أكد دانيال جرابيل، والد أيلان جرابيل الجاسوس الإسرائيلي الذي تم اعتقاله الأحد الماضي للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح إسرائيل، أن ابنه طالب تطوع للعمل لصالح وكالة أمريكية للاجئين، وليس جاسوسا، وهو مهاجر أمريكي إلى إسرائيل، جاء ذلك في حوار للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي بالعبرية من منزله في نيويورك، والذي أكد فيه أن القصة برمتها وهمية تماما.
وأوضح جرابي أن صلة ابنه بالعمل مع (جهاز المخابرات الإسرائيلي) الموساد (غير صحيحة). وقال راديو إسرائيل، إن مسؤولا رفيعا، لم تفصح عن اسمه، يرافق رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو في رحلة إلى روما قال: إنه جرى التحري عن هذه المزاعم، وأنه "لا تمت للواقع بصلة".
وأفادت معلومات نشرها الإسرائيلي المشتبه به بالتجسس أنه سبق أن كتب عن رغبته في الترويج للسياسات الإسرائيلية في العالم العربي، وقال دانيال جرابيل: إن ابنه يعمل في مصر في إطار دراساته الجامعية، وأضاف، "إنه متطوع في إطار دراساته وهو يحصل على درجات أكاديمية عن العمل الصيفي، وتعين عليه البقاء في مصر ثلاثة أشهر ضمن العمل مع الوكالة الأمريكية المرتبطة بنقل اللاجئين من مصر".
وقالت أيرين والدة جرابيل: إن ابنها يعمل لحساب جماعة سانت أندروز لخدمات اللاجئين، وهي منظمة غير حكومية بالقاهرة، وفي اتصال هاتفي مع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي، قالت، إن ابنها يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، وعلى صفحته على موقع فيسبوك لم يخف جرابيل وجوده في مصر، وكتب أنه "خطب في الأزهر"، وذكر أنه درس بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند، ثم اختفت الإشارة إلى الأزهر من على الصفحة في وقت لاحق.
وأكدت السفارة الأمريكية في القاهرة أن جرابيل (27 عاما) اعتقل يوم الأحد، وقالت، في بيان، "زار مسؤول قنصلي السيد جرابيل في 13 من يونيو، وأكد أنه بصحة جيدة"، وفي واشنطن رفض مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، التعليق على الأسباب الجوهرية التي تنطوي عليها القضية، وقال: "مهمتنا في الوقت الحالي، هي تقديم خدمات قنصلية له والعمل مع السلطات المحلية للتأكد من معاملته بشكل عادل بموجب القانون المحلي".
وقال السفير الإسرائيلي في القاهرة، أمس الاثنين: إن إسرائيل تدرس القضية، كما عبر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، بنيامين بن اليعازر، عن أمله ألا يكون القبض عليه محاولة "لتجميد عملية السلام بالكامل"، حيث إن مصر وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979.
وقال مصدر قضائي: إن الرجل كان له نشاط في ميدان التحرير مركز الانتفاضة على الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك بعد تنحيه، وجاء في بيان للنائب العام في مصر، أن الرجل الذي صدر أمر بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات أرسل إلى مصر لتجنيد عملاء لمحاولة جمع معلومات ومتابعة أحداث ثورة 25 من يناير.
هذا وتتطابق صور جرابيل على صفحة (مشروع إسرائيل) على موقع فيسبوك وهي جماعة مؤيدة لإسرائيل تدرب فيها على العلاقات الإعلامية عام 2008، وفي نشرة إلكترونية لمنظمة تجمع أموالا لجنود إسرائيليين، مع تلك التي نشرت في لقطات فيديو للمشتبه به في مصر.
وكانت قد نشرت مقالات عن خدمة جرابيل العسكرية في إسرائيل في صحيفة نيويورك ديلي نيوز وصحيفة هاآرتس الإسرائيلية في عام 2006، وذكرتا أنه أصيب في حرب لبنان في نفس العام وأنه هاجر إلى إسرائيل من كوينز في نيويورك عام 2005 وكان عمره 22 عاما، وقال تسيكي عود الذي أفاد بأنه صديق لجرابيل لراديو إسرائيل: "إنه شخص مميز جدا، إنه ذكي جدا، يتحدث العربية، آمل أن يتجاوز هذه المشكلة".
وعقب الحرب تحدث جرابيل في الولايات المتحدة في مناسبات لجمع تبرعات لجنود إسرائيليين مصابين حسبما ذكرت نشرة منظمة أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي (الجيش الإسرائيلي)، التي أشارت أيضا إلى إصابته في لبنان، وظهر في النشرة بزيه العسكري بجوار متبرعين أمريكيين ودبلوماسيين إسرائيليين في مناسبات لجمع التبرعات في شيكاجو وهيوستون في عام 2006.
وبعد ذلك بعامين، شارك جرابيل في برنامج الباحثين الإعلاميين التابع لمشروع إسرائيل بالقدس بشأن "تعليم القادة الشبان كيفية تعليم الصحافة عن إسرائيل وإيران، وفي تعليق على الصفحة الخاصة بالبرنامج على موقع مشروع إسرائيل على الإنترنت قال جرابيل: إنه متأثر بتصريح لمسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن توصيل مواقف إسرائيل للعالم العربي، وكتب جرابيل يقول: "سأكون سعيدا جدا اذا تمكنت من التواصل بنفس الفعالية (التي تواصل بها المسؤول) في هذه المناخات المناهضة لإسرائيل
المصدر
http://www.shorouknews.com/contentdata.aspx?id=478724