أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 36المهنة : مصرح لدى الجماركالمزاج : سريع الغضبالتسجيل : 27/03/2014عدد المساهمات : 920معدل النشاط : 1224التقييم : 28الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 - 23:43
لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟
ينشغل مفكرو الولايات المتحدة منذ فترة - ليست بالقصيرة - بمستقبل الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التغيرات الحادثة في شكل النظام الدولي – الذي لم تتشكل ملامحه بعد – وتحولات ميزان القوي من الغرب إلى الشرق (القارة الآسيوية). ويحتدم الجدل بين تيارين، يرى أولهما أن الولايات المتحدة في طور التراجع الذي يجعلها تلحق بغيرها من القوى الكبرى والحضارات العظمى التي سبق أن فرضت هيمنتها على العالم وشكلته، ثم تراجعت واندثرت، خاصة مع تآكل الديمقراطية الأمريكية، وإنهاك اقتصادها بالحروب غير المبررة، وتعرضه لأزمات عاصفة في العقد الأخير، وهو ما أدى لعدم قدرة واشنطن على التحكم في مسارات الأمور، ومجريات الأحداث في العالم مع تساقط حلفائها في مختلف مناطق العالم، وبروز قوى عظمى أخرى تتنافس على دورها. في حين يري أنصار التيار الثاني أن القوة الأمريكية لا تزال في ذروتها، وأنها أبعد ما تكون عن التراجع.
وقد انعكس هذا الجدل على مؤسسات الحكم الأمريكية، الأمر الذى دفع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى التطرق إليه في كل – إن لم يكن معظم – خطاباته إلى العالم أو الشعب الأمريكي، كان آخرها في خطاب حالة الاتحاد في الرابع والعشرين من يناير الماضي، حيث أشار إلى أن هؤلاء الذين يتحدثون عن تراجع الولايات المتحدة أو ضعف نفوذها في العالم لا يعون ما يتحدثون.
وفي فبراير2012 ، صدر كتاب "روبرت كاجان" ، مؤرخ وزميل مركز بروكينجز وأحد أقطاب المحافظين الجدد، المعنون بـ"العالم ُصنع أمريكي The world America Made" والذي أخذ أهميته مع تبني الرئيس الأمريكي "أوباما" بعض مقولاته في خطابه لحالة الاتحاد.وقد قدم "كاجان" ملخصا لأهم أفكار كتابه حول مستقبل القوة الأمريكية بمقال له تحت عنوان "لم تتلاش: ضد خرافة التراجع الأمريكي Not Fade Away: Against the Myth of American Decline" نشر في عدد يناير من مجلة " نيو ريباليك The New Republic".
يستهل كاجان مقاله بطرح تساؤلين رئيسيين، مفادهما: "هل تواجه أمريكا تراجعًا في مكانتها كقوة عظمى؟"، و"هل يواجه الأمريكيون خطر أن تمارس دولتهم الانتحار الاستباقي الذي تمارسه القوى العظمى قبل سقوطها؟". والمقال هو إجابة بالنفي على هذين التساؤلين.
ويسوق كاجان مقولة رئيسية يعتمد عليها تحليله، هي أن النظام العالمي الحالي- الذي يتسم بوجود عدد غير مسبوق من الديمقراطيات والازدهار غير المعهود رغم أزماته، والسلام بين القوي الكبرى- إنما يعكس المبادئ والتفضيلات الأمريكية. وقد بني هذا النظام على القوة الأمريكية، ويعتمد في استمرارها على حمايتها. وبالتالي إذا تدهورت القوة الأمريكية، فإن النظام العالمي سيتدهور، وسيحل محله نظام يمثل انعكاسًا لقوى أخرى ربما تؤدي به إلى الانهيار، كما انهار النظام العالمي الأوروبي في النصف الأول من القرن العشرين. ولا يمكن - كذلك - تصور بقاء الأسس الليبرالية التي يقوم عليها هذا النظام، إذا انكمشت القوة الأمريكية.
صلابة أسس القوة الأمريكية
يؤكد كاجان أن الاعتقاد بتراجع أمريكا كقوة عظمى إنما يعتمد على انطباعات وتحليلات غير متماسكة، تتحدث أغلبها عن التحول بين وضع أمريكا الحالي، والوضع الذي اعتادت أن تكون عليه في الماضي. ويري أن مشكلة هذا الاتجاه تكمن في أنه يعتمد على تحليل وضع القوة الأمريكية في مدة زمنية معينة، ويرتكز على الأزمة العالمية التي تعصف بها.
وبإعمال المنظور التاريخي ومعايير القوى العظمى التي يمكن الاتفاق عليها، سنجد أن "تدهور القوى العظمى هو نتيجة تغيرات جذرية في التوزيع العالمي لأشكال القوة، والذي عادة ما يأخذ فترات زمنية ممتدة ليتشكل، ونادرًا ما تسقط القوى العظمى فجأة". ويضرب كاجان بتدهور الامبراطورية البريطانية مثلاً على أهمية العامل الزمني في التحليل. وقد سبق لأمريكا أن تعرضت لأزمات اقتصادية طاحنة وطويلة، كما حدث في عقود (1890-1930-1970)، وقد استطاعت على إثر كل منها أن تعود أقوى مما كانت عليه قياسًا بالقوى الأخرى. وقد كانت عقود (1910-1940-1980) أكبر عقود القوة والنفوذ الأمريكي العالمي.
يتناول كاجان وضع أسس القوة الأمريكية حاليًّا. فرغم حالة الركود الحالية، فإن المركز الاقتصادي للولايات المتحدة لم يتغير، فلا يزال نصيبها من مجمل الإنتاج العالمي كما هو في العقود الأربعة الأخيرة منذ عام 1969، ولا تزال تنتج تقريبًا ربع الإنتاج العالمي، ولا تزال هي الاقتصاد الأغنى والأقوى في العالم.
ولكن البعض يتحدث عن الصعود الاقتصادي للهند والصين وبعض القوى الآسيوية الأخرى التي يتزايد نصيبها في الاقتصاد العالمي، غير أن صعود هذه القوى إنما يأتي على حساب أوروبا واليابان اللتين تراجع نصيبهما في الاقتصاد العالمي.والمتفائلون بصعود الصين يتنبأون بأنها ستحل محل الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد عالمي، وهو ما يعني أن الأخيرة ستواجه تحديات لوضعها الاقتصادي في المستقبل، ولكن حجم الاقتصاد المحض ليس مؤشرًا جيدًا على ميزان القوة النسبية في النظام الدولي. فالصين نفسها كانت أكبر اقتصاد عالمي في بداية القرن التاسع عشر، لكنها وقعت فريسة للأمم الأوروبية الأصغر منها. وحتى لو قفزت الصين لقمة الاقتصاد العالمي مرة أخرى، فسيواجه قادتها حتمًا مشكلات في النمو، ومن ثم سيكون من الصعب عليها أن تلحق بأمريكا وأوروبا من حيث نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي.
ولا يزال ميزان القوة العسكرية يميل لصالح أمريكا، فلا يوجد إلى الآن قوة تعادل قدرات الولايات المتحدة، ولا يوجد أي تدهور في القدرات العسكرية الأمريكية، ولا يزال حجم الإنفاق على الدفاع في الولايات المتحدة الذي يبلغ 600 مليار دولار في العام هو الأعلى في العالم، ولا تزال القوات الأمريكية البرية والبحرية والجوية هي الأكثر تقدمًا في تسلحها.
ومن ناحية أخرى، لا يعني صعود بعض القوى اقتصاديًّا أنها ستنافس الولايات المتحدة على نفوذها في المسرح الدولي، فلا توجد علاقة حتمية بين القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي. فالهند الفقيرة تحت قيادة نهرو كانت أكثر تأثيرًا من الهند الحالية.
كما أن الأمر يتوقف على القوة النامية، وهل هي معادية أم لا. ففي أثناء الحرب الباردة، أدى الصعود الاقتصادي لألمانيا واليابان إلى تراجع نصيب الولايات المتحدة من الناتج العالمي الإجمالي إلى النصف، غير أن ازدهار اقتصاد الدولتين كان في مصلحة الولايات المتحدة في مواجهة الاتحاد السوفيتي. وبالمثل، فنمو البرازيل وتركيا لا يتقاطع مع المصالح الأمريكية، ونمو الهند يعد في مصلحتها، لأنه في مواجهة المنافس المستقبلي لها وهو الصين. أما نمو الاقتصاد الصيني، فيمثل خطورة، إذا تمت ترجمته بالقدر الكافي إلى قوة عسكرية.
حقيقة الهيمنة الأمريكية على العالم
في الجزء الثاني من المقال، يفند كاجان مقولة يعتمد عليها الاتجاه الذي يقول بتراجع القوة الأمريكية، وهي أنه كان هناك وقت ما كانت الولايات المتحدة قادرة فيه على تشكيل العالم ليتوافق مع إرادتها، وأن تجعل الأمم الأخرى تفعل ما تريد، وأنها كانت تقوم "بإدارة ترتيبات الأمن والاقتصاد والسياسة في كل العالم".
يقول كاجان إن مثل هذا الاعتقاد ليس إلا وهمًا رومانسيًّا، فمثل هذا الوقت لم يوجد قط، وإنما تشكلت الهيمنة الأمريكية في العالم عبر سلسلة من تواكب النجاحات والإخفاقات. وإذا نظرنا للسنوات الأولى من الحرب الباردة، حيث استطاعت أمريكا أن تحقق هيمنة كاملة على شئون العالم، فسنجد أنها استطاعت تحقيق العديد الإنجازات الفائقة، مثل مشروع مارشال، وتأسيس الناتو، وإنشاء الأمم المتحدة، وتأسيس نظام بريتون وودز الاقتصادي، وهو ما يشكل العالم كما نعرفه حاليًّا.
إلا أنه بالمقابل كانت هناك لحظات من الانتكاس، ففي عام 1949، نجحت الثورة الشيوعية في الصين، وكسر الاتحاد السوفيتي الاحتكار الأمريكي للسلاح النووي، ثم تورطت الولايات المتحدة في الحرب الكورية، وفقدت 35 ألفا من جنودها. وفي الخمسينيات، اجتاح الأمريكيين القلق من التدهور النسبي لقوتهم إزاء صعود قوة المعسكر الاشتراكي، كما أنها فشلت في إقناع حلفائها الغربيين بعدم الاعتراف بحكومة الصين الشعبية.
أما القوة الناعمة الأمريكية، فلم يكن هناك دائمًا هذا الإعجاب المتخيل بالنموذج الأمريكي ، وليس من الصحيح أن بقية العالم حاولت أن تحاكي هذا النموذج. فآلة الإعلام الأمريكية- رغم أنها أسهمت في انتشار الثقافة الأمريكية- إلا أنها لم تنجح سوى في تصدير صورة سيئة لأمريكا. فقد بث التليفزيون الأمريكي في الخمسينيات صور جلسات ماكارثي لصيد الشيوعيين، ثم غلبت صور ممارسات العنصرية البيضاء على شاشاته، ثم غلبت مشاهد العنف والاغتيالات. والسياسة الخارجية الأمريكية لم تكن دائمًا محل ترحيب بقية العالم، خاصة العالم الثالث، ولم يساعد سجل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على تحسين صورة أمريكا. كما أن حرب فيتنام ساعدت على جعل أمريكا قوة استعمارية عاتية تريد أن تخضع بلدًا صغيرًا مقاومًا. وفي العقود الأولى من الحرب الباردة، كان العالم الثالث أكثر إعجابًا بالنظام الاقتصادي السوفيتي، "رأسمالية الدولة"، لا بالنموذج الأمريكي الحر.
وواجهت الولايات المتحدة في عقد السبعينيات العديد من الأزمات التي جعلت هنري كيسنجر يتحدث عن أن أمريكا تجاوزت نقطة الذروة التي تبلغها كل حضارة قبل انهيارها. فقد أدى الارتفاع المذهل لأسعار البترول، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة الأمريكة في حرب فيتنام، إلى دخول الاقتصاد الأمريكي في أزمة حادة. وقد هبط معدل الإنتاج القومي بمقدار 6% بين عامي 1973 و1975، وتضاعف معدل البطالة من 4.5% ليصبح 9%.
وفي العقد التالي، تنبأ بول كيندي في كتابه "سقوط وصعود القوى العظمى" بأن الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي يعانيان الترهل الاستراتيجي، وأن الولايات المتحدة ستكون أول المنهارين بسبب هذا الترهل. غير أن الانهيار لحق بالاتحاد السوفيتي في نهاية العقد، لتصبح أمريكا وحدها في العقد التالي القوة العظمى الوحيدة. ومع ذلك، فشلت في التعامل مع العديد من القضايا، رغم أن الأمريكيين فازوا في حرب الخليج، ووسعوا حلف الناتو شرقًا، وأحلوا السلام في البلقان، بعد سفك الكثير من الدماء، ودفعوا العالم ليتبنى "إجماع واشنطن" حول الاقتصاد.
غير أن هذه النجاحات صاحبتها إخفاقات مماثلة. فقد بدأ إجماع واشنطن في الانهيار مع الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، حيث عُدت الوصفات والحلول الأمريكية خاطئة، وربما مدمرة. وتأخرت واشنطن في منع كوريا الشمالية وإيران من تطوير برامج أسلحة نووية، وتقاعست عن منع الإبادة العرقية في رواندا. ورغم أنها دعمت التحول الديمقراطي في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، فإنها لم تستطع أن تتحكم في مسار الأمور بعد ذلك.
ويقر كاجان بأن الولايات المتحدة اليوم غير قادرة على فرض إرادتها في العديد من الملفات، ومع ذلك فقد سجلت العديد من النجاحات في العراق، وفي الحفاظ على شبكة فعالة لمنع الانتشار النووي، وفي تدمير القاعدة، وفي تطوير الأسلحة، وفي تمتين شبكة تحالفاتها مع أوروبا، ومع العديد من القوى الآسيوية الصاعدة.
ومن هذا التحليل التاريخي، يؤكد كاجان أن سجل القوة الأمريكية ممتزج بالنجاح والإخفاق، فالفكرة ليست في أن أمريكا كانت تفتقد دائمًا النفوذ العالمي. فمن الحرب العالمية الثانية حتى الآن، والولايات المتحدة هي في حقيقة الأمر القوة العالمية المهيمنة التي اكتسبت المزيد من النفوذ منذ روما القديمة، بل وتفوقت في هذا الصدد. غير أنها لم تكن القوة القاهرة القادرة على فعل كل شىء.
وإذا ما أردنا التحقق من كون الولايات المتحدة في حالة تراجع أم لا، فنحن بحاجة إلى معايير معقولة يجب الاحتكام إليها. أما إذا قارنا نفوذ الولايات المتحدة اليوم بهيمنتها الشاملة الخرافية كما تبين، فإن هذا سيضللنا.
التحديات المستقبلية ... طبيعتها وحدودها
في الجزء الأخير من المقال، يحلل كاجان التحديات الحقيقية التي على الولايات المتحدة أن تواجهها مستقبلاً. اليوم، تبدو التحديات عظيمة، والصعود الصيني هو أكثرها وضوحًا. ولا يقارن هذا التحدي بجسامة التحدي السوفيتي السابق؛ فالاتحاد السوفيتي كان يمثل بموقعه وحجمه خطرًا على المصالح الأمريكية في شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ووجدت استراتيجية الاحتواء التي اعتمدتها واشنطن في التعامل معه صعوبات جمة.
وبالنسبة للخطر الصيني، فالوضع معكوس. فرغم أن الصين أغنى، وستكون أغنى وأكثر تأثيرًا اقتصاديًّا مما كان عليه الاتحاد السوفيتي، فإن وضعها الاستراتيجي أكثر صعوبة. فقد تركت الحرب العالمية الصين في وضع ضعيف نسبيا بالمقارنة، وهي تعمل بصعوبة على الخروج منه حتى الآن، وكثير من جيرانها أمم قوية، وذات علائق قوية وروابط أقوى بالولايات المتحدة.
وستواجه الصين وقتًا عصيبًا، في حال أرادت أن تكون قوة إقليمية مهيمنة، ما دامت تايوان مستقلة ومرتبطة استراتيجيًا بالولايات المتحدة، وما دامت قوى، مثل اليابان واستراليا وكوريا، مضيفة للقوات والقواعد الأمريكية. كما ستحتاج بكين إلى حلفاء لتكون لديها الفرصة فى أن تطرد الولايات المتحدة خارج معاقلها في غرب المحيط الهادي. ولكن إلى الآن، لا يزال للولايات المتحدة حلفاؤها، فضلا عن هيمنتها على الممرات المائية التي لابد أن تمر بها تجارة الصين. وإجمالاً، فإن مهمة الصين، كقوة عظمى صاعدة، يجب أن تدفع الولايات المتحدة من موقعها الحالي، هي أصعب من مهمة أمريكا التي ليس عليها إلا أن تحافظ على مقومات قوتها.
ثم يتساءل كاجان عما إذا كانت أمريكا قادرة على الحفاظ على وضعها الدولي أم لا. ويقول إن المتشائمين بمستقبل القوة الأمريكية يتشككون في هذا، وفي قدرة الولايات المتحدة على الاستمرار في لعب دورها في العالم كقوة مهيمنة، كما كان الأمر في الماضي. ويرى بعضهم أنه إذا كان حديث بول كيندي في عام 1987 عن الترهل الاستراتيجي غير صحيح آنذاك، فهو يصف المأزق الأمريكي حاليًّا بدقة، وبالتالي يدعون إلى أن تتخلى أمريكا عن مسئولياتها الدولية.
غير أن كاجان يقول إن التزامات أمريكا الخارجية حاليًّا ليست أكبر مما كانت عليه منذ خمسين عامًا. وفي عام 1968، كان لدى أمريكا نحو مليون جندي على أراض أجنبية، 537000 في فيتنام والبقية في مناطق أخرى. على النقيض من هذا، في صيف 2011، وفي ذروة الانتشار الأمريكي في حربين، كان هناك 200000 جندي مقاتل في أفغانستان والعراق معًا، ونحو 160000 جندي في أوروبا وشرق آسيا.
وإجمالاً، وبتضمين القوات الموجودة في مناطق أخرى من العالم، فهناك نحو نصف مليون جندي منتشرين بالخارج. كما أن هذا الانتشار لا يمثل سببًا للعجز الأمريكي، ولن تؤدي التخفيضات الكبرى في ميزانية الدفاع إلى توفير أكثر من 50 إلى 100 مليون دولار من المدخرات السنوية.
خطورة التراجع الأمريكي على النظام العالمي
يؤكد كاجان أنه لا يمكن حساب تكلفة البقاء في هذا الوضع، دون حساب تكلفة فقدانه، فبعض تكاليف تراجع دور أمريكا في العالم بالطبع لا يمكن حسابها كميًّا. فما قيمة أن يعيش الأمريكيون في عالم من الديمقراطيات، بدلا من عالم تحكمه ديكتاتوريات؟ ، ولكن بعض التكاليف يمكن قياسها، إذا حاول البعض أن يقوم بهذا. إذا أنتج انهيار القوة العسكرية الأمريكية نظامًا اقتصاديًّا عالميًّا متفككا، كانت هذه القوة قد أسهمت في الحفاظ عليه، إذا أصبحت الطرق التجارية والممرات المائية غير آمنة، لأن البحرية الأمريكية غير قادرة على حمايتها، إذا انفجرت الحروب الإقليمية بين القوى الكبرى، لأنها لم تعد مقيدة بالقوة الأمريكية العظمى، إذا ما تعرض حلفاء أمريكا للهجوم، لأنها غير قادرة على الدفاع عنهم، إذا أصبحت طبيعة النظام الدولي أقل حرية وانفتاحًا.. كل هذا إذا ما حدث، فستكون هناك تكاليف ممن الممكن حسابها.
أما التساؤل عما إذا كان الأمريكيون قادرين على القيام بأعباء المنافسة في القرن الحادي والعشرين أم لا، فيجيب عليه كاجان بأنه لا أحد يعلم إجابة هذا على وجه التحديد. إذا كان التاريخ الأمريكي يقودنا للإجابة على هذا، فهناك أسباب تدعونا للتفاؤل. فقد واجه الأمريكيون فترات عصيبة من قبل، والعديد من الأجيال السابقة شعرت بمعنى فقدان القوة ، واستطاع الأمريكيون أن يتغلبوا على الكثير من الأزمات الحادة التي واجهتهم في القرنين الماضيين من العبودية والحرب الأهلية حتى ووتر جيت.
لكن النجاح في الماضي لا يضمن التفوق في المستقبل. غير أن أمريكا تمتلك من المقومات ما يضمن نجاحها رغم حركة التاريخ، ومن بينها أن النموذج الأمريكي أظهر قدرة على تبني والتعافي من الأزمات أكثر من أي نظام مماثل في الأمم الأخرى، خاصة منافسيها الاستراتيجيين. ويرتبط هذا بدون شك بالحرية النسبية التي يتمتع بها المجتمع الأمريكي الذي يكافئ مبدعيه، والذين غالبًا ما ينمون خارج بنية السلطة القائمة، من أجل إنتاج طرق جديدة للتعامل مع الأمور. وكذلك يرتبط هذا بالنظام السياسي المفتوح، الذي يمكن الحركات الاجتماعية من أن تجد مسارًا لها للتأثير فى مؤسساته.
ويوضح كاجان أسباب القوة الأمريكية غير المعهودة في تاريخ القوى الكبرى، بما حدث في العام 1987، حيث رد رجال أعمال وساسة أمريكيون على دعاوى الانحدار الاقتصادي باتخاذ أفعال: تقليل النفقات، وتقليل حجم الشركات، وجعلها أكثر فاعلية، وجعلها تستثمر في التكنولوجيا الجديدة، وتطوير ثورة الاتصالات، والتقليل من حد العجز الحكومي. وقد ساعد كل هذا في تحقيق قفزات إنتاجية عامًا بعد عامًا، ومن الممكن تصور أن يتغلب الأمريكيون على أزمتهم الحالية بالطريقة نفسها.
ولا يستبعد كاجان أن تتعرض القوى الأخرى النامية ( كالبرازيل ، الصين ، الهند، تركيا ) إلى أزمات تعطل طريق صعودها؛ فلا توجد أمة تستطيع تحقيق معجزات اقتصادية دون أن تتعرض لأزمات. لكن أخطر ما قد يواجه الولايات المتحدة هو اعتقاد الأمريكيين بأن التراجع حتمي ولا مناص منه، أو أن الولايات المتحدة تستطيع أن تحصل على مهلة بالتخلي عن مسئولياتها العالمية لتعيد ترتيب منزلها من الداخل. غير أن كاجان يؤكد أن هذا لن يفيد؛ فالحفاظ على بنية النظام الدولي تحت القيادة الأمريكية يشكل مصلحة مباشرة لواشنطن والعالم.
http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/2224.aspx
صقر اسود
لـــواء
الـبلد : العمر : 31المهنة : طالب رياضياتالمزاج : رايق الحمد للهالتسجيل : 13/05/2011عدد المساهمات : 2842معدل النشاط : 3939التقييم : 337الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 0:03
اجابتي وباختصار :
لانها تكنولوجيا افضل من اوروبا
لانها عسكريا افضل من روسيا
لانها اقتصاديا افضل من الصين
تتفوق على الجميع في كل شيء لهذا تستحق الرقم *1*
لكن هذا لا يعني ان منافسة قوية حاليا على الصدارة في العالم
وتقييم لك على الطرح الجيد , تحياتي
جندي من الصحراء
رائـــد
الـبلد : العمر : 36المهنة : مصرح لدى الجماركالمزاج : سريع الغضبالتسجيل : 27/03/2014عدد المساهمات : 920معدل النشاط : 1224التقييم : 28الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 0:15
شكرا جزيلا اخي الكريم صقر اسود و انا مسرور لان الموضوع اعجبك و شكرا على التقييم فعلا جميع مقومات القوة اجتمعت في الولايات المتحدة تكنولوجيا و عسكريا و اقتصاديا و استراتيجيا
منجاوي
لـــواء
الـبلد : المهنة : Physicist and Data Scientistالمزاج : هادئ التسجيل : 04/05/2013عدد المساهمات : 3659معدل النشاط : 3247التقييم : 329الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 0:58
هناك سر اجتماعي مهم في أمريكا يجعلها قادرة على اعادة انتاج نفسها بعد كل ازمة. و هذه هي عقلية: Why not
حيث يوجد تركيز على تجريب الافكار الجديدة و توجد اليات تسمح بهذا التجريب دون خوف من الفشل او الخسارة المادية او العيب الاجتماعي. فتنجح شركة من اصل 1000 في عمل اختراع او ابتكار يعيد الصدارة ﻷمريكا. و هذا هو اكثر ما تجده في كاليفورنيا في وادي السيليكون.
اضافة لذلك هناك توازن عجيب غريب بين سلطات الدولة بما يمنع من الشطط: 1- الرئيس منتخب من الشعب لكنه ينفذ و لا يشرع 2- الكونجرس منتخب من الشعب لكنه يشرع و لا ينفذ 3- القضاة الدستوريون يقترح الرئيس اسماءهم لكن يجب ان يوافق عليهم الكونجرس و لا يعزلون و ليس لهم مدة خدمة.
و نفس الاسلوب في كل الولايات الخمسين على المستوى المحلي. و بالتالي تجد التنوع و التفاوت و التجريب و النموذج الفاشل يسقط و ناجح يسود.
هذا ما يجعلهم اكثر تحصينا تجاه الازمات و الصعود و النزول.
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 2:02
موضوع رائع اخي اعتقد ان قوة امريكا في التنوع الثقافي للمزيج البشرى الفريد فهي بوتقه انصهار للثقافات لتخرج الشخصيه الامريكيه الغريبه والفريده الكاوبوي المغامر
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 2:21
منجاوي كتب:
هناك سر اجتماعي مهم في أمريكا يجعلها قادرة على اعادة انتاج نفسها بعد كل ازمة. و هذه هي عقلية: Why not
حيث يوجد تركيز على تجريب الافكار الجديدة و توجد اليات تسمح بهذا التجريب دون خوف من الفشل او الخسارة المادية او العيب الاجتماعي. فتنجح شركة من اصل 1000 في عمل اختراع او ابتكار يعيد الصدارة ﻷمريكا. و هذا هو اكثر ما تجده في كاليفورنيا في وادي السيليكون.
اضافة لذلك هناك توازن عجيب غريب بين سلطات الدولة بما يمنع من الشطط: 1- الرئيس منتخب من الشعب لكنه ينفذ و لا يشرع 2- الكونجرس منتخب من الشعب لكنه يشرع و لا ينفذ 3- القضاة الدستوريون يقترح الرئيس اسماءهم لكن يجب ان يوافق عليهم الكونجرس و لا يعزلون و ليس لهم مدة خدمة.
و نفس الاسلوب في كل الولايات الخمسين على المستوى المحلي. و بالتالي تجد التنوع و التفاوت و التجريب و النموذج الفاشل يسقط و ناجح يسود.
هذا ما يجعلهم اكثر تحصينا تجاه الازمات و الصعود و النزول.
ظاهريا كلامك صحيح اخ منجاوي لكن لو نحلل الامور من الباطن سوف نفك لغز why not الفكر و الذكاء و الارادة هي خصال متجذرة في الانسان مهما كان اصله او لونه او مكان معيشته و طبعا التركيز يختلف من شخص لاخر لكن ليس من امة لاخرى ! الشعب الامريكي ليس اذكى شعب في العالم ! بل كونه وعاء يستقطب الشعوب الاخرى ... اي انه يعيش بعقول و ارادة ابناء الشعوب الاخرى الذين لم يجدوا امكانيات في بلدانهم فيهاجرون الى امريكا ... في امريكا تؤسس شركة في بضع ساعات و تأخذ قرضا من البنك في بضع ساعات و يكون مشروعك عملي في بضعة ايام .. و اذا اخترعت شيئا مفيدا تشتريه عليك شركات اكبر منك بمبالغ باهضة و لن تدفع لك فلسا من جيبها لانها مثلك ستأخذ قرضا من البنك و بما انها اكبر منك فستحصل على قروض اكبر ! اقتصادهم مبني على الريع ! هل تدري لماذا ... لان كل البنوك ممتلئة بالمال و بامكانها ان تغامر كما تشاء و تخسر دون خوف لان المال موجود دائما و يضخ يوميا و اذا انهار البنك و اغلق ابوابه فأصحاب المال الحقيقيون هم من يخسرون و ليس اصحاب البنك ! الاقتصاد الامريكي مبني على الريع و امريكا و بنوكها تعيش على اموال الاخرين ... اين تذهب اموال العرب من تجارة البترول ؟؟؟ اين تخزن اموال العرب ؟؟؟ هل تعلم ان اغلبها يذهب الى الخزينة العمومية الامريكية طبعا على اساس استثمار لكن تلك الفائدة المزعومة ماهي سوى غطاء فقط لانك ان اردت سحب اموالك فلن نكون لك القدرة على ذلك ... لماذا تحتاج لموافقة امريكا في الصفقات الكبرى ؟ لانها بكل بساطة تستطيع ان تعترض و ان تفسد عليك الصفقة في اي وقت و تجميد حسابك ... هكذا تسيطر امريكا على العالم و هكذا استطاعت جعل الدولار الامريكي العملة رقم واحد دوليا ... كيف تفسر ان اغلب المعاملات التجارية العالمية تحصل مع اوربا و اسيا لكن العملة المستخدمة هي الدولار الامريكي ... حتى اليورو الاوربي وضعت له قيود و خطوط حمراء و كلما حاولت اوربا تخطي الحدود قامت امريكا باختلاق ازمة اقتصادية و اخرها الازمة التي كادت تدمر اوربا و استطاعت ان توصل دول عريقة منها الى عتبة الفقر ! هل يعقل ان افلاس بنك امريكي يسبب ازمة عالمية ! ممكن ازمة امريكية .. لكن عالمية ؟؟؟؟ بكل بساطة لان الاموال التي خسرها هي اموال دول اخرى و ليست اموال امريكا لان امريكا لم تتأثر من الازمة داخليا نجد في الدول العربية مثلا اشخاص يمتلكون مشاريع صناعية او فلاحية كفيلة بخلق ثروة محلية و نهضة اقتصادية و توفير اموال صعبة للبلد ... ترفض البنوك المحلية تمويلهم بحجج واهية و بأن المشروع مغامر و لا يمكن المجازفة بالتمويل !!! نفس الدولة اموالها في البنوك الامريكية مكدسة و يأتي شاب امريكي منحرف يطلب قرضا لانتاج فيلم اباحي ! فيحصل على التمويل اللازم و ينتج فيلمه لانه مفيد للمجتمع بأموال الدولة التي نفسها رفضت مشروعا لشاب يريد زراعة الارض !!!!! امريكا بعد الحرب العالمية الثانية استفادت من تهريب رؤوس الاموال الثروات الشخصية و العمومية لمعظم الدول التي دمرتها الحرب و سيطرت بمنطق القوة و الخبث على منابع الطاقة و البترول سواءا بالغصب او بشراء الذمم و صناعة الانظمة العميلة فأصبحت في غضون بضع سنوات مركز العالم المالي و كل اموال العالم تصب في امريكا قبل ان يعاد توزيعها و كذلك البورصات و اخيرا الخزينة العامة التي تصب فيها معظم مداخيل النفط العالمي ... البورصات المؤثرة موجودة هناك البنك العالمي موجود هناك الامم المتحدة موجودة هناك ...الخ كل هذا بنته امريكا بلغة السلاح و الحرب و منطق القوة و ليس بالذكاء الاقتصادي و طبعا كانت هناك المكملات التي ساهمت في استثمار هذه الاموال لاحقا و هجرت رجال الاعمال و اصحاب المشاريع و الافكار التجارية المبتكرة من كل مناطق العالم من اجل العمل و الاستثمار هناك ... مثلا دولة بترولية اموالها تصب في امريكا ... تؤسس شركة ناجحة و تتجاوز الحدود تشتريها امريكا باموالك الموجودة عندها و تصبح انت زبونا لما كنت تملك من قبل و امريكا نفذت الصفقة ب 0 دولار من اموالها الفعلية الاقتصاد الامريكي اكثر هشاشة من اي اقتصاد اخر في العالم و لولا اموال الريع لما استطاعت امريكا الحفاض على خمس قوتها العسكرية و صمام الامان الوحيد لها هو هذه القوة و الدولار الامريكي و اذا وصل الامر يوما ما الى تغيير الدولار بعملة اخرى في الاقتصاد العالمي فتأكد ان امريكا ستشن حربا نووية انتحارية ضد بقية العالم لانها بكل بساطة لن ترضى ان تزول و تترك الاخرين وراءها !
منجاوي
لـــواء
الـبلد : المهنة : Physicist and Data Scientistالمزاج : هادئ التسجيل : 04/05/2013عدد المساهمات : 3659معدل النشاط : 3247التقييم : 329الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 2:59
اخي سلطان. شكرا على الرد الطيب و الاضافة. كلامك جيد لكني من الصعب ان اصدق ان امريكا تمنع الدول العربية من سحب اموال النفط منها. ثم ان الفائدة على الدولار قليلة جدا جدا لا تعوض ارتفاع الاسعار كل عام. و بالتالي هذا الكلام غير دقيق. مسألة طبع الدولار بدون غطاء بدأت فقط في السبعينات، و لكن امريكا دولة متفوقة - و ربما بشكل اوضح من ما هو حاليا منذ فترة اطول على الاقل اﻷربعينات. ان تنسب كل غنى امريكا لطبع الدولار امر غير منطقي. ولاية واحدة في امريكا تعتبر اكبر منتج للصويا في العالم، هذا غير النفط و غير براءات الاختراع و السيارات و القائمة تطول. فقط صناعة السينما - اباحي و غير اباحي - تدر على البلد اكثر من 100-150 مليار في السنة.
بلد عملاق زراعيا و صناعيا و تقنيا و لا يدفع فوائد على عملته التي يصر الجميع على انها اكثر عملة امنه في العالم.
امريكا صدرت ما يقارب 1.5 ترليون دولار في العام! اهم الصادرات هي الماكينات و الالكترونيات و السيارات و الاجهزة الطبية. و المواد الكيميائية.
كل الدخل القومي للسعودية (اكبر منتج نفط في العالم) لا يتجاوز 400 بليون. و بالتالي القياس غير منطقي. ثم حين تقول امريكا، هل تعني امريكا الحكومة ام شركات النفط الامريكية؟
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 3:59
منجاوي كتب:
اخي سلطان. شكرا على الرد الطيب و الاضافة. كلامك جيد لكني من الصعب ان اصدق ان امريكا تمنع الدول العربية من سحب اموال النفط منها. ثم ان الفائدة على الدولار قليلة جدا جدا لا تعوض ارتفاع الاسعار كل عام. و بالتالي هذا الكلام غير دقيق. مسألة طبع الدولار بدون غطاء بدأت فقط في السبعينات، و لكن امريكا دولة متفوقة - و ربما بشكل اوضح من ما هو حاليا منذ فترة اطول على الاقل اﻷربعينات. ان تنسب كل غنى امريكا لطبع الدولار امر غير منطقي. ولاية واحدة في امريكا تعتبر اكبر منتج للصويا في العالم، هذا غير النفط و غير براءات الاختراع و السيارات و القائمة تطول. فقط صناعة السينما - اباحي و غير اباحي - تدر على البلد اكثر من 100-150 مليار في السنة.
بلد عملاق زراعيا و صناعيا و تقنيا و لا يدفع فوائد على عملته التي يصر الجميع على انها اكثر عملة امنه في العالم.
امريكا صدرت ما يقارب 1.5 ترليون دولار في العام! اهم الصادرات هي الماكينات و الالكترونيات و السيارات و الاجهزة الطبية. و المواد الكيميائية.
كل الدخل القومي للسعودية (اكبر منتج نفط في العالم) لا يتجاوز 400 بليون. و بالتالي القياس غير منطقي. ثم حين تقول امريكا، هل تعني امريكا الحكومة ام شركات النفط الامريكية؟
يبدو ان بعض النقاط لم تكن واضحة في تعليقي و سأحاول التوضيح اكثر .... فكرتي او تحليلي مبني على شقين : الشق الاول ان بروز امريكا كان صدفة شكلتها الحرب العالمية و نتيجتها الكارثية على العالم فتأسس كيان عسكري عملاق و الذي بفضله رسمت الحكومة الامريكية استراتيجية بعيدة المدى تتمثل في جعل امريكا قطب مالي لبقية العالم هذا الوضع استقطب باقي المكملات التي تحدثت عنها مثل هجرة رؤوس الاموال و الاستثمارات اضافة الى العقول المنتجة و النوابغ من باقي دول العالم و هذا ماساهم في استمرارية التطور الذي لم و لن يكون لولا ما قامت به الحكومة الامريكية بعد الحرب العالمية. امريكا منذ نشأتها كانت معروفة بالزراعة و تربية الماشية بسبب قلة عدد السكان مقارنة بالمساحة الشاسعة التي كانت و من الطبيعي انها متفوقة في مجال زراعة الصويا و الذرة لانها الغذاء الاساسي للمواشي و طبعا تم استغلالها لاحقا لانتاج الزيوت لكن هذا لم يكن ليجعلها اقوى اقتصاد في العالم ... بالنسبة لصناعة السيارات نعم هي الرائدة في العالم لكن هل تدري السبب ؟؟؟ السيارات الامريكية لها مواصفات خاصة و هي منتشرة في امريكا و كندا و بعض دول امريكا اللاتينية بدرجة اقل و بعض دول الخليج و هذا لا يجعل منها الرقم واحد عالميا لان السيارات الاوربية و اليابانية تسجل ارقام مبيعات اكبر بكثير منها ! السبب يعود لشركة جينرال موتورز التي استحوذت على اغلب العلامات الامريكية و من ثم تحولت الى باقي دول العالم حيث بدأت في شراء الشركات العالمية و السيطرة على سوق قطع الغيار ...الخ لتتحول اليوم الى اكبر شركة في العالم لان لها اسهم في تقريبا كل شركات العالم ... و هذا مثال على ما ذكرت في مساهمتي السابقة ... هذا ما يسمى بسياسة الاحتكار ! امريكا حاليا تحتكر الاسواق العالمية بل يوجد بعض المجلات لا يسمح لاي دولة اخرى بالاقتراب منها و الا ستتعرض لعواقب وخيمة قد تنتهي بتدخل عسكري. لم اقل ان ثروة امريكا تأتي من طبع الدولار ! هذا غير ممكن لانه يسبب التضخم و هذا لا ينفي ان امريكا تمارس هذا عندما تكون في ورطة ... ما قصدته هو تداول الدولار اي انه العملة المستخدمة في المعاملات التجارية بمعنى انك تشتري سلعا من الصين لكنك ستدفع بالدولار مما يعني ان المعاملة سوف تمر على بنك امريكي لا محالة عن طريق نظام السويفت SWIFT و عندما تحصل الصين اموالها بالدولار فسوف تبقيها بالدولار و لا يمكن ان تحولها الى عملة محلية ! و بالتالي الجميع تحت رحمة الدولار و اذا حصل مشكل و انخفض الدولار ستتكبد خسائر فادحة و هذا يعني ان لا احد سيحاول اللعب مع امريكا او ضربها اقتصاديا لانه سيكون اول خاسر قبل امريكا نفسها ! اما بخصوص الصادرات الامريكية فهي كبيرة جدا لكن لا يعني انه صنعت في امريكا ... اغلبها يصنع في الخارج في مصانع و شركات استولت عليها امريكا و اشترتها. بالنسبة للبترول انا لم اقل ان امريكا ستمنعك من اخذ اموالك بالصيغة التي فهمتها انت ... ماقصدته هو انك لن تتمكن من سحبها كلها او تحويلها الى عملة اخرى من حهة و من جهة اخرىامريكا تعرضك للابتزاز في قراراتك السياسية و الاقتصادية لانها تمسكك من اليد التي تؤلم فتجدها مثلا تجبرك على امضاء صفقات دورية معها في بعض المجلات حتى لو توفر في السوق ماهو احسن و ارخص ... تسيطر عليك في مجال الاسلحة التي تجبرك على اقتناء ماتريد هي و حتى لو سمحت لك بالتوجه الى مصادر اخرى فسوف تجبرك على تمويل صفقاتها لصالح بلدان اخرى لا تملك المال على شكل قروض ! انت تقدم قرض لدولة ما لكي تشتري سلاح من امريكا ... طبعا القرض بفائدة لكن هل تضمن ان هذه الدولة ستعيد لك المال ؟؟؟ بعد عشرات السنين سترتفع الفوائد اكثر فأكثر و تبقى حبر على ورق و الدولة المستدينة ستعجز اكثر فأكثر لتجد نفسك في اخر المطاف تقوم بمسح الديون ! امريكا باعت و قبضت و الزبون حصل على سلاحه و انت في البداية ستكون راض لانك قمت بتمويل صفقة مربحة لكن من سيضحك اخيرا !!!! لماذا امريكا تقدم هبات بملايير الدولارات سنويا للكثير من البلدان و اغلبها هبات عسكرية تساهم في استمرارية مصانع السلاح و ليس حبا في بلدان العالم ... هل تعتقد ان هذا من مالها الخاص اما الجواب عن النقطة الاخيرة فهو ... لا يوجد فرق بين امريكا الحكومة و بين شركات النفط الامريكية ... الرئيس الامريكي ينتخب بالمال و ليس بالسياسة و الديمقراطية و اعتقد انك تعرف طريقة سير الانتخابات الامريكية ... عندما تقول ان اكبر مصدر للنفط في العالم مداخيله 400 بليون هذا يؤكد ان مداخيل امريكا البترولية اقل ! لكن عندما يكون اغلب المنتجين يخضعون لارادة امريكا للاسباب السالفة الذكر فالنتيجة ستكون ............ المهزلة التي تحصل اليوم في منظمة اوبيك و الانخفاض المتعمد للاسعار التي تتهاوى يوما بعد يوم من اجل تكسير روسيا و لا يهم باقي الدول التي ستتعرض لصدمات عنيفة و من بينها دول عربية عديدة ... و في نهاية المطاف امريكا قبل الاقدام على هذه الخطوة اتخذت كل التدابير اللزمة من اجل ان لا تتآذى من هذه الخطوة لان الدول التي تضاعف من انتاجها اليوم ستحصل على بعض الفوائد لكنها في نفس الوقت تقوم بانهاك مخزونها الاستراتيجي و تقصير عمر احتياطاتها من اجل قضية لا تعنيها
Ryad_dz
مراسل حربي فريق التحرير
الـبلد : المهنة : Strike while the iron is hotالمزاج : Telecommunications & Aviationالتسجيل : 06/04/2014عدد المساهمات : 2137معدل النشاط : 3988التقييم : 155الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 7:02
بكل بساطة امريكا متفوقة لانها نسجت خيوط اللعبة في بداية القرن الماضي واسست المحطة الاولى في ميدان البيداغوجيا والتعليم وكانت من الاوائل في الجامعات والمعاهد ومع بداية الثورة الصناعية ووفرة البترول واكتشاف الكهرباء مع دخول التلفزة كونت قاعدة لانشاء مجتمع استهلاكي ودخلت البورجوازية كطبقة في صنع القرار في نفس الفترة كان الالمان في المقدمة وبعد الحرب العالمية الثانية كان لامريكا نصيب الاسد كذالك روسيا في الغنائم من كتب وعلم ومعرفة مصحوب بالهجرة الى امريكا ومن هنا اصبحت اللغة الانجليزية الرائدة في العلم وتطويروابتكار التكنولوجيا وتكونت واجهة التطور والتقدم دون اي قاعدة في الحظارة واكبر طريقة ابتكرتها امريكا هي بناء فخ الحرية والد مقراطية لمتابعة مسيرتها في تسويق نموذج لامركة العقول وجعلت دول العالم تنتج المهندس والطبيب والصيدلي والمدرس والباحث وتدفع اموال باهضة في المدارس والجامعات واموال في المنح الدراسية تصرف ولما يصبح جاهز تستقطبهه امريكا ليطور لها وتبقى الدول الفقيرة في حيرة مع خسارة العقول المبدعة وتابعة للاستهلاك والتبختر بالفارغ وهذا ما هو عالمنا عليه الى يومنا هذا
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 12:24
السلام عليكم قرات كل تعليقات الزملاء الكرام و كلكم كلامه كان صحيح لكن ليس هدا كل الحقيقة اخواني الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون هو ان الولايات المتحدة لامريكية و بعض القوى الغربية ستبقى في مكانتها مهما يحدث ستقولون لي لما كل امبراطورية عرفها التاريخ كانت لها بدايتها و اوج نهضتها ثم سقوطها لكن لما لم تطبق هده المعادلة على امريكا الجواب هو ان امريكا هي عاصمة عائلة روتشيلد التي تتحكم في سياسة ليس فقط امريكا او اوروبا و انما سياسة الكرة لارضية من شمالها الى جنوبها و هي التي تصنع المال و تصنع لازمات العالمية هي من تصنع السلام و تشعل الحروب هي صاحبة البنوك المركزية العالمية هي من تحدد سعر العملات الشرح طويل لهده العائلة التي لا يعرف عنها احد سوى القليل منا ادعوكم للبحث جيدا عنها اريد لاشارة فقط اي دولة تريد ان تصبح دولة عضمى يجب ان يوافق قادتها على قوانين و املائات هده العائلة القوية و ادا كان لا فستحكم على كل انجازتها بل الفشل مهما وصلت درجة تقدمها و اول هده الشروط ان تكون لديها علاقات قوية مع الصهيونية و لكم ان تعرفو من هي و السلام
جندي من الصحراء
رائـــد
الـبلد : العمر : 36المهنة : مصرح لدى الجماركالمزاج : سريع الغضبالتسجيل : 27/03/2014عدد المساهمات : 920معدل النشاط : 1224التقييم : 28الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 12:31
اخي عائلة روتشيلد هل هي عائلة يهودية ام ماذا فكما تعلم فاليهود هم اغنى الاغنياء في العالم باكمله و يتحكمون به اقتصاديا
Mohamedabdo
عريـــف أول
الـبلد : العمر : 30المهنة : طالب جامعىالمزاج : طبيعىالتسجيل : 21/06/2014عدد المساهمات : 168معدل النشاط : 161التقييم : 6الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 13:18
قرأت كثيرا عن هذة العائلة وعرفت ان الدول الاوروبية دول ضعيفة جدا لا تفعل الا ما يملى عليها من هذة العائلة وسمعت ايضا ان الصين اقوى عدو لها وان امكن ياريت موضوع مفصل عن هذة العائلة
بكر كتب:
السلام عليكم قرات كل تعليقات الزملاء الكرام و كلكم كلامه كان صحيح لكن ليس هدا كل الحقيقة اخواني الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون هو ان الولايات المتحدة لامريكية و بعض القوى الغربية ستبقى في مكانتها مهما يحدث ستقولون لي لما كل امبراطورية عرفها التاريخ كانت لها بدايتها و اوج نهضتها ثم سقوطها لكن لما لم تطبق هده المعادلة على امريكا الجواب هو ان امريكا هي عاصمة عائلة روتشيلد التي تتحكم في سياسة ليس فقط امريكا او اوروبا و انما سياسة الكرة لارضية من شمالها الى جنوبها و هي التي تصنع المال و تصنع لازمات العالمية هي من تصنع السلام و تشعل الحروب هي صاحبة البنوك المركزية العالمية هي من تحدد سعر العملات الشرح طويل لهده العائلة التي لا يعرف عنها احد سوى القليل منا ادعوكم للبحث جيدا عنها اريد لاشارة فقط اي دولة تريد ان تصبح دولة عضمى يجب ان يوافق قادتها على قوانين و املائات هده العائلة القوية و ادا كان لا فستحكم على كل انجازتها بل الفشل مهما وصلت درجة تقدمها و اول هده الشروط ان تكون لديها علاقات قوية مع الصهيونية و لكم ان تعرفو من هي و السلام
موضوع: رد: لماذا لن تتراجع الهيمنة الأمريكية في العالم؟ الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 20:53
Mohamedabdo كتب:
قرأت كثيرا عن هذة العائلة وعرفت ان الدول الاوروبية دول ضعيفة جدا لا تفعل الا ما يملى عليها من هذة العائلة وسمعت ايضا ان الصين اقوى عدو لها وان امكن ياريت موضوع مفصل عن هذة العائلة
صحيح صديقي لكن دعني اصحح لك امر مهم مادمت هده العائلة تمتلك و تسير خلف الستار اكبر البنوك المركزية العالمية الموجودة في اوروبا و امريكا و العالم باسره فهي ليست هده السنة او السنة التي بعدها ضهرت هده العائلة اخي الكريم انها عائلة وضع مؤسسها خطة جهنمية صالحة لكل زمان بدات من الدول الكبرى في اوروبا الى امريكا ثم باقي العالم فهي صاحبة اكبر مصانع لادوية و هي صاحبة اكبر المصانع العسكرية في العالم البنوك المركزية من بنك سويسرا و انكلترا و جميع البنوك المركزية العالمية تحت سيطرتها احتكرو حياة البشرية كلها يتحكمون في قادة العالم كدمى المتحركة كما يريدون عائلة يهودية خبيثة لا تقدر اي دولة او اي قائد دولة ان يعارض مصالحها فان عارض عاش ارعب لحضات حياته لاخيرة هناك موضوع شامل يتحدث عن تاريخ هده العائلة الدموي