قبل بدء الموضوع سأذكر الفرق بينهما مراعاة لغير المثقفين
السفسطائى هو من يتلاعب بالحقائق ويغيرها لإحباط طائفة أو خصما ما ويتكلم بأى كلام فى أى كلام بغرض إضعاف النفوس ويكون خصمه هو طائفته نفسها وقد يكون ذلك جهلا منه أو تعصب
أما الجاسوس فمهمته فى الحروب النفسية إثارة الشائعات والجدل للتفرقة بين الأمم وتكوين الفرق المتضادة والمتعصبة وإضعاف نفوس الأخرين منها فتصبح الحرب داخلية وتتهيأ الأحوال للخصم
أما عن الموضوع فقد رأيت ما أثار ريبتى فيما يماثل هذا المنتدى من المنتديات العسكرية فهناك مواضيع مثلا يضعها خبراء عن أحوال الجيوش العربية من كلام مريح فيأتى أخر ليقول كلاما لا يحتوى إلا إحباط فيقول يسقط سنويا كذا وكذا ولا توجد صيانة على كذا وهذه خرجت من الخدمة وتدريب هؤلاء ضعيف
كذلك رأيت السباب الموجه من أفراد كل دولة إلى الأخرى فهناك من يقول دولتى أقوى عسكريا والأخرى ماهى إلا كذا وكذا وكأننا خصوم بعضنا البعض ولسنا أخوة نسعى للتحالف
فماذا تظنون فيما نرى؟ أهى سفسطة من الجهلاء أم هى جاسوسية ومحاولة للتفرقة من الأعداء؟
فإن كانت سفسطة فهذا يعنى أن لدينا فجوة ثقافية فكرية يجب معالجتها فالإنسان المفكر لا يرد إلا بعد دراسة غرض المتحدث من كلامه وكذلك لا يذكر خبرا محبطا ولو كان حقيقيا لأن خطرها النفسى أقوى بكثير من خطر الخبر نفسه.
وإن كانت جاسوسية فمازالت مؤثرة وتمهد طريقا إلى السفسطة فإن دخل على المنتدى شخصا يهوديا مثلا ليدعى أنه من دولة عربية شقيقة وبدأ يسب فى الدول العربية الأخرى فسنجد بشكل شبه فورى ردودا معادية ومستفيضة فى السباب من داخل صفوفنا ومن كان لديه فكرة حسنة عن دولة شقيقة فسيغيرها وهذه التلقائية فى العدوان هى العيب الخطير داخل صفوفنا كعرب
أنظر إلى نفسك لو وجدت شخصا يدعى أنه مصرى أو مغربى مثلا وسب بلدك وأتهمها بالضعف فأنظر كيف ردك...هل يكون ردا جاهلا أعمى؟ أم ردا ذكيا لطيفا؟
هذا ما حذرنا منه الدين (وأعرض عن الجاهلين) فلو كان جاسوسا ما تمكن من فتننا لإتباعنا هذه الأية وإن كان سفسطائيا عالجته روح الأخوة والنصيحة بين الأعضاء وتسقط عدوانيته
وتذكروا (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت)
أعطانا الدين قوة من جميع النواحى ولم يغفل ناحية واحدة أبدا فنحن اليوم نبحث ونجاهد بالتفكير فى حلول أزماتنا بينما يقدمها الدين على طبق من فضة لكن هيهات هيهات لمن يعتبر ويتبع
وبصراحة أنا أحمد الله أن أعداؤنا لا يتبعون ديننا وإلا لحلوا مشاكلهم فى غضون أيام بينما نحن نيام
لا تنسوا إبداء أرائكم فى هذه القضية رجاءا