أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
سورية.. العنوان الدائم للاخفاق الاسرائيلي بن كاسبيت
13/03/2008
تخيلوا ان اسحق رابين، او بنيامين نتنياهو او ايهود باراك كانوا خطوا الخطوة الصغيرة الاخري وعقدوا اتفاق سلام مع سورية. كان رابين قريباً لكن الطاقة التي بذلها في القناة الفلسطينية منعته وكان نتنياهو قريباً، بل قريبا جداً لكنه لم يملك الشجاعة. اما باراك فأوشك ان يكون هناك، لكنه اضاع الفرصة في آخر لحظة. كل واحد من هؤلاء بدوره، جزء من اخفاق تاريخي عظيم، لا يغتفر، نجرب نتائجه علي جلودنا الان. علي حسب ما يقول جهاز الاستخبارات غير العرب توجههم. لم تعد جيوش نظامية والاف الدبابات وحرب حركة لاحتلال اسرائيل وطرح اليهودي في البحر. اصبح موجوداً الان محور شر آخر، اشد احكاماً ولا يقل خطراً. أخذت دائرة الارهاب تضيق علي الجدران، والاف الصواريخ والقذائف تستطيع ان ترشق اي نقطة في اسرائيل، ومظلة نووية ايرانية قريبة. ان اجهزة الارهاب والصواريخ تنسق العمل بينها وتعمل تحت سقف واحد وقيادة مشتركة. لسورية دور رئيسي في هذا النظام. وهكذا بصبر ودأب يخططون لتحطيم معنويات اسرائيل، وهدم احساس مواطنيها بالامن وتحليله. تخيلوا الان ان الاسد لم يكن عضواً في هذا المحور. وان سورية لم تسلح حزب الله، ولم تكن متصلة بايران. ان وضعاً آخر، مخالفاً علي نحو حاد، افضل كثيراً من الوضع الحالي، وضعاً تعزل فيه ايران، ويكون حزب الله صغيراً وضعيفا وتبحث المنظمات الارهابية عن ملجأ في اليمن او طهران ويكون لبنان مستقراً له علاقات سلمية باسرائيل ويكون الشرق الاوسط كله اقل عرضة للانفجار. بيد ان الوضع مختلف تماما. والمسؤولية عن ذلك ملقاة علي عمي القيادة الإسرائيلية علي اختلاف اجيالها. ويشتمل ذلك علي الزعيم الحالي بقدر كبير. لن تساعد ايهود اولمرت التعليلات. والقصص والظروف الخاصة. فاخفاق اولمرت هذا اكبر كثيرا من سائر اخفاقاته. يقول رجال اولمرت دفاعاً عنه انه لا يملك قوة اقناع شعب اسرائيل بالتخلي عن هضبة الجولان. لا يوجد احتمال سياسي لهذا الاجراء. يجب ان نضيف عيباً عليه، ان هذه مشكلته. فالزعامة لا تقاس بساعات السكينة والنجاح بل بأزمان الازمات. الا يوجد احتمال سياسي؟ عملك ان تخلقه. اذا كنت تعلم مبلغ اهمية اخراج سورية عن محور الشر وعن طريق الارهاب، فعملك ان تقنع شعب اسرائيل. واذا لم تكن قادرا علي فعل ذلك فامض الي البيت. الفريق جابي اشكنازي، واللواء عاموس يدلين، واللواء احتياط عاموس جلعاد، واللواء احتياط اهرون زئيفي (فركش)، وقائد منطقة الشمال جادي ايزنكوت، واللواء احتياط موشية كابلنسكي، واللواء تال روسو، والفريق احتياط ايهود باراك، والفريق احتياط موشيه يعلون، واللواء اوري سجي، والفريق احتياط امنون ليبكن ـ شاحك، ورؤساء مجلس الامن القومي علي اختلاف اجيالهم، كل هؤلاء قائمة جزئية جداً من افراد الاختصاص الذين يعتقدون انه يمكن ويجب اخراج سورية من دائرة العداء وضمها الي طريق السلام، او محاولة ذلك علي الاقل. وبإزائهم يخالفهم الرأي رئيس الموساد مئير دغان فقط. اختار اولمرت الطريق السهل طريق دغان. فلا توجد فيه مقامرة، ولا مخاطرة مباشرة، ولا مضيٌ في رحلة سياسية وقيادية مرهقة. في مقابل ذلك اختار اولمرت ان ينثر علينا غبار سلام وهمياً علي شكل عملية أنابوليس. وهكذا استنزف مرة اخري الطاقة المحدودة لرئيس الحكومة في اسرائيل في الاتجاه غير الصحيح، لاسباب سياسية غير ذات صلة (اجتياز تقرير فينوغراد بسلام). وها هو ذا اولمرت قد اجتاز فينوغراد. والسؤال ماذا عنا؟ هل سنجتاز جملة التهديدات التي سمعت، واضحة صائبة، في جلسة الحكومة في يوم الاحد الاخير؟ ليس ذلك واضحاً. يجب علينا ان نقول ان المسؤولية كلها علي اولمرت. بكامل ثقلها.