قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) شاركت الموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال القيادي البارز في "حزب الله"، عماد مغنية، في فبراير/شباط 2008 في العاصمة السورية دمشق.
وأفادت الصحيفة الأميركية في عددها الصادر اليوم السبت أن الـ"سي آي أيه" رصدت عماد مغنية لدى خروجه من أحد المطاعم في دمشق، وحين توجه إلى سيارته، قام رجال الموساد الاسرائيلي، عن طريق جهاز التحكم عن بعد من تل أبيب، وبالتواصل المباشر مع رجال الـ"سي آي إيه"، بتفجير سيارة عماد مغنية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الـ"سي آي إيه"، قوله إن "الإسرائيليين أصروا على تشغيل الجهاز بأنفسهم بنية الانتقام من مغنية، وقد ساعدت الولايات المتحدة في صنع القنبلة واختبارها مراراُ في منشأة CIA في ولاية كارولينا الشمالية، لضمان منطقة الانفجار، وضمان أن ذلك لن يؤدي إلى أضرار جانبية"، لذلك فجر الأميركيون العبوة المطلوبة أكثر من 25 مرة داخل المنشاة المذكورة قبل أن يتوصلوا إلى قناعة قاطعة بأنها ستؤدي المهمة وفقا للمخطط المطلوب.
ونوه التقرير إلى أن وكالة الـ "سي آي آيه" كانت على معرفة بمكان إقامة مغنية قبل عام على الأقل من تنفيذ العملية، وأن إسرائيل هي التي عرضت على الولايات المتحدة المشاركة في العملية.
وذكرت الصحيفة أنه مع تصريحات المسؤول الأميركي، تكون هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها الولايات المتحدة الأميركية بالمشاركة في عملية اغتيال عماد مغنية المسؤول البارز في "حزب الله" .
واتهم مغنية بالتورط في عددٍ من الهجمات ضد مصالح أميركية وإسرائيلية، منها السفارة الأميركية في بيروت، والسفارة الإسرائيلية في الأرجنتين.
واتهمت محكمة أمريكية عماد مغنية بالمسؤولية عن اختطاف طائرة أميركية تابعة لشركة TWA أقلعت عام 1987 من مطار أثينا وتم اختطافها وإجبارها على الهبوط في مطار بيروت حيث تم قتل الأميركي "روبرت ستام"، وهو غواص في سلاح البحرية الأميركية وحينها دخل عماد مغنية قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي " FBI" مع جائزة قيمتها 5 ملايين شيكل لمن يعتقله أو يقتله .
وتتهم المخابرات الأميركية عماد مغنية بتنفيذ وإدارة سلسلة من العمليات التي استهدفت القوات الأميركية في العراق وذلك انطلاقا من مقر إقامته في دمشق حيث أشرف على تنفيذ عمليات انتحارية وزراعة عبوات ناسفة حصدت الكثير من الجنود الأميركيين وحملت هذه العمليات، وفقا للاستخبارات الأميركية بصمات "حزب الله" الواضحة.
واختتمت " واشنطن بوست" تقريرها بالقول إن التفسير القانوني الذي اعتمدته أميركا لتبرير اغتيال مغنية يقوم على أساس تحميله مسؤولية قتل جنود أميركيين في العراق .
المصدر