مع زيادة قوة الأسلحة القادرة على التعامل مع الدبابات وعدم القدرة على مواجهتها، حري بالجيوش ربما أن تتخلص من دباباتها نهائياً. فقد أظهرت الحرب الميكانيكية على مدىالسنوات المئة الماضية أن حماية المركبات القتالية البرية المدرعة والجنود الذين يركبونها تتلخص في المعادلة الآتية: المزيد من التدريع يساوي المزيد من الحماية. ونظراً لسرعة تقدم الأسلحة القادرة على اختراق المدرعات والقضاء على الجنود، طرأت تحسينات على حجم المركبات المدرعة وسعرها ما جعلها أثقل وأسمك وأغلى ثمناً.
[rtl]وقد أدّت هذه النزعة في صناعة هذه المركبات إلى الحد من حركية المركبة وقدرة الجنود على المناورة وتنفيذ مهماتهم في بيئات التهديد المختلفة. أضف إلى ذلك أن المركبات الكبيرة محاصرة بالطرقات وتتطلب المزيد من الدعم اللوجستي وهي أكثر كلفة من ناحية التصميم والتطوير والاستبدال. غير أن الولايات المتحدة تداركت الأمر وأخذت في الاعتبار التنقل التكتيكي والاستراتيجي والسعر لتأمين القابلية التشغيلية لمركبات القتال المدرعة للجيل القادم.[/rtl]
ويؤكد الخبراء العسكريون أنه طوال القرن الماضي، كانت المدرعات تعني مزيداً من الحماية للأهداف الأرضية، ولكن حالياً اختلف الأمر، فقدرات الأسلحة على اختراق الدروع تطورت بشكل أسرع من تطور الدروع نفسها على الصمود مما قلل من شأن المدرعات في أرض المعركة.
لتلافي كل هذه المعضلات ، كانت الحاجة إذاً إلى الانتقال لمركبات أكثر خفة، تحمل جنوداً أقل، وذات تكلفة قليلة، وتكنولوجيا عالية. وبما أن شكل الدبابات واستخداماتها لم تتغير منذ الحرب العالميةالأولى على الرغم من التطورات كافة،قررت وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية – داربا المتخصصة في تطوير المعدات العسكريةأن تغير شكل الدبابات وجعلها أكثر تطورا وذلك عن طريق تصميم جديد يجعلها أصغر وأكثر كفاءة وسرعة.
وعليه كشف الجيش الأميركي عن خططه لاستبدال الدبابات كبيرة الحجم بمركبات صغيرة، مغطاة بدروع ذكية وتستطيع المسير على الطرق الوعرة كون الدبابات الحالية تعيق قدرة الجندي على الوصول إلى أرض المعركة.
وقد أوضحت وكالة أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركيةالتي ابتكرت المركبات الجديدة التيتعد مستقبل الدبابات، أن الهدف هو جعل المركبة الجديدة أكثر قدرة على الحركة وفعالة وآمنة وبتكلفة وسعر أقل، مشيرة إلى أن الحرب القادمة هي الحرب الميكانيكية.
وأضافت الوكالة أن الدبابات الكبيرة تقتصر على الطرق الواسعة والمفتوحة، وتتطلب المزيد من الدعم اللوجستي ويتم تصنيعها بتكلفة أكبر.
ولفتت "داربا" إلى أن المركبات الصغيرة المبتكرة ستتزود بتقنية الخفاء، أي بإمكانها التخفي حتى لا يتمكن العدو من رؤيتها. كما أنها ستكون خفيفة الوزنللمساعدة على المناورات والهروب وقت الحاجة،بمساعدة عجلات متطورة لها تصميم مختلف عما هو مألوف.وستعمل داربا على تقليل حجم ووزن الدبابة بنسبة 50%، وتقليل الطاقم اللازم لتشغيلها بنسبة 50%، وزيادة سرعتها 100%، وزيادة قدرتها على دخول التضاريس بنسبة 95%، والحد من قدرة الخصوم على تحديد أماكنها، واختراقها، وقدرتها على التخفي.
ويقول كيفن ماسي، مدير برنامج DARPA العسكري، إن الهدف من تصنيع GXV-T ليس تحسين أو استبدال الدبابات على وجه التحديد فحسب، بل لتحل عربات المستقبل محل سلاح المدرعات القديم بأكمله. وقد استُوحيت الفكرة من برامج الطائرات X الذي ضاعف قدرات الطائرات على مدى السنوات الـ 60 الماضية، ولذا فسلاح المدرعات يسعى لمواصلة البحث والتطوير لجعل عربات القتال المدرعة المستقبلية أكثر قدرة على الحركة وفعالة وآمنة وبأسعار معقولة، مؤكداً أن الجيش الأميركي الآن يبحث عن وسائل أكثر فعالية في الحروب الأرضية بحيث لا تتطلب الكثير من الدعم اللوجيستيويمكنها العمل في الظروف كافة.
جاءت هذه الفكرة للوكالة من خلال لعبة الفيديو الشهيرة Halo وأجهزة المركبات المتطورة الموجودة داخلها، التي تستطيع تسلق الجبال والسير بسرعة فائقة وسط المناطق الوعرة. وسيبدأ العمل على نموذج المركبات القتاليةالحديثةGXV-T العام المقبل، ومن المتوقع أن يستغرق تنفيذ المشروع حوالى العامين.
http://sdarabia.com/preview_news.php?id=32664&cat=2#.VBnhUpSSzT8