قصة تطور الدبابة معقدة ولا يمكن تلخيصها في بضعة أسطر. لذلك فهذا الخط الذمني يهدف إلى تزويد القارىء بالنقاط الهامة والمحورية التي مرت بها الدبابات على مر العقود المنقضية.

عام 1914: مع إزدياد الحاجة إلى تسهيل حركة الأسلحة الثقيلة خلال التضاريس الصعبة، ومع الإنتشار التجريبي للعربات المصفحة، قام المهندسون البريطانيون بإجراء تجارب على جرارات هولت (Holt tractor) الأمريكية من أجل التطبيقات العسكريةالمحتملة. قام الضابط المهندس البريطاني إرنست سوينتون (Ernest Swinton) بإقتراح جرارات هولت لتكون أساس عربة مدرعة لديها القدرة على تدمير مواقع تمركز الرشاشات. في نفس العام لكن في الجهة المقابلة من بحر المنش، قام الفرنسيون بالبدء في إنشاء عربات قادرة على تدمير الأسلاك الشائكة وفتح الثغرات، لكن النتائج بطيئة وضعيفة.

عام 1915: جرارات هولت (Holt tractor) فشلت في الإختبارات البريطانية لثقل وزنها. إستمرت الأبحاث وتطوير نماذج أولية مبنية على عربات زراعية -مجدداً- لكنها أثبتت فشلها في العمل على التضاريس المختلفة. بنهاية العام، كان لدى البريطانين نموذج أولي ناجح لأول مره (أخذ هذا النموذج لاحقاً إسم "ويلي الصغير") وتم إستعمال كلمة دبابة (Tank) لحماية المشروع من المخابرات المعادية. قام الفرنسيون في نفس العام بالعمل على تطوير عربات مدرعة مزودة بالجنازير (Continuous track).

عام 1916: عقب النجاح الذي حققته النسخة الأولية البريطانية ويلي الصغير (Little Willie) في الإختبارات، قامت القيادة العسكرية البريطانية بطلب أول مائة وحدة من الدبابة لنشرها بشكل عاجل على الجبهة الغربية، وتم تسمية الدبابة بإسم مارك 1 (Mark I). بذلك أصبحت الدبابة البريطانية (Mark I) هي أول دبابة تشارك في ميدان القتال. في نفس العام، حققت المدرعات الفرنسية نجاحاً كبيراً وعلى إثر ذلك أمرت القيادة الفرنسية بإنشاء ثمانمائة دبابة من أكثر من نوع.

عام 1917: بدأ الجيش الفرنسي بإستلام دبابات سان شامو (Saint-Chamond) ودبابات شنايدر سي ايه 1 (Schneider CA1). وفي نفس العام بدأت فرنسا بصناعة أضخم دبابة في التاريخ (Char 2C) لكنها لم تدخل ميدان المعركة قط. في صيف هذا العام، شاركت 216 دبابة بريطانية في معركة باشنديل (Battle of Passchendaele) لكن أعاقتها البيئة الطينية. غير أن في شهر نوفمبر من نفس العام قامت الدبابات البريطانية بإقتحام ستة أميال من الخطوط الأمامية الألمانية في مدينة كامبريه (Cambrai) الفرنسية. رأت القيادة الألمانية في هذا الهجوم حافز للبدء في تطوير دبابة خاصة بها. في نفس العام، قامت القيادة الأمريكية بناءً على الخبرات البريطانية بالبدء في صنع 600 دبابة ثقيلة و1200 دبابة خفيفة.

عام 1918: تتزايد أهمية الدبابات بعد أن حققت 600 دبابة مختلفة الأنواع تابعة لقوات الحلفاء إنتصاراً ساحقاً بمعركة أميان (Battle of Amiens). في نفس العام، صنعت فرنسا أول دبابة مزودة ببرج قادر على الحركة 360 درجة وبمحرك في الخلف. بذلك أصبحت هذه الدبابة الأساس لكل الدبابات المستقبلية. بنهاية العام قامت المانيا بنشر دبابتها الأولى أيه 7 في (A7V) التي شاركت بجانب عدد من الدبابات المأسورة (Mark IV) في معركة (Battle of Villers-Bretonneux) التي تعتبر أول معركة دبابات في التاريخ. كما بدأ في هذا العام تصنيع الدبابة الأمريكية البريطانية (Mark VIII).

في الفترة من عام 1919 إلى 1938: عقب إنتهاء الحرب العالمية الأولي، تم إرسال العديد من الدبابات ليتم تقطيعها إلى قطع خردة نظراً إلى الإعتقاد السائد بأنه لن تقوم حرب بهذا الحجم مجدداً. لكن تطوير الدبابات مستمر حول العالم. ظهرت لاحقاً فب هذا العام الدبابة البريطانية (Vickers Medium Mark II) مزودة بأجهزة تعليق أفضل لتوفير سرعة ومزودة ببرج قادر على الحركة 360 درجة ومدفع عيار 47 مم. لاحقاً هذا العام ظهرت التانكت (Tankette) وهي دبابات صغيرة تستخدم بشكل أساسي لدعم قوات المشاة أو لأغراض الاستطلاع وغالبا ما يقتصر تسليح دبابات التانكت على رشاش واحد. حققت الدبابة البريطانية (Vickers Medium Mark II) نجاحاً كبيراً في الإختبارات مما ألهم الدول الأخرى على إعادة تطوير دباباتها وتحت هذا الإلهام قام الجيش الأحمر بنسخ الدبابة البريطانية تحت إسم (T-26). أصبحت الدبابة (T-26) بجانب الدبابة الخفيفة (BT) الدبابتين الرئيستين للجيش الأحمر. وأثبتتا كفائتهما في الحرب الأهلية الإسبانية وتفوقتا على نظيرتيهما الإيطالية (CV-33) و (Panzer I) الألمانية. كما أنتجت اليابان أول دبابة محلية (Type 89) التي أصبحت الدبابة العاملة بالديزل الأكثر إنتاجاً في العالم. لم تنس ألمانيا نصيبها من التقدم فقامت بتحالف سري مع الإتحاد السوفيتي والسويد في إختراق للمعاهدات، العديد من الشركات الألمانية بدأت في تصنيع نماذج أولية لدبابة ثقيلة المانية لكن الأزمة الإقتصادية والعقوبات أوقفت طموحات الجيش الألماني وأكتفى بالتركيز على الدبابات الخفيفة.

في الفترة من عام 1939 إلى 1945: مع نشوب الحرب العالمية الثانية، كانت الدبابات الحالية بالطبع تطورت تطور ضخم عن سابقاتها في الحرب الأولى. مع بدأ الحرب قام الجيش الأحمر بصنع دبابة (T-34) التي بجانب الدبابة الثقيلة (KV-1) دبت الرعب في صفوف الجيش الألماني. بينما أصبحت الدبابة (T-26) العمود الفقري للقوات التي تدافع عن الداخل السوفيتي. بفضل الموارد المتاحة للولايات المتحدة، قامت بتصنيع الاف الدبابات الأمريكية وإرسالها إلى الحلفاء مثل الدبابة الشهيرة (M4 Sherman) التي أصبحت الدبابة الرئيسية لكل من الصين، بولندا، بريطانيا، الولايات المتحدة، فرنسا وكندا. في تلك الفترة أيضاً ظهرت الدبابة البريطانية (Cruiser Mk IV) ثم لاحقاً ظهرت الـ(Sherman Firefly) وهي نسخة مطورة عن الـ(M4 Sherman) الأمريكية. كما أنتجت ألمانيا سلسلة دبابات البانزر الشهيرة (Panzer). كما أنتجت عدة دول أخرى دباباتها الخاصة مثل بولندا وإيطاليا واليابان.

في الفترة من عام 1939 إلى 1946: أنتهت الحرب العالمية الثانية ونشبت الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، مما أدى إلى نشوب حاجة لمدرعات جديدة ذات إمكانيات واداء أفضل.

في الخمسينيات 50s: تحول مسمى دبابة متوسطة (Medium Tank) إلى مسمى دبابة قتال رئيسية (Main Battle Tank)، الذي يتضمن أمثال عائلة الدبابات السوفيتية (T-55) وعائلة الدبابات البريطانية (Centurion) والـ(M47) الأمريكية. إستمر إنتاج الدبابات الخفيفة لكن لإغراض خاصة مثل العمليات البرمائية والجوية. مع تطور الدبابات، تطورت الأنظمة المضادة لهذه الدبابات مما أدى إلى الحاجة إلى تزويد الدبابات بأنظمة دفاعية جديدة مثل التدريع القفصي. في تلك الفترة، تقلت الصين الشيوعية 1837 دبابة سوفيتية من نوع (T-34) ومن نوع (T-85) التي سوف تستنسخهما الصين لتصنع الـ(Type 58). بدأت الولايات المتحدة بصنع الدبابة الثقيلة المزودة بمدفع عيار 120مم (M103). كما كشفت بريطانيا الستار عن دبابتها الثقيلة (Conqueror tank) ذات المدفع عيار 120مم وجائت هذه الدبابة رداً على الدبابة الثقيلة السوفيتية (Joseph Stalin IS-3).

في السيتينيات 60s: إنخفض معدل إنتاج الدبابات الثقيلة بشكل كبير جداً نظراً لإثباتها فشلها أمام الأنظمة المضادة للدبابات كالقذائف شديدة الانفجار (HEAT). بدأ الإتحاد السوفيتي في إنتاج دبابة القتال الرئيسية (T-62) ذات المدفع الأملس (Smoothbore) الأول في العالم بعيار 115مم ثم أصبحت الدبابة الرئيسية في الجيش الأحمر بديلاً عن الـ(T-55)، كما بدأ في إنتاج الـ(T-64) ذات الملقم الآلي التي ستكون أساس الدبابات اللاحقة مثل الـ(T-80). في هذه الفترة أنتجت ألمانيا الغربية دبابتها الأول هي (Leopard 1) التي قدمت أداء في السرعة والقوة النيرانية لا مثيل له فأصبحت إحدى الدبابات الرئيسية في القارة. في القارة المجاوة آسيا قامت الصين بالإستيلاء على دبابة سوفيتية من نوع (T-64) وإستخدمتها لتطوير دبابتها الـ(Type 59). رجوعاً إلى اوروبا، بدأت المصانع الحربية الفرنسية بإنتاج دبابات (AMX-30) لصالح الجيش الفرنسي، إهتم المصممون بالسرعة والمناورة عن التدريع. سريعاً ما تم تصدريها لعدة دول. كما أزاحت بريطانيا الستار عن دبابتها (Chieftain tank) لتحل محل الـ(Centurion). قدمت السويد دبابتها الغريبة (Stridsvagn 103) التي إشتهرت لعدم وجود برج لها. ذهاباً للولايات المتحدة، قام الجيش الأمريكي بإستبدال دباباته الثقيلة بالـ(M60) فصارت الدبابة الرئيسية للجيش. إندلعت حرب فيتنام وحدت الغابات الكثيفة من قدرة الدبابات لكن مع ذلك أرسلت الولايات المتحدة عدد من الدبابات من نوع (M48) و (M551) لمساندة قوات المشاة. 

في السبعينيات 70s: دخلت الـ(T-72) مرحلة التصنيع في المصانع الحربية السوفيتية وبدأت رحلتها لتصبح ثاني أكثر دبابة وفيرة في العالم مع أكثر من 40 دولة تستعملها. كما دخلت الـ(T-80) الخدمة في عام 1976. أندلعت حرب 1973 بين مصر وإسرائيل، وأثبتت الحرب فشل الإعتماد الإسرائيلي على الدبابات بعد أن دمرت قوات المشاة المصرية المسلحة بقاذفات القنابل (RPG-7) عدد كبير جداً من الدبابات، بذلك أيقنت القيادة الإسرائيلية ضرورة دمج الدبابات للعمل مع المشاة الميكانيكي والدعم المدفعي. بدأت الولايات المتحدة برنامج لتطوير الدبابات فبدأت بأنتاج الـ(M60A1) و الـ(M60A3) وبدأت في أبحاث تصميم الـ(M1 Abrams). في شهر سبتمبر نشبت الحرب بين العراق وإيران.

في الثمانينيات 80s: وافقت القيادة الأمريكية على زيادة الموازنة الخاصة بأبحاث الدبابات عقب تزايد التوتر مع الإتحاد السوفيتي. بذلك دخلت الدبابة الشهيرة الـ(M1 Abrams) الخدمة مسلحة بالمدفع البريطاني (L7) عيار 105مم. في عام 1982 في الحرب اللبنانية الإسرائيلية شهدت معارك بين الدبابة (T-72) والدبابة (M60A1) وكانت النتائج لصالح الأولى حيث وفر تدريع الـ(T-72) حماية من القذائف عيار 105مم مما حسن سمعة الدبابة، كما في نفس الحرب نشرت إسرائيل دبابتها الـ(Merkava) فتم تدمير عدد منها بصواريخ (TOW) الموجهة. رجوعاً إلى الحرب العراقية الإيرانية، نشر الطرفين 2000 دبابة وخسر الطرفين أعداداً كبيرة بسبب عدم دعم المشاة للدبابات كما حدث في حرب 73 وبسبب التضاريس وأخيراً بسبب الأسلحة المضادة للدبابات المحمولة على الكتف. أزاحت بريطانيا الستار عن دباباتها (Challenger 1) التي أدت إلى ثورة في مجال التدريع حيث إستعملت الدبابة تدريع (Chobham) وهو نوع من الدروع المتعددة الطبقات. كشفت الصين أيضاً عن دبابتها الجديدة (Type 69) لكنها غير راضية بادائها لكن على الرغم من ذلك تم تصدير أكثر من 2000 وحدة في هذا العقد. بسبب تحسن العلاقات بين الغرب والصين بدأت تكنولوجيا الغرب تتدفق إلى الصين فطورت دباباتها وأنتجت الـ(Type 79). ثم أزاحت الستار عن الـ(T-85). في عام 1989 إنسحب الإتحاد السوفيتي من أفغانستان بعد عشر سنوات من القتال الذي دمر 147 دبابة سوفيتية.

في التسعينيات 90s: أشتركت الدبابة القتالية (M1A1) لأول مره في المعركة في حرب الخليج الثانية فقد تم نشر 1848 دبابة في السعودية للمشاركة في تحرير الكويت. تكونت ترسانة الدبابات العراقية من (T-55) و (T-62) و (T-72) بينما تكونت الترسانة البريطانية من دبابات الـ(Challenger 1) لم يتم تدمير أي دبابة من هذا النوع في الحرب كلها لكنها دمرت حوالي 300 دبابة عراقية. كما لم تدمر أو تصب إلا 23 دبابة أبرامز بينما تم تدمير 4000 دبابة عراقية في الحرب كلها. بعد إنتهاء الحرب الباردة توقفت الصين عن إنتاج دبابات من نوعي (Type 88) و (Type 89) وركزت الجهود على تطوير الـ(Type 90).

في 2000s: تتقلص شعبية الدبابات مع تطور الأنظمة المضادة لكن كذلك بدأ تطوير أنظمة دفاعية جديدة مثل أنظمة الحماية الفعالة (Active Protection System). في البدء لم تحتج الحرب في أفغانستان إلى نشر دبابات نظراً لعدم توافر دبابات في صفوف قوات طالبان لكن بأية حال قامت كندا بإرسال أول الدبابات إلى أفغانستان من نوع (Leopard II) في عام 2006. كما أرسلت قوات المارينز الأمريكية عدد قليل من دبابات الـ(M1A1) لأفغانستان. بحلول عام 2001 كانت كل الدبابات البريطانية من نوع (Challenger 1) قد تم إستبدالها بـ(Challenger 2). شهدت الحرب العراقية حصول أضرار كبيرة إلى 80 وحدة من دبابات الأبرامز الأمريكية. أزاحت أوكرانيا الستار عن دبابة (T-84) معدلة بحيث يكون مخزن الذخيرة مدرع.

في عام 2010 إلى وقتنا الحالي والمستقبل: تستمر أبحاث وتطوير دبابات غير مأهولة نظراً للتطور الرهيب الذي حدث في هذا المجال في السنوات المنقضية. ظهرت تكنولوجيات جديدة توفر للدبابة خصائص شبحية فقد أزاحت بزلندا الستار عن نموذج أولي لدبابة شبحي تحت إسم (PL-01) تعمل على خفض حرارة الدبابة لإخفائها عن شاشات الإستشعار الحراري.

لا يزال التطوير مستمر ولا يعرف أحد ماذا يخبئه المستقل من إنجارات في هذا المجال ففي 100 عام فقط حدث كل هذا التطور الرهيب.

المصدر
http://www.armouredreservists.com/redForms.aspx?eventid=1000262&id=389080&FormID=%2011&frmType=1&m=29894&FrmBypass=False&mLoc=F&SponsorOpt=False

الموضوع من ترجمتي وإعدادي.