تتطور الصناعات العسكرية في الخليج العربي بشكلٍ ملفت، حيث أصبح هناك صناعة عسكرية محلية ذات كفاءةٍ عالية
الأمر الذي خولها دخول الأسواق الإقليمية والعالمية،
وبنى سمعة خاصة بها. واليوم، تتميز المملكة العربية السعودية بصناعاتها العسكرية في مجال المركبات المدرّعة على سبيل المثال.
يقوم مصنع المدرعات والمعدات الثقيلة بإنتاج العربات المدرعة بأنواعها، إضافةً إلى تطوير وتحديث وتدريع العربات العسكرية، إلى جانب أعمال أخرى
في مجال التجهيزات العسكرية والأمنية، وهو تابع لمؤسسة العامة للصناعات العسكرية في المملكة.
وقد طورت الشركة ثمانية أنواع من المركبات المدرعة، هي مركبة "الشبل 1" العربة المدرعة الخفيفة ذات الدفع الرباعي 4x4،
هيكلها مصنوع من الفولاذ عالي القساوة
بحيث يوفر حماية ضد الأسلحة الخفيفة(7,62 مم) من كل الاتجاهات، كما صمم بطريقة انسيابية وبزوايا لزيادة مستوى الحماية،
وزجاجها مدرع في الأمام والجانبين. وقد تم تزويد العربة بأبواب في الجانبين والخلف، إضافة إلى فتحة البرج في أعلى العربة، ونظام محكم للأقفال.
وزودت العربة بحلقة منصب تدور360 درجة، وبمنصة ذات ارتفاعات متعددة لتمكين الرامي من الحصول على الوضع المناسب أثناء الرماية.
وهي تتسع لأربعة أشخاص، ويبلغ وزنها الكلي 3650 كغ، أمّا وزن التحميل فيصل حتى 600 كغ.
وتتميّز "الشبل 2" عن "الشبل 1" بأنّ برجها يعمل بنظام التحكم عن بعد مجهز لأنواع من الأسلحة، إضافة إلى أنظمة الرؤية والكشف، ومنصب لأسلحة
متعددة (7,62 ملم،12,7 ملم، 40 ملم)، كما لها فتحات رماية في الجوانب والخلف، وعجلاتها مزودة بحشوة مقاومة للرصاص، وتتسع لسبعة أشخاص،
ويبلغ وزنها الكلي 4600 كغ، ووزن التحميل يصل حتى 1000 كغ.
وطورت الشركة أيضاً عربة "المهمات الخاصة" التي كانت في الأصل سيارة مدنية، تم اختيارها لكفاءتها، وتوفر قطع غيارها وسهولة صيانتها،
إضافة إلى انخفاض تكلفتها مقارنة بالعربات العسكرية. وقد تم تزويد هذه العربة بالعديد من التجهيزات ومن أهمها منصب لأسلحة متعددة
(7,62 ملم، 12,7 ملم، 40 ملم) ومقرات الأسلحة الشخصية، ومقرات صناديق الذخيرة وكراسي الجنود، إضافةً إلى منصب خلفي للرشاش عيار 7,62 ملم.
وتم تدريع العربة جزئياً، في المقدمة، وفي قمرة القيادة والرامي، ضد الأسلحة الرشاشة الخفيفة ذات عيار 7,62 ملم.
ويوفر الزجاج المدرع مستوى الحماية نفسه الذي يوفره الدرع. أما العجلات، فهي مضادة للذخائر.
وقد تم تطوير عربـة "الدوريات" وتحويلها من سيارة مدنية أيضاً إلى عسكرية، وهذا عبر إضافة بعض التجهيزات العسكرية الأساسية.
يشار إلى أن هناك أنواعٍ عدة من العربة قيد الإنتاج؛ وهي العربة الدورية، عربة مضادة للدروع مزودة بمنصة إطلاق صواريخ تاو،
وعربة هاون عيار 81x120 ملم، وناقلة جند، إضافةً إلى عربة قيادة.
ومن أهم التجهيزات العسكرية الأساسية التي أضيفت، يذكر الأنوار التكتيكية وجهاز الإتصال، ومنصب للقاذف
إضافةً إلى مقرات لوحدة التسديد، والرؤية، والتجهيزات الأخرى،
ومقرات للصواريخ. وقد تم إضافة بعض التجهيزات الأخرى التي تزيد من إمكانيات العربة، ومن أهمها صدام أمامي، وسلال جانبية، ومقرات لصفائح الماء.
هناك أيضاً عربة "المدفع 106 مم"، حيث تم إضافة صدام قوي مزود بونش للسحب في المقدمة العربة، كما زودت العربة بحماية للمقدمة لمنع تأثير رماية
إضافةً إلى تركيب زجاج قابل للرفع والتنزيل أمام السائق والقائد.
وقد صممت مؤخرة العربة بحيث يتم تفادي اللهب المنبعث جراء الرماية. كما زودت العربة بأنوار تكتيكية في المقدمة والمؤخرة حسب المواصفات العسكرية.
وتم تجهيز العربة بإطارات مزودة بحشوة داخلية تمكن من إخلاء العربة لمسافة لا تقل عن 50 كلم وبسرعة60 كم/ساعة.
وقد صمم حوض العربة بحيث يتسع لمنصب المدفع وكرسيين للرامي والمعمر وثماني قذائف في مقرات محكمة الإغلاق.
أما مدرعة "البنهارد" فتتميز بنظام توجيه، وقد أضيفت وحدة تعزيز هيدروليكية موصولة بمضخة متصلة بالمحرك، كما أضيفت الأذرعة اللازمة لنقل الحركة،
مع المحافظة على نصف قطر الدوران الأصلي للمدرعة. وزودت المدرعة بصندوق قوة يتكون من المحرك ونظام التبريد، إضافةً إلى المضخات والمولدات،
كل ذلك على كرسي قابل للانزلاق على مجرى مثبت داخل الهيكل.
وقد تم تعديل الهيكل ليتوافق مع صندوق القوة، وليسهل الصيانة والتبديل حيث يمكن إخراج الصندوق في أقل من عشرين دقيقة، كما أن الفولاذ المضاف
يوفر نفس مستوى الحماية الذي يوفره هيكل المدرعة. وبهدف توسيع مكان السائق وتسهيل عملية الصيانة، أخرجت البطاريات
للخارج محمية بتدريع يساوي الدرع الأصلي دون أن يكون هناك تغيير في شكل الهيكل من الجانب.
وقد دُرّعت عربة "الهمر"، بصفائح فولاذ بسمك 6 ملم في الجوانب والأمام والخلف، وبسمك 3 ملم في
الأعلى والأسفل. يوفر التدريع الإضافي لغرفة الطاقم حماية ضد الأسلحة الخفيفة بما يتوافق مع المستوى الأول
لمواصفات حلف شمال الأطلسي (STANAG 4569 NATO)، كما يوفر حماية من القنابل اليدوية شديدة الانفجار.
ويبلغ الوزن الإجمالي للتدريع حوالي 900 كغ، وهو في حدود حمولة العربة الأصلية. أما الزجاج الذي تم تركيبه فهو يؤمّن نفس مستوى الحماية
الذي يوفره التدريع، ويتكون من طبقاتٍ عدة من الزجاج إضافة إلى طبقة من اللدائن في الجهة الداخلية تقي من الشظايا.
http://sdarabia.com/preview_news.php?id=31467&cat=2#.U0_G7vJWGP9