الاقتصاد.. وزمزمات السحرة.. قريب من قريب
لكن بعض السحرة يزعم أن شاشات العالم وطرقات العالم والأسواق والبيوت وطيور البطريق كلها سوف يزدحم ويتلاطم الأسبوع هذا..
والسبب هو خطاب صغير يرسله أوباما أمس الأول إلى الكونجرس يقول
ما لم يوافق الكونجرس على زيادة نسبة الأرباح فإن الاقتصاد «الأمريكي والأوروبي والعربي هكذا قال» كله سوف ينهار. والشاشات تكمل المشهد بقولها إن الانهيار هو الآن صخرة فارقت حافة الهاوية... وانطلقت في فضائها.
والشاشات تقول إن ديون أمريكا «الدمل الذي ينفجر الآن» تبلغ قيمتها أربعة عشر تريليون دولار.. تريليون.. نعم.
والعجز السنوي الأمريكي الذي يستعير «البنطلون» العربي يبلغ ثلاثة مليارات وسبعمائة مليون دولار.
والشاشات تقول إن الانهيار الآن هو «مريض إن عالجته مات في أسبوع وإن لم تعالجه مات بعد سبعة أيام.
العجز يضرب العالم.
العالم الذي تجره عربة الكاوبوي الأمريكي من قدميه.
وانفجار فقاعة النظام العالمي إن صدقت وانفجار المجاعة حول السودان .. المجاعة الآن تطحن شرق إفريقيا كله.
وانفجارات أخرى كلها تجعل السودان الآن يفتح عيون من تحيط به الذئاب.
والغريب أن الفقاعة التي تنفجر الآن بعنف لا سابق له إن صدقت القنوات هى ما صنعته أمريكا أيام طهران وعام 1951م.
وأمريكا بعد الحرب حين تجد أن الحرب العسكرية ضد السوفيت أصبحت مستحيلة تتحول إلى حرب أخرى..
الحرب الاقتصادية.
ومصدق الرئيس الإيراني الأصلع الصلب حين يقوم بتأميم النفط أمريكا ترسل أحد خبراء «السي. اي. ايه» كيرمت روزفلت. وروزفلت يشتري نصف نواب البرلمان.
بعدها وبعد شهرين = كان مصدق سجيناً في غرفة مثلجة.. والجماهير تهتف في الطرقات للشاه..
وكيرمت روزفلت ينظر من الطابق الرابع في السفارة الأمريكية.
ونموذج طهران ينجب أغرب لجنة في الأرض.
لجنة مهمتها هي «تدمير اقتصاد دول العالم».. تدمير .. نعم.
والتدمير يعتمد على الديون التي تصبح حبلاً في عنق العالم..
لكن الحبل يذهب الآن إلى عنق أمريكا.
وراجع خطاب أوباما وتريليونات ديون واشنطون.
إن صدقت التكهنات حول خطاب أوباما فإن عصراً جليدياً يبدأ الآن..