الفلسطينيون يقدمون أدلة ضد إسرائيل للجنائية الدولية
قدمت السلطة الفلسطينية، الخميس، الأدلة الأولى على جرائم حرب إسرائيلية إلى المحكمة الجناية الدولية، في محاولة لتسريع تحقيق المحكمة بشأن انتهاكات ارتكبت خلال حرب غزة في العام الماضي.
وقد يضع هذا التحرك إسرائيل في مأزق، لأنه يتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستتعاون مع تحقيق المحكمة الدولية، أو ستجد نفسها معزولة ضمن عدد قليل من البلدان التي ترفض العمل مع مدعي المحكمة.
وتنفي إسرائيل المزاعم بأن قواتها ارتكبت جرائم حرب خلال حرب غزة في العام 2014، فيما تتهم الفصائل المسلحة التي تسيطر على القطاع بـ "ارتكاب فظائع بإطلاق آلاف الصواريخ على تجمعات سكنية إسرائيلية".
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خارج مبنى المحكمة بعدما اجتمع مع كبيرة المدعين فاتو بنسودا إنه "قدم ملفات عن صراع غزة والمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة، ومعاملة السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل".
وقال المالكي أيضا إن "فلسطين هي اختبار لمصداقية الآليات الدولية.. اختبار لا يملك العالم رفاهية أن يفشل فيه. فلسطين قررت أن تسعى لنيل العدالة وليس الثأر".
وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في أغسطس الماضي، 50 يوما من القتال بين المسلحين في غزة وإسرائيل. وقال مسؤولون صحيون إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم مدنيون، فيما تقول إسرائيل إن قتلاها 67 جنديا وستة مدنيين.
وقال محققون تابعون للأمم المتحدة، الاثنين، إن "إسرائيل والجماعات الفلسطينية ارتكبت تجاوزات خطيرة للقانون الإنساني الدولي خلال الصراع قد تصل إلى حد جرائم الحرب".
وتحقق المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي - والتي لا تملك قوة شرطة أو سلطات خاصة بها لإنقاذ القانون - في أمر الجرائم المزعومة من طرفي الصراع، لكنها لا تستطيع أن تلزم إسرائيل بأن تقدم لها معلومات.
وانضمت السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية في أبريل الماضي، وفتحت بنسودا تحقيقا أوليا في ما يتعلق بغزة. لكن إسرائيل تملك تأثيرا كبيرا على مسار تحقيقات المحكمة لأن مسؤولي المحكمة لن يستطيعوا الوصول إلى المواقع التي ارتكبت فيها الانتهاكات المزعومة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة إلا عبر مطارات إسرائيل.
ونظرا لأن إسرائيل ليست عضوا في المحكمة فهي ليست ملزمة بالتعاون مع التحقيق رغم الضغوط الدولية عليها لعمل ذلك. لكن مقاطعة المدعين قد تضع إسرائيل في موقف حرج.
العربية