«الوطن» ترصد الإساءة لمصر والعرب فى شوارع إيرانمعارض إيرانية تروج لحركات مسلحة تهدد أمن الخليج.. وصور لرؤساء عرب تحالفوا مع «صدام حسين» فى حربه مع إيران أشهرهم «حسنى مبارك»كتب : رسالة طهران: بهاء الدين محمدالخميس 04-09-2014 15:22طباعة
جدارية كبيرة لـ«الإسلامبولى» فى أعرق شوارع «طهران»
خلال زيارة وفد صحفى مصرى إلى إيران، رصدت «الوطن» العديد من صور التحريض ضد مصر، والإساءة لها، ولعدد من الدول العربية فى شوارع العاصمة الإيرانية طهران.
القائمة لا تشمل فقط إطلاق اسم «خالد الإسلامبولى» قاتل الرئيس الراحل أنور السادات، على واحد من أهم شوارع العاصمة الإيرانية، بل تشمل خرائط تدعى أن مملكة البحرين محافظة إيرانية، ورسم العلم الفلسطينى عليه عبارة «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله»، والتحريض ضد المملكة العربية السعودية باعتبارها حليفة للولايات المتحدة، وإسرائيل، بل ووضع العلم السعودى وصورة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى مدخل أحد المعارض لكى يدوسه رواد المعرض بالأقدام.
«الوطن» تجولت فى شارع «خالد الإسلامبولى» الذى يعد رمزاً للعقبات التى تقف فى طريق تطبيع العلاقات بين مصر وإيران، حيث جاء إطلاق اسم هذا الشارع بعد أن قرر الإمام الخمينى قطع العلاقات بين البلدين احتجاجاً على توقيع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة «كامب ديفيد»، واستضافة الشاه محمد رضا بهلوى فى مصر، قبل أن توافيه المنية ويدفن فى مسجد الرفاعى فى القاهرة. الشارع لا يحمل فقط اسم قاتل «السادات»، بل به جدارية كبيرة بطول أحد المبانى، لصورة تحمل عبارات مثل «الشهيد البطل الملازم الإسلامبولى الذى نفذ الاغتيال الثورى بحق السادات»، بل وتسند الجدارية هذا العمل «الثورى» إلى القرآن الكريم بنصها على الآية الكريمة: «فقاتلوا أئمة الكفر»، وعبارات فارسية أخرى للإمام «الخمينى» يمتدح فيها هذه العملية الإرهابية، والذى لا يعرفه كثيرون، أن اسم «الإسلامبولى» تطلقه إيران أيضاً على شارع آخر فى مدينة «مشهد» المقدسة عند الشيعة التى تحتوى على عدد كبير من مراقد وقبور ومساجد ومدارس وحسينيات أئمة الشيعة.
علم السعودية وصورة الملك عبدالله على أرض مدخل أحد المعارض
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية وإيرانية إن بلدية طهران كانت قد أعربت عن نيتها اتخاذ قرار بتغيير اسم الشارع إلى «شهداء الثورة المصرية»، ولكنها لم تنفذه، فيما أكد مسئول إيرانى أن عدم صدور قرار من الحكومة الإيرانية بتغيير اسم الشارع يرجع إلى النظام اللامركزى فى إيران، حيث لا تستطيع الحكومة المركزية تنفيذ أى قرار فى محافظة طهران قبل إقراره من أعضاء المجالس المحلية فى بلدية طهران. وأكد رجل الأعمال الإيرانى مجتبى هاجريان لـ«الوطن»، أن هذا الشارع يتمتع بقيمة اقتصادية عالية فى طهران، حيث يقع فى أحد أرقى الأحياء فى العاصمة الإيرانية، كما يوجد به عشرات الشركات، والبنوك، والمبانى الحكومية، من بينها غرفة التجارة الإيرانية، ويتفرع من أحد أهم الشوارع الإيرانية على الإطلاق وهو شارع «والى عصر» الذى يبلغ طوله 35 كم.
علم فلسطين مضافاً إليه «لا إلله إلا الله محمد رسول الله» فى معرض داعم للمقاومة
وبدأ الوفد الصحفى أولى جولاته بزيارة معرض عن «النشر الإلكترونى» يركز على موضوع «الحرب الناعمة» التى تشنها إيران ضد أعدائها، عبر عشرات المواقع الإلكترونية، والتطبيقات، والبرامج، وألعاب الفيديو، والقنوات الفضائية، والصحف الإلكترونية، وقواعد البيانات. وفى مدخل المعرض وضع المنظمون صوراً لأعلام السعودية، والولايات المتحدة، وإسرائيل على أرض المعرض لكى يدوسها رواد المعرض بأقدامهم، وبينها صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
المعرض لم يكتف بذلك فقط، بل إن معظم أجنحته تروج للمذهب الشيعى ودعم الحركات المسلحة الشيعية وعلى رأسها حزب الله، فضلاً عن دعم «الحوثيين» فى اليمن، وهو التنظيم الذى اعتبرته السعودية مؤخراً تنظيماً إرهابيا يهدد أمن المملكة ودول الخليج.
- اقتباس :
- صورة خادم الحرمين الشريفين وعلم السعودية تحت أقدام زوار معرض «النشر الإلكترونى».. وألعاب أطفال تحرض ضد السنة
ومن الألعاب التى اهتم بها المعرض وخصص لها جناحاً خاصاً هى لعبة «دوران افتخار» بالفارسية أو «حرب الشرف»، التى تجسد حرب الثمانية أعوام بين العراق وإيران، حيث يظهر فيها بطل اللعبة ممسكاً بشعار «لبيك يا حسين»، فى إشارة للمحتوى الطائفى للعبة الذى يحرض على الصراع السنى - الشيعى لدى الأطفال، وفى الصفحة الرئيسية للموقع الإلكترونى للعبة «sefpar.ir»، تظهر مقولة المرشد الإيرانى الإمام خامنئى «هشت سال دفاع مقدس دوران افتخار ملت إيران است» بالفارسية، التى تعنى «حرب الثمانى سنوات من الدفاع المقدس هى فخر للأمة الإيرانية». ولا يكتفى المعرض بذلك بل يضع علم دولة فلسطين مضافاً إليه عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فى أحد الأجنحة الداعمة للمقاومة، وعلى الرغم من حرص قسم بالمعرض خاص بالثورات العربية على الإشادة بثورة يناير من خلال عدد من الملصقات، فإن بقية القسم لا يخلو من التحريض ضد الثورة السورية وضد الرئيس بشار الأسد باعتبار الثورة السورية صنيعة إسرائيل وأجهزة المخابرات العالمية، ولم ينس القائمون على المعرض وضع صورة «الإسلامبولى» ضمن صور «شهداء الصحوة الإسلامية». وبالإضافة للسياسة الإيرانية المعلنة التى تدعم المعارضين الشيعة فى مملكة البحرين، رصدت «الوطن» فى برج «ميلاد» وجود عدد كبير من أعلام صغيرة للدول، وبينها علم مملكة البحرين ملقى إلى جانب ساريته، وفى هذا البرج الذى يعد من أطول الأبراج فى الشرق الأوسط، وضع القائمون عليه نماذج مجسمة لأطول الأبراج فى قارة آسيا من بينها أبراج صينية ويابانية، وتناسوا وضع مجسم لبرج «خليفة» فى دبى الذى يعد أطول برج فى العالم ويمكن رؤيته من الفضاء.
«بانر» لزعيم الحوثيين فى اليمن
وفى «متحف الدفاع المقدس» الذى يجسد الحرب بين العراق وإيران، رصدت «الوطن» خريطة إيرانية فى أول أقسام المتحف، تدعى أن مملكة البحرين كانت محافظة إيرانية، ومكتوب إلى جانبها باللغات، الفارسية، والإنجليزية، والعربية: «كانت إيران متسعة أكثر من كافة البلدان المختلفة فى تاريخها والتى قلّلت سعتها بسبب تعدى الأعداء وبلاهة الملوك فى شتى العهود التاريخية، وقد كان آخر القسم المنفصل عن إيران هو محافظة بحرين فى عهد البهلوى»، وكعادة الخرائط الإيرانية استبدلت كلمة «الخليج الفارسى» بـ«الخليج العربى»، بل ووضعت خرائط أخرى لـ«إمبراطورية فارس» توضح أن الدول العربية من الخليج للمحيط كانت خاضعة لإيران، ويختتم المتحف بقسم خاص بالمتحالفين مع الرئيس العراقى صدام حسين خلال حربه على إيران، وحمل هذا القسم عدداً من صور الرئيس العراقى وعدداً من الرؤساء وعلى رأسهم الرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى وضعوا له 4 صور، ليتفوق على بقية الزعماء الذين وضعوا لكل منهم صورة واحدة، من بينهم رئيس الولايات المتحدة ريجان وملك الأردن الملك حسين.
وعلى مستوى تصريحات المسئولين الإيرانيين الذين التقاهم الوفد، وجه عديد من المسئولين انتقادات حادة للمملكة العربية السعودية وعلاقاتها مع مصر ما أثار انتقادات وتحفظات من الوفد كادت تصل فى بعض الحالات للمشادات الكلامية، وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام رحيم بور أزغدى، إن مصر هى القطب الأساسى للعالمين العربى والإسلامى وليس أى دولة أخرى، وليس المملكة السعودية التى حاولت فعل ذلك ولكنها فشلت، ووجه المسئول الإيرانى انتقادات للمملكة العربية السعودية قائلاً: «إيران ومصر هما قطبا العالم الإسلامى وليس المجتمع السعودى الذى لا يستطيع أن يولد ثقافة لا عربية ولا إسلامية، والمجتمع السعودى كل ما قدمه هو ثقافة التكفير وحضارة بسيطة بعكس الثقافة فى مصر العريقة».
- اقتباس :
- جدارية لـ«الإسلامبولى» قاتل «السادات».. وخريطة تعتبر «البحرين» محافظة فارسية
وأضاف خلال لقائه بعدد من الإعلاميين المصريين، هناك نماذج متشابهة بين مصر وإيران فى تاريخ البلدين تحاول أن تذهب نحو الإصلاح وتحقيق وتمثيل الوجهة السليمة للإسلام، واعتبر «أزغدى» أنه لا يوجد نظام دينى إسلامى سوى نظام الولى الفقيه فى إيران، وأن هذا النظام هو نظام يحقق العدالة، مشيراً إلى أن نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هو نظام غير إسلامى ويعترفون أنه نظام علمانى، كذلك الحال فى باكستان التى تدعى أنها جمهورية إسلامية، موضحاً أن النظام الإيرانى ديمقراطى يقوم على أساس الشريعة، والبيعة بطريقة ديمقراطية، وليس بيعة ديكتاتور دينى مثل بيعة زعيم تنظيم داعش، كما انتقد المسئول الإيرانى علاقات مصر بالمملكة السعودية، بقوله: «مصر تتلقى الصدقات من السعودية»، مما أثار انتقادات الوفد.
المصدر
http://www.elwatannews.com/news/details/552450