بداية خالص شكري لأخي علي فيما يتعلق بتنبيه لضرورة وجود رابط أكثر ثقا فيما يتعلق بالمواضيع الغير معروفة للعامة ..وعليه فأنني أعيد طرح هذا الموضوع بعد اغلاقه و مدعما له برابط أخر أتمني أن يحوز ثق الاخوة في المنبر ...أصراري علي هذا الموضوع يعود للأسئلة الكثيرة التي تواجهنا حول مصدر اهازيج الحماسة التي يرددها الجيش السوداني في اثناء خوضه للمعارك ولانها مرتبطة بموروثات المجتمع السوداني و ضاربة في جزور ثقافة هذا المجتمع أجد نفسي مصرا علي اعادة طرح هذا الموضوع ...مع تكرار أسفي و اعتذاري عن عدم طرح مصدر موثوق به في المرة السابقة ...خالص تقديري
مصدر الموضوع ..http://www.gmsudan.com/ar/20110703
الخرطوم : الصحافة: الحكامات هن نساء ذوات مكانة إعلامية عالية في مجتمع غرب السودان الريفي في مناطق دار فور وكردفان . وهن أنموذج للإعلاميات الشعبيات في الوطن العربي. فالحكامة هي التي تضع قوانين وأسس المجتمع في الأخلاق والكرم والشجاعة والجود، وهي التي تثير الحروب بين قبائل المنطقة أو توقفها من خلال الأشعار والأهازيج والأقوال المرتجلة التي تنطق بها. وتجد الحكامة احترام كل أفراد القبيلة والمجتمع ويتقرب إليها كبار العشيرة حتى تتحدث بمفاخرهم وتذيعها في القبيلة والقبائل المجاورة التي تتناقل ما تقوله الحكامات …
والحكامة أيضا هي حافظة تراث القبيلة وتاريخها وسير أبطالها… ترويها في أفراحهم وأتراحهم… وهي التي تخلد سيرة موتاهم بقصائد غاية في البلاغة والروعة. وعلى الرغم من أن معظم الحكامات أميات، لكهن يقلن الشعر بالفطرة، ما أكسب أشعارهن نوعا من المصداقية.
و لدورهن كاعلاميات، بدأت بعض المنظمات العاملة في مجال المرأة والطفولة والحكومة توظيفهن في خدمة القضايا الاجتماعية مثل محاربة الأمية والختان ومحاربة الصراعات القبلية.
من أهم أشعار الحكامات تلك القصائد التي يفخرن فيها بالأهل والعشيرة ويمجدن فيها الآباء والاخوان والأجداد، كما كان يحدث في الجاهلية… وتقول خديجة حماد، إحدى الحكامات إن الفخر بالآباء هو أحد أهم القضايا وتقدم انموذجا من قصائدها في أبيها قائلة :
أبوي ألا حمد والحماد الغالي ما رخيص
أبوي ركاب بنات سعدان «بنات سعدان هي الخيل»
وفراش فروة الريف
أبوي الأسد الزنيف
كان لقى العدو منو ما بقيف
وتقول في الفخر بأجدادها :
جدودي فراس ولكن الدنيا زائلة
ظعينا سايره من الضحى حتى الغائلة
وتقول حليمة :
أنت يا أبوي البحر
مع القدرك مفرهد ذي نونية الدهر
أنت كأس الحنظل كان شموه أتبعثر
أنت كوكب شنقة في البطون اتحدر
أبوي في الحرب الأولى ما قبل
أبوي وش الرجال اتقبل
أبوي أسد الكوكة على البداوة هضلل
وتضيف في الفخر بأهلها :
أهلي عزاز عز الوطن وعز أهلي
أهلي الطبرنة أم سبل آلفي البطون تجري
أهلي «آم در» «آم دية» «أسماء للإبل»
اللجعان تعشي
أهلي البعشو الضيف يوم الجعد تجري
أهلي البسدو الحامية يوم حموها يغلى
أهلي العدلو المايلة أم حبل ملوي
أهلي سيف على الكرار آلما بتلوي
وللحكامات جرأة نادرة وشجاعة في إبداء إعجابهن بالرجال من دون تحفظ أو خجل، حيث يمجدن أبناء العم والخال بطريقة تشبه شعر الغزل في الجاهلية. فالحكامات يتغزلن في أخلاق الرجال وكرمهم وشجاعتهم واحترامهم للمرأة في قصائد رائعة. تقول خديجة مثلا :
يا ود حمد الله الصعب
ماك الخشيد «الجبان» الجلوس انحدب
أنت المسوم ياقوت الدهب
قلبك حجر كسلا
لا خاف لا أترهب
فارس مجرب رجالتك ما هي نصب
للحكامات اهتمامهن بالمشكل العام فصاغت بعضهن قصائد في محو الأمية تقول حليمة
محينا الأمية وارتحنا من عذابا
ركبنا الحروف وعرفنا مضرابا
وحفظنا القراية وعرفنا الكتابا
وتشير حليمة لاهمية صحة البيئة فتقول:
خليك عفيف وبالعفة كمل السماحة
عشان تنجب أطفال زي التفاحة
يا شعب الفرصة ليك متاحة
نظف البيئة نفسك تكون مرتاحة
الحكامات يحجمن عن قصائد الهجاء لأن الذي يتعرض لهجاء الحكامة يغدو منبوذا ولا يستطيع أن يعيش في القبيلة مرة أخرى. والحكامات لا يهجون إلا الذي يرفض الخروج للنفير والمساعدة في أعمال الزراعة ورد الغزوات ضد القبيلة ويطلقن عليه «قعيد البيت» لهذا يخشى كل الرجال هذا اللقب، فيحرصون على المشاركة في كل أعمال القبيلة ونجدتها ونصرة المرأة. وتقول خديجة إنها هجت أحد الرجال، فلم يستطع بعدها البقاء في القبيلة. لهذا فهي تحرص على عدم الهجاء.
والحكامات في غرب السودان نموذج للإعلاميات الشعبيات، بل لهن أثر أكبر وأعظم من الإعلام الرسمي بالمنطقة، ما جعل الحكومة تعمل على استغلالهن في تنفيذ سياساتها التنموية بالمنطقة وتعد التجربة ناجحة.
الحكامات … حراسة القيم بغرب السودان الخرطوم : الصحافة: الحكامات هن نساء ذوات مكانة إعلامية عالية في مجتمع غرب السودان الريفي في مناطق دار فور وكردفان . وهن أنموذج للإعلاميات الشعبيات في الوطن العربي. فالحكامة هي التي تضع قوانين وأسس المجتمع في الأخلاق والكرم والشجاعة والجود، وهي التي تثير الحروب بين قبائل المنطقة أو توقفها من خلال الأشعار والأهازيج والأقوال المرتجلة التي تنطق بها. وتجد الحكامة احترام كل أفراد القبيلة والمجتمع ويتقرب إليها كبار العشيرة حتى تتحدث بمفاخرهم وتذيعها في القبيلة والقبائل المجاورة التي تتناقل ما تقوله الحكامات … والحكامة أيضا هي حافظة تراث القبيلة وتاريخها وسير أبطالها… ترويها في أفراحهم وأتراحهم… وهي التي تخلد سيرة موتاهم بقصائد غاية في البلاغة والروعة. وعلى الرغم من أن معظم الحكامات أميات، لكهن يقلن الشعر بالفطرة، ما أكسب أشعارهن نوعا من المصداقية. و لدورهن كاعلاميات، بدأت بعض المنظمات العاملة في مجال المرأة والطفولة والحكومة توظيفهن في خدمة القضايا الاجتماعية مثل محاربة الأمية والختان ومحاربة الصراعات القبلية. من أهم أشعار الحكامات تلك القصائد التي يفخرن فيها بالأهل والعشيرة ويمجدن فيها الآباء والاخوان والأجداد، كما كان يحدث في الجاهلية… وتقول خديجة حماد، إحدى الحكامات إن الفخر بالآباء هو أحد أهم القضايا وتقدم انموذجا من قصائدها في أبيها قائلة : أبوي ألا حمد والحماد الغالي ما رخيص أبوي ركاب بنات سعدان «بنات سعدان هي الخيل» وفراش فروة الريف أبوي الأسد الزنيف كان لقى العدو منو ما بقيف وتقول في الفخر بأجدادها : جدودي فراس ولكن الدنيا زائلة ظعينا سايره من الضحى حتى الغائلة وتقول حليمة : أنت يا أبوي البحر مع القدرك مفرهد ذي نونية الدهر أنت كأس الحنظل كان شموه أتبعثر أنت كوكب شنقة في البطون اتحدر أبوي في الحرب الأولى ما قبل أبوي وش الرجال اتقبل أبوي أسد الكوكة على البداوة هضلل وتضيف في الفخر بأهلها : أهلي عزاز عز الوطن وعز أهلي أهلي الطبرنة أم سبل آلفي البطون تجري أهلي «آم در» «آم دية» «أسماء للإبل» اللجعان تعشي أهلي البعشو الضيف يوم الجعد تجري أهلي البسدو الحامية يوم حموها يغلى أهلي العدلو المايلة أم حبل ملوي أهلي سيف على الكرار آلما بتلوي وللحكامات جرأة نادرة وشجاعة في إبداء إعجابهن بالرجال من دون تحفظ أو خجل، حيث يمجدن أبناء العم والخال بطريقة تشبه شعر الغزل في الجاهلية. فالحكامات يتغزلن في أخلاق الرجال وكرمهم وشجاعتهم واحترامهم للمرأة في قصائد رائعة. تقول خديجة مثلا : يا ود حمد الله الصعب ماك الخشيد «الجبان» الجلوس انحدب أنت المسوم ياقوت الدهب قلبك حجر كسلا لا خاف لا أترهب فارس مجرب رجالتك ما هي نصب للحكامات اهتمامهن بالمشكل العام فصاغت بعضهن قصائد في محو الأمية تقول حليمة محينا الأمية وارتحنا من عذابا ركبنا الحروف وعرفنا مضرابا وحفظنا القراية وعرفنا الكتابا وتشير حليمة لاهمية صحة البيئة فتقول: خليك عفيف وبالعفة كمل السماحة عشان تنجب أطفال زي التفاحة يا شعب الفرصة ليك متاحة نظف البيئة نفسك تكون مرتاحة الحكامات يحجمن عن قصائد الهجاء لأن الذي يتعرض لهجاء الحكامة يغدو منبوذا ولا يستطيع أن يعيش في القبيلة مرة أخرى. والحكامات لا يهجون إلا الذي يرفض الخروج للنفير والمساعدة في أعمال الزراعة ورد الغزوات ضد القبيلة ويطلقن عليه «قعيد البيت» لهذا يخشى كل الرجال هذا اللقب، فيحرصون على المشاركة في كل أعمال القبيلة ونجدتها ونصرة المرأة. وتقول خديجة إنها هجت أحد الرجال، فلم يستطع بعدها البقاء في القبيلة. لهذا فهي تحرص على عدم الهجاء. والحكامات في غرب السودان نموذج للإعلاميات الشعبيات، بل لهن أثر أكبر وأعظم من الإعلام الرسمي بالمنطقة، ما جعل الحكومة تعمل على استغلالهن في تنفيذ سياساتها التنموية بالمنطقة وتعد التجربة ناجحة
المصدر http://www.gmsudan.com/ar/20110703