تقرير أمريكي يفجّر قنبلة ويكشف استفادة بلمختار من شحنات أسلحة
“إدارة أوباما مكنت “القاعدة” من الحصول على صواريخ أرض ـ جو
أفاد تقرير أمريكي أن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” تمكن من حيازة شحنات أسلحة ثقيلة وصواريخ متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية خلال سنة 2011 بشكل جعله يضاعف من هجماته الإرهابية في ليبيا ويستطيع في سنة 2013 تنفيذ اعتدائه على موقع غازي في ولاية إليزي جنوب الجزائر”. ومن شأن التقرير الذي فجّر “قنبلة” في الأوساط الأمنية والعسكرية الأمريكية أن يثير ردود فعل من الجزائر التي ظلّت تواجه وحدها مخلفات التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي.
كشف تقرير استخباراتي يحمل طابع “السريّة التامة” نشره موقع “دابليو آن دي” المتخصص في نشر الملفات الأمنية والعسكرية أن “الولايات المتحدّة الأمريكية متورطة بشكل أو بآخر في الاعتداء على الموقع الغازي لتيڤنتورين بعين أميناس في الصحراء الجزائرية بعد استفادة أمير كتيبة “الموقعون بالدم” من شحنات أسلحة متطورة كانت أدارة الرئيس باراك أوباما قد زودت بها بعض الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. وأفاد التقرير بأن “الخبراء العسكريين أجروا تحقيقا حول نشاط وزارة الخارجية الأمريكية، أثناء تولي هيلاري كلينتون، منصب وزيرة الخارجية، واكتشفوا أنه خلال عام 2011 جرى تسهيل عمليات إيصال الأسلحة إلى تنظيم القاعدة”. وأضاف أن “أعضاء لجنة التحقيق توصلوا إلى أن مهمة السفير الأمريكي لدى ليبيا، كريستوفر ستيفنز، كانت إدارة برنامج إيصال الأسلحة بطريقة سرية إلى المليشيات التي تنتمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي كان الجزائري مختار بلمختار، أحد أعضائها”، مشيرا إلى أن “المتمردين لم يخفوا انتماءهم للقاعدة، ورفعوا الراية السوداء”، وبين أن “الأسلحة دخلت ليبيا بالتنسيق مع عبد الحكيم بلحاج، زعيم جماعة إسلامية مقاتلة، ورئيس حزب الوطن حاليا، وبعض القيادات التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بينهم أمير كتيبة “الموقعون بالدم” الجزائري مختار بلمختار”. وخلص التقرير، الذي نشر تفاصيله مساء أمس الأول موقع “دبليو أن دي” الأمريكي، إلى أن “سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا، أدت إلى الفوضى وتعطل صناعة النفط في البلاد، وانتشار الأسلحة الخطيرة، بما في ذلك صواريخ أرض ـ جو، وتمكين منظمات إرهابية منها”، لافتا إلى أن “كلير لوبيز، وهو عضو في لجنة التحقيق، وخدم كضابط عمليات مهنية في وكالة المخابرات المركزية، جاء إلى بنغازي بلقب مبعوث ثوار ليبيا، وهو في الأساس مبعوث واشنطن الأول لتنظيم القاعدة”. ومن شأن المعلومات التي كشفها التقرير أن تثير حفيظة الجزائر باعتبارها المتضرر الأول من انتشار الأسلحة في ليبيا وتسلل المتشددين إلى منطقة الساحل.
وكان الخبير الأمريكي المختص في الإرهاب، دافيد غارتنشتاين، قد حمّل مسؤولية تدهور الوضع الأمني في ليبيا والجزائر والمنطقة بكاملها لـاالناتو” والولايات المتحدة، ووصف تدخلهما بـاالخطأ الإستراتيجي”، وقال إن تحذيرات الجزائر حينذاك من أي تدخل عسكري هناك كانت صائبة. وأوضح غارشتاين روس لأعضاء الكونغرس أنه “في بداية تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا، حذرت الجزائر من أن منظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ستستغل هذا التطور الجديد، كما حذرت من مخاطر وقوع الأسلحة وخاصة صواريخ أرض ـ أرض في أيادي جماعات إرهابية”. وكانت مجموعة إرهابية تنتمي إلى كتيبة “الموقعون بالدماء” التي يقودها مختار بلمختار المكنى “بلعور”، قد شنت في جانفي 2013 هجوما على قاعدة الغاز بمنطقة تيڤنتورين، على بعد 4 كلم عن مدينة عين أمناس بولاية إليزي، أدى إلى مقتل رعايا أجانب وعمال جزائريين، واحتجزت المجموعة التي قدمت من شمال مالي عمال مركب الغاز، بينهم جزائريون وأجانب، وقامت بتلغيم محيط المنشأة النفطية وأجسام بعض الرهائن الغربيين، قبل أن يتدخل الجيش ويتم القضاء على 29 إرهابيا .
http://www.elbilad.net/article/detail?id=29823