16.01.2015
المخرجة "إزابيل ماتيك" تفتح عدّاد الفرنسيين المعتنقين للإسلام
"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" .. آية شريفة يمكن أن تتحقق بعد أحداث شارلي إيبدو في فرنسا، فإعلان المخرجة الشابة "إيزابيل ماتيك"
على حسابها الخاص على الفايس بوك اختيارها الدين الإسلامي دينا جديدا لها، وتهاطل التبريكات من مسلمي فرنسا والعالم عليها، هو مؤشر يؤكد
آية القرآن الكريم، لأن الإنسان بطبعه فضولي.
وإذا كان الفرنسيون متهمين بجهلهم بحقيقة الإسلام، فهم يجهلون أيضا المسيحية، ومجرد قربهم من الإسلام كما حدث مع بعض مناضلي الجبهة الوطنية،
سيجرهم بالتأكيد لتغيير نظرتهم السوداء تجاه الإسلام، وقد يجرّهم للإسلام، ليختارونه دينا لهم كما حدث مع مخرجة كان تقدم أفلاما قصيرة عن الهجرة،
ولكنها هذه المرة أرادت أن تتعرف على الإسلام، المتهم الأول في بلاد الغرب، بما يحدث من دماء في العالم، جعلها تغيّر نظرتها، وتدخل راضية مرضية
في دين الله الحنيف.
هكذا انقلب السحر على الساحر في الدانمارك
إلى غاية 2006، لم تكن لمسلمي الدانمارك وغالبيتهم من البوسنة وتركيا والعراق وفلسطين مدفنا لأهاليهم الذين يقضون نحبهم، وإلى غاية 2006
، تاريخ اندلاع قصة الرسومات الكاريكاتورية المسيئة لخاتم الأنبياء والمرسلين في صحيفة جيلاند بوست، ظل مسلمو الدانمارك يتجمعون في مصليات
صغيرة لأجل أداء الصلاة، ولكن نشر الصحيفة للرسومات وغضب المسلمين الذي كلّف الدانمارك خسارة ثلاثة مليارات دولار، جزاء لمقاطعة منتجاتها، جرّ
الدانماركيين للتعرف على دين الله، وعلى سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ثار لأجله المسلمون في ماليزيا وأندونيسيا وتركيا وإيران ونيجيريا و
الإمارات العربية المتحدة، وتابعت الشروق اليومي في عام 2006، عند تنقلها مع وفد إسلامي بقيادة عمرو خالد وطارق السويدان والحبيب الجفري إلى
كوبنهاجن، شغف الشباب والشابات الدانماركيات لمعرفة هذا النبي العظيم الذي توفي منذ قرون، وشاهدنا شابات دانماركيات فتنتهن سيرة خاتم الأنبياء
، فتحجبن وصرن مسلمات ملتزمات، ولكن الأمور لم تتوقف كما تمنى المتشددون الدانماركيون وأعداء الإسلام، عند ردّ فعل آني فقط .
ففي عام 2008، قامت جامعة كوبنهاغن بدراسة خاصة تحولت إلى أزمة في هذا البلد الأسكندنافي، التقرير الذي ضمّ 69 صفحة، أكد أن المئات من
الدانماركيين لم يكتفوا بالتطلع الفضولي على الدين الإسلامي، وإنما اعتنقوه، وبالرغم من أن التقرير بقي في إطاره السري كواحد من أسرار الدولة،
إلا أن الحزب الليبيرالي وحزب المحافظين طالبا باجتماع حكومي عاجل، لأجل توقيف ما أسموه بالنزيف، وكتبت حينها نفس الصحيفة جيلاند بوستن
التي أساءت للرسول صلى الله عليه وسلم، بأن أكثر من خمسة آلاف دانماركي ودانماركية غالبيتهم من الشباب اعتنقوا الدين الإسلامي، وصارت
المساجد مليئة بالمصلين، وتضاعف عدد المحلات التي تبيع المواد الغذائية الحلال، وصار للمسلمين مدافنهم الخاصة، فانقلب السحر على الساحر.
أما الطامة الكبرى، على صهاينة البلاد الأسكندنافية، فهو تضامن الأقليات مع المسلمين، وعودة الذين ظن كثيرون بأنهم ذابوا في المجتمع الغربي - من
أفارقةوعرب وأتراك - بقوة إلى الإسلام، ما يعني ما أن بذلته الدول الأوروبية على مدار قرن، لأجل تذويب القادمين من الشرق أو من بلاد العرب
والمسلمين في المجتمعات الغربية تبخر، بسبب الاستفزاز الذي تعرض له المسلمون، فتحولت الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصر كبير
لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
تحطّم برجي نيويورك لا يحطم برج الإسلام في أمريكا
في أمريكا الإقبال على الإسلام منذ أحداث سبتمبر عام 2001 لم يعد من أسرار الدولة، فالأرقام صارت مدهشة، فبعد أن قاد الملاكم الظاهرة، محمد علي كلاي
، قافلة المسلمين عام 1969، تحولت أحداث 2001 إلى بحث مستمر عن كل ما يعني الإسلام، وأشارت أرقام أمريكية وليست من دول أخرى إلى اعتناق
حوالي 20 ألف أمريكي سنويا للدين الإسلامي، وتحدثت وزارة الداخلية الأمريكية عن رقم 100 مسلم في السنوات العشر الأخيرة، وبحساب بسيط، فإن
شعبا كاملا اعتنق الإسلام في الولايات المتحدة منذ أحداث سبتمبر، التي مرّ عليها قرابة 14 سنة كاملة، ولأن أمريكا هي العالم الغربي، فإن الداخلين في دين
الله أفواجا من أوروبا الغربية تضاعف عددهم، واعترفت هولندا بهوس مواطنيها على اقتناء المصاحف المترجمة، حتى صار في كل بيت مصحف إلكتروني،
وقدمت الصحيفة البريطانية الشهيرة التليغراف، اعترافا بتفوق مرتادي المساجد في أنجلترا وبلاد الغال على مرتادي الكنائس، إذ لم يزد الذين يتوافدون
على الكنائس عن 670 ألف متعبد مسيحي كل يوم أحد، في الوقت الذي فاق عدد مرتادي المساجد في إنجلترا وبلاد الغال 680 ألف مصلي خلال أيام
الجمعة، كما اعترفت صحيفة معاريف الصهيونية، بتوافد يهود أوروبا على الإسلام، أو على الأقل اعترافهم بأن الإسلام لا يدعو أبدا للعنف، وهو ما يعني
أن كل الجهود لأجل تلطيخ صورة الإسلام قد انقلبت رأسا على عقب.
ويعود ذلك إلى تحرك المسلمين وجنود الخفاء من المجاهدين الحقيقيين، الذي قاموا بتقديم الكثير من الكتابات الإلكترونية بكل اللغات، إذ قدموا الإسلام كما
هو، فسافرت كتاباتهم وصورهم إلى كل القارات، وقرأها الملايين واقتنعوا بأن ما تقوم به الصهيونية لأجل تشويه الإسلام، إنما هو ذرّ للرماد في عيون
الصهاينة، في زمن أصبحت فيه الكلمة تسمع من قائلها وليس عن طريق وسيط.
ولأول مرة في تاريخ البشرية، صار عدد المسلمين أكبر من الكاثوليك، باعتراف الفاتيكان، الذي اعترف الناطق الرسمي باسمه عام 2008، بكلام ممزوج
بالأسف، بأن عدد المسلمين قد فاق عدد المسيحيين الكاثوليك، ولا يوجد أي أمل لتوقيف هذا الزحف، ولا يمكن لأقلية أن تتفوق على الأكثرية، بل عليها أن
لا تستفزها، ولعل ما قاله بابا الفاتيكان بعد أحداث مجلة شارلي إيبدو في باريس، دليل على أن الفاتيكان يكن الاحترام مجبرا أو مخيّرا للدين الإسلامي، الذي
هز عرشه بمبادئه طبعا.
فرنسا مقبلة على سنوات إسلامية غير مسبوقة
أسباب عديدة جعلت أكثر المتفائلين من صهاينة فرنسا يدخله الشك، لأجل تحقيق أدنى انتصار على الإسلام، من خلال هاته الحملة الفاشلة، للنيل من رسول
الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومن المسلمين عموما، أولا لأن التجارب التي وقعت في بلاد أخرى من أمريكا إلى الدانمارك باءت بالفشل، ومرورا بالسيناريو
الباهت الذي قدمته فرنسا خلال مسرحية "شارلي إيبدو"، حيث شككت الفرنسيين في الحكاية، فما بالك بالأجانب!!؟ ولم يجد الفرنسيون والفرنسيات سوى
العالم الافتراضي عبر الإبحار الإلكتروني، بحثا عن الحقيقة، أو من أجل التعرف على الآخرين، وأكد المبحرون والمبحرات في عالم الفايسبوك، من الجزائريين
، خلال هذا الأسبوع، وصول طلبات من شباب فرنسي يريدون التعرف عليهم لأجل مناقشة ما حدث في مجلة "شارلي إيبدو"، والحديث عن
محمد صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام، وسيجد الكثيرون أن ما تحاول بعض القنوات تقديمه عن الإسلام والحقيقة مختلف تماما، ولعل ما حدث للمخرجة
إيزابيل ماتيك هو بداية لتوافد قياسي للفرنسيين على دين الله، وقد علمنا بأن شابا فرنسيا قد تقدم، أول أمس الأربعاء، من مديرية الشؤون الدينية بقسنطينة،
لأجل إعلان إسلامه، اليوم الجمعة، في عز هذا الجدل الكبير حول الإسلام في فرنسا، بعد تسعة أيام من أحداث شارلي إيبدو.
ما يحدث هذه الأيام في فرنسا لا يعدو أن يكون عاصفة في فنجان، والذين هاجموا المساجد يعلمون أن المسلمين يزدادون تشبثا بدينهم، كلما استفزهم
الآخرون، وإذا كانت الجمعة الماضية قد شهدت إقبالا محتشما على مختلف مساجد فرنسا، لأن العائلات طلبت من أبنائها عدم مجارات المتحرشين بهم، فإن
جمعة اليوم ستسترجع بالتأكيد روادها، ومع مرور الأيام ستجد الفضوليين من الفرنسيين يطلبون التعرف على دين الإسلام، بسبب الضياع الروحي الذي يعيشه
الغربيون والفرنسيون على وجه الخصوص.
[rtl]في الدانمارك قرعت الحكومة أجراس الخطر بعد سنتين من الرسوم المسيئة للإسلام ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، بسبب دخول الآلاف من
الدنماركيين في الإسلام، وفي الولايات المتحدة اعترفت الدولة بعد سنتين من أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن الدين الإسلامي يتقدم، لأن يتحوّل إلى
الديانة الأولى في البلاد، أما فرنسا، فقد تندب حظها في مدة زمنية أقل.
المصدر
[/rtl]