جامعة موسكو تدخل لأول مرة قائمة أفضل خمس جامعات في مجموعة "بريكس"
8/12/2014
جرى في القمة الأولى لجامعات بلدان مجموعة " بريكس" التي عقدت في موسكو مؤخراً الإعلان عن التصنيف السنوي الثاني لجامعات بلدان مجموعة " بريكس" والاقتصادات الناشئة (Times Higher Education BRICS & Emerging Economies Rankings لعام 2015).
وقد تصدرت الجامعات الصينية هذا التصنيف، حيث احتلت جامعة بكين المرتبة الأولى وجامعة تسينغهوا المرتبة الثانية، تلتهما جامعة الشرق الأوسط للتقنيات في تركيا (3) ثم جامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا (4)، بينما احتلت جامعة موسكو الوطنية المرتبة الخامسة. أما جامعة ساو باولو التي تُعد أفضل الجامعات البرازيلية فاحتلت المرتبة العاشرة.
وبالإضافة إلى بلدان مجموعة " بريكس"، دخلت في التصنيف أيضاً جامعات من جمهورية التشيك، بولندا، المكسيك، المغرب، تايلند، الإمارات العربية المتحدة، ماليزيا، تايوان (يجري تصنيفها بصورة مستقلة) وباكستان.
وفي قائمة أفضل 100 جامعة دخلت 7 جامعات روسية فقط.
فبالإضافة إلى جامعة موسكو الوطنية ( MSU ) التي احتلت المرتبة الخامسة، دخلت أيضاً الجامعة الوطنية للبحوث النووية (National Research Nuclear University) ( المرتبة 13) وجامعة نوفوسيبيرسك الوطنية (Novosibirsk State University) ( المرتبة 34) وجامعة سان بطرسبورغ الوطنية (Saint Petersburg State University) ( المرتبة 64) ومعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا ( المرتبة 69) وجامعة أوفا التقنية للطيران (Ufa State Aviation Technical University) ( المرتبة 70 ) وجامعة باومان الوطنية للتكنولوجيا في موسكو (Bauman Moscow State Technological University) ( المرتبة 90).
أما في العام الماضي فقد دخلت تصنيف " تايمز" الأول جامعتان روسيتان فقط، وهما جامعة موسكو الوطنية ( 10) وجامعة سان بطرسبورغ ( 67).
وفي حديث مع "روسيا ما وراء العناوين"، قال ياروسلاف كوزمين، مدير مدرسة الاقتصاد العليا، إحدى المؤسسات العلمية الروسية الرائدة (لكنها مع ذلك لم تدخل قائمة تصنيف "بريكس") بأن نجاح الجامعات الروسية يُعزى إلى جهود الدولة التي بدأت منذ عام 2006 تستثمر بشكل منهجي في رفع القدرة التنافسية للتعليم العالي.
وتقوم دورية " تايمز للتعليم العالي (Times Higher Education) التي تعد واحدة من أكثر المجلات نفوذاً في العالم في قطاع التعليم العالي، بإعداد تصنيف دولي سنوي لمؤسسات التعليم العالي الذي يُعد إلى جانب QS World University Rankings و Academic Ranking of World Universities في شانغهاي واحداً من أكثر ثلاثة تصنيفات هَيبةً في العالم.
ما الحاجة إلى تصنيف " بريكس"؟
رداً على سؤال " روسيا ما وراء العناوين": لماذا بدأت المجلة بتخصيص تصنيف مستقل للاقتصادات النامية، أجاب فيل بيتي محرر " Times Higher Education" ( تايمز للتعليم العالي) بأن الهدف الرئيس يتمثل بالمساعدة في العثور على رواد جدد للتعليم في تلك البلدان التي تبقى في ظل المؤسسات المهيمنة في التصنيفات الرئيسة لـ " التايمز" في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.
ويقول فيل بيتي " إن ذلك يشبه تشغيل جميع المصابيح الكهربائية، وبذلك نستطيع رؤية النجوم الصاعدة، هناك شعور بأنه يوجد في الترتيب العالمي عشر جامعات فقط من بلدان الاقتصادات الناشئة ضمن 200 جامعة، وبالتالي فإننا نحاول القول بأنه يوجد تطور حقيقي وجامعات مهمة في تلك المناطق، ولكنها خارج التصنيف، مع أنها تستحق منافسة هيمنة جامعات أمريكا وأوروبا الغربية.
وهكذا، فإن جامعة موسكو الوطنية التي دخلت قائمة أفضل خمس جامعات في تصنيف " بريكس"، تحتل المرتبة 196 في تصنيف الجامعات الدولي لعامي 2014 - 2015، أما المراتب العشر الأولى فتحتلها جامعات أمريكية وبريطانية.
لماذا يسافر الأجانب للدراسة في روسيا؟
ولكن تخصيص " بريكس" في قائمة مستقلة لا يجعلها، بحسب قول فيل بيتي، من "الدرجة الثانية"، لأنه يجري التعامل مع هذه الجامعات وفق المقاييس نفسها الموجودة في التصنيف الأساسي.
ويقول بيتي:" نحن قادرون على وضعها في السياق العام، ولكن ليس الجميع بقادرين على المنافسة مع جامعة ستانفورد أو أكسفورد، وبالتالي فإننا نطبق عملياً النظم والمعايير نفسها، ونحن قادرون على أن نقدم مزيداً من البيانات والمعلومات لمجال أوسع من الجامعات، وأن نقدم صورة أوضح عن إمكانياتها وموقعها في العالم".
ويتفق ياروسلاف كوزمين مع هذا الرأي قائلاً بأنه " من الصحيح تماماً تخصيص مجموعة مستقلة لبلدان " بريكس". ففي هذه البلدان منظومة جامعية ضخمة، ولذلك من المنطقي المراهنة على البحث عن الجامعات الأكثر قدرة على المنافسة في هذه البلدان بالتحديد".
هل يعد ذلك تحدياً للتعليم الغربي؟
يقول إسحاق فرومين، مدير معهد التعليم لدى مدرسة الاقتصاد العليا بموسكو، بأن هناك أيضاً سببا هاما آخر لجعل الخبراء مهتمين بمتابعة تطور تصنيف " بريكس" وقائمة بلدان الاقتصادات الناشئة، حيث يعتقد بأنه من الممكن أن يتم في المستقبل تشكيل منظومة خاصة للتعليم العالي في بلدان الاقتصادات الناشئة بحيث تختلف عن المنظومة الأمريكية - البريطانية المهيمنة حالياً.
ويقول فرومين بأن حكومات بلدان مثل روسيا والصين ليست راضية عن التطور الطبيعي البسيط لمؤسسات التعليم العالي فيها. حيث تعدّه بطيئاً جداً، ولذلك فإنها تخصص مجموعة من جامعاتها لإنشاء ظروف مواتية للتطور المتسارع عن طريق استثمار أموال ضخمة فيها.
ويكمن هدف هذه الاستثمارات في إنشاء جامعات على مستوى عالمي (World Class Universities) في أقصر وقت ممكن.
وكانت روسيا قد أطلقت في العام الماضي برنامجاً للتطور السريع لمجموعة من الجامعات تحت اسم ( برنامج 5 ـ 100)، وضم البرنامج في المرحلة الأولى خمس عشرة جامعة ( حالياً 14 جامعة)، وتلخصت المهمة الرئيسة في أن تتمكن خمس جامعات روسية على الأقل من الدخول قبل عام 2020 في ثلاثة تصنيفات لأفضل مئة جامعة في العالم من التصنيفات المذكورة أعلاه.
ولكن ألكسندر بوفاكو، نائب وزير التعليم الروسي، يرى أن " الطموح للوصول إلى قمة التصنيف لا يمثل الهدف الرئيس لهذا البرنامج. فالتصنيف يخدم فقط كمؤشر هام من بين أشياء أخرى كثيرة لتقويم الأداء الجامعي. أما برنامج " 5 ـ 100" فهو مبادرة تفوق أكاديمي شامل لتوحيد الصف الأول من الجامعات الروسية وراء هدف التحول العميق للجامعات وفقاً لأفضل النماذج والممارسات العملية الدولية".
هل توجد جامعات أخرى بالإضافة قائمة الـ 14؟
جامعة موسكو الحكومية تُصنّف بين الجامعات العشر الأوائل في دول البريكس
في هذا الصدد، قال ياروسلاف كوزمين، مدير مدرسة الاقتصاد العليا لـ " روسيا ما وراء العناوين" بالإضافة إلى الجامعات الأربع عشرة التي دخلت في برنامج " 5 ـ 100" الطموح، هناك ما بين 30 إلى 40 جامعة روسية تمكنت خلال السنوات الأخيرة من رفع نوعية التعليم فيها بدرجة كبيرة.
وأضاف أن " هذه نتيجة المبادرة التي أطلقت في عام 2006 على يد أندريه فورسينكو، وزير التعليم آنذاك، من أجل تخصيص مجموعة من الجامعات لمنحها الدعم الكامل ضمن برنامج التطوير".
وقال كوزمين:" في البداية كانت هناك 62 جامعة. وفي عام 2009 أصبح عددها 29. أما في عام 2013 فقد أُطلق ما يسمى ببرنامج " 5 ـ 100" وتم اختيار 15 جامعة تمتلك أفضل الإمكانيات للمنافسة على الصعيد الدولي. لدى هذه الجامعات برامج باللغة الإنجليزية، وهي مستعدة بشكل أفضل لاستقبال الطلاب الأجانب، كما أنها قادرة على المنافسة من خلال البحوث فيها".
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2014/12/08/28699.html