- اقتباس :
- أكرم السيد
حتى الانتصار و كمثال واضح فلقد قصف الأمريكيون فييتنام بما يفوق 7 ملايين طن من القنابل (350 مرة تعادل قوة قنبلة هيروشيما) و لم تستسلم فييتنام و هرب الأمريكيون في النهاية برغم كل تفوقهم التكنولوجي و تقدم كل منظومات التسليح لديهم.
مبدايا , احب ان اوضح ان الاسم الذي احمله هو محمد , و ليس طارق .
المثال الذي وضعته اخي الكريم اكرم , هو عين الصواب , حيث ان احد البعض يفترض ان الحرب النفسية هي اعلامية بالدرجة الاولى , و هذا امر خاطئ تماما , الاميركيان كان يحاولون ان يؤثروا في الروح المعنوية للمواطنيين الفيتناميين ((الشماليين)) دائما بالوسائل الاعلامية , و هي تركزت في الراديو بشكل كبير .
لكنهم لم يستطيعوا ان يتغلبوا على شهرة و موثوقية اذاعة هانوي التي تتبع للجيش الشمالي الفيتنامي الشعبي !
تخيل اميركا بكل عظمتها لم تستطيع ان تحصل على نقاط استماع افضل للمواطنيين الفيتناميين الشماليين افضل من اذاعة محلية , اذاعة هانوي !
كانت الحكومة الفيتنامية الشمالية الاشتراكية , دائما و ابدا تستخدم هذه الحرب الاعلامية بشكل افضل من الاميركان , حيث كان الملعب ملعبها , و هذا هو الامر المهم , الاستفادة من هذه الاسبقية , كانت دائما صلة الوصل التي تؤثر بها الحكومة على المواطنيين .
ايضا يضاف الى ذلك نمط المنشورات التي كانت صتل الى المناطق النائية التي لا تصل الى الاذاعة , او يعرقل وصول الموجات اليها .
ايضا كان الجنود الفيتناميين عندما يعوديون الى قراهم ((احيانا بتذكارات من الاميركيان)) يوصولن رسائل الانتصارات المتتابعة الى المواطنيين مما يعزز هذا المصداقية .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مقدمة
التعريف الابسط للحرب النفسية هو , مجموعة التدابير التي تؤثر بصفة غير ملموسة غالبا في العدو و الصديق بحيث تحقق مجموعة من الاهداف التي وضعها صاحب الحملة , و هو مفهوم فضفاض يستخدم فيه اساليب اشهار ايدالوجية و سياسية و دينية و اقتصادية مختلفة , لتحقيق الغاية المنشودة منها .
تشمل علميات الحرب النفسية مجموعة من الخطوات المهمة لتكوين الصورة الاوضح للخطة , و هي :
*الاهداف الاستراتيجية لحملة التشويش
وهي تشمل الهدف النهائي من الحملة , و هي اول الخطوات التي تحدد مدى نجاح او فشل المهمة , و من البديهي ان تكون هذه الاهداف هي اول الخطوات لبدا اي حملة تشويش و تضليل على اي هدف محتمل ((عدو او صديق بالطبع)) .
* مجموعة العمليات المعلوماتية
و هي الخطوة الاهم في نظرنا , فهي الخطوة الحساسة التي سوف تتيح للمهاجم بناء مدى نجاعة الاستمرار في العمل من عدمه , فانت لا تحتاج لتحديد الهدف و نمط الهجوم , ما لم تقم بهذه الخطوة .
و يمكن ان نختصرها في انها , مجموعة نقل المعلومات الحيوية عن الهدف , و نمط التاثير فيه , و عوامل عكس التاثير الحملة المراد القيام بها ((خطوة مهمة جدا)) , ايضا مقدار استجابة اكبر قدر من الاهداف لنمط معين من النماط الهجوم لعدم تشتيت الجهد , و تركيزه .
* العملية النفسية
و بعد الانتهاء من الخطوات التي بالاعلى , تبدا مرحلة تجميع الخيوط و الكرات الضائعة , و بتدا لعبة وصل الصور , لتكوين النمط الافضل للهجوم و الانماط الاضافية التي يمكن ان يلجا لها , ايضا تعتبر هي البداية الفعلية للحرب ((الغير محسوسة للعامة)) حيث تبدا خطوات الاعداد لبدا الحرب من هذه النقطة , حيث يبدا تكوين الصورة الاولى للهجوم و شق طرقات النمط المراد تسويقه و مقارنة ما يظهر على الهدف من تغيرات مع المرحلة الثانية لخطة الحرب , و متابعة خطوات الهجوم متابعة دقيقية لتلافي المفاجات على الاهداف مع الاخذ بالحسبان اجراءات التراجع المعدة مسبقا , ايضا مقارنة توجهات الهدف مع الخطوة الاولى , و مدى استجابته لنوع المعلومات التي يراد له ان يصدقها , و هذه الخطوة هي تحضيرية .
* الاجرائات النفسية
و هي تبدأ مباشرة بعد اتمام العمليات الثلاث , و هي تاخذ الطابع النهائي للحملة , حيث تبدا عملية تكشير الاياب فيها , و تاخذ الحملة طابعها الكامل , و يكون فيه الهجوم لا تراجع فيه , حيث يبدا المهاجم بوضع كل رهاناته على نجاح هذه الحملة , و الا الفشل اذريع , و الذي لا يكون مجانيا .
هذه النقطة هي الاخطر , حيث يحسب فيها بطريقة متوازية , ما يعرف باسم ((الخطوات الغير متوقعة من الهدف)) و هي التدابير المضادة من الهدف المضاد , حيث كل الخطوات السابقة يفترض ((افتراضا)) ان الهدف لن يحاول ان يكون عدوانيا تجاه الحملات السابقة , و لكن مع بدا الخطوة الاجرائية , سوف تبدا عدوانية الهدف ((احتمال وارد و لا يهمل)) , و هنا يراجع في العمليات المعلوماتية , حول مدى عدوانية الهدف , لتكون الاجرائات بالتوازي مع مدى عدوانية الهدف تجاهها .