أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

جيش تونس - صفحة 2

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 جيش تونس

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
حفيد الشهداء

جــندي
حفيد الشهداء



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 01210
التسجيل : 01/10/2010
عدد المساهمات : 1
معدل النشاط : 19
التقييم : -1
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 Unknow11
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 Unknow11
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 Unknow11

جيش تونس - صفحة 2 Empty10

جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10السبت 2 أكتوبر 2010 - 16:55

تحية لجيش تونس الشقيق فالجزائر مستعدة دائمة لاي مساعدة مع اشقاءهم التونسيين عدونا واحد ومصيرنا واحد
من يقل تونس فليقل الجزائر والعكس صحيح
طبيعتنا هكدا شعب متحاب مع بعضه
فاي تهديد لتونس الشقيقة الجزائر ستسحق المعتدين مع اشقاءهم التوانسة
وتحيا تحيا تونس بلد الرجال والرجولة جيش تونس - صفحة 2 948366

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hossam

لـــواء
لـــواء
hossam



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 01210
العمر : 29
المهنة : طالب IG سابقا..طالب هندسة و العيشة مرة ح
المزاج : الحمد لله
التسجيل : 06/08/2010
عدد المساهمات : 3263
معدل النشاط : 2847
التقييم : 64
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 Unknow11
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 Unknow11
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 Unknow11

جيش تونس - صفحة 2 Empty10

جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10السبت 2 أكتوبر 2010 - 18:33

تحية لنسور قرطاج

و يا ريت لو تحط معلوماتىعن الجيش التونسي الحالي

تحياتي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الأحد 3 أكتوبر 2010 - 20:25

ملحوظه هامه / المعلومات الموجوده فى فيديو توقيع العضو حفيد الشهداء خاطئه تماما ولم يرد اى من هذه المعلومات فى وثائق تحقيقات لجنة اجرانات التى تولت التحقيقات فى هزيمة اسرائيل فقد حصلت بطريقى على ما سمحت اسرائيل بنشره من تحقيقات ولم يذكر فيها شيئ مما ذكر العضو هذا ربما الف هذه المعلومات من وحى الخيال


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الأحد 3 أكتوبر 2010 - 20:34

وفيما يلى بعض ما نشر فى تقرير لجنة اجرانات وهو المسموح به فقط ولست ادرى من اين اتى العضو بالمعلومات هذه عموما اترككم مع التقرير

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الأولى) ـ «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما
.. ويسأل الضابط الاسرائيلي «مازحا»: ماذا نفعل بعد احتلال القاهرة، في المساء؟!!




تل أبيب : نظير مجلي
حالما قررت الحكومة الإسرائيلية الرضوخ للضغوط الشعبية والقانونية ووافقت قبل عدة شهور على كشف التقرير السري للجنة «أغرنات»، التي حققت في إخفاقات حرب أكتوبر 1973، توقعت «الشرق الأوسط» أن يكون ذلك التقرير وثيقة بالغة الأهمية للقارئ العربي. وعندما راجع مراسلنا نظير مجلي هذه الوثيقة، في مخدعها في الأرشيف الإسرائيلي، وجدناها فضلا عما تضمنته من معلومات لفهم طبيعة تلك الحرب وخباياها من الجهة الاسرائيلية، تكشف جوانب مثيرة من أسلوب الحكم في اسرائيل والتناقضات فيه، وما هو دور قيادة الجيش في الحياة الإسرائيلية السياسية والاقتصادية، والمفاهيم الإسرائيلية عن العرب وكيف يقيمون القدرات العربية وما هو نوع العلاقات بين اسرائيل ومختلف دول العالم والدور الأميركي في هذه الحرب وما تعكسه من علاقات مميزة وحدود هذه العلاقة وتكشف الكثير من الأسرار المثيرة، التي يوجد فيها شركاء عرب أيضا، وفي بعض الأحيان يمكن اعتبارها أسرارا خطيرة. وتنفرد «الشرق الأوسط» ابتداء من اليوم في نشر استعراض للتقرير ومقاطع كاملة لأهم أجزائه ولأول مرة في الصحافة العربية، بعد الحصول على الوثائق الإسرائيلية، ونستهله بحلقتين عن الحرب التي عرفت في اسرائيل والعالم بـ«حرب الأيام الستة» وأسماها العرب «نكسة 1967»، كونها المنعطف الذي قاد الى حرب 1973.
ثاث مقولات، اثنتان منها قيلتا كنكتتين والثالثة قيلت في لحظة اعتراف غير عادية، تلخص ثلاث مراحل أساسية من التاريخ الاسرائيلي، وتكشف عن جوانب مثيرة في طريقة التفكير في المجتمع الاسرائيلي، هي:
ـ «آخر من يغادر مطار اللد يطفئ نور الكهرباء»، وقد قيلت قبيل حرب 1967 بدافع الخوف من هجوم عربي حربي يؤدي الى هرب الاسرائيليين من إسرائيل ذاتها. وقد راجت هذه المقولة في تلك الفترة بشكل ساخر، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في اسرائيل والشعور بأن اسرائيل باتت في خطر الانهيار، ولم يبق للإسرائيليين سوى أن يشدوا الرحال ويتجهوا نحو مطار اللد مغادرين. والمطلوب فقط أن يفطن آخر من يغادر، أن يطفئ نور الكهرباء. ـ بعد حرب 1967، التي تمكنت فيها اسرائيل خلال ستة أيام من احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية، سادت أجواء انتصار في الدولة العبرية تحولت نشوته الى عنجهية وغرور بالغين، اثارا انتقادات داخل اسرائيل نفسها. وقد انتشرت آنذاك النكتة التالية تعبيرا عن مدى ذلك الغرور: «ضابطان اسرائيليان مصابان بالملل، قال أحدهما للآخر: أنا أقترح لكسر الملل، ان نحتل القاهرة. فأجاب الآخر: نعم، ولكن هذا لا يكفي لكسر الملل. فماذا سنفعل بعد الظهر؟».
ـ حرب أكتوبر 1973، صدمت الإسرائيليين عدة مرات. أولا لأنها فاجأت الشعب (وليس القيادة، كما سيتضح لاحقا)، الذي كان مطمئنا بأن العرب لن تقوم لهم قائمة بعد هزيمة 1967، وثانيا لأن العرب قاتلوا وحققوا الانجازات العسكرية، وثالثا لأنهم اكتشفوا أن وسائل الاعلام الاسرائيلية كذبت عليهم ولم تقل لهم الحقيقة عن مجريات الحرب ونتائجها الحقيقية. فكما هو معروف، فقد داهمت جيوش مصر وسورية الجيش الاسرائيلي في أراضيهما المحتلة، ودارت المعارك لمدة تزيد على عشرين يوما، وتدخلت الدول العظمى وأجبرت اسرائيل في مرحلة معينة على وقف القتال. حينذاك، وفي لحظة اعتراف نادرة، سمع البعض رئيسة الحكومة الاسرائيلية، غولدا مئير، وهي تقول يصوت خافت: «كم نحن صغار أمام الكبار». بعد أربعين سنة من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية الشاسعة، يبدو ان هذه المقولات الثلاث وإنْ امّحت من الخطاب الجماهيري أو القيادي في اسرائيل في السنوات الأخيرة، لكنها لم تمح من الذاكرة. وما زالت تترك أثرها على المجتمع الاسرائيلي. ولكي يفهم أثرها المستقبلي، لا بد من عودة الى الماضي ونبش الوثائق التي سمح بفتحها.

ما قبل حرب 1967
* في الثالث والعشرين من مايو (أيار) 1967، قام رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال اسحق رابين، بدعوة رئيس الوزراء، ليفي اشكول، الى مقر رئاسة أركان الجيش في تل أبيب ليجتمع بالجنرالات أعضاء رئاسة الأركان وتقويم الموقف العسكري الجديد، الناجم عن قرار الرئيس المصري جمال عبد الناصر اغلاق مضائق تيران في وجه السفن الاسرائيلية التي تستخدمها للدخول من البحر الأحمر الى خليج العقبة (في اسرائيل يسمونه خليج ايلات).
لقد كانت هذه محاولة من رابين للضغط على اشكول حتى يغير موقفه الرافض لاعلان الحرب على مصر. ووجد اشكول نفسه محاطا بعاصفة من الضغوط العسكرية التي لم تخل من محاولات تخويف وتهديد، كما يقول المؤرخ الاسرائيلي، توم سيغف، في كتابه «1967، وقد غرت البلاد وجهها» (دار النشر «كيتر» ـ2005). وتولى عملية الضغط كل من رابين نفسه وقائد هيئة الأركان العامة، عيزر فايتسمان (الذي اصبح وزيرا للدفاع في حكومة مناحم بيغن وساهم بإقناعه في قبول اتفاقيات كامب ديفيد مع الرئيس المصري، انور السادات، ثم انتخب رئيسا للدولة العبرية)، وقائد سلاح الجو، مردخاي هود، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهرون ياريف، قائد لواء جيش الاحتياط في الجنوب، أرييل شارون.
المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، زئيف شيف، الذي كان يومها مراسلا عسكريا، كتب عن موقف شارون من هذه الجلسة في ما بعد (هآرتس – 1 يونيو/حزيران1967)، قائلا بأن اشكول حضر اللقاء برفقة بعض الوزراء والجنرالات الذين حاولوا حثه على اعلان الحرب فورا وبلا أي تأجيل. وأضاف ان شارون كان حادا في طرحه. ثم اقتبس ما قاله له شارون نفسه عن تلك الجلسة، والذي يفهم منه ان فكرة الانقلاب العسكري خطرت بباله وربما ببال جنرالات آخرين غيره، بسبب رفض اشكول: «تصور لو كانت هناك امكانية تنفيذ انقلاب عسكري ضد الحكومة. فقد كان بإمكاننا أن نطلب (أي الجنرالات) فرصة للتشاور. وخرج الجنرالات من الغرفة التي أبقينا فيها رئيس الوزراء والوزراء المرافقين له. لم يكن علينا أن نعمل الكثير. كنا نغلق الباب عليهم ونأخذ المفتاح معنا ونتخذ القرارات المناسبة فلا يعرفن أحد بأن الأحداث اللاحقة تمت بقرار من الجنرالات». بعد الحرب، تم ذكر هذه الأقوال بأنها قيلت بجدية عن امكانية تنفيذ انقلاب عسكري، مع أن شارون أنكر ذلك وادعى انه قالها بالمزاح. ولكن معظم الباحثين والمؤرخين الاسرائيليين الذين كتبوا عن هذه الفكرة، اشاروا الى أن الجنرالات الاسرائيليين كانوا سيجدون طريقة لإلزام الحكومة بالخروج الى الحرب، حتى لو بانقلاب عسكري. والسبب في ذلك أن الجيش كان قد خطط الحرب واستعد لها سنينا طويلة. فمنذ انتهاء حرب 1956 (العدوان الثلاثي، الاسرائيلي ـ البريطاني ـ الفرنسي على مصر)، وقادة الجيش، مسنودين بالمعارضة السياسية اليمينية، غاضبون على الحكومة لأنها وافقت على الانسحاب من سيناء «من دون مقابل جدي». ورئيس الحكومة الاسرائيلية الأول، دافيد بن غوريون، الذي كان يحلم بأن تمتد حدود اسرائيل الى سيناء جنوبا ونهر الأردن شرقا وكان يطمع بالسيطرة على الجنوب اللبناني أيضا، حتى نهر الليطاني، كان يقول: «ليس كل الأحلام ممكن تحقيقها». بيد ان العسكريين لم يتنازلوا عن تلك الأحلام، كما دلت التطورات المستقبلية. المؤرخ توم سيغف يقول ان رئيس اركان الجيش، تسفي تسور، قال في اجتماعه الأول مع رئيس الحكومة الجديد، اشكول (يونيو/ حزيران 1963)، ان مصلحة اسرائيل تقتضي توسيع حدودها. وذكر أن الحدود المفضلة هي: قناة السويس جنوبا ونهر الليطاني شمالا ونهر الأردن شرقا. وبعد بضعة أشهر من ذلك الاجتماع كانت بأيدي الجيش خطة باسم «فرغول» ترمي الى احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وفي شهر أغسطس (آب) 1966، حدث تطور بالغ الأهمية بالنسبة للجيش الاسرائيلي، حيث نجح «الموساد» (المخابرات الاسرائيلية الخارجية) في الحصول على طائرة «ميج ـ 21» وتعريف الغرب لأول مرة على أسرارها. كانت تلك طائرة مقاتلة في الجيش العراقي. الطيار منير الردفة، الذي كان قد غضب من ارغامه على القاء متفجرات على قرى وبلدات كردية في شمال العراق، عبر عن تذمره أمام شخص ما خلال عيادته شقيقه المريض في تركيا. وكان لهذا الشخص ارتباطاته مع «الموساد». وحسب فيلم سينمائي وثائقي بعنوان «العصفور الأزرق» للمخرج شموئيل امبرمن، الذي يبث في التلفزيون الاسرائيلي غدا (الأربعاء)، فإن الردفة وقع في مصيدة من دون أن يعرف ولكنه في ما بعد تورط عن كامل الوعي ووافق على الهرب من العراق بطائرة «ميج ـ21» الى اسرائيل. وحسب الفيلم فإنه قبض 50 ألف دولار عن هذه العملية، ولكنه قال انه يعرف أن بإمكانه قبض مبالغ أكبر بكثير من هذا ولكنه لا يفعل ذلك من أجل المال بل من شدة حقده وغضبه على النظام الحاكم. وقوع هذه الطائرة بالذات بأيدي اسرائيل رفعت معنويات الجيش الاسرائيلي، إذ تم اجراء دراسات حولها وحول أسرارها بمشاركة خبراء أميركيين وفرنسيين وبريطانيين. وتمكنوا من الاهتداء الى نقاط الضعف في الطائرة. بالاضافة الى ذلك فإن مكانة اسرائيل العسكرية عموما ومكانة «الموساد» بشكل خاص ارتفعت لدى الغرب وأصبح المجال مفتوحا أكثر للتعاون الأمني بين اسرائيل ومختلف أجهزة المخابرات في العالم.
واعتبر الاسرائيليون هذا الانجاز تحولا استراتيجيا بكل المقاييس لصالح اسرائيل في الشرق الأوسط والعالم. بذور الحرب
* اعتادت اسرائيل طيلة وجودها على تصدير أزماتها الداخلية الى الخارج. وقد جاهر بهذا الرأي احد كبار أصدقاء اسرائيل، هنري كسينجر، وزير الخارجية الأميركي في كتاب مذكراته. وسنة 1967 كانت اسرائيل في أشد حالات الأزمة. فمنذ مطلع العام 1966 وهي تعاني من ركود اقتصادي شديد ومتفاقم. أسباب الركود تعود الى الانخفاض الحاد في الهجرة اليهودية من الخارج، التي أدت بدورها الى الركود في فرع البناء. فطرد عشرات ألوف العمال من أعمالهم. الاستثمارات الأجنبية انخفضت بنسبة 55 في المائة في سنتين. جدول الغلاء ارتفع بنسبة 8 في المائة، التي كانت تعتبر عالية جدا بالمقاييس الاسرائيلية. مقابل ذلك، استمرت الحكومة في مصاريفها العالية وبدأت ترشح الى الجمهور أنباء عن الفساد المستشري في الحكم. وعندما سئل عن هذا الوضع، رئيس الحكومة، اشكول، وهو الذي أشغل سنين طويلة منصب وزير المالية، أجاب ان المشكلة تكمن في الجمهور الذي اعتاد على الغنى الفاحش والتبذير غير العادي. وقال ان الحكومة خططت هذا الركود حتى تعيد الجمهور الى حجمه الطبيعي. وفي الوقت نفسه تفاقمت شكاوى اليهود الشرقيين في اسرائيل من التمييز العنصري ضدهم، وبدا أنهم لم يعودوا يحتملون الاستمرار في التعامل معهم على هذا النحو ويطالبون بتغيير جذري في السياسة. ولكي يثبتوا جديتهم بدأوا في تنظيم مظاهرات صاخبة، استغلها اليمين المعارض، بزعامة مناحم بيغن، أحسن استغلال. ثم تبين ان هجرة مضادة من اسرائيل قد أخذت تتفاقم وبات عدد المهاجرين منها أكبر من عدد المهاجرين اليها، وقد قرت الحكومة فرض الكتمان على هذه الحقيقة بواسطة سن قانون يجعل موضوع الهجرة مسالة أمنية يجب أن لا ينشر عنها شيء إلا بعد أن يمر على الرقابة العسكرية. وإلى جانب ذلك، تراكمت الأحداث العسكرية على الحدود مع سورية.
الماء عنصر خلاف أساسي
* قضية المياه كانت إحدى القضايا الأساسية التي دأبت اسرائيل لطرحها على رأس جدول علاقاتها مع سورية. خلال حرب العدوان الثلاثي سنة 1956، استغلت اسرائيل انجازها العسكري في الجنوب واحتلت قريتين في المنطقة المنزوعة السلاح بينها وبين سورية، ضمن خطتها للسيطرة على منابع نهر الأردن. وفي سنة 1964، نفذت اسرائيل مشروعها لحرف مجرى نهر الأردن من منابعه، بحيث يصبح تحت سيطرتها شبه التامة. سورية اعتبرت الأمر اعتداء فظا على حقوقها في هذه المنابع وسرقة في وضح النهار لمواردها الطبيعية، واسرائيل ادعت انها تدافع بذلك عن نفسها لأن سورية بدأت العمل في مشروع لحرف مجرى النهر لصالحها.
رئيس الوزراء ليفي اشكول، كان معروفا بحرصه على المياه وقد كتب في مذكراته انه رأى المياه مثل الدم. موشيه ديان، الذي أصبح وزيرا للدفاع لاحقا، اعترف في مذكراته بأن اسرائيل افتعلت عدة صدامات مع سورية لكي تجبرها على ترك مصادر المياه والأراضي المحيطة بها. ومما كتبه: «ان 80 في المائة من الصدامات جرت بسبب محاولات اسرائيل السيطرة على مناطق كانت منزوعة السلاح بين الطرفين. كنا نرسل جرافة الى الأراضي السورية وننتظر أن يطلق السوريون عليها النار. فإذا لم يفعلوا، كنا ندفع الجرافة عميقا أكثر حتى تثور أعصاب السوريين، فيطلقوا النار. هم يطلقون رصاصة ونحن نرد بالمدفعية وفي بعض الأحيان بسلاح الجو». ويقول ديان أن هذه الاعتداءات لم تكن بمثابة موقف استراتيجي، انما أرادوا تيئيس السوريين حتى يتنازلوا عن مقاطع معينة من أراضيهم لصالح اسرائيل وبذلك يتم تعديل الحدود بحيث تصبح مصادر المياه تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة.
تأسيس «فتح»
* في سنة 1965 تأسست حركة «فتح» الفلسطينية وبدأت تنفذ عمليات فدائية ضد أهداف اسرائيلية من خارج الحدود، وبالأساس من الأراضي السورية ثم الأردنية (من الضفة الغربية ومن جنوب الضفة)، وحظيت هذه المقاومة بدعم بارز من سورية بشكل خاص ثم من مصر. وقد نفذت هذه الحركة 120 عملية عسكرية ضد اسرائيل خلال 18 شهرا قبل الحرب، مثل تفجير أنابيب مياه وزرع الألغام على الطرقات والسكك الحديدة وتفجير محطات لتوليد الكهرباء وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 11 اسرائيليا (3 منهم مدنيون والبقية عسكريون) وإصابة 60 بجروح (نصفهم عسكريون). اسرائيل رفضت التعامل مع «فتح» كتنظيم فلسطيني يناضل من أجل القضية الفلسطينية، وذلك من باب الاستخفاف بالفلسطينيين أولا، وثانيا من أجل مواصلة اغفال القضية الفلسطينية كقضية شعب يناضل من أجل الحرية ويستحق دولة حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ([قرار التقسيم لسنة 1947، الذي رفضه العرب). وكان من السهل على اسرائيل أن تظهر تلك العمليات «نشاطات ارهاب تديرها سورية»، مع العلم بأن الاسرائيليين كانوا على علم بالخلافات بين قادة «فتح» وبين سورية. وقد تجاهلوا ذلك باعتبار ان الهجوم على سورية سيكون أسهل، وسيكون مفهوما أكثر في العالم.
وفي بحث جرى في هيئة رئاسة أركان الجيش الاسرائيلي في 23 يناير (كانون الثاني) 1967 خرجوا بتوصية الى الحكومة: «يجب علينا أن ننفذ عملية كبيرة ضد سورية». والحديث عن العملية الكبيرة جاء بادعاء ان العمليات السابقة كانت "صغيرة" وغير مجدية. ومن العمليات «الصغيرة» التي كانت قد سبقت هذا البحث، هجوم على بلدة قلعت الأردنية انتقاما من «فتح»، مع انه تبين في ما بعد أن هذه القرية لم تؤوِ رجالات «فتح». وهجوم آخر على قرية السموع جنوبي الخليل في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 1966 والتي هدم فيها عشرات البيوت الفلسطينية (الأردن أعلن عن هدم 100 منزل نتيجة الهجوم واسرائيل تحدثت في العلن عن 40 بيتا وفي وثائقها السرية تحدثوا عن 60 بيتا)، وقد ادعت اسرائيل أن خلية فدائية خرجت من هذه القرية بالذات لكي تفجر سكة حديد اسرائيلية وتزرع ألغاما في طريق سيارة عسكرية. وقد أثارت العملية في السموع مشكلة مع الأميركيين، حيث انها لم تفهم لماذا انتقمت اسرائيل من الأردن، في الوقت الذي بات واضحا فيه أن سورية هي التي تشجع الفلسطينيين من «فتح» وليس الأردن. وحسب المؤرخ سيجف، فإن نيكولاس كتسنباخ، أحد كبار موظفي الخارجية الأميركية، وصف هذا العمل الاسرائيلي في حديث امام وزير الخارجية الاسرائيلي، أبا ايبن، فقال: «لقد فعلتم كما لو أنني اريد أن أصفع سفيركم في واشنطن على وجهي، ولأنني لا أجرؤ على ذلك قمت بصفع سكرتيرتي». وقد فهمت اسرائيل الرمز جيدا، أن لديها ضوء أخضر لضرب سورية. نقاش حاد حول الحرب
* في اسرائيل عموما، وفي قيادة الجيش الاسرائيلي بشكل خاص، ساد عداء غير عادي لسورية والسوريين. «لقد أحببنا أن نكرههم»، كتب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة آنذاك، ليئور، في مذكراته. وأضاف انه لاحظ بأن سورية تحولت الى عقدة بالنسبة لرئيس الأركان رابين.
وفي سبتمبر (أيلول) 1966، نشرت مجلة الجيش الاسرائيلي «بمحانيه»، مقابلة مع رابين بمناسبة رأس السنة العبرية، أفصح فيها عن خطته الاستراتيجية تجاه سورية، فقال ما معناه ان الحرب القادمة مع سورية ستقع حتما وسيكون هدفها الاطاحة بالنظام السوري ـ «الرد على عمليات سورية، إن كانت متمثلة في عمليات التخريب أو في حرف مياه النهر أو الأعمال العدوانية، يجب أن تتم ضد منفذي عمليات التخريب وضد النظام الذي يساند هذه العمليات ويعمل بنفسه على حرف مجرى مياه الأردن. هنا يجب أن يكون الهدف تغيير قرار النظام وتصفية دوافع نشاطاته. المشكلة مع سورية إذن هي من الناحية الجوهرية مع النظام».
رئيس الوزراء اشكول، الذي كان سمح لرابين أن يجري تلك المقابلة بشرط أن لا يتكلم في سياسة الحكومة، اعتبر هذا التصريح تجاوزا نكثا للشرط وتوريطا لاسرائيل أمام العالم بأنها تريد اسقاط النظام السوري. وقد سارع الى اصدار بيان ينتقد فيه رابين بشكل موارب ويقول فيه ان اسرائيل لا تتدخل في شؤون سورية الداخلية. ويكشف ليئور بأن صياغة البيان كانت حذرة للغاية، فمع ان اشكول بدا غاضبا لدرجة هستيرية من تصريح رابين وأراد أن يوبخه علنا، إلا ان مساعديه وبعض وزرائه مثل أبا ايبن ويسرائيل غليلي خففوا من حدة بيانه وقالوا له ان رابين يتمتع بشعبية كبيرة في الشارع وانتقاده بلهجة شديدة قد يدفعه الى الاستقالة وفي هذا ضرر كبير لإشكول.
لكن القضية لم تقتصر على رابين واشكول ولم تكن شخصية بينهما. كلاهما أرادا ضرب سورية. والفرق أن اشكول أراد ان تتم العملية بالتنسيق مع دول العالم، كما حصل في حرب 1956. فهو رجل اقتصاد معروف. ولم يكن عسكريا بارزا (خدم في الجيش البريطاني بعيد الحرب العالمية الأولى وكان كل مرة يحصل على درجة عسكرية يفقدها بعد مدة قصيرة بسبب مخالفة ما). يحسب حسابا ليس فقط للقوة العسكرية، بل يحاول ضمان استثمارات أجنبية لبلاده وسياحة وعلاقات تعاون في المجالات التكنولوجية والعلمية والثقافية ويحافظ على علاقات جيدة مع الأدباء والعلماء والمثقفين، ويعرف أن كل هذا يحتاج من القائد أن يدير علاقات جيدة مع دول العالم. وقد عرف عنه أنه رئيس الحكومة الأول الذي اقام علاقات جيدة مع الولايات المتحدة (الرئيس الذي سبقه، بن غوريون، ركز علاقات اسرائيل بالأساس مع فرنسا وبريطانيا وكان حذرا من تعميق العلاقات مع واشنطن خوفا من إغضاب الأوروبيين).
وكان اشكول حذرا من زيادة نفوذ الجنرالات من قادة الجيش، على عكس سابقه الذي قرب الجنرالات اليه وتعامل معهم بشيء من الدلال. كما كان اشكول يحسب حسابا للحزب الديني القومي الشريك في الائتلاف، بزعامة يوسف شبيرا، الذي اتبع خطا سياسيا معتدلا (على عكس قيادة هذا الحزب اليوم التي تعتبر يمينية متطرفة وتقود المستوطنات اليهودية المتطرفة في الضفة الغربية). فقد هدد هذا الحزب عدة مرات بالانسحاب من الائتلاف إذا نفذ الجيش عملية حربية ضد سورية أو الأردن أو مصر. وكان دائما يطلب التروي.
بالمقابل، كان الجيش يستخف باشكول ويعتبره قائدا ضعيفا. وكثيرا ما كان ينفذ عمليات عسكرية أكبر بكثير من حدود القرار الحكومي بشأنها. في مطلع سنة 1967، نفذ الفلسطينيون عملية تفجير في ملعب لكرة القدم في بلدة مهجورة تدعى «ديشون» قرب الحدود مع سورية، فقررت الحكومة ضبط النفس ورفض اشكول ضغوط رابين لانتهاز الفرصة وتوجيه الضربة الى سورية. فقام الجيش بتنظيم حملة تحريض على رئيس الحكومة في الصحف. وسرب أنباء عن «غضب قيادة الجيش من قيام الحكومة بتكبيل أيديها» وعن «قرارات حكومية تمس في قوة الردع الاسرائيلية». ونجح الجيش في إحداث انقسام بين الوزراء.
ودامت النقاشات شهورا طويلة واحتدمت أكثر وأكثر من يوم لآخر، مع كل عملية تفجير فلسطينية ومع كل تصريح لقائد عربي. ولم يتردد الجنرالات في اطلاق التصريحات عن ضرورة حرب شاملة مع سورية. قائد اللواء الشمالي للجيش، دافيد العزار (الذي أصبح رئيسا للأركان في حرب أكتوبر 1973)، قال: «يجب البحث عن حل سياسي عسكري شامل ضد سورية». وكذلك فعل رئيس قسم العمليات، الجنرال رحبعام زئيفي (الذي أصبح فيما بعد قائدا لأحد أشد الأحزاب الاسرائيلية تطرفا وقتل بأيدي شبان من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أكتوبر 2001 في القدس عندما كان وزيرا للسياحة). فقال ان الجيش الاسرائيلي غير مبني لحرب صغيرة أو لعمليات دفاعية. وانه يحتاج الى حرب شاملة ضد سورية لكي يوقف العمليات الفلسطينية، و«بهذه المناسبة ـ أضاف ـ نحل الى الأبد مشكلة المياه في الشمال». لقد أدى النقاش حول عملية حربية شاملة الى منح الجيش حرية العمل في العمليات «الصغيرة». وأصبح الجيش يرد على كل عملية تفجير أو اطلاق رصاص من سورية، بعملية أكبر. وكان رئيس الوزراء اشكول يتراجع شيئا فشيئا عن معارضته هذه العمليات. وفي يوم الجمعى 7 أبريل (نيسان) 1967، أطلق السوريون الرصاص على جرافتين اسرائيليتين دخلتا الأرض المنزوعة السلاح، فاستغل رابين، الذي كان في الشمال، هذه الحادثة ليتصل مع اشكول بواسطة سكرتيره العسكري ويخبره بهلع: «انني اراهم بعيني كيف يطلقون القذائف نحونا». وسأله إن كان يأمره باستمرار عمل الجرافتين، وقبل أن يجيبه صاح رابين: الآن أطلقوا قذيفة أخرى. فتأثر اشكول وطلب منه أن تواصل الجرافتان عملهما وأن يرد الجيش على القصف. فسأل رابين إن كان مسموحا له أن يستخدم سلاح الجو. فوافق اشكول ولكنه اضاف شرطا بألا يصيب المدنيين.


وانطلقت الطائرات على الفور وأسقطت ست طائرات سورية مقاتلة، أربع منها أسقطت بالقرب من دمشق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الأحد 3 أكتوبر 2010 - 20:44

و ان شاء الله اوافيكم بباقى الحلقات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:45

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثانية) - «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يصاب بالانهيار العصبي




تل أبيب : نظير مجلي
عملية اسقاط الطائرات السورية الست، لاقت رد فعل احتفاليا في اسرائيل. فقدسكر قادة الجيش بـ«الانتصار» الجديد على الجيش السوري. الصحافة التي كانتفقط قبل يوم واحد مليئة بالانتقادات للحكومة وتحدثت بصوت واحد ضدها، خرجتبعناوين رئيسية ومقالات اطراء ومديح، بدت متشابهة. وقد أثار ذلك حفيظةوزير الخارجية، ابا إيبان، فكتب رسالة الى رئيس الوزراء، اشكول، يقول لهفيها: «حقيقة ان معظم هذه المقالات كتبت بأقلام المراسلين العسكريين وبدامضمونها واحدا تقريبا تشير الى امكانية وجود يد موجهة». وحتى رئيسالوزراء، اشكول، الذي لم يخف تحفظه من التصعيد الحربي ومجابهته جنرالاتالجيش وصد محاولاتهم الاسراع في شن الحرب، تأثر من سكرة اسقاط الطائراتالسورية، وعندما رأى الصحافة تبرز الجنرال رابين كبطل هذه العملية، تباهىفي مقابلة مع صحيفة «معاريف» بأنه هو، أي اشكول، بوصفه رئيس حكومة ووزيردفاع، هو الذي اصدر الأوامر للطائرات الاسرائيلية بالانطلاق الى الجووالاشتباك مع الطائرات السورية. وشعر اشكول بأن إدارة الرئيس الأميركي،ليندون جونسون، راضية عن الضربة الاسرائيلية لسورية، فقرر التقدم «الىالأمام» في الاستفزاز للعرب وأعلن موافقته قيادة الجيش على اجراء استعراضعسكري بمناسبة «يوم الاستقلال»، في مدينة القدس الغربية، وذلك لأول مرةمنذ قيام اسرائيل. فالقدس كانت ذات مكانة خاصة، ولم يعترف بها العالمكعاصمة لاسرائيل. كما ان اتفاق الهدنة بين اسرائيل والأردن، من سنة 1949،نص على امتناع اسرائيل عن ادخال دبابات الى القدس والاستعراض كان يشكلخرقا فظا للاتفاق. بيد أن هناك من نظر الى الموضوع بشكل آخر مخالف.الجنرال موشيه ديان، مثلا، الذي شغل منصب رئيس الأركان في فترة حرب 1956واعتبر أكبر جنرالات الحرب في اسرائيل، انتقد هذه العملية. وكان ديان قدترك حزب العمل سوية مع دافيد بن غوريون، رئيس الحكومة الأول، وشكلا معاحزب «رافي» الذي ضم أيضا شيمعون بيريس. وعلى الرغم من انه كان حزبا صغيرانسبيا (10 نواب من مجموع 120)، فقد كانت شعبيته كبيرة وصوته مسموعا.فقادته الثلاثة هم المؤسسون: بن غوريون مؤسس الدولة العبرية الحديثة،وديان مؤسس الجيش القوي وبيريس مؤسس القوة الذرية الاسرائيلية (اقامالمفاعل النووي بالتعاون مع الفرنسيين عندما كان مديرا عاما لوزارة الدفاعتحت قيادة بن غوريون). ديان قال عن عملية اسقاط الطائرات السورية «مغامرةحربية غير محسوبة»، فيما اعتبرها بن غوريون اعلان حرب غير حكيم على سورية«التي تحظى بدعم سوفياتي غير محدود وسيراه السوفيات استفزازا لهم».التدهور نحو الحرب

*اسقاط الطائرات السورية أثار نقاشا حادا في العالم العربي ايضا، وقد رصدهالاسرائيليون جيدا. ففي الأردن تساءلوا عن سبب سكوت مصر على هذه العمليةالعدوانية على سورية، مع العلم بأن مصر وسورية موقعتان على اتفاقية دفاعمشترك. وقد فسرت هذه المقولة في اسرائيل والولايات المتحدة كتحريض لمصر،فوجها رسالتين بهذا الخصوص الى الملك حسين. وفي سورية ارتفعت أصواتالمطالبة بتنسيق عربي مشترك ضد اسرائيل.
وقدسارعت مصر في 17 مايو (أيار) 1967 الى اتخاذ خطوة تخفف من انتقادها، فتوجهالرئيس جمال عبد الناصر الى قوات الأمم المتحدة المرابطة في سيناء منذانتهاء حرب 1956 طالبا مغادرتها فورا. وقد امتثل الأمين العام للأممالمتحدة للطلب المصري وسحب قواته.
هذهالخطوة فاجأت الاسرائيليين، الذين كانوا يقدرون بأن مصر لن تحارب اسرائيلقبل العام 1970. فقد اعتقدوا ان انشغال الجيش المصري في أحداث اليمنسيمنعها من فتح جبهة جديدة في سيناء. وعندما أمر بسحب القوات وانسحبت، بدأالبعض يقترح استقبال هذه القوات على الجانب الاسرائيلي للحدود، لكنالجنرالات الاسرائيليين رفضوا ذلك بكل شدة واعتبروها اهانة لاسرائيلوراحوا يرحبون بالخطوة الحربية المصرية. وقررت الحكومة الاسرائيلية البدءعلى الفور باستدعاء قوات جيش الاحتياط. لكن في اجتماع طارئ للجنة الخارجيةوالأمن البرلمانية، تكلم ديان كرجل معارضة وقال انه شخصيا لا يوافق على أنمصر فاجأت اسرائيل، وراح يحمل الحكومة مسؤولية التدهور. وقال: «مصر تردبهذه الخطوة على عدة استفزازات اسرائيلية. فقد تم تمديد فترة الخدمةالعسكرية وقمنا بالطيران فوق دمشق وأسقطنا الطائرات وقبل ذلك نفذنا مغامرةعسكرية في السموع وأدرنا سياسة اعلامية تلقي على سورية مسؤولية كاملة عنعمليات التخريب. فماذا تتوقعون؟ عبد الناصر لا يستطيع أن يظل لا مبالياازاء كل هذه التحديات». وحذر ديان من أن مصر ستقدم على خطوات حربية رهيبةبعد هذه الاستفزازات، وذكر في حينه خطر أن تقصف طائرات مصرية المفاعلالنووي الاسرائيلي في ديمونة، مما سيتسبب في كارثة، وأن تغلق مضائق تيرانفي البحر الأحمر.
وفيالثاني والعشرين من الشهر نفسه ألقى الرئيس عبد الناصر خطابا في القاعدةالعسكرية الجوية في بير جفجفة في سيناء أعلن فيه عن اغلاق مضائق تيران فيوجه السفن الاسرائيلية والسفن الاجنبية التي تنقل الى اسرائيل مواداستراتيجية. على اثر ذلك دعا اشكول وزراءه وقادة هيئة رئاسة أركان الجيشالى اجتماع تشاوري طارئ في تل أبيب، وقال في بدايته إنه دعا الى الاجتماعأيضا رؤساء أحزاب المعارضة اليمينية. وكان واضحا ان الحديث جار عن حرب.لكن اشكول قال من البداية ان هناك جهودا لتسوية الأزمة دبلوماسيا وإنه قدلا يكون هناك مفر من خطوات عملية. وزير الخارجية أبا إيبان، يصف تلكالفترة في مذكراته فيقول ان مظاهر الثقة بالنفس والبهجة التي سادت اثراسقاط الطائرات السورية غابت عن الوجوه ليحل محلها التجهم والعبوس. ثميروي ما قاله له رئيس الأركان رابين في بيته في القدس يوم 21 من الشهر، أيحتى قبل اعلان ناصر عن اغلاق المضائق، على النحو التالي: «كان رابين عصبياللغاية. فقد راح يدخن بشكل مكثف. سألته بماذا أستطيع أن أخدم الجيش فيالساحة الدبلوماسية، فأجاب: الوقت. الوقت. الوقت. أريد وقتا حتى اعززالقوات في الجنوب. خلال عشر سنين ركزنا استعداداتنا في الشمال والشرق».وأجرى رابين مقارنة بين حال اسرائيل في 1956 وفي 1967 فقال ان الوضع كانأفضل في الحرب السابقة. ففيها كانت اسرائيل ومعها فرنسا وبريطانيا فيمواجهة مصر الوحيدة. أما الآن فإن مصر قد تحظى بمساندة من سورية وربماالأردن وربما ترسل دول عربية أخرى فرقا عسكرية. واختتم رابين بأن مستشاريهالعسكريين لم يعرفوا كيف يقدرون عدد الضحايا المتوقع في حرب قادمة.
وجاءخطاب عبد الناصر في اليوم التالي ضربة اضافية. وراح رابين يضغط علىالحكومة لكي تسمح له بتوجيه الضربة الأولى الى مصر. فقد رأى ان ترك المجاللمصر أن توجه الضربة الأولى في هذه الحرب سيكون مدمرا لاسرائيل. ولذلك يجبأن يعطى الفرصة. وأخذ جنرالات آخرون يتحدثون عن «خراب الهيكل الثالث» (أيدمار اسرائيل). لكن الحكومة، بمبادرة من وزير الخارجية، إيبان، وموافقةرئيس الحكومة، اشكول، قررت الانتظار. والسبب أن الرئيس الأميركي، جونسون،طلب امهاله بضعة أيام حتى يتسنى له العمل على تسوية الأمور بالطرقالسياسية. ورأى اشكول ان الطلب الأميركي يجب ألا يرد. ورأى إيبان انالتجاوب مع الأميركيين سيجعل اسرائيل في موقف أفضل من الناحية الدوليةويجعل كل خطواتها الحربية في ما بعد مقبولة ومفهومة. وكشف إيبان ان هناكفكرة في واشنطن تقول بأن الولايات المتحدة مستعدة لمرافقة السفنالإسرائيلية لدى عبورها مضائق تيران لضمان حرية الملاحة الاسرائيلية فيهاوأن هناك معلومات استخبارية تقول ان عبد الناصر أمر قواته بألا تعترض سفنااسرائيلية إذا رافقتها سفن أميركية. وبدا هذا حلا معقولا قد يدوم عدةسنوات، ويضع أميركا الى جانب اسرائيل بصورة تظاهرية. لكن العسكرييناعتبروا هذا الحل مهينا لاسرائيل وانتصارا لعبد الناصر.
وتسربهذا النقاش الى الشارع الاسرائيلي. وبدا أن الجمهور اقتنع برأي الجنرالاتأكثر من رأي السياسيين وبدأت تسمع الأصوات المتذمرة، خصوصا بعد تجنيدالاحتياط وسيارات الشحن، فأصاب الخلل كل نواحي الاقتصاد، وبات هناك نقص فيالمواد. وتجندت الصحافة الى جانب الجنرالات، وراحت تمارس الضغط علىالوزراء بواسطة الأسئلة المحرجة في المقابلات الصحافية وابراز ردودهم.الصدمة النفسية
*«شعرت بالعزلة»، هكذا كتب اسحق رابين في مذكراته لاحقا. فقد شعر أن رئيسالحكومة ضعيف بشكل زائد وانه لا يستطيع أن يفرض عليه رأيه. فأصيببالاحباط. لقد تخيل ان مصر ستسبقه الى الحرب وستلحق باسرائيل خسائر جسيمة.
وزادمن ضائقة رابين ما كان قاله موشيه ديان أمام لجنة الخارجية والأمنالبرلمانية. وكان رابين يثق برئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون، الذيكان قد بدأ يوصف في ذلك الوقت بـ«العجوز»، فذهب اليه يسأله المشورةوالنصح، فجاء رد بن غوريون محبطا أكثر. فقد راح يوبخه على أفعالهالاستفزازية للعرب ويحمله المسؤولية الشخصية عن هذا التدهور: «ليسالسوريون ولا المصريون مسؤولين عن الأزمة، بل اسرائيل. ان تجنيد 70 ألفرجل للخدمة الاحتياطية هو خطأ فاحش سياسيا واجتماعيا. والعملية في السموعكانت أسوأ، فهي استفزاز للدولة الأردنية غير المعادية. والعملية فوق دمشقاستفزاز في غير محله وفيها انجرار وراء رغبات الحرب ومثيريها. في اليومالتالي ذهب رابين الى ديان، فأحدث هذا تغييرات عديدة في تقديراته. وعندماسمع رئيس الحكومة اشكول ان رابين ذهب لاستشارة خصومه، اعتبر ذلك نوعا منالخيانة، فغضب منه وغضب رابين من نفسه. وتوجه رابين الى الوزير المتدين،حايم يوسف شبيرا، يسمع رأيه، فكان أكثر حدة من العجوز بن غوريون عليه،وراح يؤنبه على انه يهدد مستقبل اسرائيل وأمنها بسياسته الحربية ـ «قل ليمن فضلك، ألم يكن بمقدور بن غوريون وديان أن يحاربا مصر في مضائق تيران؟فلماذا لم يفعلا؟ كيف تسمح لنفسك بأن تقدم على عمل حربي كهذا أنتواشكول؟». وحاول رابين مرة أخرى التأثير على القرار السياسي، ولكن عبثا.وفي مذكراته يكتب رابين «الشعور القاسي بالذنب الذي اصلبني في الأيامالأخيرة زاد حدة في 23 من الشهر. لا أستطيع نسيان أقوال شبيرا. أنا جررتاسرائيل الى هذه الأزمة. أنا كرئيس اركان لم أفلح في منع نشوء هذا الخطرالكبير المحدق باسرائيل. ربما فشلت في مهمتي كمستشار عسكري أول لرئيسالوزراء ووزير الدفاع. ربما بسبب هذا وصلت اسرائيل الى وضعها الصعبالحالي. ربما صدق بن غوريون في أنه لم يكن واجبا على أن أجند قواتالاحتياط، وبذلك جررت اسرائيل الى الحرب».
استدعىرابين الجنرال فايتسمان، الذي شغل منصب قائد هيئة الأركان وكان عمليانائبه، واقترح عليه أن يتولى منصب رئيس الأركان مكانه. ويكتب فايتسمان فيمذكراته لاحقا بأنه كان قد لاحظ أن رابين يمر بأزمة ثقة قاسية، وان زوجةرابين استدعت الطبيب، فحقن رابين بمادة مهدئة جعلته منسلخا عن الواقع 24ساعة. حكومة حرب
*فايتسمان من جهته ترك رابين في بيته وتوجه الى القيادات السياسية ليمارسالضغوط بالخروج الى الحرب. وقد حمل في 24 مايو (أيار) خطة حربية الى اشكولهدفها تدمير سلاح الجو المصري واحتلال غزة واقترح تنفيذها بعد يومين، أيفي 26 من الشهر. وأكد انه غير رأيه من يوم أمس ويعتقد الآن بأن الجيشالاسرائيلي قادر على العمل في آن واحد ضد سورية ومصر. وأخذ فايتسمان اشكولالى غرفة ادارة العمليات الحربية في قيادة الأركان بحضور بقية الجنرالاتوراحوا يقنعونه بجدوى الحرب. وبأن النصر في الحرب منوط باتخاذ قرار سياسيسريع. لقد ارتفعت أصوات عالية ضد الحرب في تلك الفترة، بينها صوت بنغوريون نفسه. فقد أعرب عن اعتقاده بأن عبد الناصر لا يريد الحرب وسيكتفيبإغلاق مضائق تيران وسحب قوات الأمم المتحدة. وقال أحد كبار موظفي وزارةالدفاع، الجنرال والمؤرخ العسكري، ان انتصارا في هذه الحرب سيؤدي الى مقتل10 آلاف إسرائيلي بينما الخسارة فيها ستؤدي الى ابادة مليوني مواطن ونهايةاسرائيل.
علىاثر ذلك ألقى اشكول خطابا في الإذاعة حاول فيه شرح موقفه في الامتناعحاليا عن الحرب والتهديد في الوقت نفسه بالرد على هجوم عربي. وخلال قراءةخطابه المطبوع تعثر في إحدى الكلمات التي اضافها أحد مساعديه من دون أنيلفت نظره فتلعثم وراح يتأتئ لمدة نصف دقيقة، فتحول الخطاب الى مسخرةأنزلت من مكانته بين الجمهور أكثر وأكثر. وبدا أن اشكول يفقد آخر مؤيديهفي الدولة وبدأت ترتفع الصوات المنادية بإقالته. والتقاه رئيس المعارضةاليمينية، مناحم بيغن، واقترح عليه أن يستدعي بن غوريون ويسلمه الحكم علىأن يبقى الى جانبه نائبا وأن ينتخب موشيه ديان وزيرا للدفاع، فإسرائيلتحتاج الى الوحدة في هذا الوقت بالذات، ولكن تحت قيادة قوية تعرف كيف تتخذالقرارات المناسبة في هذا الوقت العصيب. وراح شيمعون بيريس يدير حملةمشابهة بهذا الاتجاه. لكن بن غوريون رفض تولي الرئاسة واشكول رفض التخليعن كرسيه، ويقال ان غولدا مئير، التي أصبحت رئيسة حكومة بعد اشكول، هيالتي عرقلت هذا الاقتراح لأنها كانت متعصبة ضد بن غوريون. وتدخل الجنرالفايتسمان ليطلب الوحدة وراء الجيش في الحرب القادمة حتما. وتوصلوا الى حلوسط يقضي ببقاء اشكول رئيسا للحكومة على أن ينضم حزبا المعارضة «جاحل»و«رافي» الى الحكومة ويصبح بيغن نائبا لرئيس الحكومة وديان وزيرا للدفاع.وتم تشكيل الحكومة في اليوم الخامس قبل الحرب، وكان واضحا انها حكومة حربوليس مجرد وحدة وطنية، خصوصا أن الأنباء الواردة من واشنطن أشارت الى انالرئيس جونسون وصل الى قناعة بأن اسرائيل ستحارب ولا مفر من ذلك، مما يعنيانه لن يقف في طريق اسرائيل. وقال رابين، بعد صحوته من الانهيار العصبي،ان ما بقي الآن هو فقط «خطأ من جمال عبد الناصر المصاب بالسكرة، لنتمكن مناستغلاله لاتهامه بالمسؤولية عن شن الحرب». قرار الحرب
*بعد تشكيل حكومة الوحدة، لم يبق لإسرائيل سوى اتخاذ قرار الحرب. والعقبةفي هذه الحالة هي عدم وجود ضوء أخضر واضح من الولايات المتحدة.
اسرائيلكانت قد أرسلت وزير خارجيتها أبا إيبان ليلتقي الرئيس جونسون في 27 مايو(أيار)، بعد أن التقى قادة فرنسا وبريطانيا في اليومين السابقين. جميعهملم يوافقوا على شن حرب على مصر. بيد أن الأجواء في واشنطن كانت مختلفة،لأن جونسون وضع خطة عمل لتسوية المشكلة وطلب من اسرائيل ألا تبادر الىالهجوم، وفي الوقت نفسه وقع على صفقة اسلحة ترسل بشكل فوري لاسرائيل بقيمة72 مليون دولار. لكن، وخلال وجود إيبان هناك، تقرر في اسرائيل عمل أمرينللضغط على البيت الأبيض: الأول تفعيل السفارة الاسرائيلية والقنصلياتواليهود الأميركيين ليمارسوا الضغوط على الرئيس بواسطة الرسائل والمقالات،والثاني هو بارسال برقيتين هلعتين، واحدة الى إيبان والثانية الى السفيرالاسرائيلي في واشنطن، تتحدثان عن تطورات خطيرة جديدة في مصر تدل على انهاستهاجم اسرائيل في 28 من الشهر. الأميركيون تضايقوا من الطلب الأول وقالواللسفارة في واشنطن رأيهم. وفحصوا مضمون البرقية الثانية بواسطة مخابراتهمفوجدوا انه غير صحيح. ومع ذلك وافق جونسون على توجيه تحذير لمصر بألاتهاجم اسرائيل. وحسب وثائق الجيش الاسرائيلي فإنه خلال الحرب وقعت بأيديالجيش الاسرائيلي وثيقة مصرية تدل على ان مصر أرادت فعلا شن هجوم علىاسرائيل واحتلال ايلات في ذلك الموعد وانها ارتدعت بعد التحذير الأميركي.
فيتلك الفترة، قبل 6 ايام من الحرب، زار الملك حسين القاهرة ووقع علىاتفاقية دفاع مشترك مع عبد الناصر. فأرسلت اسرائيل الى واشنطن رئيس جهاز«الموساد»، مئير عميت، ليوضح للولايات المتحدة بأن الحرب ستكون شاملة ضداسرائيل وأن جيوشا عربية اخرى قد تنضم وفي هذا تدمير لاسرائيل. وتبين أنالمخابرات الأميركية كانت قد توقعت في أواسط سنة 1966، أن تخوض اسرائيلحربا كهذه على الجبهات الثلاث ولكنها توقعت أيضا أن تنتصر فيها اسرائيلوتحتل أراضي عربية واسعة في الضفة الغربية وسيناء والجولان. وحسب مذكراتعميت فإنه لم يبرح الولايات المتحدة إلا بعد ان أقنعها بضرورة شن الحرب.
وقدأمر جونسون وزير دفاعه، مكنمارا، بمتابعة التطورات الحربية واقامة «طاقمعمل» بقيادة ماكجورج باندي لضمان تقديم الدعم لاسرائيل في حالة وقوعها فيمأزق.
هنابدا اشكول مستسلما. وحسب المؤرخ توم سيغف، فإن اشكول كان سياسيا ذا أعصابمن حديد، فصمد في وجه الجنرالات الى أن جاءوا اليه بموافقة الولاياتالمتحدة. عندئذ رضخ ـ «من المشكوك فيه أن يكون اشكول مقتنعا بأن أمناسرائيل في خطر أو أن مصر أرادت مهاجمة اسرائيل. ولكنه لم يستطع المقاومةأكثر، وأراد أن يظهر هو أيضا قائدا وطنيا».
وفييوم الأحد 4 يونيو(حزيران)، اجتمعت الحكومة بحضور قادة الجيش. إيبان أبلغأن واشنطن توافق على الحرب. رئيس الاستخبارات العسكرية، أهرون يريف، أبلغأن لديه معلومات غير مؤكدة مائة في الامئة تقول ان مصر ستهاجم في اليومالتالي. ديان قال ان مصر تنوي احتلال ايلات. وخلال الجلسة في القدس سمعأزيز رصاص، فتبين ان الأردنيين أطلقوا الرصاص باتجاه طائرة «بيبر»اسرائيلية ثم أطلقوا باتجاه حي المصرارة في المدينة. عندها قال اشكول انهيجب شن الحرب وأعرب عن ندمه لأنه لم يوافق على بدئها قبل عدة أيام.
وفيالساعة الثامنة إلا ربعا من صبيحة الاثنين الخامس من يونيو (حزيران) بدأتالحرب. وكانت تلك حربا ضد مصر وحدها في البداية. بل ان اسرائيل أبلغتالأردن برسالتين، واحدة عن طريق الأمم المتحدة وأخرى عن طريق الولاياتالمتحدة، بأنها لن تهاجمه وطلبت منه ألا يهاجمها، مع ان الجيش الاسرائيليكان قد استعد لاحتلال القدس والضفة حالما عرف أمر الحلف الدفاعي بينه وبينمصر. ولكن في الساعة العاشرة بدأ الجيش الأردني في قصف القدس الغربية.
إدارة الحرب
*لقد أدارت اسرائيل الحرب وفق المخطط المطروح منذ سنين: تدمير سلاح الجوالمصري وهو على الأرض. خلال ساعتين كانوا قد دمروا 117 طائرة مصرية. فيالساعة العاشرة والنصف صباحا اتصل الجنرال عيزر فايتسمان، رئيس قسمالعمليات، بزوجته وأبلغها: «لقد انتصرنا في الحرب». اشكول وديان، تكلماللرأي العام ولم يبلغا عن نتائج اليوم الأول من الحرب. لكن ديان دعا رؤساءتحرير الصحف واسر في آذانهم بأن سلاح الجو الاسرائيلي أباد 400 طائرةمصرية وسورية وهي على الأرض. في الولايات المتحدة تابعوا الأحداث ساعةبساعة. مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي، فولت روستوف، أيقظ الرئيس جونسونفي الرابعة والنصف صباحا، ليبلغه بأن الحرب قد نشبت وبأن اسرائيل تحرزمكاسب عظيمة فيها. نهض الرئيس وتوجه الى الغرفة رقم 303 في الطابق الثالثمن البيت الأبيض وقال: «نحن في حرب». داخل الغرفة كانت الصديقةالاسرائيلية للرئيس، ماتيلدا كريم. فيما بعد سيكون لهذه المرأة دور فياصدار بيان باسم البيت الأبيض يعلن الوقوف الى جانب اسرائيل ويحمل جمالعبد الناصر مسؤولية الحرب. فقد تركت للرئيس جونسون رسالة تحتوي على مسودةللبيان، فاتصل هو مع وزير خارجيته، دين راسك، وأملى عليه النص (الروايةللمؤرخ توم سيغف).
فياليوم الأول اكتفت اسرائيل بالقصف الجوي، لكنها أرسلت مدرعاتها الى سيناءلتبدأ باحتلال الأرض المصرية. ديان كان يخطط لاحتلال قطاع غزة في مرحلةلاحقة، لكنه غير رأيه وأمر ببدء العمليات لتنفيذ المخطط المعد لاحتلال هذاالقطاع. في اليوم الثاني قرر الجيش الاسرائيلي بدء عملية تدمير لسلاحالمدرعات المصري واحتلال شرم الشيخ (المنطقة المشرفة على مضائق تيران)واحتلال كل الضفة الغربية لنهر الأردن واحتلال بانياس وتل العزيزات فيالجولان والاعداد للدخول الى جبل سكوبوس في القدس. وقد اعترض رابين علىاحتلال مدن في الضفة الغربية فأجابه ديان: اذهب وأوجد طريقة مع الأردنيينلوقف النار. انهم يحاولون خوض حرب أكبر منهم وعليهم أن يدفعوا الثمن.واضاف ديان انه يريد أن يتم احتلال بلدة يعبد الفلسطينية قرب جنين لأنهابلدة تاريخية، فيها سلم أبناء يعقوب أخاهم يوسف، ولا بد من آثار مهمةهناك. وديان كان معروفا بجمع الآثار القديمة.
فيظهيرة اليوم بثت اذاعة لندن ان الحرب شارفت على الانتهاء، فسارع عدد منالوزراء الى اشكول مطالبين إياه باصدار أمر باحتلال القدس. فوافق على بحثالموضوع في جلسة الحكومة، وفي الوقت نفسه تم ارسال وزير الخارجية إيبان،الى نيويورك ليحاول بقدر مستطاعه أن يعرقل ويماطل في صدور قرار في مجلسالأمن يوقف الحرب. وقبل أن يصل إيبان الى الولايات المتحدة تم سقوط بعضأحياء القدس الشرقية بأيدي اسرائيل، وقد اعترفوا بأنهم تعرضوا هنا لمقاومةشديدة أدت الى سقوط عشرات القتلى الاسرائيليين. ولم يتمكنوا من احتلالبقية الأحياء.
فياليوم الثالث للحرب سقطت القدس. واستمر احتلال سيناء وبدأت الأنباء تتحدثعن تشتت القوات المصرية بلا هدف في الصحراء وموت العديدين من العطش والجوعوضربات الشمس. وآخرون قتلوا برصاص جنود اسرائيليين لم يرغبوا في أخذهمللأسر حتى لا يتحولوا عبئا عليهم. ومع أن اسرائيل تقول ان تلك حوادثفردية، إلا انها تحولت الى ظاهرة لا يعرف عدد ضحاياها حتى اليوم. في هذااليوم أيضا تسبب اشكول في أزمة مع الولايات المتحدة. فقد سئل في لقاء معسكرتيرة حزبه إذا ما كانت الحرب ضرورية ولماذا لم يعتمد على الوعدالأميركي بتوفير حماية للسفن الأميركية. فراح اشكول يهاجم جونسون ويقولعنه انه نمر من ورق يقول ولا يفعل ويتعهد ولا يفي. وقد اغتاظ الأميركيونواشتكوا رسميا، فاعتذر الإسرائيليون قائلين إنها سكرة النصر.
فيالرابع والخامس والسادس من الحرب تفرغ الجيش الاسرائيلي لهضبة الجولانوجبل الشيخ بشكل خاص، وكان القتال فيهما ضاريا. في مرحلة معينة من يومالقتال الأول أبدى ديان استعدادا لوقف الحرب لأن السوريين يقتلون بشراسةويوقعون القتلى في صفوف الاسرائيليين. إلا ان اشكول سأله إن كان سيحاولالاستمرار بعض الوقت لعله يسيطر على مناطق أخرى تبعد الجيش السوري عنالحدود. ولكن في اليوم الرابع من الحرب أضيفت أزمة أخرى مع الولاياتالمتحدة، حيث ان اسرائيل قصفت وأغرقت سفينة التجسس الأميركية «ليبرتي»أمام ساحل العريش، فقتل 37 من ركابها وجرح 171. لم يتوقع الأميركيون انهذه الفعلة اسرائيلية واتهموا روسيا في البداية. وعندما اعترفت اسرائيلبالعملية واعتذرت تقرر اجراء تحقيق مشترك في الموضوع، ولم تنشر نتائجالتحقيق الكاملة حتى اليوم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:49

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الثالثة) ـ «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما
سكرة النصر عام 1967 تقود إلى ضربة 1973


تل أبيب : نظير مجلي
بعدحرب الأيام الستة عام 1967، عاشت اسرائيل فترة طويلة من الزهو والعنجهية.فالانتصار غير المتوقع الذي احرزته في مواجهة مصر وسورية والأردن ومعهافرق من الجيوش العربية الأخرى، جعلها تشعر بأنها انتصرت على الأمة العربيةبأسرها. وبدأت تتصرف بهذا النصر بمفاهيم من الانتقام والكيد.
فقدكان أول القرارات الرسمية ضم مدينة القدس الى تخوم الحدود الرسميةلاسرائيل. وكان أول الاجراءت العملية هدم حي المغاربة قرب حائط البراق منأجل توسيع باحة الحائط، الذي يؤمن اليهود انه أحد جدران الهيكل المقدس،ويسمونه «حائط المبكى» و«الحائط الغربي». ثم خرج وزير الدفاع، موشيه ديانبتصريحه الشهير، الذي قال فيه انه ينتظر أن يرن الهاتف، وقصد بذلك انهيتوقع بعد هذه الهزيمة أن يتصل به الزعماء العرب لكي يفاوضوه على السلامبالشروط الإسرائيلية. وزير آخر ذو تأثير في الحكومة الإسرائيلية، هو يغئالألون، نائب رئيس الوزراء ووزير الاستيعاب، سارع بطرح «حل» للصراعالاسرائيلي ـ العربي مبني على اعادة حوالي ثلثي مساحة الضفة الغربيةللأردن، وإبقاء القدس واللطرون وغور الأردن بحيث تضم لاسرائيل. وعندما ردالعرب في مؤتمر القمة في الخرطوم باللاءات الثلاث: لا للمفاوضات معاسرائيل ولا للاعتراف بها ولا للسلام معها، كان العديد من الاسرائيليينيصفقون لأنهم وجدوا فيها فرصتهم للإبقاء على الوضع الجديد الذي تسيطر فيهاسرائيل على مناطق عربية واسعة وتستطيع استخدامها لتوسيع حدودها من جهة،ولإبعاد خطر الحرب عن العمق الاسرائيلي من جهة أخرى. ويذكر أن موشيه ديان،وضع يومها عدة سيناريوهات للمستقبل، فقال ان العرب سيختارون واحدة منثلاثة احتمالات: حربا شاملة أو حربا محدودة أو انتفاضة شعبية مع مقاومةمسلحة في المناطق المحتلة.
*وعلى الرغم من ان دافيد بن غوريون، كان في ذلك الوقت في الحادي والثمانينمن العمر، وعارض الحرب بشدة، إلا ان ديان ورابين وغيرهما من القادةالإسرائيليين السياسيين والعسكريين، ذهبوا اليه طلبا للمشورة وأخذوه الىحائط المبكى «ليتذوق حلاوة النصر، فشجعهم على استثمار النصر ب"تصحيح خطأ»حكومته الأولى من عام 1948 وتعديل حدود اسرائيل باتجاه الشرق». وكان أول«أمر» أصدره أمام حائط المبكى عندما شاهد لافتة محفورة على حجارة الحائطوكتب عليها «حائط البراق»، فقال: «أزيلوا هذه اللافتة». وقد ضحك ديانورابين عندما سمعاه، قائلين انه جدد شبابه وتصرف كما لو انه ما زال رئيساللحكومة. وهرع جنديان من مرافقيهم الى اللافتة وحاولا اقتلاعها، وعندمافشلا في ازالتها أحضرا شاكوشا وراحا يكسران الحروف حتى تحطمت وانمحت. وقاللهم بن غوريون: افرضوا الأمر الواقع. فقط بالاستيطان اليهودي تستطيعونتثبيت حكم الدولة اليهودية.
وكشفديان في مذكراته لاحقا أنه بدأ التخطيط لتنفيذ وصية بن غوريون قبل أنيسمعها، وتحديدا في الثامن من يونيو (حزيران) 1967، أي قبل ان تخمدالمدافع، للمرحلة المقبلة. وبدا انه يختلف عن يغئال ألون، في طرحه ويفتشعن اطار لتسوية القضية الفلسطينية بروح هذا النصر، وذلك بإقامة دولةفلسطينية على الغالبية العظمى من الضفة الغربية من دون القدس ومناطق حيويةاخرى، بحيث تبقى الادارة الأمنية بأيدي اسرائيل، وتقام كونفدرالية بيناسرائيل وفلسطين.
وقداستدعى اسحق رابين، رئيس أركان الجيش، في الشهر التالي وعرض عليهم أفكارهعلى النحو التالي: تخصص منطقة غور الأردن للتدريبات العسكرية، وتسيطراسرائيل على رؤوس الجبال وتقيم 4 – 5 نقاط استيطان عسكري تتحول الىاستيطان يهودي مدني لاحقا، وتسيطر على مساحات واسعة من الأرض الزراعيةلفلاحتها وضمان مصدر رزق لبضعة ألوف من المستوطنين اليهود. وطلب منهم أنيقيموا القواعد العسكرية في الضفة الغربية على اساس هذا البرنامج ويشقواالشوارع التي تضمن الوصول من منطقة الساحل في اسرائيل الى هذه المستوطناتمباشرة من دون الاضطرار لاستخدام الطرق الفلسطينية. وفي شهر سبتمبر(أيلول) من السنة نفسها بادرت مجموعة من الشبان اليهود المتدينين الىاقامة أولى المستوطنات اليهودية في منطقة «غوش عتصيون» (ما بين بيت لحموالخليل). وبعد ثلاثة اشهر قررت الحكومة مصادرة 20 ألف دونم شمال الضفةالغربية للزراعة وحفر بئر ارتوازية للمياه. وحسب مذكرات شلومو غزيت، مساعدديان لشؤون «المناطق المدارة» (هكذا سميت الأراضي المحتلة يومها)، فإنه ـأي ديان ـ واصل اهتمامه بهذا الموضوع ودعا في مطلع عام 1968 مسؤولي وزارةالزراعة ودائرة أراضي اسرائيل وأمرهم بالسيطرة على جميع الأراضي والعقاراتالمسجلة باسم الدولة في الأراضي المحتلة وكذلك على ما كان مسجلا باسمالغائبين أو العدو، في الدوائر الرسمية (الأردنية بالنسبة للقدس والضفةالغربية، السورية بالنسبة لهضبة الجولان والمصرية بالنسبة لقطاع غزةوسيناء)، والحرص على مصادر المياه لتكون تحت السيطرة الاسرائيلية التامة.الإطمئنان الإسرائيلي
*في أبريل (نيسان)، اجتمع القائد العام للمنطقة الوسطى في الجيشالاسرائيلي، عوزي نركيس، مع مجموعة من نشطاء حركة «أرض اسرائيل الكاملة»،وهي حركة يمينية متطرفة بقيادة الحاخام موشيه ليفنغر، وسمح لهم بالصلاة فيالحرم الابراهيمي في الخليل بمناسبة عيد الفصح لدى اليهود. وقد بقوا فيالمكان رافضين المغادرة حتى يومنا هذا. ثم أقاموا مستعمرة قرب الخليل«قريات أربع». وبدأت حملة استيطان موازية في الأراضي السورية المحتلة وحتىفي سيناء المصرية. وأراد ديان أن يستوطن حتى في شرم الشيخ، التي قال عنهالاحقا: «إذا كان الخيار بين شرم الشيخ من دون سلام أو سلام من دون شرمالشيخ فإنني اختار شرم الشيخ من دون سلام».
وقدظهرت معارضة شديدة لأفكار ديان في الحكومة الاسرائيلية، خصوصا من يغئالألون وفي ما بعد رئيسة الوزراء، غولدا مئير، لكن ليس على مبدأ تثبيتالاحتلال، بل على شكله. فهؤلاء رفضوا الاعتراف بوجود شعب فلسطيني وقضيةفلسطينية. وقد اشتهرت غولدا مئير بتوجيه السؤال: «أين هو الشعبالفلسطيني». فأجابها ديان: «علينا أن نعترف بأننا في احتلالنا الضفةالغربية وقطاع غزة، ساهمنا في ظهور تلك المجموعة من العرب التي تجد ما هومشترك بينها. انهم سكان الضفة وقطاع غزة وأقاربهم في الخارج وانهم أيضايعيشون بيننا، وهم العرب في اسرائيل الذين بدأوا يتصلون مع اخوانهم فيالمناطق. كما يبدو فإن هناك مخلوقا اسمه الشعب الفلسطيني وعلينا أن نعترفبه ونضمن له مستقبلا ملائما لحريته وانسلاخه عنا من جهة واعفاء اسرائيل منالسيطرة على 1.3 مليون عربي اضافيين هم سكان الضفة والقطاع».
وكانيبدو أن النقاش الداخلي في اسرائيل يجري في عالم آخر بعيد عن الجهودالدولية لايجاد تسوية للصراع. واستخف القادة الاسرائيليون بالمعاركالحربية التي جرت بعد حرب 1967، مثل معركة الكرامة في الأردن، التي فشلفيها الاسرائيليون، وحرب الاستنزاف في سيناء. وكان الاسرائيليون يرون انهطالما أن الحرب تقع داخل تخوم الحدود العربية فإنها لا تشكل خطرا علىاسرائيل. ولذلك استمرت سياسة التبجح. وظلت اسرائيل تحاول فرض شروطها بتعنتظاهر. ورفضت التوصل الى اتفاق سلام نهائي وشامل وأصرت على الاكتفاءبتسويات مرحلية، مشترطة أن أية تسوية مرحلية كهذه يجب أن تتضمن تعهداعربيا بانهاء الصراع. وبهذه الطريقة أفشلت اسرائيل مهمة مبعوث الأممالمتحدة، غونار يارينغ، ومشروع وزير الخارجية الأميركي، روبرت روجرز، سنة1971. وحتى عندما وافق الرئيس المصري الجديد، أنور السادات، على تسويةمرحلية، رفضتها اسرائيل لأنها لم تتجاوب مع «طلباتها الأمنية». وفي نوفمبر(تشرين الثاني) 1971 عرض الاتحاد السوفياتي مشروعا آخر بواسطة الأميركيينوكان عبارة عن مزيج من التسوية الدائمة والتسوية على مراحل، لكن اسرائيلرفضته. وقد سافرت غولدا مئير خصيصا الى واشنطن (في مطلع ديسمبر/ كانونالأول) لكي تفسر رفضها له وحملت معها يومها تقريرا من جهاز "الموساد"الاسرائيلي يدعي ان معلومات سرية حصلت عليها من موسكو تفيد بأن الساداتوقع على صفقة اسلحة جديدة متطورة مع الاتحاد السوفياتي وان السوفياتوافقوا على طلباته فقط بعد أن تعهد لهم بالسير معهم في المخطط لدحرالولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وقد عادت مئير تحمل تعهدا من الرئيسريتشارد نكسون بألا يطرح خطة سلام أميركية مشتركة مع السوفيات (مذكراتاسحق رابين).
وهكذاأصيبت بالشلل محاولات التسوية، خصوصا في عام 1972 حيث نشبت أزمة باكستان ـالهند، فاستقطبت اهتمام الأميركيين والسوفيات، وحيث قام الرئيس المصريبطرد الخبراء السوفيات فاعتبر الإسرائيليون ذلك اشارة للتخلي عن خيارالحرب. وكان الجيش الاسرائيلي قد ضاعف ميزانيته العسكرية خلال السنواتالماضية منذ حرب 1967، فزاد عدد طائراته المقاتلة من 200 الى 350والدبابات من 1300 الى 2000، ولكن في سنة 1972 تم تخفيض الميزانيةالعسكرية نتيجة لهذا الاطمئنان. وزادت القناعة في اسرائيل بأن العرب لنيحاربوا، على الأقل في السنوات القريبة. حرب أكتوبر
*على خلفية تلك الأوضاع، الانطلاق من سكرة النصر في تقويم الأموروالاستخفاف الاسرائيلي بالعرب والتعامل معهم بعنجهية وغرور ومحاولةاستثمار النصر العسكري بأقصى سبل الابتزاز، وفشل المبادرات للتسوية، نشبتحرب أكتوبر 1973. وقد صدمت هذه الحرب الإسرائيليين وأحدثت لديهم زلزالاسياسيا وعسكريا كبيرين، ما زال محور نقاش ودراسات وأبحاث حتى اليوم. هناكمن يرى ان اسرائيل تعلمت الدرس منه وهناك من يرى انها لم تتعلم الدرس.وعلى اثر اخفاقات الحرب الأخيرة في لبنان، والنتائج الأولية للتحقيق الذيأجرته لجنة فينوغراد الحكومية، عاد الكثيرون الى تقرير لجنة تحقيق أخرى هي«لجنة أغرنات»، التي حققت خلال سنة 1973 – 1974 في اخفاقات حرب أكتوبر،وخلصت الى استنتاجات كثيرة ومهمة حول تلك الحرب.
تقريرلجنة أغرنات محفوظ بمنتهى السرية في أرشيف الجيش الاسرائيلي. ولكن بعدالحرب في لبنان تقرر الافراج عنه بشكل جزئي. ولكي نفهم ما جاء في تقريرلجنة أغرنات جيدا، لا بد من اعطاء فكرة عن الأجواء التي أحاطت به، منذنشوب حرب أكتوبر 1973. ولا بد من التذكير بالأحداث التي سبقت الحربومراجعة بعض ما نشر في اسرائيل حول هذه الحرب واسرارها، خلال الـ33 عاماالماضية. وسنفعل ذلك جنبا الى جنب مع نشر مقاطع واسعة من التقرير نفسهحرفيا كوثيقة.
لجنة أغرنات
*حرب أكتوبر جاءت بمبادرة عربية ـ مصرية ـ سورية مشتركة، حيث قامت القواتالبرية المصرية بهجوم على القوات الاسرائيلية التي تحتل سيناء وفي الوقتنفسه، الساعة الثانية من ظهر يوم السبت 6 اكتوبر (تشرين الأول) 1973، قامتالقوات السورية البرية بمهاجمة القوات الاسرائيلية التي تحتل هضبة الجولانالسورية المحتلة. وفي الأيام الأولى من الحرب تمكن الجيش المصري من كسر خطبارليف الحصين على طول قناة السويس ووصل الى عمق 15 – 20 كيلومترا فيسيناء، وتمكن الجيش السوري من تحرير كامل هضبة الجولان، بما في ذلك جبلالشيخ والقلاع الحصينة التي بناها الجيش الاسرائيلي فيه. واستمرت الحربحتى نهاية الشهر تقريبا وأقامت الولايات المتحدة جسرا جويا لنقل العتادوالأسلحة بما في ذلك طائرات يقودها طيارون أميركيون. وتمكنت اسرائيل مناستعادة السيطرة على الجولان وتقدمت مسافة ما في الجزء الذي بقي منه فيسورية بعد حرب 1967 وراحت تهدد دمشق، مما دفع بقوات عراقية للتقدم نحوالعاصمة السورية لحمايتها، وتمكنت قوة اسرائيلية بقيادة الجنرال أرئيلشارون، (الذي أصبح رئيسا للوزراء في ما بعد ويرقد حاليا في المستشفى بلاوعي)، من إحداث ثغرة كبيرة والالتفاف وراء القوات المصرية غرب قناة السويسوتطويق الجيش الثالث المصري. وهدد الاتحاد السوفياتي بالتدخل العسكري لفكالحصار عن الجيش المصري. وكادت الدولتان العظميان تصلان الى مواجهة مباشرةعلى الأرض المصرية. وانتهت الحرب في 28 أكتوبر بعد قبول جميع الأطرافبقرار مجلس الأمن رقم 338، وعقد اتفاقان لفصل القوات عادت بموجبه القواتالاسرائيلية الى الخلف لتنتهي الحرب بنجاح مصر وسورية في تحرير جزء مهم منأراضيهما المحتلة عام 1967. في اسرائيل، وبنفس طريقة التبجح المألوفة،رفضوا رؤية هذه الحرب دليلا على قدرات قتالية عربية. وأصروا على اعتبارالأمر «إهمالا إسرائيليا خطيرا»، لا بد أن يدفع ثمنه المسؤولون عنالاهمال. وراحوا يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق رسمية ذات صلاحيات تنفيذيةلفحص ما جرى ومعاقبة المسؤولين عن الفشل. وعندما تجاهلت الحكومة هذاالمطلب، انطلقت حملة جماهيرية واسعة تطالب باستقالة الحكومة كلها، وفيالمقدمة رئيستها، غولدا مئير، ووزير الدفاع، موشيه ديان. وقاد هذه الحملةأحد ضباط جيش الاحتياط، موطي اشكنازي، الذي عاد لتوه من الجبهة ليعلنالاعتصام أمام بيت رئيسة الحكومة الى حين تقدم استقالتها. وانضم الىالحملة، بطريقته الخاصة، أرئيل شارون، الذي ادعى في مقابلة مع صحيفة«نيويورك تايمز» (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 1973)، بأنه كان في مقدوره أنيجبر الجيش المصري على العودة من سيناء والاستسلام أمامه وتحقيق انتصارإسرائيلي كاسح في هذه الحرب لكن قادة الجيش ومعهم القيادة السياسية، منعوهمن ذلك وحجبوا عنه ما طلبه من تعزيزات وفرضوا عليه التقدم ببطء شديد.
وكانتتلك اشارة منه لتصعيد الهجوم على القيادة السياسية والعسكرية، حيث انالشعب رأى في شارون بطل هذه الحرب، في حين حاول قادته معاقبته على رفضالامتثال للأوامر التي أرادت منعه من تنفيذ تلك الثغرة لأنها تشكل خطراعلى الوف الجنود والضباط. وكانت الحكومة قد فرضت على المواطنين ضريبة حرب،تعطى كقرض طويل الأمد للدولة. ومع انتهاء الحرب كشف ان عدد القتلى فيهابلغ 2222 شخصا، ثم عاد الجرحى الى بيوتهم، وعددهم 7251 جنديا وضابطا،وراحوا يروون العجائب عن فظائع الحرب. ويكشفون أنهم خدعوا عندما قال لهمقادتهم السياسيون والعسكريون بأن العرب يهربون أمام جنود اسرائيل ولايجيدون القتال. كل هذه الأمور وغيرها شكلت ضغطا شديدا على الحكومة، وفي 18نوفمبر (تشرين الثاني) 1973 رضخت الى هذه الحملة وقررت تشكيل لجنة تحقيققضائية رسمية للتحقيق في الحرب. ومع ان نص القرار الحكومي بدا ضبابيا وحددصلاحيات اللجنة للتحقيق فقط في أمرين هما: معرفة المعلومات عن الاستعدادللحرب (في الطرف المصري والسوري) واستعداد الجيش الاسرائيلي للحرب، إلا اناللجنة وسعت نطاق تحقيقها وأصدرت توصيات قاسية أدت الى الاطاحة برئيسالأركان وبرئيس الاستخبارات العسكرية وغيرهما.
وتشكلتلجنة التحقيق من القاضي المتقاعد في المحكمة العليا، د. شمعون أغرنات(رئيسا)، وقد عرفت اللجنة باسمه، والقاضي المتقاعد في المحكمة العليا،موشيه لانداو، ومراقب الدولة القاضي د. يتسحاق يبتسئيل، ورئيس الأركانالأول للجيش الاسرائيلي الجنرال في الاحتياط يغئال يدين، ورئيس الأركانالثاني، حايم لسكوف.
وكانمن دوافع هذا الرضوخ أن اسرائيل استعدت لخوض انتخابات عامة للكنيست فياليوم الأخير من السنة، وهي الانتخابات التي كانت مقررة لأحد ايام الحرب.وتأجلت بسبب الحرب. وقد رفع الحزب الحاكم (المعراخ ـ وهو تجمع حزب العملوأحزاب يسارية ولبرالية صغيرة أخرى)، شعارا يأخذ بالاعتبار الغضب العارمعلى الحكومة بسبب الفشل في الحرب، هو «المعراخ، رغم كل شيء». ونجح هذاالشعار في ابقاء حزب العمل في الحكم. تدحرج قرارات اللجنة
*لقد عقدت لجنة أغرنات 156 جلسة استمعت خلالها لشهادات 90 شخصية سياسيةوعسكرية كبيرة، بمن في ذلك رئيسة الحكومة والوزراء ووزراء سابقين وجنرالاتفي الاحتياط، وتبقت 188 شهادة أخرى من داخل مؤسسة الجيش لجنود وضباط كانواشهود عيان لأحداث، وقد اعتمدت اللجنة على طاقم تحقيق ثانوي لجمعها. كماتلقت 424 شهادة من أشخاص تطوعوا لاطلاع اللجنة على مشاهداتهم وآرائهم.وأصدرت ثلاثة تقارير عن عملها:
الأولوهو تقرير مرحلي وجزئي وقررت اللجنة أن يكون علنيا. اصدرته اللجنة في يومالأول من أبريل (نيسان) 1974، أي بعد خمسة أشهر من عملها. وقيل انه كانمثل كذبة الأول من أبريل، من الصعب تصديقه. فقد اعتبر قاسيا جدا، لأنه منذالبداية وضع اصبع الاتهام في الفشل نحو عدد من الشخصيات العسكرية كمسؤولةمباشرة عن الفشل، وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش، دافيد العزار، الذياستقال فور صدور التقرير، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ايلي زعيرا،وثلاثة ضباط كبار من مرؤوسيه، والجنرال شموئيل غونين، قائد المنطقةالجنوبية.
وأشارالتقرير الى قصور الوزراء أيضا، لكنه امتنع عن التوصية بشيء نحو أي منهم.وترك لهم الخيار لاستخلاص النتائج التي يرونها مناسبة. وقد امتنعوا عناستخلاص النتائج، فتصاعدت الحملة الجماهيرية ضدهم بايحاء من عدد كبير منضباط الاحتياط الذين رفضوا أن يدفع الجنرالات وحدهم ثمن الفشل. وأثمرتالحملة فعلا بعد أسبوع واحد (11 أبريل / نيسان) باستقالة رئيسة الحكومة،غولدا مئير، واعلانها اعتزال السياسة ومثلها فعل وزير الدفاع، موشيه ديان،الذي انصبت الانتقادات عليه من كل حدب وصوب كصاحب النظريات الأمنيةوالاستراتيجية الأساسية لاسرائيل في كل تلك الفترة من حرب 1967 الى حرب1973. واعتزل معهما قائدان تاريخيان في اسرائيل، وزير الخارجية أبا ايبن،ووزير المالية بنحاس سبير، مع انهما لم يتعرضا لانتقادات كبيرة.
التقريرالثاني: وقد صدر في الفاتح من يوليو(تموز) 1974 وكان سريا تماما ووجه الىالحكومة فقط مع التوصية بأن يطلع عليه قادة الجيش ومن ترى الحكومة بأنهسيستفيد منه ويحافظ في الوقت نفسه على سريته التامة. وفي هذا التقرير رصدشامل للأحداث العسكرية والسياسية والدولية خلال الحرب، ولذلك يعتبر أهمالتقارير الثلاثة وتنشره «الشرق الأوسط» كاملا تباعا، ابتداء من هذاالعدد. التقرير الثالث: وقد صدر في 28 يناير (كانون الثاني) 1975، وهوالأكبر (1511 صفحة)، وقد تم توجيهه الى الحكومة ولجنة الخارجية والأمن فيالكنيست. وهو أيضا كامل السرية ويتعلق بقضايا الجيش وضرورة تنفيذ اصلاحاتواسعة فيه. وسننشر استعراضا له في «الشرق الأوسط»، بعد نشر التقريرالثاني.
لقدقوبلت تقارير «لجنة أغرنات» بردود فعل صاخبة في اسرائيل، لم تهدأ حتىاليوم. فبالاضافة الى التغييرات التي أحدثتها بشكل مباشر أو غير مباشر فيقيادة الجيش والحكومة، أدت الى احداث تغييرات في عمل الجيش وطرقاستعداداته الحربية وادارة شؤونه الداخلية. ففي سنة 1975 تقررت اقامة لجنةوزارية لشؤون الأمن تكون مؤلفة من الوزراء العاملين في القضايا الأمنيةوالاقتصادية لتكون لجنة مهنية لشؤون الحرب. وفي سنة 1976 تم تعديل قانونأساس الجيش ليحسن آلية اصدار الأوامر الحكومية للجيش بروح توصيات «لجنةأغرنات». وتقرر تعيين مستشار خاص لرئيس الحكومة متخصص في شؤون الاستعلاماتوالاستخبارات، وفيما بعد تم تشكيل مجلس للأمن القومي. وأقيمت دائرة بحثاستخباري في وزارة الخارجية، حيث لم يعد هناك اعتماد كامل فقط علىالاستخبارات العسكرية. وجرت تغييرات واسعة في أسلوب عمل شعبة الاستخباراتالعسكرية. وأقيمت وحدة جديدة في «الموساد» أيضا بهدف عدم الاعتماد علىاستخبارات الجيش وحدها. لكن من هاجم اللجنة كان أكثر ممن أفاد من توصيتها.فقد هاجمها الجنرالات عموما، والجنرالات الذين أشارت اللجنة اليهم بإصبعالاتهام بشكل خاص. ونشرت في اسرائيل عشرات الكتب وألوف الأبحاث الأكاديميةوالعسكرية التي تطعن فيها وتمس مصداقيتها. ومن أقسى الانتقادات لها كانكتاب الجنرال ايلي زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية، الذي حاول أن يثبتبأن اللجنة أقيمت سلفا بهدف واضح هو تبرئة البعض وادانة البعض وفقالحسابات شخصية وسياسية، وانه كان ضحية للمؤامرة التي انخرطت فيها اللجنة.
هنااستفز رئيس وأعضاء لجنة أغرنات، وفي سنة 1993، أي بعد 20 سنة من الحرب،تقدم القاضي شمعون أغرنات والجنرال يغئال يدين بطلب رسمي إلى الحكومة لكيتكشف تقارير اللجنة «حتى تضع حدا لعمليات التزييف التي يجريها بعضالباحثين من أجل مصالح ضيقة». وفي السنة نفسها توجهت صحيفة «معاريف» الىمحكمة العدل العليا تطلب نشر التقارير. وفي 4 أبريل (نيسان) 1994، أبلغتالحكومة المحكمة بأنها قررت نشر التقارير. وشكلت الحكومة لجنة من خاصةتعمل مع «دائرة الأمن الميداني» خاصة تعمل مع «دائرة الأمن الميداني» فيرئاسة أركان الجيش لتقرر كيفية النشر ومضمونه. وتم النشر الأول في مطلععام 1995، ولكن مقاطع أساسية منه شطبت بدعوى السرية والمصالح الأمنية.وفقط في السنة الماضية أميط اللثام عن كل صفحات التقرير، باستثناء بعضالجمل التي مازالت تحسب سرية.
وتبحث اللجنة حاليا في مصير ألوف الوثائقوالبينات والشهادات المرفقة بالتقرير والتي ما زالت سرية، وفيها الكثير منالمعلومات الحساسة والدقيقة التي تصر المخابرات الاسرائيلية على ابقائهاسرية، خصوصا تلك التي تتعلق بشخصيات من العالم العربي تعاملت مع اسرائيلبسرية، كجواسيس بأجرة أو كمسؤولين سياسيين قاموا بتزويد اسرائيل بمعلوماتمن دون مقابل مالي.
ملاحظات تساعد على القراءة
* قبل الاستمرار في نشر وثيقة التقرير الثاني للجنة أغرنات بالكامل، نلفت نظر القارئ الى ما يلي:
أولا:لقد تمت ترجمة التقرير من العبرية. وقد كتبه أناس غير متخصصين باللغة،وكما هو واضح فإن اللجنة لم ترسل التقارير الى محرر لغوي يهذبه ويوضحه كمايليق ببحث أو دراسة. ويلاحظ ان هناك صياغات بسبب ركاكتها اضطررنا الىتوضيحها وفقا للمعلومات عن الأوضاع الإسرائيلية في تلك المرحلة، من دون أيمساس بجوهر الوثيقة. وفي الحالات التي كان هناك خوف من أن التوضيح قد يحملتفسيرات أخرى امتنعنا عن ذلك وفضلنا ابقاء الصياغة الركيكة كما هي.
ثانيا: هناك جمل وكلمات وضع تحتها خط، بهدف ابرازها، كل هذا التوكيد تم في النص الأصلي للجنة.
ثالثا:اللجنة تعمدت شرح بعض المضامين بشروحات وضعت داخل قوسين من الأصل، وقداشرنا الى هذا الشرح بالقوسين التاليين: ( ). أما الشروحات التي قدمناهانحن في «الشرق الأوسط»، لاعتقادنا بأهميتها للدقة وللتفسير وللتذكيربأحداث تلك الفترة، فقد أشرنا اليها بنوع آخر من الأقواس هو: ( ).
رابعا:تسمى حرب أكتوبر 1973 في اسرائيل بـ«حرب الغفران»، وذلك لأنها وقعت في«يوم الغفران»، وهو يوم صوم وصلوات لليهود يتضرعون فيه الى الله أن يغفرلهم الذنوب. وتشل الحياة في اسرائيل عادة في هذا اليوم، فيحظر العملوالسفر وتغلق الإذاعة والتلفزيون. ومع ان معظم الاسرائيليين اليهود ليسوامتدينين، إلا انهم في هذا اليوم يلتزمون بأحكام الدين. وقد اختارت مصروسورية هذا اليوم لشن الحرب بشكل مقصود من خلال معرفة هذه الحقيقة. وقدفوجئ الاسرائيليون بمعرفة العرب مميزات هذا اليوم. خامسا: الجيشالاسرائيلي يعرف في اسرائيل على انه «جيش الدفاع الاسرائيلي». وقد التزمنابهذا الاسم وبغيره من التعابير غير المألوفة في خطابنا العربي، بدافعالأمانة والدقة اللتين يتطلبهما البحث.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:51

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الرابعة) ـ «الشرق الأوسط» تفتح ملفات الحروب الإسرائيلية إثر إطلاق سراحها بعد تكتم دام 40 عاما
وزير الخارجية الإسرائيلي: نحن نتصرف كعصابة إرهاب * مسؤول عربي أبلغ الاسرائيليين في تل أبيب باستعدادات مصر وسورية للحرب


تل أبيب : نظير مجلي
فيهذه المرحلة من التقرير، لم تخض لجنة أغرنات بتفاصيل الأحداث السياسيةالتي أحاطت بالمنطقة في تلك الفترة، رغم أهميتها. وكما نلاحظ في النصالوارد بعد هذه المقدمة، فإنها استعرضت الأحداث بشكل عابر. لكن تلكالأحداث بالغة الأهمية للقارئ، ولذلك لجأنا الى وثائق أخرى تتحدث عنالأوضاع في تلك الفترة، وأبرزها شهادة وزير الخارجية الاسرائيلي في ذلكالوقت، أبا ايبن، من خلال كتاب مذكراته الخاصة «فصل حياة» (اصدار دارالنشر التابعة لصحيفة «معريب» سنة 1978). وهو يكشف هناك بأنه وهو يديرالسياسة الخارجية الاسرائيلية في الخارج كان يعاني الأمرين من سياسةالحكومة الاسرائيلية. وفي بعض الأحيان كان يصعق عندما يسمع عن قرار اتخذتهالحكومة في السياسة الخارجية، وهو في مهمة خارج البلاد. وهو يكتب عن تلكالفترة بحدة بالغة، فيتهم بها العسكريين في الحكومة، وخصوصا وزير الدفاعموشيه ديان، الذين لا يتردد في نعتهم عدة مرات بمرضى الغطرسة والغرور.ويقول انه اضطر عدة مرات الى ترداد المقولة التالية التي يقصد بها زملاءهالمتطرفين في القيادة الاسرائيلية: «العقل بلا عواطف يكون عقيما، لكنالعواطف بلا عقل تكون هستيريا».
ويرويايبن انه في نهاية سنة 1972 شعر بأن الركود السياسي في الشرق الأوسط يشكلخطرا كبيرا على المنطقة، فاجتمع الى المراسلين الصحافيين الأجانب فيالقدس، وقال لهم ان «الركود السياسي في المنطقة سيدفع العرب الى خيارالحرب ولذلك يجب علينا أن نعمل باستعجال لكي تكون سنة 1973 سنة مفاوضاتسلام بين اسرائيل والعرب». ويقول ايبن انه استعمل كلمة «استعجال» وهو يعلمبأن أحدا في اسرائيل غير مستعجل على شيء. فالاسرائيليون مطمئنون وما زالواغارقين في نشوة النصر «فالقوات الاسرائيلية ترابط بعيدا على خطوط وقفاطلاق النار من قناة السويس الى نهر الأردن وحتى هضبة الجولان. وبعد خمسسنوات ونصف السنة (من احتلال العام 1967) يبدو وكأن وجودنا هناك باتشرعيا. الرئيس (الأميركي) ريتشارد نيكسون صرح بأن على الجنود الاسرائيليينأن لا يتركوا أيا من المناطق المحتلة (العام 1967) قبل أن يتم انجاز اتفاقسلام ملزم للجميع ومرض لاسرائيل. حتى الاتحاد السوفياتي الذي ناصر المطلبالعربي بضرورة الانسحاب الكامل، فقد اعترف بأن هذا الانسحاب لن يتحقق مندون التوصل الى سلام شامل. وفي هذه الأثناء بدا أن المليون عربي في يهوداوالسامرة (الضفة الغربية) وغزة استسلموا ازاء السيطرة الاسرائيليةالمتواصلة. فقد عاشوا معنا بخليط غريب من الانسجام والاغتراب، حيث ان الحلالسياسي بدا بعيدا. وأدى ذلك باسرائيليين كثيرين أن يغرقوا في الوهم بأنهناك استقرارا.
تدفق70000 عامل عربي من المناطق المدارة (أي المحتلة) الى اسرائيل في كل يومللعمل. والأجر الذي حصلوا عليه زاد من الازدهار في بلداتهم. وفي كل صيفعبر نهر الأردن مئات الألوف وجاءوا لزيارة أقاربهم. في السنتين 1969 ـ1970 كان مندوبون عن الدول الأربع الكبرى يجتمعون من آن لآخر في الأممالمتحدة (للبحث في قضية هذا الصراع). ولكن الاستراحات الطويلة ما بيناللقاء واللقاء قد زادت. وتقلصت الجهود حتى اعلان نهايتها في 1971. وانتهتمبعوثية غونار يارينغ (وهو سفير سويدي سابق في موسكو تم اختياره مبعوثاخاصا للأمين العام للأمم المتحدة لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليينوالعرب)، عندما قدم في فبراير (شباط) 1971 تقريرا وافق خلاله على المطلبالمصري في الأرض، إذ انه بهذا الموقف فقد مصداقيته في اسرائيل». ويتطرقايبن في مذكراته الى لقاء القمة السوفياتي الأميركي بين ليونيد بريجنيفوريتشارد نيكسون فيقول ان «الاسرائيليين الذين يذكرون فترة الضغوطالسوفياتية الأميركية الخانقة في سنة 1956، حيث وجه السوفيات انذارالاسرائيل بأن توقف الحرب وتنسحب من سيناء، وراح الأميركيون يمارسون الضغوطعلى اسرائيل بأن تفعل، ولذلك فإنهم ردوا دائما بعصبية على اجراء لقاءاتكهذه. ولكن لقاء نيكسون بريجنيف في يونيو (حزيران) 1973 انتهى بذكر قرارمجلس الأمن 242 فقط بطريقة شكلية، وعادت الأمور الى نصابها وركودها».
ويتابعايبن وصف الصورة الدولية في تلك الفترة فيقول ان العرب استطاعوا عادة«الفوز بانتصارات في التصويت في مؤسسات الأمم المتحدة والتصويت والخطاباتالتي سبقته روفقت عادة بصخب كبير، لكنها لم تستطع تحريك جندي اسرائيلي منمكانه. وهكذا بات الطرفان في وضع يحصل فيه العرب على قرارات واسرائيل تكرسوجودها على الأرض. وقد تعزز هذا النوع من الاستقرار أكثر مع انتقالالدولتين العظميين الى حالة «الديتانت» (وتعني بالفرنسية والانجليزية«ازالة العداء والتوتر» واصطلح العرب على وصفها في ذلك الوقتبـ«الانفراج»). فلم يكن من المعقول أن يثير الاتحاد السوفياتي غضبالولايات المتحدة بواسطة دفع العرب الى سباق تسلح، خصوصا ان السوفياتليسوا معنيين بأن يروا أسلحتهم تهزم بشكل مهين بأيدي العرب (كما حصل فيحرب 1967)».
ويخرجايبن من هذا المشهد استثناء واحدا هو عمليات التفجير وخطف الطائراتالفلسطينية، التي كانت تخرج العالم من حالة الاستقرار المذكورة أعلاه،ولكنه يلفت النظر الى ان هذه العمليات لم تنفذ ضد اسرائيل مباشرة بمعظمهاوكانت مثيرة لقلق الغرب أكثر مما هي مثيرة لقلق الاسرائيليين. ويعود وزيرالخارجية الاسرائيلي الى وصف الغطرسة العسكرية للقيادة الاسرائيلية فيشيرالى ان موشيه ديان، وزير الدفاع، كان يقود التيار المتعصب وذي التأثيرالهائل في الحكومة ويقول انه «لم يكن ديان رئيس حكومة ولكنه كان أقوىأعضاء الحكومة». وفي حين كان ديان يطرح، مع بداية الاحتلال، اعادة غالبيةالأراضي العربية للعرب مقابل اتفاق سلام، أصبح يعتقد بأن الوضع الحالي هوأفضل حالة استقرار ممكنة. «فلن تنشب حرب جديدة في القريب ولن يأتي السلامبسرعة. الجيوش العربية ـ حسب رأي ديان كما ينقله أبا ايبن ـ تدرك بأن لدىاسرائيل قوة عسكرية ضخمة لدرجة انهم لا يخاطرون بمهاجمتها. المخربونيستطيعون قتل وجرح بعض الاسرائيليين ولكن اعتداءاتهم لن تدمر دولة اسرائيلولن تستطيع تغيير حدودها، ولذلك فإن تأثيرها السياسي هامشي. لهذا فإن ديانرأى أن على اسرائيل ان لا تصرف جهودها على احتمالات سلاح ضحلة، بل علىبلورة خريطة جديدة لها، بواسطة فرض الأمر الواقع بالاستيطان في الضفةالغربية. وقد أظهر استخفافا بفكرة إبقاء خيارات التفاوض للسلام مفتوحة.وفي مقابلة تلفزيونية مع «بي. بي. سي» قال في 14 مايو (ايار) 1973 ان علىاسرائيل أن تبقى في الضفة الغربية الى أبد الآبدين. فإذا لم يعجب الأمرالفلسطينيين فإن بإمكانهم أن يرحلوا الى الأردن أو سورية أو العراق أو أيةدولة عربية أخرى. وفي 30 يوليو (تموز) قال لأسبوعية «تايمز» انه «لم تعدهناك فلسطين.. خلاص». وكان قد أعلن في خطاب احتفالي من على تلة «مسادا» فيأبريل (نيسان) رؤياه لـ«دولة اسرائيل الجديدة ذات الحدود المتراميةالأطراف والقوية والثابتة، حيث تفرض حكومة اسرائيل سلطتها على المنطقةالممتدة من قناة السويس وحتى نهر الأردن». ويتابع ايبن ان «سياسة المؤسسةالاسرائيلية الاستراتيجية الأمنية نصت طول تلك الفترة وبكل وضوح على اتباعسياسة استنزاف للعرب. فإن لم يستطع العرب استعادة أراضيهم بحرب أو بضغطالدول العظمى فسيكون عليهم أن يطلبوا المفاوضات ويستجيبوا لبعض المصالحالأمنية الاسرائيلية. ولم تأخذ هذه المؤسسة بالاعتبار وجود خيار عربي ثالثهو: لا استسلام ولا مفاوضات، بل التوجه اليائس الى حرب على أمل أنه حتى لوكان الهجوم غير ناجح فإنه أفضل من القبول بخط وقف اطلاق النار». ويشيرايبن الى قدوم جنرالين اضافيين الى عالم السياسة الاسرائيلية ليضيفا قوةالى أولئك المتعصبين الحاكمين، هما رئيس اركان الجيش، اسحق رابين،والجنرال أرييل شارون. الأول كتب مقالا في «معريب» في 13 يوليو (تموز)يقول فيه: «لقد ضعفت قوة الدول العربية على تنسيق نشاطاتها السياسيةوالعسكرية ولم تنجح حتى اليوم في جعل النفط عنصر تأثير سياسيا. امكانيةاستئناف الحرب قائمة ولكن قوة اسرائيل العسكرية كافية لمنع الطرف الآخر منتحقيق أي انجاز عسكري». أما شارون فقال في مقابلة صحافية مع صحيفة «هآرتس»(1973. 9. 20) ان «على الاسرائيليين أن يفهموا انه لا يوجد هدف ما بينبغداد والخرطوم، بما فيه ليبيا، يصعب على الجيش الاسرائيلي احتلاله».
ويقولايبن ان هناك من وقفوا مثله ضد هذه العنجهية في اسرائيل، لكن هؤلاء أخرسواخصوصا ان جميع امتحانات القوة التي خاضتها اسرائيل في تلك الفترة انتهتبنجاح. فقد حررت اسرائيل الرهائن من طائرة «سابينا»، وتمكنت من الدخول الىمصر والعودة مع دبابة سوفياتية حديثة أو جهاز رادار سوفياتي حديث، ودخلتقوة كوماندوز منها الى بيروت في أبريل (نيسان) 1973 وتتنقل من شارع الىآخر بحثا عن قادة المخربين (يقصد الفدائيين الفلسطينيين) وتنفيذ عملياتتخريب في طائرات ركاب تابعة لشركات خطوط جوية عربية جاثمة في مطار بيروت.في كل مكان وصل الجيش أو سلاح الجو الاسرائيلي، ساد الشعور بالسيادةوالسطوة. الهدوء خيم على قناة السويس والسادات لم يجدد حرب الاستنزاف التيأدارها عبد الناصر. الملك حسين، الذي عمل من خلال مصالحه، وأفاد عملهاسرائيل، اغلق الطريق أمام الفلسطينيين على طول نهر الأردن.
ويرويايبن كيف كان يتكلم في جميع المناسبات ضد عربدة العسكريين فيلقى كلامهالنقد والاستهتار. ثم يكشف انه خلال جولة في أميركا الجنوبية في أغسطس(آب) 1973، أصيب بالصدمة من تفاقم تلك الغطرسة الاسرائيلية، بشكل لم يعديحتمل. فقد أقدمت قوات سلاح الجو الاسرائيلي على عملية قرصنة جوية في سماءلبنان، عندما أطلقت طائراتها المقاتلة لتضطر طائرة ركاب لبنانية كانتمتجهة من بيروت الى طهران، على الهبوط في مطار عسكري في شمالي اسرائيل لأنمعلومات استخبارية وصلت اليها وقالت إن قائد الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين، جورج حبش، موجود على متن الطائرة، وهي المعلومة التي تبين انها لمتكن صحيحة. ويقول ايبن ان حكمة الطيار اللبناني، الذي امتثل للأوامرالاسرائيلية، أنقذت ركابه وأنقذت اسرائيل من ورطة كارثية. وتساءل عنالحكمة في مثل هذه العملية، ووصفها بأنها بمثابة ارهاب دولة. وقال ان هذهالعملية كانت بمثابة انحراف عن السياسة الاسرائيلية التي دعت الى اخراجالطيران المدني من الحروب، ما يبرر للتنظيمات الارهابية ان تخطف الطائرات.وقال انه حتى لو كان حبش فعلا في الطائرة، فما الفائدة من اعتقالهومحاكمته في اسرائيل. فأولا ستتحول محاكمته الى منبر دولي للقضيةالفلسطينية وستؤدي الى عمليات ثأر من التنظيمات الفلسطينية تكلف اسرائيلثمنا باهظا، فضلا عن انه لو رفض الطيار اللبناني الرضوخ لكانت الطائراتالاسرائيلية قد أسقطته بالقوة وهددت حياة جميع الركاب بالخطر، مثلما حدثفي وقت سابق (سنة 1972) عندما أسقطت اسرائيل طائرة ركاب ليبية بالخطأ.
وفي ما يلي حلقة أخرى من تقرير لجنة أغرنات:
الأحداثالسياسية 9 ـ لقد سعت مصر الى استخدام الضغط السياسي لتحقيق اخلاء جميعالمناطق التي احتلتها اسرائيل في حرب الأيام الستة. فهي تأملت أن تتقدمنحو هذا الهدف من خلال محادثات القمة بين (ريتشارد) نكسون و(ليونيد)بريجنيف في واشنطن (في الفترة ما) بين 18 ـ 26 يونيو (حزيران) 1973. وقدخاب هذا الأمل، لأن الأميركيين لم يقبلوا المطلب السوفياتي العربيبالانسحاب الشامل. والاعلان المشترك الذي نشر في نهاية المحادثات تكلم فقطعن استمرار جهود الدولتين العظميين للدفع الى تسوية في أقصى سرعة ممكنة فيالشرق الأوسط (تلخيصات وزارة الخارجية، وثيقة البينات رقم 51 الصفحةالخامسة). وفي ردود الفعل المصرية اتهمت الولايات المتحدة بإفشال كلمحاولة لإخراج الوضع من حالة الجمود القابع فيها، كما لوحظت نغمة انتقادموارب للاتحاد السوفياتي (المصدر نفسه في الصفحة السابعة). وجاءت خيبةالأمل المصرية الثانية من أبحاث مجلس الأمن (الدولي) التي اختتمت في 26يوليو (تموز) 1973 بفرض الفيتو الأميركي على مشروع قرار تقدمت به دول عدمالانحياز استهدف تشويه معاني قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 (في حينهكانت اسرائيل تفسر قرار مجلس الأمن 242 على انه وفقا للنص الانجليزي يتحدثعن انسحاب اسرائيلي من «أراض عربية احتلتها في حرب 1967» وليس من «الأراضيالعربية التي احتلتها العام 1967» وقد جاء مشروع دول عدم الانحياز ليوضحهذه النقطة بالقول ان الانسحاب ينبغي أن يكون من جميع الأراضي التي احتلتالعام 1967 حتى يزول اللبس. فاعتبرت اسرائيل ذلك محاولة لتشويه القرار).
فيخطاب (الرئيس المصري أنور) السادات في الاسكندرية في اليوم نفسه، ساعةواحدة بعد التصويت (في مجلس الأمن الدولي)، هاجم الولايات المتحدة بشدةوأعرب عن خيبة أمله ومرارته أيضا من الاتحاد السوفياتي (تقرير وزارةالخارجية الاسرائيلية ـ وثيقة البينات رقم 46 الصفحة الأولى والملحقللوثيقة).
10ـ في بداية شهر يوليو (تموز) 1973 وصلت الينا (تقصد الى اسرائيل) معلومةمن مصدر جيد حول مدى التعاون والتنسيق الكبيرين بين مصر وسورية لتخطيطاستئناف القتال ضد اسرائيل (وثيقة البينات رقم 98 الوثيقة رقم 47) فيمنشورات عديدة في اسرائيل بعد نشر تقرير لجنة أغرنات، تم ذكر اسم زعيمعربي على انه هو المصدر لتلك المعلومة وأنه قام بزيارة تل أبيب بشكل سريواجتمع مع رئيسة الوزراء، غولدا مئير، خصيصا من أجل ابلاغها بأن سوريةومصر اتخذتا قرارا نهائيا بشن حرب مشتركة على اسرائيل).
وفينهاية أغسطس (آب) 1973 أعرب خبراء سوفيات عن رأيهم بأنه في حالة قيامسورية ومصر بمهاجمة اسرائيل في آن واحد، فإن الجيش السوري سيتمكن مناحتلال الجولان في غضون 36 ساعة. وقد وصلت الينا هذه المعلومة في بدايةسبتمبر (أيلول) 1973 (وثيقة البينات رقم 98 الوثيقة 47).
فيالأيام ما بين 10 و12 من سبتمبر (أيلول) 1973 أجريت محادثات في القاهرةبين قادة «دول المواجهة»، الرئيس (المصري أنور) السادات والرئيس (السوريحافظ) الأسد و(العاهل الأردني) الملك حسين، كما جرت محادثات ثنائية (تقريروزارة الخارجية (الاسرائيلية) ـ وثيقة البينات رقم 41 الصفحة الأولى)،ربما يكون السادات والأسد قد بحثا في التنسيق النهائي لخطتهما الهجومية(أنظر وثيقة البينات رقم 98 الوثيقة رقم 34). الجيش السوري في حالة طوارئ11 ـ في بداية سبتمبر (أيلول) 1973 وصلت أنباء عن عودة الجيش السوري منحالة الهدوء الى «حالة الطوارئ» بالقرب من جبهة هضبة الجولان. وقد بينالتصوير الجوي (الذي نفذته طائرات سلاح الجو الاسرائيلي) في 11.9.1973 أنالاستعدادات على الخط الأمامي (في هذه الجبهة) مكثفة بشكل ضخم أكبر بكثيرمن حالته في التصوير السابق الذي جرى في 22 أغسطس (آب)، حيث تمت اضافةقوات لواءين لسلاح المشاة اضافة الى أربعة ألوية كانت قائمة من قبل فيالخط الأمامي، ولواءين لسلاح المدرعات (زيادة 130 ـ 140 دبابة) واضافةحوالي 35 بطارية مدفعية (شهادة المقدم مين، ضابط الاستخبارات في القيادةالشمالية صفحة 1375 فصاعدا). 12 ـ في 13 سبتمبر (أيلول) وقعت مواجهة جويةبين طائرات سلاحنا الجوي، التي كانت في مهمة تصوير وبين الطائرات السوريةالمقاتلة. وقد أسقطت 13 طائرة سورية وأسقطت احدى طائراتنا وتم انقاذالطيار (نشرة الاستخبارات من يوم 13.9.1973 في وثيقة البينات رقم 111وشهادة قائد سلاح الجو، الجنرال ب. بيلد في صفحة 1951).
لقداستمرت تعزيزات الخط الأمامي السوري وفي تصوير تم يوم 24 سبتمبر (أيلول)اكتشفت 670 دبابة و101 بطارية مدفعية (شهادة مين (المذكور أعلاه) صفحة1378). لدى تحليل هذه الصور (وصور أخرى التقطت يوم 26 سبتمبر ودلت على انهلم يحصل تغيير عن الوضع في 24 سبتمبر)، نشب خلاف في الرأي بين دائرةالأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية وبين قيادة الشمال (اللواء الشماليفي الجيش الاسرائيلي) حول ما إذا كان سلاح المدرعات السوري قد انتشر أيضاعلى خط الدفاع الثاني (الأقرب الى دمشق)، كما اعتقدت شعبة الاستخبارات أوأن المدرعات المسؤولة عن هذه المهمة أخفيت في مكان ما غير معروف لأغراضهجومية، كما اعتقد رجال اللواء الشمالي (شهادة مين صفحة 1383 وشهادةالجنرال حوفي صفحة 1842). 13 ـ في يوم 30.9.1973 وصل نبأ يشير الى تحركاللواء 47 لسلاح المدرعات (السوري) من موقعه الثابت في الجبهة الداخليةالى موقع تأهب جديد وتقدم صواريخ أرض ـ جو من الجبهة الخلفية الى الجبهةالأمامية والغاء الإجازات في الجيش السوري، حسب رأي شعبة الاستخباراتالعسكرية (فرع 5 (المسؤول عن سورية) بالتنسيق مع شعبة الاستخباراتالعسكرية في سلاح الجو وفرع 6 (المسؤول عن مصر) نشرة صادرة في اليوم نفسه(30.9.1973) الساعة 21:45 وثقية بينات رقم 111)، فإنه «بالامكان التقديربان شبكة الطوارئ في الجبهة السورية تشمل الآن جبهة الدفاع الثانية وكذلكتعزيز الوحدات المرابطة في العمق السوري. لم يسبق مثيل كمثل هذا التأهبحتى اليوم» (التأكيد من طرفنا). ولكن فيما بعد قيل:
«علىالرغم من التعزيزات الاضافية، نظل على تقديرنا السابق وهو ان هذهالتعزيزات جاءت بسبب خوف السوريين من هجوم اسرائيلي يتوقعونه منذ حواليأسبوعين. لا نعتقد ان المسألة هي مبادرة سورية لهجوم مستقل رغم الأنباءالتي أشارت في الصباح الى هذه الامكانية. مثل هذه المبادرة (هجوم سوري)ممكنة فقط في حالة المبادرة المصرية لذلك. وإذا كانت هناك حالة تأهب عليافي الجيش المصري، فلا علاقة لها بالمبادرة الهجومية السورية، على حدعلمنا، بل ناجمة عن التخوف من مبادرة اسرائيلية والتدريب الشامل لأذرعالجيش المصري».
14ـ كما ذكر في التقرير الجزئي (الأول)، البند 14 (أ)، فقد تقرر لدينا اجراءتعزيز ما لانتشار سلاح المدرعات والمدفعية في هضبة الجولان مقابلالتعزيزات السورية. ونقلت سريتان للمدرعات وبطاريتا مدفعية الى هناك عشيةعيد رأس السنة (العبرية) في 26 سبتمبر (أيلول) وأجريت استعدادات في سلاحالجو لمهاجمة الصواريخ ومساندة القوات الأرضية وغيرها (التفاصيل في وثيقةالبينات رقم 176، أحمر، الملحقين 7 و 8). وفي يوم 30 سبتمبر (أيلول) تمتخفيض مستوى التأهب من جديد في وحدات المدفعية التي وضعت على أهبةالاستعداد لدى قيادة اللواء الشمالي (المصدر نفسه ـ الملحقان 10 و11).
التأهبفي الجيش المصري 14 ـ (الخطأ في تكرار الرقم 14 هو في الأصل) في مصرارتفعت حالة التأهب في جميع أذرع الجيش منذ 20 سبتمبر (أيلول) 1973. وكانتقدير شعبة الاستخبارات العسكرية هو ان هذه الخطوة جاءت جراء الخوف منعملية اسرائيلية، حيث تلقى المصريون معلومات تفيد بأن اسرائيل رفدتبطائرات مقاتلة الى سيناء (نشرة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية من يوم20 سبتمبر وثيقة البينات رقم 111). وفي يوم 25 سبتمبر، أعلنت شعبةالاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عن تقدم وحدة عسكرية من القاهرة الىالاسماعيلية، ربما بهدف المشاركة في المناورات الكبرى المنوي تنفيذها فيمنطقة الجيش الثاني (المصري) في الأيام القريبة. في يوم 29 سبتمبر عادتشعبة الاستخبارات العسكرية لتقدر بأن المخاوف المصرية من عمليات هجوم جويةاسرائيلية ما زالت قائمة منذ المجابهة الجوية بالطائرات في سورية يوم 13سبتمبر. وبسبب هذه المخاوف تضاعفت اليقظة وحالة التأهب في جميع أذرع الجيشالمصري. وفي يوم 30 سبتمبر تقرر شعبة الاستخبارات العسكرية (الاسرائيلية)أن:
«منالأول وحتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 1973 ستجري القوات المصرية منمختلف الأذرع تدريبات واسعة النطاق في موضوع احتلال سيناء. تشارك فيالتدريبات، على ما يبدو، قوات سلاح الجو والدفاع الجوي والبحري قياداتالجيوش والوحدات والقوات الخاصة. على اثر هذه التدريبات يتم، ابتداء منأول أكتوبر، رفع حالة التأهب الى الدرجة العليا في وحدات سلاح الجو وفيجميع الوحدات المشاركة في التدريبات وستلغى الإجازات». وتابعت:
«منالمعلومات الواردة عن هذه التدريبات المتوقعة ودعوة جنود الاحتياط لفترةزمنية محددة، يتضح بأن تقدم القوات والاستعدادات الأخرى التي جرت أو ستجريفي الأيام القريبة، مثل: استكمال التعزيزات وتجنيد سفن الصيد المدنية وفحصالقدرات التنفيذية للوحدات، والتي يمكن رؤيتها في اطار انذاري، مرتبطةعمليا فقط بالتدريبات».




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:52

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة الخامسة) ـ «الشرق الأوسط» تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية (5)
بعد 34 سنة ما زال الإسرائيليون منقسمين: هل كان «بابل» جاسوسا أم مبعوثا للمخابرات المصرية هدفه تضليل إسرائيل؟


تل أبيب: نظير مجلي
ما نشر حتى الآن من الوثائقيكشف ان اسرائيل لم تفاجأ تماما بمبادرة مصر وسورية شن حرب أكتوبر 1973،وانها تلقت معلومات كثيرة، من خلال مصادر استخبارية أو من خلال متابعتهاالتحركات العسكرية المصرية والسورية بواسطة الصور التي نقلتها طائراتالتجسس وغيرها.
لكنأهم مصدر وصلت المعلومات منه كان شخصية عربية أبقت لجنة أغرنات اسمه طيالكتمان، حتى اليوم. فقد سموه تارة «المصدر» وتارة «المصدر الموثوق»واسماه بعض الشهود الذين ظهروا أمام اللجنة بـ«بابل»، وقالوا ان هذا هوالاسم الذي اصطلحوا عليه في جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية،«الموساد». فهو من المصادر التي تم الاعتماد عليها بشكل كبير ودفعت لهأموال طائلة وقدم معلومات في غاية الدقة وطلبت رئيسة الوزراء، غولدا مئير،بأن يتم اطلاعها على كل رسائله حال وصولها الى اسرائيل. وهذا الشخص هوالذي أبلغ اسرائيل أول مرة عن أسرار القرار المصري السوري الخروج الىالحرب ونقل معلومات دقيقة عن الأسلحة التي تزودت بها مصر وسورية وابلغاسرائيل بالموعد المقرر للحرب وهو السادس من شهر أكتوبر (تشرين الأول)1973.
وفيحينه اعترض رئيس «الموساد» على ابلاغ الأميركيين بموعد الحرب، كما أبلغهبه «بابل»، حتى لا يتم «حرق» هذا المصدر المهم، كما ورد في الوثائق.وأجمع قادة اسرائيل السياسيون والعسكريون على ضرورة عدم احراقه، حتى لوأدى ذلك الى توصيل معلومات جزئية الى الحليف الأميركي. وفي سنة 1993، أيبعد 20 سنة من الحرب، قام رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ابان الحرب،ايلي زعيرا، بنشر كتاب يدافع فيه عن نفسه ويحاول فيه صد الاتهامات التيوجهتها اليه لجنة أغرنات. وفي معرض الكتاب يفصح زعيرا عن رأيه في «بابل»فيقول إنه لم يكن يثق بمعلوماته وبأنه كان ولا يزال يعتقد بأن «بابل» هومبعوث من المخابرات المصرية لتضليل اسرائيل. وكشف زعيرا معظم تفاصيل شخصية«بابل»، وتعرض بسبب ذلك الى انتقادات لاذعة في اسرائيل خصوصا من«الموساد»، وكان هناك من طالب بمحاكمته بتهمة الاضرار بمصالح اسرائيلالعليا.
فمن هو بابل، وما هي قصته؟
حسبمنشورات عديدة في اسرائيل، فإن «بابل» كان شخصية قريبة من الرئيس المصريالراحل جمال عبد الناصر، وكان مقربا من الرئاسة ليس فقط في عهد عبدالناصر، بل أيضا في زمن الرئيس السادات. ووفقا لتلك المنشورات فقد ارتبطبالموساد طيلة ست سنوات، من 1969 وحتى 1975. وقد اختفى من الحياة السياسيةالمصرية لفترة طويلة. وقد تم الارتباط بمبادرته الشخصية، حيث أنه قدم الىالسفارة الاسرائيلية في لندن بشكل علني وطلب مقابلة ضابط «الموساد» فيها،وأخبرهم بهويته. لكن السفارة الاسرائيلية لم تتجاوب معه وقالوا له انهمغير معنيين. فأجاب: «حسنا، أنا أطلب منكم أن تبلغوا الضابط وقولوا له إننيأمنحكم مهلة أسبوع. فإذا اتصلتم بي ستربحون كثيرا وإذا لم تفعلوا فإنكمستخسرون كثيرا».
واتصلوابه في اليوم التالي، وتم ترتيب لقاء له مع الضابط «د.أ.» في فندق معروف فيالعاصمة البريطانية، وطلب من الضابط أن يعمل في خدمة اسرائيل. وقال انهيريد مقابل كل لقاء كهذا مبلغ ربع مليون دولار، لأنه يحمل معلومات في غايةالدقة والخطورة، وانه يشترط بأن لا يلتقيه أحد من اسرائيل سوى هذا الضابطالذي قابله في الفندق ورئيس «الموساد» بنفسه في بعض الحالات. فأجابهالضابط على الفور بان ما يطلبه خيالي وأنه لا يعتقد بأن قيادة «الموساد»ستوافق على مجرد البحث في عرض كهذا. فأجابه «بابل» بثقة في النفس عالية:«أنت أبلغ قادتك في تل ابيب وسنرى».
وفيتل أبيب تحمسوا للاقتراح بشكل غير عادي، وطلبوا أولا التحقق من شخصيةالرجل، فإذا كان صحيحا ما يقوله فإنه يعتبر كنزا للمخابرات الاسرائيلية.وعندما تحققوا، حضر الى لندن رئيس «الموساد» بنفسه والتقاه. وتفاوضوا معهحول المبلغ الذي طلبه وأنزلوه من ربع مليون الى 125 الف دولار عن كل لقاءوحصل خلال السنوات الست على 6 ملايين دولار. وحسب «الموساد»، فإن «بابل»قدم لاسرائيل خدمات جلى في مجالين، الأول في المعلومات الدقيقة عسكريا.وثانيا في الثرثرات عن القادة المصريين والعلاقات بينهم.
ومنالمعلومات المهمة التي ذكرت في سجل «بابل»: تفاصيل محادثات سياسية أجراهاالرئيس المصري مع عدد من الرؤساء والملوك في العالم، معلومات دقيقة عنصفقات الأسلحة التي وقعت عليها مصر، معلومات عن الخلية الفلسطينيةالفدائية بقيادة أمين الهندي (مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينيةحتى ما قبل سنتين)، كانت تنوي تفجير طائرة «إل عال» مدنية في روما ردا علىقيام اسرائيل باسقاط الطائرة المدنية الليبية وقد أفشلت اسرائيل العمليةبفضل المعلومات التي قدمها «بابل»، تسليم اسرائيل نسخة من الرسالة التيوجهها السادات الى الرئيس السوفياتي ليونيد بريجنيف يطلب فيها تزويد مصربصواريخ بعيدة المدى من طراز «سكود» ويقول فيها انه من دون هذه الصواريخلا يستطيع شن حرب لتحرير سيناء.
وفيشهر ديسمبر (كانون الأول) العام 1972 أعطى «بابل» أول معلومة لاسرائيل عنالاستعداد المصري الحقيقي للحرب، وفي شهر أبريل (نيسان) 1973 أعطى معلومةأكثر تفصيلا تفيد بأن هدف السادات من الحرب هو عبور القنال وتحرير مساحةبعمق 20 ـ 30 كيلومترا في سيناء. وفي شهر سبتمبر (أيلول) أعطى معلومة أخرىتفيد بان الحرب ستكون سورية مصرية بتنسيق كامل.
وفي4 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 طلب «بابل» مقابلة رئيس «الموساد» بنفسه،تسفي زمير. فطار اليه هذا خصيصا في اليوم التالي، والتقاه في احدى الدولالأوروبية فوجده غاضبا «لأن اسرائيل تتجاهل تحذيراتي ولا تعمل شيئالمواجهة خطر الحرب». وفي مساء اليوم نفسه اتصل «بابل» وأبلغ اسرائيل بموعدالحرب «قبل حلول المساء من يوم 6 أكتوبر».
ويقولرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ايلي زعيرا ان «بابل» نقل معلومات دقيقةالى اسرائيل لكي يحظى بثقتها. ولكن الهدف من تشغيله كان في الواقعالتضليل. فهو أبلغ عن رسالة السادات الى بريجنيف فقط لكي يقنع اسرائيل بانالسادات لن يحارب إلا إذا حصل على صواريخ «سكود»، وفي الحقيقة انه لم يحصلعليها. ولذلك سادت القناعة في اسرائيل بأن مصر لن تجرؤ على اعلان الحرب،مما أدى الى سواد نظرية «الفرضية» المشهورة لدى الاستخبارات العسكرية(«الفرضية» تقول إن مصر لن تحارب إلا إذا تمت الحرب بالاشتراك مع سوريةوبالحصول على طائرات حديثة وأسلحة أخرى تضمن تفوقا مصريا على سلاح الجوالاسرائيلي).
ويضيفزعير: كيف يمكن لمسؤول مصري رفيع كهذا أن يأتي الى السفارة الاسرائيلية فيلندن في وضح النهار، في الوقت الذي يعرف هو وقادته بأن هذه السفارة مثلغيرها من السفارات الاسرائيلية في الخارج مراقبة من عشرات أجهزة المخابراتفي العالم؟ ويضيف زعيرا بأن أهم مهمة قام بها «بابل» هي عندما أبلغاسرائيل بموعد الحرب. فهو قال انها ستتم قبيل حلول المساء وبذلك خدعاسرائيل لأن الحرب بدأت في الثانية من بعد الظهر. فقد فهم منهالاسرائيليون ان الحرب ستقع في السادسة مساء، وخلال الساعات الأربع كانتالقوات المصرية قد أتمت عبور القنال. ولذلك فإنه نجح في تضليل اسرائيل.
وقداستمر النقاش في اسرائيل حول مدى مصداقية «بابل»، وأجرت المخابراتالاسرائيلية على اختلاف أجهزتها أبحاثا رسمية حول الموضوع استنتجت منهاانه كان جاسوسا لها ولم يكن مبعوثا من المخابرات المصرية بهدف التضليل.ويرى أصحاب نظرية «الصدق»، أي الذين يصدقون ان «بابل» قدم الخدمات المخلصةلاسرائيل، ان تشغيله كان أحد أهم الانجازات في تاريخ المخابرات في العالم،وفي التاريخ الاسرائيلي بشكل خاص. في حين يرى المخالفون، وبينهم زعيرا،بأن تشغيل «بابل» كان أكبر هزيمة تحققت لاسرائيل في تاريخها.
ونعودلننشر في ما يلي حلقة أخرى من الوثيقة، «تقرير لجنة أغرنات» حول الاخفاقاتالاسرائيلية في حرب اكتوبر 1973، التي تصور النقاشات في القياداتالاسرائيلية في نفس يوم الحرب. ويلاحظ فيها ان الحكومة انتقلت الى تل أبيبللعمل من هناك، ولم يحضر جلساتها سوى الوزراء الذين تواجدوا في المدينة.وقد تغيب الوزراء المتدينون، باعتبار انهم في «يوم الغفران»، وهو يوم صوموصلوات لدى المتدينين اليهود يمتنعون خلاله عن القيام بأي نشاط أو عمل بمافي ذلك الامتناع عن الحديث بالهاتف. وتجدر الاشارة الى ان كل ما تحته خطمن الكلام المدون أدناه هو عبارة عن توكيد من اللجنة نفسها وكل الشروحاتالتي وردت بين القوسين على هذا النحو ( )، هي شروحات من اللجنة نفسها،بينما الشروحات التي تقدمها «الشرق الأوسط» تم وضعها بين قوسين من نوع آخرعلى النحو التالي: ( ).
وفي ما يلي النص الحرفي لجزء آخر من تقرير «لجنة أغرنات»:
«الفصل الثالث: في يوم الغفران تجنيد الاحتياط في يوم الغفران:
(تقريرجزئي البند 15 وانظر أيضا في البند 25 (1)، 27 (ج)، 28 (ج-د) الاجراءاتالتي اتخذها المستوى السياسي والعسكري الأعلى في يوم الغفران حتى بدأإطلاق النار «في البحث الذي جرى بين وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، أوصىرئيس الأركان بتجنيد كل قوات الاحتياط، لكي يستعد لهجوم مضاد كبير وواسعالنطاق بعد صد قوات العدو. من جهة ثانية، أعرب وزير الدفاع عن تأييد تجنيدالاحتياط بحد أعلى يكفي، حسب رأي رئيس الأركان، لأهداف دفاعية. وقد تأخرتجنيد الاحتياط بالمقدار الذي وافق عليه وزير الدفاع في الصباح مع رئيسالأركان، مدة ساعتين لأن رئيس الأركان انتظر أن تحسم رئيسة الحكومة فيمسألة تجنيد جيش الاحتياط بالكامل». كذلك أشاروا في البند 28 «لصالح رئيسالأركان يقال انه طلب تجنيدا كاملا لقوات الاحتياط في صبيحة يوم السبتالمذكور (6 أكتوبر، يوم نشوب الحرب)».
«لقدجلب هذا الخلاف أمام رئيسة الحكومة في البحث الذي شارك فيه وزير الدفاعورئيس الأركان ومساعدوهم. وقد صادقت رئيسة الحكومة فورا، الساعة 9:05 علىالتجنيد المنظم لقوات الدفاع وفي الساعة 9:25 حسمت لصالح التجنيد الكامل،وفقا لاقتراح رئيس أركان الجيش. وفي البحث نفسه لدى رئيسة الحكومة، تقرر،لدوافع سياسية، أن لا توجه ضربة رادعة كما اقترح رئيس الأركان العامة».
الخطواتالتي اتخذها المستوى السياسي والقيادة العامة في يوم الغفران منذ تلقيالإنذار وحتى بدء اطلاق النار للقرارات التي اتخذها المستوى السياسي(الحكومة) وقيادة الأركان العليا في يوم الغفران، منذ الساعة 4:30 فيالصباح وحتى بدء اطلاق النار في الساعة 14:00 ـ كان لها بالطبع أثر حاسمفي استعدادات جيش الدفاع الاسرائيلي قبيل بدء اطلاق النار ـ وذلك علىالرغم من التأخير الكبير في اتخاذ هذه الاجراءات ومن عدم اتخاذ قسم منهافي وقت مبكر أكثر، كما سيشرح لاحقا (أنظر البنود 218 و219 و229).
بسبب الأهمية الكبرى في تلك الاعتبارات والقرارات، سنفصل في ما يلي الاجراءات والقرارات، كما بدت أمامنا من خلال مراجعة الوثائقالتي كتبت وقت الأبحاث واتخاذ القرارات. فمن أجل ذلك، كانت أمامنا يومياترئيس الأركان، التي كتبها رئيس مكتبه برؤوس اقلام (وثيقة البينات 243)،يوميات وزير الدفاع، التي سجلها رئيس مكتبه برؤوس أقلام (وثيقة البيناترقم 265)، بروتوكول الجلسة التي عقدت لدى رئيسة الوزراء في الساعة 8:05،حسب تسجيل أ. مزراحي (وثيقة البينات رقم 57)، وكذلك التسجيل المختصر لهذااللقاء، والذي سجله السكرتير العسكري لوزير الدفاع (وثيقة البينات رقم266)، وأيضا شهادات رئيسة الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان أماماللجنة.
لقدتركز نشاط رئيس أركان الجيش في يوم الغفران، قبل الظهر، منذ تلقي الانذارفي الساعة 4:30 وحتى ساعات الظهر، عمليا على ثلاثة مواضيع أساسية : (أ)الاستعداد لضربة رادعة (تسبق الهجوم المصري السوري) وتجنيد جيش الاحتياط(ب) الاهتمام بجعل القيادة السياسية تتخذ قرارا بالمصادقة على توجيه ضربةمانعة وتجنيد الاحتياط (ج) توجيه التعليمات لقادة الألوية نحو الحرب، فيحين يتم التركيز في الجلسة القصيرة في ساعات الظهر (البندان 219 ، 221)على خطوات الهجوم المضاد بعد صد العدو.
وفي ما يلي تفصيل الاجراءات والاعتبارات والقرارات حتى البحث مع رئيسة الحكومة في موضوع جيش الاحتياط، في الساعة 9:00 صباحا.
فبعدان تلقى رئيس الأركان النبأ ألإنذاري في الساعة 4:30 تقريبا، اتصل مع قائدسلاح الجو وطلب منه أن يكون جاهزا لتوجيه ضربة مانعة. وبعد دقائق معدوداتمن ذلك، يقيم جلسة مع نائب رئيس أركان الجيش ويبلغه بأنه «ستندلع حرب فيالليلة القريبة»، وبأنه يجب التعامل مع هذه المعلومة بثقة. ويطرح للبحث(هذه العناوين): هل توجه ضربة رادعة، تجنيد الاحتياط ، الاستعدادات «فيالجبهة وفي العمق». ويشير الى انه «في مستوطنات هضبة الجولان، يتم اخلاءالنساء وقسم من الرجال بعد الظهر».
ويبحثون في ما أن يكون تجنيد الاحتياط علنيا أم لا؟ وإذا ما كان التجنيد سيكون كاملا؟
رئيسالأركان يشير الى ان مشكلة أسلوب التجنيد تتعلق بقضية الضربة الرادعة:«فإذا لم نفعل (أي إذا لم تكن ضربة مانعة) يكون التجنيد علنيا». ويقولرئيس الأركان: «أستطيع أن أعطي سلاح الجو أمرا بأن يكون مستعدا، وعندهايكون الأمر جيدا أيضا للرد على عملية من طرفهم في المساء». في هذه المرحلةيدخل قائد سلاح الجو ويتم «وضعه في الصورة».
فيالساعة 5:30 يعقد رئيس الأركان جلسة ما قبل الحرب، وفيها تبحث مرة أخرىالقضايا المذكورة أعلاه. الجنرال زعيرا يبلغ بأن (عملية) الاخلاء الروسية(كانت) واسعة النطاق وشملت الرجال وتمت بصورة سريعة للغاية. «تمت عمليةتقديم (طائرات) في سورية وتوجد اشارات عسكرية واجراءات ومعلومات يجب أخذهابالاعتبار بكل تأكيد. سياسيا، السادات لا يحتاج ذلك».
فيهذا اللقاء يتم الاتفاق نهائيا على أن «يستعد سلاح الجو لمهاجمة سوريةاليوم».. وعلى ان يعلن قائد سلاح الجو متى يكون مستعدا لذلك (ليس قبلساعات الظهر وليس بعد الساعة 3:00). ويقترح قائد سلاح الجو أن «تتمالاستعدادات لتجنيد (الاحتياط) بشكل علني». في هذا اللقاء يصادق رئيسالأركان على قيام دائرة القوى البشرية في الجيش بتجنيد الاحتياط: ما يلزمبالضرورة القصوى لعمل الدوائر/الأذرع بغية استكمال الاستعدادات وبما لايمس بشبكات التجنيد. والحجم حتى عدة ألوف من الجنود. سلاح الجو: كلالطيارين والمضادات الأرضية. والقيادة والمراقبة. في الساعة 6:00 (حسبوثيقة البينات رقم 265، وفي الساعة 5:50 حسب وثيقة البينات 243) تعقد جلسةلدى وزير الدفاع. موضوعا البحث الرئيسيان (بعد أن اتفق على اخلاء النساءوالأولاد من مستوطنات هضبة الجولان، وبعد أن بحثت باختصار تفاصيلالاستعدادات المختلفة) هما: توجيه ضربة مانعة وتجنيد جيش الاحتياط.
رئيسأركان الجيش يوصي بتوجيه ضربة رادعة (قبل الهجوم المصري السوري). وزيرالدفاع يعلن انه على اثر المعلومات الحالية التي تفيد بان الأميركيينيعتقدون بأن العرب لن يقدموا على شن الحرب ـ يجب ألا توجه (اسرائيل) ضربةرادعة. وبأنه واثق من أن رئيسة الحكومة لن تصادق وبأنه شخصيا لا يوصيبذلك. من جهة ثانية، فإذا بدأ المصريون في اطلاق النار، بالإمكان توجيهضربة رادعة الى سورية حتى لو لم يفتحوا النار. فمن غير المستبعد «فتحالنار قبل خمس دقائق قبلهم». حسب رأيه، فإنه ما عدا الاحتمالات المذكورةأعلاه، وفي حالة تلقي أنباء «تقشعر لها الأبدان» أو انفلات صاروخ سكود أوما يشبه ذلك، من الممكن المجيء الى رئيسة الحكومة وطلب مصادقتها (علىتوجيه الضربة).
رئيسالأركان يعلن أنه يستعد لهذا الخيار «أو لقرار بالهجوم الرادع أو إذااستبقوا هجومهم وقدموه الى الساعة 17:00 أو لأية أحبولة أخرى». حول هذاستكون هناك حاجة بقرار في الصباح (أنظر الفصل الخامس الفقرة «ب»).
ب.تجنيد الاحتياط بعد أن أعلن رئيس اركان الجيش عن إجراء الاستعدادات لتجنيدالاحتياط، إن كان ذلك بشكل علني أو بشكل سري (ربما في «مثل هذا اليوم مريحأكثر (تجنيد الاحتياط) بشكل سري»)، فهو يطلب تجنيد حوالي 200000 شخص.
هنايبدأ نقاش بين وزير الدفاع وبين رئيس الأركان. رئيس الأركان يطلب تجنيد مايقرب من 200000 شخص. وزير الدفاع يشير الى انه بناء على المعلوماتالمتوفرة اللحظة، لا ينبغي اجراء تجنيد شامل. رئيس الأركان يطلب تجنيد كلتشكيلات الألوية «يبدأون الليلة، يدخلون هنا وهناك. أريد أن أكون مستعدافي الحد الأدنى من الوقت للانتقال الى الهجوم المضاد وتدمير الجيشالسوري». فقال وزير الدفاع «أشك في ضرورة تجنيد الاحتياط لهجوم مضاد علىحرب لم تبدأ بعد»، ولكنه من الجهة الثانية اضاف «من المؤكد ان هناك ضرورةلأن نجند احتياطا لهدف الدفاع إذا كان ذلك (الهجوم السوري المصري) مؤكدا.فهذا يكفي لاثارة الرعب لدى السوريين».
بعدالبحث مجددا يوافق وزير الدفاع على تجنيد ما هو ضروري للدفاع الفوري «دفاعلا بد منه» (وثيقة البينات رقم 265)، ويقترح طلب مصادقة رئيسة الحكومة علىتجنيد «سلاح الجو، لواء في الشمال ولواء في سيناء. 50 – 60 الف شخص». وعلىاثر اصرار رئيس الأركان على ضرورة تجنيد كل التشكيلات القتالية (من جيشالاحتياط)، يلخص الوزير: «نطرح أمام رئيسة الوزراء اقتراحين. أنا أوصيبتجنيد الحد الأدنى الضروري للدفاع. ونراقب التطورات والأنباء وفي المساءنتصرف وفق التطورات». رئيس الأركان: «أنا كنت لأعلن عن تجنيد كامل حتى يرىالعالم كله أننا مستعدون للحرب». وزير الدفاع: «ممكن أن نعلن هذا للعالممن دون أن نقوم بالتجنيد (الفعلي)».
بعدئذينضم الى الجلسة الجنرال ايلي زعيرا (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فيالجيش)، ليبلغ بأن المصادر الأجنبية «تقول إن كل شيء هادئ وبأنه لن تنشبحرب». يجري البحث في كيفية ابلاغها (أي المصادر الأجنبية) بالتفاصيلالاضافية التي جمعت حول الإخلاء الروسي. الجنرال زعيرا يقدم تفاصيل جديدة.
بعدلعلعة اللاسلكي بالتعليمات لاخلاء النساء والأطفال من أبو رودس (منطقة فيسيناء المصرية)، يعلن الوزير لرئيس الأركان (حسبما هو مسجل في وثيقةالبينات رقم 265): «أنت سترى الأولاد، تعال نلخص حول الأولاد من هضبةالجولان وأبو رودس، وأنت تحصل مني على موافقة بالنسبة لـ(تجنيد) سلاح الجوولواء في الشمال وآخر في الجنوب». وحسب وثيقة البينات رقم 243: «موشيه:لواء في الشمال يكون جيدا وكذلك لواء في سيناء وسلاح الجو. أما لواء هيئةرئاسة الأركان فسنرى كيف تتطور الأمور في المساء، بعيد الطلقة الأولى».رئيس الأركان يكرر مطلبه تجنيد التشكيلات القتالية (في جيش الاحتياط)بكاملها. وبهذا تنتهي الجلسة في حوالي الساعة السابعة، ليتم البحث القادمفي هذا الموضوع، لدى رئيسة الحكومة في الساعة التاسعة».
(في الحلقة القادمة: خطة الحكومة الاسرائيلية لصد الهجوم المصري

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:54

الوثائق الإسرائيلية (الحلقة السادسة) - إسرائيل أجرت تدريبات على خطة هجوم مصرية قبيل حرب أكتوبر كانت شبيهة تماما بالهجوم المصري الفعلي
الوثائق تشير إلى أن الموساد تلقى معلومات مهمة عن قرب اندلاع الحرب لكنها لا تكشف مصدر هذه المعلومات


تل أبيب: نظير مجلي
* إسرائيل كانت قلقة من هجوم سوري مباغت عام 73 أكثر من قلقها من هجوم مصري
*تشير كل الدلائل، في هذه الحلقة من تقرير لجنة أغرنات الإسرائيلية للتحقيقفي اخفاقات الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، إلى أن المصريين نجحوافي تضليل الجيش الإسرائيلي وبث معلومات إليه تطمئنه بأن مصر لا تنوي شنالحرب. فقد أوصلوا لإسرائيل معلومات تفيد بأن الجيش المصري سيسرح قوات جيشالاحتياط في العاشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 1973 وأن قيادة الجيشسمحت لكل من يريد من الجنود والضباط بأن يسافر الى العمرة خلال النصفالثاني من شهر رمضان المبارك، علما بأن الحرب نشبت في العاشر من رمضان.وفي ما بعد سنصل إلى معلومات أخرى في باب التضليل نفسه. وقد وقعت إسرائيلفي المطب وصدقت كل هذه المعلومات، كما خطط المصريون.
لكنوثيقة أخرى نشرت فقط في السنة الأخيرة أشارت إلى أن اسرائيل أجرت تدريباتعسكرية على خطة هجوم مصرية قبيل حرب أكتوبر، وأن هذه الخطة المصرية كانتشبيهة تماما بالهجوم المصري الفعلي. ويعني ذلك أن اسرائيل حصلت على نسخةمن هذا المخطط المصري، أو أن الصدفة فقط جعلت العسكريين الاسرائيليينيحللون الظروف ويدرسون طريقة عمل الجيش المصري والجيش السوفياتي الذييناصره ويتوصلون لنفس الاستنتاجات.
وحسبهذه الوثيقة، التي نشرت في كتاب بعنوان «ذنب بلا غفران» من تأليف اثنين منكبار ضباط المخابرات الاسرائيلية، هما دافيد أربل وأوري نئمان (اصدار دارالنشر «حيمد» التابعة لصحيفة «يديعوت أحرونوت» 2005)، فإن الجيشالاسرائيلي تدرب على تلك الخطة وأنهى تدريباته بنجاح تام، وتم اكتشاف بعضالثغرات في التدريبات وتم سدها لدى تلخيص التدريبات، وكان من المفروض ألايحدث أي خلل في تطبيقها. ولكن مفاجأة الهجوم المصري وسرعة تنفيذ خطة عبورالقنال داهمت الجيش الاسرائيلي وأصابت قيادته بالاضطراب، فلم يعد يدريماذا ينفذ وكيف.بيد أن الأهم من ذلك هو الاستمرار في العنجهية والغطرسةوالغرور. فحسب ما سنرى في هذه الحلقة، كانت هناك أكثر من اشارة واضحةوتقدير دقيق في اسرائيل بأن المصريين والسوريين يخططون لهجوم مشترك لتحريرالأراضي المحتلة منذ العام 1967، وساد القلق لدى الوزراء ورئيسة الحكومةوالعديد من الضباط أيضا، ولكن قادة الجيش المسؤولين عن رصد الجانب العربيوالمتخصصين في الشؤون العربية، أي الاستخبارات العسكرية، مصرون على أنالعرب لا يجرؤون على محاربة اسرائيل خوفا من الهزيمة. فيما يلي حلقة جديدةمن وثيقة «تقرير أغرنات»، لجنة التحقيق الاسرائيلية الرسمية في اخفاقاتحرب أكتوبر 1973، التي تنفرد «الشرق الأوسط» بنشرها منذ ستة أيام. ونعودونذكر القراء بأن كل ما يلي نشره بعد هذه المقدمة، هو النص الأصليللوثيقة، كما قرأناها في أرشيف الجيش الاسرائيلي، بعد أن سمحت لجنة حكوميةخاصة بالكشف عن أسرارها. كل كلمة أو جملة جرى توكيدها بوضع خط تحتها، فإنالتوكيد جاء في الأصل. وكل ما جاء بين قوسين على هذا النحو ( )، هو عبارةعن ملاحظات ظهرت في الأصل وقد وضعتها اللجنة بنفسها. وأما المواد التيظهرت بين قوسين على هذا النحو [ ] ، فهي عبارة عن شرح رأينا أنه ضروريللقارئ العربي، في بعض الأحيان بغية التفسير، وفي احيان أخرى لإكمالالمعنى، وفي بعض الحالات استخدمناه لتصحيح انطباعات قد تنجم بالخطأ بسببركاكة الصياغة اللغوية للجنة، التي وضعت تقريرها بالنص الأصلي من دونتمريره على محرر لغوي: الفصل الثاني: من 1 أكتوبر وحتى 5 أكتوبر فصاعدا
* أمر «إشور»
*في يوم 1 أكتوبر [تشرين الأول 1973]، أصدرت دائرة هيئة الأركان العامة /عمليات الأمر «إشور» [كلمة عبرية تعني «تصريحا» أو «مصادقة» لكنها في هذاالسياق مجرد كلمة لا يقصد بها المعنى]، لمضاعفة حالة الاستعداد وزيادةالقوات لسلاح المدرعات في هضبة الجولان الى 111 دبابة و8 بطاريات مدفعية(وكلها من الجيش النظامي) واجراء تغييرات في الجبهة الجنوبية (أنظر وثائقالبينات رقم 176 و258 وتفاصيل تلك الاستعدادات لاحقا في البند 147).
* الأبحاث حول هضبة الجولان
*في يوم 2 أكتوبر أظهرت الصور الجوية تعزيزات مقلقة للقوات [السورية] فيجبهة هضبة الجولان وتقدم القوات نحو الجبهة (أنظر الى البند 55 لاحقا). فياليوم نفسه، عقد لقاء بين وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش حول الوضع فيهضبة الجولان. اقتباس من أقوال رئيس الأركان في هذا اللقاء، كما سجله رئيسمكتب وزير الدفاع، نعرضه لاحقا (في البند 199 د). في نهاية اللقاء طلبالوزير من رئيس الأركان «ورقة تتضمن ماهية استعداداتهم [في الجيوشالعربية]... واستعداداتنا مع تفاصيل بالتعزيزات». وقد أعدت هذه الورقةلوزير الدفاع في 3 أكتوبر (وثيقة البينات رقم 274). وشملت تفاصيل عنالزيادة الكبيرة في عدد الدبابات والمدافع السورية في القطاع المتقدم وفيالجبهة الخلفية السورية وزيادة عدد بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات فيالجبهة من 1 يناير [كانون الثاني] 1973 وحتى 1 أكتوبر [تشرين الأول] 1973.ويختتم رئيس أركان الجيش تقديراته حول شبكة الطوارئ السورية في تلك الورقةبهذه الكلمات:
«حسبتقديراتنا، فإن شبكة الطوارئ أقيمت بالأساس بسبب التخوفات المتراكمة مناسرائيل. ونحن نرى ان سورية لا تقدر بأنها قادرة على المخاطرة بحرب شاملةمع اسرائيل، على الأقل من دون خوضها بشكل مشترك مع مصر. والاحتمال الآخر،وهذا تقدير منخفض الامكانية، فإن شبكة الطوارئ [السورية] أقيمت بغرضالقيام بعملية ثأرية لسورية ردا على اسقاط 13 طائرة والاستعداد لأقصىامكانية للدفاع عن النفس في وجه رد منا».
وفييوم 2 أكتوبر نفسه اقترح وزير الدفاع لقاء تشاوريا لدى رئيسة الحكومة حولالوضع في هضبة الجولان، الذي لم يشعر بالارتياح ازاءه، على ما يبدو. وفيشهادته (صفحة 4232/3)، أورد أقواله للوزير يسرائيل غليلي، كما دونت فيحينه:
«أنالست مرتاحا من المشاكل في هضبة الجولان وأريد شركاء لي في المسؤولية حولهذا الموضوع، وسأحضر الى النقاش كلا من رئيس اركان الجيش ورئيس شعبةالاستخبارات العسكرية وقائد سلاح الجو. هناك أنباء مقلقة. فعلى الخطالأمامي توجد 650 دبابة وشبكة صواريخ تغطي مناطقنا.. توجد لديهم 550 بؤرةمدفعية.. وأنا قلق على السكان. حول الموضوع العسكري يجب أن نجلس مع غولدا[رئيسة الحكومة]».
* المشاورات لدى رئيسة الوزراء في يوم 3 أكتوبر
*لقد كانت رئيسة الوزراء [غولدا مئير] في زيارة خارج البلاد (شتراسبورغوفيينا) من يوم 30 سبتمبر وحتى يوم 2 أكتوبر. وفي يوم 3 أكتوبر عقد لديهاالاجتماع التشاوري الذي بادر اليه وزير الدفاع وشارك فيه كل من الوزراء[يغئال] ألون [وكان نائبا لرئيسة الوزراء ووزيرا للتعليم] و[الوزير بلاوزارة يسرائيل] غليلي و[وزير الدفاع، موشيه] ديان، ورئيس الأركان [دافيدالعزار]، وقائد سلاح الجو، الجنرال ب. بيلد والعميد أريه شيلو (الذي حلمحل الجنرال ايلي زعيرا [رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية] الذي كانمريضا)، ومساعدوهم. وقد قدم لنا العميد ليئور، السكرتير العسكري لرئيسةالوزراء، بروتوكول [تلك الجلسة] (وثيقة البينات رقم 57)، الذي يشكل شهادةمهمة حول الأجواء وحول تقديرات المشاركين في هذه المشاورات، التي تمت قبلثلاثة ايام من اندلاع الحرب. وسنعرض في ما يلي الأقوال كما هي، من دونتعليقات أو انتقادات منا.
افتتحالمشاورات وزير الدفاع قائلا انه طلب هذا اللقاء «بسبب التغيرات فيالجبهات، في سورية بالأساس وبمدى معين أيضا في مصر»، ويواصل [وزير الدفاعموشيه ديان] (الصفحة الأولى من البروتوكول):
«فيمصر يوجد لنا عدو وتوجد لنا عقبة طبيعية متمثلة في [قناة] السويس اضافةالى الصحراء ولا توجد على تلك المنطقة بلدات. إذا اندلعت حرب فلتندلع. فيسورية – يوجد لنا عدو ولا توجد عقبات. على كل حال هو غير جدي وتوجد لنابلدات. لهذا فإن الأمر مقلق بشكل خاص وبشكل دائم من الناحية الموضوعية فيهذه الجبهة...».
ويطرح على البحث ثلاث نقاط:
«1.التقديرات وتعاظم السلاح في حوزتهم. بالأساس للسوريين ولكن أيضا المصريين.الأنباء التي وصلت حول استعدادهم أو رغبتهم في استئناف الحرب.
ماهي قواتنا هناك واستعداداتنا...» وبناء على ذلك: «ماذا نفعل أو ماذابمقدورنا أن نفعل» واستعرض العميد شيلو أمام الحضور المعلومات المتوفرةبأيدي شعبة الاستخبارات العسكرية، وكما قال (صفحة 2): «معلومات مقلقة عنسورية وكذلك عن مصر» (لم يفصح عن مصادر تلك المعلومات)، ثم راح يصفاستعدادات الجيش السوري («حالة الطوارئ») الذي تمترس في عمق «دفاعي كامل».ويشير الى «أمور استثنائية»: تقدم سربين لطائرات سوخوي الى مطارات متقدمةوالدفع الى الأمام بوحدة جسر وتقدم مدافع قيادة الأركان نحو الجبهة وشبكةالصواريخ المضادة للطائرات جنوب دمشق، مؤكدا ان الأمر أكثر جدية مما مضى.ويقدم وزير الدفاع ملاحظة (صفحة 3) بأن «نشر الصواريخ المضادة للطائراتبهذه الكثافة حتى وهي في الأراضي السورية انما تغطي كل منطقة هضبةالجولان». ويواصل العميد شيلو شرحه فيقول «في مصر تتم تدريبات متعددةالأذرع تشمل أيضا قوات الأركان في الجيش وقياداتها. وقد بدأت في مطلعالشهر وستتواصل حتى السابع منه وفي اطارها تنفذ أنواعا عديدة من التمريناتوألغيت جميع الإجازات، لكنها ستستأنف في الثامن من الشهر» – كل هذا كانوفقا للمعلومات التضليلية التي بثها المصريون.
وفي صفحة 4 يعزز [العميد شيلو] أقواله:
«هناك أمور تدل على انها فعلا تدريبات. هناك معلومات وهناك أدلة على انها تدريبات.
نموذجواحد على ذلك: الآن هو شهر رمضان لديهم. فحصنا ما إذا كانت هناك تدريباتفي الماضي في شهر رمضان. يتضح أن تدريبا كهذا أجري قبل سنتين. اضافة الىذلك، فإن وزير الحربية [المصري] أصدر تعميما داخليا يسمح فيه للضباط الذينيرغبون في السفر الى مكة أن يفعلوا ذلك في الثلث الثالث من شهر رمضان...»(أنظر في هذا الشأن الى البند 68 لاحقا).
ويقول العميد شيلو عن موضوع التدريبات (صفحة 3):
«لاأدري ما هو الموضوع هذه المرة ولكنني أقدر بأنه احتلال سيناء... ويتضمن...ثلاث مراحل: 1. الاستعدادات، التي ما زالوا عاكفين عليها. ففي هذه المرحلةتوجد عملية تحريك للقوات. قوات في العمق يتم دفعها الى الأمام. وهم يزودونالسلاح للألوية الأرضية... ففي مرحلة الاستعدادات يتم التصرف كما لو انهحقيقة ولا يقولون فقط بالهاتف... صفحة (4). صحيح انهم دفعوا الى الأمامبقسم من القوات المرابطة من حول القاهرة... والمرحلة الثانية: تدريبتكتيكي يعرضون فيه المشكلة وكيف يتم حلها. وهناك وحدة أو اثنتان تنفذالتدريب مع قوات حقيقية».
ملاحظة: في قضية ماهية «التدريبات» أقرأ لاحقا البنود 71 – 74:
ويختتمالعميد شيلو أقواله بعرض موقف شعبة الاستخبارات العسكرية (نهاية الصفحةالرابعة من البروتوكول وانظر البند 49 (ز) أيضا): «توجد هنا ظاهرتان: 1.حالة طوارئ في سورية. 2. تدريب في مصر. أنا أعتقد ان علينا أن نختارتقديراتنا على أساس السؤال ما إذا كانت هناك أسباب مستقلة لكل طرف تجعلهيتصرف أو ان هناك شيئا ما مشتركا بينهما وما هو هذا الشيء.
إذاكان ما هو مشترك فإن هذا هو أسوأ الاحتمالات – حرب شاملة في سورية بواسطةشبكة الطوارئ، التي هي في أساسها دفاعية ولكنها قادرة على التحول الىهجوم، ولا توجد هنا ضرورة لبناء أي شيء جديد [لمواجهتها اسرائيليا].بالنسبة لاحتمال الحرب تحت غطاء التدريبات، حسب التقديرات، هل هو معقول؟حسب (صفحة 5) معلوماتي ورأيي، واعتمادا على الشعور المبني من مراجعة موادكثيرة في حوزتنا من الأيام الأخيرة، مصر تقدر بأنها لا تستطيع حتى الآنالتوجه للحرب. أنا أعتقد ان احتمالات خطوة كهذه، بغض النظر عن الاعتباراتالسياسية وغيرها التي قد تؤدي الى النجاح، فإنها كانت لتتوجه لو انهاتعتقد ذلك. ولكنها تقدر بأنها غير قادرة حتى الآن على التوجه الى الحرب.[هذه اللعثمة في الصياغة هي من الأصل]. هذا نقوله بسبب قدرتنا على المعرفةوالإحساس بالأمور التي يفكرون فيها. بناء عليه، فإن امكانية الحربالمشتركة المصرية السورية لا تبدو لي معقولة، حيث انه لم يحصل تغيير فيتقديراتهم لوضع القوات في سيناء بأنه يجعلهم قادرين على القتال. في مصر،أنطلق من التقدير بأن الأمر بالأساس هو تدريب. في العاشر من الشهر سيسرحونقوات الاحتياط. وزير الدفاع طرح بحق فكرة ضرورة البحث في الوضع مع سوريةبالأساس».
الوزير[يغئال] ألون سأل حول شكل الأوامر الصادرة في مصر، والعميد شيلو يرد: «لايوجد الكثير من الاستثناءات في شكل الأوامر بتحريك القوات في مصر». أحد«الاستثناءات» التي يذكرها هو ارسال رجالات الجيش الى مطار أبو سوار قربالقناة المخصص لطائرات ميغ 17 في القوات التنفيذية. وتسأل رئيسة الوزراء:«لو أن السوريين باشروا، هل المصريون يستطيعون بما لديهم الآن، الاستعدادلهجوم ما بغية مساعدة سورية؟». ويرد العميد شيلو: «من الناحية التنفيذيةيستطيعون بهذه الاستعدادات أن يتوجهوا الى هجوم بالتأكيد».
هناتأتي الآراء المتباينة حول امكانية أن يبادرالسوريون الى المباشرة بهجومعلينا لتربيطنا ومن ثم يبدأ المصريون المرحلة الثانية. فتسأل رئيسةالوزراء: «ألا يمكن أن يحدث الأمر بشكل عكسي فيشغلنا المصريون بعض الشيءفي حين يحاول السوريون عمل شيء في الجولان؟».
ويردالعميد شيلو (صفحة 6)، بأن [الرئيس السوري حافظ] الأسد يعرف ما هي حدوده،لأنهم «يدركون التفوق الاستراتيجي الاسرائيلي العالي في المنطقة.. وبسلاحالجو»، خصوصا بعد اسقاط الـ 13 طائرة، وبأن لدى المصريين تقديرات تشير الىان اسرائيل قادرة على تكبيد مصر خسائر في الجو. ومرة أخرى:
«ولوانه (الأسد) يشعر بأن وضع الدفاعات الجوية [السورية] هو أفضل اليوم.. إلاان لديه بعيدا في عمق تفكيره الادراك بالتفوق الاسرائيلي..» وعلى الرغم منذلك، فإن «هناك شيئا محدودا في سورية» – «لا أستطيع أن أدرس امكانية توجيهضربة مسبقة على أساس التقدير بـ [أنهم يتجهون الى اعلان] الحرب». فهذااحتمال يجب أخذه بالاعتبار ولكنه احتمال ضعيف، لأن السوريين يعرفون أناسرائيل لن ترد فقط بعمليات محدودة.
ويعبررئيس أركان الجيش عن رأيه في ما يلي، كما جاء في الصفحات 8 – 11، ونحننقتبس من أقواله في البند 199 (ه). لقد ذكرنا هناك (البند 211) توصيتهبـ«الابقاء على الوضعية الحالية مع بعض التعزيزات». وفي رد على سؤاللرئيسة الوزراء (الصفحة 9 في البروتوكول)، «وإذا توجهنا بطريقة أخرىمختلفة عما تقترحه؟»، يقول [رئيس الأركان]: «إذا قررنا تعزيز القوات أكثرفإن ذلك سيضعف الجنوب أو يضطرنا الى إحداث تغييرات أكثر حدة في تجنيدالاحتياط لفترات طويلة»ـ ـ. وهنا يتطور نقاش، بعد سؤال وجهته رئيسةالوزراء حول امتلاك صواريخ «sa 6»الهجومية. وفي صفحة 10 يعود رئيس الأركان ليكرر تقديراته ويفصل في استعراضالامكانيات لضرب سورية من الجو. ويقول حول تنفيذ هجوم جوي في هضبة الجولان(نهاية صفحة 10): «نحن نستطيع المخاطرة من الآن ونعمل في هضبة الجولان،لأنني أريد هنا أن أوضح أننا عندما نقول ان لديهم شبكة دفاع جوي بالصواريخفإن ذلك لا يعني أنهم أغلقوا السماء بشكل مطبق. نحن سنطير ونهاجم ونجهضهجوما [من طرفهم]. ربما نخسر طائرتين أو ثلاثا. لكن الأمر يزيد احتمالاتزيادة الخسائر». ويعبر وزير الدفاع عن شكوكه (صفحة 12) بالنسبة لنواياالسوريين: فقد أعطوا دفاعا مكثفا جدا بنقل الصواريخ المضادة للطائرات الىخط الدفاع الأمامي، مع انه معروف لهم أننا لسنا معنيين بمهاجمتهم علىالأرض في هضبة الجولان. «هذا ليس بالأمر الدفاعي العادي». وبالنسبة لمصر،فإذا كانوا يفكرون بعبور القناة [السويس] تحت مظلة صواريخهم فإنهم سيجدونأنفسهم في وضع غير مريح أبدا. «سيدفعون ثمنا باهظا. فإذا تمكنوا من عبورالقنال سيصلون الى طريق لا ينتهي وعندها سنأتيهم من كل الاتجاهات». أماسورية فإنها تستطيع أن تحتل هضبة الجولان تحت غطاء صواريخها ومدفعيتهاوعندئذ «سيكون لها خط دفاعي مسنود بحاجز طبيعي جيد جدا نسبيا هو نهرالأردن مع كل منحدراته وتعرجاته. وستكون قد حلت مسألتها القومية بتحريرهاالجولان من قبضتنا». ويسأل الوزير [يغئال] ألون (صفحة 13): «ما هو تركيزقواتنا في الشمال من ناحية البعد والشمولية؟» ويرد رئيس الأركان انه فيغضون 24 ساعة يكون من الممكن زيادة 113 دبابة على الدبابات الخمسينالموجودة في الجبهة الشمالية، واضافة 33 دبابة أخرى بتشكيل الطواقم منمدرسة المدرعات والوصول خلال ساعات الى حوالي 170 دبابة. والبقية تتعلقبمسألة تجنيد جيش الاحتياط.
وتعودرئيسة الوزراء الى موضوع الامتلاك [الصواريخ المضادة للطائرات] وتلاحظقائلة (صفحة 14)، بأن «المعلومات تتحدث عن شهر أكتوبر، وهذا يعني ان شيئاما سيحصل في هذا الشهر بالذات..».
ويقولالوزير ألون (صفحة 14): «.. ربما هناك حاجة، إن لم يكن اليوم ففي يومالأحد، أن يقدم وزير الدفاع ورئيس الأركان تقارير للحكومة حول استعداداتالعدو، ليكون ذلك اعدادا، على الأقل وقبل كل شيء، اعدادا معلوماتيا. فمنحق الحكومة أن تعرف هذا..». وفي صفحة 14 تقول رئيسة الوزراء: «.. أنا أقبلهذه الفرضية مائة بالمائة، بأن هناك فرقا بين سورية ومصر. فعلى ما أعتقدلا يوجد نقاش البتة حول هذه النقطة. المصريون يستطيعون عبور القنال ولكنهمسيكونون عندئذ بعيدين عن قواعدهم أكثر. فماذا يعطيهم هذا في نهاية المطاف؟لكن بالمقابل فإن الوضع في سورية مختلف. فحتى لو أرادوا كل الجولان، فإنكل ما سينجحون في أخذه حتى لو بعض البلدات أو أي شيء ما بعد الحدوديستطيعون الاحتفاظ به سيكون مكسبا في ايديهم».
الوزيرألون: «العنصر المصري مهم ليس بحد ذاته، انما لكونه عنصر دعم للسوريين.فمن المحتمل أن يحاولوا العبور لكي يكبلوا القوات [الاسرائيلية] ويخففواعن السوريين في الشمال».
ويسأل(صفحة 15): «هل توجد امكانية لأن نحذر السوريين بواسطة طرف ثالث بأنيخففوا من تعزيزاتهم، حيث أن التحذيرات العلنية تفهم فقط بشكل تحد؟» وأعطيله الجواب بأن ذلك ممكن (الصفحة 16). وقالت رئيسة الحكومة (صفحة 16): «أناأقترح أن تعقد جلسة للحكومة في يوم الأحد (وهو اليوم التالي ليومالغفران)... ففي يوم الأحد نطرح هذه القضايا أمام الحكومة وليتنا لن نحتاجالى ذلك. ولكن، إذا احتجنا فسيكون قرارا جديدا».
(القرار المشار اليه هنا يتعلق بمصادقة الحكومة على مهاجمة أهداف داخل سورية).
ويقترحالوزير [يسرائيل] غليلي (صفحة 17) أن يتم استيضاح ما يمكن عمله للدفاع عنالمستوطنات في هضبة الجولان أيضا قبل جلسة الحكومة المذكورة، لأن هذه –حسب رأيه – ستكون أيضا نقطة الانطلاق في توجه الحكومة لأي موضوع.
19.لتلخيص ما تم تداوله في هذه الجلسة التشاورية ينبغي القول ان القلق تركزبالأساس على امكانية الهجوم السوري في الجولان. صحيح ان الحاضرين ذكرواامكانية تنسيق هجوم بين سورية ومصر، إلا أن ايا منهم لم يخالف رأي شعبةالاستخبارات العسكرية، الذي عرضه العميد شيلو، بأن المصريين لا ينوونالهجوم لأنهم لا يرون في أنفسهم القدرة على الخروج الى حرب ضد اسرائيل.ويتضح بأن الأمر لم يبد للحاضرين ملحا لدرجة طرحه في جلسة الحكومة التيعقدت في اليوم التالي [لذلك اللقاء التشاوري] والتي أعطت فيها رئيسةالوزراء تقريرا عن زيارتها خارج البلاد.
وفياليوم نفسه، 3 أكتوبر [تشرين الأول]، أمرت قيادة الأركان/ عمليات بتنفيذمهمات تعزيز (زرع ألغام، تحسين قناة الصواريخ المضادة للطائرات وغيرها) فيهضبة الجولان (وثيقة البينات رقم 176، أخضر، الملحق رقم 13).
20.في يوم 4 أكتوبر جرى بحث في مكتب وزير الدفاع باشتراك رئيس أركان الجيشونائب رئيس الأركان وقائد اللواء الشمالي والعميد شيلو. موضوع البحث الذيما زال يقلق وزير الدفاع هو خطر هجوم سوري على المستوطنات في هضبةالجولان. حسب صياغته (صفحة 5 في البروتوكول، وثيقة البينات رقم 260): «لديجرح لا يندمل، ليس الهضبة بل المستوطنات هناك. ففي المنطقة التي لا توجدفيها مستوطنات لا يهمني أن يهاجموا أو لا يهاجموا».
ثمفي صفحة 6: «في السويس توجد قناة وصحراء ولا توجد مستوطنات... لكن هنا (فيهضبة الجولان)، توجد مستوطنات. يوجد عدو ولا توجد قناة ولا إنذار».
لذلكفإن الوزير يصر على تعزيز الحدود في هضبة الجولان وانتقل البحث الى أساليبالدفاع في وجه الطائرات. ولكن وفي جلسة هيئة رئاسة الأركان في اليوم نفسهلا يوجد بحث حول الوضع على الحدود (أنظر البند 202).
21. في اليوم نفسه اطلقت طائرة تصوير في جبهة القناة [قنال السويس] (أنظر تفاصيل ذلك في البند 86).
منمساء يوم الرابع من أكتوبر وخلال الليل بدأت تصل الينا معلومات عن مغادرةعائلات الخبراء الروس من سورية ومن مصر. هذه الأنباء زعزعت مصداقية شعبةالاستخبارات العسكرية / دائرة البحوث، التي ادعت بأن ما يحصل في سورية هوتجهيزات دفاعية وفي مصر تدريبات (تفاصيل عن المعلومات وعن تقديرات رئيسشعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس اركان الجيش، إقرأ في البندين 75 و76).
فيالساعات الباكرة من فجر 5 أكتوبر، تلقى رئيس الموساد [جهاز المخابراتالاسرائيلية الخارجية]، خبرا طارئا عن وصول معلومة تحذيرية مهمة (إقرأالتفاصيل في البند 38 لاحقا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:56

الوثائق الإسرائيلية ـ وزير الدفاع الإسرائيلي ديان يحاول إلقاء مسؤولية الفشل على رئيس الأركان
«الشرق الأوسط» تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية


تل أبيب : نظير مجلي
في هذه الحلقة من وثيقة تقرير لجنة أغرنات، التي حققت في الفشل الاسرائيليفي حرب أكتوبر 1973، ننشر نصا من بروتوكول التحقيق مع كل من وزير الدفاع،موشيه ديان، ورئيس أركان الجيش، دافيد العزار، ويظهر منها كيف كان ديانيحاول الالقاء بمسؤولية الفشل في تأخير تجنيد قوات الاحتياط على العزار،فيما يحاول العزار رد التهمة والقاء المسؤولية على ديان.
هذاالتراشق بينهما سيتطور لاحقا ليتحول الى معركة بينهما، ساحتها لجنةالتحقيق وفيما بعد الصحافة الاسرائيلية، لينتهي في آخر المطاف الى ادانةرئيس الأركان في اللجنة وتبرئة ديان وتوجيه المدائح الى رئيسة الوزراء،غولدا مئير. ويدفع تقرير اللجنة برئيس الأركان الى الاستقالة من منصبه ومنالجيش. ويتسبب هذا الموقف في استئناف الهبة الشعبية ضد الحكومة، رغم انهاكانت قد انتخبت قبل بضعة اسابيع فحسب. وتكون بدايتها من داخل المؤسسةالعسكرية، حيث قادها ضابط في جيش الاحتياط يدعى موطي (مردخاي) اشكنازي،وأخذت تتسع لتشمل عشرات ألوف المتظاهرين. وعندها فقط استقالت غولدا مئيرواستقال معها ديان واعتزلا الحياة السياسية. وكما أشرنا آنفا، فإن كلأبحاث لجنة التحقيق انطلقت من منطلق واحد هو: الاستخفاف بالمصريينوالسوريين. فالقاضي الذي ترأس اللجنة مثله مثل بقية الأعضاء، ورغم انهمتعاملوا بشجاعة مع كل من مثل أمامهم ولم يترددوا في توجيه الأسئلة الصعبةوالمحرجة وحشر كبار المسؤولين في الزاوية في معظم ساعات التحقيق، إلا أنهمعندما يتعلق الأمر بالعرب التزموا بنفس عقلية القيادة السياسية والعسكريةالاسرائيلية التي تستخف بالمقاتل العربي وبالقائد العربي. فبالنسبة اليهم،فشل اسرائيل في الحرب لم ينجم عن نجاح عسكري عربي ولا من مبدأ أن الحربفيها عادة كرّ وفرّ ، بل عن القناعة بأن اسرائيل قادرة على هزم العرب كأمرمفروغ منه. وأن ما منع ذلك هو ليس قدرات العرب، انما الخطأ الانساني لدىاليهود.
ويلاحظبأن هذه النظرة أدت بأحد كبار قادة الحركة الصهيونية الحديثة، ابرهامبورغ، لأن يكفر بالصهيونية تماما ويفكر في «طلاق» أبدي مع اسرائيل. وبورغهو الرئيس الأسبق للكنيست (البرلمان الاسرائيلي) والرئيس الأسبق للوكالةاليهودية، وهو نجل أحد مؤسسي الحركة الصهيونية وقائدها بين المتدينيناليهود، يوسف بورغ. وبسبب سيطرة العسكريين والعقلية العسكرية على اسرائيل،بات يعتقد بأن الصهيونية قد انتهت وان دولة اسرائيل لم تعد الدولة التيطمح اليها اليهود ـ «هؤلاء يؤمنون بأن القوة هي الحل لكل المشاكل. وما لاينفع بالقوة يعالج بالمزيد والمزيد من القوة. وفي حرب لبنان الأخيرة اتضحلنا بأن القوة وحدها لا تنفع، بل ان القوة التي استخدمت لم تمكننا منتحقيق الانتصار. ولكن ما هي إلا بضعة شهور تمر علينا، وإذا بنا نسمع أهل«سديروت» البلدة اليهودية في النقب التي تتعرض الى أكبر قدر من الصواريخالفلسطينية، يتحدثون عن ضرورة تدمير تلك الحارة في بيت حانون أو ابادة تلكالمدينة، والجنرالات عندنا يقصفون ويهددون بالمسح والتدمير. لم نتعلمشيئا. ولا شيء». ثم يعلن بأنه لم يعد يرى في اسرائيل وطنا. بل هي كابوسمرعب ينبغي الهرب منها. فهي تشبه ألمانيا عشية انتصار النازية فيها وهيأكثر من فاشية. ومع استمرار النشر، سننشر العديد من الوثائق والمعلوماتالتي تظهر مدى تمادي الجنرالات في التأثير على الحياة السياسية في اسرائيلوتوريطها في الأزمة تلو الأزمة، من دون أن يدرك الجمهور ذلك، وتؤكد أنهناك تيارا يمثل أقلية في اسرائيل لكنه واثق وواضح مثل بورغ (وقبله ناحومغولدمن، رئيس المؤتمر الصهيوني العالمي، والبروفسور يشعياهو لايبوبتس، وهوفيلسوف يهودي متدين تنبأ بأن يكون احتلال العام 1967 مقبرة للقيم اليهوديةالانسانية ومرتعا للفساد الذي سيدمر اسرائيل). واليكم في ما يلي حلقةجديدة من تقرير لجنة أغرنات:
* لماذا لم يتم التجنيد الفوري لقوات الاحتياط التي اتفق عليها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان؟
فيضوء الفقرة المذكورة في وثيقة البينات رقم 265 حول موافقة وزير الدفاع علىتجنيد 50 ـ 60 ألفا من المطلوبين للدفاع الفوري، احتاجت اللجنة (لجنةالتحقيق) الى رد على السؤال ـ لماذا لم يبدأ رئيس الأركان بتجنيد ألويةالجيش المذكورة وانتظر حتى المحادثة مع رئيسة الحكومة في الساعة التاسعة(الجلسة نفسها بدأت في الثامنة)، فبسبب هذا (التأجيل) تأخر التجنيدساعتين، ثلاثا، كانت ضرورية للغاية في الضائقة الزمنية في ذلك الصباح.
فيما يلي نقدم نص التسجيلات لاستجوابات اللجنة الى وزير الدفاع ورئيس الأركان في الموضوع:
أ ـ استجواب وزير الدفاع
*سؤال: «أنا أريد أن أسألك هنا سؤالا وسطيا، وهو السؤال الذي سألته لرئيسالأركان: أنا أفهم أنكما كنتما على اتفاق في امر واحد هو «تجنيد» لواءين.لم يكن هناك نقاش حوله. والسؤال الذي طرحت هو: إذا كان متفقا على لواءين،فلماذا لم يتصلوا برئيسة الحكومة هاتفيا فورا إن كانت هناك حاجة الىمصادقتها على ذلك، ويقولوا لها نحن متفقان على «تجنيد» لواءين ويوجد بيننانقاش وسنأتي لطرحه أمامك. وبهذا، وعلى أساس الجدول الزمني، كان بالامكانربح ساعتين، ثلاث، لإصدار الأمر الأول؟
جواب:أنا أيضا سألت نفسي (السؤال نفسه) الآن عندما أعددت المواد (يقصد الموادالتي يحتاجها في ظهوره أمام لجنة التحقيق). أنا استطيع القول إنه لم يكنلدي انطباع بأن هناك أي مانع أمام رئيس الأركان بأن يبدأ في تجنيدالاحتياط. ليس فقط لم أجد تسجيلا يظهر فيه ان رئيس الأركان قال لي تعالنبدأ في التجنيد وأنا أجبته انتظر لحظة، دعنا نسأل رئيسة الحكومة. فهذا هوالأمر الذي كنت سأفعله من دون شك. لكن ما فهمته من رئيس الأركان، أيضاعندما قال لي انه سيتوجه أولا الى مكتبه وأيضا خلال النقاش، أن هناك جهةما في رئاسة الأركان بدأت العمل على الاعداد للتجنيد. وأن قسما منهم تمتجنيده. وسلاح الجو. وأول 10 آلاف. وأقول لكم فقط الآن، انه إذا قال شخصما شيئا آخر، وإذا قال رئيس الأركان شيئا آخر، فإنني لا أستطيع الإدعاءبأنه يضلل. فقد كنت في انطباع بأنه لا مانع من تجنيد 60 ألفا إذا أراد،وأن المشكلة عندنا هي في تجنيد 60 ألفا آخرين. لم أكن اعرف أنه أعطىالأوامر للتجنيد.
* سؤال: كان من المفروض أن يجلب الأمر أمام رئيسة الحكومة. لم يكن لكما أي تخويل، ولا حتى لو اتفقتما على التجنيد.. من دون سؤالها.
جواب:في قضايا أخرى شبيهة، ليس في تجنيد الاحتياط، عندما يمر وقت ما بين القراروبين التنفيذ الفعلي، كنت أسمح لنفسي. فعندما أفترض بأن رئيسة الحكومةستصادق على الأمر المنوط بمصادقتها، بأن أقول لرئيس الأركان «إبدأ، وأناأتصل مع رئيسة الحكومة. فإذا أرادت اعاقة الأمر يكون هناك متسع من الوقتلاعاقته قبل التنفيذ.. في قضية تجنيد أولئك الـ 50 ألفا من جيش الاحتياط،أقول لرئيسة الحكومة، بعد محادثتي معها في الصباح، في الساعة الرابعةفجرا، وعلى أساس المعلومات المتوفرة حيث الكل يتراكض للدخول الى الحرب الخالخ.. ولا يوجد عندي شك في أنها ستعطي مصادقتها. لقد كان بإمكاني في ذلكالوقت أن أفعل واحدا من أمرين، أو أن أكلمها بالهاتف وأقول اننا نريدتجنيد احتياطي، ولم افعل ذلك ليس لأنني أريد توفير محادثة هاتفية، أو أنأسأل رئيس الأركان، مفترضا انه ما بين موقفي الايجابي أو موقفه أو موقفيناكلينا، وبين الوقت الذي ينطلق فيه الرجل من بيته (يقصد الجندي او الضابطالذي يستدعى للخدمة الاحتياطية)، يوجد لنا متسع من الوقت لرؤية رئيسةالحكومة وابلاغها بأننا استدعينا 50 ألفا من قوات الاحتياط. فإذا لم ترغبفي ذلك نعرقله. ولكنني الآن فقط، وأنا أراجع المواد، أصطدم بهذه القضيةأيضا.
* سؤال: كل هذا كان على رئيس الأركان أن يخمنه، بكل وضوح. فأنت لم تقله.
جواب:انه رئيس أركان الجيش.. فإذا أراد أن يجند، هو المسؤول عن الحرب. إذا أرادالبدء في التجنيد، كان بإمكانه أن يقول لي باللغة العبرية: سيدي وزيرالدفاع، نحن كلانا موافقان على تجنيد 50 ألف شخص. فإذا لم يرد اضاعة وقت،كان بإمكانه أن يقول بكلمة واحدة: تعال نجند. تحتاج الى مصادقة رئيسةالحكومة، ارفع سماعة الهاتف واتصل بها.
وعلىالأسئلة الأخرى المستمرة يجيب وزير الدفاع: «لا شك في أنه كان بحاجة الىالحصول على مصادقة الحكومة، وأنا كنت ممثل الحكومة، لا شك في ذلك. لا يوجدنقاش حول حقيقة أنه لا يستطيع أن يدعو الاحتياط من دون مصادقتي. لكنالسؤال هو .. إذا كان يريد البدء في التجنيد، فلماذا لم يتوجه. فقد كانسيحصل على المصادقة فورا. إذن، أقول انه لم يتوجه بالطلب وأنا لم أكن علىمعرفة إذا كان بدأ بالتجنيد أم لم يبدأ. لو جاءني الى المكتب قبل ذلكوقال: أصدرت أوامر بتجنيد هذه الطواقم أو تلك، لما كنت أرى في ذلك أي خلل.وكنت سأسعى للحصول على مصادقة رئيسة الحكومة وكنت سأحصل عليها. المسؤوليةعن اعطاء المصادقة هي مسؤوليتي. من دون هذه المصادقة ما كان يستطيعالتجنيد. بل انني مستعد للقول ان مبادرة البدء بتجنيد الاحتياط يمكن أنتكون بمسؤوليتي لا أقل مما هي بمسؤوليته. الى هنا أقبل.
بـ استجواب رئيس الأركان في تحليله (أمام لجنة التحقيق) للأبحاث التي جرتفي الساعة 7:15، بعد اللقاء مع وزير الدفاع ـ حسب البروتوكول ـ قال رئيسأركان الجيش (كما جاء في التسجيل المدون في وثيقة البينات رقم 243): «رئيسالأركان اقترح تجنيدا شاملا (لجيش الاحتياط)، بشكل انتقائي بأقل ما يمكنمن العناصر الهامشية، حوالي 200 ـ 250 ألف شخص. وأيضا لهذا لا توجدمصادقة. وإذا لم نحصل على مصادقة نقوم بتجنيد حوالي 70 ألف شخص». أناأعطيهم معلومات عما دار لدى وزير الدفاع، حيث اقترحت تجنيدا شاملا، بشكلانتقائي تستثنى منه العناصر الهامشية، من دون «الهاجا» (قوات الدفاعالمدني). أردت 200 ـ 250 ألف شخص. ولهذا لا توجد مصادقة. أنا أقول: «إذالم نحصل على تجنيد كامل، نلجأ الى التجنيد الجزئي بمقدار 70 ألف شخص».لماذا قلت 70 ألفا؟ لأنني رأيت أن وزير الدفاع وصل الى الموافقة على 50 ـ60 ألفا، لذا فقد افترضت بانني لن أخرج بأقل من 70 ألفا. حتى لو قالوا ليستين (ألفا)، فساعطي الأوامر بسبعين ألف شخص. وأنا أقول: «كل سلاح الجو،كل ألوية المدرعات وتشكيلات الحد الأدنى في الخدمات، أي تشكيلات الصيانةاللازمة لهذه القوات. ندخل بذلك الى (حيز) 70 ـ 80 ألف شخص. أنا أعطيالتعليمات لوضع خطة توصلنا الى 70 ـ 80 ألف شخص. وأنا اشرح: هذا هو أقصرانذار (بالحرب) نتلقاه في تاريخنا. انذار لا يطول أكثر من 12 ساعة عمليا.لكن الجيش النظامي في حالة استعداد منذ أمس. نجند ما يصادق عليه (من جيشالاحتياط). والباقون نجندهم في النار (يقصد خلال الحرب).
*سؤال: خلال تلك الفترة ما بين الاجتماع لدى وزير الدفاع في الصباحوالاجتماع لدى رئيسة الحكومة، الم يخطر بالبال أنه طالما انكما كليكماموافقان على «تجنيد» حد أدنى من 50 ألف شخص، أن يبدأ التجنيد حتى قبلالحصول على مصادقة رئيسة الحكومة؟ فأنا أرى هنا، حسب يوميات هيئة رئاسةالأركان، أن البلاغ الأول المكتوب بوضوح (عن المصادقة على تجنيد فيالاحتياط) تم في الساعة 9:05 ـ رئيس مكتب رئيس الأركان يعلن (من الجلسة معرئيسة الحكومة) عن المصادقة على تجنيد لواءين.. ألم يخطر الأمر بالبال (أيالتجنيد فور موافقة وزير الدفاع) قبل ساعة أو حتى وأنتم لدى وزير الدفاع؟
جواب:لا. لأن ما هو غير واضح هنا هو كيف انتهى النقاش بيني وبين وزير الدفاع.فقد انتهى من دون التوصل الى اتفاق، عندها (لو كان هناك تفاهم)، كانالسكرتير العسكري (لرئيسة الحكومة، الذي يعتبر صلة الوصل بين الجيش ورئيسالحكومة عموما في اسرائيل) يبلغ رئيسة الحكومة وأنا أذهب للتجنيد. لكنالنقاش انتهى بغضب وبشكل متوتر.
* سؤال: ولكن، كان هناك تفاهم على لواءين؟
جواب:لا. ما أريد قوله هو أن النقاش انتهى متوترا، بهذه الروح: إذا لم تكن تقبلبهذا التلخيص، نذهب الى غولدا (مئير، رئيسة الحكومة). ولأن الأمر انتهىعلى هذا النحو، فقد ذهبنا الى غولدا.
* سؤال: ألم يكن ممكنا أن يكون وزير الدفاع مستعدا لتجنيد لواءين على عاتقه، ألم يكن مستعدا للتوصية؟
جواب:نعم هذا صحيح. بل انه قال ذلك (في صباح اليوم نفسه). فقد قال انه ليسمستعدا لتجنيد لواءين على عاتقه. في مرحلة لاحقة، اعتقد (وزير الدفاع،موشيه ديان) بأنني اوافق على تلخيصه فيقول الى رفيف (العميد يهوشع رفيف،السكرتير العسكري)، اطلب مصادقة غولدا على كذا وكذا. ولكن، بما انني لمأقبل هذا وواصلت الإلحاح، قال: إذا كان الأمر كذلك، نذهب الى غولدا. مايعني انه حتى على هذا التجنيد لم تكن مصادقة.
سؤال:أنا أفهم كل هذا. سوف أسأل وزير الدفاع عليه. ولكنني اسألك أنت.. فمنالواضح انكما في الساعة السابعة صباحا كنتما متفقين على تجنيد لواءين.
جواب: كان يجب الحصول على مصادقة رئيسة الحكومة على ذلك.
*سؤال: حسنا. لماذا لم يكن بامكان رفيف أو وزير الدفاع أن يتصل في السابعةصباحا ويقول: اسمعي، سنأتي لاحقا للنقاش لديك، حيث انه يوجد خلاف. أناأطلب (تجنيد) لواءين ورئيس الأركان يريد كذا.. ولكننا متفقان على تجنيدلواءين وأطلب مصادقتك على تجنيد لواءين. فقد كان هذا سيوفر ساعتين علىالأقل؟
جواب:لأن هذا انتهى بالقول: تعال نذهب الى غولدا. أنا واع لمسألة الوقت.. ولكنهذا لا يعني خسارة ساعتين بالضبط، لأنه بالنسبة لسلاح الجو كانت المسألةمحلولة. عمليات الاستكمال في مختلف القيادات وغيرها، كما أشرت آنفا، أيألوف الرجال، كانت قد انطلقت. وثانيا، الافتراض في الصباح كان بضرورةتجنيد الجميع. ولذلك فقد كان جزء من الاستعدادات لاستدعاء الاحتياط قد تمعمله، مثل جلب الناشرين والبدء بتركيز التاكسيات والبدء بإعداد أوامرالاستدعاء.
* سؤال: أنا أقصد التجنيد الفعلي.
جواب: معك حق. هذا الأمر لم يعط.
31.في ضوء ما سبق ذكره، توصلت اللجنة الى الاستنتاج (البند 15 صفحة 11 فيالتقرير الجزئي) بأن «جرى تأخير لمدة ساعتين في تجنيد القوات بالحجم الذياتفق عليه وزير الدفاع مع رئيس الأركان في ذلك الصباح، وذلك لأن رئيسالأركان انتظر حتى حسم رئيسة الحكومة في مسألة تجنيد كامل تشكيلات جيشالاحتياط».
اننانعتقد انه بعد أن حصل على موافقة وزير الدفاع كان يتوجب على رئيس الأركانأن يأمر فورا بتجنيد ذلك الجزء المتفق عليه (او يحصل على موافقة رئيسةالحكومة على ذلك، إذا اعتقد بأن هناك ضرورة) ويواصل طلب التجنيد الكامل فيلقائه مع رئيسة الحكومة.
32.البحث لدى رئيسة الحكومة (وثيقة البينات رقم 75 ـ تسجيل أ. مزراحي وكذلكالتسجيل المختصر للمقدم براون ـ وثيقة البينات رقم 57، إلا إذا تمتالاشارة الى شيء آخر). كما ورد في التقرير الجزئي (بند 32 صفحة 32)، «يسجللرئيسة الحكومة اطراء كبير على استخدامها الصحيح لصلاحياتها في الحسم فيالظروف الناشئة في ساعات الطوارئ في صباح السبت. لقد حسمت الأمر بحكمةوبحساسية سليمة وبسرعة لصالح تجنيد كامل تشكيلات جيش الاحتياط، على الرغممن الاعتبارات السياسية ثقيلة الوزن، وبذلك قامت بعمل بالغ الأهمية فيالدفاع عن الدولة». لقد كان هذا بحثا مهما للغاية، أكان ذلك لتوضيح مسألةالاعتبارات لتوجيه الضربة المانعة، أو لتجنيد الاحتياط، ولهذا نعرضاقتباسات واسعة من البروتوكول التفصيلي الذي كتبه أ. مزراحي خلال الجلسة(وكذلك من تسجيلات المقدم براون).
فيبداية الجلسة يبحثون في المشاكل الفورية المتعلقة بالساحة الميدانية، سكانهضبة الجولان وأبو رودس وشرم الشيخ، ويبحثون في الأنباء (القادمة) منالولايات المتحدة الأميركية وبالأنباء التي ينبغي ابلاغها بها. وبعدئذيقول وزير الدفاع:
«والآن شيئان أكثر جدية:
1)ضربة رادعة 2) تجنيد الاحتياط بالنسبة للضربة الرادعة، من الناحيةالجوهرية، لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا القيام بها هذه المرة. إذا هجمت مصر،نستطيع أن نوجه ضربة للسوريين. في ضوء المعلومات المتوفرة الآن، لا نستطيعتوجيه ضربة رادعة. لا نستطيع حتى لو كان ذلك قبل خمس دقائق (من الهجومالعربي). وإذا كنا في وضع بدأت فيه مصر (الهجوم) وهي وحدها بدأت فقط،نستطيع ان نضرب السوريين، مبدئيا. وإذا لم يطلقوا النار لن نطلق النار».(وثيقة البينات رقم 57 صفحة 3).
حسب تسجيل المقدم براون (وثيقة البينات 266):
«منناحية الضربة الرادعة، من الناحية العملية، الأفضل هو أن نهاجمهم قبل أنيهاجمونا. حسب رأيي، لن نستطيع أن نسمح لأنفسنا بذلك. فماذا نستطيع؟ إذابدأت مصر، يمكن مهاجمة السوريين وتصفيتهم، ولكن لا يمكننا ذلك حتى لو قبلخمس دقائق. ليس ممكنا، إلا إذا وصلت الينا أنباء تقول بأنهم ينوونتفجيرنا. في ضوء المعلومات المتوفرة حاليا، لا يمكن. فمن الناحيةالمبدئية، لا يمكن البدء باطلاق النار (عليهم) قبل أن يبدأوا هم في اطلاقالنار».
(حسب وثيقة البينات رقم 57 ـ وهي استمرار مباشر لأقوال وزير الدفاع السابقة):
«فيقضية تجنيد الاحتياط، رئيس الأركان سيبلغ فيما بعد تفاصيل القوات .. دادو(هكذا كان يلقب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، دافيد العزار) يريد تجنيدعدد أكبر من القوات، وأنا أتحفظ. أنا أقترح تجنيد كل قوات الاحتياط فيسلاح الجو ولواء مدرعات في الشمال وآخر في سيناء، وهذا يعني تجنيد 50 ـ 60ألف شخص. ربما يزحف الى ما هو أكبر قليلا من ذلك. هذا التجنيد يجب أن يتمحتى السادسة مساء اليوم. نحن بحاجة الى مزيد من الدبابات في الجولان وكذلكفي سيناء. علينا أن نستعد.. إذا تدهورت الأوضاع وبدأ اطلاق النار، فإنناسنجند كامل قوات الاحتياط. إذا تصرفنا بشكل آخر نكون نحن الذين قد أعلناالحرب. حتى هكذا سيقولون ذلك. لو كنت أعتقد بأنه لا مفر من ذلك لكنت أجندكامل جيش الاحتياط. قوات الاحتياط المحدودة تستعد للعمل حتى صباح الغد.إذا أردنا تجنيد المزيد في الليل، سنفعل ذلك. وربما يكون لرئيس الأركانرأي آخر في هذه القضية».
حسب تسجيلات المقدم براون:
«فيقضية تجنيد الاحتياط، سيعرض رئيس الأركان ما لدينا الآن من القوات. يوجداختلاف في الرأي بيني وبين «دادو» حول الموضوع. هو يريد أكثر وأنا أريدأقل. أنا أؤيد تجنيد كل قوات سلاح الجو، وتجنيد لواء مدرعات في الجولانولواء مدرعات في سيناء، ما قد يصل الى 50 ـ 60 ألف شخص وعدم السماح بالزحفنحو ما هو أكثر من ذلك. لا مفر من ذلك لأن هذه قوة دفاعية. فإذا ازدادتخطورة الوضع ويبدأ اطلاق النار في الليل، نجند البقية. إذا تصرفنا بشكلآخر سيظهر الأمر كما لو أننا نحن الذين قد أعلنا الحرب. اننا نقف علىالسويس وفي هضبة الجولان وليس في الوضع الذي كنا عليه في سنة 1967. أناأؤيد الاعلان عن التجنيد وأن نجند قوات محدودة وفي الصباح نكون مستعدين».
بعد المذكور أعلاه يعرض رئيس الأركان آراءه:
«قرأت(المعلومات) وهي باعتقادي (المعلومات) أصلية (تعبير يقصد به ان المعلوماتموثوقة). بالنسبة لنا، انه إنذار قصير المدى للغاية. إذا هجموا بعد عشرساعات، فإننا مستعدون بأقصى حد ممكن مع الجيش النظامي، ولكننا ما جندناجيش الاحتياط بتاتا. نتيجة لذلك يجب ان نزيد فورا قوات الاحتياط التينجندها الآن بحيث يتاح تفعيلها غدا. في صبيحة يوم الأحد تستطيع أن تشاركفي الحرب. الاحتياط الذي لا نجنده اليوم سيكون خسارة يوم. لذا، فأنا أؤيدتجنيدا كبيرا. أنا أعتقد أنه الزامي تجنيد 200000 شخص كتشكيلات قتالية.أنا بحاجة اليهم اليوم. تجنيد كامل قوات الاحتياط في سلاح الجو. استكمالالوحدات النظامية، ففي هذه الوحدات أيضا توجد قوات احتياط. هذا هو الجيشالمحارب. ألوية مدرعة اضافة الى المدفعية والإمداد. مع قوة كهذه نستطيع أننكون مستعدين حتى يوم غد في الصباح أو الظهيرة بشكل أكثر جذريا. إذا جندناما هو أقل من ذلك، فسنستطيع غدا أن نعزز القوات من الناحية الدفاعية ونصدالهجوم. ولكننا سنكون محدودين بالعمليات الدفاعية. بينما إذا توفرت لناقوات اكبر نستطيع الهجوم والقيام بالهجوم المضاد. إذا لم ننفذ التجنيدالكبير، فأنا لا أرى أقل من 70 ـ 80 ألفا. ومن ناحية الآثار الدوليةالسياسية، فلن يكون هناك فرق ما بين تجنيد 70 ألفا أو 200 ألف شخص. بلربما يؤثر، لأن العرب سيفهمون بأنهم فقدوا امتياز المفاجأة.
منناحية ثانية، التجنيد سيؤدي الى تجريمنا. سيقولون اننا جندنا الاحتياط لكينشن الحرب. من المفضل أن يقولوا اننا بدأنا الحرب وانتصرنا فيها. ففي كلالأحوال سيقولون ذلك. أنا أؤيد تجنيدا كبيرا. هذا من ناحية التجنيد.
بالنسبةللضربة الرادعة، الضربة الرادعة هي بالتأكيد امتياز تفوق ضخم. انها توفرالكثير من الأرواح. إذا دخلنا الحرب بحيث تكون المرحلة الأولى منها عمليةصد هجوم (عربي)، وأنا واثق بأننا سنصمد فيها، ومن ثم ننتقل الى الهجومفستكون هذه حربا جدية. لسنا ملزمين باتخاذ قرار بهذا الآن، فلدينا وقت منأربع ساعات حتى نتحدث مع الاميركيين. فحتى ساعات الظهر، ربما يقول لناالأميركيون أيضا إن الهجوم مؤكد، وعندها ربما نستطيع أن نوجه الضربةالرادعة».
* (في الحلقة القادمة: الحكومة الاسرائيلية تقرر مهاجمة سورية حتى لو لم تهاجم اسرائيل)





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:57

الوثائق الإسرائيلية ـ «الشرق الأوسط» تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية
ديان خطط احتلال الضفة الغربية من قناة السويس والحدود السورية اللبنانيةولم يستبعد الوصول بجيشه إلى النيل * المخابرات الأميركية أيضا اعتقدت مثلإسرائيل بأن العرب لن يحاربوا
جيش تونس - صفحة 2 News.423399

تل أبيب: نظير مجلي
في الوقت الذي عقدت فيه القيادات السياسية والعسكرية اجتماعات ماراثونيةللبحث في الوضع الناشئ من جراء التحركات العربية، كان وزير الخارجيةالاسرائيلي، أبا ايبن، يشارك في اجتماعات الدورة السنوية للجمعية العامةللأمم المتحدة. وهناك دارت معركة أخرى في الساحة الدبلوماسية.
كان أبا ايبن قد اجتمع مع وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، في الرابعمن أكتوبر 1973، وهو لا يعرف شيئا عن الأبحاث الجارية في اسرائيل ولا توجدلديه ـ كما يقول في مذكراته الشخصية ـ أية فكرة عن الاستعدادات الحربية.بل انه بحث مع كيسنجر في امكانية أن يعود الى الولايات المتحدة في الشهرالتالي من أجل دراسة السبل في تحريك المسار السياسي. وقد أعطى كيسنجر رأيهفي ان شهر أكتوبر لن يشهد اية تطورات درامية في الشرق الأوسط بسببالانتخابات العامة في اسرائيل المقرر اجراؤها في نهاية الشهر (تم تأجيلهاالى نهاية السنة في أعقاب نشوب الحرب).
ويكتب ايبن في مذكراته بأنه خرج من اجتماعه مع كيسنجر مرتاحا للغاية لأنهرأى في تحريك المسار السياسي حلما لطالما تحدث عنه في اسرائيل في الشهورالأخيرة، بل انه جعله الموضوع الأساسي في الدعاية الانتخابية التي شاركفيها باسم حزب العمل الحاكم. ووجه ايبن يومها انتقادات واسعة للجنرالات فيالحكومة وفي الجيش الذين وضعوا لأنفسهم مخططا حربيا لمزيد من التوسع، مندون أن يعطي تفاصيل. وكان الجنرالات ينتقدونه على ذلك لأنهم لم يريدواالابتعاد عن فكرة الحرب. ويتحدث عن هذه الفترة الجنرال في الاحتياط، حايمنيدل، في أطروحة الدكتوراه التي أعدها سنة 2002، فيقول بأن قادة الجيشومعهم الجنرالات الذين أصبحوا وزراء مؤثرين في الحكومة، وخصوصا موشيهديان، وزير الدفاع، وضعوا لأنفسهم خط تفكير استراتيجيا منذ الشهور الأولىبعد حرب 1967 تقضي بضرورة شن حرب أخرى. ويتضح ان أبحاثا عديدة طرحت فيالأطر السرية حول هذا الخط استمرت حتى الأيام الأخيرة قبل حرب أكتوبر وأنالاتجاه الأساسي السائد فيها كان على النحو التالي: حرب 1967، رغم انهاانتهت بانتصار ساحق لنا (لإسرائيل)، فإنها فشلت في تحقيق أهداف سياسيةاستراتيجية. فالعرب لم يغيروا من سياستهم تجاه اسرائيل ويواصلون التفكيرفي الطريقة القادمة القائلة بأن اسرائيل أقيمت بالعدوان ويجب ازالتها.ولاءات مؤتمر القمة العربية في الخرطوم، لا للاعتراف باسرائيل ولا للتفاوضمعها ولا للسلام معها، هي خير دليل على ذلك. وتجاهل الجنرالات بذلك كلالمبادرات السلمية التي وافق عليها الرئيس المصري جمال عبد الناصر وأنورالسادات والملك حسين، مثل مبادرة روجرز ومبادرة يارينغ وتقارير «الموساد»الاسرائيلي بأن السادات مستعد لسلام مقابل سيناء ورأوا بأن على اسرائيل أنتدير حربا أخرى يتم فيها «توجيه ضربة قاضية تجعل العرب يغيرون من سياستهمللمدى البعيد» كما قال رئيس اركان الجيش، دافيد اليعازر، في ذلك الوقت.واضاف: «أنا لست واثقا من أن حربا يمكنها أن تصنع سلاما. ولكنني واثق منأن هزيمة جدية وقوية لمصر يمكنها أن تغير الوضع في المنطقة لعدة سنوات.ولذلك فيجب أن نحدد لأنفسنا هدفا لحسم الحرب وليس حسم الصراع، في وقت قصيرومن خلال التسبب للعدو بخسائر ضخمة وتحقيق النقاط والامتيازات السياسيةوالعسكرية» ويفسر موشيه ديان هذه «الامتيازات» بالحديث الصريح عن تعديلالحدود الاسرائيلية الى ما بعد حدود الاحتلال الذي تحقق في 1967، أياحتلال المزيد من المناطق العربية، ليجبر العرب على التنازل عن مطالبتهمباستعادة الأراضي التي احتلت العام 1967 (كتاب ضابطي المخابراتالاسرائيلية، دافيد أربل وأوري نئمان). وحسب المصدر نفسه، رأى ديان أهدافالحرب، التي يريد أن يجر العرب على اليها، هي:
«على الجبهة المصرية: السيطرة على الضفة الغربية من قناة السويس وعلى بورسعيد، اقامة رأس جسر في الطرف الآخر (الغربي) من قناة السويس يمكن القواتالبرية (الاسرائيلية) من تدمير الصواريخ المصرية المضادة للطائرات بهدفضمان سماء نقية لسلاح الجو (الاسرائيلي) يخفف عنه مهمة منع (المصريين) منتنفيذ الهجمات أو قصف المواقع (الاسرائيلية) الحصينة، السيطرة على مصادرالنفط (المصري) في الضفة الغربية من خليج السويس ردا على احتمال محاصرةالسفن التي تنقل النفط الى اسرائيل. وعلى الجبهة السورية: التمركز فيالمنطقة الواقعة شرق نهر الليطاني (في لبنان) والممتدة حتى شارع بيروتدمشق بهدف تشكيل حاجز بين سورية ولبنان وتوجيه ضربة للمخربين (يقصدونالمقاومة الفلسطينية في لبنان في ذلك الوقت)، السيطرة على جميع مناطق جبلالشيخ بحيث تنصب الرادارات القادرة على رصد اية حركة في الشمال، خلق فاصلما بين سورية ولبنان».
ويضيف الكاتبان بأن ديان صادق في 17 مايو (أيار) 1973 على الخطة الحربية«أزرق أبيض» (التي سبق ذكرها وتتحدث عن انتظار هجوم عربي لكي ترد اسرائيلبشكل قوي وتحطم الجيوش العربية وتواصل التقدم في العمق السوري والمصري)،وفي 21 مايو (أيار)، قاد ديان اجتماعا لهيئة رئاسة أركان الجيش تم فيهتلخيص الاعداد للحرب، محددا النقاط التالية: يجب أن نأخذ بالاعتبار بأنمصر وسورية ستبادران الى الحرب في النصف الثاني من الصيف القادم، وفيالحرب شتشارك بالإضافة الى سورية ومصر فرق من جيوش العراق وليبياوالسودان، بينما الأردن لن يشارك. ويجب الإعداد لتوجيه ضربة أولى قبل أنيستأنف العرب الحرب. وعلى جيش الدفاع الاسرائيلي أن يستعد لإلحاق هزيمةساحقة بالعرب وأن يعبر الحدود القائمة في العمق السوري والمصري «أنا لاأستبعد أمكانية الوصول الى النيل». كما يجب العمل على ان تنتهي هذه الحربفي وقت قصير، بضعة ايام فقط، حيث انه بعد ذلك سيتم تدخل أميركي روسي يلزمبوقف اطلاق النار. وربما يستخدم العرب سلاح النفط للضغط على الغرب، وعليناأن نكون أقل ارتباطا بالنفط المستورد من الخليج وعلينا ان نزيد مصادرناالنفطية.
واختتم ديان بقوله: «نحن، الحكومة، نقول لهيئة الأركان: يا جنتلمانز، تفضلوا واستعدوا للحرب».
وبعد هذه التعليمات الواضحة، دأب رئيس أركان الجيش على اطلاع ديانباستمرار على مدى التقدم في الاعداد لتطبيق هذه الخطة، وفي شهر أغسطس (آب)أخبره بأن سلاح المدرعات أتم التدريب على هذه الخطة في الجبهة السوريةبمشاركة 515 دبابة، تشمل وحدة من جيش الاحتياط. وان الجيش يستعد بطريقةتجعله قادرا على نقل المعركة الحربية الى ساحة العدو في أقرب وقت ممكن منبدء اطلاق النار. ويتحدث أبا ايبن عن هذه المواقف وكأنها كابوس، ويعرب عنمخاوفه من عظم سيطرة ديان على الدولة، حيث انه الأقوى في الحكومة والأكثرشعبية بين الناس ايضا وكذلك في الصحافة «لقد اعتادت الصحافة على تفضيله عنالآخرين ونشرت النص الكامل لخطاباته بشكل منهجي، وهو الأمر الذي لم تفعلهالصحافة حتى لرئيسة الحكومة»، يكتب في مذكراته. ويقول انه واصل التصديلهذا النهج عدة شهور، الى أن هدأت الأوضاع في شهر أغسطس (آب)، عندما وصلتالى المخابرات الاسرائيلية معلومات مؤكدة من عدة مصادر، تفيد بأن «مصرتراجعت عن نيتها اعلان الحرب في هذه المرحلة». ودلت الصور الجوية على انهتم بالفعل تخفيض جدي في الحشودات المصرية.
لهذا خرج أبا ايبن، وزير الخارجية الاسرائيلية، سعيدا من لقائه مع كيسنجرفي 4 أكتوبر. وشعر بأن الأميركيين ينوون تحريك المسيرة السلمية بشكل جدي.وكتب في مذكراته بأن كيسنجر لمح اليه بأنه يخطط لاجراء مفاوضات مباشرة أوغير مباشرة مع مصر، حيث قال ان وزير الخارجية المصري سيتواجد في نهاية شهرنوفمبر (تشرين الثاني) في واشنطن، ودعاه (ايبن) الى الحضور في نفس الوقت.ولكنهم، في اليوم التالي، اتصلوا به من القدس وابلغوه أن عليه أن يستعدلطلب اجراء لقاء آخر مع كيسنجر لأمر طارئ، فأجابهم بأن الساعة تقاربالثالثة فجرا، فما هو الأمر الطارئ الذي يمكن ايقاظ كيسنجر بسببه. فقالواانهم سيطلعونه على ذلك فيما بعد. فراح يتخبط بينه وبين نفسه كيف يقدم علىفعلة كهذه. وبعد دقائق اتصلوا به ثانية وطلبوا منه التريث وعدم ايقاظكيسنجر. فيكتب بأنه ارتاح جدا من هذا التراجع، لأن كيسنجر معروف بعصبيته،وسيغضب كثيرا إذا شعر أنهم أيقظوه لسبب تافه في نظره. ولكن ايبن بقي قلقامن السبب الذي دفعهم الى طلب اللقاء العاجل. فاهتم بمعرفة ما يجري فاخبروهبأن رسالة ستصله عبر السفارة بالبريد السري.
وتبين في ما بعد بأن الرسالة تحتوي على رسالة من غولدا مئير الى البيتالأبيض ومعها تقرير من الاستخبارات العسكرية، يحذر من تحركات غير عاديةعلى الطرف العربي من الحدود ويطمئن في الوقت نفسه بأن العرب لن يشنواالحرب. واتفق على أن يرسل التقرير الى كسينجر عن طريق البيت الأبيض،وأرسلوه الى سكرتير مجلس الأمن القومي، برينت سكوكروفت، وهو بدوره قامبتحويله الى كيسنجر في نيويورك. وبعد حرب أكتوبر بعدة شهور التقى ايبن معكيسنجر في اسرائيل واهتم بمعرفة رد فعله عندما قرأ هذا التقرير في 5أكوبر، فأجاب بأنه نام الليل الطويل من دون قلق. وكشف له بأنه لم يعتمدفقط على التقديرات الاسرائيلية، بل طلب من المخابرات الأميركية أن تعطيرأيها في مضمونه، فأبلغته بعد ساعات بأن التقويم الاسرائيلي صحيح، فالعربلا يملكون الجرأة ولا القرار للخروج الى حرب مع اسرائيل لأنهم غير واثقينمن أن تنتهي حربا كهذه لصالحهم. وأعربوا عن تقديرهم بأن الاتحاد السوفياتييحاول اقناع العرب بالحرب لأنه يريد استغلال حالة الضعف التي يمر بهاالرئيس الأميركي، ريتشارد نكسون، بسبب فضيحة ووترغيت. وأن العرب أدركواخطورة «المؤامرة السوفياتية». فرفضوها.
وأما في اسرائيل فقد أجريت الأبحاث بشكل مكثف من دون اعطاء التفاصيل لوزيرالخارجية. وكان هدف ديان من اخفاء تلك المعلومات هو منع توصيل رسالة الىالأميركيين يفهم منها بأن اسرائيل قلقة وهلعة. فهو يريد أن تبقى اسرائيلقوية في نظر الأميركيين. لكن الضابطين أربل ونئمان يضيفان بأن الاحتمالالأكبر هو أن يكون ديان معنيا بهذه الحرب، ضمن نظريته المعروفة (والتيذكرناها في حلقات سابقة) بأن حربا في هذا الوقت ستحقق لاسرائيل مكسباسياسيا وعسكريا يخدم الأهداف الأمنية الاستراتيجية في اسرائيل. وقد حاولالجنرالات استثمار هذا الموقف لصالح استباق المصريين وتوجيه الضربة الأولىمن اسرائيل لمصر، التي تهدد بالحرب، وحتى لسورية، التي لم تهدد. ولوحظ بأنرئيسة الوزراء، غولدا مئير، لم تعترض على مبادرة شن الحرب. لكن ديان نفسههو الذي رفض توجيه الضربة الأولى من اسرائيل. فقد رأى ان مثل هذا الأمرسيفسر في العالم على انه اعلان حرب من اسرائيل وهذا يضر بمصالحها. فقد كانديان يعلق أهمية كبيرة على التأييد الدولي لاسرائيل. وفي مرحلة معينة منالنقاش، سنلاحظ لاحقا، بأن غولدا تقول ردا على ديان: «القلب ينجذب الىتوجيه الضربة... » و«.. من الأفضل أن يغضبوا علينا ونحن في وضع جيد». ولكنموقف ديان هو الذي انتصر في النهاية. وتقرر أن يتم الاستعداد من توجيهالضربة الرادعة.
واليكم في ما يلي حلقة أخرى من تقرير لجنة أغرنات القضائية للتحقيق فياخفاقات حرب أكتوبر في اسرائيل، وهي بالنص الحرفي. كل ما تحته خط فيها جاءمن الأصل كما في الوثيقة الأصلية باللغة العبرية. وقد وضعت اللجنة فيتقريرها تفسيرات وتوضيحات فأشارت اليها داخل قوسين من النوع التالي ( )،وقد أضفنا نحن في «الشرق الأوسط»، تفسيرات أخرى لأمور نعتقد أنها تفيدقارئنا العربي على التعرف أكثر على هذه المادة. وقد اشرنا لهذه التفسيراتبالقوسين التاليين: ( ). مادة التقرير:
بعدئذ، يبدأ نقاش طويل، حول امكانية منع الحرب بواسطة اصدار بيان الىالعالم نقول فيه إننا نعرف عن هذه الحرب ـ وزير الدفاع : «نقطة نظام.أقترح أن نقرر أولا بشأن الاحتياط». (حسب وثيقة البينات رقم 57، ورقم 266:«تعالوا نقرر أولا بشأن الاحتياط لأننا نضيع الوقت»). رئيسة الحكومة: أناأزن الموضوع. القضية هي في التأثير على الاقتصاد. إذا وقعت حرب فعلية،فذلك ليس مأساة. إذا وقعت الحرب لن يكون مفهوما لنا لماذا أخرنا 12 ساعة..وبالنسبة للضربة المانعة، فإن القلب ينجذب اليها ولكن دعونا نرى لاحقا.(حسب وثيقة البينات رقم 266: «القلب ينجذب لذلك ولكنني لا أدري»).
بعد أن بحثت رئيسة الحكومة في مسألة البيان الى العالم، تدخل وزير الدفاعفي أقوالها: «إذا وافقت على تجنيد كبير لقوات الاحتياط، فلن أستقيل. لكنتوصيتي هي أن نجند سلاح الجو ولواء في الشمال ولواء آخر في الجنوب. إذاكان ضروريا أن نجند المزيد في الليل، فسنجند. الإعتبار عندي ليس اقتصاديا.أنا أخشى من أن تتهمنا كل وسائل الإعلام بأننا بادرنا الى الهجوم، فهذاتجنيد للاحتياط قبل أن تطلق أية طلقة رصاص علينا. حالا سيقولون بأنناالعدوانيون. ليس من المستبعد أن يقول حتى الأميركيون بأنه لم تكن هناك حربفي الأفق، وأن اسرائيل والجيش الاسرائيلي قاما بدفع نحو الحرب».(حسب 266:«كل وسائل الإعلام وموسكو ستعلن اننا متجهون للحرب. إسرائيل قامت بتجنيدالاحتياط قبل أن تطلق الطلقة الأولى. وبعد ذلك اذهب واثبت من أطلق الرصاصةالأولى. إذا قمتم بتجنيد الاحتياطي فأنا لن أرتمي على الشارع (للوقوف فيطريقكم)، لكنني لا أؤيد ذلك..»).
في الختام تلخص رئيسة الحكومة، تلخيصا جزئيا: «نسير على طريق «هشوميرهتسعير» على مراحل («هشومير هتسعير» تعني بالعبرية «الحارس الصغير» وهواسم منظمة الشباب الصهيوني اليسارية التابعة لحزب يدعى «مبام»، ذاب حاليافي اطار حزبي العمل وميرتس. وفي حينه، عشية قيام اسرائيل سنة 1948، كانهذا التنظيم يؤمن بالاعتدال ويطلب أن لا تحتل التنظيمات العسكريةالاسرائيلية كل المناطق العربية، فعندما اتهموه بالتخاذل وبأنه يمتثللأوامر الاتحاد السوفياتي، كان يرد بالنفي ويفسر مواقفه بالقول انه يؤمنبسياسة الخطوة خطوة) 1) تجنيد ما لا يوجد حوله نقاش. وحسب الحديث معالأميركيين نقوم بتعزيز القوات.
2) الضربة الرادعة، جذابة بشكل كبير. لكننا لسنا في سنة 1967. هذه المرةيظهر العالم (ضدنا) بكل حقارة. لن يصدقونا. إذا بدأوا في الجنوب، لن تكونعندها مشكلة. لكن دعونا نرى خلال النهار.
رئيس الأركان: أنا مستعد لتجنيد غير كامل. ولكنني أريد (كل) الألويةالمدرعة. كل استعداداتي (مبنية على) ان الحرب ستنشب في الساعة السادسةمساء. نجند كل سلاح الجو و..ألوية المدرعات. أنا أبحث لنفسي عن وضع أفضل.كل الحديث هو عن إضافة 30 ألف شخص.
مساعد وزير الدفاع (الجنرال تسور): الحد الأدنى تجنيد 100 – 200 ألف. منناحية التأثير، من يعلم إذا كان العدد 70 أو 100 ألف. رئيسة الحكومة: منناحية التأثير السياسي، إذا لم نعلن عن تجنيد شامل فورا، فليكن 70 أو 100ألف، فهذا لا يهم.
مواصلة (البحث) حسب وثيقة البينات رقم 266:
وزير الدفاع: أنا قلت ما عندي ولم أغير رأيي.
رئيسة الحكومة: ما هو العدد عندك؟
وزير الدفاع: «المشكلة عندي هي في العدد وليس في الجانب الاقتصادي. أناأدرك ان من الأفضل أن تكون هناك تشكيلات احتياطية مجندة في حالة نشوبالحرب. نحن لسنا واثقين من أن الحرب ستنشب وما الذي نحتاج عمله فعلا معالقوات النظامية. نصل الى المساء ونرى. أما أن نقوم بالتجنيد الكامل، علىالصعيد الداخلي وأمام العالم؟ الاعتبارات الداخلية ليست ذات أهمية بالنسبةلي، لو كنت أعتقد اننا بحاجة الى ذلك. لكنني أعتقد انه حتى مع وجود مصاعبكبيرة، من المحبذ لنا أن نبدأ بشكل جيد من الناحية الدولية، لأننا لانتمتع بالحرية التي كنا نتمتع بها في سنة 1967. لن يكون هنالك فرق لهذهالليلة». استمرارا لسؤال رئيسة الحكومة، يقول وزير الدفاع: «باعتقادي انهلو هاجمنا السوريون، ما كان «دادو» يرسل أكثر من لواء واحد».
رئيس الأركان: من الممكن الوصول الى دمشق بلواء واحد (حسب وثيقة البيناترقم 57: «إذا اجتاح السوريون في الجولان، سأضرب بإضافة لواء واحد نحودمشق، (فقط) لواء واحد في الجولان»).
وزير الدفاع: أنا الآن لا أموت على ذلك. إذا احتجنا الوصول الى ذلك فسنصل.بالمعادلة الشاملة، فإن (خوض الحرب) مع القوات النظامية وتجنيد (الاحتياط)خلال الحرب، هو الأقل جودة. ولكن (تأجيل التجنيد) 7 ـ 8 ساعات كهذه، لنيغير شيئا عما أقترحه أنا. على كل حال فأنا لا أعاند، يا غولدا. هناك أمورإذا عاندت فيها فأنا أعاند.
رئيسة الحكومة تلخص:
يوجد عندي معيار واحد. إذا نشبت حرب حقا، فيجب أن نكون في أفضل وضع.بالنسبة للخارج، من المفضل أن يغضبوا علينا ووضعنا جيد. لا أحد يستطيع أنيقيس كم جندنا من جيش الاحتياط بالضبط. علينا أن نفكر مرة أخرى ونقرر. إذانشبت الحرب فيجب ان نكون في أفضل وضع ممكن.
وزير الدفاع: أفضل وضع ممكن هو التجنيد الكامل.
رئيسة الحكومة: يجب ألا ينشأ وضع تؤدي فيه الضربة الأولى (للهجوم العربي)الى اصابة عدد أكبر، مما لو كانت لدينا قوات أكبر. مقياس واحد: فإذاالحرب، ليكن أقل عدد من الاصابات. أما بالنسبة للضربة الرادعة، فلن نستطيعتفسير ذلك. ولكن هنا أيضا، علينا أن نرى خلال النهار. إذا بدأ المصريونولم ينضم السوريون، فإننا نضرب السوريين.
وزير الدفاع: واضح.
«في الساعة 9:20 يلخص وزير الدفاع بأن على رئيس الأركان أن يجند كاملالتشكيلات وفقا لما كان اقترحه رئيس الأركان (حسب وثيقة البينات رقم 266:وزير الدفاع: «أنا أفهم بأنك تستطيع إصدار الأوامر لتجنيد كل التشكيلاتالتي سميتها»).
2. لقاء رئيسة الحكومة مع السفير الأميركي وجلسة الحكومة 33. في الساعةالعاشرة من يوم السبت صباحا، التقت رئيسة الحكومة بمبادرتها مع سفيرالولايات المتحدة السيد كيتينغ (نص تسجيل المحادثة في وثيقة البينات رقم89 وكذلك أنظر الشهادة التي أدلت بها رئيسة الحكومة أمام اللجنة في صفحة4493، وأقوال رئيسة الحكومة أمام لجنة الخارجية والأمن (البرلمانية) مساءالسبت، السادس من أكتوبر، صفحة 21 من البروتوكول). رئيسة الحكومة أبلغتالسفير انه بموجب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن سورية ومصر تنويان مهاجمةاسرائيل في ساعات بعد الظهر من اليوم نفسه. وأوضحت ان الهدف من اللقاء (معالسفير) هو إبلاغ الأميركيين بالمعلومة وبأننا لا ننوي شن الحرب. لا يوجدلدينا شك في أننا سننتصر. ولكننا نريد ابلاغ المصريين والسوفيات، بواسطةالأميركيين، بأننا لا نخطط لهجوم ولكن من الواضح أننا مستعدون لصد هجومهم.فإذا كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون مفاجأتنا، فمن المهم أن يعرفوا أنهم لنينجحوا في ذلك. وفي الرد على سؤال السفير إن كنا سنوجه ضربة قبل أنيهاجمونا، أجابت رئيسة الحكومة بالنفي القاطع: لا، مع أن الأمر كان سيخففعنا كثيرا. السفير قال انه سيبرق الى واشنطن فورا وبأقصى السرعة وبمنتهىالسرية، لدرجة ستؤدي الى ايقاظ وزير الخارجية (هنري كيسنجر) من نومه.بخصوص الاتصالات السياسية التي جرت في الولايات المتحدة يومي 5 و6 أكتوبراقرأ لاحقا في البندين 41 و42.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:58

الوثائق الإسرائيلية ـ تواصل نشر وثائق الحروب الإسرائيلية
الحرب تداهمالحكومة الإسرائيلية وهي في جلسة طارئة في خندق حربي * إسرائيل تخليالمستوطنات اليهودية في الجولان من النساء والأطفال عشية الحرب


تل أبيب : نظير مجلي
في هذه الحلقة من تقرير لجنة أغرنات القضائية للتحقيق في إخفاقات اسرائيلفي حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، تشير الى حدث آخر من الأحداث التيانتقدها المحققون بسبب ما اعتبروه اهمالا عنجهيا للقيادة الاسرائيليةالعسكرية والسياسية، حيث ان دلائل أخرى تجمعت لديها تبين بوضوح بأن وجهةالعرب هي الى الحرب بكل جدية، لكن هذه القيادة استخفت بهم وبدت واثقة منإلحاق هزيمة بهم على طريقة حرب 1967.
ويتضح بأن الحكومةحرصت على إخلاء المستوطنات اليهودية في هضبة الجولان السورية المحتلة منسكانها النساء والأطفال والمسنين، تحسبا من قدرة الجيش السوري على الوصولالى هذه المنطقة و«إبقاء المستوطنين رهائن بأيدي السوريين» أو «انتقامالسوريين منهم بسبب استيطانهم للأرض السورية المحتلة»، كما قال الوزيراسرائيل غليلي في جلسة الحكومة. وادعى جهاز «الموساد» بأن لديه تسجيلاتومعلومات استخبارية تشير الى أن العرب ينفذون عدة ممارسات تدل على انهاالحرب. ومن أبرز التسجيلات التي أظهرها "الموساد" نص مكالمات عدة للخبراءالروس الذين تواجدوا في مصر وسورية لمساعدة جيشيهما في الإعداد للحرب وفياستخدام الأسلحة الروسية في ذلك الوقت.
وقال قادة الجهازالاسرائيلي ان التسجيلات تدل على ان الروس غادروا مصر وسورية بشيء ما بينالهلع والهرولة. وتم التقاط العديد من المحادثات المتوترة بين الخبراءالروس ونسائهم بسبب سرعة المغادرة. ومن بين هذه المحادثات، التي كشفتهاصحيفة «يديعوت أحرونوت» في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2003، بمناسبة مرور 30عاما على الحرب، ظهر خبير روسي يطلب من زوجته الاستعداد للمغادرة. فتحاولاقناعه بالانتظار قليلا حتى تشتري هدية لوالدتها وبعض الأشياء الأخرى،فراح يصرخ في وجهها بشكل هستيري. وقد اختلف محللو هذه المكالمات في«الموساد»، إذا ما كانت تلك التصرفات تدل على أن الروس يغادرون بهستيريامعينة أو انهم من اصحاب المزاج الحامي. فإذا كانوا مهرولين، فهذا يعني انهناك حربا على الطريق. وإذا كانت مسألة طباع، فإنه لا داعي للقلق من حرب.
وفي نهاية المطاف لميتوصل راصدو «الموساد» الى موقف نهائي ونقلوا التسجيلات كما هي، لتضيفمعلومة أخرى تشير الى الأجواء الساخنة أصلا. وقد أدى تجمع هذا الحشد منالمعلومات التي تقول بأن الحرب وشيكة وعلى الجبهتين، الى بحث جدي فيالحكومة حول امكانية توجيه ضربة اسرائيلية سابقة للهجوم العربي وهي ماتسمى بـ «ضربة رادعة»، لكن وزير الدفاع، موشيه ديان، كما نشرنا في حلقةسابقة عمل كل ما في وسعه لأن لا توجه ضربة كهذه حتى تظل اسرائيل كاسبةالرأي العام الغربي. وفي هذا الموقف أيضا انطلق من الغرور والعنجهية، حيثانه قال انه واثق من أن الجيش الاسرائيلي سيدمر أي هجوم عربي وسينقلالمعركة الى الأرض العربية. وبدافع من الاعتقاد التام بأن الحرب واقعة فيمساء يوم 6 أكتوبر بالتحديد، دعت رئيسة الوزراء، غولدا مئير، الى جلسةطارئة للحكومة في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم. وكان هذا يومسبت وهو نفسه يوم الغفران، حيث يمتنع اليهود المتدينون عن أية حركة ويلتزمالكثير من اليهود العلمانيين بهذا الفرض. فيتوقف السفر وتغلق المحالالتجارية والمصانع والورش ولا يردون على الهاتف ويمضي اليهود المتدينوناليوم بالصوم وبالصلوات. وعليه فإنه لم يكن سهلا تجنيد الحكومة بكاملهيئتها. وتغيب في البداية جميع الوزراء المتدينين. وكما جرت العادة فيالحروب، فقد عقدت الجلسة في تل أبيب في مكان سري قريب من مقر قيادة هيئةأركان الجيش الحربية، وتم ابلاغ رئيسة الحكومة ووزير الدفاع ورئيس اركانالجيش بالتطورات خطوة خطوة.
لكن تقرير لجنةالتحقيق لا يدخل في كل تفاصيل البحث في هذه الجلسة بهذه المرحلة، ويعودبنا الى الوراء ليتحدث عن مؤسسات أخرى عشية الحرب، فيتناول هذه المرة جهاز«الموساد»، وهو جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية. وفي الحلقة القادمةسنواصل نشر الجزء الثاني من الحديث عن هذا الجهاز وسننشر مقدمة تحتوي علىمعلومات وثائقية لم تذكر في التقرير ولكنها ذكرت في وثائق أخرى تعرفنا علىطبيعة نشاطه والمارسات البشعة التي قام بها في مختلف دول العالم عبرالتاريخ الاسرائيلي.
واليكم فيما يلي حلقةأخرى من تقرير «لجنة أغرنات» حول حرب أكتوبر 1973 ونستهله بمقطع عن جلسةالحكومة المذكورة: التقرير 34. في الساعة الثانية عشرة من يوم السبت، بدأتجلسة الحكومة في تل أبيب باشتراك رئيسة الحكومة والوزراء ألون وألموغيوبار ليف وغليلي وديان (حتى منتصف الأبحاث) (ثم حضر) هليل وحزاني وسبيروبيلد وبيرس وكول وشمطوف وشبيرا. على جدول الأبحاث: الحشودات الهجوميةللمصريين والسوريين.
وزير الدفاع استعرضالأنباء الواردة من المصادر المختلفة: أنباء عن هجوم كامل على الجبهتين«اليوم قبيل المساء، أو قليلا بعد حلول الظلام (يتعلق الأمر بالخطةالعملية)» ، خروج العائلات الروسية بطريقة مهرولة، اخلاء السفن الروسية منالموانئ المصرية، حشودات القوات على الأرض وخصوصا دفع صواريخ «sa-6»الى الأمام في مصر وودفع المدفعية الحيوية السورية، اللتين تدلان علىالنوايا الهجومية. الخطة المصرية هي الوصول في المرحلة الأولى الى المتلةمن خلال تقديم الصواريخ والمدفعية، خطوة اثر خطوة، وهجمات على شرم الشيخوأبو روديس. وهو يصف خيارات العدو لتنفيذ الهجوم أيضا بصواريخ سكاد وفروج.الخطة السورية كانت أكثر طموحا: احتلال هضبة الجولان. ويقدم الوزيرمعلومات عن قوات العدو: للسوريين يوجد الآن في خط الدفاع الأول 600 – 650دبابة، وفي الخط الثاني عدة مئات أخرى وهم يستطيعون الوصول الى رقم غيربعيد عن الألف – 700 – 800 دبابة. وتوجد لهم أكثر من 500 وسيلة مدفعيةقاذفة في خط الدفاع الأول. ولمصر يوجد أكثر من 1100 مدفعية وعدد مماثل منالدبابات. وقال عن الضربة الرادعة (صفحة 6) أن طاقم القيادة يرغب في ذلك(أي توجيه ضربة رادعة)، ولكنه، أي وزير الدفاع حتى لم يقترح الأمر علىرئيسة الحكومة والقيادة لم تضغط بهذا الشأن. وعن خطتنا (في صفحة 7):
«..نحن لا نعتمد علىالضربة المانعة، والليلة الأولى (نتجه) لعملية الصد. في الجبهة المصريةربما يستطيع سلاح الجو عمل شيء.. هو يستطيع أخذ دور في العملية. علىالجبهة السورية لن يستطيع عمل أي شيء. وهكذا ففي الجبهة السورية يكونالعمل للمدرعات الموجودة هناك.. خلال الليل وسلاح الجو ينضم صباح اليومالتالي.
في الجبهة المصرية يكون ذلك للمدرعات وبمدى معين سلاح الجو، هكذا تتم تمضية الليلة الأولى».
وتقضي الخطة في اليوم التالي بضرب المطارات وشبكات الصواريخ السورية إذا سمحت حالة الطقس بذلك. وحول قواتنا:
«بالنسبة للمدرعات فيسيناء توجد اليوم حوالي 300 دبابة. خلال يوم إضافي تصل ثلاثمئة أخرى, وبعداليوم الثالث تصل ثلاثمئة دبابة أخرى. في الجولان توجد اليوم 150 دبابةوبالامكان أن تصل على دفعيتين دبابات أخرى: الأولى غدا ما بين ساعات الظهروقبيل المساء 250 وحتى 300 دبابة وغدا 200 أخرى».
وفي رده على أسئلةالوزراء يقول وزير الدفاع (صفحة 15 ـ 16) انه حسب رأيه، إذا حاول المصريونعبور القنال، فإن ذلك سيكون بمثابة مغامرة تامة من ناحيتهم، إذ انهم حتىلو أقاموا بعض الجسور وتقدمت بعض قواتهم بضعة كيلومترات الى الأمام، فإنقواتنا المدرعة ستدمرهم في النهاية ويوجد لدينا سلاح الجو أيضا. ومقابلذلك، فإن الوضع أكثر تعقيدا في الجبهة السورية. فهناك توجد لنا تشكيلاتبقوة أصغر ولا توجد عقبة القنال. وحتى إذا احتلوا بعض المستوطنات وأحرقوها(وعلى الرغم من أن النساء والأطفال ليسوا هناك)، فإن الأمر لا يشبه التقدمفي رمال سيناء. ومع ذلك فإنني أقدر بأنهم لن ينجحوا. لا يوجد شعور بانهمسنجحون في تطبيق خططهم ولا حتى لليلة الأولى، بالتقدم 8 كيلومترات.
الوزراء يسألون (في صفحة 9):
الوزير كول: «من أينهذه المعلومات؟ هل المسألة ظهرت فقط اليوم؟ بالأمس لم نسمع عن ذلك قط. مثلهذه الأمور، عرفتها مخابراتنا مسبقا، وقمنا بالاستعداد للحرب».
الوزير شمطوف يقترح الإعداد سياسيا لما قد يجري.
الوزير بيرس: «الفكرةالأساسية التي سمعناها من وزير الدفاع هي أن اسرائيل ستوضح بقدر المستطاعبأننا هوجمنا ولم يكن أمامنا أي مفر، حتى لا يقال أننا قمنا بضربة رادعةأو كان (من طرفنا) أي استفزاز. كل خططنا الدفاعية واية خطة أخرى تسير وفقالهذا المنطق».
الوزير هليل يسأل وزير الدفاع إذا كان السوريون والمصريون يستطيعون التقدم، حسب تقديره، ازاء استخدام قوات الصد البرية عندنا.
الوزير غليلي: هل تم عمل شيء ليفهم المصريون بأنهم لن يتمتعوا بعنصر المفاجأة؟
الوزير شبيرا: (صفحة11) «هل يوجد ضمان بأن لا يبكروا في عملياتهم؟ نحن نتوقع قدومهم مع بدءحلول الظلام، فماذا (سيحدث) لو أنهم بكرّوا؟» ويجيب وزير الدفاع على ذلك(صفحة 15) بأن سلاح الجو سينطلق للمراقبة في ساعات بعد الظهر لكي تتاحامكانية مجابهة مثل هذا التطور.
وينشأ السؤال، هلنهاجم السوريين في حالة قيام المصريين بإطلاق النار؟ حول هذا السؤال دارفي ما بعد نقاش خلال الجلسة، لم يتوقف إلا عندما أطلقت صفارة الإنذارووصول الأنباء عن بدء هجوم العدو. ملحق«أ» إجراءات الموساد في بدايةأكتوبر 35. السيد تسفي زمير، هو رئيس «الموساد» للمخابرات والمهمات الخاصة(جهاز المخابرات الخارجي في اسرائيل) منذ سنة 1968 (شهادة زمير صفحة 9 ـ198). وقد حدد أمامنا وظيفة «الموساد» على النحو التالي: «اقامة علاقات منأجل موضوع جمع المعلومات.. بواسطة شبكة اتصالاته خارج البلاد» (شهادةزمير، صفحة 201). من الاطلاع على المواد الكثيرة ذات العلاقة في موضوعنا،والتي طرحت أمامنا، لمسنا كم هي انجازات الموساد بارزة في مجال جمعالمعلومات من مصادر جيدة جدا، وانها كانت سببا في خلق مكانة عالية له فيالعالم. ازاء ذلك، لا يوجد للموساد، وفقا لما تطورت فيه الأمور، أي دورمركزي في مجال التقديرات الاستخبارية، وذلك باستثناء «الدول الريفية»(المقصود الدول المحيطة باسرائيل). رئيس الموساد يشارك من حين لآخر فياللقاءات التشاورية التي تدعو اليها رئيسة الوزراء، وكذلك يشارك كضيف فياجتماعات هيئة رئاسة أركان الجيش. المساهمة الأساسية للموساد في مجالالتقدير تتم في قناتين: (الأولى) اقامة علاقات وثيقة مع شعبة الاستخباراتالعسكرية في الجيش (والثانية) قناة اتصال مباشر مع رئيس الوزراء، الذييفتح بابه له بشكل خاص ومباشر كون رئيس الوزراء هو المسؤول المباشر عن«الموساد». الاتصالات بين رئيسة الوزراء وبين رئيس الموساد كانت تتم مرةفي الأسبوع أو الأسبوعين، وكان فيها زمير يقدم لرئيسة الحكومة تقريرا عنالقضايا الأساسية التي يعنى فيها «الموساد»، وكان يحضر معه مواد تتعلقبالموضوع (زمير، صفحة 249/د). بالاضافة الى ذلك، كان يعطى تقرير تلفوني منالموساد الى العميد ليئور، السكرتير العسكري لرئيسة الوزراء، الذي كانيستطيع الدخول اليها في كل وقت ((شهادة) رئيسة الحكومة صفحة 4464). وقدكانت المحادثات الهاتفية تتم مرتين ثلاثا في اليوم بين زمير والعميد ليئور(شهادة السيد عيني صفحة 1093). وكانت رئيسة الوزراء تتلقى التقارير منالموساد مكتوبة خطيا. وقد جرى تأمين تلك الوثائق لها التي أعدت سلفا«للتوزيع العالي»، حسب شهادة زمير (صفحة 202) – «في أساسها... مواد خام،أي «المعلومات التي حصلت عليها واعتقد بأن هناك طعما لأن تصل الى رئيسةالوزراء ووزير الدفاع، هذا ما يسمى عندنا التوزيع العالي»، بهدف قراءةالمادة الخام كما وصلت الينا في الأصل بشكل مباشر». لم تكن تعليمات خطيةبالنسبة للمواد التي يجب تحويلها الى رئيسة الحكومة (زمير، صفحة 249/ب،ليئور صفحة 529).
36. في موضوع توزيعتلك المواد شهد السيد عيني (صفحة 1074)، بأن الموساد كان يحول المواد الىمكتب رئيس الموساد لكي يراه وأيضا لكي يقرر في ما إذا كان من الضروري أنيوزع بالتوزيع «العالي». فقد أعطى رئيس الموساد التعليمات للسيد عيني بأنههو الذي يقرر (أي رئيس الموساد)، باستثناء الأنباء التي كانت تصل الىرئيسة الوزراء بشكل ثابت. وقدم السيد عيني ملاحظة (صفحة 1095)، ان هناكملفا أسبوعيا يرسله الموساد اليه، وهو يضع عليه العلامات والتوصيات بأنتذهب تلك المواد الى رئيسة الحكومة. فعندما يجد رئيس الموساد الوقت يمرعليها ويصادق على التوصية. بالنسبة للوقت الذي يستغرقه نقل المعلومات، قالعيني ان المواد تذهب للعميد ليئور، بعد يوم أو نصف يوم (1073)، وقسم منهاغير قليل ينقل بعد يوم أو يومين وفي بعض المرات 5 ـ 6 أيام، بعدما كان قدصار منتشرا لدى «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي)(صفحة 1096). وشهدت رئيسة الحكومة بأنها تقرأ مواد استخبارية كثيرة (صفحة1096) وانها كانت قد طلبت من رئيس الموساد أن يحول لها أية مادة يرى ان منالضروري أن تصل اليها كمادة خام (صفحة 4462 ـ 3 والأمر نفسه يفهم منالملاحق الموجودة في وثيقة البينات رقم 57/أ، والوثيقة رقم 57/أ الملحق«أ»). وقال رئيس الموساد ايضا في شهادته «أنا أريد القول انني أعتقد أناأيضا بأن رئيسة الحكومة افترضت بأنني اجلب اليها كل موضوع أعتقد بأنه يجباشغالها به فيما يتعلق بالمعلومات» (شهادة زمير صفحة 249/ ه). إلا انه حسبرأينا، هذه القيود على نقل المعلومات لم تحدد بما يكفي من العينية. نحننوصي أن تحدد التعليمات بشكل واضح ومفصل ما هو نوع المواد التي ينبغي علىالموساد أن يرسلها مباشرة الى اطلاع رئيسة الحكومة.
حسب أقوال العميدليئور في شهادته، «كانت رئيسة الوزراء تستخدم رئيس الموساد لأغراضهاالذاتية، حتى تلمس بشكل أكبر ما الذي يجري هنا... في بعض المرات تقول: منفضلك يا ليئور، أليس من الأفضل أن نجري تقويما أكثر دقة، ولكن رئيسالموساد لم يأت ليحل محل رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (صفحة 516). ورداعلى سؤال أعضاء اللجنة (لجنة التحقيق)، أكد العميد ليئور بأن الموساد كانيحول المواد الخام (من المعلومات)مباشرة الى رئيسة الحكومة من دون علاقةإذا كانت قد طلبت ذلك منه.
وقد قال زمير انه لميكن بالامكان تحويل كل المواد الى رئيسة الوزراء، لأنها لم تكن قادرة علىالسيطرة عليها (صفحة 908). المقياس الذي حدده زمير لنفسه كان «أن نحضر لهاالمواد التي تتضمن رافعة لأمر ملفت النظر» (صفحة 249). وسأعطي مثلا. إذاقرأت خبرا فيه معلومات جديدة ومختلفة عن الواقع الحالي، إذا ورد خبر سياسيعن ان بريطانيا تنوي بيع قطع أسلحة ما في الشرق الأوسط، وحتى لو لم تكنتلك أسلحة تستطيع فيها أن تحدث انقلابا على العالم، أنا أحول الخبر الىرئيسة الحكومة (249).
الهدف من تحويلالمعلومات بالمواد الخام في التوزيع العالي الى رئيسة الحكومة ووزيرالدفاع وفي بعض الأحيان لوزراء آخرين، كان حسب شهادة السيد زمير (صفحة249/د)، لفت أنظارهم الى حقائق تستحق الانتباه وبعضها يستحق الفحص. وتمذلك من دون أن يكون في مقدوره القول بأن المعلومات دقيقة فعلا وتعكس واقعالتطورات الفعلية. ومع ذلك، فإنه في موضوع مثل التدريب (الذي غطت به قواتالجيش المصري استعدادها للهجوم) ـ «عندما قامت شعبة الاستخبارات العسكريةبتوزيع نشرتها المتضمنة هذه المعلومات، ونرى ان الموضوع بحث مرات ومرات فيهذا السياق ولم تكن هذه الخبرية الأولى، ففي الموساد لا ينشر الخبر بشكلأوتومتيكي» (صفحة 246). السيد زمير ينطلق من منطلق المعرفة بأن رئيسةالحكومة تتلقى المعلومات من المواد التي توزعها شعبة الاستخبارات أو منالتقارير التي ترسل حولها. وبخصوص تحويل المواد من الموساد الى رئيسةالحكومة، أدلى السيد عيني بشهادة قال فيها ان المعلومات لا تنقل بهدفالعمل بل بهدف المعرفة فحسب (صفحة 1074). «المعايير التي سادت يومها هيأننا نحول الى رئيسة الوزراء مواد يعتقد رئيس الموساد بأنها قد تهمهاشخصيا وليس لأنها يمكن أن تؤثر على شيء عملي» (صفحة 1074)... والمواد التييعتقد الموساد بأنها يجب ان تقرأها كمادة خام وليس كما تحولها اليها شعبةالاستخبارات العسكرية للجيش، بعد عملية تحرير لديها (صفحة 1094).
ولكن كانت هناك مصادرمعلومات، حرصت رئيسة الحكومة على طلب أن تقرأ بنفسها كل ما يصل منها، فكانيتم تحويل هذه المواد بشكل أوتوماتيكي الى رئيسة الحكومة (عيني صفحة1099).
لم يكن هناك خلاف علىانه لم تكن لرئيس الموساد أية مشاكل في الوصول الى مكتب رئيسة الحكومة(هذا ما جاء في شهادات رئيسة الوزراء (صفحة 4460) والعميد ليئور (509)،وكذلك زمير (217) الذي قال: «استطعت رؤيتها متى شئت»).
37. مع الأخذبالاعتبار ان هناك توترا في علاقات العمل، توصلنا الى الاستنتاج بأنه فيحادثين مهمين، في مطلع أكتوبر، لم يستغل السيد زمير كما يجب امكاناته فيجلب معلومات أمام رئيسة الحكومة:
أ. الخبر من يوم 30.9(30 سبتمبر/ أيلول) وفيه انذار بان هجوما سينفذ ضد اسرائيل في الأول منأكتوبر، وصل بداية الى الموساد ومن هناك جرى تحويله الى الاستخباراتالعسكرية، وتم التعاطي معه بالطرق العادية المذكورة أعلاه، (لقد وزعتالوثيقة بالتوزيع العادي، أي الى شعبة الاستخبارات العسكرية والى العناصرذات الشأن في الموساد ولم يرسل الى وزير الدفاع ورئيسة الحكومة(زمير صفحة378)). السيد زمير برر أمامنا تصرف الموساد بعدم اعطاء الخبر الى ديوانرئيسة الوزراء قائلا انه أراد أولا أن يفحص ما إذا كان الخبر صحيحا (زمير،صفحة 7 ـ 906).
خلال الاستيضاحالمذكور اعلاه وصلت اخبارية أخرى في 2 أكتوبر، أصر فيها «المصدر» على رأيهبأن اسرائيل سوف تهاجم، بل أضاف أن العملية ستبدأ بتدريب ثم تتحول الىهجوم فعلي. هذه البرقية أيضا لم تحول الى رئيسة الوزراء (أنظر أيضا فيالبند 63).
في 3 أكتوبر (عينيصفحة 1093)، جرى بحث في الموساد تمت فيه مناقشة هذه المعلومات. السيد زميرقدم ملاحظة قال فيها ان ((«..ـ ـ..»)) بلبلة (في اسرائيل) ما بين التمرينوالحرب. انه لم يعر هذه الاخبارية ((«.. ـ ـ ..»)) أهمية من الدرجةالأولى، وذلك بدافع التقديرات في شعبة الاستخبارات العسكرية حيث يعرفونالرجل وبدافع التناقضات الواردة في كلامه. ((«.. ـ ـ ..») (زمير صفحة919). وقال العميد ليئور في شهادته بأن هذه المعلومات لم تصل اليه (صفحة2530 وثيقة البينات رقم 57/أ – الملاحق – سؤال رقم 2)، ومن هنا فلم تصلالى القائم بأعمال رئيسة الحكومة في فترة غيابها في الخارج (شهادة الوزيرألون (الذي حل محل غولدا مئير في غيابها) في صفحة 5110)، ولا لرئيسةالوزراء لدى عودتها الى البلاد (صفحة 2 ـ4461). وقالت رئيسة الوزراء فيشهادتها حول هذه القصة: «أنا أعتقد أنه كان يجب أن أحصل على هذه الاخباريةمن ذلك المصدر لأنه مصدر جيد» (صفحة 4463).
وفسر اللواء ليئورالفرق ما بين اعطاء المعلومات مباشرة من الموساد الى رئيسة الحكومة وبينارسالها ضمن حزمة الأخبار الصادرة عن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش،فأضاف في شهادته: «... رئيسة الوزراء أصبحت تعرف «المصادر» على اختلافهم.تسأل عنهم وتهتم بهم. هذه الإخبارية ضاعت بين أخبار أخرى عندما وصلت ضمنالنشرة. فلو كانت هذه المعلومة وصلت الى يدي، لما كنت أتردد في أن استقلالطائرة وأطير الى نائب رئيسة الحكومة حاملا إياها اليه. فهذا أمر مختلفعن خبر في نشرة يظهر فيها ان هناك تدريبا .. فما بين الأخبار الأخرىالعديدة الموجودة ضاع هذا الخبر» (صفحة 530).
حسب رأينا، ربما كانبمقدور السيد زمير أن يفترض بأن الخبر سيدخل في نشرة شعبة الاستخباراتالعسكرية، وبهذه الطريقة تصل ايضا الى رئيسة الحكومة («من المؤكد انه عنطريق (دائرة) التجميع، ف (دائرة) التجميع أصدرت هذه النشرة. وشعبةالاستخبارات العسكرية في الجيش أصدرت نشرة حول هذا») (زمير صفحة 1920).لكن الحديث هنا يجري عن خبر انذاري ومما لا شك فيه انه كان من الواجب جلبهأمام رئيسة الحكومة بشكل مباشر. بالإضافة الى ذلك، فإنه بسبب وجود شكوكحول صحة هذا الخبر بالذات، كان من الضروري أن يجلب الى رئيسة الحكومة لكييتاح لها أن تبلور موقفا من الموضوع.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 18:59

الوثائق الإسرائيلية ـ «الشرق الأوسط» تواصل كشف الوثائق السرية الحربية الإسرائيلية
فرقة خاصة في«الموساد» مهمتها زرع أجهزة تنصت في الدول العربية * جهاز «الموساد» يكسبسمعته العالمية من عمليات الخطف والاغتيالات العديدة


تل أبيب: نظير مجلي
«الموساد»، الذي أظهرته لجنة أغرنات «بطلا»، في الحلقة الماضية والحلقةالحالية من تقرير لجنة أغرنات، هو أهم وأكبر وأغنى جهاز أمني اسرائيلي بعدالجيش من مجموع الأجهزة الأمنية الستة العاملة في اسرائيل اليوم. ومع انهلم يسلم من انتقادات لجنة أغرنات، إلا انه سجل لنفسه عدة انجازات في طريقتحذير الحكومة من احتمال شن حرب سورية مصرية مشتركة.
فهو الجهاز الذي جلبالمعلومات عن الإعداد لهذه الحرب، خصوصا في الطرف الرسمي من الحدود، وهوالذي جند الجواسيس الذين أعطوا انذارات دقيقة عن الحرب وموعدها الدقيق(يوم 6 أكتوبر)، وهو الذي نظم عملية خطف طائرة «ميج 21» عراقية الىاسرائيل وبذلك تعرفوا على أسرار أهم طائرة سوفييتية حديثة في ذلك الوقت.وحتى عندما ارتكب أخطاء، حظي بدعم الحكومة له. ولجنة أغرنات نفسها تعاملتمعه بنفس الدلال وأبدت تفهما لأخطائه، كما سنرى لاحقا في تقريرها.
وقبل متابعة النشرحول التقرير، لا بد من التعرف على هذا الجهاز وتاريخه واهتماماته، من خلالالاستعراض التالي لتركيبته وعملياته البارزة.
تأسس جهاز «الموساد»رسميا في سنة 1949، ولكنه كان قد بدأ العمل غير الرسمي قبل عشرات السنينمن قيام اسرائيل. فقد أقام كل تنظيم صهيوني يومها («الهاجناة»، «الاتسل»،«ليحي»، «بلماح») وغيرها.. وحدة استخبارات في صفوفه. وتدرب بعضهم في الجيشالبريطاني، وجاءوا الى فلسطين ونشطوا لتطوير الجهاز الاستخباري. وأصبح بعضأفراد هذه الوحدة من الشخصيات العسكرية البارزة في اسرائيل لاحقا، فياجهزة المخابرات أو في القيادات العامة.
وعند قيام اسرائيلكانت هناك عدة أجهزة استخبارية منتشرة في الجيش والشرطة وبشكل مستقل،ونتيجة لهذا الانتشار الواسع بدأت تدب الفوضى وتتضارب المصالح في هذهالأجهزة. فاستدعى رئيس الوزراء دافيد بن غوريون، اليه مستشاره رؤوبينشيلواح، وأبلغه بأنه سيحمله مسؤولية توحيد جميع الأجهزة الاستخبارية فياسرائيل تحت سقف واحد واتفق على أن يكون «الموساد» مسؤولا عن جميع الأجهزةالأخرى: المخابرات العامة الداخلية، والمخابرات الخارجية، والمخابراتالمهتمة بالسياسات الخارجية، والمخابرات العاملة على جلب اليهود من الخارج(من دول الاتحاد السوفييتي والدول العربية بشكل خاص) وغيرها. ثم عينهرئيسا لكل هذه الأجهزة.
إلا أن هذه الوحدةتحت سقف «الموساد» لم تدم طويلا وعادت الحكومة لتحدث تراجعا في وزن«الموساد» وتقليص صلاحياته، عندما تم اخراج «المخابرات العامة» («الشينبيت» ثم «الشاباك»)، وتقلص في العقدين الأخيرين ليقتصر نشاطه على الخارجوتنشق عنه جميع أجهزة المخابرات الأخرى.
في الشعار الأساسي لجهاز «الموساد» نقشت جملة من «التلمود»، أي التعاليم الدينية اليهودية تقول: «من دون أحابيل، يسقط الشعب».
ويتألف هذا الجهازاليوم من خمس دوائر عمل أساسية، لكل دائرة رئيس ويشكل فيه الرؤساء ادارةعامة تحت قيادة اللواء الذي يرأسه. ويرأس الجهاز اليوم الجنرال مئير دغان،الذي عينه رئيس الوزراء السابق، أرئيل شارون، وكان من المفروض أن ينهيدورته في هذه السنة، إلا ان ايهود أولمرت، رئيس الوزراء الحالي، طلب منهأن يمدد لسنة اخرى. وأما الدوائر الأساسية فهي: دائرة «تيفيل» (وتعنيبالعبرية «الكرة الأرضية»): وهي المسؤولة عن العلاقات الرسمية مع أجهزةالأمن في الدول الأخرى التي تقيم اسرائيل علاقات دبلوماسية معها. ومن خلالهذه الدائرة ترسم الخطط وتحاك الحبائل، وتعقد الصفقات العديدة.
دائرة «تسومت» (مفترقطرق): وهي المسؤولة عن جمع المعلومات وتفعيل العملاء في كل مكان فيالعالم، ومن مهماتها أيضا اقامة علاقات مع أنظمة حكم وأجهزة مخابرات أوأشخاص في الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
دائرة «متسادا» (علىاسم قلعة مسادا، المعروفة بالتاريخ اليهودي على انها القلعة التي كانت آخرمعقل دافع عنه اليهود في دولتهم التاريخية فلما شعروا بأنهم خسروا المعركةقرروا الانتحار الجماعي لكي لا يسلموا أنفسهم للعدو): وهي الدائرة التيكانت تعرف باسم «قيسارية» (على اسم المدينة التاريخية) وهي المسؤولة عنالعمليات التنفيذية، أي الاغتيالات وعمليات الخطف.
دائرة «نبيعوت»(منابع): وهي المسؤولة عن جمع المعلومات بالوسائل الإلكترونية، مثل أجهزةالتنصت والتصوير وغرس آلات تنصت في «أرض العدو» أو أي مكان آخر في العالم.
دائرة المعلومات: وهي الدائرة التي ترصد المعلومات وتحلل المعطيات وتجري الأبحاث وتقدم التقديرات القريبة والاستراتيجية.
جهاز عالمي
* لقد حرصت اسرائيلعلى تفعيل هذا الجهاز لمصالحها الأمنية في البداية، لكنها أدركت سريعاأهمية التعاون مع أجهزة مخابرات غربية أخرى في العالم وتقديم المعلوماتلها لكي تعزز مكانة الدولة العبرية لدى تلك الدول وتقيم معها علاقات مصالحمتبادلة تعود عليها بالفائدة في الحسابات البعيدة المدى. ولهذا، فإن نشاط«الموساد» بمعظمه بقي سرا أمنيا خطيرا وميزانيته تعتبر سرا حتى على وزارةالمالية الاسرائيلية. والتصديق عليها يتم بشكل عمومي بحيث لا يعرف أحد منخارج الجهاز كيف تصرف. وقد فشلت كل محاولات المراقبة عليه. والى ما قبلبضع سنوات، كان هذا الجهاز خاضعا لمسؤولية رئيس الحكومة بشكل مباشر، وفقطفي الحكومة الحالية نقلت الى وزير مسؤول عن الأمن الاستراتيجي، والوزيرالذي حظي بهذه المسؤولية هو مئير شطريت، وزير الاسكان. ولكن ليس بصفتهوزيرا للاسكان.
أفضل وسيلة للتعرفعلى أهداف هذا الجهاز واهتماماته وطريقة تفكير قادته هي في استذكار بعضاهم وأبرز العمليات التي قام بها «الموساد» ونشرت على الملأ (نشرتبغالبيتها بمبادرات خارجية، صحفية أو غير ذلك). ومن هذه العمليات نذكر:
في سنة 1956، حصل«الموساد» على نص الخطاب السري الذي ألقاه الأمين العام للحزب الشيوعي فيالاتحاد السوفييتي، نيكيتا خروتشوف، أمام مندوبي المؤتمر العشرين للحزب،والذي ألقى فيه الاتهامات الخطيرة على الأمين العام السابق، جوزيف ستالين،بارتكاب جرائم القتل الجماعية ضد أعضاء وقادة من الحزب وضد مجموعات سكانيةوبالممارسات القمعية الأخرى. فقد أوصل الخطاب الى اسرائيل الصحافي فكتورغرايبسكي، بواسطة مندوب «الموساد» في السفارة الاسرائيلية في وارسو. وكانتالمخابرات الغربية قد حاولت الحصول على هذا الخطاب ففشلت، وفي أحسنالأحوال تمكنت من معرفة بعض الجمل منه، وقامت اسرائيل بتسليم نص الخطابالى عدة دول غربية. وأدى الأمر الى ارتفاع مكانة «الموساد» في دول العالم،مما اعتبر فاتحة الطريق الى التعاون الدولي معه. ويشار هنا الى ان أوساطااستخبارية وصحافية في اسرائيل عممت اشاعة يومها بأن قادة الحزب الشيوعيالاسرائيلي الذين حضروا ذلك المؤتمر هم الذين نقلوا نص الخطاب الىاسرائيل، وتسبب ذلك في بعض الاشكالات بين الاتحاد السوفييتي والحزبالشيوعي الاسرائيلي، ولكن الحقيقة نشرت بعد حوالي ثلاثين عاما في اسرائيل.
وفي 21 مايو (أيار)1960، وبعد مطاردات بوليسية طويلة، تمكن عملاء «الموساد» من القاء القبضعلى رئيس الدائرة اليهودية في الجيش الألماني النازي، أدولف آيخمان، وخطفهمن الأرجنتين الى اسرائيل. وأجريت له محاكمة بتهمة المسؤولية عن ابادةملايين اليهود في المحرقة النازية، وحكم عليه بالاعدام، ونفذ الحكم فيهشنقا سنة 1962، وكانت تلك عملية الاعدام الوحيدة في اسرائيل بشكل رسمي.وقد اعتبرت هذه العملية رافعة لمعنويات الاسرائيليين واليهود في العالم،إذ تمكنوا من الانتقام.
وفي سنة 1962، أعلنتمصر عن تمكنها من صنع صواريخ مصرية بعيدة المدى قادرة على اصابة هدف فيجنوب بيروت. وفي الاحتفالات بذكرى الثورة المصرية عرضت هذه الصواريخ. وماهي إلا بضعة شهور حتى كان مهندسان ألمانيان يشكوان من أن عملاء «الموساد»الاسرائيلي يمارسون الضغوط والتهديدات عليهما ليمتنعا عن زيارة مصر. وتبينلاحقا بأن الضغط مورس عليهما من خلال ابنة أحدهما التي اختطفت في احدىالدول الأوروبية، وقيل لها يومها بصراحة بأن والدها يصنع للمصريين صواريختستهدف القضاء على اسرائيل وطلبوا منها أن تحاول اقناعه بالكف عن ذلك. وقدألقي القبض على عميلي «الموساد» اللذين نفذا العملية في سويسرا.
في سنة 1966، سجل«الموساد» لنفسه انجازا خارقا على المستوى الدولي، إذ تمكن من تجنيد طيارعراقي ليسرق طائرة «ميج 21» السوفييتية ويهرب بها الى اسرائيل. ودعتاسرائيل خبراء العديد من دول الغرب للحضور الى اسرائيل والتعرف على أسرارهذه الطائرة، التي كانت مجهولة للغرب تماما وجميع أجهزته التجسسية تسعىلمعرفة أية معلومة عنها.
في سنة 1972، قامتمجموعة من المسلحين الفلسطينيين المغامرين بخطف الرياضيين الاسرائيليين فيأولمبياد ميونخ في ألمانيا. وجرى اشتباك بينهم وبين رجال الأمن الألمانوقتل 11 رياضيا اسرائيليا. وانتهت القضية بخروج المسلحين مقابل تحريرالرهائن. وقد اتخذ «الموساد» قرارا بتصفية جميع المسلحين. وراحت تلاحقهمفردا فردا وتمكنت من تصفية معظمهم في غضون سبع سنوات. وخلال هذه العمليةتم قتل العديد من الأبرياء أيضا.
في سنة 1973 انتشرتخلية من موظفي «الموساد» الاسرائيليين في لبنان وأعد افرادها لسلسلةعمليات تصفية لقادة فلسطينيين، فحضرت قوات كبيرة من الوحدات الخاصةالاسرائيلية بقيادة ايهود باراك (الذي اصبح رئيسا لأركان الجيش فيما بعدثم رئيسا للحكومة الاسرائيلية) وأمنون لفكين شاحك (الذي اصبح رئيسا لأركانالجيش ثم وزيرا في حكومة باراك وقاد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين)، وتمانزالها على شواطئ بيروت وصيدا. وكان بانتظار القوة في بيروت وصيدا عملاء«الموساد»، الذين كانوا قد وصلوا وتمركزوا في لبنان عدة أسابيع وأعدوا لهمكل ما يلزم للوصول الى أهدافهم. وقد اغتالت هذه القوة كلا من محمد يوسفالنجار، نائب القائد العام للثورة الفلسطينية، وكمال ناصر، الناطق بلسانمنظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت، وكمال عدوان، رئيس الجناح الغربي،وهو وحدة العمليات الفدائية في الداخل، وحوالي 20 شخصية فدائية أخرى.
في سنة 1976 قام«الموساد» بإعداد الأرضية المناسبة في أوغندا، بما في ذلك رشوة العديد منكبار المسؤولين في الدولة وقادة الأجهزة الأمنية هناك، من أجل استقدامقوات الكوماندو الإسرائيلية لتحرير الرهائن الاسرائيليين من طائرة خطفهاالفلسطينيون. وتم تحرير الرهائن فعلا.
في سنة 1978، تم اغتيال وديع حداد، أحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بواسطة تسميمه بالسم البيولوجي.
في سنة 1986 قامعملاء «الموساد» بخطف مردخاي فعنونو، العامل السابق في الفرن الذريالاسرائيلي الذي كان على وشك نشر تقرير عن التسلح النووي الاسرائيلي وعنالفرن في ديمونا، في صحيفة «ساندي تايمز» البريطانية. وجلب من روما الىاسرائيل حيث اعتقل وحكم عليه بالسجن 18 عاما، وهو يعيش اليوم في القدسالعربية ولا يسمح له بالمغادرة ولا بالحديث الى الصحافة الأجنبية.
في سنة 1995، اغتال«الموساد» في مالطا، فتحي شقاقي، قائد الجناح العسكري في منظمة «الجهادالاسلامي في فلسطين». وهناك عمليات عديدة فشل «الموساد» فيها وتسبب فيفضائح دولية وأزمات دبلوماسية لاسرائيل، مثل محاولة اغتيال خالد مشعل فيالأردن، وهو الذي كان رئيس الدائرة السياسية في حركة «حماس»، ومحاولةفاشلة أخرى لخطف نائب وزير الدفاع الايراني، مجيد عبسفور، في فينا،والتجسس على الولايات المتحدة بواسطة الجاسوس جونثان بولارد، والعملياتالتي ضبطت في سويسرا واستراليا ونيوزيلاندا، وهي دول اكتشفت ان «الموساد»يزيف جوازات سفرها ليستخدمها عملاء اسرائيليون في خدمة الجهاز... وغيرهاالكثير.
الحلقة الجديدة من التقرير
* في الحلقة الجديدةمن التقرير، فيما يلي، تتوصل اللجنة الى القناعة بأن «الموساد» أخطأ هوالآخر في التقديرات الحربية ولم يدرك أن الحديث جار عن حرب مصرية ـ سوريةمشتركة، ولم يتعامل مع الأنباء والمعلومات بشكل صحيح، بل لم يسع لبذل جهدملائم لخطورة البلاغ حتى تعرف رئيسة الوزراء، غولدا مئير، تفاصيل البلاغ.
ولكن في نهاية هذهالحلقة من التقرير نرى ان اللجنة تبدو متسامحة بشكل خاص مع «الموساد»،فتقول ان خطأه هذا يندرج في باب الأخطاء الانسانية التي يقع فيها أي جهازآخر مثل «الموساد». 38. ب ـ في الليلة الواقعة ما بين يومي الخميس والجمعة4-5 أكتوبر، في الساعة 2:30 وصل خبر كان من المتوقع، بموجبه، أن يصل خبرآخر مكمل ـ خلال يوم ـ ومن الخبر الأولي كان واضحا بأن الحديث يجري عنانذار بالحرب (زمير صفحة 819). لقد وصل الخبر الأولي بداية الى السيدعيني، الذي شهد بهذا الشأن (صفحة 1064): «كان يبدو لي .. مهما جدا. لقدأدركت عندها أن هذا انذار بحرب. لم يسبق أن كان لنا (شيء) كهذا». وأضافالسيد عيني (صفحة 1065) انه بسبب الادراك بأن (هذا الخبر) انذار بأن حرباستقع، قرر أن يوقظ رئيس الموساد وأن لا ينتظر حتى الصباح. اتصل هاتفيابالسيد زمير، ثم عاد واتصل به بعد نصف ساعة تقريبا. هذه المرة أخبره السيدزمير بأن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اتصل به وأبلغه عن استعدادعائلات المستشارين الروس مغادرة سورية. فأجاب السيد عيني بأن هذا الخبرينسجم جيدا مع التقرير الذي بحوزته، وعندها اتضح له (أي للسيد عيني) بأنهفي محادثته الأولى شعر بأن رئيس الموساد لم يفهم جيدا بأن الحديث يدور عنانذار بالحرب. وعندما شرح له السيد عيني الأمر، أجاب رئيس الموساد بأنهسيهاتف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية مرة أخرى ويبلغه بذلك (صفحة 1068).وقال واتصل السيد عيني في ساعات الصباح مع العميد ليئور فقيل له أنه موجودفي جلسة الحكومة. فترك له السيد عيني رسالة طالبا أن يتصل به. وفي ساعةقبل الظهر اتصل به العميد ليئور وروى له أن بحثا جرى في الحكومة استمعترئيسة الحكومة خلاله الى تقرير من وزير الدفاع حول هذا الخبر (عيني ـ صفحة1075). واضاف السيد عيني بأن رئيسة الحكومة لم تكن معتادة على سماع أمركهذا من وزير الدفاع، فقدم العميد ليئور ملاحظة قال فيها للسيد عيني انهكان من الأفضل له لو أنه استدعاه الى الهاتف حتى لو كان ذلك في وقت جلسةالحكومة (صفحة 1076). وردا على أسئلة أعضاء لجنة التحقيق، حول ما إذا كانترئيسة الحكومة تعرف ما هي الرسالة (الثانية) الاستكمالية التي ينتظرهارئيس الموساد، أجاب عيني: «نعم، كان واضحا لي أنهم يعرفون.. كان واضحا ليبأن ليئور يعرف كل شيء» (صفحة 1076). بيد ان رئيس شعبة الاستخباراتالعسكرية أبلغ الخبر في المشاورات التي جرت في اليوم نفسه (أنظر لاحقا).
وحول الامتناع عنابلاغ رئيسة الحكومة بالنبأ حال تسلمها، لاحظ السيد عيني بأن هناك ترتيباثابتا يوجب ايصال أخبار من هذا القبيل الى رئيسة الحكومة، «أي انه عندمايصل الى مكتب رئيس الموساد (خبر كهذا)، فالمكتب أو المسؤولة (فيه) تقومبإرساله الى التوزيع العالي.. ولكن مثل هذا الأمر قد يستغرق بضع ساعات.على أية حال فإنني لم أفكر في أية مرة بأن أوقظ يسرائيل ليئور في الليلحتى أمرر له أخبارا من هذا الطراز، بوصفي أعرف انه ليس القناة التي تعالجخبرا كهذا» (صفحة 1075 ـ 1076).
في قضية نقل الخبر منالسيد زمير الى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، بدت اختلافاتمعينة في شهادتيهما. السيد زمير قال انه تمت محادثتان، بينما رئيسالاسخبارات العسكرية قال انه لا يذكر إن كانت محادثة أو اثنتين. وازاءذلك، ادعى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بأن المحادثة الأولى (وعمليا هيالمحادثة الوحيدة التي يذكرها بوضوح)، كانت بمبادرته هو إذ انه هو الذياتصل مع السيد زمير (شهادة الجنرال زعيرا صفحة 995 و 966 ). السيد زمير لايذكر ولكنه أيضا لا ينفي ذلك. وحسب وصف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية،فإنه روى لزمير حول الخبر بخصوص اخلاء مهرول لعائلات الروس. والسيد زميرروى من جهته لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أقوال رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية بعدئذ (صفحة 996)، بينما زمير لا يذكر إن كانت قبلئذأو بعدئذ) حول الخبر وحول توقعاته باستكمال الابلاغ (شهادة زمير صفحة803). حسب أقوال السيد زمير، فإنه أضاف بأن المسالة هي مسألة حرب. وكماقال: «.. انها حرب. لا يوجد عندنا مجال واسع لأن (التلميح) ليس ازاء مجالبلimminent ..(وشيكة الوقوع). بينما ايلي (زعيرا) قال: هذه حرب». (صفحة 245). بالمقابل،شهد الجنرال زعيرا أمامنا بأن رئيس الموساد قال له بأنه سيحصل على الخبرالمكمل خلال يوم واحد وبأنه، أي زعيرا، طلب أن يبلغه زمير بأقصى السرعة فيحالة كان الخبر المكمل يتعلق بحرب. وقد ادعى بأنه لم يعرف من الخبر الأولان الحديث جار عن حرب. «هذه أول مرة أسمع فيها فقط هنا مثل هذا الأمر«يقول رئيس الموساد) (صفحة 698)».. انذار بالحرب، الآن فقط أفهم هذا، فقطهنا، لأول مرة.. (صفحة 969)، ثم يضيف لاحقا: «في الحقيقة انني لم أفهمأبدا بأن ذلك لم يكن (خبرا) عاديا»، (صفحة 972).
وسأل أحد أعضاءاللجنة (لجنة التحقيق)، حول أقوال الجنرال زعيرا في المشاورات التي جرتلدى رئيسة الحكومة في 5 أكتوبر قبل الظهر، من أن زمير ينتظر بشكل طارئخبرا حول الانذار (بالحرب) («تسفيكا سيبلغ بالأمور الهامة في هذه الليلة»(وثيقة البينات رقم 57)، فأجاب الجنرال زعيرا: «ربما يكون تسفيكا قال ليشيئا ما بهذا الخصوص» (صفحة 976) وأضاف مفسرا: «أنا فهمت ذلك (الخبر) علىانه انذار. ليس كشيء مؤكد. ليس كشيء وشيك الوقوع. ليس واضحا. وانطباعي بأنهذا الواقع ساد أيضا في الموساد، حيث ان الموساد لم ينقل الى شعبةالاستخبارات العسكرية أية كلمة بشكل منظم في هذا الموضوع..» (صفحة 994).
حسب أقوال كليهما،اتفقا فيما بينهما على أن يبلغ زمير حالما تصل اليه المعلومات حول الحربفي يوم الجمعة. وقد شهد عيني بهذا الخصوص «.. عندما التقيته (زمير) فيالصباح قال لي.. بأنه تكلم مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية حول الانذار.. وقد طلب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أن ينقل الموساد اليه شخصيا مايصل اليه من معلومات حول موضوع اشتعال الحرب، في اية ساعة كانت. ومن هنافقد طلب مني رئيس الموساد أنه حالما أعرف منه تفاصيل.. ذات أهمية حول نشوبحرب أن أتصل أيضا مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وهو الأمر الذي لمأفعله في السابق أية مرة، وان أبلغه بالتفاصيل وهو في بيته ليلا» (صفحة1069).
39. حسب رأينا، لاحاجة للحسم بين مختلف الروايات. فمن الشهادات، اضافة الى الأقوال التيذكرت في المشاورات لدى رئيسة الحكومة، يتضح انه كانت لدى رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية ما يكفي من المعلومات حول باطن الأمور، حتى يتعاطىمعها بشكل جدي (أنظر أيضا لاحقا). بالمقابل فقد كان الأمر الذي وجهه زميرالى السيد عيني بأن يبلغ العميد ليئور بالموضوع، اعتباطيا أكثر من اللازمولم يكن فيه ما يكفي لأن يضمن وصول المعلومة بخصوص هذا الأمر غير العاديالى رئيسة الحكومة. ولو كان هناك تقدير أكثر صحة، لكان السيد زمير،بالاضافة الى معالجته الموضوع في ذلك الصباح، اتصل بنفسه الى رئيسةالحكومة وأبلغها بأقصى ما يمكن من الدقة ما جاء في الخبر الذي تلقاه. ففيتقدير (مثل هذا) الموقف، يوجد مركّب الإحساس المرهف. وليس من المستبعد أنيكون الابلاغ المباشر عن خبر كهذا، قادرا على التأثير على الرأي الذيبلورته رئيسة الحكومة لنفسها خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقتالانذار النهائي في صبيحة يوم الغفران.
حول هذه القضية شهدتالسيدة مئير (رئيسة الحكومة، غولدا مئير) عن نفسها (بالقول): «.. أن أقولالآن ماذا كان ممكنا أن يكون ردي في صبيحة يوم الجمعة لو أنني عرفت ما هومضمون المحادثة ولو أنه أخبرني بالاضافة الى التجديد بشأن عائلات الروس،فربما كان سيضاف الى شيء ما. لكنني لا أريد أن أقول هذا بثقة كاملة الآن»(صفحة 4459). هذه الأقوال مقبولة علينا أيضا. لقد فسر السيد زمير تصرفهبالقول ان الإنذار الذي تلقاه لم يحدد تاريخ الهجوم: «لو كان هناك (فيالبلاغ) تاريخ، ما كان هناك أي شك في أنني لم أنتظر لحظة.. لم يكن واضحالي انها (الحرب) في 6 أكتوبر أو 12» (زمير صفحة 817).
هذا التفسير غيرمقبول علينا. فقد كانت تلك فترة مشوبة بالتوتر وانعدام الوضوح، وحتىتقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بأنه لن تنشب حرب، بدأت تتزعزعوذلك على اثر وصول الخبر عن مغادرة الروس، والذي سمعه السيد زمير من فمرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الليل. حسب راينا، وقع رئيس شعبةالاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد في الخطأ نفسه في التفكير، وذلك منحيث انهما كانا وهما على أهبة الاستعداد لتلقي مضمون الأخبار العينية التيتوقعا وصولها، لم يعطيا الاهتمام الكافي للأبعاد التحذيرية الكامنة في صلبالبلاغ الأول. من خلال ذلك، فإن رئيس الاستخبارات العسكرية لم يعر وزناأكبر للبلاغ عندما طرحه في المشاورات مع رئيسة الحكومة، وأخطأ السيد زميرلأنه لم يعمل كما اشرنا آنفا.
لقدأطرينا بالمديح، في مكان آخر من هذا التقرير (البند 35)، على المساهمةالكبيرة للموساد في جمع المعلومات الحيوية جدا لسلامة الدولة. ونجد منالمناسب أن نضيف هنا بأن الخطأين اللذين وقعا في التقديرات التي أشرنااليها في هذا الملحق هما من ذلك النوع من الأخطاء التي تعتبر امكانيةالوقوع فيها في صلب (inherenty)النشاط الذي ينشغل فيه الموساد ورئيس الموساد، وفي ضوء المعطيات التي قدمتلنا فإننا لا نرى انهما يشكلان خللا جديا يمس في انطباعاتنا الايجابية عنعملهم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرع المصرى

لـــواء
لـــواء
الدرع المصرى



الـبلد : جيش تونس - صفحة 2 Egypt110
التسجيل : 14/06/2010
عدد المساهمات : 5975
معدل النشاط : 6717
التقييم : 438
الدبـــابة : جيش تونس - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : جيش تونس - صفحة 2 B91b7610
المروحية : جيش تونس - صفحة 2 76af2b10

جيش تونس - صفحة 2 411


جيش تونس - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: جيش تونس   جيش تونس - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 19:03

الوثائق الإسرائيلية ـ «الشرق الأوسط» تواصل كشف الوثائق السرية الحربية الإسرائيلية
إدارة نيكسون خشيت من عدم تمكنها دفع ثمن السلام في الشرق الأوسط *إسرائيل خافت من أن تضطرها واشنطن إلى مفاوضات وتمنعها من اللجوء إلىتحقيق إنجازات سياسية بالحرب
جيش تونس - صفحة 2 News.423896
تل أبيب: نظير مجلي
في الوقت الذي كانت فيه لجنة أغرنات تبحث في اخفاقات حرب أكتوبر 1973، كانغائبا عن ذهنها تماما موضوع الحسابات السياسية الاستراتيجية لحكومة غولدامئير. ولم يكن ذلك صدفة. فقد خلا كتاب تعيين اللجنة الذي اصدرته لهاالحكومة، من أية اشارة الى الموضوع السياسي وبإمكان اللجنة أن تقول إن هذاالموضوع ليس من صلاحياتها. ولكن هذا ليس السبب الوحيد، فاللجنة، مثل غيرهامن المسؤولين، انطلقت في تحقيقاتها من المفاهيم الاسرائيلية التي كانت ومازالت سائدة حتى اليوم، باعتبار ان الفشل في الحرب نجم عن «أخطاء» فيالتكتيك العسكري وليس عن أخطاء في الرؤية الاستراتيجية.
فقد ركزت على الاستعدادات للحرب، ولم تبحث في أسباب نشوبها. لم تفحص ماإذا كان بالامكان منع حرب أكتوبر بالوسائل السلمية. ولم تسأل عن سبب تشبثالحكومة بالخيار العسكري. (بالمناسبة، فإن هذا هو الأمر نفسه الذي تميزتبه أيضا أبحاث لجنة فينوغراد للبحث في اخفاقات اسرائيل في الحرب في لبنان.فهناك أيضا لم يسألوا عن امكانية منع الحرب، مع أنهم توصلوا الى قناعة بأنالجيش هو الذي جرّ الحكومة إلى الحرب).
وقد شغلت هذه القضية العديد من الباحثين فيما بعد. ورأى دافيد أربل وأورينئمان، في كتابهما «ذنب بلا غفران»، ان الحكومة الاسرائيلية من جهةوالإدارة الأميركية من جهة ثانية، أظهرتا حرصا واضحا في التهرب من الدخولفي عملية سياسية قبل الحرب. وهما يطرحان هذا الموقف من باب الاتهام بأنهحتى في نقل البلاغ الى الولايات المتحدة الأميركية بشأن الاستعداداتالحربية المصرية ـ السورية والطلب الاسرائيلي منها أن توجه رسالة طمأنةوتهديد مبطن الى كل من مصر وسورية والاتحاد السوفياتي، انطوى الأمر علىاهمال. يذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه دايان، كان قد اعترض علىارسال رسالة كهذه، لأنه كان يخشى من أن تفهم واشنطن بأن اسرائيل في موقفضعيف، وهو الذي يعتقد بأن الولايات المتحدة تقف الى جانب اسرائيل لأنهاالقوة الأولى في الشرق الأوسط ، كما كان يخشى من قيامها بالضغط لمنعالحرب. فهو ببساطة معني بهذه الحرب، للأسباب التي عددناها في حلقة سابقة.ولكن في نهاية المطاف أقنعته رئيسة الوزراء، غولدا مئير، بضرورة ارسالالرسالة من أجل تبرئة اسرائيل أمام العالم والقول انها حاولت منع الحرب.ولكن اتفق على أن ترسل بالقنوات الدبلوماسية العادية، من دون حاجة لطلبلقاء خاص بين ابا ايبان وكيسنجر.
ويتضح فيما بعد ان ايبان أيضا لم يكن مرتاحا لطلب لقاء عاجل مع كيسنجر،خصوصا أنه كان قد التقى كيسنجر فقط قبل يوم واحد. وكتب ايبان في مذكراتهان كيسنجر معروف بعصبيته ولن يقبل بارتياح أن يعقد معه لقاء طارئا على هذاالنحو فقط لكي يبلغ بأن عليه أن لا يقلق من خطر حرب مصرية ـ سورية علىاسرائيل. وهكذا، فقد اكتفوا بالرسالة. ولكن ايبان يكتب في مذكراته منتقداحكومته على الغاء اللقاء، ويقول ان الغاء اللقاء كان خطأ، إذ ان لقاء كهذاكان سينتهي حتما بخطوات اجرائية من كيسنجر لمعرفة ما جرى.
ويتضح من الحوار في لجنة التحقيق بأن الرسالة خرجت من اسرائيل في الساعةالسادسة من مساء الجمعة 5 أكتوبر (ما يعادل الساعة الثانية عشرة من ظهراليوم نفسه حسب توقيت واشنطن)، ولكنها وصلت الى القائم بأعمال السفيرالاسرائيلي في واشنطن في الرابعة والنصف بعد الظهر، أي بعد أربع ساعاتونصف الساعة. وحسب شهادة وزير الخارجية الاسرائيلي، أبا ايبان، الذي كانيومها في نيويورك، فقد مضت ساعة أخرى حتى وصلت اليه هذه الرسالة.
لكن الأنكى من ذلك، يقول ايبان، انه والقائم بالأعمال لم يعتريهما القلقمن فحوى الرسالة. فالتقرير الذي أرفق بها من شعبة الاستخبارات العسكرية فيالجيش الاسرائيلي يقول بوضوح ان التقديرات الاسرائيلية تقول ان هذهالتحركات الحربية ناجمة عن خوف مصر وسورية من هجوم اسرائيلي. وتقول انمغادرة الخبراء الروس بشكل مهرول انما يعبر عن أزمة في العلاقات بين مصروالاتحاد السوفياتي.
وتشير تطورات الأمور الى ان وزير الخارجية الأميركي، هنري كسينجر، تلقىالرسالة في الساعة الثامنة مساء، أي في الثانية فجرا حسب ساعة القدس.ويقول الباحثان أربيل ونئمان بان هذا التسلسل يشير الى التناقضات فيالعلاقات الاسرائيلية مع الولايات المتحدة ـ «فمن جهة، كانت هناك رغبةاسرائيلية في اطلاع الولايات المتحدة على المعلومات حول الاستعداداتالحربية وذلك من أجل الفوز بالدعم العسكري واجهاض الضغط السوفياتي المتوقعوالتأييد السياسي لاسرائيل طيلة فترة الحرب وبعدها، ومن جهة أخرى لديهارغبة في طرح المعلومات بطريقة ضبابية حتى تمنع الإدارة الأميركية مناستغلال المعلومات لتحريك المسار السياسي بطريقة غير مريحة لاسرائيل».
وفي الوقت نفسه ـ يضيفان ـ ان الأميركيين والسوفيات نظروا الى الأمور بنفسالمنظار. وكلاهما لم يبذلا جهدا خاصا لمنع التدهور الحربي في المنطقة، علىالرغم من أن مثل هذا التدهور قد يدفعهما الى صدام. ويتابعان: «في صبيحةاليوم التالي، السادس من أكتوبر، عندما طرحت رسالة غولدا مئير على طاولةكسينجر وفيها تبشر بالحرب العتيدة، فقد تصرف بطريقة لا تشير الى انه فيحالة استعجال. وهناك سببان لذلك: الأول ـ انه آمن بأن اسرائيل ستضربالمصريين والسوريين وهذا بالتالي سيخدم المصالح الأميركية الاستراتيجية.والثاني ـ انه، أي كيسنجر، أدرك بأنه إذا توجه الى الاتحاد السوفياتيليطلب من «زبائنه» العرب ان يمتنعوا عن اشعال الحرب، فإن هذا الطلب سيكونله ثمن لا يبدي استعدادا لدفعه في الوقت الحاضر. كما ان الرئيس السوفياتي،ليونيد بريجنيف، عرف عن الحرب قبل يومين من وقوعها، وهو أيضا لم يفعل شيئامع زبائنه لمنعها أو الولايات المتحدة لتقليص حجم أضرارها».
ويؤكد وزير الخارجية، أبا ايبان، في مذكراته هذه الصورة ولكن بشكل غيرمباشر، حيث يكتب بأن «كيسنجر بدا هادئا (اثر قراءته التقارير الإسرائيليةوالأميركية عن الوضع الأمني في الشرق الأوسط)، مع انه كانت لديه شكوك فيامكانية أن تستطيع اسرائيل مواصلة التمتع لفترة طويلة بحالة وقف اطلاقالنار الثابت واستمرار الاحتلال والارتياح من غياب ضغط دولي. ولذلك فقدلخص الأوضاع في المنطقة وقال لي: «إذن، في القريب توجد لديكم انتخابات.وفي اكتوبر لن يحدث أي شيء درامي. هل تستطيع أن تكون هنا مرة أخرى في شهرنوفمبر؟ عندي قناعة بأن وزير الخارجية المصري سيكون هنا هو أيضا. وأنا كنتأرغب في أن تأتيا الى واشنطن لكي نستطيع البحث في امكانية اجراء محادثات».
ويضيف أبا ايبان بأنه ارتاح من طرح كيسنجر، أولا لأنه ينوي تحريك المسيرةالسلمية مثله وهذا يعبر عن دعم لموقفه الشخصي المعارض للحرب، وثانيا لأنهوجد لديه قناعة بأن المفاوضات يجب أن تبدأ مع مصر وليس مع سورية أيضا،وهذا مريح أكثر لإسرائيل ـ «فالثمن هنا سيكون في سيناء، ومن السهل تمريرتنازلات في سيناء بين صفوف الرأي العام الاسرائيلي». وقلت له انه في حالةفوز حزبنا في الانتخابات القريبة فإنني سأعود الى واشنطن في مطلع الشهرالمقبل وسأكون سعيدا لدفع مفاوضات السلام الى الأمام». ويوضح ايبان انهخرج بشعور بالغ من الارتياح من لقائه مع كيسنجر لأنه يرى فيه طاقة أمل فيكسر الجمود وتحريك المسيرة السياسية، مما يحسن من مكانة إسرائيل الدوليةويوقف موجات العداء لإسرائيل في أفريقيا، التي بدأت بذورها تظهر بوضوح،ويعيد لاسرائيل رصيدها في أوروبا الى سابق عهده، والأوضاع القومية فياسرائيل تهدأ وبدلا من سيطرة الروح العسكرية ستسود رياح السلام.
ويكشف ايبان انه من لقائه مع كيسنجر توجه فورا الى مقر اقامة رئيس ساحلالعاج، هوافييه بونييه، أحد أخلص أصدقاء اسرائيل، الذي أعرب عن قلقه منالضغوط التي يمارسها العالم الاسلامي حول مكانة إسرائيل في أفريقيا. واتهمالولايات المتحدة بترك أفريقيا عرضة للنفوذ الاسلامي والشيوعي. وطلب مناسرائيل أن تمارس نفوذها لدى الأميركيين لزيادة الانتباه لهذه القضية.ويروي ان رئيس زائير، موبوتو، أطلق تصريحا في نفس اليوم، حالما وطأت قدماهأرض ميناء نيويورك البحري، قال فيه بصراحة متناهية إن اسرائيل هي دولةصديقة ومخلصة في صداقتها ولكنه ملزم بقطع العلاقات معها. والسبب في ذلك أنالعرب هم أخوة واسرائيل صديقة، والناس يستطيعون اختيار الأصدقاء ولكنهم لايختارون الأخوة. ويضيف ايبان انه واصل لقاءاته مع وزراء خارجية الدولالمختلفة، على أمل تحسين العلاقات بينها وبين اسرائيل، وبينما كان في عزلقائه مع نظيره النيجيري ليحاول اقناعه بالامتناع عن قطع العلاقات، جاءتهالمكالمة الهاتفية التي تبلغه بالرسالة المتوقعة عن الحرب.
وفيما يلي حلقة جديدة من تقرير لجنة أغرنات، الذي يتناول النشاطات السياسية في الولايات المتحدة.
ملحق ب
* خطوات سياسية خارج البلاد يومي 5-6 أكتوبر 40. في الأيام التي سبقت نشوبالحرب وحتى يوم الغفران، مكث وزير الخارجية (أبا ايبان)، في نيويورك ونشطهناك في مقر الأمم المتحدة. حسب أقواله، فإن الحرب داهمته وداهمت وزارتهبالمفاجأة، بما يتناقض والتقديرات حول الوضع العسكري (شهادة الوزير ايبان،صفحة 723): لهذا التقدير كان وزن كبير بل حاسم من تقديرات شعبةالاستخبارات العسكرية. فقد كان التوجه بأن احتمالات الحرب ضعيفة وانه فيحالة إقدام السادات على البدء بها (الحرب)، فإنه سيتلقى ضربة بحيث تتعاظمقوة الردع عندنا وليس أن تضعف.
وشرح الوزير ايبان للجنة (التحقيق) بأن مصلحة اسرائيل كانت تقضي بالتخفيضمن حدة توتر التوقعات بنشوب الحرب. واوضح أنه لا يقصد هنا مسألةالاستعدادات، بل قضية التوقعات السياسية. واقتبس الوزير الأقوال التاليةعلى انها تعبر عن توجهه: «نستعد بيقظة وجدية لكل امكانية خطيرة، ولكننا لانتجاهل أن تكون هناك حملة تخويف دولية، وهي حملة لا توجب أن نتعاون معها»(صفحة 738). كما انه ذكر النص الذي قدمه كنصيحة الى الذراع الأمنية،الافتراض بأن حربا ستقع، و(نصيحة) إلى الذراع السياسية بالافتراض أن هناكامكانية لمفاوضات سلام (صفحة 738).
وحسب أقوال الوزير فإنه حتى الرابع من أكتوبر، فإنه حتى الولايات المتحدةالأميركية لم تكن واعية لأزمة قريبة. ففي اليوم نفسه جرى الحديث مع د.كيسنجر (وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت، د. هنري كسينجر)، عن اجراءبحث بين وزير الخارجية حول الخطوات القادمة، عندما يصل السيد ايبان الىنيويورك في المرة القادمة. والهدف كان أن يتم ذلك في فترة ما بعدالانتخابات العامة في اسرائيل، والتي كان مقررا أن تجري في نهاية أكتوبر،حيث سيتواجد في الولايات المتحدة أيضا وزير الخارجية المصري، د. زيات(رسالة وزير الخارجية الى لجنتنا من يوم 74. 1. 29).
41. في ساعات الصباح الباكر من يوم 5 أكتوبر، حسب ساعة نيويورك، وصلت الىالسيد مردخاي شيلو، القائم بأعمال السفير الاسرائيلي في واشنطن (السفيرسمحا دنيتس، تواجد آنذاك في إسرائيل بسبب وفاة والده)، برقية سرية للغاية(وثيقة البينات 89\أ)من مردخاي غزيت، مدير عام ديوان رئيس الوزراء، كانتقد أرسلت من القدس في الساعة 11:40 قبل الظهر حسب توقيت اسرائيل، وهذانصها: «بعد مدة ما ستصل اليكم برقية تلزم بلقاء طارئ مع (وزير الخارجيةالأميركي). استوضح أين هو موجود. في نيويورك أو عندك. أبلغ الأمر لوزيرالخارجية. فإذا كان في نيويورك، انضم اليه في هذا اللقاء. فإذا كان فيواشنطن، التقه وحدك. اللقاء يجب أن يكون مختصرا، فقط أنت وايبان. يجبإجراء اللقاء في ضحى هذا اليوم».
السيد شيلو أبلغ الوزير ايبان فورا بنص البرقية. في المحادثة (بينهما)افترض السيد ايبان أن يكون الموضوع يتعلق بالوضع الأمني، وإلا فلماذا يجبأن يعقد لقاء آخر وطارئا مع د. كسينجر. مع الاستيضاح، تبين أن د. كسينجرموجود في نيويورك وكان مشغولا في لقاءات مع وزراء الخارجية، ولا مجاللتحديد ساعة محددة للقاء بينه وبين الوزير ايبان. ولكن تم الاتفاق على انهحال وصول المادة، يرفع السيد ايبان سماعة الهاتف وحسب المضمون (مضمونالبرقية) يجدا لهما وقتا للقاء أو الاتصال. مرت كل ساعات الصباح ومعظمساعات بعد الظهر والمواد لم تصل. مساعدو د. كسينجر سألوا إن كانوا مازالوا يطلبون المحادثة، إذ أن د. كسينجر سيكون مشغولا في المساء. وقداقترح المساعد العسكري للدكتور كسينجر، الجنرال سكوكروفت، الذي تواجدعندئذ في واشنطن وهو جنرال يتمتع بمكانة عالية في البيت الأبيض والمساعدالسياسي والعسكري لكسينجر في البيت الأبيض (شهادة رئيسة الحكومة، صفحة4502)، وشخصية (أخرى) ذات مكانة هامة، اقترح باسمه وباسم د. كسينجر، بأنيتم تحويل المواد اليه حالما تصل، وهو سيعرف كيف يجد كسينجر في أية لحظةيحتاجونه فيها (شهادة الوزير ايبان، صفحة 742).
في النهاية وصلت البرقية من البلاد، في الساعة 17:30 حسب ساعة نيويورك،وفقا لشهادة الوزير ايبان (صفحة 742). وفي برقية السيد شيلو الى السيدغزيت في الساعة السادسة يبلغ «لقد تلقيت البرقية كاملة في الساعة 16:30»(وثيقة البينات رقم 268)، ونفهم بأن الساعة 17:30 هي الساعة التي سمع فيهاالسيد ايبان في نيويورك عن البرقية. البرقية أرسلت بهلع من السيد غزيت الىالسيد شيلو في الساعة 18:10 حسب توقيت اسرائيل (*) وهذا نصها (وثيقةالبينات رقم 267): «رئيسة الحكومة تطلب ما يلي: 1ـ هذا بلاغ (الى د.كسينجر). الرجاء توصيل مضمونه حرفيا وبدقة». وفي ما يلي مضمون البلاغ،وأهم ما جاء فيه:
«(1) المعلومات المتوفرة لدينا ألزمتنا بان نأخذ بالاعتبار بأن تشكيلاتقوات العدو ناجمة عن دافعين: أـ تقدير بريء من طرف إحدى الدولتين بأنناننوي مهاجمة كلتيهما أو واحدة منهما. ب ـ نيتهما، أو نية إحداهما،لمهاجمتنا.
(2) إذا كان هذا التطور ناجما عن خوفهما من عملية نقوم بها نحن، فإن هذهالمخاوف لا أساس لها من الصحة قطعيا. اننا نريد أن نتعهد له شخصيا بأنه لاتوجد لدى اسرائيل أية نية للبدء بعملية عسكرية ضد سورية أو مصر، بل نحنعلى العكس، ننشد المساهمة في تهدئة التوتر العسكري في المنطقة. لذلك فإننانريد بوساطته (بوساطة د. كيسنجر) اللطيفة أن يبلغ العرب والسوفيات عنتوجهنا، بهدف تبديد مخاوفهم واعادة الهدوء الى المنطقة.
(3) إذا كانت سورية أو مصر تنويان مهاجمتنا، فإن من المهم التوضيح لهماسلفا بأن اسرائيل سترد بشدة وبقوة كبيرة. نريد أن يوصل هذا الى العربوالسوفيات في القنوات المتوفرة لديه.
2ـ بشكل منفرد.. ستحصل على توجيه وتقارير استخبارية .. سلّمّ هذا التوجيه خطيا (الى د. كسينجر)..».
السيد شيلو طلب لقاء مع الجنرال سكوكروفت في واشنطن وسلمه البرقية وكذلكالتقديرات الاستخبارية. الجنرال رد بشكل (بدا منه) «كمن ارتاح»، واضافبأنه طلب في اليوم نفسه مرتين الحصول على تقديرات استخبارية من عناصره وأنالتقدير قال إن مسألة العمليات العربية هي قضية دفاعية (شهادة الوزيرايبان، صفحة 745). وقد أرسل رد الجنرال سكوكروفت الى البلاد، والوزيرايبان ذهب ليصلي صلاة النذر (وهي الصلاة الجماعية التي يقيمها اليهود عشيةكل يوم غفران من السنة وفيها يبتهلون الى الله سبحانه وتعالى أن يلغيالنذور التي قطعوها على أنفسهم ولم يستطيعوا ايفاءها بسبب النسيان اوالخطأ). وقد افترض بان كسينجر سيبلغنا بعد يوم أو أية فترة أخرى من تسلمهالرسالة بما يقوله السوفيات أو السوريون أو المصريون عن الموضوع.
42. في صبيحة اليوم التالي، 6 أكتوبر، في الساعة 6:20 حسب ساعة نيويورك،تلقى الوزير ايبان برقية من الوزير غليلي (وثيقة البينات رقم 88)، كانت قدأرسلت في الساعة 10:15 حسب ساعة اسرائيل، وبموجبها اننا نقف على عتبةبداية هجوم منسق بين مصر وسورية في المساء نفسه، هدفه هضبة الجولان وعبورالقنال، والأردنيون لن يشاركوا فيه. وأن هناك تركيز قوات بتشكيلات دفاعيةهجومية. سفير الولايات المتحدة استدعي الى رئيسة الحكومة في الساعةالعاشرة صباحا. وحسب أقوال السيد ايبان فإن ذلك كان بمثابة انعطاف حاد عنالرسالة التي تلقاها في صباح اليوم السابق (صفحة 742). في الساعة 6:30 أو6:20 اتصل السيد ايبان هاتفيا مع د. كسينجر في فندق وولدوف-استوريا الذيينزل فيه، فأخبره هذا بأنه بدأ يتلقى مقاطع من محادثة رئيسة الحكومة معسفير الولايات المتحدة (في تل أبيب)، كيتينغ. لقد ساد الانطباع لدى ايبانبأن د. كسينجر لم يتخذ إجراء في أعقاب الرسالة من اليوم السابق، فاقترحعلى كسينجر أن يعمل الآن على توضيح أهدافنا ويمنع الهجوم العربي. د.كسينجر من جهته اقترح أن يتصل ايبان مع الأمين العام للأمم المتحدة، د.(كورت) فالدهايم. وبالفعل، توجه د. كسينجر الى وزير الخارجية السوفياتيووزير الخارجية المصري في حوالي الساعة 7:00 – 7:15 (توقيت نيويورك) وأبلغالسيد ايبان بان السفير السوفياتي أعطى جوابا متهربا فيما ادعى المصريونبأن اسرائيل تهاجم في السخنة، وهو ادعاء بلا أي أساس. وقال د. كسينجر إنهلا يؤمن بأننا يمكن أن نفعل امرا كهذا، ولكنه طلب بالحاح أن يحصل على ردمن رئيسة الحكومة، لأنه لا يريد الاعتماد على تخمينات بل على نفي. واتصلالسيد ايبان برئيسة الحكومة في حوالي الساعة 7:30 وهي نفت بالطبع المسالةبشكل قاطع. وبعد ذلك وعلى الفور هاتف السيد ايبان أيضا مدير مكتبه، السيدكدرون، في الساعة 8:00 حسب ساعة نيويورك، الساعة 14:00 بالتوقيتالاسرائيلي، فقال له ان الهجوم قد بدأ قبل عشر دقائق. وتكلم السفير(الاسرائيلي في الأمم المتحدة، يوسف) تكواع مع د. فالدهايم، فأجابه بأنهيفتش عن المصريين والسوريين.
43. من المذكور أعلاه يتضح بأن مهمة السيد ايبان لم تسفر عن نتيجة كماأرادت رئيسة الحكومة، لأن الرسالة والتقرير المرفق بها لم تسلم بتماسمباشر بين وزير الخارجية ود. كسينجر، الذي كان وقتها مثل ايبان فينيويورك. ويتضح أيضا بأن د. كسينجر، لم يعمل في نهاية المطاف بالوقتالملائم، كما أرادت رئيسة الحكومة أن يفعل، أي ان يوضح للمصريين مباشرة أوعن طريق السوفيات، بأنه لا يوجد لدينا هدف هجومي ولكننا سنرد بقوة إذاهوجمنا. ولكن أيضا، تم ارفاق الرسالة بالتقرير الاستخباري (وثيقة البيناترقم 269، أنظر لاحقا البند 49 ي)، الذي كان من المفترض انه مهدئ بالأساسولم يكن فيه ما يعطي الشعور بأن هناك ما هو ملح ومقلق بشكل آني، لابالنسبة للدكتور كسينجر ولا للسيد ايبان. ولكن في الظروف الناشئة من حولتسليم الرسالة والتقرير، كان حسنا من السيد ايبان لو انه تصرف بروح المهمةوسعى للاتصال مع د. كسينجر، ولو هاتفيا، حالما سلمه السيد شيلو المواد،وذلك لكي يضيف الى الرسالة قيمة (أكبر) بفعل وزنه الشخصي. فبهذا كان ممكنامنع الشعور بالشك، حتى لو كان شكا شحيحا، بأن تصرفا كهذا كان سيحفز د.كسينجر على التوجه الى الروس في اليوم نفسه (**). (*) حسب رأينا من المحبذأن يفحص ديوان رئيسة الوزراء ووزارة الخارجية لماذا يحتاجون وقتا طويلاكهذا حتى تصل برقية هلعة ويتم فك رموزها. (**) نشير في هذا السياق الىأقوال السيد ايبان للجنتنا في يوم 29.1.74 : «عندما سافرت مع د. كسينجربالسيارة الى مطار اللد، خلال زيارته في البلاد يوم 16 كانون الثاني 1974،بادر (كسينجر) بنفسه الى إعلاء بعض الذكريات. فقد قال: «أتدري، لقد خلدتللنوم في 5 أكتوبر 1973 بقلب هادئ. فالمواد التي نقلتموها إليّ كانتمطمئنة. صحيح ان السيدة (غولدا) مئير تطرقت لاحتمال حرب بسبب حشد القوات،إلا ان ذكر هذه الامكانية، الذي بدا لي معدوم التأكيد (unemphathic – (غيرحاسم))، أجهض بواسطة التقرير الاستخباري الذي أعطى تفسيرات أخرى للحشودات(العسكرية). وليس هذا فحسب، بل انني كنت قد طلبت تقديرات مستقلة من مصادراستخبارية أميركية في اليوم نفسه، فقالوا انها تشكيلات «دفاعية» في سيناءوالجولان. في نهاية المطاف فكرت بأن أجري شيئا من جس النبض لدى السوفياتوالمصريين في اليوم التالي، لكن حصيلة المواد التي أرسلتموها من القدس لمتكن لتصلح أساسا لخوف عاجل عندي».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

جيش تونس

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

 مواضيع مماثلة

-
» تونس: الاستثمارات الخارجية في تونس ترتفع ب 35 بالمائة في جانفي وفيفري (هيئة)
» تاريخ ~ تونس || صور دبابات الحرب العالمية الثانية (WWII) في تونس
» تونس وإيران:إمكانيات واسعة للتعاون بين البلدين ماذا عن تونس
» أسلحة فرنسية لفائدة تونس ..بتمويل إماراتي
»  تونس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: التاريخ العسكري - Military History :: شمال افريقيا-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019