ـلاقـة >وردة< بـوزير الـدفـــاع
في منتصف الستينيات انطلقت أقاويل تؤكد علاقة وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبد الحكيم عامر بالمطربة الجزائرية وردة·· وقيل إن المشير يعيش معها قصة حب·· قيل أيضا إن مثل هذه العلاقات لا يطلق عليها وصف الحب إلا من باب التأدب مع القادة والشخصيات العامة الكبيرة·· ومن كتاب >ما لم تنشره الصحف< للكاتب >محمد رجب< قيل إن جمال عبد الناصر اختلف مع المشير حول هذه العلاقة، بل وخيّره بين أن يعزله، أو يطرد >وردة< من مصر·· وحينما أصدرت القيادة السياسية المصرية قرارا يتعلق بمستقبل >وردة< الفني في مصر·· كثرت الحكايات وتأكدت الأقاويل، وتأزم موقف وردة التي لم تكن تتوقع تدخل القيادة السياسية المصرية بهذا الشكل المثير·· وكانت البداية حينما اقتربت سيارة المشير من امرأة شابة تقف أمام سيارتها المعطلة وكان ذلك في دمشق·· فأمر ضباطه بإصلاحها·· وعندما سأل عنها، أبلغوه بأنها مطربة جزائرية تقوم بإحياء حفلات في دمشق وبيروت·· وبعد أسابيع من اللقاء استقرت >وردة< بالقاهرة، واستغلت شائعة ارتباطها بالمشير واستثمرتها جيدا·· فانهالت عليها العروض السينمائية والحفلات العامة·· ولم يستمر الحال طويلا، حيث أمر >عبد الناصر< بطردها من مصر، في حين نشرت الصحف، تقول إنها غادرت القاهرة في جولة فنية طويلة، لم تنته إلا بموت عبد الناصر ·
زواج الفـــن بالسيــــاسـة
أما الفنانة >برلنتي عبد الحميد< فقد تزوجت من المشير عامر عرفيا لدواعي الأمن، والتي تتطلب عدم معرفة مكان المشير وتحركاته·· وقد كان حريصا على ألا يعرفه الناس، وكذلك كانت رغبة عبد الناصر· وأكدت برلنتي أن عبد الناصر لم يحضر العرس، ولكنه كان دائم الزيارة لهما هي وزوجها·· وكان يشاركهما في المناسبات العائلية·· وقال للمشير مداعبا >بيقولوا عليها حلوة قوي<·· وكان يتصل بهما أكثر من مرة في اليوم الواحد أحيانا·· وفي أحيان كثيرة كان يداعب برلنتي ـ حسب قولها ـ بعبارة: >اتركيه لعمله يا متوحشة<· وقد قام جهاز المخابرات ـ آنذاك ـ بقيادة >صلاح نصر< بجمع تحريات عن برلنتي عبد الحميد، خوفا من أن تكون جاسوسة مدسوسة، تستغل علاقتها بالمشير لتسريب أسرار البلاد·· وأثبتت التحريات براءتها من كل تلك التهم· والغريب أن الصحف ساعتها تجاهلت الخبر وتظاهرت بأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، وكانت هذه أول سابقة لزواج السياسة بالفن في العالم العربي· وكانت >برلنتي عبد الحميد< تلقب بملكة الإغراء والتمثيل، إلا أنها تركت الأضواء والشهرة، عندما بلغ أجرها عن الفيلم الواحد وقتها ( 1500 جنيه) أي ما يعادل أعلى أجر تتقاضاه فنانات اليوم·· لتعيش بعد ذلك كزوجة وأم، ولتصبح شاهدة وأحيانا شريكة في أدق وأحرج لحظات هذا العصر ·
وشهدت هذه الفترة أيضا زواجا عرفيا آخر بين مطربة كبيرة وأحد ضباط مكتب الوزير، واعتزلت التمثيل إلا أنها كانت سعيدة بمميزات هذه الزيجة التي جعلتها تأمر وتنهي تحت حماية المنصب الجديد ·
وفي حقبة الستينيات من القرن الماضي أيضا قام >صلاح نصر<، مدير المخابرات المصرية آنذاك، بالزواج عرفيا من النجمة >اعتماد خورشد< ـ عمة شريهان ـ وذلك بعد أن أجبر زوجها على تطليقها·· وقد شهدت >خورشد< ضده عند محاكمته، وقالت بأنها طارد عددا كبيرا من النجمات·· لدرجة أن البعض منهن هربن خارج البلاد خوفا من بطشه·· وقد أنكر >صلاح نصر< من جانبه كل هذه الاتهامات، بما فيها زواجه العرفي ·
أم كلثـوم·· الـوزيـرة المـوقـوفة
ما لا يعرفه الكثيرون أن كوكب الشرق >أم كلثوم< كانت ستكون أول وزيرة في حكومة جمال عبد الناصر، حيث رشحها ضمن 10 شخصيات نسائية أخرى لاعتلاء وزارة الشؤون الاجتماعية·· لكن المشير عامر اعترض على فكرة أن تكون هناك امرأة ضمن التشكيل الوزاري، فأرجأ عبد الناصر الفكرة·· حتى عرضها على الكاتب >مصطفى أمين<، والذي اقترح بدوره أن تكون أم كلثوم وزيرة للثقافة·· لكن عبد الناصر أراد أن تكون بمصر وزيرة واحدة، فاختار >حكمت أبو زيد<· والغريب أن أم كلثوم علمت بالخبر بعد أن رفض عبد الناصر الفكرة·· وكانت لأم كلثوم مواقف وطنية، وكانت قريبة من السلطة، فقبل قيام الثورة منحها الملك فاروق أحد الألقاب الرسمية، وبعد الثورة اعتبرها البعض معادية لها·· وقرروا عدم إذاعة أغانيها حتى تدخل عبد الناصر·· وكان لها موقف بطولي في أحداث حصار ضباط الجيش المصري في الفالوجا بفلسطين عام , 1948 · وقامت بجولات فنية في العديد من الدول العربية والغربية لجمع تبرعات لبناء وتسليح الجيش المصري عقب هزيمة , 1967 · وفي عهد السادات تبوّأت مكانة عالية أثارت غيرة الكثيرين ·
الفنانـــون أبــواق دعـايــة
في فترة ثورة جويلية بمصر·· جندت أصوات المطربين المعروفين أمثال عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، شادية، أم كلثوم·· لتعريف الناس بمبادئ الثورة وبث الحماس في نفوسهم، كما حدث في حرب 1956 وبناء السد العالي، فكان الفن بوق دعاية للثورة وأهدافها·· كما شهد هذا العصر تقاربا كبيرا بين أهل الفن والسلطة·· فقد كان عبد الحليم حافظ من الأصدقاء المقربين لعبد الناصر، وكان الأخير يطلبه لكي يلعب معه الشطرنج، وكان عبد الحليم ـ كما تردد ـ يستغل صداقته لكبار الشخصيات والقادة في الانتصار على منافسيه في المجال الفني، فكان العندليب الأسمر أحد أعمدة نشر مبادئ الثورة، وغنى العديد من الأغنيات الوطنية والحماسية·· وقد تأثرت علاقته بالسادات نتيجة اعتقاد السادات القديم بولاء عبد الحليم لعبد الناصر ·
من الأسماء اللامعة، والتي قامت المخابرات المصرية بتجنيدها لصالحها، المطرب >سمير الاسكندراني<·· فأثناء وجوده في باريس حاول الموساد تجنيده وإغراءه بالمال·· فأبلغ المخابرات المصرية التي جنّدته كعميل مزدوج، فحصل على معلومات خطيرة، وكان على اتصال بالجاسوس المصري >رأفت الهجان< داخل اسرائيل ·
كذلك وظفت المخابرات المصرية الفن لصالحها، وقامت بتهريب بعض المعدات المهمة داخل أجهزة التصوير ومتعلقات العاملين بفيلم (عماشة في الأدغال ·· والفيلم برمته كان من تدبير المخابرات، واستطاعت من خلاله تنفيذ عملية تفجير الحفار الاسرائيلي في شواطئ غرب افريقيا، وعندما عرض الفيلم داخل دور العرض·· استهجنه الناس فقد كان شيئا جديدا أن يتم تصوير فيلم مصري بالكامل داخل الأدغال الافريقية ·
اللـغـــــز المحـــــــير
ومن القصص التي مازالت لغزا محيرا·· علاقة مارلين مونرو وجون كيندي الذي كانت تلتقي معه داخل إحدى الغرف الخاصة بالبيت الأبيض·· فعرفت مارلين الكثير من الأسرار من خلال علاقتها بكندي·· وعندما حاول إنهاء علاقته بها فشل، فقد وقعت في غرامه، ويقال إنها لم تمت منتحرة، ولكن قتلها رجال كيندي، ويقال أيضا إن إدمانها الخمور وفشلها العاطفي وراء انتحارها ومازال سر نجمة الإغراء غامضا برغم مرور أكثر من 55 عاما على رحيلها ··
وهناك حاليا الصداقة التي تربط عائلة كلينتون بالمطربين مايكل جاكسون والتون جون، وكان مايكل جاكسون يرافق كلينتون في حملاته الدعائية لرئاسة الولايات المتحدة ·
المصلحـــة والمتـعـــــــة
الكاتب الراحل >مصطفى أمين< فسر هذا التزاوج بين الفن والسياسة بأنه من الطبيعي أن يجتمع المال والشهرة متمثلة في الفنانين مع النفوذ والسلطة·· فكل منهما يحتاج الآخر ومكمل له·· فالسلطة تريد بوقا دعائيا لأفكارها، وليس هناك أداة أسهل من فنان يتمتع بجماهيرية وشعبية طاغية يمكن عن طريقه توصيل أفكارها، كما أن الفنان كحالة تعويضية يحتاج الى سلطة ونفوذ يساعدانه لتحقيق طموحاته الفنية والشخصية·· بدليل أن أغلب الفنانين ـ وهم من قاع المجتمع ـ يسعون دائما للالتصاق بالقادة والشخصيات الكبيرة، كحالة تعويضية عن الذل والمهانة والفقر الذي عاشوا فيه ·
أما علماء الاجتماع فيقولون إن الفن والسلطة لا يفترقان، فكلاهما يسعى نحو الآخر، والعلاقة بينهما علاقة نفعية قائمة على المصلحة والمتعة·· سواء الخاصة أو العامة، فالفنان يحتاج الى سلطة ونفوذ لتعظيم حجمه وتعويضه عن حياته السابقة·· وهو باتصال بالسلطة يستفيد لأنه يصبح من أصحاب النفوذ ويحمي بذلك عالمه الفني والخاص ··
والسلطة من جانبها تريد حماية أفكارها ومبادئها، كما حدث في عهد الثورة المصرية ونكسة 7691 ، فقد استغل الساسة الفن لتحميس الناس ونشر الأفكار الثورية·· وهناك جاذبية ما بين الشهرة والثراء من جانب والنفوذ من جانب آخر·· فكل منهما يكمل ويعوض الآخر·· وكل منهما يسعى لمغازلة واجتذاب الطرف الآخر ·
***
ما زالت أصداء اتهام بعض الفنانات المصريات بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي مستمرة؛ حيث أعلن مؤخرا عن أسمائهن، ونفت كل منهن صلتها تماما بهذا الجهاز. جدير بالذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يدعي فيها الموساد صلته بفنانين مصريين، لكن في المقابل نستطيع أن نرصد تاريخا طويلا لحكايات ترددت عن علاقات فنانين بأجهزة مخابرات مختلفة، وتمتد جذور تلك الحكايات إلى الحرب العالمية الثانية، ونروي في السطور التالية التفاصيل الكاملة لذلك الملف الأسود، سواء كانت أكاذيب رددتها الشائعات أو فيها جزء من الحقيقة.
بداية لا ننكر أن هناك بعضا من رموز الفن المصري كانوا يعتنقون الديانة اليهودية، وأرادت إسرائيل أن تجندهم لخدمتها، ولكنها فشلت في ذلك، وفى السرد التاريخي الذي نقدمه نبدأ من مطربة ذات صوت جميل، ماتت في ريعان شبابها وكانت على منافسة مع مطربة كبيرة، وحققت شهرة واسعة النطاق في سنوات قليلة من عمرها الفني بعد أن جاءت إلى مصر، وهى طفلة صغيرة مع شقيقها ووالدتها؛ هربا من الاحتلال الفرنسي لبلدها، واتهمت بأنها على علاقة بالمخابرات الألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية، ووصلت هذه الأقاويل إلى حد التأكيد، لكن لم تكن هناك أي مستندات أو صور أو شيكات بأنها كانت جاسوسة للألمان إبان الحرب العالمية الثانية، التي انتهت عام 1945وقد رحلت هذه المطربة عن عالمنا بعد انتهاء الحرب بقليل في حادث مأساوي، وقيل: إن المخابرات كانت وراء ذلك الحادث الأليم .