أجرت القوات البحرية الروسية بنجاح تجربتي إطلاق صاروخين بعيدي المدى من نوع "سينيفا" في يومي 13 و14 يوليو 2009.
وأظهرت هاتان التجربتان أن القوات البحرية الروسية تملك سلاحا صاروخيا
يمكّنها من تحقيق المهام المطروحة عليها، وبالأخص صاروخ "ر س م - 54" أو
"سينيفا" (زرقة)، وهو صاروخ بالستي يعمل بالوقود السائل ويستطيع الوصول
إلى القارات البعيدة كأمريكا.
وصاروخ "سينيفا" هو سلاح غواصة "667 ب د ر م" (أو "دلتا - 4" بحسب مصطلحات
حلف شمال الأطلسي). وهناك معلومات تفيد أن الأسطول الروسي العامل في بحار
الشمال يضم سبع غواصات من هذا النوع.
وقد حقق صاروخ "سينيفا" ثلاثة إنجازات على أقل تقدير يمكن ترشيحها للدخول
في قائمة غينيس للأرقام القياسية. فقد حمل صاروخ "شتيل - 1"، وهو شقيق
"سينيفا"، لأول مرة في العالم قمرا صناعيا إلى مدار في الفضاء منطلقا من
الغواصة. وفي سبتمبر 2006 أصبح صاروخ "سينيفا" أول صاروخ انطلق بنجاح من
غواصة موجودة في القطب الشمالي. وبعد عامين قطع صاروخ "سينيفا" مسافة تزيد
على 11.5 ألف كيلومتر محلقا في الجو.
وبالإضافة إلى دقة التصويب والقدرة على قطع مسافة كبيرة جدا هناك مزايا
أخرى تميز صاروخ "سينيفا" كالقدرة على عدم التأثر بالتشويشات
الكهرمغنطيسية وعلى اجتياز مضادات الصواريخ. ويتلقى صاروخ "سينيفا"
معلومات إرشادية من الأقمار الصناعية. وجهز هذا الصاروخ بحاسب إلكتروني
متطور هو "مالاخيت 3".
وصمم صاروخ "سينيفا" لحمل 10 رؤوس نووية تبلغ القدرة التدميرية للواحد
منها 100 كيلو طن من مادة التروتيل. وحاليا يحمل كل من صواريخ "سينيفا"
التي تملكها القوات الروسية 4 رؤوس مدمرة. ويكفي هذا على كل لمحو مدينة
كبيرة عن وجه الأرض لأن كل غواصة تحمل 16 صاروخا وتستطيع إطلاقها دفعة
واحدة عند الضرورة.
وصنع صاروخ "سينيفا" في مدينة مياس بمحافظة (مقاطعة) تشيلابينسك. ويُنتظر
أن ينتج مصنع "ماكييف" حوالي مائة صاروخ آخر من صواريخ "سينيفا" التي ستظل
في الخدمة، على الأقل، حتى عام 2015.
وحاليا يجري اختبار صاروخ جديد يعتبر بديلا محتملا لـ"سينيفا" وهو صاروخ "بولافا" الذي يعمل بالوقود الصلب.
("روسيسكايا غازيتا" 15/7/2009 - وكالة نوفوستي)