صورة نادرة تم الحصول عليها من الارشيف الاسرائيلي,تظهر فيها مراسيم اعدام
14 عراقيا جاسوسا شنقا في ساحة التحرير وسط بغداد بتاريخ 27/1/1969,حيث
بينهم تسعة يهود عراقيين ادينوا بالتجسس لصالح الموساد الاسرائيلي
والاعداد لتنفيذ تفجيرات داخل العراق وفقا لصحيفة بغداد اوبزرفر انذاك.
زعيم شبكة التجسس هو التاجر اليهودي في البصرة عزرا ناجي زلخا البالغ من
العمر ٥١ عاماً,الرئيس العراقي السابق صدام حسين خرج بمسيرة مع المواطنيين
تجاه الساحة لمشاهدة عملية الاعدام حينما كان نائبا للرئيس العراقي السابق
احمد حسن البكر,متوعدا بانهاء الوجود التجسسي داخل العراق ولاسيما ان هناك
مجموعة اخرى من الجواسيس اللذين كانوا يعملون لصالح الموساد الاسرائيلي و
يبلغ عددهم 35 جاسوسا بينهم 13 يهوديا قد سقطوا في قبضة المخابرات
العراقية وفقا لصحيفة بغداد اوبزرفر انذاك.
صحيفة بغداد اوبزرفر اجرت لقاء المحكمة الثورية على هادي وئوت الذي قال إن
المحكمة توصلت إلى هذا القرار بصرف النظر عن ديانة المتهمين، لأنها برأت
ساحة سبعة من اليهود، وعند تنفيذ الإعدام الثاني في 20 فبراير شباط من ذات
العام كان المتهمون الثمانية من المسلمين، وأذاع الراديو العراقي أن الشعب
عبر عن إدانته للجواسس، وحتى مايو ايار 1969،تم القبض على المئات من
الجواسيس منهم محافظ بغداد، مدحت الحاج سري الذي اتهم بإدارة شبكة تجسس
لحساب المخابرات المركزية الأميركية، وكذلك عدد من الوزراء السابقين بينهم
إسماعيل خير الله وفؤاد الركابي ورشيد مصلح وصديق شنشل، وشكري صالح زكي،
وفي مؤتمر لحزب البعث قال الرئيس البكر إنه سيقع رؤوس الخونة.
وفي تحقيق أمام التلفزيون مع الدكتور الجاسوس يوسف الميمار المدير العام
السابق لوزارة الإصلاح الزراعي، انهار الميمار وأبلغ عن أسماء وزراء
سابقين رفيعي المستوى شاركوا في عملية هروب الطيار العراقي منير رفعة
بطائرته الميج ٢١، القاذفة المقاتلة إلى (إسرائيل) وفقا للصحيفة انذاك،
وحكى الميمار إنه تم تجنيده في وكالة المخابرات المركزية عن طريق رجل
أعمال عراقي كان يعمل في بيروت عام 1964، وطلب منه أن يقيم عملاً تجارياً
في ليبيا تم ترتيب زيارة لوزير المالية الأميركي السابق في حكومة الرئيس
إيزنهاور روبرت إندرسون
.
كما تم اعدام أربعة جواسيس آخرين بعد ذلك، وهم طالب عبدالله الصالح وعلى
عبدالصالح، وعبدالجليل مهاوي وعبدالرزاق دهب لتجسسهم لصالح المخابرات
الأميركية، وفي 15 مايو اعدم عشرة آخرين بعد أن ظهر أحدهم في التلفزيون
وهو عبدالهادي بشاري واعترف بأنهم عملوا لصالح المخابرات الأميركية
و(إسرائيل)، ومن بين العشرة رقيب في الجيش وملازم من سلاح الطيران على حد
الصحيفة قول الصحيفة انذاك.
في يونيو 1969 اعترف زكي عبدالوهاب أمام التلفزيون أنه تجسس لصالح
المخابرات البريطانية واتهم في صحافة بغداد بأنه عميل لبريطانيا وأميركا،
وفي الشهر التالي يوليو خضع ثمانين من الشخصيات البارزة للمحاكمة بالتهمة
«التجسس» وكانت هذه الأحكام والاتهامات مقدمة لانهاء الوجود التجسسي
الاسرائيلي الامريكي داخل العراق خلال حقبة السبعينيات
.
ومن الجدير بالذكر,ان الشرطة العراقية تمكنت عام 1950 من القاء القبض على
ستة من اليهود العراقيين اللذين عملوا داخل العراق تحت اطار (حركة الرواد
البابليين اليهودية) منذ تاسيها عام 1942 لغاية تحولهم الى اطار الموساد
الاسرائيلي عام 1949, تمكنت هذه المجموعة المؤلفة من ستة عناصر من شن
عمليات تفجير بالعبوات والقنابل الموقوته ضد اقرانهم اليهود العراقيين
والمدنيين العراقيين في البتاوين وشارع الرشيد والعلاوي ومنطقة التوراة
بينها الحريق الشهير وغيرها ادت الى مصرع العشرات من المدنيين وهجرة اعداد
هائلة من اليهود العراقيين الى فلسطين قبل القاء القبص عليهم من قبل
الشرطة العراقية انذاك,وقد ذكر اليهودي العراقي نعيم جلعادي المقيم في
امريكا حاليا بعد اسقاطه الجنسية الاسرائيلية,ذكر في كتابه فضائح بن
غوريون ان جميع العمليات التي استهدفت اليهود في العراق كان يقف خلفها
الهاغانا بهدف دفعهم للهجرة الى فلسطين.
يذكر ان العراق حاليا يحتوي على 5200 من القوات اليهودية المدرجة ضمن
القوات الامريكية ويتوزعون في مدن بغداد وبابل وصلاح الدين وفقا لما تنقله
وسائل الاعلام اليهودية في الصحف