ذكرنا سابقا ان جهود التحالف المكثفة اول اسابيع الحرب الجوية كشفت ان العراق يطلق صواريخ السكود من 3 مناطق في غرب العراق. و قامت قوات SAS البريطانية بالتركيز على المنطقة الجنوبية محاولة دفع العراقيين الخروج منها للمنطقتين الاخريين و بالتالي تسهيل مهمة فريق الدلتا الامريكي.
و رغم التدريب العالي لقوات النخبة البريطانية، فقد كانت المهمة عسيرة جدا. كان عماد الوحدة 22 حوالي 250 مقاتل ينطلقون من الجوف في المملكة العربية السعودية. و بسبب قلة و سائل النقل بعيدة المدى و ضعف وسائل الرصد الليلي عند البريطانيين، فقد ارسلوا نحو اقرب مناطق السكود من الحدود. و قد سارت بعض القوات على الاقدام و بعضها باستخدام اللاندروفر المحملة بصواريخ ميلان و بعضهم باستخدام الدراجات النارية.
كان البدو مصدر قلق للبريطانيين، و كانت القاعدة ان البدو لو اكتشفوا وجود قوات النخبة، فاﻷرجح انهم سيبلغون العراقيين عنهم.
كان الجو ايضا في الصحراء العراقية مصدر تحد كبير. و خلال اول اسبوعين من الاختراق البريطاني مات جنديان من التجلد! احدهم سبح في نهر و الاخر اضطر لدخول الماء هربا من العراقيين. و قد اضطر افراد ال SAS لاشعال النار تحت الروفر حتى تشتغل! و عند نهاية الحرب ستكون خسائر الحرب 4 قتلى و 5 اسرى في قوات النخبة البريطانية. و رغم المقاومة العراقية الشرسة، فقد بدأ العراقييون يخففون من استخدام الجيب الجنوبي.
كانت هذه المعطيات التي وصلت داونينغ قائد العمليات في قوات الدلتا. و كان التركيز على على عدة كيلومترات مربعة بين نقطتي ال H2 و H3. و كانت تمشط من 20-40 جندي ﻷسبوعين.
كانت مهمة الجنود الاساسية هي الرصد، و بالاخص رصد القوات العراقية ليلا و طلب الضربات الجوية. و تحسبا من البدو، كان الامريكان يتجنبون المراعي الخضراء. و كلما اقتربنا من مدينة القائم اصبح غطاء الارض اكثر خضرة و بالتالي ازداد القلق من البدو. و ازدادت الحراسات العراقية و المواقع التي تستحق الضرب.
و قد اظهر العراقيون نشاطا كبيرا في مطاردة قوات الدلتا غرب العراق. و مرة اصيب احد جنوب النخبة و اشتعلت مطاردة لمسافة 70 كم قبل ان ينجح الامريكان في اخفاء اثرهم. و مرات كثيرة اضطرت طائرات اف-15 للتدخل لايقاف كارثة بعد سقوط الكوماندوز في كمائن عراقية عديدة بعضها باستخدام المروحيات العراقية!
بقي شوارتزكوف مشرفا على كل صغيرة و كبيرة للقوات الخاصة، و تم السماح بزيادة القوات لتصبح 800 جندي منهم 200 على ارض المعركة. كانت اكبر الخسائر هي بفعل حادث سقوط هيلوكبتر تحمل 7 بسبب عاصفة ثلجية قرب عر عر.
و كان تأكيد اي عملية ضرب للسكود صعبا جدا و محل مقاومة من الاستخبارات المركزية. و بدأ الامريكان القاء الالغام و الشراك لاجبار العراقيين على السير في طرق محددة ليتم ضربها هناك. و استمر السكود بالاطلاق و لكن بوتيرة اقل. و اخيرا اكدت الاستخبارات ان اطلاق السكود من المنصات المتحركة صار محصورا فقط في حزام بعرض 25 كم غرب القائم.
ازاء هذا النجاح ارادت الوحدات الخاصة الاخرى ان تشارك! و قدمت عشرات، بل مئات الطلبات من نخبة البحرية و الرينجرز و غيرهم لعمليات مثل تخريب الكابل الضوئي من بغداد للبصرة او ضرب خط قطارات موصل للقائم. و كان الرفض هو الجواب الغالب. ﻷن شواتزكوف لا يريد ازعاج العراقيين و استفزازهم قبل ان تجهز القوات البرية الغربية.
من العمليات التي وافق عليها شوارتزكوف، ارسال اجهزة ارسال للمقاومة الكويتية عن طريق الانزال البحري. و قد فشلت بسبب يقظة العراقيين. و كانت عملية اخرى مشتركة من الرينجرز و قوات خاصة بريطانية لقطع الكابل الضوئي بين بغداد و كربلاء (و لم يجدو الكابل).
قي هذه الاثناء، بدأت طواقم الباتريوت في السعودية و اسرائيل تواجه مشاكل من نوع اخر! يتع في الحلقة القادمة
المصدر
Crusade, R. Atkinson