للمدفع المحمول في الطائرات القتالية تطبيقات في مجالات جو- جو، وجو- أرض. في الحالة الأولى، ينطلق أنصار المدفع من مبدأ أن الأسوأ ممكن دائماً: التدابير الإلكترونية المضادة الفعالة، وقواعد الاشتباك التي تتطلب التحقق البصري، أو ببساطة: نفاد الصواريخ، السينايورهات ليست قليلة لجعل المعارك القصيرة المدى أو القصيرة المدى جداً ممكنة. لا ننس أيضاً تدابير "بوليس الجو" وحالات الاعتراض التي يمكن أن تستلزم رمايات الإنذار.
يركّب المدفع، المحسِّن للمعركة الجوية، بالضبط (التثبيت) الموجب بالنسبة إلى محور الطائرة الطولاني، لتسهيل رمي وضعية الانحراف، أي بعبارة أخرى تمكين القنابل من الانطلاق بخط مستقيم في الانعطافات لبلوغ الهدف. وبالعكس، يصبح الضبط سالباً بالنسبة للرمي جو- أرض، الميدان الذي يتيح وجودُ المدفع فيه تدميرَ الأهداف المناسبة، غير المتحركة كثيراً أو المتوقفة، نموذجياً مركبات أو رجال دون حماية.
عند توصيف طائرة Rafale في الثمانينيات، قدر أن المدفع يمكن أن يكون مفيداً في حالتي جو- جو، وجو - أرض على حد سواء. وسُوّي الأمر بتثبيت السلاح في درجة صفر) ، حسب عبارة الكولونيل "جيليه"، المسؤول عن برنامج Rafale في سلاح الجو الفرنسي.
ومع إيقافها إنتاج مدافع DEFA 553/4 التقليدية، التي زوَّدت بها طائرتي Mirage FI و Mirage 2000 طورت شركة GIAT المدفع 30M-791، المصمم خصيصاً للطائرة الجديدة، مع احتفاظها بعيار 30 ملم.
يتميز هذا السلاح أولاً بمعدل رمي عال جداً 2700 طلقة- دقيقة وسرعة فوهية بدئية ممتازة (1025م- ثا). وكان لا بد أن يجعل اقتران هاتين الميزتين السلاح مؤهلاً للرمي مواجهة، وهو تمرين عالي المستوى يتطلب أيضاً تطوير وظائف نوعية بالنسبة لحاسب calculateur الرمي والرادار.
في الواقع، في مثل هذه الحال الافتراضية، يمكن ان يكون لطائرتين مطاردتين سرعة اقتراب هي أعلى بكثير من (ماخ 2). عندئذ، يستغرق المدى المجدي للمدفع، نحو 2000م، أقل من ثلاث ثوان. على الحاسب، في هذه البرهة من الزمن، أن يقدر بدقة نقطة الالتقاء المحتملة بين مسار القنابل ومسار الطائرة المعادية. مع ذلك، إن التغلب على هذه العقبة ممكن (نظرياً) من خلال تطوير حاسبات محمولة في غاية القدرة.
عملياً، تجعل خفة الأهداف (رشاقتها) وتعميم التدابير الإلكترونية المضادة، عملَ رادار قيادة الرمي دقيقاً وحساساً، والرميَ مواجهةً، غيرَ واقعي قليلاً، على الأقل ضد الطائرات القتالية. ذلك خصوصاً أن على سبابة الطيارين اليوم أن تكون خفيفة جداً على الزناد. طائرة Rafale 125 قنبلة فقط، أي أقل بقليل من ثلاث ثواني رمي، بمعدل أقصى. من جانب آخر، سيتيح منتقٍ selecteur إطلاقَ رشقات قصيرة جداً، معيرة مسبقاً، من بضع عشرات من القنابل.
تبقى أخيراً مسألة دمج سلاح المتن، حالما يلقى مبدأ وجوده القبول. يبقى المدفع، وهو في غاية الدمجية، معيقاً على مستوى المطاردات، التي يشعل حجم وكتلة تجهيزاتها مساومات مريرة. كثيرون دون شك هم المهندسون أو العملياتيون operationnels الذين يتمنون أن يستبدلوا بال 120كغ، التي يزنها السلاح (مضافاً إليها 80 كغ من الذخائر) مكافئَه من الوقود أو من العلب الإلكترونية . كان هذا الخيار قد طبق على طائرات 2000 Mirage ذات المقعدين (B، D، و N)، حيث جرى التخلي عن المدافع بهدف التمكن بشكل خاص من إيجاد مكان لعضو الطاقم الثاني. كما لن تزود طائرات Rafale ذات المقعدين، من Aeronavale، بمدفع لأسباب تتعلق أيضاً بالكتلة عند الهبوط على سطوح الحاملات، ذلك أن المدفع لايعيق ويزن فقط، بل أيضاً يعرّض البنية التي تحمله لضغوطات ميكانيكية ضخمة عند استخدامه. ويتطلب دمجه في الطائرات القيام بدراسات اهتزازات vibrations متطورة جداً و التحقق من توافقية وجوده مع مجمل التجهيزات المحيطة.
هذا القدر من التجهيزات التي سبق أن زُودت بها Rafale أحادية المقعد دفعت الكولونيل "جيليه" إلى القول: "في مرحلة التطوير هذه، الأكثر تقدماً من مرحلة تطوير طائرة Typhoon الألمانية الفدرالية، سيكون لدينا ما نفقده إذا تخلينا عن المدفع بالمقارنة مع إبقائه، حتى لو لم يُستخدم قط...".
وعن السؤال "لماذا المدفع؟ يجيب مصممو طائرة F-22، هم أيضاً: "لأن هنالك جنرالات". بعبارة أخرى، يُحكم على المدفع في الطائرة القتالية الحديثة من منظور ذاتي جداً. وفي غياب الحجج الحاسمة، (مع) أو (ضد)، يقرر القادة وفق يقينهم .... ومنذ هفوة ال phantom المأساوية، لم يجرؤ أحد على الاستغناء عنه، خوفاً دون شك من عدم اتخاذ القرار المناسب. لا أحد، حتى البريطانيون اليوم.
المصدر :مجله الحرس الوطنى