الفريق الشاذلي في مذكراته: 9 دول عربية قدمت دعمًا عسكريًا لمصر وسوريا فى «6 أكتوبر»
كانت الأمة العربية على قلب رجل واحد.. تشبثت بإرادة النصر على العدو الإسرائيلى فانتصرت فى أكتوبر 1973.. فالمعركة لم تكن أبدا معركة مصر وحدها.. أو سوريا وحدها.. بل كانت معركة العرب أجمعين.. منهم من قدم الرجال والسلاح على اتساع جبهات القتال فى سيناء والجولان.. ومنهم من قدم المال.. ومنهم من أشهر سلاح البترول فى وجه من يدعم الأعداء.. امتثالا لمعنى كان من المعلوم بالعروبة بالضرورة فى هذه الفترة وهو «قومية المعركة».
الفريق سعد الشاذلى، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر من القادة الذين اهتموا برصد حجم الدعم العسكرى العربى لدولتى المواجهة (مصر وسوريا) فى حرب أكتوبر، من موقعه كأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية (1971 ــ 1973)، وهو ما دعاه للقول «إن التعاون العربى خلال حرب أكتوبر كان أفضل صورة ظهر بها العرب منذ إنشاء إسرائيل».
وبحسب ما ذكره الفريق الشاذلى فى كتابه «مذكرات حرب أكتوبر»، فإن 9 دول عربية قدمت دعما بالسلاح والرجال لمصر وسوريا، هى حسب ترتيب حجم ما قدمته كل منها كالتالى: الجمهورية العراقية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الجمهورية العربية الليبية، المملكة الاردنية، المملكة المغربية، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان الديمقراطية، دولة الكويت، الجمهورية التونسية.
فتفاصيل الدعم العسكرى المقدم على الجبهة المصرية كالتالى: سرب ميج 21 جزائرى، سرب سوخوى 7 جزائرى، سرب ميج 17 جزائرى، سربا ميراج ليبيين واحد يقوده طيارون ليبيون وآخر يقوده مصريون، سرب هوكر هنتر عراقى، لواء مدرع جزائرى، لواء مدرع ليبى، لواء مشاة مغربى، لواء مشاة سودانى، كتيبة مشاة كويتية، كتيبة مشاة تونسية.
أما على الجبهة السورية فكان كالتالى: ثلاثة أسراب ميج 21 عراقية، سرب ميج 17 عراقى، فرقة مدرعة عراقية، فرقة مشاة عراقية، لواءين مدرعين أردنيين، لواء مدرع مغربى. فيما بلغ اقتصر الدعم على لواء مشاة سعودي.
ويؤكد الفريق الشاذلى أن الدول التى لم تشارك عسكريا فى المعركة «لا يعنى إحجاما منها عن المشاركة، وإنما يعنى أنه لم يكن لديها ما تستطيع أن تقدمه للمعركة».
و كتب الشاذلي عن مشاركة العراق في حرب اكتوبر
كانت رحلتي الى العراق محدودة النجاح كانت هناك وعود عراقية بدعم الجبهة
الشرقية ( جبهة سوريا ) ولكن هذا الدعم كان مشروطا بالموقف على الجبهة الايرانية وموقف الاكراد في الشمال كما كان مشروطا بقيام حرب فعلية وبالتالي فان الجبهة الشرقية لا تستطيع ان تدخل في حساباتها القوات العراقية او جزءا منها كعنصر اساسي عند التخطيط للمعركة كان هذا على صعيد العلاقات العربية
اما على صعيد العلاقات المصرية- العراقية فقد فتحت الزيارة الابواب بين بغداد والقاهرة مؤذنة ببدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين
بعد عودتي الى القاهرة باربعة ايام وصل اللواء عدنان عبد الجليل مساعد وزير
الدفاع العراقي الى القاهرة واخبرني بان صدام سوف يقوم بزيارة فرنسا في المدة بين( 14-16 يونيو 1973 ) وان السلطات العراقية تود ان تعرف الاصناف التي تود مصر ان تشتريها من الغرب عامة ومن فرنسا بصفة خاصة حتى يمكنها ان تتعاقد عليها وذلك كنوع من الدعم المادي لمصر
لقد بدات العلاقات المصرية العراقية تاخذ مظهرا من مظاهر التعاون وهذا التعاون وان كان محدودا فانه كان خطوة كبيرة نحو تفاهم افضل
لقد فتحنا مدارسنا العسكرية لاستقبال الطلبة العراقيين كما ارسلنا عددا من الخبراء العسكريين المصريين الى العراق وقامت الحكومة العراقية من جانبها بوضع ( 7 ) ملايين جنيه استرليني باسم وزارة الحربية المصرية في احد مصارف لندن حتى يتمكن الانفاق منها لشراء بعض الاصناف التكميلية الغربية التي قد نحتاج اليها..
وفي ( 12 فبراير 1973 ) وصل الفريق عبد الجبار شنشل رئيس اركان حرب القوات المسلحة العراقية في زيارة رسمية لمصر تستغرق اسبوعا قام الفريق شنشل بزيارة الكثير من الوحدات والمنشات العسكرية واطلع على كل ما يريد الاطلاع عليه
وبهذه الزيارة التي تمت بعد 9 شهور من زيارتي لبغداد كانت العلاقات المصرية العراقية قد وصلت الى ما لم تصل اليه من قبل وبعد حوالي شهر من زيارة الفريق شنشل بدا السرب العراقي من طراز( هوكر هنتر ) يصل الى مصر حيث بقي بها الى ان قامت حرب اكتوبر 1973 واشترك فيها
ويجدر لي بهذه المناسبة ان اشيد بالسرب العراقي وبالطيارين العراقيين فقد كان اداء الطيارين العراقيين في ميدان المعركة رائعا مما جعلهم يحوزون على ثقة وحداتنا البرية ففي اكثر من مناسبة كانت تشكيلاتنا البرية عندما تطلب معاونة جوية ترفق طلبها بالقول
( نريد السرب العراقي) او( نريد سرب الهوكر هنتر ).
ان هذا في حد ذاته يعتبر خير شهادة لكفاءة السرب العراقي وحسن ادائه خلال حرب اكتوبر لم يقتصر الدعم العراقي على الجبهة المصرية ولكنه اسهم اسهاما فعالا في الجبهة السورية فبمجرد اندلاع حرب اكتوبر 1973 قام العراق باجراء سريع يهدف الى تامين جبهته مع ايران ويسمح له بارسال جزء من قواته الى الجبهة السورية وقد اشرك العراق في القتال ( 4 ) اسراب جوية فرقة مدرعة فرقة مشاة فكانت قواته في الترتيب الثالث بعد مصر وسوريا من ناحية الكم والكيف لقد اشترك اول سربين جويين في القتال يوم ( 8) اكتوبر كما وان العناصر المتقدمة من القوات البرية قد بدات تصل الى الجبهة يوم ( 11 ) اكتوبر ولو ان تلك القوات العراقية كانت متمركزة في سوريا قبل بدء القتال لتغيرت نتائج القتال على الجبهة الشرقية وهذا درس يجب ان نستفيد منه في المستقبل وهكذا نصل الى نهاية موضوع ( الدعم العراقي ) املا اني قد شاركت في ابراز مشاركة العراق في حرب اكتوبر عام 1973
تحية لكل الدول العربية المشاركة في حرب اكتوبر و الغير مشاركة و تحية خاصة لأبطال سرب الهوكر هنتر العراقيمصادر
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=07102014&id=25e4afb3-acd9-4ece-a029-48c1c72b60be
كتاب مذكرات حرب أكتوبر للفريق سعد الشاذلي
صفحة 216 ، 217
رابط لفراءة الكتاب أونلاين
http://files.books.elebda3.net/elebda3.net-gh-251.pdf