أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

الامتحانات-درس امام-

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 الامتحانات-درس امام-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
su-41

عقـــيد
عقـــيد
su-41



الـبلد : الامتحانات-درس امام- 61010
التسجيل : 29/04/2008
عدد المساهمات : 1483
معدل النشاط : 249
التقييم : 21
الدبـــابة : الامتحانات-درس امام- C87a8d10
الطـــائرة : الامتحانات-درس امام- 51260b10
المروحية : الامتحانات-درس امام- B97d5910

الامتحانات-درس امام- Empty10

الامتحانات-درس امام- Empty

مُساهمةموضوع: الامتحانات-درس امام-   الامتحانات-درس امام- Icon_m10الجمعة 13 يونيو 2008 - 23:25

بحكم عمل اخي امام باحد المساجد ارتايت ان اقدم لكم بعض دروسه

الخطبة الأولى
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].
أيها الناس، في هذه الأيام ينتبه العقل ويحسُنُ الوعي، ويحيا الجد ويقل اللعب، ويرقى مستوى الفكر، وتسلك النفس الطريق الأقوم والنهج الأسلم؛ لأن الناس يواجهون ما يسمى بـ(كابوس الامتحانات)، إذ يرتفع مستوى الضغط والقلق والعناء لدى كثير منهم، فتعلو الهمم وتلتهب العزائم وتعظم الجهود، وتُستفرغ الطاقات إلى حال يسرّ الناظر ويبهج الطالع ويغري العاطل والجاهل. لقد استنفر الجميع للامتحانات الكبار والصغار والرجال والنساء.
وايم الله، إنها لصورة مذهلة، همم أولئك الطلاب الذين يكرّسون جهودهم للمقررات فيفلُّونها فلاًّ، ويسهرون لها ليلاً، ويتركون لأجلها لهوًا ولعبًا. كم سمعنا ورأينا طالبًا قرأ في ليلة مائة صفحة، وآخر لم ينم إلى الفجر، وآخر مكث بضع عشرة ساعة يذاكر، وآخر قد تغير وجهه من طول المذاكرة والقراءة. همم كبيرة ونفوس عظيمة، هي ذريعة التفوق والبروز والنجاح، بها نفخر ونتشرف ونعتز ونشيد.
ذي المعالي فلَيعلوَنَّ من تعالَى هكذا هكذا وإلاّ فـلا لا
شرَفٌ ينطِحُ النجوم برُقيِّـه وعِـزٌ يقَلقِـل الأجبـالا
من أطاق التماسَ شيء غِلابًا واغتصابًا لم يلتمسه سؤالا
كـلُّ غـادٍ لحـاجة يتمنى أنْ يكونَ الغضنفرَ الرئبالا
أيها الآباء الكرام، حَسنٌ فيكم اهتمامكم بأبنائكم، وبصيرتكم بمستقبلهم، وحرصكم على حياتهم، إذ الامتحانات فيها ثمرة العلم ويقظة الوعي وتربية الجد والمثابرة والصبر، وعند ذكرها يلوح للبصراء قضايا مهمة هي أجلّ وأعظم، ومسائل مهمة هي أهمّ وأحكم، ربما خفيت على كثير منا، فلقد وددنا ـ كما سعى هؤلاء الآباء والأولياء في تعظيم وطأة الامتحانات وتذكير الأبناء بها ـ أن يسعوا في تعظيم طاعة الله في قلوبهم، ويحضوهم على صالحات الأعمال والمبادرة إليها، فإنها هي التجارة الرابحة والكنوز المضاعفة والنجاح التام، كالصلاة وأعمال الخير والبر، فهؤلاء الآباء يوقظون أبناءهم للامتحان، ويحذرونهم مغبة التأخر والإهمال والإخفاق، ويلهبون في نفوسهم مسألة التفوق والظهور والنجاح، وبعض هؤلاء الآباء لا يوصي ابنه بالصلاة والمواظبة عليها إلا في الامتحانات، ويعلّق عليها التوفيق والفتح من الله تعالى، وإذا انقضى الامتحان نسي النصح والتذكير، وسار الابن ضائعا بلا واعظ أو نذير.
أيها الأب الواعي، إنا لنعجب بعظم إيمانك بالامتحانات وإعدادك الأبناء لها، وبضعف إيمانك بالجنة والنار، فأنت تبني أبناء للدنيا؛ لمنصب أو وظيفة، وتنسى بناءهم للآخرة؛ يضيعون الصلاة فلا تحاسبهم، ويتيهون في براثن اللهو والضياع ولا تسألهم، يقصرون في سلوك طرق الخير ولا تبالي، ويسارعون في طرق الشر ولا تعظهم أو تحذرهم.
إنا لنعجب كيف قلَّ فقهك عندما أصلحت وضع ابنك الاجتماعي ولم تصلح أوضاعه الدينية؛ يهمل الفرائض، ويقارف المحرمات، ويصاحب الأراذل، وتفسد الأخلاق، وأنت تغذيه وتسمنه، ظانًا أنك اتقيت الله فيه ورعيته أحسن الرعاية وصنته أجمل الصيانة، قال : ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته)).
أيها الأب المؤمن، إن وثيقة الدراسة ليست وثيقة هداية ورشد وصلاح، وهي لا تعني النجاح في الآخرة، ولا تعني السلامة من النار. هل غاب عنك أن زهرات الدنيا متع زائفة قليلة، ليست هي الغاية المطلوبة ولا النجاة المرغوبة؟!
واترك الدنيا فمن عاداتها تَخفض العالي وتعلي من سفََلْ
واتق الله فتقوى الله مـا جاورت قلب امرئ إلا وصلْ
ليس من يقطع طرقًا بطلاً إنما مـن يتقـي الله البطـلْ
هل تأملتم ـ أيها الآباء ـ في أناس حصلوا الشهادات ثم رحلوا إلى الله؟! هل فكرتم في أقوام كدحوا في نيل المناصب وحيازة الأموال حتى إذا وصلوا أفناهم هادم اللذات، فلا شهادة نفعت، ولا منصب شفع، ولا مال آزر وأغنى؟!
فالمهم هنا أن نصلح أبناءنا لما هو أهم وأعظم، وأن تكون نظرتنا للامتحانات نظرة متّزنة معتدلة، فوالله لصلاح ابنك وهدايته خير من لذائذ الدنيا وزهراتها لو تأملت وفكرت قوله تعالى: فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ [آل عمران:185].
إخواني الطلاب، إنَّ الوعي والجدّ اللَّذَين تَمَّا لكم في الامتحانات تاج فوق رؤوسكم، ومفخرة عظمى لآبائكم ومجتمعكم، لكننا نطمع في ديمومة تلك الهمم العالية وذلك الاجتهاد المنقطع بعد الامتحان، وليس بعسير عليكم أن تبذلوا تلك الهمم في تلاوة القرآن وحفظه وقراءة كتب السنة والتفسير أو مطالعة السيرة النبوية؛ لكي تصح عقولكم وتنشرح صدوركم وتسمو هممكم.
إخوتي الطلاب، قبيح ـ والله ـ أن تبقي تلك الهمم مختزنة، وإذا أُخرجت أُخرجت في أمور مهينة وأمور عاقبتها وخيمة. يقول الشيخ العلامة علي الطنطاوي رحمه الله: "لو أن همم أبنائنا في القراءة كهمهم في الامتحانات لأخرجنا علماء كثيرين، ولا نريد في كل أسبوع عالما، بل في كل شهر فحسب".
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين...



الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين.
أما بعد: فإنه لحري لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعد للامتحان الأكبر، ويجمع للامتحان الخطير، فإنه بحق هو الامتحان والاختبار، وفيه الربح والخسارة، وفيه النجاح والفشل.
واعلموا أن الفوز هناك فوز دائم، والإخفاق إخفاق دائم، فأعدوا لذلك الامتحان عُدته، وخذوا له أُهبته، وإنه لمن الغفلة بمكان أن يُرى الإنسان عاملا للدنيا غافلا عن الآخرة، ومصيبة عظمى أن يسعى الآباء والأولياء في تعظيم امتحانات الدنيا في قلوب أبنائهم ويغفلون عن امتحان الآخرة، اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ [الأنبياء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].
إن وقاية الأبناء ليست بشهادات الدنيا، وليس بالتفوق فيها، إن الوقاية الحقة أن تفتح لهم دروب الحق والهدى والنور، أن تُقرب لهم الهداية وأن يجنبوا الغواية. فما الفائدة أن يحوز الأبناء الشهادة والتقادير العالية وهم عاقون لآبائهم وأمهاتهم ومضيعون حقوق ربهم، بل ـ والعياذ بالله ـ هم نواب إبليس في الشر والضلالة؟!
فاتقوا الله أيها الآباء، وتفكروا في الامتحان الخطير، وزوّدوا أنفسكم وأبناءكم بزاد كريم، لكي يحصل الفوز ويحق النجاح، فاعتبروا يا أولي الأبصار.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
su-41

عقـــيد
عقـــيد
su-41



الـبلد : الامتحانات-درس امام- 61010
التسجيل : 29/04/2008
عدد المساهمات : 1483
معدل النشاط : 249
التقييم : 21
الدبـــابة : الامتحانات-درس امام- C87a8d10
الطـــائرة : الامتحانات-درس امام- 51260b10
المروحية : الامتحانات-درس امام- B97d5910

الامتحانات-درس امام- Empty10

الامتحانات-درس امام- Empty

مُساهمةموضوع: رد: الامتحانات-درس امام-   الامتحانات-درس امام- Icon_m10الجمعة 13 يونيو 2008 - 23:27

الخطبة الأولى
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70، 71].
أيها الناس، في هذه الأيام تشتعل العزائم وتتوقد الهمم وتتضافر الجهود؛ استعدادًا لما يسمى بالامتحانات. تتهيأ المدارس والمؤسسات العلمية بجميع مرافقها وأعضائها، ويهتم الآباء بتوجيه أبنائهم وتشجيعهم، وينشط الطلاب للمذاكرة سهرًا وجدًا واجتهادًا.
العقول الخاوية تصبح بالامتحانات واعية، والنفوس الباردة تصير بالامتحانات جادة، والهمم الفاترة تتحول لتكون عالية صامدة. إن الامتحانات تحدث نقلة في حياة الناس عجيبة؛ فتجد أكثر الناس مهتمين بها، معظمين لها، حريصين عليها.
لماذا كل هذا الاهتمام بالامتحانات؟! لقد آمن الجميع أنه اجتياز طريقٍ للمستقبل، أو ضمان الوظيفة، أو نافذة للرزق، أو كسب السمعة وحسن الصيت، لذلك فإن تحطيم أستار الكسل والضعف والبرود في الامتحانات لم يعد غريبا في حياة الناس، بل قل: حتى في حياة الكسالى والباردين.
أيها الإخوة الكرام، لقد باتت النظرة التربوية للامتحانات مفرطة عندما بالغت في الاهتمام بها وحشد الطلاب لها، حتى صار الشغل الشاغل هو الامتحانات، وغدا المتفوق والمهمل والجاد والكسول يدركون شدة وطأة الامتحانات وعظيم الخيبة عند إهمالها أو عدم الاستعداد لها.
فأصبحت الامتحانات حينئذ قضية كبرى وغاية منشودة، أربت على الرسالة التربوية الجادة من إصلاح الجيل وبناء العقول وتوثيق عُرى الدين ومكارم الأخلاق.
فيجب علينا كمسلمين ـ متعنا الله بالعقول والبصائر ـ أن نعتدل في نظرتنا للامتحانات، ونوصي أبناءنا والتلاميذ بالجد والاجتهاد فيها، دون إغفال جوانب الإصلاح والتربية، التي هي مقصود المدارس والمؤسسات التعليمية.
نحن لا نريد أن ترتفع المعدلات والدرجات مع انخفاض التديّن والأخلاق في حياة هؤلاء الناجحين. ولربَّ حائزٍٍ على تقدير عالٍ ويوضع في لوحة الشرف وهو لا يمتّ للخير والخلق بصلة.
في الامتحانات يدخل طلابٌ المساجد، لم يكونوا يعرفونها من قبل، مظهرين النسك والخير والضراعة لله، ابتغاء النجاح والتفوق، وهذه فرصة مهمة للمعلمين والمربين وأئمة المساجد، أن يزيدوا في إيمان هؤلاء ويحرصوا على تعليقهم بالله، وربط مستقبلهم بتوفيق الله ورعايته وتأييده، وأنهم فقراء إليه، محتاجين لفضله وإنعامه.
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأوّل ما يقضي عليه اجتهادهُ
وفي ظلّ انفِتاح هذا العصر تتناءى طوائف غير قليلة عن المساجد، ولا تبالي بأهمية التوكّل على الله وسؤاله التوفيق والنجاح.
وهؤلاء هم في أمسّ الحاجة إلى النصح والتذكير، وحين نذكر قبيل الامتحان بأهمية الامتحان وضرورة التهيؤ له نذكر بأهمية الصلاة واللجوء إلى الله، فمنه يُستمد النجاح والتفوق والتميز، فهو أهل الفضل والمن تبارك وتعالى: وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [النحل:53].
أيها الإخوة، إن المتأمّل لمسألة الامتحانات يدرك لها فوائد كثيرة غير النجاح والشهادة، والتحرر من الدراسة ورهق المذاكرة، فمن فوائدها: إقبال التلاميذ على المساجد، ودعاؤهم الله كثيرا بالنجاح والتوفيق، وفي ذلك تربية إيمانية لا تخفى، جدير بنا أن نستثمرها وننميها.
ومن فوائدها: استيقاظ الهمم والعقول، وتحولها إلى منابع تفيض بالجد والاهتمام والاستبصار.
ومنها: تفجر الطاقات عن مظاهر من العمل والنبوغ والصمود؛ من أجل نيل رمز النجاح ووسام التفوق.
ومن فوائدها: العزوف عن اللعب واللهو، فتقلّ العناية بالكرة على سبيل المثال عند كثيرين أيام الامتحان.
ومن فوائدها: استطعام الحياة الجادة، وترك حياة الكسل والنوم والبطالة، وفي ذلك تربية للإنسان على الدأبَ والصبر ومقاومة شدائد الحياة.
ومنها: إيقان الجميع بأن لكل ثمرة ولذة نصَبًا وجهدًا، وأن الأمنيات لا تنال بالأحلام والتخيلات، وإنما بالهمم العالية والنفوس الدائبة.
وما نيلُ المطالـب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا
فمن استطاب الراحة واستلذَّ بالنوم وارتاح للفراغ فهذا لا يصعد عَلما ولا يحقّق أملا. يقول أحد الأدباء الفضلاء: "لو أن همم أبنائنا للعلم كهمهم في الامتحانات لأخرجت الأمة علماء كثيرين، ولا نريد في كل أسبوع عالما، بل في كل شهر فحسب".
أيها المسلمون، إن قضية الامتحانات لا تعدو أن تكون قضية دنيوية، فما ينبغي إعطاؤها أكثر من حجمها، أو التهويل من شأنها على حساب قضايا جليلة في حياة الناس، ولا يليق بمؤمن بالله واليوم الآخر أن تنسيه الدنيا الدارَ الآخرة وفيها الفوز والفشل والنجاح والخسارة، وقد كان من دعاء النبي المأثور: ((اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا)). وكم من ممتحن لم يدخل الامتحان حتى وافاه الأجل، وكم من ناجح متفوّق حُرِم لذة التفوّق ولم يرَ الشهادة. فينبغي علينا كمسلمين أن نعطي الأمور حجمها، وأن لا تنسينا دنيانا أخرانا، فإن النجاح الحقيقي هو النجاح في امتحان يوم القيامة، حينما تسودّ وجوه وتبيض وجوه، وتعلو أنفس وتسقط أنفس، فهنالك الحياة الحقيقية والفرح الدائم.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الفائزين بجنات عدن، الناجين من النار، إنه على كل شيء قدير.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم...



الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الفضلاء، ومن فوائد الامتحانات: أن أهلها يعظمون الوقت فيها، ويحرصون على حفظه وعدم إضاعته، فيسابقونه ويتقلّلون من الطعام والزيارة والخروج من أجله، فليت هؤلاء الشباب يحفظون الأوقات دائما كحفظهم لها في الامتحانات. فالوقت هو عمر الإنسان، وفيه شقاوته وسعادته، وسوف يسأل عنه يوم القيامة، وقد ذمّ الله تعالى أقواما بتضييعهم الوقت وعدم الانتفاع به، فقال تعالى: أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر:37].
أيها الإخوة، لا يزال الترهيب من الامتحانات يورث صورًا من الخوف والقلق وتغيرا في النفس وشحوبا في الوجه وتدهورا في الصحة، فيجب علينا تعميق النفوس بالإيمان، وزرع الثقة في الطمأنينة فيها، والاستعداد للامتحان دون مبالغة وتهويل وتخويف، وتربية الأبناء على التوكل على الله وسؤاله الفتح والتوفيق والنجاح، فإنه المنعم المتفضل سبحانه وتعالى، بيده مفاتيح الفرج ومنابع اليسر والرزق والتوفيق. فما يذكَر تعالى في عسر إلا يسَّره، ولا كربة إلا فرَّجها، ولا مخافة إلا أمنها، ولا صعب إلا هونه تبارك وتعالى، مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ [فاطر:2]
وكان كثير من الأئمة إذا تعسّرت عليه الأمور أو أشكلت عليه المسائل يكثر الدعاء والذكر والاستغفار إلى من هو على كل شيء قدير، الذي لا تعجزه الحاجات، ولا تشق عليه الملمات، فما هو إلا وقت يسير فينحل الإشكال وتزول الملمة وينقشع الهم. وبقدر صدق العبد وإخلاصه وكثرة توجهه تنزل عليه البركات وتغشاه الرحمات، ويلازمه التوفيق والنجاح في كل شؤونه وأموره.
إخواني الكرام، لا تزال كلمة العقلاء من العلماء والمفكرين والباحثين تتفق أن النجاح في الحياة وتحقيق الأماني مرهون بالهمة العالية والكفاح الدائب، ومن شروطه ترك الكسل ومجانبة البطالين وهجر الراحة والرفاهية، قال الإمام يحيى بن أبي كثير رحمه الله: "لا يُستطاع العلم براحة الجسد".
خرج أحد العلماء وهو القفَّال الشافعي يطلب العلم وعمره أربعون سنة، بينما هو في الطريق جاءته نفسه فقالت له: كيف تطلب العلم وأنت في هذا السن؟! متى تحفظ؟! ومتى تعلّم الناس؟! فرجع، فمرّ بصاحب ساقية يسقي على البقر، وكان الرّشاء ـ أي: الحبل ـ يقطع الصخر من كثرة ما مرّ، فقال: أطلبه وأتضجّر من طلبه!
اطلبْ ولا تضجر من مطلبٍ فـآفة الطالـب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول الْمدى على صليب الصخر قد أثَّرا
وكان هذا الموقف عظةً له، واصل من خلاله طلب العلم، وجدَّ واجتهد، حتى بلغ المنزل، وصار من أئمة الشافعية ومن العلماء الكبار رحمه الله.
فهنيئا لمن أخذ بأسباب علو الهمة وكبر النفس، فرُزق نفسًا تواقة، تطلب العلا وتأنف من الأقذاء، وتتجرأ على الصعاب والمضايق، إنها لقمّة الفرح والسعادة وقد قيل: "بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنَّى".
اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الامتحانات-درس امام-

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» برنامج icdl الامتحانات+الشرح
»  لماذا يرسب الطلاب في الامتحانات ؟
» ما هي فرص الرافال امام ال f35 ؟
» الابرامز امام الاهرامات
» فيلم (امام الدم)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام الاداريـــة :: الأرشيف :: مواضيع عامة-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019