) ممايساعد على جذب انتباه عدد من أجهزة الاعاقة كاربت المحمولة جوا. ثم بعد ذلك تبدأ رادارات الدائرة المتوسطة في تشغيل رادرات الحيز (B) أملا في جذب انتباه باقي أجهزة الاعاقة كاربت.
وبمجرد الاقتراب من مركز الهدف يبدأ تشغيل رادارات الحيز (C) بصورة مفاجئة أملا في أن يصبح هذا الحيز خاليا من الاعاقة مما يوفر قدرة على قيادة وسيطرة مؤثرة على النيران المضادة للطائرات تؤدي إلى زيادة خسائر قاذفات الحلفاء.
وعلى الرغم من التخطيط الجيد للعملية لم تظهر صعوبة لدى الحلفاء في اختيار ترددات الاعاقة التى تم ضبطها مسبقا في الحيزات كلها ومنها الحيز (C) بسرعة توليف عالية، الأمر الذى خيب ظن الألمان وأفسد تكتيكاتهم المضادة، مما أضاف فاعلية غير محدودة لقاذفات الحلفاء ليسهم ذلك الدعم الالكتروني في إجبار الألمان على التسليم.. ليكسب الحلفاء الحرب..
جدوى الدعم الألكتروني
لقد قللت الاجراءات الالكترونية كثيرا من الخسائر في القاذفات الثقيلة، ويكفي للتدليل على ذلك أن الفرقة الثامنة قامت بعدد 144000 طلعة طائرة أكثر من ثلثيها استخدمت فيها الرادار في جو من الضباب والسحب الكثيف فقدت خلالها 1100 طائرة وذلك من سبتمبر 1944م وحتى نهاية الحرب.
ونظرا لأن معظم القوات الجوية الألمانية قد أخرجت تماما من سماء المعركة.. فلقد أصبح الرادار هو الوسيلة الوحيدة للألمان لتوجيه وسائل الدفاع الجوى الأرضية للتعامل مع هجمات الحلفاء. ومن هنا كان الخداع الراداري مؤثرا وفعالا.
وعندما قامت الفرقة الثامنة الجوية بحوالي 30 ألف طلقة قاذفة ثقيلة ضد أهداف مدافع عنها جيدا كان معدل الخسائر 150 قاذفة فقط أى بنسبة أقل من 1/2 في المئة.
ويقدر الخبراء أن الاجراءات الالكترونية قد أنقذت (400-450) قاذفة ثقيلة و (4000 - 4500) طيار عالي التدريب خلال الغارات على ألمانيا فقط.. فإذا كانت ثمن القاذفات فقط يقدر بحوالى 150مليون دولار وثمن الأنظمة الالكترونية لأغراض الدعم 75 مليون دولار فإن ذلك يظهر جدوى كبيرة.. بخلاف من يتم إنقاذه من الطيارين.
المصدر
مجلة الحرس الوطنى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

في أعمال الدعم الالكتروني في الحرب العالمية الثانية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نظام الدعم الالكتروني VERA-NG
» وثائقي مميز و حديث عن الحرب السوفيتية-الالمانية في الحرب العالمية الثانية
» "الرحلة الحزينة إلى الحرب"... قصة استنزاف البريطانيين للمصريين في الحرب العالمية الأولى
» خطة قوس قزح : سيناريوهات الحرب في تصور القيادة الامريكية ايام الحرب العالمية الاولى و بعدها
» أسرار برلين بعد الحرب العالمية الثانية | كيف تحولت عاصمة الرايخ إلى وكر للجواسيس | الحرب الباردة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: الالكترونيات العسكرية - Military Electronics-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019