هل تستطيع موسكو سحب البساط من تحت أقدام واشنطن في الشرق الأوسط؟
23.06.2015
هل ستكون روسيا قادرة على إيجاد توازن بين مصالح إيران والمملكة العربية السعودية؟
كتب المحلل السياسي البرازيلي "بيبي اسكوبار" أن زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية قد تغير من موازين القوى في الشرق الأوسط والمعركة الجيوسياسية الكبرى بين دول البريكس والولايات المتحدة
وأشار إلى الاتصالات المستمرة بين موسكو والرياض قبل الزيارة، إذ كان الرئيس فلاديمير بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على اتصال دائم عبر الهاتف قبل أسبوع من الزيارة.
ويعتقد بيبي اسكوبار أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوفد السعودي ولي ولي العهد قد ناقشا خلال اللقاء الآفاق المستقبلية لنمو أسعار النفط، وربما تشكيل "تحالف نفطي".
ويقول المحلل: "إن إنشاء مثل هذا "الاتحاد الودي" سيؤدي حتما إلى زيادة أسعار النفط، أما بوتين فسوف يحرز الفوز الكبير في السياسة الخارجية على أولئك الذين يقفون في طريق روسيا إلى التعددية القطبية. وعلاوة على ذلك، فإن موسكو قادرة الآن على إضافة المملكة العربية السعودية إلى قائمة المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية".
وأشار إلى التقارب المتناقض بين روسيا والمملكة العربية السعودية.
وأكد على أن روسيا تدرك حقيقة استخدام السعودية للوبي الإسرائيلي من أجل تحقيق مصالحها داخل المؤسسات الأمريكية. هذا وقد شعرت الرياض بخيبة أمل شديدة من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة وبدأت تبحث عن خيارات أخرى لإقامة شراكات مع اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط على خلفية الاتفاق بين الغرب وإيران بشأن البرنامج النووي، إذ أن إمكانية انفتاح طهران على الغرب ورفع الحظر المحتمل يسبب قلقا للمملكة.
وأشار الخبير إلى أن روسيا تستخدم السعودية للحصول على امتيازات من إيران في مجال تصدير موارد الطاقة بعد رفع الحظر. كما بإمكان روسيا وإيران الاشتراك في الأسواق الأوروبية، ولكن ليس قبل عام، لأن طهران لن تنضم إلى منظمة شنغهاي للتعاون قبل تلك الفترة.
ويضيف المحلل: "لذلك لا نتوقع تحولا مفاجئ لإيران باتجاه الغرب، كما يحلم المحافظون الجدد الأمريكيون. وستعمل طهران على تعزيز قوتها الإقليمية وتطبيع العلاقات الاقتصادية الطبيعية مع أوروبا. والأهم من ذلك أن إيران ستسرع من وتيرة الاندماج مع المجتمع الأوراسي، وهو ما يعني تعزيز العلاقات مع روسيا والصين".
ويرى المحلل أن هذه "الدراما" الجيوسياسية ستساعد على تطوير البريكس، وخاصة روسيا والصين اللتان تزيدان من نفوذهما في الشرق الأوسط. وستكون واشنطن حينئذ الطرف الخاسر.
ويتابع اسكوبار: "ليس من الواضح بعد ما إذ كانت زيارة الأمير السعودي إلى روسيا محاولة يائسة للرياض من أجل الحصول على تنازلات من واشنطن، ولكن في حال النظر بجدية إلى إمكانية مثل هذا التحالف، فمن المؤكد أن روسيا ستكون قادرة على إيجاد توازن بين مصالح إيران والمملكة العربية السعودية". وأشار إلى أن اتجاه روسيا نحو الشرق الأوسط سيكون ناجحا للمؤسسات السياسية، كما كان تحول موسكو باتجاه الشرق أو المبادرة الصينية بشأن الحزام الاقتصادي "طريق الحرير".
http://sptnkne.ws/v5N